المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب: البر والصلة - التبيان في تخريج وتبويب أحاديث بلوغ المرام - جـ ١١

[خالد بن ضيف الله الشلاحي]

الفصل: ‌باب: البر والصلة

‌باب: البر والصلة

1453 -

عن أبي هُريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَن أحَبَّ أنْ يُبْسَطَ لَهُ في رِزقِهِ، وأن يُنْسَأَ له في أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ" أخرجه البخاري.

رواه البخاري (5985)(1) قال: حدثني إبراهيم بن المنذر، حدثنا محمَّد بن معن، قال: حدثني أبي، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من سره أن. . .". فذكره كذا بلفظ "من سره".

وأما لفظ "من أحب" فهو متفق عليه من حديث أنس بن مالك. فقد رواه البخاري (2067)(5986)، ومسلم 4/ 1982، وأبو داود (1693)، والبيهقيُّ 7/ 27، كلهم من طريق ابن شهاب، قال: أخبرني أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: . . فذكره بلفظ حديث الباب.

* * *

1454 -

وعن جُبَيرِ بنِ مُطْعِمٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَدخُلُ الجنَّةَ قاطعٌ" يعني: قاطعَ رَحِمٍ. متفق عليه.

(1) لم يخرجه البخاري إلا في هذا الموضع كما في "تحفة الأشراف" 9/ 499.

ص: 271

رواه البخاري (5984)، ومسلم 4/ 1981، وأبو داود (1696)، والترمذي (1909)، وأحمد 4/ 80 و 83 و 84 كلهم من طريق ابن شهاب، أن محمَّد بن جبير بن مطعم قال: إن جبير بن مطعم أخبره أنَّه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: . . . فذكره. زاد الترمذي: قال ابن أبي عمر: قال سفيان: يعني قاطع رحم.

* * *

1455 -

وعن المُغيرةِ بن شُعْبَةَ رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ اللهَ حَرَّم عليكم عُقوقَ الأُمهاتِ، وَوَأْدَ البناتِ، وَمَنْعًا وهاتِ، وكَرِهَ لكُم قِيلَ وقال، وكثرةَ السؤالِ، وإضاعةَ المالِ" متفق عليه.

رواه البخاري (5975)، ومسلم 3/ 1341، وأحمد 4/ 246 و 249 كلهم من طريق وَرَّادٍ مولى المغيرة بن شعبة، عن المغيرة بن شعبة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: . . . فذكره.

* * *

1456 -

وعن عبد الله بنِ عمرٍو رضي الله عنهما عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "رِضا اللهِ في رضا الوالدينِ، وسَخَطُ اللهِ في سَخَطِ الوالدينِ" أخرجه الترمذي وصححه ابن حبَّان والحاكم.

ص: 272

رواه الترمذي (1900)، وابن حبان 2 / رقم (429)، والبغويُّ في "شرح السنة" 13/ 12 رقم (3424)، والحاكم 4/ 168 كلهم من طريق شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو به مرفوعًا.

ورواه عن شعبة كلٌّ من خالد بن الحارث وعبد الرحمن بن مهدي.

قلت: في إسناده عطاء العامري. ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 463، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 339 ولم يوردا فيه جرحًا ولا تعديلًا، . بل قال ابن القطان في كتابه "بيان الوهم والإيهام" 4/ 120: وعطاء العامري والد يعلى بن عطاء، مجهول الحال، لا تعرف له رواية إلا هذه (1)، وأخرى عن عبد الله بن عمرو بن العاص، ولا يعرف روى عنه غير ابنه يعلى، وهو وإن كان ثقة، فإن روايته عنه غير كافية في المبتغى من ثقته. أهـ.

وقال الذهبي في "الميزان" 3/ 78: عطاء العامري والد يعلى عن أوس الثقفي لا يعرف إلا بابنه أهـ.

وذكره ابن حبَّان في "الثقات" 5/ 202.

وفي الحديث علة أخرى، فقد خالف عبدَ الرحمن بن مهدي وخالدَ بن الحارث في رفع هذا الحديث جمعٌ من الثقات فقد رواه الترمذي ضمن رقم (1900). قال: ثنا محمَّد بن بشار، حدثنا

(1) أي حديث رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى كِظَامةَ قومٍ فتوضأ، ومسح على نعليه وقدميه أخرجه أبو داود (160).

ص: 273

محمد بن جعفر، عن شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو نحوه ولم يرفعه.

وتابع محمدَ بن جعفر على وقفه آدمُ عند البخاري في "الأدب المفرد" 1/ 33 - 34.

وتابعهما أيضًا النضر بن شميل عند البغوي في "شرح السنة" 13/ 11 رقم (3423).

قال الترمذي 6/ 159 عن رواية محمَّد بن جعفر: وهذا أصح.

وهكذا روى أصحاب شُعبة، عن شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو موقوفًا، ولا نعلم أحدًا رفعه غير خالد بن الحارث عن شعبة، وخالد بن الحارث ثقة مأمون. وقال: سمعت محمَّد بن المُثنى يقول: ما رأيت بالبصرة مثل خالد بن الحارث، ولا بالكوفة مثل عبد الله بن إدريس. أهـ. وقال أيضًا الترمذي في "العلل الكبير" 2/ 793: أصحاب شعبة لا يرفعون هذا الحديث. ورفعه خالد بن الحارث. أهـ.

وقد تابع خالدَ بن الحارث على رفعه عبدُ الرحمن بن مهدي كما عند الحاكم.

وذكر الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2/ 30 متابعة ثالثة لأبي إسحاق الفزاري عند أبي الشيخ وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 4/ 76 / 1 ثمَّ قال الألباني: وأبو إسحاق هذا هو إبراهيم بن محمَّد بن الحارث، وهو إمام ثقة حافظ محتج به في "الصحيحين" أيضًا، فهؤلاء ثلاثة من الثقات الأثبات اتفقوا على رواية الحديث عن

ص: 274

شعبة مرفوعًا، فثبت الحديث بذلك، وأن قول الترمذي إن الموقوف أصَحُّ، إنما هو باعتبار أنَّه لم يُعلم أحدٌ رفعه غير خالد بن الحارث، أما وقد وجدنا غيره قد رفعه، فالرفع أصح. أهـ.

وقال الحاكم 4/ 168: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه أهـ ووافقه الذهبي.

وفيه نظر فإن عطاء العامريَّ ليس من رجال مسلم.

وقال الخليلي في "الإرشاد" 2/ 805: هذا حديث عزيز من حديث شعبة جوده عنه زيد بن أبي الزرقاء الموصلي وسهل بن حماد بن غياث والحسين بن الوليد وغيرهم أوقفوه عن عبد الله بن عمرو. أهـ.

* * *

1457 -

وعن أنسٍ رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال "والذي نفسِي بيدِهِ؛ لا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حتَّى يُحِبّ لجاره أو لأخيه ما يُحِبّ لنفسِهِ" متفق عليه.

رواه البخاري (13)، ومسلم 1/ 67، والنسائيُّ 8/ 114 - 115، وابن ماجه (66)، كلهم من طريق شعبة، عن قتادة، عن أنس مرفوعًا.

هكذا عند مسلم وابن ماجه بلفظ الشك. "لجاره أو لأخيه" وعند البخاري والنسائيُّ بلفظ: "حتى يحب لأخيه" بدون ذكر الجار.

ص: 275

1458 -

وعن ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه قال: سألتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ الذنبِ أعظمُ؟ قال: "أنْ تجعلَ للهِ نِدًّا، وهو خَلقَكَ" قلت: ثمَّ أيُّ؟ قال: "ثمَّ أنْ تَقتُلَ ولدَكَ؛ خشيةَ أنْ يأكلَ معكَ" قلت: ثمَّ أيُّ؟ قال: "ثمَّ أنْ تُزانيَ حَليلةَ جارِكَ" متفق عليه.

رواه البخاري (4477)، ومسلم 1/ 90، وأبو داود (2310)، والترمذي (3181)، والنسائيُّ 7/ 89 - 90، كلهم من طريق أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل، عن ابن مسعود به مرفوعًا.

* * *

1459 -

وعن عبد الله بن عمرِو بن العاصي رضي الله عنهما أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "مِن الكبائرِ: شَتْمُ الرَّجُلِ والدَيهِ" قيل: وهل يَسُبُّ الرَّجلُ والديه؟ قال: "نعم، يَسُبُّ أبا الرَّجُلِ، فيسُبُّ أباه، ويَسُبُّ أُمَّه، فيسُبُّ أُمَّه". متفق عليه.

رواه البخاري (5973)، ومسلم 1/ 92، وأبو داود (5141)، والترمذي (1903)، كلهم من طريق سعد بن إبراهيم عن حميد بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه به مرفوعًا.

* * *

ص: 276

1460 -

وعن أبي أيوبَ رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يَحِلُّ لمسلمٍ أنْ يَهجُرَ أخاه فوقَ ثلاثِ ليالٍ، يَلتقيانِ، فيُعرضُ هذا، ويُعرضُ هذا، وخيرُهما الذي يبدأُ بالسلام". متفق عليه.

رواه مالك في "الموطأ" 2/ 906 - 907، وعنه رواه البخاري (6077)، ومسلم 4/ 1984، وأبو داود (4911) عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي أيوب الأنصاري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: . . . فذكره.

* * *

1461 -

وعن جابرٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "كلُّ معروفٍ صَدَقَةٌ". أخرجه البخاريُّ.

رواه البخاري (6021) قال: حدثنا علي بن عياش، حدثنا أبو غسان، قال: حدثني محمَّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما به مرفوعًا.

* * *

1462 -

وعن أبي ذَرٍّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَحْقِرَنَّ مِن المعروفِ شيئًا، ولو أنْ تَلْقَى أخاكَ بوجهٍ طَلْقٍ".

ص: 277

رواه مسلم 4/ 2026، والترمذي (1834)، كلاهما من طريق أبي عامر، عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، قال: قال لي النبيُّ صلى الله عليه وسلم: . . . فذكره.

زاد الترمذي: "وإنِ اشتريتَ لحمًا أو طَبختَ قِدْرًا فأكثِرْ مرقتَه واغْرِفْ لجاركَ منه".

* * *

1463 -

وعنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا طَبَخْتَ مَرَقَةً، فأكثِرْ ماءَها، وتَعاهَدْ جيرانَكَ" أخرجهما مسلم.

رواه مسلم 4/ 2025، والترمذي (1834)، وابن ماجه (3362) كلهم من طريق أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، قال: . . . فذكره، واللفظ لمسلم، وسبق لفظ الترمذي عند الحديث السابق.

وعند ابن ماجه بلفظ: "إذا عملتَ مَرَقَةً، فأكثرْ ماءَها، واغترفْ لجيرانك منها".

* * *

1464 -

وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَن نَفَّسَ عن مؤمنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدنيا، نَفّسَ عنه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ، ومَن يَسَّرَ على مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللهُ عليه في

ص: 278

الدنيا والآخرةِ، ومَن سَتَرَ مُسلمًا سَتَرَهُ اللهُ في الدنيا والآخرةِ. واللهُ في عَوْنِ العبدِ ما كان العبدُ في عونِ أخيه" أخرجه مسلم.

رواه مسلم 4/ 2074، وأبو داود (4946)، والترمذي (1391)، وأحمد 2/ 252، كلهم من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَن نَفَّسَ. . ." فذكره، وتمامه عند مسلم وأحمد:"ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة. وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدراسونه إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمه، وحفَّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده. ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه".

* * *

1465 -

وعن أبي مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَن دَلَّ على خيرٍ، فَلَهُ مِثلُ أجرِ فاعلِهِ" أخرجه مسلم.

رواه مسلم 3/ 1506، وأبو داود (5129) والترمذي (2672)، وأحمد 4/ 120 و 5/ 274، وابن حبان في "صحيحه"(289) كلهم من طريق الأعمش، عن أبي عمرو الشيباني، عن أبي مسعود الأنصاري به مرفوعًا.

وفي أوله قصة بلفظ قال: جاء رجل إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: إني أُبدع بي فاحْمِلْني. فقال: "ما عندي" فقال رجل: يا رسول الله! أنا أدله على مَن يحمله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من دلّ. . ." فذكره.

ص: 279

1466 -

وعن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَن استعاذَكُمْ باللهِ فأَعِيذُوهُ، ومَن سألَكُم باللهِ فأعطُوهُ، ومَن أتَى إليكم معروفًا فكافِئُوهُ، فإنْ لم تجدوا، فادعُوا له". أخرجه البيهقي.

رواه أبو داود (1672) و (5109) والنسائيُّ 5/ 82، وأحمد 2/ 68 و 99 و 127، والحاكم 1/ 572، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 56، وابن حبان (3400)، والطبراني في "الكبير" 12 / رقم (13466) و (13465) والبيهقيُّ 4/ 199، كلهم من طريق الأعمش، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمر به مرفوعًا.

قلت: رجاله ثقات، أخرج لهم الشيخان. وقد رواه عن الأعمش كلٌّ من جرير بن عبد الحميد، وأبو عوانة، وعمار بن رُزَيق، وعبد العزيز بن مسلم، وحبان بن علي، جميعهم عن الأعمش به.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. فقد تابع عمارَ بن رزيق على إقامة هذا الإسناد أبو عوانة، وجرير بن عبد الحميد، وعبد العزيز بن مسلم القسملي، عن الأعمش. أهـ.

ووافقه الذهبي. وقال الألباني في "الإرواء" 6/ 60 وفي "السلسلة الصحيحة" 1/ 454: وهو كما قالا. أهـ.

وقال ابن مفلح في "الفروع" 6/ 306 عن حديث ابن عباس وابن عمر: هما حديثان جيدان. أهـ.

ص: 280

وقال النووي في "المجموع" 6/ 245 و"الأذكار" ص 318 و"رياض الصالحين" ص 486: حديث صحيح، رواه أبو داود والنسائيُّ بإسناد "الصحيحين"، وفي رواية البيهقي "فأثنوا عليه"، أهـ.

وقد ورد في إسناده اختلاف والمحفوظ ما ذكرناه، وقد بيَّن هذا الاختلاف الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1/ 455. وقد ورد طرف الحديث الأوّل من حديث ابن عباس.

فقد روى أبو داود (5108)، وأحمد رقم (2248) من طريق خالد بن الحارث، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي نُهيك، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سألكم بوجهِ اللهِ فأعطوه" هكذا ولم يذكر. "ومن صنع إليكم. . .".

وقوَّى الألباني الحديث: فقال في "السلسلة الصحيحة" 1/ 453 - 454: هذا سند جيد إن شاء الله تعالى، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين، غير أبي نهيك واسمه عثمان. . . ثمَّ ذكر ما ورد في جهالته وقال أيضًا في "صحيح الجامع" (6020): حسن. أهـ.

وقد أعل البخاري رحمه الله هذا الحديث. قال الترمذي في "العلل الكبير" 2/ 923: سألت محمدًا عن هذا الحديث، فقال سعيد بن أبي عروبة يسند هذا الحديث عن قتادة، وغيره يقول خلاف هذا ولا يسند أهـ. وقال أيضًا الترمذي: قال محمَّد: وأبو نهيك هو خراساني مروزي، ولم يعرف محمَّد اسمه. أهـ.

ص: 281

وقد ورد حديث نحو آخر حديث ابن عمر وذلك من حديث أسامة بن زيد. فقد رواه الترمذي (2036) قال: حدثنا الحسين بن الحسن المروزي بمكة وإبراهيم بن سعيد الجوهري، قالا: حدثنا الأحوص بن جوَّاب، عن سعير بن الخِمْسِ، عن سليمان التيميِّ، عن أبي عثمانَ النهديِّ، عن أسامة بن زيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن صُنِع إليه معروفٌ، فقال لفاعله: جزاك الله خيرًا فقد أبلغَ في الثناء".

قال الترمذي 6/ 234: هذا حديث حسن جيد غريب، لا نعرفه من حديث أسامة بن زيد إلا من هذا الوجه. وقد روي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. وسألت محمدًا فلم يعرفه. أهـ.

وقد صححه الألباني كما في "صحيح الجامع"(6368).

وفي هذا نظر. فقد أنكر الأئمة هذا الحديث. قال الترمذي في "العلل الكبير" 2/ 803: سألت محمدًا عن هذا الحديث. فقال: هذا منكر، وسعير بن الخمس كان قليل الحديث، ويروون عنه مناكير قلت له: فمالك بن سعير؟ قال: هذا مقارب الحديث. وهو ابنه. أهـ.

بل جزم أبو حاتم بأن هذا الحديث موضوع. فقال في "العلل"(2197): هذا حديث عندي موضوع بهذا الإسناد. أهـ.

تنبيه: في عزو الحافظ ابن حجر في "البلوغ" حديث ابن عمر إلى البيهقي قصور ظاهر، لأنَّ الحديث رواه أبو داود والنسائيُّ وأحمد كما سبق.

* * *

ص: 282