المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب: السبق والرمي - التبيان في تخريج وتبويب أحاديث بلوغ المرام - جـ ١١

[خالد بن ضيف الله الشلاحي]

الفصل: ‌باب: السبق والرمي

‌باب: السبق والرمي

1313 -

عن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قال: سابقَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالخيلِ التي قد أُضمِرَتْ من الحَفياءِ، وكان أمدُها ثَنِيّةَ الوَداعِ، وسابقَ بين الخيلِ التي لم تُضْمَرْ من الثنيةِ إلى مسجد بني زُرَيق، وكان ابنُ عمرَ فيمن سابق. متفق عليه. زاد البخاري: قال سفيان: من الحفياء إلى ثنيَّة الوداع خمسة أميالٍ أو ستة، ومن الثنية إلى مسجد بني زريق ميل.

رواه البخاري (420) و (2868)، ومسلم 3/ 1491، وأبو داود (2575)، والنسائي 6/ 226، والترمذي (1699)، وأحمد 2/ 5 و 11 و 56، والدارقطني 4/ 300، وابن حبان 10/ 541، كلهم من طريق نافع، عن عبد الله بن عمر، قال .. فذكره.

* * *

1314 -

وعنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم سَبَّق بين الخيلِ، وفَضَّل القُرَّحَ في الغايَةِ. رواه أحمد وأبو داود وصححه ابن حبان.

رواه أحمد 2/ 157، وأبو داود (2577)، وابن حبان 10/ 543، والدارقطني 4/ 299، كلهم من طريق عقبة بن خالد، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم:

فذكره

ص: 67

قلت رجاله ثقات، وإسناد قوي ظاهره الصحة.

قال ابن الملقن في "تحفة المحتاج" 2/ 555: إسناده على شرط الصحيح اهـ. وقال ابن عبد الهادي في "المحرر" 2/ 510: إسناد صحيح.

وقال الألباني في "صحيح سنن أبي داود"(2247) صحيح اهـ.

قال العقيلي في "الضعفاء" 3/ 355 حدثنا عبد الله قال سألت أبي عن عقبة بن خالد السكوني فقال. يقال له المجدر، فقلت: هو ثقة؟ فقال. أرجو إن شاء الله.

والحديث في السبق قد روي بإسناد جيد: أن النبي صلى الله عليه وسلم سابق بين الخيل وليس يذكر هذه اللفظة فضل القرح غير عقبة اهـ. ولما ذكر ابن عبد البر في "التمهيد" 14/ 79 لفظة "وفضل القرح" قال هذا لفظ حديثه ولم يقل ذلك في هذا الحديث أحد غير عقبة بن خالد هذا، وقد وجدت له أصلًا فيما رواه أبو سلمة التبوذكي. فذكر طريقًا آخر للحديث.

* * *

1315 -

وعن أبي هُريرةَ رضي الله عنه قال. قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا سَبَقَ إلا في خُفٍّ أوْ نَصْلٍ أو حافِرٍ". رواه أحمد والثلاثة وصححه ابن حبان.

رواه أبو داود (2574)، والترمذي (1700)، والنسائي 6/ 226، وأحمد 2/ 474، وابن حبان 10/ 544، والطبراني في "الصغير"(50)،

ص: 68

والبيهقي 10/ 16، والبغوي في "شرح السنة"(2653) كلهم من طريق ابن أبي ذئب، ص نافع بن أبي نافع، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكره.

قلت: رجاله ثقات وإسناده قوي.

قال الترمذي 6/ 23 هذا حديث حسن اهـ وأقره عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" 3/ 9. وقال ابن القطان في كتابه "بيان الوهم والإيهام" 5/ 383 - 384. وإسناده عندي صحيح، ورواته كلهم ثقات. اهـ. ثم ذكر إسناد أبي داود والترمذي وقال فهو صحيح والله أعلم اهـ.

ولهذا قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" 4/ 178 صححه ابن القطان وابن دقيق العيد، وأعل الدارقطني بعضها بالوقف اهـ.

وقال ابن الملقن في "البدر المنير" 9/ 419: قال ابن الصلاح وقال ابن القطان إنه حديث صحيح، ولما ذكره الشيخ تقي الدين في "الإلمام" قال عن يحيى بن معين إن نافع بن أبي نعيم ثقة.

وقال الألباني في "الإرواء" 5/ 333 إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات اهـ.

ورواه النسائي 6/ 227 وابن ماجه (2878)، وأحمد 2/ 256 و 425، والبيهقي 10/ 16 كلهم من طريق محمَّد بن عمرو، عن أبي الحكم مولى بني ليث، عن أبي هريرة به دون ذكر "نصل". وزاد البيهقي قال محمَّد بن عمرو يقولون "أو نصل".

ص: 69

قلت: أبو الحكم مجهول، وقد توبع، فقد رواه النسائي 6/ 226 قال أخبرنا إبراهيم بن يعقوب، قال حدثنا ابن أبي مريم، قال أنبأنا الليث، عن ابن أبي جعفر، عن محمَّد بن عبد الرحمن، عن سليمان بن يسار، عن أبي عبد الله مولى الجُنْدَعِيِّينَ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لا يَحِلُّ سَبَقٌ إلا على خُفٍّ أو حافرٍ.

وسئل الدارقطني في "العلل" 9 / رقم (1777) عن هذا الحديث فقال يرويه محمَّد بن عمرو، واختلف عنه، فرواه القاسم بن الفضل، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وخالفه جماعة منهم يزيد بن زريع والمحاربي والنضر بن شميل رووه عن محمَّد بن عمر، وعن أبي الحكم مولى الليثيين، عن أبي هريرة وهو الأصح اهـ.

وذكر العقيلي في "الضعفاء" 3/ 461 بعض الاختلاف في إسناده ثم قال: هذا يرويه الناس عن ابن أبي ذئب عن نافع بن أبي نافع عن أبي هريرة وهو الصحيح.

ورواه أحمد 2/ 358 قال: حدثنا إسحاق، ثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، قال. سألت سليمان بن يسار عن السبق فقال: حدثني أبو صالح، قال سمعت أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"لا سبق إلا في خف أو حافر".

قال الألباني في "الإرواء" 5/ 334: فيه عند أحمد ابن لهيعة، وإسناد النسائي صحيح، رجاله كلهم ثقات، غير أبي عبد الله هذا. وقد وثقه العجلي وابن حبان، ثم الحافظ وقال الذهلي: هو نافع

ص: 70

ابن أبي نافع -يعني الذي روى الطريق الأولى- فإن صَحَّ هذا، فهذه الطريق والأولى واحدة. والله أعلم.

وروي الحديث عن ابن عباس وابن عمر بأسانيد ضعيفة:

أولًا: حديث ابن عباس رواه الطبراني في "الكبير" 10/ 314، وابن عدي 4/ 1573، وفي إسناده عبد الله بن هارون، أبو علقمة الفروي وهو ضعيف. ولهذا قال ابن عدي: وهذا أيضًا باطل. ولم أو لعبد الله بن هارون أنكر من هذه الأحاديث التي ذكرتها. اهـ. وبه أعل الحديث الهيثمي في "المجمع" 5/ 263، وابن القيم في "تهذيب السنن" 7/ 176، وابن الملقن في "البدر المنير" 2/ 554، والألباني في "الإرواء" 5/ 334.

ثانيًا: حديث ابن عمر رواه ابن حبان وابن عدي 5/ 1870، وفيه عاصم بن عمر بن حفص وهو ضعيف. وبه أعل الحديث عبد الحق الإشبيلي كما في "الأحكام الوسطى" 3/ 16.

* * *

1316 -

وعنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَن أدخَلَ فَرَسًا بين فَرَسينِ، وهو لا يَأْمَنُ أنْ يُسْبَقَ، فلا بأس به، وإن أمِنَ فهو قِمَارٌ". رواه أحمد وأبو داود، وإسناده ضعيف.

رواه أبو داود (2579)، وابن ماجه (2876)، وأحمد 2/ 505، والدارقطني 4/ 111، والحاكم 2/ 125، وأبو نعيم في "الحلية"

ص: 71

2/ 175 كلهم من طريق سفيان بن حسين، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة به مرفوعًا.

قلت: تكلَّم الأئمةُ في رواية سفيان بن حسين السُّلَمي، عن الزهري. قال الإِمام أحمد: ليس بذاك في حديثه عن الزهري. اهـ. وقال ابن أبي خيثمة، عن يحيىو. ثقة في غير الزهري، لا يدفع، وحديثه عن الزهري ليس بذاك، إنما سمع منه بالموسم. اهـ. وقال النسائي: ليس به بأس إلا في الزهري. اهـ.

وقال ابن حبان في "المجروحين" 1/ 358: سفيان بن حسين بن حسن السلمي من أهل واسط، كنيته أبو محمَّد، يروي عن الزهري المقلوبات. ثم قال أيضًا: وإذا روى عن غيره أشبه حديثيه الأثبات. وذلك أن صحيفة الزهري اختلطت عليه، فكان يأتي بها على التوهم. اهـ.

وقال الحافظ في "التقريب"(2437): ثقة في غير الزهري باتفاقهم. اهـ.

وتابعه سعيد بن بشير، عن الزهري به كما عند أبي داود (2580) وسعيد بن بشير الأزدي ضعَّفه أحمد وابن معين وعلي بن المديني والبخاري والنسائي وغيرهم.

والحديث اختلف في إسناده. قال أبو داود 2/ 35. رواه معمر وشعيب وعقيل عن الزهري، عن رجال من أهل العلم، وهذا أصح عندنا. اهـ.

ص: 72

وأعل الحديث بالوقف، لهذا قال ابن عبد الهادي في "المحرر" 2/ 511: وله علة مؤثرة ذكرها غير واحد من الأئمة. وقال ابن الملقن في "خلاصة البدر المنير" 2/ 406: صححه ابن حزم وأعله جماعات بالوقف.

وروي نحوه موقوفًا فقد رواه مالك في "الموطأ" 2/ 468 عن يحيى بن سعيد؛ أنه سمع سعيد بن المسيب يقول ليس برهان الخيل بأس إذا دخل فيها محلل، فإن سَبَقَ أخذ السبق، وإن سُبقَ لم يكن عليه شيء.

وقال ابن أبي حاتم في "العلل"(2249): سألت أبي عن حديث رواه يزيد بن هارون وغيره عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أيما رجل أدخل فرسًا بين فرسين، وهو يأمن أن يسبق" قال أبي. هذا خطأ، لم يعمل سفيان بن حسين بشيء لا يشبه أن يكون عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأحسن أحواله (1) أن يكون عن سعيد بن المسيب قوله وقد رواه يحيى بن سعيد عن سعيد قوله. اهـ.

وسئل الدارقطني في "العلل" 9 / رقم (1692) عن هذا الحديث فقال: يرويه سعيد بن بشير، واختلف عنه، فرواه عبيد بن شريك، عن هشام بن عمار، عن الوليد بن مسلم، عن سعيد، عن قتادة،

(1) في الأصل "أحوالٍ" ولعل الصواب ما أثبتناه وكذا وقع في "التلخيص الحبير" 4/ 180 و"الفروسية" لابن القيم ص 229.

ص: 73

عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. ووهم في قوله: قتادة. وغيره يرويه عن هشام بن عمار، عن الوليد، عن سعيد بن بشير، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وكذلك رواه محمود بن خالد وغيره عن الوليد، وكذلك رواه سفيان بن حسين عن الزهري وهو المحفوظ. اهـ.

قال ابن القطان في كتابه "بيان الوهم والإيهام" 3/ 480: وإنما علة الخبر ضعف سفيان بن حسين في الزهري، فقد عُهد كثير المخالفة لحفاظ أصحابه، كثير الخطأ عنه، وضعف سعيد بن بشير بالجملة، ومنهم من يوثقه. اهـ.

وقال ابن الملقن في "البدر المنير" 9/ 431. قال ابن القطان هذا الذي قاله أبو داود من أن وقف هذا الحديث هو الأصح عنده ليس بعلة في الحقيقة لو كان سفيان وسعيد رافعاه ثقتين؛ إذ لا بعد أن يكون في الخبر عند الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة مرفوعًا. اهـ.

ولما نقل الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" 4/ 180 تصحيح ابن حزم للحديث، ؛ نقل قول أبي حاتم، ثم قال وكذا هو في "الموطأ" عن الزهري، عن سعيد قوله، وقال ابن أبي خيثمة: سألت ابن معين عنه، فقال. هذا باطل، وضرب على أبي هريرة وقد غَلَّط الشافعيُّ، سفيانَ بن حسين في روايته عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة حديث:"الرِّجْلُ جُبَارٌ" وهو بهذا الإسناد أيضًا.

ص: 74

وقال ابن القيم في "الفروسية" ص 230 - 231: وقد رواه مالك في "الموطأ" عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، أنه قال من أدخل فرسًا. فجعله من كلام سعيد نفسه، وكذلك رواه الأساطين من أصحاب الزهري: معمر بن راشد، وعقيل بن خالد، وشعيب بن أبي حمزة، والليث بن سعد، ويونس بن يزيد الأيلي، وهؤلاء أعيان أصحاب الزهري كلهم رووه عن سعيد بن المسيب من قوله وممن أعلَّه: أبو عبيد القاسم بن سلام (1)، وأعله أبو عمر بن عبد البر في "التمهيد" (2) وقال: هذا حديث انفرد به سفيان بن حسين من بين أصحاب ابن شهاب، ثم أعله بكلام أبي داود وقال بعض الحفاظ: يبعد جدًّا أن يكون الحديث عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعًا، ثم لا يرويه واحد من أصحابه الملازمين له، المختصين به الذين يحفظود حديثه حفظًا، وهم أعلم الناس بحديثه، وعليهم مداره، وكلهم يروونه عنه كأنما من قول سعيد نفسه، وتتوفر هممهم ودواعيهم على ترك وفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهم الطبقة العليا من أصحابه، المقدمون على كل من عداهم ممن روى عن الزهري، ثم ينفرد برفعه من لا يدانيهم ولا يقاربهم لا في الاختصاص به ولا في الملازمة له في الحفظ ولا في الإتقان، وهو معدود عندهم في الطبقة السادسة من أصحاب

(1) راجع "غريب الحديث" 2/ 143.

(2)

راجع "التمهيد" 14/ 87.

ص: 75

الزهري على ما قال أبو عبد الرحمن النسائي -وهو سفيان بن حسين- فمن له ذوق في علم الحديث، لا يشك ولا يتوقف أنه من كلام سعيد بن المسيب لا من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم

وسمعت شيخ الإِسلام ابن تيمية يقول: رفع هذا الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم خطأ، وإنما هو من كلام سعيد بن المسيب. انتهى ما نقله وقاله ابن القيم.

* * *

1317 -

وعن عُقْبَةَ بنِ عامرٍ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو على المِنْبَرِ يَقرأُ: " {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60] ألا إنَّ القُوَّةَ الرَّمْيُ، ألا إنَّ القُوَّةَ الرَّمْيُ، ألا إنَّ القُوَّةَ الرَّمْيُ". رواه مسلم.

رواه مسلم 3/ 1522، وأبو داود (2514)، وابن ماجه (2813)، وأحمد 4/ 156 - 157، كلهم من طريق عمرو بن الحارث، عن أبي علي ثمامة بن شفيٍّ؛ أنه سمع عقبة بن عامر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

فذكره وللحديث طرق أخرى.

* * *

ص: 76

كتاب الأطعمة

ص: 77