الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: الترهيب من مساوئ الأخلاق
1478 -
عن أبي هُريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إيَّاكم والحَسَدَ، فإنَّ الحسدَ يأكُلُ الحسناتِ كما تأكلُ النَّارُ الحطبَ". أخرجه أبو داود.
رواه أبو داود (4903) قال: حدثنا عثمان بن صالح البغدادي، ثنا أبو عامر -يعني عبد الملك بن عمرو-، ثنا سليمان بن بلال، عن إبراهيم بن أبي أسيد، عن جده، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
…
فذكره. وفي آخره زاد أبو داود: أو قال: "العشب".
قلت: في إسناده إبراهيم بن أبي أُسيد المدني البراد. قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 88: سمعتُ أبي يقول: إبراهيم بن أبي أسيد شيخ مدني محله الصدق، اهـ.
وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/ 10 وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب"(175): صدوق. اهـ.
ولكن جد إبراهيم بن أبي أسيد لم يسم، لهذا قال الحافظ ابن حجر في "التهذيب" 1/ 93: روي عن جده ولم يسمه. اهـ.
وقال المنذري في "مختصر السنن" 7/ 226: جد إبراهيم لم يُسم. اهـ.
وقال الألباني في "السلسلة الضعيفة" 4/ 375: رجاله موثقون، غير جد إبراهيم، وهو جهول، لأنه لم يسم. اهـ.
وضعَّف الحديث البخاري فقال في "التاريخ الكبير" 1/ 273 لا يصح اهـ.
وذكر الحديث عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطي" 4/ 267 وسكت عنه. وتعقبه ابن القطان فقال في كتابه "بيان الوهم والإيهام" 4/ 633: سكت عنه وهو لا يصح، لأنه من رواية سليمان بن بلال، عن إبراهيم بن أبي أسيد، عن جده، عن أبي هريرة. وجد إبراهيم لا يعرف من هو، فأما إبراهيم بن أبي أسيد المدني البراد؛ فصدوق اهـ.
* * *
1479 -
ولابنِ ماجَهْ مِن حديثِ أنسٍ نَحوُهُ.
رواه ابن ماجه (4210) قال حدثنا هارون بن عبد الله الحمال وأحمد بن الأزهر، قالا ثنا ابن أبي فُديك، عن عيسي بن أبي عيسي الحنَّاط، عن أبي الزِّناد، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "الحسد يأكل الحسناتِ، كما تأكل النار الحطب والصدقة تطفئ الخطيئة، كما يُطفي الماء النار والصلاة نور المؤمن والصيام جُنَّة من النار".
قال العراقي في "المغني عن حمل الأسفار" 1/ 32 قال البخاري لا يصح وهو عند ابن ماجه من حديث أنس بإسناد ضعيف وفي "تاريخ بغداد" بإسناد حسن اهـ.
قلت: في إسناده عيسي بن أبي عيسي الحناط الغفاري أبو موسى، ويقال: أبو محمد المدني قال البخاري عنه: ضعَّفه علي
عن يحيي القطان. اهـ. وقال عمرو بن علي: سمعت يحيى بن سعيد وذكر عيسي الخياط فلم يرضه، وذكر له حفظًا سيئًا. وقال: كان منكر الحديث، وكان لا يحدث عنه. اهـ. وقال ابن معين: ليس بشيء ولا يكتب حديثه. اهـ. وقال عمرو بن علي وأبو داود والنسائي والدارقطني: متروك الحديث. اهـ. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي مضطرب الحديث. اهـ.
وبه أعل الحديث البوصيري في تعليقه علي "الزوائد". وقال الألباني في "السلسلة الضعيفة" 4/ 374: هذا إسناد ضعيف جدًّا، الحناط هذا متروك. اهـ.
* * *
1480 -
وعنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "ليسَ الشديدُ بالصُّرْعَةِ، إنَّما الشديدُ الذي يَملِكُ نفسَهُ عِندَ الغَضَبِ" متفق عليه.
رواه مالك في "الموطأ" 2/ 906، وعنه رواه البخاري (6114)، ومسلم 4/ 2014، وأحمد 2/ 236 و 517 عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة به مرفوعًا.
* * *
1481 -
وعن ابن عُمَرَ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "الظُّلْمُ ظُلُماتٌ يومَ القيامةِ" متفق عليه.
رواه البخاري (2447)، ومسلم 4/ 1996، والترمذي (2031)، وأحمد 2/ 137 و 156، وأبو داود الطيالسي (2002)، والبيهقي 6/ 93، والبغوي (4610)، كلهم من طريق عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، أخبرنا عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: .. فذكره.
* * *
1482 -
وعن جابرٍ رضي الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: "اتَّقُوا الظُّلْمَ؛ فإنَّ الظُّلْمَ ظُلُماتٌ يومَ القيامةِ، واتقوا الشُّحَّ؛ فإنَّه أهلَكَ مَن كان قبلَكُمْ" أخرجه مسلم.
رواه مسلم 4/ 1996، وأحمد 3/ 323 كلاهما من طريق داود بن قيس، عن عبيد الله بن مقسم، عن جابر به مرفوعًا.
وتمامه: "حَمَلَهُم علي أنْ سَفَكُوا دِماءَهُم، واستَحَلُّوا مَحارِمَهُم".
* * *
1483 -
وعن محمودِ بنِ لَبيدٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أَخوَفَ ما أخافُ عليكم الشِّرْكُ الأصغَرُ. الرِّياءُ" أخرَجَهُ أحمدُ بسندٍ حَسَنٍ.
رواه أحمد 5/ 428 و 429، والبيهقي في "الشعب" 12/ 201 رقم (6412) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عمرو بن
أبي عمرو، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره.
ورواه البغوي في "شرح السنة" 14/ 323 - 324 من طريق إسماعيل بن جعفر، عن عمرو به.
ومحمود بن لبيد ذكر ابن أبي حاتم أن البخاري قال: له صحبة. قال: وقال أبي: لا تعرف له صحبة. اهـ. ورجَّح ابن عبد البر والحافظ أن له صحبة. وقال: جل روايته عن الصحابة. اهـ.
وذكره ابن حبان في "الصحابة" وقال الترمذي: رأي النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو غلام صغير. اهـ.
وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من التابعين. فيمن ولد علي عهد النبي صلى الله عليه وسلم. وذكره مسلم في الطبقة الثانية من التابعين.
وقد اختلف في إسناده، فقد رواه أحمد 5/ 428، ثنا يونس، ثنا ليث، عن يزيد -يعني ابن الهاد- عن عمرو، عن محمود بن لبيد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره. هكذا أسقط عاصم بن عمر من الإسناد، ويظهر أنه سقط في المطبوع لأن الحديث موجود في "أطراف المسند" 5/ 266 وأحال إلي حديث عمرو بن أبي عمرو وفيه عن عاصم. اهـ.
قال المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/ 48: إسناده جيد.
وقال الهيثمي في "المجمع" 1/ 102: رجاله رجال الصحيح. اهـ.
وقال العراقي كما في "المغني" 3/ 294: رجاله ثقات. اهـ.
ورواه الطبراني 4 / رقم (4301) قال: حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي، ثنا عبد الله بن شبيب، ثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن أبي عمر عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن رافع بن خديج مرفوعًا.
قال المنذري 1/ 49: رواه الطبراني بإسناد جيد عن محمود بن لبيد، عن رافع بن خديج، وقيل: إن حديث محمود بن لبيد هو الصواب دون ذكر رافع بن خديج فيه: والله أعلم.
وكذا قال صاحب "تيسير العزيز الحميد" ص 118. وقال الهيثمي في "المجمع" 1/ 102: رجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن شبيب بن خالد وهو ثقة. اهـ.
قلت: عبد الله بن شبيب أبو سعيد الربعي تكلم فيه. قال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث. اهـ واتهمه ابن خراش وقال ابن حبان: يقلب الأخبار ويسرقها. اهـ. ونقل ابن القطان الفاسي أن ابن خزيمة تركه. وقال البيهقي: ليس بالقوي. اهـ.
وقال الذهبي في "الميزان": واهٍ. اهـ.
وروي ابن خزيمة 2/ 67 من طريق سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أيها الناس إياكم وشرك السرائر" قالوا: يا رسول الله! وما شرك السرائر؟ قال: "يقوم الرجلُ
فيصلي، فيزَيِّن صلاتَهُ، جاهدًا، لما يري من نظر الناس إليه، فذلك شرك السرائر".
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" 2/ 291 من هذا الوجه وزاد عن محمود بن لبيد عن جابر بن عبد الله به، ورجاله ثقات، وقد حسن الحديث الألباني كما في "صحيح الترغيب والترهيب" 1/ 17.
وللحديث شاهد من حديث أبي سعيد الخدري رواه ابن ماجه (4204) وأحمد 3/ 30، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1034، والبيهقي في "الشعب" 12/ 202 رقم (6413)، والحاكم 4/ 329، كلهم من طريق كثير بن زيد، عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم من المسيح الدجال". قال: قلنا: بلي. قال: "الشرك الخفي، أن يقوم الرجل يعمل لمكان الرجل" وفي أوله قصه، وعند ابن ماجه:"لما يري من نظر الرجل".
قلت: في إسناده كثير بن زيد، وأيضًا ربيح بن عبد الرحمن وقد تكلم فيهما. وقد صحح الحديث جمع من أهل العلم ولعله بشواهده. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد. اهـ. ووافقه الذهبي، وصححه أيضًا الألباني كما في "صحيح الترغيب والترهيب" (27) و"صحيح الجامع" (2604) وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" 3/ 296: هذا إسناد حسن، وكثير بن زيد وربيح بن عبد الرحمن مختلف فيهما. اهـ.
* * *
1484 -
وعن أبي هُريرةَ رضي الله عنه قال: رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاثٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وَعَدَ أخلفَ، وإذا اُؤْتُمِنَ خانَ" متفق عليه.
رواه البخاري (33) و (2682) ومسلم 1/ 78، والنسائي 8/ 116 - 117، والترمذي -تابع- (2633)، وأحمد 2/ 357، كلهم من طريق أبي سهيل نافع بن مالك بن أبي عامر عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره.
* * *
1485 -
ولهما من حديث عبد الله بن عمرو: "وإذا خاصم فجر".
رواه البخاري (34)، ومسلم 1/ 78، والنسائي 8/ 116، والترمذي (2634)، وأحمد 2/ 198، كلهم من طريق الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، عن عبد الله بن عمرو، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خَلَّةٌ منهن كانت فيه خَلَّةٌ من نفاقٍ حتى يدعها: إذا حدَّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر" وعند البخاري "خَصْلَةٌ" بدل "خَلَّةٌ".
* * *
1486 -
وعن ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سِبابُ المسلمِ فُسُوقٌ، وقِتالُهُ كُفر" متفق عليه.
رواه البخاري (6044)، ومسلم 1/ 81، النسائي 7/ 122، والترمذي (1984)، وابن ماجه (3939)، وأحمد 1/ 385 و 411 و 433 و 454 - 455، كلهم من طريق أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره.
* * *
1487 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إيَّاكُم والظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أكذبُ الحديث" متفق عليه.
رواه مالك في "الموطأ" 2/ 907 - 908، والبخاري (5143)، ومسلم 4/ 1985، وأبو داود (4917)، والترمذي (1989)، كلهم من طريق الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره. وتمامه "ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله! إخوانًا".
* * *
1488 -
وعن مَعْقِلِ بن يسارٍ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما مِنْ عَبْدٍ يَستَرعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً، يموتُ يومَ يموتُ وهُو غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إلا حرَّمَ اللهُ عليه الجنَّةَ" متفق عليه.
رواه البخاري (7150)، ومسلم 1/ 125 و 126، وأحمد 5/ 25 - 27، كلهم من طريق الحسن، قال: عاد عبيد الله بن زياد معقل بن يسار المُزني في مرضه الذي مات فيه. قال: معقل: إني محدثك حديثًا سمعتُه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لو علمتُ أنَّ لي حياةً ما حدثتك. إني سعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"ما مِن عبدٍ يسترعيه الله رعية، يموت وهو غاشٌّ لرعيته؛ إلا حرَّم الله عليه الجنة".
* * *
1489 -
وعن عائشةَ رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شيئًا، فَشَقَّ عليهم، فاشْقُقْ عليه". أخرجه مسلم.
رواه مسلم 3/ 458 قال: حدثني هارون بن سعيد الأيلي، حدثنا ابن وهب، حدثني حرملة بن عبد الرحمن بن شُماسة، قال: أتيت عائشة أسألها عن شيء. فقالت: ممن أنت؟
فقلت: رجل من أهل مصر. فقالت: كيف كان صاحبكم لكم في غزاتكم هذه؟ فقال: ما نقمنا منه شيئًا. إن كان ليموت للرَّجل منا البعير، فيُعطيه البعير، والعبد، فيُعطيه العبد، ويحتاج إلي
النفقةِ، فيُعطيه النفقة. فقالت: أما إنه لا يمنعني الذي فَعَل في محمد بن أبي بكر، أخي، أنْ أُخبرك ما سمعتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي هذا:"اللهم مَن ولي من أمر أُمتي شيئًا فشقَّ عليهم، فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أُمتي شيئًا فرفق بهم، فارفق به".
* * *
1490 -
وعن أبي هُريرةَ رضي الله عنه قال: رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قاتلَ أحدُكُم، فَلْيَجْتَنِبِ الوَجْهَ" متفق عليه.
رواه البخاري (2559) قال: حدثني محمد بن عبيد الله، حدثنا ابن وهب، قال: حدثني مالك بن أنس. قال. وأخبرني ابن فلان، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وحدثني عبد الله بن محمد، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن هَمَّام، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال:"إذا قاتلَ أحدكم فليجتنب الوجه".
ورواه مسلم 4/ 2016 من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"إذا قاتل أحدُكم أخاه، فليجتنب الوجه".
ورواه أيضًا مسلم 4/ 2016 من طريق سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة بمثله مرفوعًا.
ورواه أيضًا مسلم 4/ 2017 من طريق شعبة، عن قتادة، سمع أبا أيوب يحدث، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"إذا قاتل أحدكم أخاه فلا يلطمن الوجه".
ورواه مسلم 4/ 2017 من طريق محمد بن حاتم، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن المثني بن سعيد، عن قتادة، عن أبي أيوب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. "إذا قاتل أحدكم أخاه، فليجتنب الوجه، فإن الله خلق آدم علي صورته".
وللحديث طرق أخرى.
* *
1491 -
وعنه أنَّ رَجُلًا قال: يا رسولَ الله! أَوْصِنِي. قال: "لا تَغْضَبْ" فَرَدَّدَ مِرارًا. قال: "لا تَغْضَبْ" أخرجه البخاريُّ.
رواه البخاري (6116)، والترمذي (2021)، وأحمد 2/ 466، كلهم من طريق أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أن رجلًا
…
فذكره.
* * *
1492 -
وعن خَوْلَةَ الأنصاريَّةِ رضي الله عنها قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ رِجالًا يَتَخَوَّضونَ في مالِ اللهِ بغيرِ حَقٍّ، فَلَهُم النارُ يومَ القيامةِ". أخرجه البخاري.
رواه البخاري (3118) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، حدثنا سعيد بن أبي أيوب، قال: حدثني أبو الأسود، عن ابن أبي عياش -واسمه نعمان- عن خولَةَ الأنصارية رضي الله عنها قالت:
سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ رجالًا يتخوضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة".
* * *
1493 -
وعن أبي ذَرٍّ رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم -فيما يَروي عن رَبِّهِ- قال: "يا عبادي إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ علي نَفْسِي، وجَعَلْتُهُ بينكُم مُحَرَّمًا، فلا تَظالمُوا" أخرجه مسلم.
رواه مسلم 4/ 1994 قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام الدارمي، حدثنا مروان -يعَني ابن محمد الدمشقي- حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخَوْلاني، عن أبي ذَرٍّ عن النبي صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره بطوله.
وللحديث طرقٌ أخرى عند مسلم، والترمذي (2495)، وابن ماجه (4257)، وأحمد 5/ 154 و 160 و 177، وعبد الرزاق (20272).
* * *
1494 -
وعن أبي هُريرةَ رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "أَتَدْرُونَ ما الغِيبَةُ؟ " قالوا: الله ورسولُه أعلمُ. قال: "ذِكْرُكَ أخاكَ بما يَكْرَهُ" قيل: أفرأيتَ إنْ كان في أخي ما أقولُ؟ قال: "إنْ كانَ فيه ما تقولُ فَقَد اغْتَبْتَهُ، وإنْ لم يَكُنْ فيه فقد بَهَتَّهُ" أخرجه مسلم.
رواه مسلم 4/ 2001، وأبو داود (4874)، والترمذي (1935) كلهم من طريق العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة.
* * *
1495 -
وعنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَحاسَدُوا، ولا تناجَشُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَدابَرُوا، ولا يَبعْ بعضُكُم علي بيعِ بعضٍ، وكُونُوا عبادَ اللهِ إخوانًا، المسلمُ أخو المسلم، لا يَظْلِمُهُ ولا يَخذُلُهُ، ولا يَحْقِرُهُ. التقوَى ها هُنا -ويُشيرُ إلي صدْرِهِ ثلاثَ مَرّاتٍ- يَحسْبِ امرِئٍ مِن الشرِّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المسلِمُ، كُلُّ المُسلِمِ علي المسلمِ حرامٌ، دَمُهُ، ومالُه، وعِرضُهُ" أخرجه مسلم.
رواه مسلم 4/ 1986 من طريق أبي سعيد مولي عامر بن كريز، عن أبي هريرة به مرفوعًا.
ورواه أبو داود (4882)، والترمذي (1928)، كلاهما من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة بنحوه مختصرًا.
* * *
1496 -
وعن قُطْبَةَ بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهمَّ جَنِّبْنِي مُنكراتِ الأخلاقِ والأعمالِ والأهواءَ والأدواءِ" أخرجه الترمذيُّ وصَحَّحه الحاكم واللفط له.
رواه الترمذي (3591)، قال: حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا أحمد بن بشير، وأبو أُسامة، عن مسعر، عن زياد بن عِلاقة، عن عمه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
…
فذكره. قال الترمذي 9/ 222. هذا حديث حسن غريب. اهـ.
ورواه أبو نعيم في "الحلية" 7/ 237 من طريق أبي أسامة به.
قال أبو نعيم: غريب من حديث مسعر تفرد به عنه أبو أسامة، رواه الأئمة عن أبي أسامة أحمد بن إسحاق وابن أبي شيبة في آخرين وعم زياد اسمه قطبة بن مالك. اهـ.
قلت: في إسناده سفيان بن وكيع بن الجراح الرواسي، وقد تُكلِّم فيه. قال البخاري: يتكلمون فيه لأشياء لقنوه. اهـ.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عنه فقال: لا يُشتغل به. قيل له: كان يكذب؟ قال: كان أبوه رجلًا صالحًا. قيل له: كان سفيان يتهم بالكذب؟ قال: نعم. اهـ.
وقال أيضًا: سمعتُ أبي يقول: كلمني فيه مشائخ من أهل الكوفة، فأتيته مع جماعة من أهل الحديث، فقلت له: إن حقك واجب علينا، لو صُنْتَ نفسَك واقتصرت علي كتب أبيك، لكانت الرحلة إليك في ذلك، فكيف وقد سمحت. فقال: وما الذي ينقم عليَّ؟ قلت: قد أدخل وَرّاقُك ما ليس من حديثك بين حديثك، قال: فكيف السبيل في هذا؟ قلت: ترضى بالمخرجات، وتقتصر على الأصول، وتنحي هذا الوزاق، وتدعو بابن كرامة، وتوليه أصولك فإنه يوثق به، فقال: مقبول منك. قال: فما فعل شيئًا مما
قال. وبلغني أن ورّاقه كان يستمع علينا الحديث. فبطل الشيخ، وكان يحدث بتلك الأحاديث التي أُدخلت بين حديثه اهـ.
وقال النسائي: ليس بثقه. اهـ. وقال الآجري: امتنع أبو داود من التحديث عنه. اهـ. وقال ابن حبان: كان شيخًا فاضلًا صدوقًا إلا أنه ابتلي بورّاقه. اهـ.
وللحديث طرق أخرى عن أبي أُسامة، فقد رواه ابن حبان 3 / رقم (960) من طريق محمد بن علي بن محرز، عن أبي أسامة به والطبراني 19/ 19 من طريق عبيد بن غنام، عن أبي بكر بن أبي شيبة، وعن أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري، عن سعيدِ بن سليمان الواسطي، كلاهما عن أبي أسامة، به، والحاكم 1/ 714 من طريق أحمد بن عبد الحميد الحارثي، ثنا أبو أسامة به. ورواه ابن أبي عاصم في "السنة"(13) ثنا ابن أبي شيبة، ثنا أبو أسامة.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد علي شرط مسلم ولم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي.
فالحديث إسناده قوي. وقال الألباني في تحقيقه "للسنة": إسناده صحيح. اهـ.
* * *
1497 -
وعن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا تُمَارِ أخاكَ ولا تُمازِحْهُ، ولا تَعِدْهُ مَوعِدًا فَتُخْلِفَه" أخرجه الترمذي بسندٍ فيه ضعيفٌ.
رواه الترمذي (1996) قال: حدثنا زياد بن أيوب البغدادي، حدثنا المحاربي، عن الليث وهو ابن أبي سليم، عن عبد الملك، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
…
فذكره.
قلت: إسناده ضعيف، لأن فيه ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف كما سبق (1).
قال الترمذي 6/ 209: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وعبد الملك عندي هو ابن بشير. اهـ.
وأعل الحديث أبو الفضل العراقي كما في "المغني عن حمل الأسفار" 1/ 478 بأن في إسناده ليث بن أبي سليم وقد ضعفه الجمهور.
وقال العجلوني كما في "كشف الخفاء" 2/ 483: رواه الترمذي بسندٍ ضعيف. اهـ.
وقال ابن مفلح في "الآداب الشرعية" 2/ 214: إسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم، عبد الملك بن جريج لم يسمع من عكرمة. اهـ.
وضعَّف الحديث الألباني كما في "ضعيف سنن الترمذي"(342) وضعيف "الجامع الصغير"(6274).
* * *
(1) راجع كتاب الطهارة باب: صفة المضمضة والاستنشاق.
1498 -
وعن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "خَصْلَتانِ لا تَجتمعانِ في مؤمنٍ: البُخْلُ وسوءُ الخُلُقِ" أخرجه الترمذي، وفي سنده ضعف.
رواه الترمذي (1963) والبخاري في "الأدب المفرد"(282) كلاهما من طريق صدقة بن موسى، عن مالك بن دينار، عن عبد الله بن غالب، عن أبي سعيد الخدري، قال:
…
فذكره.
قال الترمذي 6/ 192: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث صدقة بن موسى. اهـ.
قلت: وصدقة بن موسى الدقيقي تكلم فيه. قال مسلم بن إبراهيم: ثنا صدقة الدقيقي وكان صدوقًا. اهـ. وقال ابن أبي خيثمة، عن ابن معين: ليس حديثه بشيء اهـ. وقال ابن معين أيضًا وأبو داود والنسائي والدولابي: ضعيف. اهـ.
وقال أبو حاتم: لين يكتب حديثه ولا يحتج به. ليس بقوي اهـ
وقال الترمذي: ليس عندهم بذاك القوي. اهـ. وكذا قال أبو أحمد الحاكم.
وبه ضعَّف الحديث الألباني كما في "السلسلة الضعيفة"(1119) و"ضعيف سنن الترمذي"(335) و"ضعيف الجامع الصغير"(2833).
* * *
1499 -
وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "المُسْتَبَّانِ ما قَالا، فعلي البادِئ، ما لم يَعْتَدِ المظلومُ" أخرجه مسلم.
رواه مسلم 4/ 2000، وأبو داود (4894)، والترمذي (1982)، وأحمد 2/ 488 و 517، كلهم من طريق العلاء عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: .. فذكره.
* * *
1500 -
وعن أبي صِرْمَةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَن ضَارَّ مُسلمًا ضَارَّهُ اللهُ، ومَن شَاقَّ مُسلمًا شَقَّ اللهُ عليه" أخرجه أبو داود والترمذي وحسَّنه.
رواه أبو داود (3635)، والترمذي (1941)، وابن ماجه (2342)، وأحمد 3/ 453، كلهم من طريق الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن لؤلؤة، عن أبي صِرْمَة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
…
فذكره.
ورواه البيهقي 6/ 70 من طريق سليمان بن بلال، عن يحيي به.
قلت: في إسناده لؤلؤة مولاة الأنصار. قال الذهبي في "الميزان" 4/ 610: لؤلؤة مولاة الأنصار عن أبي صرمة، وعنها محمد بن يحيى بن حبان فقط. اهـ.
قال الترمذي 6/ 181: هذا حديث حسن غريب. اهـ.
ونقل تحسنه عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطي" 7/ 67 وسكت عنه، وتعقبه ابن القطان فقال في كتابه "بيان الوهم والإيهام" 3/ 550: ولم يبين لم لا يصح، وذلك لأنه حديث يرويه محمد بن يحيى بن حبان، عن لؤلؤة، عن أبي صرمة. ولؤلؤة هذه لا تعرف إلا فيه. ولا يعرف روي عنها غيرُ محمد بن يحيى بن حبان، فهي مجهولة الحال. وللاختلاف في أحاديث المساتير -والله أعلم- حسَّنه، وعندي أنه ضعيف، فإن ذلك إنما يتحقق فيمن عنه روي أكثر من واحد، فأما من لم يرو عنه إلا واحد فلا يقبل خبره، وما أراهم يختلفون في ذلك. اهـ.
وتبعه المناوي في "الفيض"(8724) وجعله رجلًا.
وقال الألباني في "الإرواء" 3/ 414 هي مجهولة لا تعرف.
ثم نقل قول المناوي وتعقبه فقال: وليس في الرِّجال من الرواة من اسمه لؤلؤة، وفي النساء أورده الذهبي والعسقلاني والخزرجي وغيرهم. اهـ.
وقد حَسَّنَه في "صحيح الجامع الصغير"(6372) وهو الأظهر. لأن لؤلؤة من كبار التابعيات، وقد روي عنها الثقات، وصحَّح الترمذيُّ حديثها، ولأن للحديث شواهد، ذكر جملة منها الألباني في "الإرواء" والله أعلم.
* * *
1501 -
وعن أبي الدَّرْداءِ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللهَ يُبْغِضُ الفاحِشَ البَذِيء" أخرجه الترمذيُّ وصحَّحه.
رواه الترمذي (2003) قال: حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، حدثنا عمرو بن دينار، عن ابن أبي مُليكة، عن يعلى بن مَمْلَكٍ، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ما من شيء أثقلُ في ميزان المؤمن يوم القيامة من خُلُق حسن، وإن الله لَيُبغِضُ الفاحشَ البذيء".
ورواه ابن حبان 12 / رقم (5693) من طريق علي بن المديني، ثنا سفيان به.
قلت: رجاله ثقات رجال الصحيح غير يعلى بن مَمْلَكٍ ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 415 فقال: يعلى بن مملك، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء. رواه ابن عيينة، عن عمرو، عن ابن أبي مليكة، عن يعلى. اهـ. هكذا ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلًا. وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 556.
ورواه أبو داود (4799)، وأحمد 6/ 446 و 448 وابن أبي شيبة 8/ 516، وابن حبان 2 / رقم (481)، كلهم من طريق شعبة، عن القاسم بن أبي بزة، عن عطاء الكيخَارَانيِّ، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق".
قلت: رجاله ثقات، وإسناده ظاهره الصحة.
* * *
1502 -
وله من حديث ابنِ مسعودٍ رَفَعَهُ "ليسَ المؤمنُ بالطَّعَّانِ، ولا اللعَّانِ، ولا الفاحِشِ، ولا البَذِيء" وحسَّنَه وصحَّحه الحاكم، ورجح الدارقطني وَقْفَهُ.
رواه الترمذي (1978)، وأحمد 1/ 404 - 405، والبخاري في "الأدب المفرد"(332)، والحاكم 1/ 57، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 235 و 5/ 58، والخطيب 5/ 339 كلهم من طريق محمد بن سابق، عن إسرائيل، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره.
قلت: رجاله ثقات، ومحمد بن سابق التميمي مولاهم أبو جعفر، قال عبيد الله بن إسماعيل البغدادي: سئل أحمد عن محمد بن سابق فقال: إذا أردت أبا نعيم، فعليك بابن سابق اهـ. ووثقه العجلي. وقال يعقوب بن شيبة: كان شيخًا صدوقًا ثقة. وليس ممن يوصف بالضبط للحديث. اهـ. وقال ابن عقدة: سمعتُ محمد بن صالح وذكر محمد بن سابق، فقال: كان خيارًا لا بأس به اهـ. وقال النسائي: ليس به بأس. اهـ. وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: ضعيف. اهـ.
قال الترمذي 6/ 199: هذا حديث حسن غريب. وقد روي عن عبد الله من غير هذا الوجه. اهـ. وتبعه عبد الحق الإشيبلي في "الأحكام الوسطي" 4/ 261 - 262 وتعقبه ابن القطان فقال في كتابه "بيان الوهم والإيهام" 4/ 301 - 303: كذا أورده وهو كما ذكر،
ولا ينبغي أن يقال فيه: صحيح؛ لأنه من رواية محمد بن سابق، عن ..... ومحمد بن سابق البزار يضعف وإن كان مشهورًا، ومن الناس من يثني عليه، وربما وثقه بعصهم. اهـ. ثم ذكر توثيق العجلي، ويعقوب بن شيبة، ومحمد بن صالح، والنسائي. ثم قال ابن القطان: وغير هؤلاء يستضعفه، فالحديث من أجله حسن.
قال أبو بكر الخطيب (1)، وأخبرنا علي بن محمد بن الحسين الدقاق، قال: قرأنا علي الحسين بن هارون الضبي، عن أبي العباس بن سعيد، قال: حدثنا نجيح بن إبراهيم، قال: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة وذكر -يعني هذا الحديث- فقال: إن كان حفظه -يعني محمد بن سابق- فهو غريب. ثم قال: أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الملك القطان، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، ثنا محمد بن أحمد بن يعقوب وهو ابن أبي شيبة، حدثنا جدي، قال: سمعت علي بن المديني ذكر هذا الحديث فقال: هو منكر من حديث إبراهيم، عن علقمة، وإنما هو من حديث أبي وائل من غير حديث الأعمش (2). ثم قال ابن القطان: قال الخطيب: رواه ليث بن أبي سليم، عن زُبيد اليامي، عن أبي وائل، عن عبد الله، إلا أنه لم يرفعه. ورواه إسحاق بن زياد العطار الكوفي وكان صدوقًا، فخالف فيه محمد بن سابق .. اهـ.
(1) راجع "تاريخ بغداد" 5/ 340.
(2)
ونقله الحافظ ابن حجر في "التهذيب" 9/ 155 عن ابن المديني.
فذكر إسناده من طريق يعقوب، قال: حدثنا إسحاق بن زياد العطار من كتابه، عن إسرائيل، عن محمد بن عبد الرحمن، عن الحكم، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله به مرفوعًا.
ثم قال: لم يزد يعقوب بن شيبة في ذكره محمد بن عبد الرحمن علي هذا، ولم يعرف به، ولا قال: إنه ابن أبي ليلي، والله أعلم إن كان هو أو غيره. اهـ.
وذكر الذهبي الحديث في "الميزان" 6/ 157 ثم قال: قال ابن المديني: هذا منكر.
وذكر الدارقطني في "العلل" 5 / رقم (738) طريق الليث الموقوف. فقال: يرويه زبيد، عن أبي وائل، واختلف عنه، فرفعه خالد بن عبد الله -من رواية إبراهيم بن زكريا عنه- عن ليث، عن زبيد. ووقفه زهير ومعتمر عن ليث. وروي عن فضل بن عياض، عن ليث مرفوعًا وموقوفًا. والموقوف أصح. اهـ.
وصحح إسناد الحديث العراقي كما في "المغني عن حمل الأسفار" 2/ 782.
وللحديث طريق آخر، فقد رواه البخاري في "الأدب المفرد" (312) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الحسن بن عمرو، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه، عن عبد الله به مرفوعًا.
ولما ذكر ابن القطان في كتابه "بيان الوهم والإيهام" 4/ 302 - 303 - طرقه السابقه قال: له طريق أحسن من الذي ذكره منه. ومن
هذا الذي ذكره به الخطيب، وهو ما ذكر البزار: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مغراء، حدثنا الحسن بن عمرو به.
ثم نقل عن البزار أنه قال: وهذا الحديث رواه عن الحسن بن عمرو بهذا الإسناد: أبو بكر بن عياش، وعبد الرحمن بن مغراء. اهـ. وقالي الهيثمي في "المجمع" 1/ 97: رواه البزار وفيه عبد الرحمن بن مغراء وثقه أبو زرعة وجماعة، وضعفه ابن المديني وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ. وصححه الألباني في "صحيح الأدب المفرد"(237).
وقال الحاكم 1/ 57 عن إسناد محمد بن سابق: هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين، فقد احتجا بهؤلاء الرواه عن آخرهم، ثم لم يخرجاه
…
اهـ. ونقل الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1/ 571 موافقة الذهبي، ثم قال: وهو كما قالا
…
اهـ. ثم ذكر ما أعل به الحديث.
* * *
1503 -
وعن عائشةَ رضي الله عنها قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَسُبُّوا الأمواتَ؛ فإنَّهُم قَدْ أَفْضَوْ إلي ما قَدَّموا". أخرجه البخاري.
سبق تخريجه في كتاب الجنائز باب: ما جاء في النهي عن سب الأموات رقم الحديث (595).
1504 -
وعن حُذيفةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَدخُلُ الجنَّةَ قَتَّاتٌ" متفق عليه.
رواه البخاري (6056)، ومسلم 1/ 101، وأبو داود (4871)، والترمذي (2027)، وأحمد 5/ 392، والطبراني في "الكبير"(3021)، والبغوي (3570)، وابن حبان 13 / رقم (5765) كلهم من طريق إبراهيم النخعي عن همام بن الحارث، عن حذيفة به مرفوعًا.
ورواه مسلم 1/ 101، وأحمد 5/ 391 و 396 و 399 و 406، كلاهما من طريق واصل الأحدب، عن أبي وائل، عن حذيفة: أنه بلغه أن رجلًا يَنُمُّ الحديث. فقال حذيفةُ: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يدخل الجنة نمام".
* * *
1505 -
وعن أَنَسٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَن كَفَّ غَضَبَهُ، كَفَّ اللهُ عنهُ عَذابَهُ" أخرجه الطبراني في "الأوسط".
رواه أبو يعلى في "المسند" 7/ 302 وقم (1583)، والبيهقي في "شعب الإيمان" 6/ 315، والدولابي في "الكني" 2/ 44 كلهم من طريق الربيع بن سُلَيم (1) قال: حدثني أبو عمرو مولي أنس بن مالك، أنه سمع أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من
(1) تحرفت عند الدولابي إلى "مسلم".
خَزَنَ لسانَه ستر الله عورته، ومن كف غَضَبه كفَّ الله عنه عذابه، ومن اعتذر إلى الله قبل الله منه عذره".
قلت: إسناده ضعيف جدًّا، لأن في إسناده الربيع بن سُلَيْم الكوفي، وقد تُكلّم فيه. قال الأزدي: منكر الحديث. اهـ.
وقال ابن معين: ليس بشيء. اهـ. وقال أبو حاتم: شيخ اهـ.
وأيضًا أبو عمرو مولى أنس لا يعرف.
قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 410: وأبو عمرو مولي أنس روي عنه الربيع بن سُليم. سمعتُ أبي يقول ذلك. اهـ. لهذا قال ابن القطان في كتابه "بيان الوهم والإيهام" 4/ 627: وأبو عمرو هذا لا تعرف حاله. والربيع بن سليم لا أعلمه إلا أبا سليمان الخلقاني. قال ابن معين: ليس بشيء. فأما قول أبي حاتم فيه: شيخ، فليس بتعريف بشيء من حاله، إلا أنه مقل ليس من أهل العلم، وإنما وقعت له رواية أخذت عنه. اهـ. وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (1919): سألت أبي عن حديث
…
فذكره. فقال: قال أبي: هذا حديث منكر. اهـ.
وقال ابن كثير في "تفسيره" 2/ 100: هذا حديث غريب، وفي إسناده نظر. اهـ.
وذكر الحديث الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 292 و 298: رواه أبو يعلى، وفيه الربيع بن سليمان الأزدي وهو ضعيف. اهـ.
ورواه الطبراني في "الصغير" 2/ 72 و "الأوسط" 6 / رقم (3563)، قال: حدثنا محمد بن الحارث بن عبد الحميد الوردي بمصر، ثنا
زهير بن عباد الرؤاسي، ثنا داود بن هلال، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يخزن من لسانه".
قال الطبراني عقبه: لم يروه عن هشام إلا داود، تفرد به زهير. اهـ.
قلت: في إسناده داود بن هلال النصيبي أبو سليمان، ترجمه ابن أبي حاتم 3/ 427 ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلًا، ولهذا قال الهيثمي في "المجمع" 10/ 352: فيه داود بن هلال، ذكره ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه ضعفًا، وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ.
وأورده الشيخ الألباني في "ضعيف الجامع الصغير" وقال: ضعيف. اهـ.
تنبيه: مما سبقَ يظهر أن عزو الحافظ الحديث في "البلوغ" إلي الطبراني في "الأوسط" باللفظ المذكور فيه نظر، ولهذا عزاه الهيثمي في "المجمع" إلي أبي يعلى فقط ولم يذكره في "الزوائد". والله أعلم.
* * *
1506 -
وله شاهدٌ مِن حديثِ ابن عُمَرَ عندَ ابنِ أبي الدُّنيا.
رواه ابنُ أبي الدُّنيا في كتاب "الصمت وآداب اللسان"(21)
قال: حدثنا عبد الله، حدثنا زهير بن حرب، حدثنا شبابة بن سوَّار، عن المغيرة بن مسلم، عن هشام بن أبي إبراهيم، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كف لسانه ستر
الله عز وجل عورته، ومن ملك غضبه، وقاه الله عز وجل عذابه، ومن اعتذر إلي الله عز وجل، قَبِل الله عذره".
قلت: في إسناده هشام بن أبي إبراهيم مجهول جهالة عين، قال الذهبي في "الميزان" 4/ 295: هشام بن أبي إبراهيم عن ابن عمر مجهول. اهـ.
وأورد الحديث السيوطي في "الجامع الصغير" مختصرًا. ورمز لضعفه.
وتبعه الألباني في "ضعيف الجامع"(5824) وقال: ضعيف. اهـ. وعزاه العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء" 3/ 119 إلي ابن أبي الدنيا، وقال: إسناده حسن، اهـ.
* * *
1507 -
وعن أبي بكر الصِّديق رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ خَبٌّ، ولا بَخِيلٌ، ولا سَيِّئُ المَلَكةِ". أخرجه الترمذيٌّ، وفَرَّقَه حديثينِ، وفي إسناده ضعفٌ.
رواه الترمذي (1947) قال: حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا يزيد بن هارون، عن همَّام بن يحيى، عن فرقد السَّبَخي، عن مُرَّة، عن أبي بكر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"لا يدخل الجنة سَيِّئ المَلَكَة".
ورواه ابن ماجه (3691) من طريق مغيرة بن مسلم، عن فرقد السبخي به.
وقد رواه الترمذي (1964) قال: حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا صدقة بن موسى، عن فرقد السَّبَخي، عن مزَةَ الطَّيِّب، عن أبي بكر الصديق، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"لا يدخل الجنة خبٌّ ولا منانٌ ولا بَخيل".
قال الترمذي 6/ 192: هذا حديث حسن غريب. اهـ.
قلت: مدار الحديث علي فرقد بن يعقوب السبخي أبي يعقوب البصري وقد تُكلِّم فيه. قال أيوب عنه: ليس بشيء. وفي رواية: لم يكن صاحب حديث. اهـ. وقال ابن المديني، عن يحيي القطان: ما يعجبني التحديث عنه. اهـ.
وقال أبو طالب عن أحمد، رجل صالح، ليس بقوي في الحديث، لم يكن صاحب حديث. اهـ. وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: ليس بذاك. اهـ. وقال عثمان الدارمي، عن ابن معين ثقة. اهـ. وقال البخاري: في حديثه مناكير. اهـ. وقال الترمذي تكلم فيه يحيى بن سعيد، وروي عنه الناس. اهـ.
وقال النسائي: ليس بثقة. اهـ. وضعفه أيضًا يعقوب بن شيبة وأبو حاتم.
ولهذا قال الترمذي 6/ 184. هذا حديث غريب. وقد تَكلَّم أيوب السَّختياني وغير واحد في فرقد السبَّخي من قبل حفظه. اهـ.
وقال الدارقطني في "تعليقاته علي المجروحين لابن حبان" ص 217: قال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن حديث فرقد.
قلت: هو ضعيف؟ قال: هو ذاك. قال على مثل قول أحمد. أسند عن النبي صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة سيئ الملكة. اهـ.
وأورد ابن عدي الحديث في مناكيره كما في "الكامل" 6/ 27.
وأعله محمد بن طاهر في "ذخيرة" الحفاظ" 5/ 2711 بأن في إسناده فرقد وهو ضعيف. وضعف إسناده ابن مفلح في "الآداب الشرعية" 3/ 302.
* * *
1508 -
وعن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَن تَسَمَّعَ حَديثَ قومٍ، وهم له كارهون، صُبَّ، في أُذُنيه الآنُكُ يومَ القيامةِ" يعني الرصاصَ. أخرجه البخاري.
رواه البخاري (7042) وأحمد 1/ 216 و 359، والحميدي (531)، وابن حبان 12 / رقم (5685)، والطبراني (11855) و (11960)، والبيهقي 7/ 269، والبغوي (3818)، كلهم من طريق أيوب عن عكرمة، عن ابن عباس به مرفوعًا.
* * *
1509 -
وعن أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "طُوبَى لِمَن شَعلَهُ عيبُهُ عن عيوب النَّاس" أخرجه البزار بإسناد حسن.
عزاه الحافظ ابن حجر إلي البزار، وكذا أيضًا عزاه العراقي إلي البزار كما في "تخريج أحاديث الإحياء" 3/ 145 (2558) فقال رواه البغوي وابن قانع في "معجمي الصحابة" والبيهقي من حديث ركب المصري. وقال ابن عبد البر: إنه حديث حسن. وقال البغوي: لا أدري سمع من النبيِّ أم لا، وقال ابن منده: مجهول لا تعرف له صحبة. ورواه البزار من حديث أنس بسندٍ ضعيف اهـ.
ورواه الديلمي في "الفردوس"(3929) وعزاه إليه العجلوني كما في "كشف الخفاء"(1673) وقال: قال النجم: وتمامه: "وأنفق الفضلَ من ماله، وأمسك الفضل من قوله، ووسعتْه السُّنَّة، ولم يعدِل عنها إلي البدعة" وفي الباب عن الحسن بن علي وأبي هريرة. قال في "التمييز": وأخرجه البزار عن أنس مرفوعًا بإسناد حسن. اهـ.
وقال أبو الفضل العراقي كما في "المغني عن حمل الأسفار" 1/ 46: رواه أبو نعيم في حديث الحسن بن علي بسند ضعيف، والبزار من حديث أنس
…
وكلها ضعيفة. اهـ.
وقال أيضًا 2/ 822. البزار من حديث أنس بسندٍ ضعيف. اهـ.
وذكر إسناده ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/ 828 و"الموضوعات" 2/ 358 قال: أنبأنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو محمد الجوهري، عن الدارقطني، عن أبي حاتم بن حبان قال: أنا ابن قتيبة قال: أنا ابن أبي السدي قال: نا عبد العزيز بن عبد الصمد قال: حدثنا أبان بن أبي عياش عن ابن مالك قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته الجدعاء
…
فذكر الحديث بطوله.
ثم قال هذا ليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ابن حبان: سمعه أبان من الحسن فجعله عن أنس وهو يعلم، قال يحيي: أبان ليس بشيء، وقال شعبة: يكذب علي رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن أزني أحب إليَّ من أن أحدث عنه.
ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" 7/ 355 من طريق ابن قتيبة به.
ثم قال البيهقي تفرد به أبان، وقد روي بعض ألفاظه في آخر الحديث من حديث ركب المصري اهـ
وذكر الشوكاني الحديث في كتاب "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة"(122) فقال. حديث: "طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس. قال الصغاني: موضوع. اهـ.
وللحديث شواهد، لكنها كلها ضعيفة كما قال الحافظ العراقي.
* * *
1510 -
وعن ابن عُمَرَ رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مَن تَعاظَمَ في نَفْسِه، واختال في مِشْيَتِهِ، لقِي اللهَ وهُو عليه غضبانُ" أخرجه الحاكم، ورجاله ثقات.
رواه أحمد 2/ 118، والبخاري في "الأدب المفرد"(549)، والحاكم 1/ 128، كلهم من طريق يونس بن القاسم أبي عمر اليمامي، قال حدثنا عكرمة بن خالد، قال: سمعت ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: .. فذكره.
قلت: رجاله ثقات، وإسناده قوي ظاهره الصحة.
قال الحاكم 1/ 129: هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين ولم يخرجاه. اهـ. وقال الذهبي في "التلخيص": على شرط مسلم. اهـ.
وفيما قالاه نظر، لأن يونس بن القاسم لم يخرج له إلا البخاري ولما نقل الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2/ 72 قول الحاكم وتعقب الذهبي، تعقبهما: فقال: وكل ذلك وهم، فإنه على شرط البخاري فقط، لأن يونس بن القاسم لم يخرج له مسلم.
والحديث قال المنذري: رواه الطبراني في "الكبير" ورواته محتج بهم في الصحيح. اهـ. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 98 رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. اهـ.
وقال أيضًا الألباني في "صحيح الأدب المفرد"(549): صحيح. اهـ.
* * *
1511 -
وعن سَهْلِ بنِ سَعْدٍ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "العَجَلَةُ مِن الشيطانِ" أخرجه الترمذي وقال: حسن.
رواه الترمذي (2013) قال: حدثنا أبو مصعب المدني، حدثنا عبد المُهيمن بن عبَّاس بن سهل بن سعد السَّاعدي، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأناه من الله، والعجلة من الشيطان".
قلت: إسناده ضعيف، لأن فيه عبد المُهيمن بن عبَّاس بن سهل بن سعد السَّاعدي، وقد تُكلِّم فيه.
قال البخاري: منكر الحديث. اهـ. وقال النسائي: ليس بثقة. اهـ. وقال في موضع آخر: منكر الحديث. اهـ. وقال أبو حاتم: منكر الحديث. اهـ. وقال ابن حبان: لما فحش الوهم في روايته بطل الاحتجاج به. اهـ. وقال علي بن الجنيد: ضعيف الحديث. اهـ. وقال الدارقطني: ليس بالقوي. اهـ. وقال مرة: ضعيف. اهـ. وقال أبو نعيم الأصبهاني: روى عن آبائه أحاديث منكرة لا شيء. اهـ.
لهذا قال الترمذي 6/ 219: هذا حديث غريب، وقد تكلَّم بعض أهل الحديث في عبد المهيمن بن عباس بن سهل، وضعفه من قِبَل حفظه. اهـ. ووقع في "تحفة الأشراف" 4/ 129: حسن غريب
…
اهـ.
وقال العراقي في "المغني عن حمل الأسفار" 1/ 364: سنده ضعيف. اهـ وأعله بدر الدين الزركشي في "التذكرة" 1/ 74 بأن في إسناده عبد المهيمن بن عباس.
والحديث ضعفه الألباني كما في "ضعيف سنن الترمذي"(346).
* * *
1512 -
وعن عائشةَ رضي الله عنها قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "الشُّؤْمُ سوءُ الخُلُقِ" أخرجه أحمد وفي إسناده ضعفٌ.
رواه أحمد 6/ 85، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 103 في ترجمة حبيب بن عبيد، والطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 5 / رقم (3001) كلهم من طريق أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني، عن حبيب بن عبيد، عن عائشة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الشؤم سوء الخلق".
قلت: إسناده ضعيف، لأن فيه أبا بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني وقد ضعفه الأئمة. قال أحمد: ضعيف، كان عيسى لا يرضاه. اهـ. قال في رواية: ليس بشيء. اهـ. وضعفه ابن معين، وقال أبو زرعة: ضعيف منكر الحديث. اهـ. وقال أبو حاتم. ضعيف الحديث. طرقه لصوص، فأخذوا متاعه فاختلط. اهـ. وقال الجوزجاني: ليس بالقوي. اهـ. وقال النسائي والدارقطني: ضعيف. اهـ.
وقال الدارقطني: متروك. اهـ.
وبه أعل الحديث البيهقي في "شعب الإيمان" 6/ 244.
ولهذا قال الهيثمي في "المجمع" 8/ 25: فيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف. اهـ.
وبه أعل الحديث محمَّد بن طاهر في "ذخيرة الحفاظ" 3/ 1508.
وقد اختلف في إسناده. فقد رواه ابن عدي في "الكامل" 3/ 39 من طريق بقية، قال. حدثني ابن أبي مريم، عن ضمرة بن حبيب، عن عائشة به مرفوعًا. هكذا قال "ضمرة" بدل "حبيب بن عبيد" لهذا قال الألباني في "السلسلة الضعيفة" 2/ 207: فمن الصعب الجزم
بالصواب من الروايتين، بل لعل هذا الاختلاف من اختلاط أبي بكر هذا وضعفه. اهـ. ثم ذكر له شاهدًا عن جابر وهو ضعيف.
وقال ابن عدي في "الكامل" 2/ 40: ولأبي بكر بن أبي مريم غير ما ذكرت من الحديث، والغالب على حديثه الغرائب، وقلَّ ما يوافقه عليه الثقات، وأحاديثه صالحة، وهو ممن لا يحتج بحدثيه، ولكن يكتب حديثه. اهـ.
ولما ذكر البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 321 طريق معاوية عن حبيب بن عبد الرحمن عن عائشة. قال: إنما هو حبيب بن عبيد الرحبي.
وقال الشوكاني في "الفوائد المجموعة" 1/ 253: حديث الشؤم سوء الخلق. قال في "المختصر" لا يصح. اهـ.
وضعف إسناده العجلوني في "كشف الخفاء" 2/ 16.
* * *
1513 -
وعن أبي الدَّرْداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّعَّانينَ لا يكونونُ شُفَعاءَ، ولا شُهداءَ يومَ القيامةِ" أخرجه مسلم.
رواه مسلم 4/ 2006، وأبو داود (4907) كلاهما من طريق زيد بن أسلم وأبي حازم، عن أُمِّ الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
…
فذكره.
وراه مسلم 4/ 2006، وأحمد 6/ 448 كلاهما من طريق زيد بن أسلم: أن عبد الملك بن مرواد بعث إلى أُمِّ الرداء بأنْجادٍ من عنده، فلما أن كان ذات ليلة، قام عبد الملك من الليل، فدعا خادمه، فكأنه أبطأ عليه، فلعنه، فلما أصبح قالت له أُمُّ الدرداء: سمعتُك اللَّيلةَ، لعنت خادمك حين دعوته. فقالت: سمعت أبا الدرداء يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يكون اللَّعَّانون شُفعاء ولا شُهداء يوم القيامة".
* * *
1514 -
وعن مُعاذِ بنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَن عَيَّرَ أخاه بذنبٍ، لم يَمُتْ حتى يَعملَهُ" أخرجه الترمذي وحسنه، وسنده منقطع.
رواه الترمذي (2507)، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(290) كلاهما من طريق أحمد بن منيع، حدثنا محمَّد بن الحسين بن أبي يزيد الهمداني، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره.
قلت: إسناده ضعيف جدًّا لأمرين:
1 -
لأن فيه انقطاعًا.
2 -
لأن فيه محمَّد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني، كما سيأتي.
قال الترمذي 7/ 195: قال أحمد (1): "من ذنب قد تاب منه" اهـ.
(1) يعني ابن منيع.
ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وليس إسناده بمُتصل. وخالد بن معدان لم يُدرك معاذ بن جبل، ورُوي عن خالد بن معدان أنه أدرك سبعين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومات معاذ بن جبل في خلافة عمر بن الخطاب، وخالد بن معدان روى عن غير واحد من أصحاب معاذ، عن معاذ غير حديث. اهـ.
قال ابن أبي حاتم في "المراسيل"(182) عن أبي عبد الله أنه قال أما خالد بن معدان فلم يسمع منه اهـ.
وقال البغوي في "شرح السنة" 13/ 140: إسناد هذا الحديث غير متصلٍ، وخالد بن معدان لم يدرك معاذًا.
وأيضًا في إسناده محمَّد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني ثم المعشاري، وقد تُكلِّم فيه قال البخاري: يذكر عن أحمد أنه سئل عن محمَّد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني، فقال ما أراه يسوي شيئًا كان ينزل عند مقابر الخَيْزران، جعل يحدثنا بأحاديث يجيء بها لا يحدث بها ابن أبي زائدة ولا أبو معاوية اهـ وقال عبد الله بن أحمد، عن أبيه ضعيف اهـ. وقال ابن معين ليس بثقة اهـ. وقال مرة: يكذب اهـ. وقال الآجري، عن أبي داود: ضعيف بلغني عن أحمد أنه قال لم يسمع حديثًا، وثب على كتب أبيه اهـ. وقال أبو داود في موضع آخر كذاب، وثب على كتب أبيه. اهـ. وقال أبو حاتم ليس بالقوي. اهـ. وقال النسائي متروك. اهـ.
وبه أعل الحديث ابن حبان في "المجروحين" 2/ 277 ومحمد بن طاهر في "ذخيرة الحفاظ" 4/ 2340.
ورواه ابن الجوزي في "الموضوعات" 3/ 82 - 83 وقال: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به محمَّد بن الحسن. اهـ.
ولهذا قال المناوي في "فيض القدير" 6/ 183: ومحمد بن الحسن بن أبي يزيد قال أبو داود وغيره: كذاب. ومن ثم أورده ابن الجوزي في "الموضوع" ولم يتعقبه المؤلف في "مختصره" سوى بأن له شاهدًا وهو قول الحسن: كانوا يقولون: من رمى أخاه بذنب قد تاب منه، لم يمت حتى يبتليه الله به. ومن العجب أن المؤلف لم يكتف بإيراده حتى إنه رمز لحسنه أيضًا. اهـ. وتعقب الألباني السيوطي في جعل قول الحسن شاهدًا للمرفوع، فقال في "السلسلة الضعيفة" 1/ 214: وهو مع أنه ليس مرفوعًا إليه صلى الله عليه وسلم فإن في سنده صالح بن بشير المري وهو ضعيف كما في "التقريب" فلا يصح شاهدًا لضعفه وعدم رفعه. اهـ. والحديث جزم الألباني بأنه موضوع.
وقد أنكر الشوكاني على من ذكر هذا الحديث في الموضوعات. فقال كما في "الفوائد المجموعة"(680): في إسناده كذاب، وقد أخرجه الترمذي وحسنه، فلا وجه لذكره في الموضوعات اهـ.
* * *
1515 -
وعن بَهزِ بن حكيمٍ، عن أبيهِ، عن جدِّهِ، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:"ويلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ، فيَكذِبُ؛ ليُضْحِكَ به القومَ، ويلٌ له، ثم ويلٌ له" أخرجه الثلاثة وإسناده قوي.
رواه أبو داود (4990)، والترمذي (2316)، والنسائي في "الكبرى" 6/ 329، وأحمد 5/ 2 - 3 و 5، كلهم من طريق بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
…
فذكره.
قلت: إسناده قوي كما قال الحافظ ابن حجر في "البلوغ". وقال الترمذي 7/ 76: هذا حديث حسن. اهـ. وتبعه الألباني كما في "صحيح الجامع"(7136) وفي "غاية المرام"(376).
وقال الذهبي في "تذكرة الحفاظ" 4/ 1384: هذا حديث صالح الإسناد من العوالي.
وقال ابن مفلح في "الآداب الشرعية" 1/ 45: له طرق إلى بهز وهو ثابت إليه وبهز حديثه حسن. اهـ.
* * *
1516 -
وعن أنسٍ رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"كَفَّارةُ مَن اغْتَبْتَهُ أنْ تَستَغْفِرَ له" رواه الحارث بن أبي أُسامة بسندٍ ضعيف.
قال الحارث كما في "المطالب العالية"(2692) ثنا رجل، حدثنا عنسبة بن عبد الرحمن القرشي، عن خالد بن يزيد، عن أنس به مرفوعًا.
ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب "الصمت"(293) قال: حدثنا عبد الله، حدثني أبو عبيدة عبد الوارث بن عبد الصمد، حدثنا أبي، حدثنا عنسبة بن عبد الرحمن القُرشي به، بلفظ: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كفَّارة مَن اغتبتَ أن تستغفر له".
قلت: إسناده واهٍ، لأن فيه عنسبة بن عبد الرحمن بن عيينة بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أبي أُمية، وهو متروك. وقد اتُّهم. قال ابن معين: لا شيء. اهـ.
وقال أبو زرعة: واهي الحديث منكر الحديث. اهـ. وقال أبو حاتم: متروك الحديث، كان يضع الحديث. اهـ. وقال البخاري: تركوه. اهـ. وقال أبو داود والنسائي والدارقطني. ضعيف اهـ. وقال النسائي أيضًا: متروك. اهـ. وقال الأزدي: كذاب. اهـ. وقال ابن حبان: هو صاحب أشياء موضوعة لا يحل الاحتجاج به. اهـ.
قال محمَّد التبريزي في "مشكاة المصابيح" 3/ 1366. رواه البيهقي في "الدعوات الكبير" وقال: في هذا الإسناد ضعف. اهـ.
وقال أبو الفضل العراقي في "المغني عن حمل الأسفار" 2/ 625. سند ضعيف. اهـ.
والحديث أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" والزبيدي في "إتحاف السادة المتقين" 7/ 558، والعجلوني في "كشف الخفاء" 2/ 111 - 112 رقم (1934) والغزالي في "إحياء علوم الدين" 3/ 133.
وقال الشوكاني في "الفوائد المجموعة"(692) حديث: "إذا اغتاب أحدكم أخاه فليستغفر الله تعالى، فإنها كفارة له" رواه ابن عدي عن سهل بن سعد مرفوعًا، وقال: وضعه سليمان بن عمرو. وقد رواه ابن أبي الدنيا، عن أنس مرفوعًا. وفي إسناده: عنبسة بن عبد الرحمن القرشي متروك. ورواه البيهقي في "الشعب" من طريقه. وقال: إسناده ضعيف، وكذلك اقتصر العراقي في "تخريج الإحياء" على تضعيفه. ورواه الدارقطني عن ابن عباس مرفوعًا. وقال: تفرد به حفص بن عمر الأُبُلي وهو ضعيف. اهـ.
* * *
1517 -
وعن عائشةَ رضي الله عنها قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أبغضُ الرِّجالِ إلى اللهِ الأَلَدُّ الخَصِمُ". أخرجه مسلم.
رواه البخاري (7188)، ومسلم 4/ 2054، والنسائي 8/ 247 - 248، والترمذي (2980)، وأحمد 6/ 55 و 63 و 205 كلهم من طريق ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله
…
فذكره.
تنبيه: في عزو الحديث إلى مسلم فقط قصور ظاهر، بل الأولى أن يعزو الحديث إلى "الصحيحين".
* * *