الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: العقيقة
1354 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عَقَّ عن الحسنِ والحُسينِ كبشًا كبشًا. رواه أبو داود وصححه ابنُ خزيمةَ وابن الجارود وعبد الحق. لكن رجَّح أبو حاتم إرساله.
رواه أبو داود (2841)، والنسائي 7/ 165 - 166، وعبد الرزاق 4/ 330، وابن الجارود في "المنتقى"(911)، والطبراني في "الكبير" 11 / رقم (11838) و (11856)، والبيهقي 9/ 299 و 302، كلهم من طريق عكرمة عن ابن عباس أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم: .. فذكره.
وقد رواه عن محرمة هكذا موصولًا كلٌّ من أيوب وقتادة.
قلت: رجاله ثقات، لكن أعله أبو حاتم ورجح المرسل. فقد قال ابن أبي حاتم في "العلل" (1631): سألت أبي عن حديث رواه عبد الوارث، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم عقَّ عن الحسن والحسين كبشين. قال أبي: هذا وهم. حدثنا أبو معمر، عن عبد الوارث هكذا. ورواه وهيب وابن علية، عن أيوب، عن عكرمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل. قال أبي: وهذا مرسل أصح. اهـ.
ولما روى ابن الجارود في "المنتقى"(912) الموصول. قال عقبه: رواه الثوري، وابن عيينة، وحماد بن زيد، وغيرهم عن أيوب لم يجاوز به محرمة. اهـ.
وصحح الموصول عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" 4/ 141 فقال: هو صحيح. اهـ. وكذا صححه ابن دقيق كما نقله الحافظ ابن حجر في "التلخيص" 4/ 161 وتبعه أيضًا الألباني في "الإرواء" 4/ 379 فقال: هذا إسناد صحيح على شرط البخاري، وقد صححه عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الكبرى". اهـ. وابن الملقن في "البدر المنير" 9/ 340.
1355 -
وأخرجَ ابنُ حِبَّانَ مِن حديثِ أنسٍ نَحْوَهُ.
رواه ابن حبان 12 / رقم (5309)، والطحاوي في "مشكل الآثار" 1/ 456، وأبو يعلى (2945)، والبزار كما في "الكشف"(1235)، والبيهقي 9/ 299، كلهم من طريق ابن وهب، قال: أخبرني جرير بن حازم، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال عقَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن حسنٍ وحسينٍ بكبشين.
قال البزار عقبه: لا نعلم أحدًا تابع جريرًا عليه. اهـ.
قلت: رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن رواية جرير بن حازم، عن قتادة فيها كلام. قال عبد الله بن أحمد. سألت ابن معين عن جرير؟ فقال: ليس به بأس. فقلت: إنه يحدث عن قتادة، عن أنس أحاديث مناكير. فقال: ليس بشيء. هو عن قتادة ضعيف. اهـ. وقال الميموني، عن أحمد: كان حديثه عن قتادة غير حديث الناس. يوقف أشياء ويسند أشياء. ثم اثنَى عليه. اهـ.
والحديث صححه عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" 4/ 142.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 57: رجاله ثقات. اهـ. وقال في موضع آخر 4/ 58 بعد ما عزاه "للأوسط" رجاله رجال الصحيح.
وقال ابن الملقن في "البدر المنير" 9/ 341: رواه ابن السكن في "صحاحه" اهـ.
وتكلم فيه من هو أجل منهم. فقد قال ابن أبي حاتم في "الحلل"(1633): سألت أبي عن حديث رواه ابن وهب، عن جرير بن حازم، عن قتادة، عن أنس، قال: عق رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين بكبشين. قال أبي: أخطأ جرير في هذا الحديث، إنما هو قتادة، عن عكرمة، قال: عق رسول الله صلى الله عليه وسلم مرسل. اهـ.
ولما ذكر الألباني في "الإرواء" 4/ 382 إسناد الحديث قال: كلهم ثقات من رجال الشيخين لولا أن قتادة مدلس وقد عنعنه .. اهـ. ولم يشر إلى العلة التي ذكرناها.
1356 -
وعن عائشةَ رضي الله عنها أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أمَرَهُم أنْ يُعَقَّ عن الغلامِ شاتان مُكافِئَتانِ، وعن الجاريةِ شاةٌ. رواه الترمذي وصححه.
رواه الترمذي (1513)، وابن ماجه (3163)، وأحمد 6/ 31 و 158، وابن أبي شيبة 8/ 239، وابن حبان / 12 / رقم (5310)، والبيهقي 9/ 301، كلهم من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن يوسف بن ماهك، أنهم دخلوا على حفصة بنت عبد الرحمن فسألوها عن العقيقة، فأخبرتهم أن عائشة أخبرتها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم عن الغلام شاتان مكافئتان وعن الجارية شاة.
قلت: رجاله ثقات. ورواه عبد الرزاق (7956) قال: أخبرنا ابن جريج، أخبرنا يوسف به.
قال الترمذي 5/ 229: حديث عائشة حديث حسن صحيح اهـ.
وقال الألباني في "الإرواء" 4/ 290: إسناده صحيح على شرط مسلم. اهـ.
وصححه ابن الملقن في "البدر المنير" 9/ 333 و 341 ورواه ابن السكن في "صحاحه" مطولًا. اهـ.
تنبيه: لفظ يعق الذي ذكره الحافظ في "البلوغ" هو عند ابن ماجه وأحمد 6/ 158، ولم أجده في "سنن الترمذي" لهذا قال الصنعاني في "سبل السلام " 4/ 181: لم أجد لفظه "أن يعق" في "نسخ الترمذي". اهـ.
1357 -
وأخرجَ الخمسةُ عن أُمِّ كُرْزٍ الكَعْبِيَّةِ نَحْوَهُ.
رواه أبو داود (2835)، وابن ماجه (3162)، والحميدي (345)، وأحمد 6/ 381، وابن أبي شيبة 8/ 237، والطحاوي في "مشكل الآثار" 1/ 457، وابن حبان 12 / رقم (5312)، والطبراني 25 / رقم (406)، والبيهقي 9/ 300، والبغوي (2818) كلهم من طريق سفيان، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن أبيه، عن سباع بن ثابت، عن أم كرز، قالت: سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاة، لا يضركم أذكرانًا كُنَّ أم إناثًا".
واختلف على سفيان في إسناده. فقد رواه النسائي 7/ 165 قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا سفيان، عن عبيد الله وهو ابن أبي يزيد، عن سباع بن ثابت، عن أم كرز قالت:
…
فذكرته. هكذا ولم يقل في إسناده: "عن أبيه".
ورواه أيضًا هكذا بدون ذكر أبيه كلٌّ مِن حماد بن زيد، وابن جريج، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن سباع به، كما عند أبي داود (2836)، والنسائي 7/ 165، وأحمد 6/ 381 و 422، والداومي 2/ 81.
فيظهر مما سبق أن سفيان وهم في ذكر "أبيه " في الإسناد.
لهذا قال الإمام أحمد 6/ 381: سفيان يهم في هذه الأحاديث عبيد الله سمعها من سباع بن ثابت. اهـ. ولما ذكر أبو داود حديث حماد (2836) قال عقبه: هذا هو الحديث، وحديث سفيان وهم" اهـ.
ولما ذكر ابن عبد البر في "التمهيد" 4/ 316 الاختلاف في إسناده وذكر قول أبي داود السابق تعقبه فقال. لا أدري من أين قال هذا أبو داود، وابن عيينة حافظ، وقد زاد في الإسناد اهـ.
ورواه الترمذي (1516)، وأحمد 6/ 422، وعبد الرزاق (7954) عن ابن جريج، قال: أخبرني عبيد الله بن أبي يزيد أن سباع بن ثابت يزعم أن محمد بن ثابت بن سباع أخبره أن أم كرز أخبرته أنها سألت رسول الله.
قال الترمذي 5/ 231: هذا حديث حسن صحيح اهـ. وقال الحاكم 4/ 237: صحيح الإسناد. اهـ. ووافقه الذهبي وقال الألباني في "الإرواء" 4/ 391 وهو كما قالا ورجاله كلهم رجال الشيخين، إلا أن الترمذي وقع في إسناده زيادة بين سباع وأم كرز فقال عن سباع أن محمد بن ثابت بن سباع أخبره أن أم كرز أخبرته وهي رواية لأحمد. وابن ثابت هذا ليس بالمشهور، ولم يوثقه غير ابن حبان، وهذه الزيادة إن كانت محفوظة، فلا يعل الإسناد بها لتصريح سباع بن ثابت بسماعه للحديث من أم كرز عند أحمد بإسناد الشيخين اهـ.
ورواه النسائي 7/ 164 - 165، والطحاوي في "المشكل" 1/ 458 من طريق حماد بن سلمة، عن قيس بن سعد، عن طاووس وعطاء ومجاهد، عن أم كرز. أن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد اختلف في إسناده. فرواه أبو داود (2834)، والنسائي 7/ 165، والحميدي (346)، وأحمد 6/ 381، وابن أبي شيبة
8/ 238، والطبراني 25 / (401)، والبيهقي 9/ 301، من طريق سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن حبيبة بنت ميسرة، عن أم كرز به، ورواه ابن جريج، عن عطاء به كما عند عبد الرزاق (7953)، وأحمد 6/ 422، وابن حبان 12 / (5313)، والطبراني في "الكبير" 25 / رقم (400) وتابعه ابن إسحاق وقيس بن سعد عن عطاء به كما عند الطبراني 25 / رقم (402 - 403).
ولهذا لما ذكر الألباني في "الإرواء" 4/ 491 إسناد حماد السابق قال: وأخشى أن يكون منقطعًا بين عطاء وأم كرز
…
اهـ ثم ذكر طريق عمرو بن دينار.
وصحح الحديث ابن الملقن في "البدر المنير" 9/ 277.
1358 -
وعن سَمُرَةَ رضي الله عنه: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "كُلُّ غلامٍ مُرْتَهَنٌ بعَقيقَتِهِ، تُذْبَحُ عنه يومَ سابِعِهِ، ويُحْلَقُ، ويُسَمَّى" رواه أحمد والأربعة وصححه الترمذي.
رواه أبو داود (2838)، والنسائي 7/ 166، والترمذي (1522)، وابن ماجه (3165)، وأحمد 7/ 5 - 8 و 12 و 17 و 18 و 22، والدارمي 2/ 8، والطيالسي (909)، وابن الجارود في "المنتقى"(910)، والطحاوي في "المشكل" 1/ 453 - 454، والطبراني 7 / رقم (6827)(6832)، والحاكم 4/ 237، والبيهقي 9/ 299، كلهم من طريق قتادة، عن الحسن، عن سمرة مرفوعًا به.
قلت: في سماع الحسن عن سمرة خلاف كما سبق ذكره (1).
ولهذا قال ابن دقيق العيد في "الإمام" 3/ 50: لأصحاب الحديث فيه ثلاثة مذاهب.
أحدهما: أنه لم يسمع منه.
الثاني: حديثه على الاتصال.
الثالث: قال أبو عبد الرحمن النسائي (2): الحسن عن سمرة كتاب، ولم يسمع الحسن من سمرة إلا حديث العقيقة اهـ. وقال الحافظ ابن حجر في "التهذيب" 2/ 234: أما رواية الحسن عن سمرة بن جندب. ففي "صحيح البخاري" سماع منه لحديث العقيقة. وقد روى عنه نسخة كبيرة غالبها في السنن الأربعة، وعن علي بن المديني أن كلها سماع، وكذا حكى الترمذي عن البخاري. وقال يحيى القطان وآخرون هي كتاب. وذلك لا يقتضي الانقطاع اهـ.
وقال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 4/ 587: اختلف النقاد في الاحتجاج بنسخة الحسن عن سمرة، وهي نحو من خمسين حديثًا. فقد ثبت سماعه من سمرة، فذكر أنه سمع حديث العقيقة. اهـ.
وقال المنذري في "مختصر السنن" 4/ 128: قال غير واحد من الأئمة: حديث الحسن عن سمرة كتاب، إلا حديث العقيقة؛ فتصحيح
(1) راجع كتاب الطهارة باب: ما جاء في استحباب غسل يوم الجمعة 2/ 327 - 331 الحديث (116) فقد ذكرنا المسألة بتوسع.
(2)
سنن النسائي 3/ 94.
الترمذي له يدل على ذلك وقد حكى البخاري في "الصحيح" ما يدل على سماع الحسن من سمرة حديث الحقيقة اهـ.
والحديث صححه الترمذي 5/ 240 فقال: هذا حديث حسن صحيح. اهـ.
وقال الحاكم. صحيح الإسناد اهـ. ووافقه الذهبي.
وأشار إلى إعلاله بعدم سماع الحسن من سمرة ابنُ عبد الهادي في "المحرر" 1/ 420، ومحمد بن طاهر في "ذخيرة الحفاظ" 2/ 947، وابن مفلح في "المبدع" 3/ 301.
وقال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" 4/ 161 وأعل بعضهم الحديث بأنه من رواية الحسن، عن سمرة وهو مدلس، لكن روى البخاري في "صحيحه" من طريق الحسن. أنه سمع حديث العقيقة من سمرة، كأنه عنى هذا اهـ.
وقال عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" 4/ 140. سماع الحسن عن سمرة حديث العقيقة صحيح اهـ
وجزم ابن القيم في "تحفة المولود" 1/ 41 أن الحسن سمع هذا الحديث من سمرة. فقال: وهذا الحديث قد سمعه الحسن من سمرة، فذكره البخاري في "صحيحه" عن حبيب بن الشهيد، قال: قال لي ابن سيرين: سئل الحسن ممن سمع حديث العقيقة، فسألته فقال من سمرة بن جندب اهـ.
كتاب الأيمان والنذور