الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: الأضاحي
1345 -
عن أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يُضَحِّي بكبشَينِ أمْلَحَينِ أقْرَنَينِ، ويُسَمِّي ويُكَبِّرُ، ويَضَعُ رِجْلَهُ على صِفَاحِهِمَا. وفي لفظٍ: ذَبَحَهُمَا بيَدِهِ. متفق عليه. وفي لفظٍ: سَمِينَينِ. ولأبي عَوانَةَ في "صحيحه": ثَمِينَينِ. بالمُثَلَّثة بدل السين. وفي لفظٍ لمسلم ويقول: "باسْمِ اللهِ، واللهُ أكبَرُ".
رواه البخاري (5565)، ومسلم 3/ 1556 - 1557، وأبو داود (2794)، والنسائي 7/ 220، والترمذي (1494)، وابن ماجه (3155)، وأحمد 3/ 99 و 115 و 170 و 183، وأبو عوانة 5 / رقم (7750 - 7754)، كلهم من طريق قتادة، عن أنس مرفوعًا به.
وللحديث طرق أخرى وألفاظ عدة.
قال البخاري في كتاب الأضاحي 7 - باب أُضْحِيَّةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بكبشين أقرنين، ويُذكَرُ سَمينَينِ. اهـ.
ووصله أبو عوانة 5 / رقم (7752) قال: حدثنا يوسف بن مسلم، قال: ثنا حجاج، قال: ثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحي بكبشين أملحين سمينين، ويسمي الله ويكبر، ولقد رأيته يذبح بيده، واضع قدمه على صفاحهما. هكذا قال:"سمينين".
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 10/ 10: قوله. "ويذكر سمينين" أي: صفة الكبشين، وهي في بعض طرق حديث أنس من رواية شعبة، عن قتادة عنه، أخرجه أبو عوانة في "صحيحه" من طريق الحجاج بن محمد، عن شعبة، وقد ساقه المصنف في الباب من طريق شعبة عنه. وليس فيه "سمينين" وهو المحفوظ عن شعبة. وله طريق أخرى أخرجها عبد الرزاق في "مصنفه" عن الثوري، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن أبي سلمة، عن عائشة، أو عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يضحي اشترى كبشين عظيمين سمينين أقرنين أملحين موجوءين، فذبح أحدهما عن محمد وآل محمد، والآخر عن أمته مَن شهد لله بالتوحيد وله بالبلاغ. وقد أخرجه ابن ماجه (3122) من طريق عبد الرزاق، لكن وقع في النسخة "ثمينين" بمثلثة أوله بدل السين، والأول أولى، وابن عقيل المذكور في سنده مختلف فيه، وقد اختلف عليه في إسناده. اهـ.
ورواه مسلم 3/ 1557 من طريق سعيد، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم باللفظ الأول. وفيه: ويقول: "باسم الله، والله أكبر".
1346 -
وله من حديثِ عائشةَ رضي الله عنها أمَرَ بكبشٍ أقْرَنَ، يَطَأُ في سَوادٍ، ويَنظر في سوادٍ، ليُضَحِّي به، فقال:"اشحذي المُدْيَةَ" ثم أخذَها، فأضجَعَهُ ثم ذَبَحَهُ، وقال:"باسْمِ اللهِ، اللهُمَّ تَقَبَّلْ مِن محمدٍ وآلِ محمدٍ، ومن أُمَّةِ محمدٍ".
رواه مسلم 3/ 1557، وأحمد 6/ 78، وأبو داود (2792)، كلهم من طريق أبي صخر، عن يزيد بن قسيط، عن عروة بن الزُّبير، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر .. فذكرته.
1347 -
وعن أبي هُريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَن كانَ لَهُ سَعَةٌ ولَمْ يُضَحِّ، فلا يَقْرَبَنَّ مُصَلّانا" رواه أحمد وابن ماجه وصححه الحاكم، لكن رجَّح الأئمة غيره وقفَهُ.
رواه ابن ماجه (3123)، وأحمد 2/ 321، والحاكم 4/ 258، والبيهقي 9/ 260، كلهم من طريق عبد الله بن عياش، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعًا به.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه اهـ.
قلت: في إسناده عبد الله بن عياش بن عباس القتباني، روى له مسلم حديثًا واحدًا في الشواهد. وقد تُكلم فيه. قال أبو حاتم: ليس بالمتين، صدوق يكتب حديثه وهو قريب من ابن لهيعة اهـ. وقال أبو داود والنسائي: ضعيف. وقال ابن يونس: منكر الحديث. اهـ. وذكره ابن حبان في "الثقات". وبه أعل الحديث البوصيري في تعليقه على "زوائد ابن ماجه" وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 10/ 3: رجاله ثقات لكن اختلف في رفعه ووقفه والموقوف أشبه بالصواب، قاله الطحاوي وغيره. اهـ. واختلف في إسناده، فقد
رواه مرفوعًا عن عبد الله بن عياش به كلٌّ من زيد بن الحباب، وعبد الله بن يزيد المقرئ.
وخالفهما عبد الله بن وهب فوقفه على أبي هريرة، فقد رواه الحاكم 4/ 258 من طريق ابن وهب، ثنا عبد الله بن عياش به موقوفًا.
قال الحاكم عقبه: أوقفه عبد الله بن وهب إلا أن الزيادة من الثقة مقبولة، وأبو عبد الرحمن المقرئ فوق الثقة. اهـ.
وفيما قاله نظر. فقد رجح الأئمة الموقوف كما قال الحافظ ابن حجر في "البلوغ" وقال البيهقي 9/ 260: بلغني عن أبي عيسى الترمذي أنه قال: الصحيح عن أبي هريرة موقوف. قال: ورواه جعفر بن ربيعة وغيره عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة موقوفًا، وحديث زيد بن الحباب غير محفوظ. اهـ. ثم قال البيهقي: كذلك رواه عبيد الله بن أبي جعفر، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه موقوفًا، وابن وهب، عن عبد الله بن عياش، عن الأعرج، عن أبي هريرة موقوفًا. ورواه ابن وهب أيضًا عن عبد الله بن عياش، عن عيسى بن عبد الرحمن بن فروة الأنصاري، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: من وجد سعة فلم يضح فلا يقربنا في مسجدنا (1). موقوف. اهـ.
(1) روى هذا الإسناد أيضًا الدارقطني 4/ 276 - 277.
وتعقبه ابن التركماني في "الجوهر النقي" 9/ 260 وجزم بأن طريق زيد بن الحباب، عن عبد الله بن عياش به محفوظًا.
ولهذا قال ابن عبد الهادي في "المحرر" 1/ 419: وصحح الترمذي وغيره وقفه. اهـ.
وقال الزيلعي في "نصب الراية" 4/ 207: قال في "التنقيح": حديث ابن ماجه رجاله كلهم رجال "الصحيحين" إلا عبد الله بن عياش القتباني، فإنه من أفراد مسلم، قال: وكذلك رواه حيوة بن شريح، وغيره عن عبد الله بن عياش به مرفوعًا. ورواه ابن وهب عن عبد الله بن عياش به موقوفًا. وكذلك رواه جعفر بن ربيعة، وعبيد الله بن أبي جعفر، عن الأعرج، عن أبي هريرة موقوفًا، وهو أشبه بالصواب. اهـ.
ولهذا قال الحافظ ابن حجر في "الدراية" 2/ 213: اختلف في وقفه ورفعه، والذي رفعه ثقة. اهـ.
والحديث حسنه الألباني كما في "صحيح سنن ابن ماجه"(2532).
ورواه الدارقطني 4/ 285 من طريق عمرو بن الحصين، نا ابن علاثة، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعًا. لكن أُعلَّ بأن فيه عمرو بن الحصين العقيلي أبا عثمان البصري بأنه متروك.
* * *
1348 -
وعن جُندُبِ بن سفيانَ رضي الله عنه قال: شَهِدْتُ الأضْحَى مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا قضَى صلاتَه بالناسِ، نَظَرَ إلى غَنَمٍ قَدْ ذُبِحَتْ، فقال:"مَن ذَبَحَ قبلَ الصلاةِ فليذبَحْ شاةً مكانَها، ومَن لم يكنْ ذَبَحَ فليذبَحْ على اسمِ اللهِ" متفق عليه.
رواه البخاري (5562)، ومسلم 3/ 1551، والنسائي 7/ 224، وابن ماجه (3152)، وأحمد 4/ 313، كلهم من طريق الأسود بن قيس، قال: سمعت جندب بن سفيان، قال:
…
فذكره.
* * *
1349 -
وعن البراءِ بن عازبٍ رضي الله عنهما قال: قامَ فينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فيقال: "أربعٌ لا تجوزُ في الضحايا: العَوْراءُ البَيِّنُ عَوَرُها، والمريضَةُ البَيِّنُ مرضُها، والعرجاءُ البيِّنُ ظَلَعُها، والكسيرةُ التي لا تُنْقِي" رواه الخمسة، وصححه الترمذيُّ وابن حبان.
رواه أبو داود (2802)، والنسائي 7/ 214 - 215، والترمذي (1497)، وابن ماجه (3144)، وأحمد 4/ 284 و 289، والدارمي 2/ 77 - 76، والطيالسي (749)، وابن الجارود في "المنتقى"(481)، وابن خزيمة 4/ 292، وابن حبان 13 / رقم (5922)، والطحاوي 4/ 168، والحاكم 1/ 640، والبيهقي 5/ 242 و 9/ 274
كلهم من طريق شعبة، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن عبيد بن فيروز، قال: سألت البراء رضي الله عنه ما لا يجوز في الأضاحي؟ فقال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال .... فذكره.
قلت: رجاله ثقات، وإسناده صححه الأئمة.
قال الترمذي 5/ 210: هذا حديث حسن صحيح، لا نعرفه إلا من حديث عبيد بن فيروز عن البراء. والعمل على هذا الحديث عند أهل العلم. اهـ.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح ولم يخرجاه لقلة روايات سليمان بن عبد الرحمن، وقد أظهر علي بن المديني فضائله وإتقانه. اهـ. ووافقه الذهبي.
قلت: سليمان بن عبد الرحمن ثقة، وقد وثقه ابن معين وأبو حاتم والنسائي. ونقل الحافظ ابن حجر في "التهذيب" 4/ 183 عن الإمام أحمد أنه قال: ما أحسن حديثه في الضحايا. اهـ.
وصرح سليمان بسماعه من عبيد بن فيروز كما عند البيهقي 9/ 274.
وأعل الحديث الإمام علي بن المديني فقد نقل البيهقي 9/ 274 (1) عن علي بن المديني أنه قال: نظرنا فإذا سليمان بن عبد الرحمن لم يسمعه من عبيد بن فيروز. اهـ. ثم روى البيهقي طريق ليث بن سعد، ثنا سليمان بن عبد الرحمن، عن القاسم مولى خالد بن يزيد
(1) وأيضًا نقله الحافظ ابن حجر في "التهذيب" 4/ 183.
ابن معاوية عن عبيد بن فيروز، قال: سألت البراء .. ثم قال البيهقي: قال علي: فإذا الحديث حديث ليث. قال علي: قال عثمان: فقلت لليث بن سعد يا أبا الحارث إن شعبة يروي هذا الحديث عن سليمان بن عبد الرحمن سمع عبيد بن فيروز قال: لا، إنما حدثنا به سليمان عن القاسم مولى خالد عن عبيد بن فيروز. قال عثمان بن عمر. فلقيت شعبة، فقلت: إن ليثًا حدثنا بهذا الحديث عن سليمان بن عبد الرحمن عن القاسم، عن عبيد بن فيروز، وجعل مكان الكسير التي لا تنقي: العجفاء التي تنقي. قال: فقال شعبة: هكذا حفظته كما حدثت به، كذا رواه عثمان بن عمر عن ليث بن يسعد. اهـ.
ولما روى الترمذي في "العلل" 2/ 644 - 645 حديث سليمان بن عبد الرحمن، عن عبيد بن فيروز به، قال الترمذي: سألت محمدًا عن هذا الحديث فقال: هو عبيد بن فيروز، ولا أعرف لعبيد حديثًا مسندًا غير هذا.
وقال البخاري أيضًا: وروى عثمان بن عمر عن الليث بن سعد عن سليمان بن عبد الرحمن عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن عبيد بن فيروز، عن البراء. وكان علي بن عبد الله يذهب إلى أن حديث عثمان بن عمر أصح. وقال البخاري أيضًا: وما أرى هذا بشيء لأن عمر بن الحارث ويزيد بن أبي حبيب رويا عن سليمان بن عبد الرحمن عن عبيد بن فيروز عن البراء. قال البخاري: وهذا عندنا أصح. اهـ.
ورواه مالك 2/ 482 ومن طريقه أحمد 4/ 301، والطحاوي 4/ 168، ثنا عمر بن الحارث، عن عبيد بن فيروز، عن البراء .. فذكره هكذا ولم يذكر سليمان بن عبد الرحمن، وقد خالف ابن وهب مالكًا فيه فأثبت في الإسناد: سليمان بن عبد الرحمن، فقد رواه الطحاوي 4/ 168 من طريق ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث وابن لهيعة والليث بن سعد. قالوا: ثنا سليمان بن عبد الرحمن به.
قال ابن أبي حاتم في "العلل"(1604): سألت أبي عن حديث رواه مالك، عن عمرو بن الحارث، عن عبيد بن فيروز، عن البراء، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الضحايا .. فقال أبي نقص مالك من هذا الإسناد رجلًا. إنما هو عمرو بن الحارث، عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، عن عبيد بن فيروز، عن البراء، عن النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ.
وقال أيضًا ابن أبي حاتم في "العلل"(1607): سألت أبي عن حديث رواه أيوب بن سويد، حدثنا الأوزاعي، عن عبد الله بن عامر، عن يزيد بن أبي حبيب، عن البراء بن عازب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أربع لا تجزئ في الضحايا
…
" قال أبي: روي هذا الحديث عن سليمان بن عبد الرحمن، عن عبيد بن فيروز، عن البراء، عن النبي صلى الله عليه وسلم. روى عن سليمان هذا الحديث يزيد، والليث بن سعد، وعمرو بن الحارث، وابن لهيعة، وزيد بن أبي أنيسة، وشعبة بن الحجاج، كلهم قالوا. عن سليمان، عن عبيد بن فيروز، عن البراء. فأما ابن إسحاق فروى عن يزيد بن أبي حبيب، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن عبيد بن فيروز، عن البراء وروى
مالك بن أنس عن عمرو بن الحارث، عن عبيد بن فيروز، ولم يذكر سليمان قال أبي: سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثقة. وعبيد بن فيروز جزري لا بأس به، فيشبه أن يكون زيد بن أبي أنيسة قد سمع من عبيد بن فيروز، لأنه من أهل بلده. اهـ.
ورواه الطحاوي 4/ 169، والحاكم 4/ 248، كلاهما من طريق أيوب بن سويد، ثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن البراء.
قال الحاكم 4/ 248: حديث أبي سلمة عن البراء بن عازب صحيح الإسناد ولم يخرجاه، إنما أخرج مسلم رحمه الله تعالى حديث سليمان بن عبد الرحمن، عن عبيد بن فيروز، عن البراء. وهو فيما أخذ على مسلم رحمه الله لاختلاف الناقلين فيه، وأصحه حديث يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة. اهـ.
وفيما قاله نظر، لهذا قال الزيلعي في "نصب الراية" 4/ 214: وعلى الحاكم ها هنا اعتراضان: أحدهما أن حديث عبيد بن فيروز عن البراء لم يروه مسلم، وإنما رواه أصحاب السنن، والآخر أنه صحح حديث أيوب بن سويد، ثم جرحه. اهـ. وأشار إلى خطأ الحاكم أيضًا الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" 4/ 154 وفي "الدراية" 2/ 216.
وأيضًا حكم الإمام أبو حاتم ببطلان هذا الطريق. فقد قال ابن أبي حاتم في "العلل"(1608): سألتُ أبي عن حديث رواه أيوب بن سويد، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة
ابن عبد الرحمن، عن البراء بن عازب، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبي: هذا حديث باطل، إنما يروي يحيى بن أبي كثير عن إسماعيل بن أبي خالد الفدكي، عن البراء مرسل. اهـ.
وقال أيضًا الحافظ ابن حجر في "الدراية" 2/ 216. ورواية أبي سلمة، فيها أيوب بن سويد، وهو ضعيف. اهـ.
وأيضًا اختلف على الأوزاعي في إسناده.
والحديث بالإسناد الأول صحيح كما صححه الأئمة.
لهذا قال النووي في "شرحه على صحيح مسلم " 13/ 120. حديث البراء هذا لم يخرجه البخاري ومسلم في "صحيحيهما" ولكنه صحيح، رواه أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم من أصحاب السنن بأسانيد صحيحة. وفيه قال أحمد بن حنبل. ما أحسنه من حديث. اهـ.
وقال الألباني في "الإرواء" 4/ 361. إسناده صحيح، فإن عبيد بن فيروز ثقة بلا خلاف، وتابعه يزيد بن أبي حبيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن، كما عند الحاكم، وقال: صحيح الإسناد. وردّه الذهبي بأن فيه أيوب بن سويد، ضعفه أحمد. اهـ.
1350 -
وعن جابرٍ - وضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَذْبَحُوا إلا مُسِنَّةً، إلا أنْ يَعسُرَ عليكم فتَذْبَحوا جَذَعَةً مِن الضأنِ". رواه مسلم.
رواه مسلم 3/ 1555، وأبو داود (2797)، والنسائي 7/ 218، وابن ماجه (3141)، وأحمد 3/ 312 و 327، وابن خزيمة 4/ 294 - 295، وابن الجارود في "المنتقى"(904)، وأبو يعلى 4 / رقم (2324)، والبيهقي 5/ 229، 231 و 9/ 369 و 279، كلهم من طريق زهير حدثنا أبو الزبير عن جابر مرفوعًا به.
1351 -
وعن عليٍّ رضي الله عنه قال: أمَرَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أنْ نَسْتَشرفَ العينَ والأُذُنَ، ولا نُضَحِّيَ بعوراءَ ولا مُقابَلَةٍ، ولا مُدَابَرَةٍ ولا خَرماء ولا ثَرماء. أخرجه أحمد والأربعة وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم.
رواه أبو داود (2804)، والنسائي 7/ 216 - 217، والترمذي (1498)، وابن ماجه (3142)، وأحمد 1/ 80 و 108 و 128 و 149، والدارمي 2/ 4 - 5، وابن الجارود في "المنتقى"(906)، والطحاوي 4/ 169، والحاكم 4/ 249، والبيهقي 9/ 275، والبغوي (1121)، كلهم من طريق أبي إسحاق، عن شريح بن النعمان، عن علي، قال:
…
فذكره.
قلت: في إسناده شريح بن النعمان الصائدي، قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه وعن هبيرة بن يريم. قال: ما أقربهما. قلت: يحتج بحديثهما؟ قال: هما شبه المجهولين. اهـ. وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/ 353.
وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب"(3074): صدوق. اهـ.
وأيضًا في إسناده أبو إسحاق السبيعي وهو مدلس.
ولما رواه الحاكم 4/ 249 من طريق قيس بن الربيع، ثنا أبو إسحاق، عن شريح، عن علي رضي الله عنه فذكر بنحوه قال قيس: قلت لأبي إسحاق: سمعته من شريح؟ قال: حدثني ابن أشوع عنه اهـ.
قلت: وابن أشوع ثقة واسمه سعيد بن عمرو بن أشوع الهمداني لكن في إسناد الحاكم قيس بن الربيع وفي حفظه مقال. ولهذا قال الحافظ ابن حجر في "التهذيب" 4/ 290: شريح بن النعمان .. روى عنه .. أبو إسحاق السبيعي وقال: كان رجل صدق، وقيل إنه لم يسمع منه، وإنما سمع من ابن أشوع عنه. اهـ.
وقال ابن أبي حاتم في "العلل"(1606): سألت أبي عن حديث رواه زهير وأبو بكر بن عياش، عن أبي إسحاق، عن شريح بن النعمان الصائدي، عن علي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستشرف العين والأذن. قال أبي: رأيت في كتاب عمر بن علي بن أبي بكر الكندي، عن أبيه، عن الجراح بن الضحاك الكندي، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن أشوع، عن شريح بن النعمان، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه وهذا أشبه.
فعلى هذا يحكم باتصال الحديث.
وقال الدارقطني في "العلل" 3/ 238 - 239: هو حديث يرويه أبو إسحاق السبيعي، واختلف عنه، فرواه إسرائيل، وزهير، وزياد
ابن خيثمة، ويونس بن أبي إسحاق، وشريك، وأبو بكر بن عياش، وعلي بن صالح، وحُديج بن معاوية وغيرهم عن أبي إسحاق، عن شريح بن النعمان، ولم يسمع هذا الحديث أبو إسحاق من شريح، حدث به أبو كامل مظفر بن مدرك عن قيس بن الربيع، قال. قلت لأبي إسحاق: سمعته من شريح؟ قال: حدثني ابن أشوع عنه. ورواه الجراح بن الضحاك، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن أشوع، عن شريح بن النعمان، عن علي مرفوعًا. وكذلك رواه قيس بن الربيع عن ابن أشوع سمعه منه مرفوعًا. ورواه الثوري عن ابن أشوع عن شريح عن علي موقوفًا. ويشبه أن يكون القول قول الثوري. والله أعلم. اهـ.
ونقل ابن الملقن في "البدر المنير" 9/ 293 عن الدارقطني أنه قال في "علله": إرسال هذا الحديث عن علي هو الأشبه. اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في "التلخيص" 4/ 154: أعله الدارقطني. اهـ.
وصحح طريق أبي إسحاق الترمذيّ فقال 5/ 211 هذا حديث حسن صحيح. اهـ.
وقال الحاكم 4/ 249: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي.
وصحح الحديث ابن الملقن في "البدر المنير" 9/ 291.
ونقل الحافظ ابن حجر في "التهذيب 4/ 290 عن البخاري أنه قال لما ذكر هذا الحديث لم يثبت رفعه (1). اهـ.
وللحديث طريق آخر عن عليٍّ. فقد رواه النسائي 7/ 217، والترمذي (1503)، وابن ماجه (3143)، وأحمد 1/ 105 و 125 و 152، والدارمي 2/ 4، والطحاوي 4/ 169 - 170، وابن خزيمة (2914)، والحاكم 4/ 249 - 250 وابن حبان 13 / رقم (5920)، والبيهقي 9/ 275 كلهم من طريق سلمة بن كهيل، عن حجية بن عدي، قال: سمعتُ عليًّا يقول: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستشرف العين والأذن.
قلت: رجاله ثقات، رجال الشيخين غير حجية بن عدي الكندي. قال علي بن المديني لا أعلم روى عنه إلا سلمة بن كهيل اهـ.
وقال أبو حاتم. شيخ لا يحتج بحديثه شبيه بالمجهول اهـ
وقال ابن سعد كانت معروفًا، وليس بذاك اهـ. وقال العجلي ثقة. اهـ وذكره ابن حبان في "الثقات".
قال الترمذي 5/ 216 هذا حديث حسن صحيح اهـ. وصححه الحاكم 4/ 250.
ورواه أحمد 1/ 83 و 127 و 129 و 155، وأبو داود (2805)، والنسائي 7/ 217 - 218، وابن ماجه (3145)، والطحاوي
(1) قاله البخاري في "تاريخه الكبير" 4/ 229، الترجمة (2614).
4/ 169، وابن خزيمة (2913)، والحاكم 1/ 468، والبيهقي 9/ 275، والبغوي (1122)، كلهم من طريق قتادة، عن جري بن كليب، عن علي: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهَى أن يضحى بعضباء الأذن والقرن.
قلت: في إسناده جري بن كليب السدوسي قال أبو حاتم: شيخ لا يحتج بحديثه. اهـ. ووثقه ابن حبان والعجلي.
وللحديث طريق أخرى عند أحمد 1/ 132 وفيها كلام ..
1352 -
وعن عليِّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه قال: أمَرَني النبيُّ صلى الله عليه وسلم أنْ أقومَ على بُدْنِهِ، وأنْ أُقَسِّمَ لُحومَهَا وجلُودَها وجِلالها على المساكينِ، ولا أُعْطِي في جِزارتها مِنها شيئًا. متفق عليه.
رواه البخاري (1707)، ومسلم 2/ 954 - 955، وأبو داود (1769)، والنسائي في "الكبرى" كما في "أطراف المزي" 7/ 424 وابن ماجه (3099)، وأحمد 1/ 79 و 123 و 154، والدارمي 1/ 399، وابن الجارود في "المنتقى"(483)، وابن خزيمة 4/ 295 - 296، والبيهقي 9/ 294، كلهم من طريق مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي به ..
1353 -
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: نَحَرْنا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم عامَ الحُدَيبِيَة: البَدَنَةَ عن سَبْعَةٍ والبقرةَ عن سبعةٍ. رواه مسلم.
رواه مسلم 2/ 955، وأبو داود (2809)، والترمذي (904)، والنسائي 7/ 222، وابن ماجه (3132)، وأحمد 3/ 293 - 294 و 378، وابن خزيمة 2/ 287 - 288، والبيهقي 5/ 168 و 169 و 9/ 295، كلهم من طريق أبي الزُّبير، . عن جابر قال:
…
فذكره.