الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأخبره أنه قرأ على أبي عمر حفص بن عمر بن عبد العزيز الدّوري، وأخبره أنه قرأ على أبي الحسن علي بن حمزة الكسائي.
فصل
قال الشيخ الإمام أبو الجود رحمه الله: أخبرني الشريف الإمام أنه قرأ برواية أبي الحارث أيضا على الشيخ الصالح أبي الحسن علي الأبهري المعروف بالمصّيني، وقرأ الأبهري على الشيخ الإمام أبي علي الحسن بن إبراهيم الأهوازي المقرئ قال: قرأت على أبي الفرج محمد بن أحمد بن محمد الشّنبوذي، وقرأ الشّنبوذي على أبي الحسن محمد بن أحمد بن الصّلت بن شنبوذ، وقرأ على أبي عبد الله محمد بن يحيى الكسائي الصغير، وقرأ على أبي الحارث الليث بن خالد المروزي، وقرأ على الكسائي، وقرأ الكسائي على جماعة، منهم حمزة بن حبيب الزيات، وقد مضى ذكر أسانيده، ومنهم عيسى بن عمر الهمداني، وقرأ عيسى/ على طلحة بن مصرّف، وقرأ طلحة على إبراهيم بن يزيد النخعي، على علقمة بن قيس، وقرأ علقمة على عبد الله بن مسعود، وقرأ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذكرنا هذا أيضا فيما سلف.
قال الشيخ الإمام شيخ القراء، بقية السلف، أمين الدين، فسح الله في مدته: هذا آخر سند الشيخ وحيد الدين.
[سند تقي الدين عن مجير الدين الدمشقي]
وأما الشيخ مجير الدين رحمه الله تعالى فإني قرأت عليه القرآن الكريم إفرادا وجمعا بدمشق المحروسة، بمسجد السلّالين المعلّق، في سنة ثمان عشرة وسبع مائة، قرأت ختمة كاملة لابن كثير، جمعت فيها بين رواية البزّي وقنبل عنه، وختمة جمعت فيها بين قالون وورش عن نافع، ثم ختمة جمعت فيها بين هشام وابن ذكوان عن ابن عامر، ثم ختمة جمعت فيها بين الدّوري والسّوسي عن أبي عمرو، ثم ختمة جمعت فيها بين أبي بكر وحفص [عن](1) عاصم، ثم
(1) زيادة يقتضيها السياق؛ لأن حفصا تلميذ عاصم، كما تقدم في ترجمة حفص (ص/ 141).
ختمة جمعت فيها بين الدّوري وأبي الحارث عن الكسائي، ثم ختمة جمعت فيها بين خلف وخلّاد عن حمزة، ثم بعد ذلك ختمة جمعت فيها بين مذاهب الأئمة السبعة المذكورين، رضي الله عنهم أجمعين، وذلك بما تضمنه كتاب «التيسير» لأبي عمرو الداني، و «حرز الأماني» للإمام الشاطبي، وأخبرني رحمه الله أنه قرأ بذلك على شيوخه الثلاثة، منهم الشيخ الإمام زين الدين أبو (1) محمد عبد السلام بن علي بن عمر الزواوي، قرأ عليه القرآن العظيم من فاتحته إلى خاتمته بمذاهب القراء، أئمة الأمصار [بما](2) تضمنه كتاب «التيسير» للحافظ/ أبي عمرو الداني، وقصيدة الإمام الشاطبي.
قال الشيخ مجير الدين: تلوت عليه حرف نافع بن أبي نعيم المدني رضي الله عنه في ختمتين، أفردت لورش ختمة، ولقالون، ثم قرأت برواية ابن كثير من طريقي البزي وقنبل في ختمة واحدة، ثم قرأت ختمة رابعة لابن عامر من طريقي هشام وابن ذكوان، ثم قرأت الكسائي من طريق أبي الحارث، وأبي حفص الدّوري، ثم ختمة سادسة لحمزة بن حبيب الزيات من طريقي خلف وخلّاد، ثم قرأت ختمة لأبي عمرو بن العلاء البصري من طريق الدّوري والسّوسي من أول القرآن العظيم إلى قوله عز وجل: قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يا شُعَيْبُ (3). ثم انتقل إلى الله تعالى، إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ (4)، فرحم الله تلك الروح الزكية وجعلها في الجنان راضية مرضية.
قال الشيخ الإمام القدوة زين الدين رحمة الله عليه: ولما كان كتاب الله العزيز أفضل ما يتلى، وأحق ما اشتغل به وأولى، وأشرف من كل كتاب وأعلى، افتتحت بطلبه، وآثرت الاشتغال بسببه، فأول ما اشتغلت عليه بذلك
(1) في الأصل: (أبي).
(2)
زيادة يقتضيها السياق.
(3)
سورة الأعراف، الآية:88.
(4)
سورة البقرة، الآية:156.
الإمام الورع الزاهد أبو عبد الله بن عبد الخالق، ولد (1) المعين، وكان هناك من علماء هذا الشأن، وقرأت عليه بكتاب «التبصرة» للإمام مكي بن أبي طالب رحمه الله، و «بالعنوان» ، ثم قرأت بعد ذلك بثغر الإسكندرية حرسه الله ختمة واحدة، جمعا على الإمام العالم المقرئ البارع أبي القاسم، المذكور أعلاه بمذاهب الأئمة المشهورين/ رضي الله عنهم، وهم: عبد الله بن كثير المكي، ونافع بن أبي نعيم المدني، وأبو عمرو بن العلاء البصري، وعبد الله بن عامر الشامي، والكوفيون، وهم: عاصم، وحمزة، والكسائي، من الطرق المشهورة عنهم، والمنصوص عليها في كتاب «التيسير» ، وغيره من الكتب الموافقة له، وأخبرني أنه قرأ بها على الشيخ الإمام أبي الطيب عبد المنعم بن الشيخ الإمام الحافظ المحدث المقرئ البارع أبي بكر يحيى بن الخلوف الغرناطي رحمه الله، وقرأ الشيخ أبو الطيب بذلك على والده المذكور، وقرأ والده على الشيخ الإمام أبي بكر محمد بن المفرج (2) البطليوسي، وأبي إسحاق إبراهيم بن علي، نزيل الإسكندرية، وهو آخر من بقي من أصحاب أبي عمرو الداني.
قال الشيخ أبو الطيب: قرأت (3) أيضا بطرق أبي عمرو الداني على الأستاذ أبي داود سليمان بن يحيى بن سعيد، وأبي عبد (4) الله محمد بن عبد الله النوالشي، وأبي القاسم عبد الرحمن بن محمد الخزرجي، المعروف بابن
(1) في الأصل: (والد)، والمثبت من «غاية النهاية» (2/ 160). قال ابن الجزري:
قال أبو عبد الله الحافظ: أرى أن هذا هو جعفر بن محمد بن عبد الخالق الذي مات سنة خمس عشرة وست مائة، وهو من قدماء تلامذة أبي الجود. قلت: وفي هذا نظر، فإن جعفرا هذا إمام كبير مشهور يلقب بموفق الدين أبو الفضل، وذاك يلقب معين الدين أبو عبد الله، ووفاته أقدم من جعفر، ولهم آخر يسمى أحمد بن جعفر بن محمد بن عبد الخالق مصري يلقب بمعين الله، والله أعلم. اهـ.
(2)
في الأصل: (الفرج)، والمثبت من «معرفة القراء الكبار» (ص/ 454)، و «غاية النهاية» (2/ 265).
(3)
في الأصل: (قرأ).
(4)
في الأصل: (عبيد)، وسيأتي صحيحا بعد قليل، وانظر:«غاية النهاية» (2/ 190).
وجه الفرس، والحاج أبي الحسن علي بن ثابت الخطيب، وأبي العباس أحمد بن حرب المسيلي (1) بإشبيلية.
فأما أبو داود سليمان بن يحيى فإنه قرأ على أبي داود سليمان بن نجاح، وأبي الحسن علي بن عبد الرحمن بن الدش، وأبي بكر محمد بن المفرج (2)، وأبي الحسن يحيى بن إبراهيم بن البياز، وقرأ هؤلاء على أبي عمرو الداني.
وأما عبد الرحمن الخزرجي، وأبو عبد الله النوالشي فإنهما قرآ على أبي داود سليمان بن نجاح، وقرأ أبو داود على أبي عمرو الداني.
وأما الحاج أبو الحسن الخطيب، فإنه قرأ على أبي داود، و (3) ابن الدش، وابن البياز،/ وقرأ هؤلاء الثلاثة على أبي عمرو الداني.
وأما أبو العباس المسيلي (4) فإنه قرأ على [أبي](5) عبد الله بن مزاحم، وقرأ ابن مزاحم على أبي عمرو عثمان بن سعيد المغربي الداني، رحمة الله عليهم أجمعين.
[قال](6) الشيخ الإمام القدوة العلامة زين الدين الزواوي رحمة الله عليه: ثم دخلت إلى الشام سنة سبع عشرة وست مائة، واجتمعت بالإمام العالم العامل العلامة، أوحد دهره، وعلامة عصره، إمام الأئمة، بركة الأمة، بقية السلف، وعمدة الخلف، الشيخ أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد السخاوي رحمه الله، فقرأت عليه ختمة واحدة جمعت فيها مذاهب أئمة الأمصار، المشهورين في سائر الأقطار، المذكورين أعلاه، رضي الله عنهم أجمعين، وأخبرني رحمه الله أنه قرأ بها على الإمام العالم العامل الحافظ، سيد العلماء، وإمام النحاة والقراء، أبي (7) القاسم بن فيرة،
(1) في الأصل: (الشبلي)، والمثبت من «معرفة القراء الكبار» (ص/ 490)، و «غاية النهاية» (1/ 115).
(2)
في الأصل: (الفرج)، وقد تقدم التعليق عليه (ص/ 176) تعليق (2).
(3)
زيادة يقتضيها السياق؛ لكونهما شخصين، فأبو داود: هو سليمان بن نجاح، وابن الدش: هو علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن الدش.
(4)
في الأصل: (المبتلى)، وانظر التعليق السابق.
(5)
ليست في الأصل، والمثبت من «غاية النهاية» (2/ 277)، واسمه: محمد بن يحيى بن مزاحم، أبو عبد الله الأنصاري الخزرجي الطليطلي.
(6)
زيادة يقتضيها السياق.
(7)
في الأصل: (أبو).
ناظم الشاطبية رحمه الله، وأخبره أنه قرأ بذلك على الإمام الزاهد الورع أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن هذيل، وقرأ أبو الحسن المذكور على الإمام الحافظ أبي داود سليمان بن أبي القاسم، مولى هشام بن عبد الحكم، وقرأ أبو داود على الحافظ الأوحد أبي عمرو الداني.
قال الشيخ أبو القاسم الشاطبي رحمه الله: وقرأت أيضا بمذاهب السبعة رحمهم الله تعالى على الإمام الثقة أبي عبد الله محمد بن علي بن أبي العاص المقرئ، وقرأ أبو عبد الله على الإمام النحوي اللغوي الحافظ الفقيه أبي عبد الله محمد بن الحسن بن سعيد، وقرأ أبو عبد الله، المعروف بابن سعيد، على أبي داود/ المذكور، وعلى أبي الحسن
علي بن عبد الرحمن المعروف بابن الدّش، وكان له معرفة بالتفسير، وعلى أبي الحسن يحيى بن أبي زيد، وقرءوا ثلاثتهم على أبي عمرو الداني رحمه الله.
قال شيخنا رحمه الله: وقرأت أيضا بمذاهب القراء المذكورة على العالم الصدر الفاضل أبي الجود غياث بن فارس بن مكي اللّخمي رحمه الله، وكان متفردا بحسن الأداء، وامتداد أعباء الإفادة والإقراء، وأخبره أنه قرأ بذلك على الإمام العالم الشريف الخطيب أبي الفتوح ناصر بن الحسن بن إسماعيل بن رشيد الحسيني الزيدي رحمه الله، وقرأ الخطيب بالسبعة المذكورة على الشيخ الزاهد أبي الحسين يحيى بن علي بن الفرج الخشاب رحمه الله، وعلى الشيخ الصالح أبي الحسن علي بن أحمد الأبهري، المعروف بالمصّيني رحمه الله، وقرأ المصّيني رحمه الله على الإمام المتقن أبي علي الأهوازي، رحمة الله عليهم أجمعين.
والأسانيد لهذه القراءة مذكورة في كتاب «الموجز» له و «الوجيز» ، وأسانيد قراءة الحافظ أبي عمرو الداني رحمه الله مذكورة في كتاب «التيسير» وغيره من تصانيفه، رحمة الله عليهم أجمعين.
قال الشيخ أمين الدين: قال الشيخ مجير الدين: وممن قرأت عليه ختمة كاملة جامعة لمذاهب السبعة الإمام العالم العامل القدوة، عماد الدين أبو الحسن علي بن يعقوب بن شجاع بن أبي زهران الموصلي، رحمة الله عليه،
وأخبرني أنه قرأ القرآن بالمذاهب المذكورة مفردا وجامعا غير مرة على شيخي ووالدي أبي يوسف/ يعقوب بن أبي زهران، تغمده الله برحمته، وقرأ والدي رحمه الله تعالى القرآن كله بالمذاهب المذكورة، مفردا وجامعا غير مرة على الشيخ الإمام العالم الفاضل المحقق الحافظ أبي الحرم مكي بن ريان بن شبة المالكي، وقرأ الشيخ أبو الحرم مكي القرآن كلّه بالمذاهب المذكورة، مفردا وجامعا على الشيخ الإمام العلامة، سيد العلماء والقراء، والنحاة والأدباء، أبي بكر يحيى بن سعدون بن تمام القرطبي الأزدي، وقرأ الشيخ أبو بكر يحيى بن سعدون القرآن كله بالروايات المذكورة على المقرئ أبي [علي](1) الحسن بن خلف بن عبد الله، المعروف بابن بلّيمة، وقرأ ابن بلّيمة على أبي ذوّاد (2) مفرّج فتى إقبال الدولة، وقرأ أبو ذوّاد (2) القرآن كله بالروايات المذكورة على الإمام الحافظ المتقن العلامة أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني، وسنده مذكور في كتاب «التيسير» وغيره من تصانيفه.
وقرأت أيضا القرآن كله مفردا وجامعا بالروايات المذكورة على الشيخ الإمام العالم الفاضل المحقق موفق الدين أبي الفتح، المعروف بابن الدريهم الموصلي رحمه الله، فكان له معرفة جيدة بالنحو، والتصريف، والتفسير والحديث، والفقه على مذهب الإمام أحمد رضي الله عنه، والفرائض والوصايا، وكان له حسن أداء، وعذوبة لفظ، وذلك الذي حداني على القراءة عليه، وقرأ رحمه الله بالروايات المذكورة على الشيخ الإمام العالم الفاضل، الزاهد العابد، الورع المحقق، المتقن المجيد، عفيف الدين محمد بن قريش، المعروف/ بالفارقي، وكان متعينا للقراءة في الموصل مدة طويلة، وكان قد تفرد بحسن الأداء، مع ما انضم إليه من الفضل الغزير، والتفسير والحديث، والفقه على مذهب الإمام محمد بن إدريس الشافعي، رضي الله عنه.
(1) ليست في الأصل، والمثبت من «معرفة القراء الكبار» (ص/ 469)، و «غاية النهاية» (1/ 211).
(2)
في الأصل: (داود)، والمثبت من «معرفة القراء الكبار» (ص/ 407)، و «غاية النهاية» (1/ 504).
وقال لي والدي رحمه الله غير مرة: ما سمعت أحدا يتلفظ بالقرآن مثله، وأرجو أن تخلفه، وقال لي: إن الشيخ أبا الحرم قال: كل أحد انتفع بشيخه إلا أنا انتفعت بتلميذي.
وقرأت أيضا القرآن كله بالروايات المذكورة ختمة واحدة على الشيخ الإمام الزاهد العابد الورع، أبي القاسم محمد بن أحمد الأندلسي، وكان قابلا من الحجاز، راحلا إلى الشام، أقام عندي مدة قراءتي عليه، وحفظني الشاطبية تلقينا، وكان زاهدا ورعا، مجردا ليس عليه سوى عباءة، لا يأخذ شيئا من سحت الدنيا، وأخبرني أنه كان يحفظ كتاب سيبويه، وأخبره أنه قرأ بالمذاهب كلها التي تضمنها الكتاب المذكور القرآن العظيم مفردا وجامعا على الشيخ الإمام المقرئ النحوي، أبي القاسم بن عامر بن ساهد الإشبيلي، وأخبره بذلك عن الشيخ الإمام العالم، فريد دهره في الإتقان والتجويد، أبي الأصبغ عبد العزيز بن علي بن محمد بن الحاج اليماني، المعروف بابن الطحان قال: أخبرنا شيخنا أبو العباس أحمد بن خلف بن عيشون، عرف بابن النحاس الأندلسي، قال: قرأته على أبي عبد الله محمد بن يحيى، قال:
قرأته على المؤلف.
وقال ابن الطحان: وقرأته/ على شيخي أبي العباس أحمد بن محمد بن عبد الرحمن النافعي بمدينة سبتة، سنة ثلاث وستين وخمس مائة، وقال لي:
قرأته على الإمام أبي الحسن علي بن هذيل البلنسي المقرئ، قال: قرأته على أبي داود سليمان بن نجاح، مولى المؤيد بالله، قال: قرأته على المصنف أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني رحمه الله، وأخبرني أنه قرأ القرآن كله ختمة واحدة بجميع الروايات التي تضمنها كتاب «التيسير» على الشيخ الإمام العالم الزاهد العابد الورع الحافظ، أبي عبد الله محمد بن عمر بن يوسف الأنصاري القرطبي رحمه الله بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان يذكر لي من دين أبي عبد الله وورعه أشياء كثيرة.
وقرأ أبو عبد الله القرطبي على الإمام العالم المقرئ، سيد العلماء والقراء والنحاة والأدباء والحفاظ والفضلاء، وليّ الله أبي القاسم بن فيرة
الشاطبي، وقرأ الشيخ أبو القاسم الشاطبي على ابن هذيل، وقرأ ابن هذيل على أبي داود، وقرأ أبو داود على أبي عمرو الداني، مؤلف الكتاب.
وقرأ الشاطبي أيضا بالمذاهب المذكورة التي تضمنها الكتاب المذكور على الإمام المقرئ الثقة أبي عبد الله محمد بن أبي العاص المقرئ رحمه الله، وقرأ أبو عبد الله محمد بن أبي العاص المقرئ بذلك على الإمام النحوي المحدث اللغوي المقرئ الفقيه أبي عبد الله بن الحسن بن سعيد، وأخبره أنه قرأ بذلك على أبي داود المذكور، وعلى أبي
الحسن علي بن عبد الرحمن، المعروف بابن الدّش، وكان له معرفة بالتفسير، وعلى/ [أبي الحسن بن أبي زيد](1)، وقرءوا ثلاثتهم على أبي عمرو الداني.
وقرأت أيضا القرآن كله ختمة واحدة بجميع الروايات التي تضمنها كتاب «التيسير» على شيخنا الإمام العالم الفاضل المحقق المتقن الحافظ المعمر أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن وثيق الأموي الأندلسي الإشبيلي، تغمده الله برحمته، بمدينة دمشق، وكان له عناية بالتجويد، ومخارج الحروف، لم يسمع بمثله في ذلك، وأخبرني أنه قرأ بالمذاهب المذكورة القرآن كلّه على أبي الحسين حبيب، وقرأ أبو الحسين حبيب على جده أبي الحسن (2) بن شريح، على محمد (3) بن شريح، عن خاله الخولاني، عن أبي عمرو الداني رحمه الله، وبالإجازة عن أبي عبد الله بن زرقون (4)، عن الخولاني، عن أبي عمرو الداني رحمه الله تعالى.
قال الشيخ أمين الدين: قال الشيخ مجير الدين: وممن قرأت عليه الشيخ الإمام العامل ناصر الدين عبد الولي بن عبد الرحمن بن محمد المقدسي
(1) في الأصل: (أبي الحسين بن يحيى بن أبي زيد)، والمثبت من «غاية النهاية» (1/ 364)، وقد تقدم صحيحا (ص/ 178).
(2)
في الأصل: (الحسين)، والمثبت من «معرفة القراء الكبار» (ص/ 490)، و «غاية النهاية» (1/ 324).
(3)
في الأصل: (الحسن)، ومحمد بن شريح هو والد أبي الحسن بن شريح، وعنه قرأ القراءات. انظر:«معرفة القراء الكبار» (ص/ 435)، و (ص/ 490 - 491)، و «غاية النهاية» (1/ 324)، و (2/ 153).
(4)
في الأصل: (رزقون)، والمثبت من «معرفة القراء الكبار» (ص/ 655)، و «غاية النهاية» (1/ 24).