الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر إسناد اختيار خلف
خلف بن هشام بن طالب بن غراب بن ثعلب البزّار المقرئ، ويقال:
خلف بن هشام بن ثعلب بن داود بن مقسم بن غالب الأسدي، من أهل بغداد، وأصله من فم الصّلح، ويكنى أبا محمد، أحد أئمة القراء ورواة الحديث من الثقات، قرأ على جماعة من الأئمة المشهورين، كسليم بن عيسى الحنفي، وعلي بن حمزة الكسائي، وغيرهما، وقصد أبا بكر بن عياش ليقرأ عليه فبدر من أبي بكر كلمة كرهها (1)، فرجع ولم يقرأ عليه.
وروى عن يحيى بن آدم الحروف، وروى الحروف عن محمد بن إسحاق المسيّبي، عن نافع، وعن عبيد بن عقيل البصري، وعن شبل بن كثير، وعن أبي زيد الأنصاري
وغيرهم، وروى الحديث عن الثقات كحماد بن زيد، ووهب بن جرير بن حازم، وسفيان بن عيينة، ويزيد بن هارون، وأبي عوانة، وأبي أسامة، وخالد بن عبد الله الواسطي، وجرير الضّبّي، وسلّام الطويل، وغيرهم.
قال الشيخ تقي الدين رحمه الله: قرأت بها على ابن فارس، وقرأ على الكندي، على أبي القاسم هبة الله، على أبي بكر الخياط، على السّوسنجردي، وأبي الحسن علي بن محمد الحذّاء.
(1) في الأصل: (كررها)، وقصته مع أبي بكر بن عياش أوردها الذهبي في «معرفة القراء الكبار» (ص/ 208 - 209)، وابن الجزري في «غاية النهاية» (1/ 273)، عن أحمد بن إبراهيم ورّاق خلف قال: سمعته- أي: خلف- يقول: قدمت الكوفة فصرت إلى سليم، فقال: ما أقدمك؟ قلت: أقرأ على أبي بكر بن عياش، فقال: لا تريده، قلت: بلى، فدعا ابنه وكتب معه ورقة إلى أبي بكر، لم أدر ما كتب فيها، فأتيناه فقرأ الورقة وصعّد فيّ النظر، ثم قال: أنت خلف؟
قلت: نعم، قال: أنت لم تخلف ببغداد أحدا أقرأ منك؟ فسكتّ، فقال: اقعد، هات اقرأ، قلت: عليك؟ قال: نعم، قلت: لا والله لا أقرأ على من يستصغر رجلا من حملة القرآن، ثم خرجت، فوجّه إلى سليم يسأله أن يردني فأبيت. ثم ندمت واحتجت، فكتبت قراءة عاصم عن يحيى بن آدم عنه.
فأما السّوسنجردي فقرأ بها على النقاش، وقال: قرأت بها على أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن الحسن، المعروف بالشطي، وقرأ على إدريس بن عبد الكريم.
قال الكندي: وقرأت بها على أبي محمد عبد الله، وقرأ على أبي الفضل، وقرأ على أبي المعالي.
فأما/ أبو الفضل فقرأ بها على الكارزيني، على المطّوّعي، وأما أبو المعالي فقرأ بها على أبي العلاء الواسطي، وقرأ [على](1) أبي بكر أحمد بن جعفر القطيعي من الكتاب، وقرأ القطيعي والمطّوّعي على إدريس بن عبد الكريم، وقرأ على خلف، وقرأ خلف على الجماعة المذكورين أولا، منهم حمزة بن حبيب رضي الله عنهم، ومات خلف في سنة سبع وعشرين ومائتين في خلافة الواثق بالله، وكان مولده في سنة خمسين ومائة.
قال خلف: قرأت القرآن على سليم مرارا، وكنت أسأله عند الفراغ من الختمة أروي هذه القراءة التي قرأت عليك عن حمزة؟ فيقول: نعم.
قال عمر بن قائد الأدمي: سمعت خلف بن هشام يقول: قرأت على سليم في يوم من أول القرآن حتى بلغت سورة المنافقين، فما ردّ عليّ شيئا، فانتهيت إلى قوله: ولكن المنافقين لا يعلمون، فرفع رأسه وقال: والله إنك حافظ، ولكن تحتاج إلى قليل فقه، فقلت: وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ (2).
وقرأ على الكسائي، وقيل: إنه كان يحضر بين يدي الكسائي، ويسمع قراءته، ولم يقرأ عليه، والله أعلم بالصواب.
وكان يكره أن يقال له البزار، ويقول: ادعوني المقرئ.
وحكى محمد بن الجهم قال: كان خلف موسعا عليه، وكان يصلح في كل يوم أحد طعاما، ويجمع الكسائي والفرّاء وأمثالهما، فيأكلون ويبحثون في العلم والنحو والغريب واللغة.
(1) زيادة يقتضيها السياق؛ لكون أبي العلاء محمد بن علي الواسطي تلميذا لأبي بكر القطيعي، انظر ترجمة أبي العلاء في «غاية النهاية» (2/ 199 - 200)، وترجمة القطيعي أيضا في «غاية النهاية» (1/ 43).
(2)
سورة المنافقون، الآية:7.
وقال إدريس: سمعت خلفا يقول: حفظت القرآن وأنا ابن عشر سنين/ وأقرأت الناس قرآنا وأنا ابن ثلاث عشرة سنة.
قال الحسين بن فهم: حدثنا خلف، قال: أتيت سليما لأقرأ عليه، وكان بين يديه قوم أظنهم سبقوني، فلما جلست قال: من أنت؟ قلت: خلف، قال: بلغني أنك تريد الترفع في القراءة، لست آخذ عليك شيئا، قال خلف:
فكنت أحضر وأسمع لا يأخذ عليّ شيئا، فبكرت يوما من الغلس (1)، وخرج فقال: من هاهنا يتقدم، فتقدمت فجلست بين يديه، فافتتحت يوسف، وهي من أشد السور إعرابا، فقال: من أنت؟ ما سمعت أقرأ منك قط، قلت:
خلف، قال: ما يحلّ لي أن أمنعك، اقرأ، فقرأت حتى بلغت يوما المؤمن، فقرأت: وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا (2) فبكى، ثم قال: يا خلف، ترى ما أكرم المؤمن على الله، هو نائم على فراشه والملائكة يستغفرون له.
وقرأ على الجماعة كعاصم وحمزة والكسائي، ولم يخرج عنهم، إلا أنّ مادة قراءته من جهة حمزة، رحمهم الله أجمعين.
(1) الغلس: ظلمة آخر الليل. انظر: «القاموس المحيط» : (غلس).
(2)
سورة غافر، الآية:7.