الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[مقدمة المؤلف]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وما توفيقي إلا بالله الحمد لله الواحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، هو الذي خلق الأنام بحكمته، وفطر السماوات والأرض بقدرته، الأول بلا عديل، والآخر بلا تمثيل، والأحد بلا نظير، والقاهر بلا ظهير، ذو العظمة والملكوت، والعزة والجبروت، الحي الذي لا يموت، هو الذي لا يئوده حفظ ما ابتدأ، ولا تدبير ما برأ، جلّ عن تحديد الصفات فلا يرام بالتدبير، وخفي عن الأوهام فلا يقاس بالتفكير، لا تتصرف به الأحوال، ولا يضرب له الأمثال، له المثل الأعلى والأسماء الحسنى، أحمده حمد من شكر نعماه، ورضي في الأمور كلها قضاه، وآمن به إيمان من أخلص عبادته، واستشعر طاعته، وأتوكل عليه توكل من وثق به، وفوض أمره إليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة من اعترف له بالوحدانية والربوبية، وأقرّ له بالصمدانية والألوهية، وأشهد أن محمدا عبده المصطفى
ورسوله المرتضى، بعثه إلى الثقلين بالدين القيم، والبرهان البيّن، بالكتاب العربي المنور، المنزل على سبعة أحرف من سبعة أبواب، المفضل على كل كلام، والكتاب المحفوظ من التغيير والتبديل، المصدق لما بين يديه من التوراة والإنجيل، المنزه قائله عن التشبيه والتجديد، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، معجز التأليف والنظام، بائن عن جميع الكلام، خارج/ عن تحسين المخلوقين، تنزيل من رب العالمين، فرض فيه الفرائض، وأوضح فيه الشرائع، وأحلّ وحرّم، وأدّب وعلّم، وأنزله بأيسر الوجوه وأفصح اللغات، وأذن فيه بتغاير الألفاظ واختلاف القراءات، وجعله مهيمنا على كل كتاب أنزله قبل القرآن، ووعد من تلاه حق
تلاوته بجزيل الأجر والثواب والرضوان، وحفظه الله من تحريف المبطلين وخطل الزائغين، وأورثه من اصطفاه من خليقته وارتضاه من بريته، فهم خاص عباده ونور بلاده، فلله الحمد على ما أنعم، وأولى ووهب، وأعطى من آلائه التي لا تحصى، ونعمائه التي لا تخفى.
وصلى الله على نبيه محمد، أمين وحيه وخاتم رسله، صلاة زاكية نامية على مرّ الزمن وتتابع الأمم، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين وأزواجه أمهات المؤمنين، ثم السلام عليه وعليهم أجمعين.
أما بعد حمد الله والثناء عليه بما هو أهله والصلاة على نبيه، فإن أولى ما تفكر فيه المتفكرون، واعتبر به المعتبرون، وأنصت إليه المستمعون، كلام الله، الذي هو شفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين.
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يقول الله عز وجل: من شغله قراءة القرآن عن دعائي ومسألتي أعطيته أفضل ثواب الشاكرين» (1).
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «[كان الكتاب الأول ينزل من باب واحد وعلى حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة](2) أبواب على سبعة أحرف، زاجر وآمر/ وحلال وحرام، ومحكم ومتشابه، وأمثال، فأحلّوا حلاله، وحرّموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم [به](3) وانتهوا عما نهيتم عنه، واعتبروا بأمثاله،
(1) أخرجه الأنباري في «الإيضاح» (1/ 5) بهذا اللفظ.
وأخرجه الترمذي (2926)، والدارمي (2399)، وأبو نعيم في «الحلية» (5/ 106)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (2015)، بزيادة فيه واختلاف في بعض الألفاظ.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وقال أبو حاتم في «العلل» (2/ 82):
هذا حديث منكر، ومحمد بن الحسن ليس بالقوي.
وأورده الذهبي في «ميزان الاعتدال» (3/ 515)، وقال: حسنه الترمذي فلم يحسن.
(2)
في الأصل: (إن الكتاب أنزل من باب واحد، ونزل القرآن من باب أبواب سبعة)، والمثبت من مصادر التخريج.
(3)
ليست في الأصل، والمثبت من مصادر التخريج.
واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا: آمنّا به كلّ من عند ربّنا» (1).
وروي أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «اقرأ القرآن على حرف، فقال ميكائيل عليه السلام: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، وكلّ شاف كاف، ما لم تختم آية عذاب بآية رحمة، وآية رحمة بآية عذاب» (2).
وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أقرأني جبريل عليه السلام على حرف، فلم أزل أستزيده حتى انتهى إلى سبعة أحرف» (3).
(1) أخرجه الطبري في «تفسيره» (1/ 30)، وابن حبان (745)، والحاكم (1/ 553)، من طريق عقيل بن خالد عن سلمة بن أبي سلمة عن أبيه عن عبد الله بن مسعود بتمامه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرج نحوه أبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص/ 100)، من طريق عقيل عن ابن شهاب عن سلمة بن أبي سلمة عن أبيه عن النبي مرسلا بزيادة في آخره.
قال ابن عبد البر في «التمهيد» (8/ 275): هذا حديث عند أهل العلم لا يثبت؛ لأنه يرويه حيوة عن عقيل عن سلمة هكذا، ويرويه الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سلمة بن أبي سلمة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، وأبو سلمة لم يلق ابن مسعود وابنه سلمة ليس ممن يحتج به.
وأخرج معناه الطبراني في «الكبير» (9/ 26)(8296)، من طريق الليث بن سعد عن ابن شهاب عن سلمة بن أبي سلمة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابن مسعود
…
الحديث. قال الهيثمي (7/ 153): رواه الطبراني، وفيه عمار بن مطر، وهو ضعيف جدا، وقد وثقه بعضهم.
وأخرجه مختصرا النسائي في «الكبرى» (5/ 4)(7984)، وأحمد (1/ 445)، من طريق القاسم بن حسان عن فلفلة بن عبد الله الجعفي موقوفا عن ابن مسعود.
قال الهيثمي في «المجمع» (7/ 153): رواه أحمد، وفيه عثمان بن حسان العامري، وقد ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه ولم يوثقه، وبقية رجاله ثقات.
(2)
أخرجه أحمد بهذا اللفظ (5/ 41)، وأخرجه من طريق أخرى (5/ 51).
قال الهيثمي (7/ 151): وفيه علي بن زيد بن جدعان وهو سيئ الحفظ، وقد توبع، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.
وأخرجه مسلم (820)، وأبو داود (1477)، والنسائي في «الكبرى» (5/ 5)(7986)، وأبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص/ 336)، بمعناه مطولا، من حديث أبيّ بن كعب.
(3)
أخرجه البخاري (3219)، ومسلم (819)(272)، من حديث ابن عباس رضي الله عنه.
وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن القرآن مأدبة الله، فتعلّموا من مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله، وهو النور المبين، والشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن اتّبعه، لا يعوجّ فيقوّم، ولا يزيغ فيستعتب، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق على كثرة الردّ، فاتلوه، فإنّ الله يأجركم على تلاوته بكلّ حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول الم عشر، ولكن ألف عشر، [ولام عشر، وميم عشر] (1)» .
وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إنّ الله أهلين من خلقه، قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصّته» (2).
وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يقال لقارئ القرآن يوم القيامة: اقرأ وارق، فإن كان يهذّه أعطي بقدر هذّه، وإن كان يرتّله أعطي بقدر ترتيله» (3).
وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إنّ الله تعالى/ يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين» (4).
وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إنكم لن ترجعوا إلى الله بشيء أفضل ممّا خرج منه» (5).
(1) في الأصل: (ل عشر، وم عشر)، والمثبت من مصادر التخريج، وسيورده المؤلف، كما أثبتناه من حديث ابن مسعود (ص/ 41)، انظر تخريجه هناك.
(2)
سيورده المؤلف (ص/ 42)، من حديث أنس. انظر تخريجه هناك.
(3)
هذا جزء من حديث طويل أخرجه أبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص/ 84 - 85)، وابن أبي شيبة (10/ 492 - 493)، وأحمد (5/ 348)، والدارمي (3434)، وابن الضريس في «فضائل القرآن» (ص/ 60)(99)، بمعناه، من حديث بريدة رضي الله عنه.
وأخرجه عبد الرزاق (1014)، من طريق يحيى بن أبي كثير قال: بلغنا
…
فذكره، مطولا.
(4)
أخرجه مسلم (817)، وابن ماجة (218)، وعبد الرزاق (20944)، وأحمد (1/ 35)، والدارمي (3408)، وأبو يعلى (210)، وابن حبان (772)، من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
(5)
أخرجه الترمذي (2912)، من حديث جبير بن نفير عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.
وأخرجه الحاكم (1/ 555)، من حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
وعنه صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه» (1).
وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا حسد إلا في اثنتين، رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فيقول الرجل: لو آتاني مما أوتي فلان فعلت مثل ما يفعل، ورجل آتاه الله مالا [فهو ينفقه] (2) في حقّه، فيقول رجل: لو آتاني مثل ما أوتي فلان فعلت مثل ما يفعل» (3).
وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إنّ هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد» ، قيل: فما جلاؤها يا رسول الله؟ قال: «قراءة القرآن» (4).
(1) أخرجه البخاري (5027)، وأبو داود (1452)، والترمذي (2907، 2908)، والنسائي في «الكبرى» (2037)، وابن ماجة (211، 212)، وعبد الرزاق (5995)، وأحمد (1/ 57، 58، 69)، من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وأخرجه الترمذي (2909)، وابن أبي شيبة (10/ 503)، والدارمي (3380)، وعبد الله بن أحمد في «المسند» (1/ 153)، وابن الضريس في «فضائل القرآن» (ص/ 77)، والحاكم (1/ 544) وصححه، من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
قال الترمذي: وهذا حديث لا نعرفه من حديث علي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من حديث عبد الرحمن بن إسحاق. وتعقب الذهبي تصحيح الحاكم بقوله: قابوس فيه لين. وأخرجه ابن ماجة (213)، والدارمي (3382)، وأبو يعلى (814)، من حديث سعد بن أبي وقاص.
قال البوصيري في «مصباح الزجاجة» (1/ 72): هذا إسناد ضعيف لضعف الحارث بن نبهان، رواه الدارمي عن المعلى بن راشد عن الحارث بن نبهان به.
(2)
في الأصل: (وهو ينفق)، والمثبت من مصادر التخريج.
(3)
أخرجه البخاري (5026)(7232)(7528)، والنسائي في «الكبرى» (8073)، وأحمد (2/ 479)، والبيهقي (4/ 189)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 557)، وأحمد (2/ 479)، وأبو يعلى (1085)، مختصرا.
قال الهيثمي في «المجمع» (3/ 108): رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وأخرجه البخاري (5025)(7529)، ومسلم (518)، والترمذي (1936)، والنسائي في الكبرى (8072)، وابن ماجة (4209)، والحميدي (617)، وأبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص/ 126)، وابن أبي شيبة (10/ 557)، وأحمد (2/ 9، 36، 88، 152) بنحوه مختصرا، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
وأخرجه البخاري (73)(1409)(7141)(7316)، ومسلم (816)، وابن ماجة (4208)، وأحمد (1/ 385، 432)، وأبو يعلى (5078)(5186)(5227)، وابن حبان (90)، من طرق عن ابن مسعود بمعناه مختصرا.
(4)
أخرجه ابن عدي في «الكامل» (6/ 496)، وأبو نعيم في «الحلية» (8/ 197)،-
وروي عنه صلى الله عليه وسلم: «الماهر بالقرآن مع السّفرة الكرام البررة» (1).
وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه» (2).
وعنه صلى الله عليه وسلم: «من حفظ القرآن فكأنما أدرج النبوة بين كتفيه إلا أنه لا يوحى إليه» (3).
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: من قرأ القرآن واتبع ما فيه هداه الله من الضلالة، ووقاه يوم القيامة سوء الحساب، وذلك بأن الله يقول (4): فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى (5)(6).
- والقضاعي في «مسند الشهاب» (1179)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (2014)، والخطيب البغدادي في «تاريخه» (11/ 85)، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
قال أبو نعيم: غريب من حديث نافع وعبد العزيز، تفرد به أبو هشام، واسمه عبد الرحيم بن هارون الواسطي.
(1)
هو جزء من حديث سيأتي بطوله (ص/ 39) تعليق (4).
(2)
أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 340)، وأبو يعلى (6560)، والحاكم (2/ 439)، والأنباري في «الإيضاح» (1/ 15)، من حديث أبي هريرة.
قال الهيثمي (7/ 163): رواه أبو يعلى، وفيه عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري وهو متروك.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد على مذهب جماعة من أئمتنا. وردّه الذهبي بقوله:
بل أجمع على ضعفه.
وأخرجه أبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص/ 348)، من طريق آخر مختصرا.
(3)
أخرجه مرفوعا بمعناه الحاكم (1/ 552)، والبيهقي (1/ 259)، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه بزيادة فيه ابن المبارك في الزهد (799)، والطبراني في «الكبير» كما في «المجمع» (7/ 159).
قال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن رافع، وهو متروك. وسيأتي الكلام عن الموقوف (ص/ 43).
(4)
في الأصل: (فيقول)، والمثبت من مصادر التخريج.
(5)
سورة طه، الآية:123.
(6)
أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 467 - 468)، والطبري في «تفسيره» (9/ 225)،-
قال ابن عباس رضي الله عنه: تضمن الله سبحانه لمن اتبع القرآن لا يضلّ في الدنيا، ولا يشقى في الآخرة (1).
وقوله صلى الله عليه وسلم: «من شفع له القرآن يوم القيامة نجا» (2).
وقوله صلى الله عليه وسلم: «تعلّموا القرآن، فإنّه نعم الشفيع لأهله يوم القيامة» (3).
/ وقوله صلى الله عليه وسلم: «اقرءوا البقرة، فإنها تجيء يوم القيامة شفيعا لأصحابها» (4).
- والحاكم (2/ 381)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (2029)، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به.
قال الحاكم: حديث صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي.
وأخرجه من طريق آخر الطبراني في «الكبير» (12/ 38)(12437)، و «الأوسط» (5462).
قال الهيثمي (7/ 67): رواه الطبراني وفيه: أبو شيبة وعمران بن أبي عمران، وكلاهما ضعيف.
وأخرجه عبد الرزاق (6033)، من طريق عطاء عن ابن عباس رضي الله عنه.
(1)
أخرجه الطبري في «تفسيره» (9/ 225)، عن عكرمة عن ابن عباس قال:
تضمن الله لمن قرأ القرآن واتبع ما فيه أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة، ثم تلا هذه الآية: فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى، وانظر الحديث سابق.
(2)
هو جزء من حديث طويل أخرجه أبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص/ 82)، من حديث أنس رضي الله عنه.
(3)
هو جزء من حديث طويل أخرجه مسلم (804)، وأحمد (5/ 255)، من حديث أبي أمامة الباهلي بلفظ:«اقرءوا القرآن فإنه يأتي شفيعا يوم القيامة لأصحابه .. » .
(4)
لم نقف عليه بهذا اللفظ، لكن ورد عند الطبراني في «الأوسط» (8818)، من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرءوا القرآن، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به، ولا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، تعلّموا القرآن، فإنه شافع لصاحبه يوم القيامة، تعلّموا البقرة، فإن أخذها بركة وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة» .
قال الهيثمي في «المجمع» (7/ 168): رواه الطبراني في «الأوسط» عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف، وانظر التعليق السابق.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ القرآن وعمل بما فيه- وفي رواية أخرى: «وعلم ما فيه» - ألبس والده يوم القيامة تاجا ضوؤه أحسن من ضوء الشمس» (1).
وقوله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ القرآن ألبس والده التيجان والحلل» (2).
وجاء في الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أشراف أمّتي حملة القرآن وأصحاب الليل» (3).
وما رواه أبو موسى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم:«مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجّة، طعمها طيّب وريحها طيّب» (4).
وكيف يتعلق بهذه الدنيا من فهم قوله تعالى: وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ (5)، وقوله صلى الله عليه وسلم:«لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء» (6).
(1) سيأتي بطوله (ص/ 39) تعليق (3).
(2)
لم نقف عليه.
(3)
أخرجه الطبراني في «الكبير» (12/ 97)(12662) دون قوله صلى الله عليه وسلم: «وأصحاب الليل» .
وأخرجه بتمامه ابن عدي في «الكامل» (4/ 398)، والإسماعيلي في «معجمه» (1/ 319 - 320)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (2703)، والخطيب في «تاريخه» (4/ 124)، (8/ 80).
قال الهيثمي (7/ 161): رواه الطبراني عن ابن عباس، وفيه سعد بن سعيد الجرجاني، وهو ضعيف.
وقال الذهبي في «الميزان» (2/ 121): قال البخاري: لا يصح حديثه. يعني:
«أشراف أمتي حملة القرآن
…
».
وقال أيضا: وأما حديث حملة القرآن، فرواه عن نهشل، وهو هالك، عن الضحاك عن ابن عباس، رفعه
…
قال الألباني في «السلسلة الضعيفة» (5/ 436)(2416): وتعصيب الجناية في هذا الحديث بنهشل أولى، فإنه كان كذابا كما قال أبو داود الطيالسي وابن راهويه.
(4)
أخرجه البخاري (5427)، (7560)، ومسلم (797)، وأبو داود (4830)، والترمذي (2865)، والنسائي (5041)، وابن ماجة (214) مطولا.
(5)
سورة الحديد، الآية:20.
(6)
أخرجه الترمذي (2320)، وابن ماجة (4110)، والطبراني في «الكبير» (6/ 157) -
وقوله صلى الله عليه وسلم: «القرآن غنى لا فقر بعده ولا غنى دونه» (1).
وقوله صلى الله عليه وسلم: «ليس منّا من لم يتغنّ بالقرآن» (2).
قال ابن عيينة: يستغنى به، وكذلك أبو عبيد، واحتج بقول من دخل على سعد قال: دخلت عليه وعنده متاع رث، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منّا من لم يتغنّ بالقرآن» .
- (5840)، وأبو نعيم في «الحلية» (3/ 253)، من طرق عن سهل بن سعد.
قال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب من هذا الوجه. وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث عبد الحميد بن سليمان عن أبي حازم.
وقال البوصيري في «مصباح الزجاجة» (2/ 322) عن إسناد ابن ماجة: في إسناده زكريا بن منظور، وهو ضعيف، وطريق الترمذي فيه عبد الحميد وهو ضعيف.
(1)
أخرجه أبو يعلى (2773)، والطبراني في «الكبير» (1/ 255)(738)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (2614)، من طريق شريك بن عبد الله عن الأعمش عن يزيد بن أبان الرقاشي، وهو ضعيف.
وأخرجه القضاعي في «مسند الشهاب» (1/ 186 - 187)(176)، من طريق الدارقطني قال: وقال الدارقطني: ورواه أبو معاوية عن الأعمش عن يزيد الرقاشي عن الحسن مرسلا، وهو أشبههما بالصواب.
قال الألباني في «السلسلة الضعيفة (1558): هو ضعيف مرسلا وموصولا؛ لأن مداره على الرقاشي وهو ضعيف، ومدار الموصول عليه من رواية شريك وهو ابن عبد الله القاضي ضعيف.
وقال البيهقي في «شعب الإيمان» (2/ 529): روي هذا الحديث من وجه آخر ضعيف عن الحسن عن أبي هريرة، وهذا أشبه.
وذكره الهيثمي في «المجمع» (7/ 159)، من حديث أبي هريرة، وقال عقيبه:
رواه الطبراني، وفيه يزيد الرقاشي، وهو ضعيف.
وأخرجه الخطيب في «تاريخه» (3/ 16) في ترجمة الليث بن خالد المقرئ، عن يحيى بن المبارك اليزيدي عن أبي عمرو بن العلاء عن الحسن عن أنس بن مالك به.
وقال محقق «الشهاب» عبد المجيد السلفي: وهو أيضا ضعيف.
(2)
أخرجه أبو داود (1469)، (1470)، وابن ماجة (1337)، والطيالسي (ص/ 28)(201)، وابن أبي شيبة (2/ 522)، (10/ 464)، وأحمد (1/ 172، 175، 179)، والحاكم (1/ 569، 570)، من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذا الإسناد. ووافقه الذهبي.
قال أبو عبيد: فذكر رثاث المتاع عند هذا الحديث دليل على أنه أراد الاستغناء، وليس الصوت من هذا في شيء (1).
وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: من قرأ سورة آل عمران فهو غنيّ (2).
وقال:/ نعم كنز الصعلوك آل عمران يقوم بها من آخر الليل (3).
وفي الحديث: «من جمع القرآن فظنّ أنّ أحدا أغنى منه فقد حقّر عظيما وعظّم صغيرا» (4).
قال أبو عبيد (5): ومعنى الحديث أنه لا ينبغي لحامل القرآن [أن](6) يرى أحدا من أهل الأرض أغنى منه، ولو ملك الدنيا برحبها، ولو كان وجهه ما تأوله بعض الناس من الترجيع بالقراءة وحسن الصوت لكانت العقوبة قد عظمت في ترك ذلك أن يكون من لم يرجع صوته بالقرآن فليس من النبي صلى الله عليه وسلم.
قال (5): ويقول العرب: تغنيت تغنيا وتغانيت تغانيا، بمعنى استغنيت.
قال الأعشى:
وكنت امرأ زمنا بالعراق
…
عفيف المناخ طويل التّغنّ (7)
يريد الاستغناء.
قلت: ولو كان معنى الحديث ترجيعا للزم أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا يقرءون ترجيعا إذ قال: «ليس منّا من لم يتغنّ بالقرآن» (8)، أي: نحن
(1) ذكر هذه الأقوال أبو عبيد في «غريب الحديث» (2/ 169 - 170).
(2)
أخرجه أبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص/ 137 - 138)، ومن طريقه البيهقي في «شعب الإيمان» (2615)، ومن طريق آخر عبد الرزاق (6015)، والدارمي (3438) وزاد: والنساء محبرة.
(3)
أخرجه أبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص/ 238)، ومن طريقه الدارمي (3441)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (2616)، ومن طريق آخر عبد الرزاق (6015).
(4)
أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (2617).
(5)
«غريب الحديث» (2/ 171).
(6)
ليست في الأصل، والمثبت من مصدر التخريج.
(7)
ديوان الأعشى (ص/ 211).
(8)
تقدم تخريجه (ص/ 25) تعليق (3).
نتغنى فمن لم يفعل فقد خالفنا وخرج عن جملتنا، وهذا باطل، وقد نعتت (1) أم سلمة رضي الله عنها قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فوصفت قراءة مفسرة حرفا حرفا (2).
وروى عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه رضي الله عنه قال: كانت قراءة النبيّ صلى الله عليه وسلم المدّ، ليس فيها ترجيع (3).
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: «اقرءوا القرآن بألحان العرب» (4).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله- عز وجل يتعاطون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم/ السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده» (5).
وقال فضيل (6) رحمه الله: حامل القرآن حامل راية الإسلام (7)، وقال:
(1) في الأصل: (تغنت)، والمثبت من مصادر التخريج.
(2)
أخرجه- مطولا دون أبي عبيد- أبو داود (1466)، والترمذي (2923)، والنسائي (1023)(1630)، وأبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص/ 156)، وأحمد (6/ 294، 300). قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
(3)
أخرجه الطبراني في «الكبير» كما في «المجمع» (2/ 266)، وقال الهيثمي عقبه:
وفيه عمرو بن وجيه وهو ضعيف، وأخرجه أيضا في «الأوسط» (5/ 375) (4744). قال الهيثمي (7/ 169): وفيه من لم أعرفه.
(4)
سيأتي بطوله (ص/ 33) تعليق (1).
(5)
أخرجه أبو داود (1455) بهذا اللفظ عن أبي هريرة، وفيه:«يتلون» بدلا من: «يتعاطون» وأخرج نحوه مطولا مسلم (2699)، والترمذي (2945)، وابن ماجة (225)، من حديث أبي هريرة.
وأخرج نحوه أيضا مسلم (2700)، والترمذي (3378)، وابن ماجة (3791)، وعبد الرزاق (20577)، وأحمد (2/ 447)، و (3/ 33، 49، 92، 94)، وأبو يعلى (1252)(1283)، من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري، مع زيادات في بعض الطرق واختصارات في بعضها الآخر.
(6)
هو أبو علي، الفضيل بن عياض الخراساني. مات بمكة سنة 187 هـ.
انظر: «سير أعلام النبلاء» (8/ 421).
(7)
أخرجه الآجرّي في «أخلاق حملة القرآن» (ص/ 60)، وأبو نعيم في «الحلية» (8/ 92).
ينبغي لحامل القرآن أن لا يكون له حاجة إلى أحد من الخلق، الخليفة (1) ومن دونه، وينبغي أن تكون حوائج الخلق إليه (2).
وقد قال الشافعي رحمة الله عليه: من حفظ القرآن عظمت حرمته، ومن طلب الفقه نبل قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته (3).
وقد قال أحمد بن حنبل رضي الله عنه: رأيت رب العزة في المنام فقلت: يا رب، ما أفضل ما يتقرب به المتقربون إليك؟ قال: بكلامي يا أحمد، فقلت: يا رب، بفهم أو بغير فهم، قال: بفهم وبغير فهم (4).
وقد نقل هذه الرؤيا كبار العلماء.
وروى سفيان، عن عاصم الأحول، عن عكرمة، قال: من قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم بعد علم شيئا، ثم قرأ: ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ، فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (5)(6).
قال أصحاب القرآن: وعن ابن عباس رضي الله عنهما: من سمع آية من كتاب الله كانت له نورا يوم القيامة (7).
(1) في الأصل: (الخليقة)، والمثبت من مصادر التخريج.
(2)
المصدر السابق.
(3)
أخرجه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (1/ 511، 822)، (2/ 1134، 2233)، والبيهقي في «مناقب الشافعي» (1/ 282)، والخطيب في «شرف أصحاب الحديث» (ص/ 69)، مع اختلاف في الطرق وبعض الألفاظ.
(4)
أورد هذه القصة ابن الجوزي في «مناقب الإمام أحمد بن حنبل» (ص/ 434).
(5)
سورة التين، الآيات:(5 - 6).
(6)
أخرجه الطبري في «تفسيره» (15/ 246) بسنده عن عاصم الأحول عنه، نحوه.
وأخرجه الحاكم (2/ 528 - 529)، عن عكرمة عن ابن عباس، بلفظ مقارب.
قال الحاكم: صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي.
(7)
أخرجه أبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص/ 62)، عن ابن جريج عنه، بزيادة:(تتلى) بعد قوله: (من كتاب الله).
وأخرجه عبد الرزاق (6012)، والدارمي (3410)، عن عطاء عنه بمعناه.
وعن الحسن رحمه الله: من تلا آية من كتاب الله تعالى كانت له نورا يوم القيامة (1).
وعن مجاهد: من ختم القرآن نهارا واحدا وكّل به سبعون ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي، ومن ختمه ليلا وكّل به سبعون ألف ملك يصلون عليه حتى يصبح.
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: من قرأ القرآن يبتغي به وجه الله تعالى كان له بكل حرف عشر حسنات، ومحو عشر/ سيئات (2).
وروى زيد بن أسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أيّ الأعمال أفضل، قال:
«الحالّ المرتحل» (3)، يريد الذي يختم، ثم يفتتحه يرتحل.
(1) أخرجه عبد الرزاق (6013)، عن أنس أو الحسن مرفوعا بزيادة:«ومن تعلم آية من كتاب الله كانت له نورا يوم القيامة» .
وأخرجه ابن الضريس في «فضائل القرآن» (ص/ 45)(56) عن رجل يقال له: الحسن.
وأخرجه أحمد (2/ 341)، عن الحسن البصري عن أبي هريرة مرفوعا:«من استمع إلى آية من كتاب الله تعالى كتب له حسنة مضاعفة، ومن تلاها كانت له نورا إلى يوم القيامة» .
قال الهيثمي (7/ 162): رواه أحمد وفيه عباد بن ميسرة، ضعفه أحمد وغيره، ووثقه ابن حبان.
وأخرج عبد الرزاق (6012)، والفريابي في «فضائل القرآن» (ص/ 170)، عن ابن عباس موقوفا: ومن استمع إلى آية من كتاب الله كانت له نورا يوم القيامة.
(2)
أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 462).
(3)
لم نقف على مرسل زيد، لكن أخرجه الترمذي (2948)، والطبراني في «الكبير» (12/ 130)(12783)، والحاكم (1/ 568)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (2001)، (2069)، من حديث ابن عباس مرفوعا مطولا.
قال الحاكم: تفرد به صالح المري، وهو من زهاد البصرة، إلا أن الشيخين لم يخرجاه. وتعقبه الذهبي بقوله: صالح متروك.
قال الحاكم: وله شاهد من حديث أبي هريرة. قال الذهبي: لم يتكلم عليه الحاكم، وهو موضوع على سند الصحيحين، ومقدام متكلم فيه، والآفة منه.
وأخرجه أيضا الترمذي بعد الحديث (2948)، والدارمي (3519)، عن زرارة بن أوفى عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه بمعناه، ولم يذكر فيه عن ابن عباس.
قال الترمذي: وهذا عندي أصح.
وقال كعب الأحبار رحمه الله: إن في التوراة أن الغلام إذا تعلم القرآن وهو حديث السن، وحرص عليه، وعمل به، خلطه بلحمه ودمه، وكتبه عنده من السفرة الكرام البررة، فإذا تعلم الرجل القرآن وقد دخل في السن، وحرص عليه وهو في ذلك يتفلت منه، كان له أجره مرتين، ويكسى حلة من الكرامة، ويتوج بتاج الوقار، ويقول الله تعالى: هل رضيت هذا لعبدي؟ فيقول القرآن: ما رضيت ما أعطيته، فيعطى النعيم بيمينه والخلد بشماله، فيقول الله عز وجل: هل رضيت ما أعطيته لعبدي؟
فيقول: نعم (1).
قال: وحدثنا الكديمي، قال: حدثنا يونس بن عبد الله العمري، قال:
حدثنا داود أبو (2) بحر الكرماني، عن مسلم بن شداد، عن عبيد بن عمير، عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، قال: إذا قام أحدكم من الليل فليجهر بقراءته، فإنه يطرد بقراءته مردة الشياطين وفساق الجان، وإن الملائكة الذين في الهواء وسكان الدار يصلون لصلاته، ويستمعون لقراءته، فإذا مضت هذه الليلة قالت لليلة المستأنفة: تحفظي لساعاته، وكوني عليه خفيفة، فإذا حضرته الوفاة وقف عند رأسه وهم يغسلونه، فإذا غسلوه وكفنوه جاء القرآن فدخل حتى صار بين صدره وكفنه، فإذا دفن جاء منكر ونكير، خرج حتى صار فيما بينه وبينهما فيقولان: إليك عنا فإنا نريد أن نسأله، فيقول: والله ما أنا بمفارقه أبدا حتى أدخله الجنة، فإن كنتما أمرتما/ فيه بشيء فشأنكما، قال: ثم ينظر إليه فيقول: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك، فيقول: أنا القرآن الذي كنت أسهّر ليلك، وأظمئ نهارك، وأمنعك شهوتك وسمعك وبصرك، فأبشر، فما عليك بعد مساءلة منكر ونكير من همّ ولا غمّ ولا حزن، ثم يعرج
(1) أخرجه أبو عبيد في «فضائل القرآن» مفرقا، فأخرج شطرا منه (ص/ 47)، وأخرج بقيته (ص/ 84)، مع اختلاف يسير.
وأخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (29/ 372)، بزيادة فيه، ومن طريق آخر مختصرا (29/ 371 - 372).
(2)
في الأصل: (ابن)، والمثبت من مصادر التخريج.
القرآن إلى الله عز وجل فيسأله له فراشا ودثارا، فيأمر له بفراش ودثار وقنديل من نور الجنة فيحمل إليه (1).
وعن ابن مسعود رضي الله عنه: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبورعه إذا الناس يخلطون، وبصمته إذا الناس يخوضون، وبخشوعه إذا الناس يحتالون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وينبغي له أن يكون ممن يؤمن شرّه، ويرجى خيره، ويسلم من ضرّه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» (2).
وقال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا كان يوم القيامة وضعت منابر من نور متضرمة بنور، عند كلّ منبر ناقة من نوق الجنة، ثم ينادي مناد: أين من حمل كتاب الله تعالى، أجلسوه على هذه المنابر، فلا روع عليكم، ولا حزن عليكم حتى يفرغ الله تعالى ممّا بينه وبين العباد،
(1) أخرجه الأنباري في «إيضاح الوقف والابتداء» (1/ 8 - 10).
وأخرجه ابن الضريس في «فضائل القرآن» (ص/ 66 - 67)(115)، عن داود الكرماني به، مع اختلاف في اللفظ.
قال العقيلي في «الضعفاء الكبير» (2/ 40): وهذا حديث باطل. قال السيوطي في «اللآلئ» (1/ 219): لا يصح، والمتهم به داود. قال ابن معين: داود الذي روى حديث القرآن ليس بشيء.
انظر: «الفوائد المجموعة للشوكاني» (ص/ 305 - 306).
(2)
أخرج أثر ابن مسعود أبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص/ 113)، وأحمد في الزهد (ص/ 202 - 203)، وأبو نعيم في «الحلية» (1/ 129).
أمّا حديث: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» فقد روي عن جماعة من الصحابة وهم: عبد الله بن عمرو بن العاص، وأبو هريرة، وجابر، وأبو موسى الأشعري.
فمن حديث عبد الله بن عمرو أخرجه البخاري (10)، (6484)، وأبو داود (2481)، والنسائي (4999)، بلفظه مطولا، ورواه مسلم (40)، والترمذي (2627) بنحوه. ومن حديث أبي هريرة أخرجه الترمذي (2627)، بزيادة فيه، وقال: وحديث أبي هريرة حديث حسن صحيح. ومن حديث جابر أخرجه مسلم (41). ومن حديث أبي موسى أخرجه البخاري (11)، ومسلم (42)، والترمذي (2628)، والنسائي (5002)، كلهم بسياق مختلف.
فإذا فرغ من حساب الخلق حملوا على تلك الأينق، ورفعوا إلى الجنة» (1).
وعن سليك قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من قرأ القرآن نظرا خفّف الله عن أبويه العذاب وإن كانا مشركين» (2)، و «من قرأ القرآن ظاهرا فظنّ أن الله لا يغفر له فهو بكتاب الله من المستهزئين» (3)،/ و «لحامل كتاب الله في بيت مال المسلمين مائتا دينار في كلّ سنة، فإن مات وعليه دين قضى الله من ذلك المال» (4).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرءوا القرآن بألحان العرب، وإيّاكم وألحان أهل الفسق وأهل الكتابين قبلكم، فإنه سيجيء أقوام من بعدي يرجّعون القرآن ترجيع الغناء والنوح والرهبانية، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم» (5).
(1) لم نقف عليه من حديث أبي سعيد، وأخرجه أبو نعيم في «الحلية» (7/ 255) بمعناه عن ابن عمر مرفوعا.
(2)
أورده ابن حبان بسنده في «المجروحين» (2/ 311)، ومن طريقه ابن الجوزي في «الموضوعات» (1/ 254)، والسيوطي في «اللآلئ» (1/ 224)، من حديث ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: «من حفظ القرآن نظرا خفف عن أبويه العذاب وإن كانا كافرين، ومتّع ببصره» .
قال أبو حاتم: محمد بن المهاجر البغدادي يضع الحديث على الثقات، ويقلب الأسانيد على الأثبات، ويزيد في الأخبار الصحاح ألفاظا زيادة ليست في الحديث يسوّيها على مذهب نفسه، وكان ينتحل مذهب الكوفيين.
وقال الذهبي في «الميزان» (4/ 49): هو الطالقاني، شيخ متأخر وضّاع كذّبه صالح جزرة وغيره. وأورده السيوطي في «اللآلئ» (1/ 224)، عن أبي الدرداء مرفوعا:«من قرأ مائة آية في كل يوم نظرا شفع في سبعة قبور حول قبره، وخفف الله عن والديه وإن كانا مشركين» .
(3)
لم نقف عليه.
(4)
أخرجه الديلمي (2691) بسنده، ومن طريقه السيوطي في «اللآلئ» (1/ 225)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حامل كتاب الله عز وجل له في بيت مال المسلمين في كل سنة مائتا دينار، فإن مات وعليه دين قضى الله عز وجل ذلك الدّين» .
قال السيوطي عقبه: العباس بن الضحاك دجال، ومقاتل بن سليمان، قال وكيع وغيره: كذاب.
قال الألباني في «السلسلة الضعيفة» (644): موضوع.
(5)
أخرجه أبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص/ 165)، والطبراني في «الأوسط» (8/ 108) -
وقال صلى الله عليه وسلم: «يا أبا هريرة، تعلم القرآن وعلّمه الناس، ولا تزل كذلك حتى يأتيك الموت، فإنّه إن أتاك وأنت كذلك حجّت الملائكة إلى قبرك كما يحجّ الناس إلى بيت الله الحرام» (1).
والأحاديث في هذا الباب أكثر من أن تحصى.
قال زين الدين عمران (2): قال الشيخ الإمام العالم العامل، الزاهد العابد، الصدر الكامل، بغية المريد، وغنية المستفيد، تاج الأفاضل، جامع الفضائل، أمين الدين أبو محمد عبد الوهاب بن الشيخ الإمام زين الدين يوسف بن الشيخ الإمام بهاء الدين إبراهيم بن السّلّار، الشافعي مذهبا، الدمشقي نسبا، نفع الله ببركته، وأمتع المسلمين بطول حياته: أما على إثر ما سبق، وبعد ما انتظم واتسق، فإني أحمد الله معيدا، وأسبحه ترديدا، وأمجده تمجيدا على ما منّ به من نعمة الإيمان والتمهير في القرآن، إذ كان قوام العقل واللّسن، ومعيار القبيح والحسن، وما خلصت إلى هذه المرتبة، ولا فزت بتلك المأثرة الجليلة والمنقبة بعد فضل الله الذي يؤتيه من يشاء وينيله فينال به العليا، حتى اكتحلت بالسهاد، وشمرت على ساعد/ الاجتهاد، وجردت سيف
- (11219)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (2649)، من حديث حذيفة بن اليمان، مع اختلاف يسير في السياق.
قال الطبراني عقيبه: لا يروى هذا الحديث عن حذيفة إلا بهذا الإسناد، تفرد به بقية. وقال الهيثمي (7/ 169): رواه الطبراني في «الأوسط» ، وفيه راو لم يسمّ، وبقية أيضا.
وقال الذهبي في «الميزان» (1/ 553) في ترجمة حصين بن مالك الفزاري عن رجل عن حذيفة: بقية ليس بمعتمد، والخبر منكر.
(1)
أخرجه أبو نعيم في «ذكر أخبار أصبهان» (2/ 226)، والخطيب في «تاريخ بغداد» (4/ 380)، وابن الجوزي في «الموضوعات» (1/ 264)، والسيوطي في «اللآلئ» (1/ 203)، وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(2)
هو زين الدين، عمران بن إدريس بن معمر الجلجولي، تلميذ المؤلف، قرأ عليه السبع، ولد سنة 734 هـ، وتوفي سنة 803 هـ.
انظر: «ذيل تذكرة الحفاظ» (1/ 192)، و «ذيل التقييد» (2/ 259)، و «غاية النهاية» (1/ 603 - 604).
العزم، وأخذت ذلك بالجد والحزم، طلبا بالإتقان والتجويد، وحرصا على الشمول في مجيد حملة القرآن المجيد، فقلّ إمام به مذكور، إلا وقد تهاداني إليه رواح وبكور، إلى أن نسقهم سلك إسنادي، ووريت بلقائهم زنادي، وخدمت أنديتهم التي تحتم الرحمة فيها، وتضع الملائكة أجنحتها لمنتديها، فصدرت بحمد الله عن الأئمة والرواة كما صدر الظمآن عن الفرات، والله تعالى ينفع بعمر أنفقته في سبيله، وقطعته بين قديم تنزيله وحديث رسوله، ويوجه ذلك إلى رضاه وقبوله، فقدر الحامل قدر محموله.
وما امتطيت من المشقة ما امتطيت، ولا تخطيت إلى الأئمة ما تخطيت، إلا لتلقي القرآن غضّا من أفواههم، وتثقيف أود الحروف عن ألسنتهم وشفاههم، فيتصل بالأداء الأداء، ويرتقي بنا الاهتداء في أقوام سمت غير ذي عوج، ولاءمت بين سماطي ثقات وسطوي هداة أثبات، يهدوننا في كل مجهل، ويورد بنا إليه صلى الله عليه وسلم من منهل إلى منهل، حتى تصافح بنانه، وتسمع فصاحته وبيانه، وتراه يقرئ زيدا وأبيّا، ويبشرهم بالإيمان حيّا فحيّا.
ومن ركب هذه المحجة البيضاء، واستنار بنور الله واستضاء، ولم يعد إلى هذه المنزلة طافح همته ولامح طرفه، وتمسك بكتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فقد استمسك بالعروة الوثقى، ورقى أعلى مرتقى، وترك الخلاف للإجماع والافتراق للاجتماع، وفاز بملء القلوب والأسماع، كتاب عزيز أحكمه وفصله، وقرآن عظيم/ نزّله ووصله، وتكفل بحفظه ولا ضيعه على ما تكفله، لا يدركه البلى، ولا يزيده إلا جدة كثرة ما يتلى، معدن الحكم ومعجز الأمم، ومناح الفكر والفطن، وينبوع الفرائض والسنن، ينفد (1) البحر ولا ينفد (1) عجائبه، ويحصى القطر ولا تحصى غرائبه، يسره بلسان نبيه صلى الله عليه وسلم للذكر والإفهام، وجعله قيما غير
ذي عوج من الكلام، ووصله بالنظائر والأشكال، وفصله بالحكم البالغة والأمثال، وجلّ عن المثال، وتمت به النعمة، وكمل الدين كل الكمال، لو أنزل على الجبال لتصدعت من خشية
(1) في الأصل: (ينفذ)، وهو خطأ، قال الله تعالى: قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً [الكهف: 109].
ذي الجلال، وتهيّلت تهيّل الرمال؛ فصلاة الله وسلامه بالغدوّ والآصال، على المتحمّل له حقّ الاحتمال، والمستقلّ به كنه الاستقلال، ومفسّره بسنّته المبيّنة للحرام والحلال، ومودعه كما استودعه صدور الرجال، والمفضي به إلى خيار الأمة، أصحابه الأئمة، وتابعيهم من أبدال الأمة، بتسلّمه صدر عن صدر، وبنقله بدر زاهر عن بدر، محفوظا بالحلاة والعصمة، محمولا من ذمة وافية إلى ذمة، من كل جليل مهيب، من نظر إليه سرّه، أو كلّمه وقّره وبرّه، أو ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبرّه، أو منع القطر استنزله واستدرّه، تشرق الأرض بنورهم، وتحضر البركة بحضورهم، ويستسقى الغمام بعدهم بقبورهم، كانوا عصرا عصرا وزمانا زمانا، للأمة ملاذا وأمانا، وللرحمة حتما واقعا وضمانا، اعتزوا بالقناعة والزهادة، وجمعوا العلم للعبادة، وجلت أقدارهم ومراتبهم عن الزبادة، لولاهم لكان الدهر مبهما، والناس عطاشا هيّما، كرمهم الله وأحظاهم، وأزلفهم/ لديه وأرضاهم، كما آتاهم رشدهم وتقواهم، وأيّدهم بالعصمة وقواهم، وكافأهم على الوفاء بميثاقه الذي أخذه عليهم، وأداء الأمانة التي أفضى بها إليهم، وأعطى بها حقها من الإشاعة والنشر، وتخليد مآثرها على وجه الدهر، مكافأة تقرّ في جواره وبحبوحة داره عيونهم، وتستغرق أمانتهم وطنونهم، فقد بثّوا ما علموه، وبيّنوه لنا ولم يكتموه، وورّثوه وخياره فيه كما ورثوه.
وبعد، أيها الحريص المستوفز، والمستبطئ المستنجز، من غريب إلى أهله بارز، ومقيم همه إجازة يحرز بها ما يحرز، أنيخوا يسيرا ركائب سفركم، وأصبحوا قليلا بين يدي صدركم، حتى أنصح لكم جهدي، وأبرأ إليكم فيما تأخذونه عني بميثاقي وعهدي، فمن حار بعد وتحيّر، وبدّل وغيّر، وألقي في الحيرة مضطربا، فإن له معادا ومنقلبا، والله من ورائهم محيط، ولن يعجزه هربا؛ عليكم بتقوى الله، فهي نظام مماتكم ومحياكم، وقوام دينكم ودنياكم، والتجارة الرابحة التي تشترون، والغاية الطامحة التي إليها تجأرون، وتأدبوا بأدب الله تعالى فيما (1) يتلى عليكم وتتلون، ولا تولّوا عنه
(1) في الأصل: (فيها).
وأنتم معرضون، ولا تكونوا كالذين قالوا: سمعنا وهم لا يسمعون، ولا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون الكتاب أفلا تعقلون، ولا أعلمنّ (1) منكم مقعد الإقراء، مهذب الردّ والإصغاء، نبل الهيئة والرواء، عبق الثوب والفناء، مجتنبا للسمعة والرياء، كخضراء الدّمن، يا بؤس لتلك الخضراء، من نظر إلى ظاهره أسرع ورفرف، ومن استشف باطنه جدع/ وأفف (2)، أولئك الذين نبأنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من أخبارهم، ووسمهم بنارهم، يقولون من خير قول البريّة، ويمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرميّة.
عصمنا الله وإياكم من مضارعة صفة من صفاتهم، أو منازعة جهة من جهاتهم، نعم ومن آخرين لا يرجون لله وقارا، ولا يرفعون للقرآن العظيم منارا، ولا يرمون للقارئ أسماعا ولا أبصارا، كأنهم لا يعتقدون الأمر جدّا، ولا يرون الباطل للحق ضدّا، ألم يعلموا أن الله سميع قريب، وأنه مطلع عليهم رقيب، وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ (11) وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَما هُوَ بِالْهَزْلِ (3).
ولله قوم ركبوا المحجة البيضاء، واقتبسوا نور الهدى فأضاء، يلقون إلى القارئ بالسمع، وتفيض أعينهم من الدمع، منازلهم عند الله مكينة، وقلوبهم خاشعة مستكينة، تنزل عليهم الرحمة والسكينة، يتخايلون الله بين أعينهم، لا يستخفهم أمر من الأمن أو الخوف لتبينهم وتثبتهم، وحق لمن بين يدي مولاه وعالم سرّه ونجواه، ألا تعدو (4) عما ائتمنه عليه عيناه، وأن يعدل بين يسراه ويمناه.
روي عن عبد الله بن الزبير (5) رضي الله عنهما في حصار الحجاج إياه أنه قام إلى صلاة في بعض تلك الشدائد التي (6) يكاد الفرض فيها يحذف،
(1) بعدها في الأصل كلمة غير مقروءة.
(2)
في الأصل: (وافق).
(3)
سورة الطارق، الآيات: 11 - 14.
(4)
في الأصل: (يعدو).
(5)
أورد القصة أبو نعيم في «الحلية» (1/ 335)، والذهبي في «سير أعلام النبلاء» (3/ 369)، والفاسي في «العقد الثمين» (5/ 152 - 153).
(6)
في الأصل: (الذي).
والكعبة بحجارة المنجنيق تحذف، وفلقها يرفض، والمنايا بها تسمو ثم تنفض، فبينما هو قائم في أربط جأش وأمكنه، إذ مرت فلقة منها بين نحره وذقنه، فما تطامن ولا قهقر،/ ولا تقدم ولا تأخّر، ولا بالى لها بالا، ولا التفت يمينا وشمالا، فقال له قائل وقد استعظم ما رأى من جلده، والكل قد ألقى بيده: هلا انحرفت عن إقبالك، والتفتّ حذارا عن يمينك أو شمالك! فقال (1): وما عسى كانت تقي التفاتة لو التفتها من صلاتي.
وروي أن الإمام أبا عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري (2) رحمه الله في قصة شائعة مستفيضة، قام إلى نافلة بعد فريضة فأطال، وأصحابه يستبطون أمثاله، وينهون محادثته وسؤاله، فبعد لأي ما سلّم، وبدا على وجهه أنه شكا أو تألّم، فقال لبعضهم: تأمل ثوبي فإني أجد فيه شيئا، فرفعه فإذا زنبور قد أبره بضع عشرة إبرة، وجسمه قد أسر، فعجب الحاكي واعتبر، وقال: هلا أوجزت وتكلمت لأول ما تألمت، فقال: كنت في سورة لم أرد قطعها.
فهذه عصمكم الله طريقة القوم المثلى، وهديهم الأوضح الأجلى، ومحلهم الأرفع الأعلى؛ فعليكم أمم قصدهم فاسلكوه، ودعوا فضل جهدهم فلن تدركوه، أما أن التعليق بهم كيف كانت شهادة، والنظر إلى سبقهم مع التقصير عنهم عبادة، واعلموا أنّ لأهل القرآن إذا كانوا من أهله وأصابوا وجه تلاوته وحمله الفضل الذي لا يدرك، والحظ الذي لا ينازع ولا يشرك؛ لأنهم إلى ربهم منقطعون، ولكلامه الذي أنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم تالون ومستمعون، وإلى تعلمه وتعليمه مجتمعون، فما منهم إلا عبق اللسان، طيب الحجرات والأردان، مشغول مشغوف بالقرآن، قد جعله هجيراه وراحته/ وذكراه، لا يثنون إلى غيره طرفا، ولا يعجبون بكلام ما خلاه حرفا، ولا يقبلون للحروف عدلا ولا صرفا، حتى تخرج من مخارجها، وتسير على
(1) في الأصل: (فقالت).
(2)
أخرج القصة الخطيب البغدادي في «تاريخه» (2/ 12)، والمزي في «تهذيب الكمال» (24/ 446 - 447)، والسبكي في «طبقات الشافعية» (2/ 223)، والذهبي في «سير أعلام النبلاء» (12/ 441 - 442)، وابن حجر في «هدي الساري» (ص/ 666).
مناهجها ومدارجها، فكم للمعنى بترتيبها المتكلف لإتقانها وتهذيبها من أجر مكتوب غير محسوب، اقتفاء للآثار، وترتيلا مطولا للكلم القصار، لا هذّا كهذّ الأشعار، وقد ثبت أن قراءته صلى الله عليه وسلم كانت بالترجيع والمدّ (1)، وأن حديثه كان لا يعجله عن الإفهام والعدّ (2)، فمن ذا الذي يطلع رأسه للردّ، أو يتعرض لتعدي الحدّ، أو يرى تمره كبير الدقل في الصاع والمدّ.
وأحب صلى الله عليه وسلم أن يسمعه من سواه، وقال له:«حسبك» ، وقد ذرفت عيناه (3). وقال لأبي موسى وقد ركب في قراءته ذلك المنهج المحمود:«لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود» (4).
وقال صلى الله عليه وسلم: «لا حسد إلا في اثنتين، رجل علّمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وأطراف النهار، فسمعه جار له فقال: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل؛ ورجل آتاه الله مالا فهو يهلكه في الحقّ، فقال رجل:
ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل» (5).
وروى أبو عبد الرحمن السلمي، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه (6)[عن النبي صلى الله عليه وسلم](7)، قال:«خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه» .
(1) تقدم تخريجه (ص/ 27).
(2)
روي في هذا المعنى أحاديث كثيرة في «الصحيحين» وغيرهما، منها: ما أخرجه البخارى (3567)، ومسلم (3942)، عن عائشة رضي الله عنها:«أن النبيّ صلى الله عليه وسلم كان يحدّث حديثا لو عدّه العادّ لأحصاه» .
وأخرجه أبو يعلى (4393) عنها، بلفظ:«ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد الحديث كسردكم، إنّما كان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلا تفهمه القلوب» .
(3)
أخرجه البخاري (5050)، ومسلم (800)، والترمذي (3025)، والنسائي في «الكبرى» (8078) وابن أبي شيبة (10/ 563)، وأحمد (1/ 380، 433)، وأبو يعلى (5069، 5128)، وابن حبان (7065)، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
(4)
أخرجه البخاري (5048)، ومسلم (793)، والترمذي (3855)، من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
(5)
أخرجه بهذا اللفظ البخاري (5026)، من حديث أبي هريرة، وقد تقدم بيان طرقه (ص/ 21) تعليق (2).
(6)
في الأصل: (عنهما)، والمثبت من مصادر التخريج.
(7)
زيادة من مصادر التخريج؛ لأن الحديث مرفوع كما تقدم (ص/ 21) تعليق (1).
قال أبو عبد الرحمن: فذاك الذي أقعدني هذا المقعد. وأقرأ أبو عبد الرحمن في إمرة عثمان حتى كان الحجاج (1).
وكم للمؤمن القارئ من فخر وحجة، في أن جعله صلى الله عليه وسلم كالأترجّة، استبدّ كما استبدت بالمديح، وجمعت من الطيبين في العظم والريح، فرجّحوا المرجح الأولى، ولا ترضوا إلا بالمثل الأعلى، وشبّه/ المؤمن الذي لا يقرؤه بالتمرة، أعطاه حظا من حظين، ومنزلة من منزلتين، وشبّه المنافق الذي يقرؤه بالريحانة تعبق، وطعم يغص به ويشرق، نعوذ بالله منه ومن الفاجر الذي لم يتمسك بفضيلة، ولا يعلق بوسيلة، فمثّله بالحنظلة، خصت بالأمرّين، وجمعت بين الشرّين (2).
وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس والداه يوم القيامة تاجا ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا، فما ظنكم بالذي عمل بهذا» (3).
وقال صلى الله عليه وسلم: «الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السّفرة الكرام البررة، والذي يقرؤه وهو يشتدّ عليه فله أجران» (4).
(1) تقدم تخريج الحديث (ص/ 21) تعليق (1)، أما هذه الزيادة فقد أخرجها البخاري (5027)، والترمذي (2907)، والدارمي (3381)، وابن حبان (118).
(2)
يشير إلى قوله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجّة ريحها طيّب وطعمها طيّب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الرّيحانة ريحها طيّب وطعمها مرّ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مرّ» .
وقد تقدم تخريجه (ص/ 24) تعليق (4).
(3)
أخرجه أبو داود (1453)، وأبو يعلى (1493)، والحاكم (1/ 567). وأخرجه أحمد (3/ 440) بزيادة في أوله، من حديث معاذ بن أنس الجهني.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي بقوله:
زبّان ليس بالقوي.
وقال الهيثمي (7/ 161 - 162): رواه أحمد، وفيه: زبّان بن قائد، وهو ضعيف.
(4)
أخرجه البخاري (4937)، ومسلم (798)، وأبو داود (1454) - واللفظ له-
وقال صلى الله عليه وسلم: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وحفّتهم الملائكة، وذكرهم الله عز وجل فيمن عنده» (1).
وقال صلى الله عليه وسلم وقد خرج على أصحابه في الصّفّة، فقال:«أيّكم يحبّ أن يغدو إلى بطحان أو العقيق، فيأخذ كوماوين زهراوين في غير إثم ولا قطيعة رحم؟» ، فقالوا: كلنا يا رسول الله، قال:«فلأن يغدو أحدكم كلّ يوم إلى المسجد فيتعلّم آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من اثنين وثلاث وأربع، خير له من أربع ومن أعدادهنّ من الإبل» (2).
وعن أسيد بن حضير قال: بينما هو من الليل يقرأ سورة البقرة وفرسه مربوط (3) عنده إذ جالت الفرس، فسكت وسكنت، ثم قرأ فجالت الفرس، فانصرف، وكان ابنه يحيى قريبا منها فأشفق أن تصيبه، ولما اجترّه (4) رفع رأسه إلى السماء حتى/ ما يراها، فلما أصبح حدّث النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال له:«اقرأ يا ابن حضير (5)، اقرأ يا ابن حضير» ، قال: فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى وكان منها قريبا، فرفعت رأسي فانصرفت إليه، فرفعت رأسي إلى السماء وإذا مثل الظلّة (6)، فيها أمثال المصابيح، فخرجت حتى لا أراها،
- والترمذي (2904)، والنسائي في الكبرى (8045، 8046، 8047)، وعبد الرزاق (6016)، وابن أبي شيبة (10/ 490)، وأحمد (6/ 48، 94، 110، 170، 239، 266)، والدارمي (3411)، وابن حبان (767)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
(1)
تقدم تخريجه (ص/ 27) تعليق (5).
(2)
أخرجه مسلم (803)، وأبو داود (1456)، وابن أبي شيبة (10/ 503 - 504)، وأحمد (4/ 154)، وابن الضريس في «فضائل القرآن» (ص/ 47 - 48)(64)، وابن حبان (115)، والطبراني في «الكبير» (17/ 290)(799)، مع اختلاف يسير زيادة ونقصا.
(3)
في الأصل: (مربوطة)، والمثبت من البخاري، والفرس للذكر والأنثى. انظر:
«القاموس المحيط» : (فرس).
(4)
في الأصل (أخبره)، والمثبت من البخاري.
(5)
في الأصل: (من حضر)، والمثبت من مصادر التخريج.
(6)
في الأصل: (الظلمة)، والمثبت من مصادر التخريج
قال: «وتدري ما ذاك» ، قال: لا، قال:«تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها، لا تتوارى منها (1)» (2).
فما ظنكم بهذا الفضل وفوقه، ومن تدنو الملائكة إلى صوته، وكيف لا يتنافس في شيء فينال به النعيم، ويرقى بها السليم، وينتكب صاحبه الشيطان الرجيم، الكلمة للخائف منه أمان، وللنجاة ضمان.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم:«إنّ هذا القرآن مأدبة الله، فتعلّموا مأدبته ما استطعتم، إنّ هذا القرآن حبل الله المتين، وهو النور المبين، والشفاء النافع، عصمة لمن تمسّك به، ونجاة لمن تبعه، لا يعوجّ فيقوّم، ولا يزيغ فيستعتب، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق على كثرة الردّ، فاتلوه فإنّ الله يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول: الم حرف، ولكن ألف عشر، ولام عشر، وميم عشر» (3).
وعنه صلى الله عليه وسلم قال: «عرضت عليّ الذنوب فلم أر فيها شيئا أعظم من حامل القرآن وتاركه» (4).
(1) في الأصل: (عنها)، والمثبت من البخاري.
(2)
أخرجه البخاري معلقا عن الليث (5018)، وأخرجه مسلم (796) بمعناه مطولا، وأبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص/ 63 - 64)، بنحوه.
(3)
أخرجه بهذا اللفظ أبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص/ 49 - 50).
وأخرجه عبد الرزاق (6017)، وابن أبي شيبة (10/ 483)، والدارمي (3358)، والطبراني في «الكبير» (9/ 130)(8646)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (1985)، والحاكم (1/ 555)، مع اختلاف في رفعه ووقفه وسياقه.
وأخرج الجزء الأخير منه ابن الضريس في «فضائل القرآن» (ص/ 46 - 47)، باختلاف في بعض ألفاظه.
قال الحاكم (1/ 555): صحيح الإسناد. وتعقبه الذهبي بقوله: إبراهيم بن مسلم ضعيف. وقال ابن الجوزي في «العلل المتناهية» (1/ 109): هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويشبه أن يكون من كلام ابن مسعود.
قال الهيثمي (7/ 164): رواه الطبراني، وفيه مسلم بن إبراهيم الهجري، وهو متروك.
(4)
أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 479)، عن الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث بهذا اللفظ، وهو جزء من حديث أخرجه بمعناه أبو داود (461)، والترمذي (2916)، وأبو يعلى (4265)، وابن خزيمة (1297)، من طريق ابن جريج عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أنس.-
وعنه صلى الله عليه وسلم في خطبة يوم غدير خمّ: «أمّا بعد، فإني تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به» ، فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: «وأهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي
…
» وذكر الحديث، وفي رواية:«أولهما/ كتاب الله، فيه الهدى والنور، من استمسك وأخذ به كان على الهدى، ومن أخطأه ضلّ» (1).
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ لله أهلين من الناس» ، قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: «أهل القرآن أهل الله وخاصّته» (2).
وعن فضالة بن عبيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لله أشدّ أذنا إلى الرجل
- وأخرجه الطبراني في «الأوسط» (6485)، من طريق ابن جريج عن الزهري عن أنس، وأخرجه عبد الرزاق (5977)، وأبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص/ 201)، من طريق ابن جريج عن رجل عن أنس.
قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. قال: ذاكرت به محمد بن إسماعيل (يعني البخاري) فلم يعرفه واستغربه.
وقال محمد: ولا أعرف للمطلب بن عبد الله سماعا من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا قوله: حدثني من شهد خطبة النبي صلى الله عليه وسلم.
قال ابن أبي حاتم في «مراسيله» (ص/ 210): سمعت أبي يقول: المطلب بن عبد الله بن حنطب عامة حديثه مراسيل، لم يدرك أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا سهل بن سعد وأنسا وسلمة بن الأكوع ومن كان قريبا منهم.
(1)
أخرجه بهذا اللفظ الدارمي (3359). وأخرجه مطولا مسلم (2408)، وأحمد (4/ 366 - 367)، وابن أبي عاصم في «السنة» (1556 - 1557)، والطبراني في الكبير (5/ 183)(5028). وأخرجه بمعناه الترمذي (3788).
(2)
أخرجه النسائي في «الكبرى» (8031)، وابن ماجة (215)، والطيالسي (ص/ 183)(2124)، وأبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص/ 88)، وأحمد (3/ 127 - 128، 142)، والدارمي (3369)، وابن الضريس في «فضائل القرآن» (ص/ 50)(75)، والحاكم (1/ 556).
قال البوصيري في «مصباح الزجاجة» (1/ 72): هذا إسناد صحيح، رجاله موثوقون.
الحسن الصوت بالقرآن يجهر به من صاحب القينة إلى قينته (1)» (2).
وعن عبد الرحمن بن سابط أنه قال: إن البيوت التي يقرأ فيها القرآن لتضيء لأهل السماء كما تضيء النجوم لأهل الأرض.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: من جمع القرآن فقد حمل أمرا عظيما، لقد أدرجت النبوة بين كتفيه غير أنه لا يوحى إليه، فلا ينبغي لحامل القرآن أن يخلّ مع من أخلّ، ولا يجهل مع من جهل، لأن في جوفه كلام الله عز وجل (3).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: من قرأ القرآن واتبع ما فيه هداه الله من الضلالة إلى الهدى، ووقاه يوم القيامة سوء الحساب؛ لأن الله تعالى يقول: فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى. تضمّن (4) الله تعالى لمن قرأ القرآن أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة (5).
وعن مسروق أنه قال: لا يسأل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم عن شيء إلا وعلمه في القرآن، غير أن علمنا يقصر عنه (6).
(1) في الأصل: (قتبيه)، والمثبت من مصادر التخريج.
(2)
أخرجه ابن ماجة (1340)، وأحمد (6/ 19، 20)، والطبراني في «الكبير» (18/ 301)(272)، والبيهقي (10/ 230)، من طرق عن ميسرة مولى فضالة عنه.
قال البوصيري في «مصباح الزجاجة» (1/ 241): إسناده حسن؛ لقصور درجة ميسرة مولى فضالة وراشد بن سعيد عن درجة أهل الحفظ والضبط.
وأخرجه الحاكم (1/ 570 - 571) لكنه أسقط ميسرة من السند، وقال: صحيح على الشيخين. ورد عليه الذهبي بقوله: بل هو منقطع.
(3)
أخرجه موقوفا على عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص/ 113)، وفيه:(يحدّ فيمن يحدّ) بدل: «يخل مع من أخل» .
وأخرج شطرا منه ابن أبي شيبة (10/ 467)، وابن الضريس (ص/ 48)(65).
وأخرجه بزيادة طويلة البيهقي في «شعب الإيمان» (2590).
(4)
في الأصل: (فضمن)، والمثبت من مصادر التخريج.
(5)
تقدم تخريجه (ص/ 22 - 23).
(6)
أخرجه أبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص/ 96).