الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعن معاذ رضي الله عنه أنه قال: من استظهر القرآن كانت له دعوة إن شاء الله يعجّلها لدنياه، وإن شاء لآخرته (1).
والقرآن رحمكم الله أعظم قدرا عند الله تعالى من أن تصفه ألسنة الواصفين وإن أطنبوا ويبلغوا منه إلى غاية في التعظيم وإن/ أسهبوا، أو يستطيع الركوب تحمل ما يغشاها منه إلا بما حجب الله عنها، ولم يكشفه لها، رفقا من الله تعالى بأقوام قد رآهم له أهلا فأظهر لهم ما شاء على علمه بقدر ما جعله منهم من القوة على حمله، وهلاكا لأقوام لم يرهم للانتفاع به، قال الله تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً (2).
وقد نحلت لكم أرشدكم الله نصحي، وأوردت مما يغشى عليه إشفاقي وشحي ما أرجوه أن أكون قضيت به ما عليّ، وبلغت به عذرا فيما توجه من نصحتكم إليّ، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب، وهو السميع القريب، المجازي المنيب.
[ذكر جملة من الأسانيد]
ثم إن الشيخ الإمام الفاضل المقرئ، المتقن المجود المحقق، الحافظ اللافظ، الذكي الفهم، شمس الدين فخر المحصلين، زين المقرئين، جمال المجودين، أبا عبد الله بن الشيخ الإمام العالم المتقن المحقق، شهاب الدين أحمد أبي علي الجزري الحموي الشافعي لما أشرب محبة العلم فؤاده، وتوالى إلى تكراره وترداده، واجتهد في الطلب فأتم اجتهاده، وسمع هذه المناقب الشريفة، ولمح هذه المراتب المنيفة، وتحقق أن بساحة العلوم تلتقي أطراف معاني الفضائل، وبفنائه ينتظم عقود مناصب الوسائل، وأنه حجة الله العليا، ومحجته العظمى، ومورث النبوة، ومنصب الرسالة، وحكم وتيقّن أن كتاب الله العزيز ووحيه المجيد ينبوع العلوم ومنشؤها، ومفتاح الفوائد/ ومبدؤها أهوى إلى علومه إهواء الكوكب الساري، وبادر إلى تحصيل فنونه
(1) أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 469).
(2)
سورة الإسراء، الآية 82.
مبادرة السيل الجاري، وأرسل عنان الاجتهاد في ميدان فهم تأويله، وجرد له سيف العزم بكثير الوسع وقليله، وخصّ اعتناؤه لحروفه السبعة المنقولة عن أئمته؛ ليبحث عن حقائق معانيها، ويكشف بحسن السؤال عن حقائق خافيها، فهاجر من تلقاء نفسه إليّ، واشتغل عليّ، وقرأ القرآن العظيم جلّ منزله من أوله إلى آخره ختمة واحدة جامعة، جمع فيها بين الأئمة السبعة (1) المشهورين، وهم: نافع بن أبي نعيم المدني، وعبد الله بن كثير المكي، وأبو عمرو بن العلاء البصري، وعبد الله بن عامر الشامي، وعاصم، وحمزة، والكسائي الكوفيون، (2) وبما اشتمل عليه كتاب «التيسير» لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني، والقصيدة الموسومة ب «حرز الأماني ووجه التهاني» للإمام أبي القاسم بن فيرة الرّعيني ثم الشاطبي، وبما وافق ذلك من الكتب المشهورة، فحوى بقراءته جميع ما في الكتب الثلاثة المتقدم ذكرها قراءة مرضية متقنة مجودة في غاية الجودة، أجزتها وارتضيتها، فتعين عليّ إجازته فيها؛ لأنه أتقن الترتيل والحدر (3)، وميّز في قراءته بين المدّ والقصر (4)، وجوّد قراءته وأقام حروفها، وعرّفته مخارج الحروف وصنوفها، وحقق الهمزات وليّنها، وترك ما يجوز تركه منها لتاركها فأحسنها، وأمال ما تجب فيه الإمالة (5)
(1) سيورد المؤلف ترجمة كل واحد منهم عند ذكر إسناد قراءته.
(2)
هناك سقط فيه ذكر اسم الكتاب الذي يتحدث عنه، لعله كتاب «العنوان» لأبي طاهر النحوي، يدل على هذا السقط قوله بعد سطرين:(الكتب الثلاثة المتقدم ذكرها)، ولم يتقدم إلا ذكر كتابين.
(3)
التّرتيل: مصدر من رتل فلان كلامه، إذا أتبع بعضه بعضا على مكث وتفهم من غير عجلة. والحدر: عبارة عن إدراج القراءة وسرعتها وتخفيفها. انظر: «النشر في القراءات العشر» (1/ 207).
(4)
المدّ: عبارة عن زيادة مط حرف المد الطبيعي، وهو الذي لا يقوم ذات حرف المد دونه. والقصر: عبارة عن ترك تلك الزيادة وإبقاء المد الطبيعي على حاله.
وحروف المد هي الحروف الجوفية: الألف ولا تكون إلا ساكنة ولا يكون قبلها إلا مفتوح، والواو الساكنة المضموم ما قبلها، والياء الساكنة المكسور ما قبلها.
انظر: «النشر في القراءات العشر» «1/ 313» .
(5)
الإمالة: أن تنحو بالفتحة نحو الكسرة وبالألف نحو الياء.
انظر: «النشر في القراءات العشر» (1/ 30).
من الأسماء والأفعال، وارتفع عنه بذلك اللبس والإشكال، وفتح ما لا خلاف بين القراء فيه، وميزت/ له من الأقوال ما يوافقه فأبدى الإشمام للعيان، وأهدى الرّوم (1) للآذان، وبينت في حال وقفه عليها أيهما أتم، وعرّفته جواز الوقوف بالسكون، فكان ذلك أنفع وأعم، ونبهته على الأحكام المتباينة في التنوين والنون الساكنة، وعرفته الأصول التي (2) لا يجوز للطالب أن يجاز إلا بعد معرفتها أصلا فأصلا، وعرفته اختلاف القراء تعريفا يوجب له تقدما وفضلا، فرأيته لإقراء المسلمين أهلا، وسترت دينه وأمانته، فكان أحق من نقل كتاب الله وأولى، فعكف عليه وتبتّل، ورتّل مرجّعا صوته بآياته، مقيما بطرقه ورواته، إن هلّ بلّ وأدرج، شرح الصدور بحسن تلاوته وفرح، واستعاذ وبسمل وفصل، وكبر عند ختمه وهلّل، يستميل العقول بصداه، ويعم القلوب بما منح من النعم فأبداه، الأسماع تلتذ بتلاوته، والنفوس تخشع عند قراءته.
ولما أكمل علي مراده، وأحكم ذلك وأجاده، وألفيته فطنا لقنا، ومجيدا للتلاوة متقنا، صنع اللسان مشرفا على ذروة الإحسان، فوجب أن يلحق نظراءه، ويتميز بالتقديم ممن وراءه، وأن أنصب له بالإجازة لواءه، وأدل عليه، وأشير بالأصابع إليه، اقتداء بالسلف الصالح، وتنبيها على المصالح، والغادي مجيب الرائح، فأتحت له أن يقرأ بما قرأ به علي، إذ رأيته أهلا لذلك.
وأخبرته أنني قرأت القرآن الكريم جلّ منزله بالأحرف السبعة المذكورة على أشياخ ثلاثة من أئمة الاقتداء، ونجوم الاهتداء/ أهل التحقيق، المشهورين بالبحث والتدقيق، شموس الأعصار، وأقمار الأمصار،
(1) الإشمام: عبارة عن الإشارة إلى الحركة من غير تصويت.
وقال بعضهم: أن تجعل شفتيك على صورتها إذا لفظت بالضمة. وكلاهما واحد.
والرّوم: عبارة عن النطق ببعض الحركة.
وقال بعضهم: هو تضعيف الصوت بالحركة حتى يذهب معظمها. وكلاهما واحد.
وحكي عن الكوفيين أنهم يسمون الإشمام روما، والرّوم إشماما.
انظر: «النشر في القراءات العشر» (2/ 121).
(2)
في الأصل: (الذي).
ممن (1) اشتهرت درايته، وانتشرت روايته، وظهر دينه وأمانته، وحسن حاله وسريرته، وبرع عمله وأضاء كوكب إسعاده، وفتق عنبر عبير إرشاده وكشف عن حقائق معانيها، وشاهد معاينة معاينها، ووجب طلبه للاشتغال عليه، وتعين التمثيل بين يديه، منهم الشيخ الإمام العالم العامل، الصدر الكامل، الرضي، بغية المريد، وغنية المستفيد، تاج الأفاضل، جامع الفضائل، فخر مهرة المعربين، صدر كلمة المتصدرين، بقية مجودي أهل الإقراء، نجبة مجيدي معالم أهل الأداء، الأوحد، تقي الدين أبو عبد الله محمد بن الشيخ الإمام العالم العامل المقرئ الفاضل المرحوم جمال الدين أبي العباس أحمد بن الشيخ الكبير صفي الدين عبد الخالق بن علي بن سالم بن مكي الشافعي الشهير بابن الصائغ، قدس الله روحه ونوّر ضريحه، والشيخ الإمام العالم الصدر الكامل المقرئ المتقن المجيد الحافظ الزاهد العابد الورع، بقية السلف، عمدة الخلف، شيخ القراء، شرف الأئمة، بركة المسلمين، وحيد الدين أبو حامد يحيى بن أحمد بن خذاذاذ (2) الخلاطي الشافعي، إمام الكلّاسة بجامع دمشق المحروسة، ضاعف الله له الحسنات، ورفع له الدرجات؛ والشيخ الإمام العالم العابد الزاهد مجير الدين أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز بن غازي الدمشقي الشافعي البياني رحمه الله تعالى.
قال الشيخ الإمام العالم العامل/ أمين الدين، فسح الله في مدته: وأنا أذكر سند كل شيخ منهم بإفراده إلى منتهاه، ليكون ذلك أوضح بيانا، فأول ما أبدأ بالشيخ تقي الدين، قدس الله روحه، ونوّر ضريحه، رحلت إليه من الشام إلى الديار المصرية، وقرأت عليه القرآن الكريم جلّ منزله من أوله إلى آخره ختمة كاملة جامعة بين مذاهب الأئمة السبعة المذكورين، وكملتها في سنة أربع وعشرين وسبع مائة، وذلك بما حواه كتاب «التيسير» للإمام الحافظ
(1) في الأصل: (فمن).
(2)
في الأصل: (حداد)، والمثبت من «معرفة القراء الكبار» (ص/ 747)، و «غاية النهاية» (2/ 365) حيث قيده ابن الجزري بالمعجمات.
أبي عمرو الداني، و «حرز الأماني ووجه التهاني» نظم الإمام أبي القاسم الشاطبي، وكتاب «العنوان» لأبي طاهر النحوي.
وأخبرني رحمه الله أنه قرأ على جماعة من أئمة الاقتداء ونجوم الاهتداء، أهل التحقيق المشهورين بالبحث والتدقيق، شموس الأعصار وأقمار الأمصار، ممن اشتهرت درايته، وانتشرت روايته، وظهر دينه وأمانته، وحسن حاله وسريرته، وبرع عمله، وأضاء كوكب إسعاده، وفتق عنبر عبير إرشاده، وكشف عن حقائق معانيها، وشاهد معاينة معاينها، ووجب طلبه للاشتغال عليه، وتعين التمثيل بين يديه، منهم: الشيخ الإمام العالم العامل، الصدر الرئيس، الجوهر النفيس، كامل قراء العراق ومصباحهم، وتكلامة (1) النحاة الحذاق وإيضاحهم، وعين العين لأهل اللغة وصحاحهم، نظام عقد المتعمقين، وتحفة جلة الأجلاء المتأدبين، العارف من كل علم أسناه، والقاصد بما عمل وعلم/ في كل دقيقة الإله، المشهور بالسؤدد، والمرتقي لعلو السند، المرتحل إليه من كل بلد، مسند القراء، وبقية الفضلاء، كمال الدين أبو إسحاق إبراهيم
بن الصدر الرئيس نجيب الدين أبي العباس أحمد بن أبي الطاهر إسماعيل بن إبراهيم بن فارس التميمي الإسكندري ثم الدمشقي رحمه الله؛ والشيخ الإمام العالم العامل الصدر الأصيل الكامل، رئيس المتصدرين، وجمال المقرئين، شيخ التجويد، إمام الأئمة الأعلام، شيخ الأنام، صدر صدور الإسلام، بقية السلف الكرام، مالك زمام الأدب، ترجمان لسان العرب، إمام القرّاء، تاج النحاة من سيبويه والخليل والفراء، مبهج قراء الأمة، تكلامة (1) نحاة الأئمة، تجريد قراء الأمصار، وروضة علماء الأعصار، تبصرة القارئ، وهاوي تلاوة التالي، الشريف الأجلّ، كمال الدين أبو الحسن عليّ بن الشيخ الصالح أبي الحسن شجاع بن أبي الفضل سالم بن علي بن موسى بن حسان بن طوق، واسمه عبد الله بن سند بن علي بن عبد الرحمن بن علي بن الفضل بن علي بن موسى. قال الشيخ الإمام الحافظ، عالم عصره شرف الدين عبد المؤمن بن
(1) في الأصل: (تكلمة) قال ابن منظور: رجل تكلام وتكلامة وتكلّامة وكلّماني:
جيد الكلام، فصيح، حسن الكلام، منطيق. «لسان العرب»:(كلم).
خلف الدمياطي، هكذا أملاه (1)، أعني كمال الدين أبا الحسن المذكور، قال: ورأيته بخط صاحبنا أبي بكر الأبيوردي: سند بن علي بن الفضل بن علي بن عبد الرحمن بن علي بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي العباسي الضرير، رحمة الله عليه؛/ والشيخ الإمام العالم العامل، زين المتصدرين، رئيس النحاة والمتأدبين، روضة العارفين، الورع الزاهد، الصالح العابد، الحافظ المفيد، البارع المجيد، المشهور في نواحي الأقطار والبلاد بنباهة التيقظ، وحسن التلفظ، وعلو الإسناد، اللوذعي الكامل، الصدر الفاضل، تقي الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن مرهف بن عبد الله بن ناشرة، رضي الله عنهم وأرضاهم، وجعل الجنة نزلهم ومأواهم، بمنّه وكرمه.
فأما الشيخ أبو إسحاق فإنني قرأت عليه القرآن العظيم ختمتين اثنتين، أولاهما قرأتها عليه في جماعة من الفضلاء، ومهرة القرّاء، وأخراهما قرأتها عليه وحدي من غير مشارك، جمعت في كلّ منهما عليه بمذاهب الأئمة الاثني عشر، وهم السبعة المعرفون، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي البصري، وأبو جعفر بن يزيد بن القعقاع المدني، وابن محيصن المكي، وأبو محمد سليمان بن مهران الأعمش، وخلف بن هشام البزار في اختياره الكوفيان، مع ما أضيف إليها بسبع روايات مفردات من اختيار اليزيدي بما تضمّنه من الطرق والروايات كتاب «المبهج» وكتاب «إرادة الطالب وإفادة الراغب» في القراءات العشرة، وهو فرش ما في «القصيدة المنجدة» من الروايات، وكتاب «تبصرة المبتدي وتذكرة المنتهي» في السبع، وكتاب «الكفاية» في القراءات الست، وكل هذه الكتب من تصنيف الإمام أبي محمد عبد الله بن علي سبط أبي منصور الخياط، وكتاب «المستنير» لأبي طاهر بن/ سوّار النحوي، وكتاب «الجامع في القراءات الإحدى عشرة» وهي مما عدا ابن محيصن، تأليف الإمام أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن فارس الخياط، وكتاب «الموضح» في العشرة، وكتاب «المفتاح» في العشرة أيضا،
(1) في الأصل: (العلاه).
وكلاهما من تأليف الإمام أبي منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون، وكتاب «كفاية المبتدي وتذكرة المنتهي» ، وكتاب «الإرشاد» ، وكلاهما من تأليف أبي العز محمد بن الحسين بن بندار الواسطي القلانسي، وكتاب «التذكار» في العشر لأبي الفتح بن شيطا، وكتاب «السبعة» ، تأليف الإمام أبي بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد، وبجميع الروايات الخمس التي رواها أبو اليمن الكندي عن الشريف الخطيب ابن المهتدي بالله، وبجميع الروايات الثلاث التي رواها الكندي عن الخطيب المحوّلي، وبجميع القراءات الست التي رواها الكندي عن أبي القاسم بن الطبر (1) الحريري، وهي التي جمعها أبو محمد عبد الله بن علي سبط أبي منصور الخياط في كتاب «الكفاية» ، وبما وافق هذه الكتب «الاختيار» في العشرة، وكتاب «الروضة» في العشر أيضا، وكتاب «تذكرة المستزيد وتبصرة المستفيد» ، وثلاثتها من تصنيف أبي محمد سبط الخياط، وبما دخل تحت هذه الكتب من المفردات المختصرات من تأليفه أيضا، وبما وافق ذلك أيضا من كتاب «المهذب» ، تأليف أبي منصور الخياط جد أبي محمد، ومن كتاب «المفيد» تأليف أبي نصر/ أحمد بن [مسرور بن عبد الوهاب الخباز](2).
قال الشيخ الإمام العالم العامل أمين الدين المجيز: قال شيخنا الإمام العالم تقي الدين رحمه الله: وأخبرني الشيخ كمال الدين أبو إسحاق رحمه الله أنه قرأ القرآن العظيم ختمة واحدة جمع فيها بين مذاهب الأئمة الاثني عشر المذكورة أولا من جميع رواياتهم وطرقهم المذكورة في هذه الكتب المذكورة على اختلافها على الشيخ الإمام العالم العلامة حجة العرب، لسان الأدب، نجبة القراء، بقية الفضلاء، تاج الدين أبي اليمن زيد بن الحسن بن سعيد بن عصمة بن حميد بن الحارث ذي رعين الأصغر الكندي البغدادي
(1) أورده المؤلف مرة باسم: (ابن الطير)، وأخرى باسم:(ابن المطير)، والمثبت من «معرفة القراء الكبار» (1/ 485)، و «غاية النهاية» (2/ 349).
(2)
في الأصل: (سرور بن عبد الوهاب الخياط)، والمثبت من «معرفة القراء الكبار» (ص/ 414)، و «غاية النهاية» (1/ 137).
النحوي اللغوي المسند المقرئ رحمه الله، وكتب له خطه بذاك في شهر ربيع الأول من سنة اثنتي عشرة وست مائة، وكان مولده سنة عشرين وخمس مائة، وكتب خطّه في إجازة الشيخ أبي إسحاق أن مولده في شعبان سنة إحدى وعشرين وخمس مائة، والأول أشهر عنه، وتوفي رحمه الله يوم الاثنين السادس من شوال، سنة ثلاث عشرة وست مائة، وسنذكر بحول الله أسانيد الإمام العلامة أبي اليمن الكندي في هذه الكتب إن شاء الله.
وأما الشيخ الإمام أبو الحسن العباسي رحمه الله فأخبرني شيخنا الإمام المعدل الرضي تقي الدين، أحسن الله إليه، وأجرى مننه عليه، أنه قرأ عليه القرآن العظيم مفردا وجامعا تسع ختمات بالقراءات الثماني المتممة بقراءة يعقوب ختمة، لكل قارئ ختمة جمع له فيها بين طرقه المشهورة، وختم تاسعة جمع فيها/ بين مذاهب القراء السبعة بمشهور طرقها بما تضمنه كتاب «العنوان» لأبي الطاهر إسماعيل بن خلف النحوي، وكتاب «التيسير» للداني، و «القصيدة الشاطبية» ، وكتاب «المستنير» لابن سوّار، وكتاب «التجريد» لأبي القاسم بن الفحام، وكتاب «التذكرة» لأبي الحسن طاهر بن غلبون، وكتاب «الروضة» ، و «التمهيد» ، وكلاهما لأبي علي المالكي البغدادي، وكتاب «التلخيص» لأبي معشر، إلا قراءة يعقوب رواية روح ورويس فيما تضمنه «المستنير» لابن سوّار، و «الإرشاد» لأبي العز القلانسي.
قال الشيخ الإمام العالم العامل أمين الدين المجيز: قال شيخنا تقي الدين رحمه الله وأخبرني الشيخ كمال الدين أبو الحسن العباسي (1) أنه قرأ القرآن العظيم بالقراءات السبع المشهورة وغيرها على الشيخين الإمامين، أبي الجود غياث بن فارس بن مكي بن عبد الله اللّخمي المنذري المسند النحوي العرضي، وأبي الحسن شجاع بن محمد بن سيدهم بن عمرو بن حديد (2) بن عسكر المدلجي المالكي رحمهما الله.
(1) تكرر بعده في الأصل: (وأخبرني الشيخ كمال الدين).
(2)
في الأصل: (جديد)، والمثبت من «معرفة القراء الكبار» (ص/ 575)، و «غاية النهاية» (1/ 324).
قال: قرأت على أبي الجود ختمات لا أحصيها بمضمن كتاب «الروضة للمالكي» ، و «التذكرة» لابن غلبون، و «الوجيز» للأهوازي، و «التيسير» للداني، و «العنوان» لأبي طاهر، وسمعت هذه الكتب عليه، وتكرر لي سماع كتاب «الروضة» أحد السماعين بقراءة الإمام العلامة أبي عمرو بن الخشاب المالكي رحمه الله، وعلى أبي الحسن المدلجي بمضمن كتاب «الروضة» / و «التذكرة» المذكورين، وبمضمن كتاب «التلخيص» و «التجريد» .
قلت: ووقفت على بعض إجازات الشيخ كمال الدين العباسي، وسمعت هذه الكتب عليه رحمه الله، فرأيته قد ذكر فيها أنه قرأ بمضمن كتاب «التيسير» على الشيخ الإمام العلامة الولي أبي القاسم الشاطبي المقرئ رحمه الله، وأسند القراءات عنه، وبمضمن «العنوان» و «التجريد» على الشيخ أبي القاسم عبد الغني بن علي بن إبراهيم النحاس، وأنه سمع «التجريد» عليه، وأسند ذلك عنه، وأنه سمع «التيسير» على [أبي الحسن محمد بن جبير الكناني](1) الأغرناطي، وكتاب «الوجيز» على أبي عبد الله محمد بن الحسن بن عيسى اللرستاني (2)، وكتاب «التجريد» على قاضي القضاة بهاء الدين أبي المحاسن يوسف بن رافع بن تميم الأزدي، وسنذكر بحول الله تعالى إسناد الشيخ كمال الدين العباسي رحمه الله عن مشايخه هؤلاء في هذه الكتب المذكورة.
وأما إسناد الشيخ تقي الدين أبي القاسم بن ناشرة رحمه الله فأخبرني شيخنا الإمام العدل الرضي تقي الدين أنه قرأ القرآن العظيم بالقراءات السبع المعروفة، من طرقها المألوفة، بمضمن كتاب «التيسير» و «العنوان» ، وأخبره أنه قرأ بهما كذلك على الشيخ الأستاذ الشهير أبي الجود رحمه الله، وإسناد أبي الجود يأتي مبينا في الكتب المذكورة عنه إن شاء الله تعالى بمنّه وكرمه.
(1) في الأصل: (أبي الحسن محمد بن جبير الكتاني)، والمثبت من «معرفة القراء الكبار» (ص/ 604).
(2)
في الأصل: (الكرستاني)، والمثبت من «غاية النهاية» (1/ 270)، و (2/ 118).