الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر [إسناد] اختيار أبي محمد اليزيدي
قال الشيخ تقي الدين رحمه الله: قرأت بها على ابن فارس، وقرأ على الكندي، على سبط الخياط، على أبي الفضل العباسي، على أبي عبد الله، على أبي بكر الشّذائي إمام وقته، على ابن الصّلت، على السّري بن مكرم، على أبي أيوب سليمان بن الحكم، وقرأ على اليزيدي باختياره الذي خالف فيه أبا عمرو، وهي أربع عشرة كلمة، كما ذكرها الشّذائي في كتابه، قال:
حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الحكيمي عن الهيثم بن عبد الوارث، عن الدّوري، عن اليزيدي، منها حروف في البقرة، بارِئِكُمْ (1) بكسر الهمزة ويَتَسَنَّهْ (2) بغير هاء، وكذلك اقْتَدِهْ (3)، ووَ اتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ (4) بضم التاء، ويَأْمُرَكُمْ (5) في آل عمران بإشباع ضمة الراء، ويُؤَدِّهِ (6) نُؤْتِهِ (7) بكسر الهاء والإشباع، وكذلك ما أشبهها،
وفي النساء داوُدَ زَبُوراً (8) بالإظهار، لأن أبا عمرو إذا أثر الإدغام أدغمه،/ [و](9) مَعْذِرَةً (10) بالنصب، [و](9) عُزَيْرٌ (11) بالتنوين، وفي طه يَوْمَ يُنْفَخُ (12) بالياء مضمومة، وفي الواقعة خافِضَةٌ رافِعَةٌ (13) بالنصب فيهما، قال الشذائي:
(1) سورة البقرة، الآية:54.
(2)
سورة البقرة، الآية:159.
(3)
سورة الأنعام، الآية:90.
(4)
سورة البقرة، الآية:281.
(5)
سورة آل عمران، الآية:80.
(6)
سورة آل عمران، الآية:75.
(7)
سورة الشورى، الآية:20.
(8)
سورة النساء، الآية:163.
(9)
زيادة يقتضيها السياق.
(10)
سورة الأعراف، الآية:164.
(11)
سورة التوبة، الآية:30.
(12)
سورة طه، الآية:102.
(13)
سورة الواقعة، الآية:3.
ولا أعلم أحدا وافقه على النصب إلا موسى الأسواري، وكان عالما بالتفسير، وبِما آتاكُمْ (1)، من الحديد، فهذه جميعها.
وأما اليزيدي فهو أبو محمد يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوي.
قال أبو عمر الدّوري: المغيرة جد أبي محمد اليزيدي مولى لامرأة من عدي فنسب إليها، وقد تقدم لأي شيء سمي اليزيدي (2)، وله من الفضائل ما يطول ذكره، ويذكر ما يستحسن من شعره، فمن ذلك ما قال أبو العباس المبرّد قال: ما سررت بشيء كسروري بأبيات أنشدتها لليزيدي وهي:
يا ربّة البيت إنّي عنك في شغل
…
فجاوزي بالصّبا عصري وبالغزل
قد كنت فيما مضى للهو متّبعا
…
سهل القياد لأهل الغيّ والخطل
فاليوم يمنعني شيبي وبصّرني
…
طول التّجارب ما قدّمت في زلل
في الأربعين إذا ما عاشها رجل
…
ما يوضح الحقّ والمنهاج للرّجل
لهفي على موبقات القول والعمل
…
يا ليت أنّي لم أفعل ولم أقل
أبكي الذّنوب ولا أبكي الشّباب وإن
…
كان المشيب هو الأدنى إلى الأجل
إنّ الشّباب وأيّاما له سلفت
…
أشفت بقلبي على الأهوال والوجل
/ فكيف آسى عليه وهو زوّدني
…
لا بل تزوّدت منه أسوأ العمل
فإن يرعني حلول الشّيب عن سفه
…
فخير مستخلف عن شرّ منتقل
يا جامع المال للدّنيا يثمّرها
…
ومدنيا نفسه بالحلّ والرّحل
يا مرضي الخلق في إسخاط خالقه
…
ومهلكا دينه بالحرص والأمل
إن تفن عمرك في كدّ وفي تعب
…
فالدّهر يفنيك في رفق وفي مهل
(1) سورة الحديد، الآية:23.
(2)
(ص/ 81).
أكلّ هذا لكي تزداد من نشب
…
وتكثر الجمع من مال ومن خول
وتجعل الأهل والأولاد علّة ما
…
تسعى له يا كذوب السعي والعلل
بل أنت تشقى وعند الله رزقهم
…
وقد كفى كلّ مولود ومنكهل
يا ربّ إنّي مسرّ معلن ندما
…
على الذي كان في أيامي الأول
فالطف بعبدك وارزقه مراجعة
…
إلى السّبيل الذي ترضى من السبل
واغفر له وأقله سوء عثرته
…
فالويل إن أنت لم تغفر ولم تقل
قال أبو العباس المبرّد: بلغني أن أبا محمد اليزيدي كان ينشد هذه الأبيات ويردّدها ويزيد بكاؤه في عقبها؛ لأنه كان في شبيبته يميل إلى اللهو والغزل، وله فيه شعر كثير رقيق، ثم نزع عن ذلك واستقال منه وتنسك، وصلح عمله، وعلا في العلم قدره، وعمل هذه الأبيات يعاتب فيها نفسه/ رضي الله عنه وأرضاه.
ولد سنة ثمان وعشرين ومائة في أيام مروان بن محمد، وتوفي سنة مائتين واثنتين، وله أربع وسبعون سنة، رحمة الله عليه.
هذا آخر إسناد القراءات الاثنتي عشرة: السبعة المشهورين، والخمسة الشواذ.
تمت أسانيد الشيخ الإمام كمال الدين أبي إسحاق إبراهيم بن الصدر الرئيس نجيب الدين أبي العباس أحمد بن أبي الطاهر إسماعيل بن إبراهيم بن فارس التميمي الإسكندري ثم الدمشقي رحمه الله.
ونذكر الآن سند الشيخ كمال الدين أبي الحسن عليّ بن شجاع الضّرير.