الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصواب أن تقوم نهضتنا على الحضارة الإسلامية
[السُّؤَالُ]
ـ[ما رأيكم في مشروع صناع الحياة للأستاذ عمرو خالد، بعد إذنكم أنا أرى أنه جميل، لكن لما قرأت الهدف لم يعجبني وهو أنه قيام حضارة عربية، ولم يذكر إسلامية، وفي التعريف قال نحن لا ننتمي إلى أي مؤسسة دينية، فما المقصود، أيضا ونحن نعلم أن النبي لم يقم بدعوة العربية ولا الحيادية ولا الأخلاقية بل جمعها كلها في راية لا إله إلا الله، فهل هذا خطأ من الأستاذ يجب أن يعدله وإلا لن يجنى شيء من الحضارة والتقدم مع أنه الصواب، أتمنى الرد؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا نوافقك على أن الدعوة إلى قيام حضارة عربية ليست من منهج الإسلام في شيء، فإن العرب قبل الإسلام لم تكن لهم قيمة ولا اعتبار، فلم يكونوا سوى رعاة إبل في صحراء جرداء لا يؤبه لهم ولا يعيرهم أحد اهتماماً، يقطعون السبيل ويأكل القوي منهم الضعيف ويفشو فيهم الزنا والربا.
فلما جاء الإسلام ودخلوا فيه صاغهم صياغة جديدة، فأصبح منهم العباد والزهاد والمجاهدون وسادوا بالإسلام الدنيا، وعلموا الناس كيف يكون العدل مع القوة، قال الله تعالى: كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ {آل عمران:110} .
وعلى ذلك فإن من الرشد أن تقوم نهضتنا على الحضارة الإسلامية، وأن يكون ابتعاثنا منبثقاً من العقيدة الصحيحة ومفاهيم الإسلام التي ربى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة.
أما أن نجعل همنا قيام حضارة عربية -فإن ذلك يدل على عدم الفهم، بل على الجهل بخصائص الرسالة المحمدية، قال عمر بن الخطاب: كنا أذل أمة فأعزنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله.
ولمزيد من التفصيل راجع مقدمة تفسير سورة الأنعام من كتاب (في ظلال القرآن) وفصل (طبيعة المنهج القرآني) من كتاب (معالم في الطريق) ، وانظر (إخراج الأمة المسلمة) لماجد عرسان كيلاني، (والغرباء الأولون) لسلمان العودة.
ولمعرفة بعض ما يؤخذ وما يرد من أقوال الأستاذ عمرو خالد راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 24159، 55432، 59243.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 صفر 1426