الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تريد أن تدل أخواتها على طريق الصلاة والإيمان
[السُّؤَالُ]
ـ[عبارات الشكر والثناء كثيرة وعلى كثرتها لم أعرف ما أكتب لأعبر بإعجابي الشديد لكل ما تقدمون من جهود وإبداع راق.
أما أنا فأحتاج منكم النصيحة في أمرين اثنين،
الأول: هو كيف لي أن أنصح إخوتي بالصلاة علما بأن لي من الأخوات 5 أخوات في أعمار متفاوتة ما بين ال24 وال10 سنوات وأي منهن لا تصلي وأنا نفسي ما بدأت أواظب على الصلاة إلا منذ سنتين تقريبا علما بأنني ابلغ من العمر 20 ستة ولا ألوم غير أنفسنا في هذا وإن كان الولدان هداهما الله لم يتبعا الأسلوب الأمثل لتربيتنا على الصلاة منذ الصغر. وسأطلعكم على بعض المعلومات حول صفات أخواتي لتساعد لتكون نصائحكم لي بشكل محدد فهذه المشكلة تؤرقني كثيرا حين أفكر كيف أن إخوتي قد يوصفون بالكفر أحيانا وكيف سيكون المصير إذا ما حدث لإحداهن شيء لا سمح الله فانا أحب أخواتي وأخاف عليهن وأتمنى أن يصلحنا الله جميعا فنكون عائلة مسلمة بحق نتعاون على البر ونجتهد للدعوة.
اكبر إخوتي (س) تبلغ من العمر 24 سنه موظفة في مكان مختلط، مقتنعة بان الإيمان في القلب وأن لا حاجة لأن يعلم به أحد. لا تتقبل مني أي نصيحة أو كلمة وإن حاولت أفتح حوارا بيننا في أي موضوع ديني تهاجمني فتقول لا تتحدثي وكأنك الصالحة أو احتفظي بنصائحك لنفسك علما بأنها في غير مواضيع تعتبرني حفيظة سرها وكثيرا ما تقول لي عن مشاكلها والمواقف التي تحدث لها بالعمل علما بأنني أتضايق كثيرا لأنها ومن كلامها لا تضع حدا للموظفين وتتقبل منهم ما أرفضه أنا كما أنها تهتم بمظهرها كثيرا وتضع الماكياج وتنمص حواجبها هداها الله. هي من الداخل تريد أن تتغير وذلك يظهر من كلماتها ولكنها تخاف ردود الفعل كما أنها لا تريد أن يكون لي صلة بأي تغيير لها.
والأخت الثانية (م) 22 سنه بها بوادر خير لكنها أيضا لا تقبل مني النصيحة ودائما ما تقنع نفسها بأنها مظلومة في المعاملة ولها الحق للقيام بأي خطأ مهما كبر شأنه لما تعانية من مشاكل عاطفية اجتماعية (قلة صداقات \" سابقا\") فذات مرة كشفت محادثتها لأحد الشباب بالخفاء ولم يعلم بذلك سواي وعاهدتني أن تتوقف خوفا من أن أعلم والدي ولكنني ما زلت أشعر بأنها تتلاعب بي وبسمعة العائلة. أما عن الصلاة فهي دائما ما تقول لي بأنني لا أستطيع أن أتحول مرة واحدة ولا بد من القيام بذلك خطوة خطوة وأنا لا أجدها نادمة على ما تقترف من أخطاء بل إنها مقتنعة بأنها ضحية إهمال.
الثلاث الأخريات اصغر مني سنا
(ف) 18 سنه تستمع لنصيحتي وأعتقد بأنها ستداوم على الصلاة قريبا فأنا أشعر بأنها تعاني من صعوبة في البداية فقط وستتجاوزها ان شاء الله
(ت) 13 سنة مقتنعة بأنها لن تحاسب على ما تضيع من صلوات لأنها لم تبلغ بعد وأنها ستصلي حين تبلغ علما بأنها كثيرا ما تجالس (م) وأخشى أن تتأثر بطباعها السابقة، ترى بأنني أبالغ بتديني وبانيي افتقد للمتعة.
والصغرى (ن) 9 سنوات تصلي إن رأتني اصلي بجانبها ويظهر جليا بأنها تتساءل لما لا يصلي الآخرون فإذا ما رأتهم يلهون فضلت اللعب وترك الصلاة ولا أستطيع أن ألومها.
هذه بعض التفاصيل علي أجد المساعدة منكم في الأسلوب الأمثل لدعوتهم للصلاة.
ينقص في النهاية أن أوضح شيئا واحدا وهو صلاة الأم والأب، أما الأم فهي تصلي أحسبها كذلك ولكنها غفر الله لها لا تحرص على المواعيد فقد تصلي الفرض في آخر وقته وقد تجمعها أحيانا دون عذر مقبول، تعاير إخوتي لعدم صلاتهم وهذا لا يحدث دائما وإنما فيما ندر.
والأب كذلك يتهاون في مواعيد الصلاة، نادرا ما كان يشدد علينا بالصلاة وحين يفعل يستخدم الضرب لذلك ولا يصلي بالمسجد ويكره المتدينين ويمنعني من مرافقتهم وحضور مجالسهم ومحاضراتهم.
والأمر الثاني: متعلق بي أنا فانا كما أخبرت لم التزم بالدين إلا منذ سنتين تقريبا وأجد بأنني ما زال أمامي الكثير لأتعلم حول الدين. وإذا ما أردت أن أبدا ما عرفت من أين أبدا، ماذا يتوجب علي أن افعل لأكون مسلمة مثقفة واعية أين أقرأ وكيف أبدا الكتب كثيرة (القرآن والسيرة والفقه) والأساليب أكثر. فأريد نصيحتكم هنا.
جزاكم الله خير الجزاء على كل ما تبذلون من عمل صالح وأعتذر على الإطالة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي هداك ووفقك للمحافظة على الصلاة ونسأله سبحانه وتعالى أن يثبتك على ذلك حتى الممات، وقد أحسنت كل الإحسان في اهتمامك بأخواتك ودعوتهن إلى فريضة الحجاب، وقطع العلائق مع الرجال الأجانب الذين قد يستدرجونهن ويهتكون أعراضهن ثم يتركونهن ضحية في المجتمع وعارا على الأسرة، ولذا نوصيك بجلسة مصارحة لهن حول هذا الأمر مع إظهار الحب والود لهن، وأنه لا طريق أسلم لهن للسعادة في الدنيا والآخرة من سلوك الصراط المستقيم الذي سارت عليه أمهات المؤمنين والتابعات لهن بإحسان إلى يوم الدين. فإن راجعن أنفسهن وإلا، فاجلسي مع والدك ووالدتك وعظيهما بالاستقامة أولا والمحافظة على الصلاة وأنهما القدوة لأولادهما، وعرفيهما بأن تقصيرهما كان سببا في تقصيرك سابقا وتقصير أخواتك في الصلاة والظهور أمام الأجانب بكامل الزينة ومحادثتهن لهم مما يدعو إلى الوقوع في الحرام وجلب الدمار للأسرة، وكوني حكيمة في عرض الموضوع والنصح للجميع، وننصحك بالمواصلة في كل فرصة ومناسبة، ونحذرك من اليأس والقنوط لعدم استجابتهم، واعلمي أن القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء، وأن الهداية من عند الله، فقد قال الله تعالى:[إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ](القصص: 56) . أي من يستحق الهداية ويوفق لها.
وننصحك بجلب بعض الأشرطة والمطويات والكتيبات التي تعالج الانحرافات الموجودة عند أخواتك ووالديك وتقديمهما لهم عسى الله أن يهديهم إلى سواء الصراط.
وأما طلبك للعلم الشرعي فإنه من أهم ما ينبغي لك الاهتمام به، إذ بالعلم الشرعي تعرف الأحكام ويعبد الله على علم وبصيرة، ولتعلمي أن العلم الشرعي يزكو به صاحبه وتعلو مكانته ويرفع الله به درجته ويزيده العلم خشية وورعا وتقوى لله سبحانه وتعالى، وأمر الله سبحانه وتعالى نبيه أن يسأل ربه الزيادة من العلم، كما قال تعالى:[وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا](طه: 114) فعلى من أراد السير على هذا الطريق أن يستحضر دائما النية والإخلاص لله سبحانه، وأن يعرف للعلماء المتقدمين من السلف المكرمين حقهم فلا يغمزهم ولا ينبزهم ولا يذكرهم إلا وترحم عليهم، وكذلك يعرف لعلماء عصره حقهم ويراعي الآداب معهم، ويستنير بتوجيهاتهم وإرشاداتهم، وأن يدعو لهم بخير، ثم على طالب العلم أن يبدأ بالأهم فالمهم من العلم فيبدأ بحفظ القرآن أو شيء منه مع قراءة كتاب تقسير مبسط كالجلالين حتى يعرف معاني ما يقرؤه، ثم بمختصر بسيط في العقيدة كشرح أركان الإسلام والإيمان للشيخ ابن عثيمين عليه رحمة الله، ثم بمختصر معه آخر في الفقه كمنار السبيل للضويان ويركز على الأحكام المتعلقة بحياته اليومية كالصلاة والطهارة، ويتقن أحكامهما ثم إن أحب أن يتوسع ويزداد فله ذلك، ومن المهم أيضا أن يتعلم الشخص ما يقوم به لسانه فيتعلم اللغة العربية ويبدأ بالأجرومية وشرحها التحفة السنية، فإن علم اللغة مما لا يستغنى عنه، وقد فرط فيه كثير من الناس، وهذا باب واسع وبحر لا ساحل له، وأوله صعب وآخره سهل، ومما يجدر التنبيه عليه أن طلب العلم لا بد له من صبر ومصابرة، وصحبة مدرس وشيخ عالم وصديق مجتهد حتى يعين السالك على طريقه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 جمادي الأولى 1425