المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌كتاب الجنائز - التحجيل في تخريج ما لم يخرج من الأحاديث والآثار في إرواء الغليل

[عبد العزيز الطريفي]

الفصل: ‌ ‌كتاب الجنائز

‌كتاب الجنائز

ص: 103

قال المصنف ابن ضويان (1/162) :

(أن ابن الزبير قتل وصلي عليه) انتهى.

أخرجه البيهقي في "الكبرى": (4/17) وابن أبي شيبة في "المصنف": (11/135)(15/82) وأبو نُعيم في "الحلية": (2/56) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة أنبأنا أيوب عن ابن أبي مُليكة قال: دخلت على أسماء بنت أبي بكر الصديق بعد قتل عبد الله بن الزبير، قال: وجاء كتاب عبد الملك أن يُدفع إلى أهله، فأتيت به أسماء فَغَسَّلَتْهُ وكَفَّنَتْهُ وحَنَّطَتْهُ ثم دَفَنَتْهُ.

قال البيهقي رحمه الله:

(زاد غيره - يعني أيوب - فيه: وصلت عليه) . ا. هـ.

ويأتي بعده، في غسل أسماء ابنها ابن الزبير.

ص: 105

قال المصنف (1/163) :

(صلى المسلمون على عمر وعلي وهما شهيدان) انتهى.

أما أثر عمر بن الخطاب:

فأخرجه مالك في "الموطأ": (1/230)(2/463 - ط. عبد الباقي) وعنه الشافعي في "الأم": (1/237- ط. بولاق) و"المسند": (356) ومن طريقه البيهقي في "الكبرى": (4/16) وفي "المعرفة": (5/260)، ومن طريق غيره في "المعرفة" أيضاً:(5/318)، ومن طريق مالك أخرجه عبد الرزاق:(3/526) وابن أبي شيبة في "المصنف": (3/364) وابن الأعرابي في "المعجم": (2/630) وابن المنذر في "الأوسط": (5/415) والطحاوي في "الشرح": (1/492 - ط. الأنوار) وابن سعد في "الطبقات": (3/366) وغيرهم من طريق نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: صُلِّيَ على عمر بن الخطاب في المسجد.

وفي لفظ لبعضهم: أن عمر بن الخطاب غسل وكفن وصلي عليه وكان شهيداً.

وإسناده صحيح.

ورواه عن نافع جماعة منهم: أيوب، وعبيد الله بن عمر، وابن أبي ليلى وعبد الله بن دينار، وعبد الله بن عمر العمري، وليث، بألفاظ متقاربة ومختلفة، مطولة ومختصرة.

وتوبع نافع عليه، وروي معناه عن أنس وابن عباس وابن المسيب وعروة بن الزبير والزهري وغيرهم.

ص: 106

وأما أثر علي بن أبي طالب:

فأخرجه البيهقي في "الكبرى": (4/17) من طريق أحمد بن يونس ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق أن الحسن صلى على علي رضي الله عنهما.

وإسناده صحيح عن أبي إسحاق، وقد رأى علياً.

قال المزي:

(قيل لم يسمع من علي بن أبي طالب وقد رآه) انتهى.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات": (3/37) من طريق شَبَابة بن سوَّار أخبرنا قيس بن الربيع عن بيان عن الشعبي أن الحسن بن علي صلى على علي بن أبي طالب فكبر عليه أربع تكبيرات.

وقيس صدوق اختلط بأخرةٍ، أدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به، وحديث شبابة عنه يغلب على الظن أنه بعد تغيره.

وأخرجه الحاكم في "المستدرك": (3/143) من طريق الهيثم بن خلف ثنا علي بن الربيع الأنصاري ثنا حفص بن غِيَاث عن أبي رَوح عن مولى لعلي أن الحسن صلى على علي رضي الله تعالى عنه وكبر عليه أربعاً.

وفي إسناده جهالة.

وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف": (3/544، 545)(5/275) من طريق الحسن بن عُمارة عن الحكم عن يحيى بن الجَزَّار قال: غُسِّل علي وكُفن وصُلي عليه.

وإسناده ضعيف جداً، الحسن بن عُمارة متروك الحديث، قاله أحمد وغيره.

قال شعبة: (روى الحسن بن عُمارة عن الحكم عن يحيى بن الجزار عن علي رضي الله عنه سبعة أحاديث، فسألت الحكم عنها، فقال: ما سمعت منها شيئاً)

ص: 107

انتهى.

قال المصنف (1/ 163) :

(فعلته أسماء بابنها) انتهى. يعني غسل وتكفين أجزاء الميت المقطوعة.

أخرجه اللالكائي في "كرامات الأولياء": (161) والفاكهي في "أخبار مكة": (2/48) والبخاري في "التاريخ الأوسط": (1/156) من طريق سعيد بن عامر عن صالح بن رُسْتم أبي عامر الخَزَّاز عن ابن أبي مليكة قال: كنت الآخر فيمن بشر أسماء بنزول ابنها - يعني ابن الزبير- فدعت بمراكن وشَبٍّ يماني، فكنا لا نتناول عضواً إلا جاء معنا، فنغسله ونضعه في أكفانه، فنتناول العضو الذي يليه فنغسله ثم نضعه في أكفانه، حتى فَرَغَتْ منه، ثم قامت فصلت عليه، وكانت تقول قبل ذلك: اللهم لا تمتني حتى تقر عيني بجُثته، فما أتت عليها جمعة حتى ماتت.

وهذا لفظ اللالكائي، ولفظ الفاكهي نحوه، واختصره البخاري ولم يذكر موضع الشاهد منه.

وإسناده لا بأس به، رجاله ثقات إلا صالح بن رُسْتم وثقه أبو داود السجستاني وأبو داود الطيالسي وأبو بكر البزار وابن حبان والعجلي، وقال أحمد: صالح الحديث، وضعفه ابن معين وقال الدارقطني: ليس بالقوي.

وروي من وجه آخر من طريق جُويرية بن أسماء عن جدته عن أسماء بنت أبي بكر، نحوه.

ص: 108

وأخرج ابن عدي في "الكامل": (4/89) من طريق نصر بن عبد الرحمن ثنا أحمد بن بشير عن صاعد بن مسلم عن الشعبي قال: أول رأس صلي عليه في الإسلام رأس ابن الزبير.

وسنده ضعيف، صاعد بن مسلم ضعيف الحديث.

ص: 109

قال المصنف (1/169) :

(قال إبراهيم النخعي: كانوا يستحبون اللَّبِنَ، ويكرهون الخَشَبَ والآجُرَّ) انتهى.

أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف": (3/338) من طريق وكيع عن سفيان عن مغيرة عن إبراهيم قال: كانوا يستحبون اللَّبِنَ ويكرهون الآجُرَّ، ويستحبون القَصَبَ ويكرهون الخَشَبَ.

ورجاله ثقات، وإسناده صحيح، وتوبع المغيرة عليه، تابعه منصور بلفظ أخصر من هذا، أخرجه ابن أبي شيبة (3/338) من طريق ابن مهدي عن سفيان عن منصور عن إبراهيم قال: كانوا يكرهون الآجُرَّ في قبورهم.

ص: 110

قال المصنف (1/170) :

(روي: أن ابتداء عبادة الأصنام تعظيم الأموات) انتهى.

أغفل ذكره في "الإرواء".

وقد جاء هذا في أحاديث كثيرة منها:

ما أخرجه الإمام أحمد: (6/51) والبخاري: (1/110، 111-ط. العامرة) ومسلم: (1/375) وغيرهم عن عائشة أن أم حبيبة وأم سلمة رضي الله عنهما ذكرتا لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأينها بالحبشة وما فيها من الصور فقال: "أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله".

ومنها: ما أخرجه البخاري: (6/73) عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {وَقَالُوا

} [نوح: 23] .

قال: أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصاباً وسموها بأسمائهم ففعلوا، فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك وتَنَسَّخَ العلم عُبدت.

ص: 111

قال المصنف (1/170) :

(روى أحمد: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً قد اتَّكَأَ على قبر، فقال: "لا تؤذه") انتهى.

قال في الإرواء (3/208) :

(ضعيف. ولا أدري أين أخرجه أحمد؟، فقد أورده الهيثمي في "المجمع": (3/61) ولم يعزه لأحمد، ولا عزاه إليه أحد غيره، فقال:

وعن عُمارة بن حزم قال: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً على قبر فقال: "يا صاحب القبر! انزل من على القبر، لا تؤذ صاحب القبر، ولا يؤذك". رواه الطبراني في "الكبير" وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام، وقد وثق) انتهى.

ص: 112

قلت:

وقفت عليه فقد أخرج الحديث الإمام أحمد في "المسند" ومن طريقه ابن الجوزي في "التحقيق في أحاديث الخلاف": (4/300، 301) ورواه ابن قانع في "معجم الصحابة": (2/200، 201) وأبو نُعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة": (4/1981) كلهم من طريق ابن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث عن بكر بن سَوَادة الجُذامي عن زياد بن نُعيم الحضرمي عن عمرو بن حزم قال: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مُتكئ على قبر، فقال:"لا تؤذي صاحب القبر".

وأخرج الحديث أحمد في "المسند" وابن قانع في "المعجم": (2/200، 201) والحاكم في "المستدرك": (3/590) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة": (4/1981، 2076) من طريق ابن لهيعة ثنا بكر بن سَوَادة، به بنحوه.

وفي رواية لأحمد وأبي نعيم من هذا الطريق قال: (عمارة) بدل (عمرو) ، وابن لهيعة ضعيف.

وقال أحمد في "المسند" ومن طريقه ابن الجوزي في "التحقيق": (4/301) والمزي في "تهذيب الكمال": (3/1412 - مخطوط) : حدثنا معاوية بن عمرو قال: حدثنا عبد الله بن وهب عن عمرو عن سعيد بن أبي هلال عن أبي بكر ابن حزم أن النضر بن عبد الله أخبره عن عمرو بن حزم رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا

ص: 113

تقعدوا على القبور".

وسقط مسند عمارة بن حزم ومسند عمرو بن حزم رضي الله عنهما من "مسند أحمد" المطبوع، وأَثْبَتُّهُ من "جامع المسانيد والسنن" للحافظ ابن كثير:(9/315، 558، 559) و"تعجيل المنفعة": (2/32، 33/رقم 759) و "أطراف المسند": (5/13/6521) و "إتحاف المهرة": (11/747)(12/465) كلها لابن حجر.

وذكر ابن عساكر عمارة وعمرو ابني حزم في "الصحابة الذين أخرج حديثهم الإمام أحمد في المسند": (84، 85) .

قال الذهبي رحمه الله في "تنقيح التحقيق": (4/300 - بحاشية "التحقيق") على الطريق الأولى:

(تفرد به أحمد في "مسنده"، وسنده صحيح) انتهى.

وعزاه لأحمد أيضا ابن حجر في "الفتح": (3/266) وفي "الإصابة": (7/67- مع "الاستيعاب") وابن الملقّن في "تحفة المحتاج": (1/612) وغيرهم.

قال ابن حجر في "الفتح": (3/266) بعد ذكر اللفظين وعزوهما لأحمد: (إسناده صحيح) انتهى.

وأخرجه النسائي في "سننه": (4/95- سندي) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة": (4/1981) والطحاوي في "شرح معاني الآثار": (1/

ص: 114

515-

ط. الأنوار) من طرق عن أبي بكر ابن محمد بن عمرو بن حزم عن النضر بن عبد الله السلمي ثم الأنصاري عن عمرو بن حزم رضي الله عنه به.

وقول الألباني:

(ولا أدري أين أخرجه أحمد؟) أ. هـ.

وقوله أيضاً في آخر "الإرواء": (7/314) في كتاب الديات منه:

(فإنه - يعني أحمد - لم يذكر في "مسنده" لعمرو بن حزم ولا حديثاً واحداً) أ. هـ.

اعتماداً منه على النسخة المشهورة التي سقط منها مسند عمرو بن حزم وغيره، وإلا فالإمام أحمد قد أخرج له في الخامس عشر من مسند الأنصار من "مسنده".

ص: 115