الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
} يد الله فوق أيديهم {وقوله تعالى {ويبقى وجه ربك} فمن أول قال: المراد باليد القدرة، وبالوجه الوجود، ونحو ذلك من التأويلات اللائقة بجلال الله تعالى الموافقة لما دلت عليه الأدلة القطعية على ما ذكر من كتب التفسير والحديث والتوحيد؛ سلوكا للطريق الأحكم الموافق للوقف على قوله تعالى {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم} وهذا هو مذهب الخلف. ومن لم يؤول قال: نفوض علمها إلى الله تعالى مع الجزم بالتنزيه والتقديس واعتقاد عدم إرادة الظاهر جزما على الطريق الأسلم، وهذا هو مذهب أكثر السلف، ولهذا يقفون على قوله تعالى {وما يعلم تأويله إلا الله} ثم يبتدئون بـ} والراسخون في العلم يقولون آمنا به {وقد روى البيهقي بسنده أن رجلا جاء إلى الإمام مالك رضي الله تعالى عنه فقال: يا أبا عبد الله} الرحمن على العرش استوى {كيف استوى؟ قال: فأطرق الإمام مالك رأسه حتى علاه الرمضاء - أي العرق - ثم قال: الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعا. فأمر به أن يخرج. ونقل نحو هذا الكلام عن غير الإمام مالك أيضا. ومعنى قوله: الاستواء غير مجهول، أنه غير مجهول الوجود؛ لأن الله تعالى أخبر به وخبره صدق يقينا لا يجوز الشك فيه، وفي ذلك كلام طويل، والله أعلم.
مطلب الإيمان والإسلام هل هما شيء واحد
(سئل) عن الإيمان والإسلام هل هما شيء واحد؟ أو أنهما شيئان؟.
(أجاب) قال بعضهم أنهما شيئان، واحتج بقوله تعالى {قالت الأعراب آمنا} الآية، وقال بعضهم أنهما شيء واحد، واحتج بقوله تعالى {فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين} والأصح أنهما شيئان لما جاء في الحديث الشريف «أن جبريل عليه السلام نزل في صورة أعرابي فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: أخبرني عن الإسلام، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا، قال: صدقت يا محمد، ثم قال له: أخبرني عن الإيمان، قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره» إلى آخر الحديث، والله تعالى أعلم.
مطلب ما الحكمة في عدم رؤية الله تعالى في الدنيا
(سئل) ما الحكمة في عدم رؤية الله تعالى في الدنيا ورؤيته في الآخرة؟ وما يترتب على من ادعى رؤيته في الدنيا؟.
(أجاب) الحكمة في ذلك ما روي عن الإمام مالك رضي الله عنه أنه قال: إنما لم ير في الدنيا لأنه سبحانه وتعالى باق ولا يرى الباقي بالفاني، فإذا كان في الآخرة ورزقوا أبصارا باقية رؤي الباقي بالباقي، ومن ادعى الرؤية في الدنيا فهو زنديق مخالف لكتاب الله تعالى لقوله تعالى {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار} وقد أطبق المشايخ على تضليل مدعيها