الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدمة الطبعة الرابعة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
عندما كتبت مقدمة الطبعة الأولى بعنوان " مدخل " سنة 1979، ذكرت فيها أموراً حول العمل الفدائي الذي تبناه جماعة من المسلمين واتبعوا فيه مبادىء مستوردة من أعدائهم، واتخذوا لهم قدوة من هم لهم أعداء، وحذرت يومها من مغبة السير في هذا الطريق، وحاولت أن أنبه إلى طريق الفداء الصحيح فكتبت عن حياة ثلاثة من الفدائيين الصحابة رضوان الله عليهم، وحاولت توجيه الأنظار إلى منهجهم في الفداء حتى يكون ذلك قدوة لمن أراد أن يسلك هذا الطريق.
ومع مرور الأيام وتعاقب الأحداث تبين لكثير من الناس صدق المنهج الذي دعوت إليه، فقد وقعت الحركة الفدائية في شراك الأعداء فلم ينفعها من تسمت بأسمائهم أو سلكت مناهجهم أو اتخذتهم قدوة لها، فقد غاب كل هؤلاء عن الساحة عندما جد الجدّ ومسّت الحاجة إلى العون والمساعدة. . .
وبان الصبح لذي عينين، فإن هذه الأمة التي نصرها الله بالإسلام وأعزها به لا يمكن أن تنتصر بغيره من المبادىء، وان الله الذي ينهانا أن نتخذ أعداءنا أولياء لا يمكن أن يقدر لنا النصر بهم، لهذا كان علينا أن نعيد الدعوة لهؤلاء الذين ضلوا السبيل لكي يعودوا إلى الطريق القويم، فبالاسلام انتصرنا من قبل، وبه سوف ننتصر من بعد، ولن ينفعنا زخرف المبادىء المستوردة أو بريق الدعوات المرقعة من الشرق أو الغرب، ولا يستطيع أولئك الذين آمنوا بمبادىء
الأعداء الا أن يكونوا لهم أولياء، فكيف نعتمد عليهم في التحرير والفداء؟
لقد كان لهذا الكتاب صدى طيب، فتكررت طبعاته في فترات متقاربة، واستجابة لهذا القبول من القراء فقد اضفت له في طبعته الرابعة هذه فصولاً ثلاثة تحدثت فيها عن حياة ثلاثة آخرين من الصحابة الذين لهم في العمل الفدائي مساهمة وفي الدفاع عن الإسلام جولات محمودة، ليصبح في هذا الكتاب حديث عن ستة من الصحابة الابرار رضوان الله عليهم أجمعين.
وقبل أن أختم مقدمتي هذه أحب أن أعود فأكرر ما قلته في مدخل الطبعة الأولى بأن الدائرة للاسلام على اعدائه، وان موعد النصر معقود بعودة المسلمين لدينهم، وقد كنت أوردت بعض الدلائل التي تشير إلى توجه المسلمين الى هذه العودة المنشودة، ويستطيع القارىء أن يعود إليها ليتأكد أنها اليوم أوضح منها عندما كتبت عنها قبل خمس سنين، وانها سوف تكون أشد وضوحا في المستقبل القريب ان شاء الله.
أسأل الله تعالى - جلت قدرته - أن يثيبني على ما كتبت، وان يغفر لي ان كنت زللت، والحمد لله اولا وآخراً.
عمان: في الثامن عشر من ذي القعدة عام 1404 هـ.
المؤلف