الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ينفعهم سلاح. . دعونا نواصل سيرنا حتى نأتي رسول الله بالخبر.
* *
الخطر الجديد:
لم تكن الأحداث لتدع المسلمين يركنون إلى الراحة يوماً، فما إن ينتهوا من القضاء على خطر أو عدو حتى يواجههم خطر آخر ويبرز لهم عدو جديد. فقد وصلت أخبار إلى المدينة بأن واحداً من زعماء هذيل يدعى خالد بن سفيان الهذلي. . يجمع الجموع ويعد العدة لغزو المدينة، وأنه جعل من " نخلة " القريبة من المدينة مكاناً يجتمع فيه رجاله.
وهذيل قبيلة كبيرة العدد، متعددة الأفخاذ والبطون، تسكن المنطقة الممتدة بين مكة والمدينة، وهي تعيش حياة الغزو والصعلكة. ويكثر فيها الرجال الذؤبان الذين يعتمدون في معاشهم على السلب والنهب. وكثيراً ما ألجأها شظف العيش وقسوة الحياة لأن يقاتل بعضها بعضاً، وهم بسبب من هذه الحياة يعيشون حياة اجتماعية فاسدة، وتنتشر بينهم العادات الرذيلة، وهم قد ألفوا هذه العادات حتى لم تعد تلاقي لدى أي منهم اعتراضاً أو استنكاراً أو استهجاناً، وقد بلغت بهم هذه العادات حداً من الألفة
جعلتهم يشترطون على رسول الله عندما أتوه مسلمين أن يحل لهم الفاحشة؟
وقد قذفهم حسان – رضي الله عنه – بنيران شعره عندما سمعهم يطلبون هذا المطلب الدنيء ووسمهم بميسم العار الذي تندى له الجباه، فقال فيهم:
سالت هذيل رسول الله فاحشة
ضلت هذيل بما سالت ولم تصب
سالوا رسولهم ما ليس معطيهم
حتى الممات، وكانوا سُبّه العرب
هذه هي قبائل هذيل التي أخذت تتجمع تحت قيادة خالد بن سفيان لغزو المدينة ونهبها، وقد انضم إليها حثالة القبائل وأوباشها، وأغلب الظن أن هذيلا ومن انضم إليها لم يكن يهمهم أن يقضوا على الإسلام ودعوة التوحيد، ولم يكن يزعجهم أن تزول الأصنام، كما لم يكن يسعدهم أن تبقى، إنما جمعهم الرغبة في السلب والنهب، وقد رأوا المسلمين يخوضون المعارك تلو المعارك، فظنوا أن الحرب قد أنهكتهم وأنهم أصبحوا لقمة سائغة يستطيعون التهامها متى شاؤوا، فتنادوا للغزو ونزلوا " نخلة " استعداداً لليوم الموعود!