الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عندئذ قال لهم عمير: يا بني خطمة، والذي نفسي بيده لو قلتم بأجمعكم ما قالت لضربتكم بسيفي هذا حتى أموت أو اقتلكم.
وران الصمت على المكان. . ولم يجرؤ أحد أن يرد على عمير قوله. . .
وانصرف عمير الى اخوانه من المسلمين، أما بنو خطمة فقد انصرفوا إلى قتيلتهم فحملوها الى حيث أهالوا عليها التراب.
شاعر الرسول يمدح عميراً
وطار حديث عمير وبطولته في الآفاق، وأصبح قتله لعدوة الإسلام حديث المجالس في يثرب، وغدا موقف بنيها وقومها مثار السخرية والهزء، وكان لحديث عمير مع عصماء في شعر حسان نصيب، فقال يتندر بأعداء الله ويمدح عميراً (1) :
بنو وائل وبنو واقف وخطمة دون بني الخزرج
متى ما دعت أختكم ويحها بصولتها والمنايا تجي
فهزت فتى ماجداً عرقه كريم المداخل والمخرج
فضرجها من نجيع الدما قبيل الصباح ولم يحرج (2)
فأوردك الله برد الجنان جذلان في نعمة المولج
دخول النور إلى قلوب بني خطمة
لما رأى المترددون من بني خطمة عز الإسلام ومنعته، كفوا عن ترددهم، ودخلوا في دين الله، فأي بركة كانت لهذا البصير. . لقد
(1) مغازي الوافدي، الجزء الأول ص 174، نشر: عالم الكتب، بيروت.
(2)
ضرجها: لطخها، والنجيع من الدم: ما كان الى السواد، أو دم الجوف.
خلصه الإسلام من عدوة حاقدة، وهدى بقتلها الى الإسلام جمعاً من قومه. . . وفشا الإسلام في بني خطمة حتى أصبح المسلمون اغلبهم، وحتى غدا المشركون منهم يتسترون بالنفاق!
قارىء بني خطمة وإمامهم
كان عمير حريصاً على حفظ القرآن، ندي الصوت بتلاوته، وكان قومه يحبون الاستماع إليه، فغدا قارئهم الذي يحفظون عنه آيات الكتاب الكريم، وجعله رسول الله – صلى الله عليه وسلم – امامهم للصلاة، يؤمهم في مسجدهم الذي أقاموه في حيهم.
مرض عمير ووفاته
مرض عمير على عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – واشتد عليه المرض، فقال رسول الله لأصحابه: انطلقوا بنا الى البصير الذي في بني واقف نعوده.
ونهض الصحابة مع رسول الله – عليه السلام – ودخلوا على عمير، فسر برسول الله وبهم، وارتاح فؤاده للعيادة الكريمة واطمأنت نفسه، فعيادة رسول الله له في بيته دليل على رضاه عنه. . .
وانتقلت روح عمير بن عدي البصير. ناصر الله وناصر رسوله الى بارئها راضية مرضية، وبقي ذكر عمير بين الصحابة فوّاحاً العبير، واستمرت سيرته عبر القرون تنبينا عن رجل صدق الله إيمانه فرضى عنه وارضى عنه المسلمين جميعاً.
بسم الله الرحمن الرحيم
(لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ، وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَاّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ) .
الآيتان 91، 92 من سورة التوبة