الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقد كان أبو بكر أقرب أصحاب الرسول من الرسول، وأولهم إسلاماً، وثاني اثنين إذ هما في الغار.
وثارت حروب الردة، فأسرع عبد الله إلى حسامه، وقارع المرتدين حتى عادوا إلى رشدهم، وعادت الجزيرة العربية مسلمة كلها بحمد الله.
وانطلق ابن أنيس مع الجيوش الفاتحة، فشارك فيها جندياً ينشر الإسلام ويدعو إلى التوحيد، فشارك في فتوح مصر وإفريقية.
وكانت نفس عبد الله مفعم بالسرور إذ نصر الله دينه ويسر له من سرعة القبول وسعة الانتشار ما جعل الناس يدخلون فيه أفواجاً أفواجاً.
لقاء الأحبة:
وعاد عبد الله إلى الشام بعد أن أدركته الشيخوخة وجلس إلى أهله وولده وأخذ يقص عليهم فصولاً من حياته وجهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن قبض إلى الرفيق الأعلى ومع أبي بكر إلى أن انتهت فتنة المرتدين، ومع الجيوش الفاتحة إلى أن وصلت شاطىء المحيط. .
ولم يكن عبد الله يمل الحديث عن جهاده، ولم يكن أولاده ومن حضر مجالسه من المسلمين يملون ذلك، بل
كانوا يستزيدونه ويطربون لحديثه، فقد كان – رضي الله عنه – حلو الحديث، أنيس المجلس، بليغ العبارة، صادق اللهجة.
وحل العام الرابع والخمسون بعد هجرة الرسول وحلت ساعة اللقاء بمحمد وصحبه، فدعا أهله وولده وأوصاهم فيها أوصاهم به أن يدفنوا معه العصا التي كافأه بها رسول الله لتكون آية ما بينهما يوم القيامة.
وانفضّ الناس عن قبر الصحابي الجليل، وساروا جماعات جماعات كل جماعة تتحدث عن بطولات هذا الصحابي الأنصاري وعن جهاده في سبيل الله.
عن ضبيعة بن حصين التغلبي قال: كنا جلوساً مع حذيفة
فقال: إني لأعلم رجلاً لا تنقصه الفتنة شيئاً.
قلنا: من هو؟
قال: محمد بن مسلمة الأنصاري
" الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد "