الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عمير بن عدي الخطمي
إيمان الأنصار
عندما أكرم الله أهل يثرب بأن فتح قلوبهم للإيمان آمن بالدعوة نفر منهم فازوا بقصب السبق على من سواهم من قومهم، وكان المؤمنون من كل فخذ من افخاذ قبيلتي الأنصار؛ الأوس والخزرج، يجاهدون جهاد الأبطال في الدعوة الى الإسلام بين ذويهم، وكان بنو خطمة من اكبر أفخاذ الأوس، اسلم منها رجلان، اسبقهم إسلاماً عمير بن عدي ثم تبعه خزيمة بن ثابت، وأخذ هذان الصحابيان الجليلان على عاتقهما دعوة بني خطمة الى الإسلام.
ذو الشهادتين
!
كان خزيمة بن ثابت مبصراً، أما عمير بن عدي فقد كان كفيف البصر، وكان لكلا الرجلين جهاده في الدعوة الى الله، وعلى الرغم مما ابتلي به عمير من كف البصر إلا أن هذا الابتلاء لم يمنعه عن القيام بواجبه نحو دينه. . وكان مما قام به في سبيل الله عملية فدائية نالت رضى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – واعجاب اصحابه رضوان الله عليهم.
أما اخوه في الدم والعقيدة خزيمة بن ثابت فقد حاز لقباً جليلاً فدعي بذي الشهادتين وذلك لأن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – جعل شهادته بشهادة رجلين اثنين، أما كيف كان ذلك، فهذا تفصيل له:
ابتاع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فرساً من اعرابي، ولما ذهب ليعطيه ثمنه كان ناس قد ساوموه عليه فزادوا على سوم رسول الله – عليه السلام –، فلما جاء الرسول الأعرابي، قال الأعرابي: اذا كنت مبتاعاً هذا الفرس فابتعه وإلا بعته.
فقال النبي – صلى الله عليه وسلم –: ألست ابتعته منك؟
قال الأعرابي: لا، والله ما بعتكه!
فقال – صلى الله عليه وسلم –: بل قد ابتعتُه منك.
فاجتمع الناس على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وعلى الأعرابي وهما يتراجعان، وطفق الأعرابي يقول: هلم شهيداً يشهد أني بعتك!
فقال المسلمون للأعرابي: ويحك، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لم يكن ليقول الا حقا.
وبقي الناس في أخذ ورد مع البدوي حتى جاء خزيمة بن ثابت واستمع إلى تراجع رسول الله والأعرابي، والأعرابي يقول لرسول الله: هلم شهيداً أني بايعتك.
فقال خزيمة: أنا أشهد أنك بايعته يا رسول الله، صلى الله عليك.
فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: يا خزيمة. بم تشهد ولم تكن معنا؟
قال خزيمة: يا رسول الله، انا أصدقك بخبر السماء ولا أصدقك بما تقول؟
وعندئذ جعل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – شهادته بشهادة رجلين، ودُعي من يومئذ بذي الشهادتين.