المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الطبعة الرابعة

- ‌مدخل

- ‌بوادر لبشائر:

- ‌عهد الضياع:

- ‌هذا الكتاب:

- ‌شعارات الحرب عند المسلمين:

- ‌البشائر:

- ‌عبد الله بن أنيس

- ‌رحلة الحج:

- ‌الدخول في الإسلام:

- ‌الحرص على الخير:

- ‌قتل سلام بن أبي الحقيق:

- ‌اختيار زعيم جديد لليهود:

- ‌نهاية اليسير:

- ‌الخطر الجديد:

- ‌المعالجة الحكيمة:

- ‌قتل الزعيم:

- ‌أفلح الوجه:

- ‌المكافأة الكبرى:

- ‌فراق الحبيب:

- ‌بعد النبي:

- ‌لقاء الأحبة:

- ‌محمد بن مسلمة الأنصاري

- ‌صفات الرسول:

- ‌المؤاخاة:

- ‌حراسة المدينة:

- ‌موادعة اليهود:

- ‌محاولة اليهود اغتيال الرسول:

- ‌إجلاء بني النضير:

- ‌يهود تنقض العهد:

- ‌العدو الألد:

- ‌إلى خيبر:

- ‌هديه الرسول للمجاهد:

- ‌الفتنة والاعتزال:

- ‌عمرو بن أمية الضمري

- ‌الرجال الذؤبان:

- ‌فترة العداء:

- ‌أبو سفيان يحاول اغتيال الرسول:

- ‌قتل جاسوس لقريش وأسر آخر:

- ‌رسول إلى الحبشة:

- ‌في الشام ومصر:

- ‌العودة إلى المدينة:

- ‌الوليد بن الوليد المخزومي

- ‌قبائل قريش:

- ‌هشام وابن عمه عياش:

- ‌نجاة الوليد من الأسر:

- ‌عمير بن عدي الخطمي

- ‌إيمان الأنصار

- ‌‌‌ذو الشهادتين

- ‌ذو الشهادتين

- ‌تحطيم أصنام بني خطمة

- ‌معركة بدر تخرج أضغان المشركين

- ‌نصرت الله ورسوله يا عمير

- ‌دخول النور إلى قلوب بني خطمة

- ‌سالم بن عمير

- ‌مؤمنون وكافرون

- ‌سالم بن عمير يقتل أبا عفك

- ‌سالم المجاهد

الفصل: ‌عبد الله بن أنيس

‌عبد الله بن أنيس

في مجتمع يثرب:

ماذا يفعل أطفال يثرب منذ أن تشرق شمسهم إلى أن تغيب؟

ما الذي يشغل فتيانها وشبابها على كرّ الليالي وتعاقب الأيام؟

بم يفكر رجال يثرب وشيوخها آناء الليل وأطراف النهار؟

لا أظن أن هناك ما يشغل الأطفال سوى مرحهم ولعبهم، وجريهم في أزقّة يثرب وبين نخيلها الذي يحيط بيوتها.

أما الفتية الشباب، فلهم من فتوّتهم وشبابهم ما يدفعهم إلى مغامرات متنوعة بين أترابهم من الفتيات، أو في

ص: 23

ساحات الصيد، أو ميادين التدريب على فنون القتال، فلم يكن في جزيرة العرب شيء يشغل فتيانها غير هذه الأمور، فهم بين حب وحرب، أو حب وصيد!

أما رجال يثرب وشيوخها فإنه يشغلهم شيء آخر، يشغلهم، بالإضافة إلى معاشهم وكسبهم، هذه الحرب التي لا تهدأ إلا لتعود جذعة (1) مرة أخرى، لقد ابتلاهم الله بمجاورة يهود، ويهود لا تعيش إلا في أجواء الدّس والوقيعة والغدر والربا! فأوقعت هؤلاء الإخوة من الأوس والخزرج في ضائقات اقتصادية وشرور حربية، جعلت حياتهم جحيماً مستمراً، يلجونه طائعين، بل فخورين! حتى إذا طالت عليهم هذه الحال، وأكلت شبابهم وشيوخهم وأموالهم، وكادوا أن يتفانوا، تداعوا إلى الصلح ونبذ الأحقاد، وطي ما مضى من عداء، وانتهى أمرهم إلى أن قرروا تنصيب واحد منهم ملكاً عليهم، يصلح من شأنهم، وينظم لهم أمورهم.

هؤلاء هم الرجال الذين عاش بينهم عبد الله بن أنَيْس فتى يافعاً شب عن الطوق، وأخذ يحضر مجالس الرجال، يتعرف على ما يهم هذه البلدة التي آوته حليفاً لبني سلمة، محباً لهم، متخذاً له من بينهم أصدقاء يحبهم ويحبونه،

(1) جذعة: جديدة كما بدأت.

ص: 24