الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تحطيم أصنام بني خطمة
لم يستطع عمير بن عدي وخزيمة بن ثابت الخطميان أن يصبرا على رؤية قومهما وهم يسجدون للأصنام، فأخذا يغيران عليها سراً ويحطمانها لعل بصائر القوم تتفتح على الحقيقة، ولعلهم حين يدركون أن هذه الأصنام لا تستطيع أن تدفع عن نفسها ضراً فضلاً عن أن تدفع عن غيرها كما يظنون تنجاب عن أعينهم الغشاوة فيهتدون للنور الذي ما زالوا عنه معرضين. . .
ولكن قومهم تمادوا في غيهم، وأصروا على ضلالهم، وتمسكوا بأصنامهم، بل ان الاعتداء على الأصنام لم يزدهم إلا اعراضاً عن الاسلام، فكان هذا الحال الذي أصر عليه بنو خطمة يحزن عميرً وخزيمة اللذين كانا يحبان لقومهما الخير ويسعيان في تقريبهم منه..
وتمادى بنو خطمة في عدائهم لله ورسوله، وظهر فيهم رجال ونساء جاهروا بهذا العداء وذهبوا فيه كل مذهب. . .
معركة بدر تخرج أضغان المشركين
كانت معركة بدر حافزاً للمشركين ليكشفوا عن مشاعرهم ويخرجوا أضغانهم، فعندما وردت الأنباء بالنصر المبين لجبهة المسلمين نزلت بالمشركين النوازل، فباحوا بما في صدورهم من غل وحقد على الاسلام ونبيه واتباعه، وراحوا يسخرون من انتصار المسلمين واخذوا يهزؤون ببطولاتهم.
وكان من أكثر الناس ضيقاً بهذا النصر الإلهي في بدر قوم عمير بن عدي بنو خطمة، وكان من أشد بني خطمة ضيقاً بهذا النصر امرأة رجل منهم يقال لها عصماء بنت مروان، فقد جاهرت في العداء، ولجت
بالخصومة، وبالغت بالكيد للاسلام وأهله، وكان أخطر أسلحتها هذه الأشعار التي تنظمها في ذم المسلمين والتحريض عليهم، وكان الشعر في ذلك العهد من اخطر الأسلحة التي يشهرها الناس في وجوه خصومهم، وكانت هذه المرأة تنفث اشعارها فتثير الناس على المسلمين، وكان مما قالته في رسول الله – صلى الله عليه وسلم –:
أطلعتم أتاوي من غيركم
…
فلا من كراد ولا ملحج
ترجونه بعد قتل الرؤوس
…
كما يرتجى مرق المنضج
ألا أنف يبتغي غرة
…
فيقطع من امل المُرْتجى
ولما سمع عمير بن عدي هذا الشعر الذي تعرض فيه عصماء برسول الله وتحرض على قتله، أثاره أن يكون هذا التعريض وذلك التحريض من قومه، فقرر بينه وبين نفسه أن يخلص المسلمين من مشركة بني خطمة، وقال لنفسه: لئن رد الله ورسوله سالماً من بدر لاقتلنها.
وعندما عاد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من بدر، وسمع شعر عصماء، خشي مغبته على المسلمين، فالتفت الى اصحابه وقال لهم: ألا آخذ لي من ابنة مروان؟
وزادت كلمات رسول الله عزم عدي على قتلها، وصمم على المبادرة بذلك حتى لا يزداد اذاها للمسلمين، وحتى لا تنتشر اشعارها فتقوي من عزم المشركين. . .