الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القسم الثاني عشر: المِزْمَار العِرَاقِي وما يُضرَب به مع الأَوْتَار
[قال الرافعي في "العزيز" والنووي في "الروضة": المزمار العراقي وما يضرب به مع الأوتار](1) حَرَامٌ بِلَا خِلَافٍ، انتهى.
ولفظُه [مع ما وقَع](2) فِي نسخةٍ مُعتمَدة من نسخ "العزيز"، والموجود فِي كثيرٍ من النسخ: وما يُضْرَبُ به الأوتار، والنسخة الأولى هي الصواب كما أشار إليه الزركشي، فإنَّ عبارة الشيخين: وليسَ المُرَادُ من اليَرَاع كلَّ قصب، بل المزمار العراقي وما يُضرَب به مع الأوتار (3) حرامٌ بلا خلافٍ، انتهت.
فلا مُناسبة لذِكر ذوي الأوتار مع مَزامِير القصب، قال الزركشي: وقد راجعت كلامَ الغزالي الذي أخَذ الرَّافِعِيُّ هذا منه فوجدته إنما ذكر ذلك [ز1/ 29/أ] تفسيرًا للمِزمار العراقي، فقال بعد حكاية الوجهين فِي اليَرَاع: ولا نعني به المِزْمَار الذي يُسمَّى العراقي ويُضْرَبُ مع الأَوْتَارُ، فإنَّه حرامٌ؛ يعني: بِلَا خِلَافٍ، وكذا حًكاه عنه صاحب "الذخائر" كما سبق، ا. هـ.
(تَنْبِيه) استدلَّ الأصحاب لتحريم المِزْمَار بأنَّه من شعار شرَبَة الخمور نظيرَ ما يأتي في الأوتار، واعترض بأنَّ الغالب أنهم لا يحضرونه؛ فإنَّ فيه إظهارًا لحالهم، ا. هـ.
قال الأذرعي: وهذا باطِلٌ، بل يحضرونه فِي مكانهم الذي لا يظهر فيه أصوات المَعَازِف ويظهره أربابُ الولايات المُتَجاهِرون بالفسق، وصرَّح
(1) سقط من (ز2).
(2)
في (ز1): مع هو ما، والمثبت من (ز2).
(3)
هنا زيادة في (و1): وما تضرب الأوتار، وليس لها محلٌّ هنا.
[العمراني](1) وغيرُه بتحريم سائر المَزَامِير وهي تشمَلُ الصرناني وهي قصبة ضيِّقة مُتَّسعة الآخِر يزمر به فِي المواكب وعلى النقارات وفي الحرب، وتشمل [الكرجة](2) وهي مثل الصرناني إلا أنَّه يُجعَل فِي أسفل القصبة قطعة نحاس معوجَّة يزمر بها فِي أعراس البوادي وغيرها وتشمل الثاني وهي أطرب من الأوَّلين وتشمَلُ المقرونة وهي قصَبتان ملتفَّتان.
(فائدة) أخرج الديلمي عن جابر رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذَا كانَ يوم القيامة قال الله عز وجل: أين الذين كانوا يُنزِّهون أسماعهم وابصارهم عن مَزامِير الشيطان؟ ميِّزوهم، فيُميِّزوهم في كثب المِسك والعَنبر، ثم يقول لملائكته: أسمِعُوهم تسبيحي وتمجيدي، فيسمَعُون بأصواتٍ لم يسمع السامعون مثلها)) (3)، ومرَّ فِي المقدمة حديث أنَّه صلى الله عليه وسلم قال:((صَوْتانِ مَلعُونانِ في الدُّنيا والآخِرَة: مِزْمارٌ عندَ [نعمةٍ]، ورَنَّةٌ عندَ مُصِيبَةٍ)) (4)، وحديث:((أُمِرتُ بهدْم الطَّبل والمِزْمَار)) (5).
* * * * *
(1) في (ز2): الغزالي.
(2)
في (ز2): الكوبة.
(3)
أخرجه بنحوه ابن الجعد في "مسنده"(1682)، وابن المبارك في "الزهد"(43)، وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 151) إلى محمد بن المنكدر.
(4)
أخرجه الضياء في "الأحاديث المختارة"(6/ 189)، وأورده أبو شجاع الديلمي في "الفردوس"(2/ 400)، والمنذري في "الترغيب والترهيب"(4/ 184)، ونور الدين الهيثمي في "المجمع"(3/ 13) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه وقال المنذري، والهيثمي: رواه البزار ورجاله ثقات.
(5)
أورده الديلمي في "فردوس الأخبار"(1/ 483) ط دار الريان.