المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل الباء الموحدة - لسان العرب - جـ ٥

[ابن منظور]

الفصل: ‌فصل الباء الموحدة

أفز: أَبو عَمْرٍو: الأَفْزُ، بِالزَّايِ، الوثْبَةُ بالعَجَلَة، والأَفْرُ، بالراء: العَدْوُ.

ألز: ابْنُ الأَعرابي: الأَلْزُ اللُّزُومُ لِلشَّيْءِ، وَقَدْ أَلَزَ بِهِ يأْلِزُ أَلْزاً وأَلِزَ فِي مَكَانِهِ يأْلَزُ أَلَزاً مِثْلَ أَرَزَ؛ قَالَ المَرَّارُ الفَقْعَسِيُّ:

أَلِزٌ إِنْ خَرَجَتْ سَلَّتُه

وَهِلٌ تَمْسَحُه مَا يَسْتَقِر

السَّلَّةُ: أَن يَكْبُوَ الفرسُ فَيَرْتَدَّ ذَلِكَ الرَّبْوُ فيه.

أوز: الأَوْزُ: حِسابٌ مِنْ مَجَارِي الْقَمَرِ، وَهُوَ فُضُولُ مَا يَدْخُلُ بَيْنَ الشُّهُورِ وَالسِّنِينَ. وَرَجُلٌ إِوَزٌّ: قَصِيرٌ غَلِيظٌ، والأُنثى إِوَزَّةٌ. وَفَرَسٌ إِوَزٌّ: مُتَلاحِكُ الخَلْقِ شَدِيدُهُ، فِعَلٌّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ إِفَعْلًا لأَن هَذَا الْبِنَاءَ لَمْ يَجِئْ صِفَةً؛ قَالَ: حَكَى ذَلِكَ أَبو عَلِيٍّ، وأَنشد:

إِن كنتَ ذَا خَزٍّ، فإِنَّ بَزِّي

سابِغةٌ فوقَ وَأًى إِوَزِّ

والإِوَزَّى: مِشْيَةٌ فِيهَا تَرَقُّصٌ إِذا مَشَى مَرَّةً عَلَى الْجَانِبِ الأَيمن وَمَرَّةً عَلَى الْجَانِبِ الأَيسر؛ حَكَاهُ أَبو عَلِيٍّ، وأَنشد:

أَمْشِي الإِوَزَّى ومَعِي رُمْحٌ سَلِبْ

قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ إِفْعَلَّى وفِعَلَّى عِنْدَ أَبي الْحَسَنِ أَصح لأَن هَذَا الْبِنَاءَ كَثِيرٌ فِي الْمَشْيِ كالجِيَضَّى والدِّفَقَّى. الْجَوْهَرِيُّ: الإِوَزَّةُ والإِوَزُّ البَطُّ، وَقَدْ جَمَعُوهُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ فَقَالُوا: إِوَزُّونَ.

‌فصل الباء الموحدة

بأز: البَأْزُ: لُغَةٌ فِي الْبَازِي، والجمع أَبْؤُزٌ وبُؤُوزٌ وبِئْزانٌ؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي، وَذَهَبَ إِلى أَن هَمْزَتَهُ مُبْدَلَةٌ مَنْ أَلف لِقُرْبِهَا مِنْهَا، وَاسْتَمَرَّ الْبَدَلُ فِي أَبْؤُزٍ وبِئْزانٍ كَمَا استمرَّ في أَعياد.

بخز: التَّهْذِيبُ: بَخَزَ عَيْنَهُ وبَخَسَها إِذا فقأَها، وبَخَصَها كذلك.

برز: البَرازُ، بِالْفَتْحِ: الْمَكَانُ الفَضاء مِنَ الأَرض البعيدُ الواسعُ. وإِذا خَرَجَ الإِنسان إِلى ذَلِكَ الْمَوْضِعِ قِيلَ: قَدْ بَرَزَ يَبْرُزُ بُرُوزاً أَي خَرَجَ إِلى البَرازِ. والبَرازُ، بِالْفَتْحِ أَيضاً: الْمَوْضِعُ الَّذِي لَيْسَ بِهِ خَمَر مِنْ شَجَرٍ وَلَا غَيْرِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

كَانَ إِذا أَراد البَراز أَبْعَدَ

؛ الْبَرَازُ، بِالْفَتْحِ: اسْمٌ لِلْفَضَاءِ الْوَاسِعِ فَكَنَوْا بِهِ عَنْ قَضَاءِ الْغَائِطِ كَمَا كَنَوْا عَنْهُ بِالْخَلَاءِ لأَنهم كَانُوا يَتَبَرَّزُون فِي الأَمكنة الْخَالِيَةِ مِنَ النَّاسِ. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الْمُحَدِّثُونَ يَرْوُونَهُ بِالْكَسْرِ، وَهُوَ خطأٌ لأَنه بِالْكَسْرِ مَصْدَرٌ مِنَ المُبارَزَةِ فِي الْحَرْبِ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ بِخِلَافِهِ: وَهَذَا لَفْظُهُ البِرازُ المُبارَزَةُ فِي الْحَرْبِ، والبِرازُ أَيضاً كِنَايَةٌ عَنْ ثُفْلِ الْغِذَاءِ، وَهُوَ الْغَائِطُ، ثُمَّ قَالَ: والبَرازُ، بِالْفَتْحِ، الْفَضَاءُ الْوَاسِعُ. وتَبَرَّزَ الرجلُ: خَرَجَ إِلى البَراز لِلْحَاجَةِ، وَقَدْ تَكَرَّرَ الْمَكْسُورُ فِي الْحَدِيثِ، وَمِنَ المَفْتُوحِ حَدِيثُ

عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، رأَى رَجُلًا يَغْتَسِلُ بالبَرازِ

، يُرِيدُ الْمَوْضِعَ الْمُنْكَشِفَ بِغَيْرِ سُتْرَةٍ. والمَبْرَزُ: المُتَوَضَّأُ. وبَرَزَ إِليه وأَبْرَزَهُ غَيْرُهُ وأَبْرَزَ الكتابَ: أَخرجه، فَهُوَ مَبْرُوزٌ. وأَبْرَزَهُ: نَشَرَه، فَهُوَ مُبْرَزٌ، ومَبْرُوزٌ شَاذٌّ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ جَاءَ عَلَى حَذْفِ الزَّائِدِ؛ قَالَ لَبِيدٌ:

أَوْ مُذْهَبٌ جَدَدٌ عَلَى أَلواحِهِ

أَلنَّاطِقُ المَبْرُوزُ والمَخْتُومُ

ص: 309

قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَراد المَبْرُوزَ بِهِ ثُمَّ حَذَفَ حَرْفَ الْجَرِّ فَارْتَفَعَ الضَّمِيرُ وَاسْتَتَرَ فِي اسْمِ الْمَفْعُولِ بِهِ؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُ الْآخَرِ:

إِلى غيرِ مَوْثُوقٍ مِنَ الأَرض يَذْهَبُ

أَراد مَوْثُوقٍ بِهِ؛ وأَنشد بَعْضُهُمُ المُبْرَزُ عَلَى احْتِمَالِ الخَزْلِ فِي مُتَفَاعِلُنْ؛ قَالَ أَبو حَاتِمٍ فِي قَوْلِ لَبِيدٍ إِنما هُوَ:

أَلنَّاطقُ المُبْرَزُ والمَخْتُومُ

مُزَاحَفٌ فَغَيَّرَهُ الرُّوَاةُ فِرَارًا مِنَ الزِّحَافِ. الصِّحَاحِ: أَلناطق بِقَطْعِ الأَلف وإِن كَانَ وَصْلًا، قَالَ وَذَلِكَ جَائِزٌ فِي ابْتِدَاءِ الأَنصاف لأَن التَّقْدِيرَ الْوَقْفُ عَلَى النِّصْفِ من الصدر، قال: وأَنكر أَبو حَاتِمٍ الْمَبْرُوزَ قَالَ: وَلَعَلَّهُ المَزْبُورُ وَهُوَ الْمَكْتُوبُ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ أَيضاً فِي كَلِمَةٍ لَهُ أُخرى:

كَمَا لاحَ عُنْوانُ مَبْرُوزَةٍ

يَلُوحُ مَعَ الكَفِّ عُنْوانُها

قَالَ: فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنه لُغَتُهُ، قَالَ: وَالرُّوَاةُ كُلُّهُمْ عَلَى هَذَا، قَالَ: فَلَا مَعْنَى لإِنكار مَنْ أَنكره، وَقَدْ أَعطوه كِتَابًا مَبْرُوزاً، وَهُوَ الْمَنْشُورُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وإِنما أَجازوا الْمَبْرُوزَ وَهُوَ مَنْ أَبرزت لأَن يُبْرِزُ لَفْظُهُ وَاحِدٌ مِنَ الْفِعْلَيْنِ. وكلُّ مَا ظَهَرَ بَعْدَ خَفَاءٍ، فَقَدْ بَرَزَ. وبَرَّزَ الرجلُ: فَاقَ عَلَى أَصْحَابِهِ، وَكَذَلِكَ الْفَرَسُ إِذا سَبَقَ. وبارَزَ القِرْنَ مُبارَزَةً وبِرازاً: بَرَزَ إِليه، وَهُمَا يَتَبارَزانِ. وامرأَة بَرْزَةٌ: بارِزَةُ المَحاسِنِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: قَالَ الزُّبَيْرِيُّ: البَرْزَة مِنَ النِّسَاءِ الَّتِي لَيْسَتْ بالمُتَزايِلَةِ الَّتِي تُزايِلُك بِوَجْهِهَا تَسْتُرُهُ عَنْكَ وتَنْكَبُّ إِلى الأَرض، والمُخْرَمِّقَةُ الَّتِي لَا تَتَكَلَّمُ إِن كُلِّمَتْ، وَقِيلَ: امرأَة بَرْزَةٌ مُتَجالَّةٌ تَبْرُزُ لِلْقَوْمِ يَجْلِسُونَ إِليها ويتحدَّثون عَنْهَا. وَفِي حَدِيثِ

أُم مَعْبَدٍ: وَكَانَتِ امرأَةً بَرْزَةً تَخْتَبِئُ بِفِناءِ قُبَّتِها

؛ أَبو عُبَيْدَةَ: البَرْزَةُ مِنَ النساءِ الْجَلِيلَةُ الَّتِي تَظْهَرُ لِلنَّاسِ وَيَجْلِسُ إِليها الْقَوْمُ. وامرأَة بَرْزَة: مَوْثُوقٌ برأْيها وَعَفَافِهَا. وَيُقَالُ: امرأَة بَرْزَة إِذا كَانَتْ كَهْلَةً لَا تَحْتَجِبُ احتجابَ الشَّوابِّ، وَهِيَ مَعَ ذَلِكَ عَفِيفَةٌ عَاقِلَةٌ تَجْلِسُ لِلنَّاسِ وتحدِّثهم، مِنَ البُروزِ وَهُوَ الظُّهُورُ وَالْخُرُوجُ. ورجلٌ بَرْزٌ: ظَاهِرُ الخلقِ عَفِيفٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

بَرْزٌ وَذُو العَفَافَةِ البَرْزِيُ

وَقَالَ غَيْرُهُ: بَرْزٌ أَراد أَنه مُتَكَشِّفُ الشأْن ظَاهِرٌ. وَرَجُلٌ بَرْزٌ وامرأَة بَرْزَةٌ: يُوصَفَانِ بالجَهارَة وَالْعَقْلِ؛ وأَما قَوْلُ جَرِيرٍ:

خَلِّ الطَّرِيقَ لِمَنْ يَبْنِي المَنارَ بِهِ

وابْرُزْ ببَرْزَةَ حيثُ اضْطَرَّكَ القَدَرُ

فَهُوَ اسْمُ أُم عُمَرَ بْنَ لَجَإٍ التَّيْمِيِّ. وَرَجُلٌ بَرْزٌ وبَرْزِيٌّ: مَوثوق بِفَضْلِهِ ورأْيه، وَقَدْ بَرُزَ بَرازَةً. وبَرَّزَ الفرسُ عَلَى الْخَيْلِ: سَبَقها، وَقِيلَ كلُّ سَابِقٍ مُبَرِّزٌ. وبَرَّزَه فرسُه: نَجَّاه؛ قَالَ رؤْبة:

لَوْ لَمْ يُبَرِّزْهُ جَوادٌ مِرْأَسُ

وإِذا تَسَابَقَتِ الْخَيْلُ قِيلَ لِسَابِقِهَا: قَدْ بَرَّزَ عَلَيْهَا، وإِذا قِيلَ بَرَزَ، مخففٌ، فَمَعْنَاهُ ظَهَرَ بَعْدَ الْخَفَاءِ، وإِنما قِيلَ فِي التَّغَوُّطِ تَبَرَّزَ فُلَانٌ كِنَايَةً أَي خَرَجَ إِلى بَرازٍ مِنَ الأَرض لِلْحَاجَةِ. والمُبارَزَةُ فِي الْحَرْبِ والبِرازُ مِنْ هَذَا أُخذ، وَقَدْ تَبارَزَ القِرْنانِ. وأَبْرَزَ الرجلُ إِذا عَزَمَ عَلَى السَّفَرِ، وبَرَزَ إِذا ظَهَرَ بَعْدَ خُمول، وبَرَزَ إِذا خَرَجَ إِلى البرازِ، وَهُوَ الْغَائِطُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَتَرَى الْأَرْضَ بارِزَةً

، أَي ظَاهِرَةً بِلَا جَبَلٍ وَلَا تَلٍّ وَلَا رَمْلٍ.

ص: 310

وذَهَبٌ إِبْرِيزٌ: خَالِصٌ؛ عَرَبِيٌّ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: هُوَ إِفْعِيلٌ مَنْ بَرَزَ. وَفِي الْحَدِيثِ:

وَمِنْهُ مَا يَخْرُجُ كَالذَّهَبِ الإِبْرِيزِ

أَي الْخَالِصِ، وَهُوَ الإِبْرِزِيُّ أَيضاً، وَالْهَمْزَةُ وَالْيَاءُ زَائِدَتَانِ. ابْنُ الأَعرابي: الإِبْريزُ الحَلْيُ الصَّافِي مِنَ الذَّهَبِ. وَقَدْ أَبْرَزَ الرجلُ إِذا اتَّخَذَ الإِبْرِيزَ وَهُوَ الإِبْرِزِيُّ؛ قَالَ النَّابِغَةُ:

مُزَيَّنَةٌ بالإِبْرِزِيِّ وجشْوُها

رَضِيعُ النَّدَى، والمُرْشِفاتِ الحَوَاضِنِ

وَرَوَى

أَبو أُمامة عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَنه قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَيُجَرِّبُ أَحدَكم بالبلاءِ كَمَا يُجَرِّبُ أَحدُكم ذهبَه بِالنَّارِ، فَمِنْهُ مَا يَخْرُجُ كَالذَّهَبِ الإِبْرِيزِ، فَذَلِكَ الَّذِي نَجَّاهُ اللَّهُ مِنَ السيِّئات، وَمِنْهُمْ مَنْ يَخْرُجُ مِنَ الذَّهَبِ دُونَ ذَلِكَ وَهُوَ الَّذِي يَشُكُّ بَعْضَ النَّاسِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَخْرُجُ كَالذَّهَبِ الأَسود وَذَلِكَ الَّذِي أُفْتِن

؛ قَالَ شَمِرٌ: الإِبْرِيزُ مِنَ الذَّهَبِ الْخَالِصِ وَهُوَ الإِبْرِزيُّ والعِقْيانُ والعَسْجَدُ. النِّهَايَةُ لِابْنِ الأَثير: فِي حَدِيثِ

أَبي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا يَنْتَعِلُونَ الشَّعَرَ وهم البازَرُ

؛ قيل: بازَرُ ناحية قريبة مِنْ كِرْمانَ بِهَا جِبَالٌ، وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ هُمُ الأَكراد، فإِن كَانَ مِنْ هَذَا فكأَنه أَراد أَهل الْبَازِرِ أَو يَكُونُ سُمُّوا بِاسْمِ بِلَادِهِمْ، قَالَ: هَكَذَا أَخرجه أَبو مُوسَى فِي حَرْفِ الْبَاءِ وَالزَّايِ مِنْ كِتَابِهِ وشَرَحَه، قَالَ: وَالَّذِي رَوَيْنَاهُ فِي كِتَابِ الْبُخَارِيِّ عَنْ

أَبي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ تُقاتِلُون قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعَرَ وَهُوَ هَذَا الْبَازَرُ

؛ وَقَالَ سفيانُ مَرَّةً: هُمْ أَهلُ البارِز، يَعْنِي بأَهل البارز أَهل فارس، هكذا هُوَ بِلُغَتِهِمْ وَهَكَذَا جاءَ فِي لَفْظِ الْحَدِيثِ كأَنه أَبدل السِّينَ زَايًا، فَيَكُونُ مِنْ بَابِ الْبَاءِ وَالرَّاءِ وَهُوَ هَذَا الْبَابُ لَا مِنْ بَابِ الْبَاءِ وَالزَّايِ؛ قَالَ: وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي فَتْحِ الرَّاءِ وَكَسْرِهَا، وَكَذَلِكَ اختلف مع تقديم الزاي، وَقَدْ ذُكِرَ أَيضاً فِي مَوْضِعِهِ مُتَقَدِّمًا، وَاللَّهُ أَعلم.

برغز: البَرْغَزُ والبُرْغُزُ: وَلَدُ الْبَقَرَةِ، وَقِيلَ: الْبَقَرَةُ الْوَحْشِيَّةُ، والأُنثى بَرْغَزَةٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

كأَطُومٍ فَقَدَتْ بُرْغُزَها

أَعْقَبَتْها الغُبْسُ مِنْهُ عَدَمَا

غَفَلَتْ ثُمَّ أَتَتْ تَرْقُبُهُ

فإِذا هِيَ بعِظامٍ ودَمَا

قَالَ: الأَطُوم هَاهُنَا الْبَقَرَةُ الْوَحْشِيَّةُ، والأَصل فِي الأَطُوم أَنها سَمَكَةٌ غَلِيظَةُ الْجِلْدِ تَكُونُ فِي الْبَحْرِ، شَبَّهَ الْبَقَرَةَ بِهَا. والغُبْسُ: الذِّئَابُ، الْوَاحِدُ أَغْبَسُ، وَقَوْلُهُ بِعِظَامٍ وَدَمَا أَراد وَدَمٍ ثُمَّ ردَّ إِليه لَامَهُ فِي الشِّعْرِ ضَرُورَةً وَهُوَ الْيَاءُ فَتَحَرَّكَتْ وَانْفَتَحَ مَا قَبْلَهَا فَانْقَلَبَتْ أَلِفاً وَصَارَ الِاسْمُ مَقْصُورًا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَعَلَى هَذَا قَوْلُ الْآخَرِ:

فَلَسْنا عَلَى الأَعقابِ تَدْمَى كُلُومُنا

وَلَكِنْ عَلَى أَعقابنا يَقْطُرُ الدَّما

وَالَدَّمَا فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بِيَقْطُرُ وَهُوَ اسْمٌ مَقْصُورٌ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: البُرْغُزُ هُوَ ولدُ الْبَقَرَةِ إِذا مَشَى مَعَ أُمه؛ قَالَ النَّابِغَةُ يَصِفُ نِسَاءً سُبِينَ:

ويَضْرِبْنَ بالأَيْدِي وراءَ بَرَاغِزٍ

حِسَانِ الوجُوه، كالظِّباءِ الْعَوَاقِدِ

أَراد بالبراغِز أَولادَهُنَّ، الْوَاحِدُ بَرْغَزٌ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِوَلَدِ بَقَرِ الْوَحْشِ بَرْغَزٌ وجُؤْذَرٌ.

بزز: البَزُّ: الثِّيَابُ، وَقِيلَ: ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ، وَقِيلَ: البَزُّ مِنَ الثِّيَابِ أَمتعة البَزَّاز، وَقِيلَ: البَزُّ مَتَاعُ

ص: 311

الْبَيْتِ مِنَ الثِّيَابِ خَاصَّةً؛ قَالَ:

أَحسَن بيتٍ أَهَراً وبَزَّا

كأَنما لُزَّ بصَخْرٍ لَزَّا

والبَّزَّازُ: بَائِعُ البَزِّ وحِرْفَتُهُ البِزَازَةُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:

شَمْطاءُ أَعلى بَزِّها مُطَرَّحُ

يَعْنِي أَنها سَمِنَتْ فَسَقَطَ وَبَرُها وَذَلِكَ لأَن الْوَبَرَ لَهَا كَالثِّيَابِ. والبِزَّة، بِالْكَسْرِ: الْهَيْئَةُ والشَّارةُ واللِّبْسَةُ. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ، رضي الله عنه، لَمَّا دَنَا مِنَ الشَّامِ وَلَقِيَهُ النَّاسُ قَالَ لأَسْلَمَ: إِنهم لَمْ يَرَوْا عَلَى صَاحِبِكَ بِزَّةَ قَوْمٍ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ

؛ البِزَّةُ: الْهَيْئَةُ، كأَنه أَراد هَيْئَةَ الْعَجَمِ. والبَزُّ والبِزَّةُ: السِّلَاحُ يَدْخُلُ فِيهِ الدِّرْعُ والمِغْفَرُ وَالسَّيْفُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

وَلَا بِكَهامٍ بَزُّهُ عَنْ عَدُوِّهِ

إِذا هُوَ لاقَى حاسِراً أَو مُقَنَّعا

فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنه السَّيْفُ. أَبو عَمْرٍو: البَزَرُ: السِّلَاحُ التامُّ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ:

فَوَيْلُ أمِّ بَزٍّ جَرَّ شَعْلٌ عَلَى الحَصى

ووُقِّرَ بَزٌّ مَا هُنالك ضائعُ

الوَقْرُ: الصدعُ. وُقِّرَ بَزٌّ أَي صُدِعَ وفُلِّلَ وَصَارَتْ فِيهِ وَقَراتٌ. وشَعْلٌ: لَقَبُ تأَبَّطَ شَرًّا وَكَانَ أَسَرَ قَيْسَ بْنَ عَيْزَارَة الهذليَّ قائلَ هَذَا الشِّعْرِ فَسَلَبَهُ سِلَاحَهُ وَدِرْعَهُ، وَكَانَ تأَبط شَرًّا قَصِيرًا فَلَمَّا لَبِسَ دِرْعَ قَيْسٍ طَالَتْ عَلَيْهِ فَسَحَبَهَا عَلَى الْحَصَى، وَكَذَلِكَ سَيْفُهُ لَمَّا تَقَلَّدَهُ طَالَ عَلَيْهِ فَسَحَبَهُ فَوَقَّرَهُ لأَنه كَانَ قَصِيرًا فَهَذَا يَعْنِي السِّلَاحَ كُلَّهُ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ:

كأَنِّي إِذْ غَدَوْا ضَمَّنْتُ بَزِّي

مِنَ العِقْبَانِ، خائِتَةً طَلُوبا

أَي سِلَاحِي. والبِزِّيزَى: السِّلَاحُ. والبَزُّ: السَّلْبُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: مَنْ عَزَّ بَزَّ؛ مَعْنَاهُ مَنْ غَلَبَ سَلَبَ، وَالِاسْمُ البِزِّيزَى كالخِصِّيصَى وهو السَّلْبُ. وابْتَزَزْتُ الشيءَ: اسْتَلَبْتُه. وبَزَّهُ يَبُزُّهُ بَزًّا: غَلَبَهُ وَغَصَبَهُ. وبَزَّ الشيءَ يَبُزُّ بَزًّا: انْتَزَعَهُ. وبَزَّهُ ثيابَهُ بَزًّا. وبَزَّه: حَبَسَه. وَحُكِيَ عَنِ الْكِسَائِيِّ: لَنْ يأْخذه أَبداً بَزَّةً مِنِّي أَي قَسْراً. وابْتَزَّهُ ثيابَه: سَلبَهُ إِياها. وَفِي حَدِيثِ

أَبي عُبَيْدَةَ: إِنه سَيَكُونُ نبُوَّةٌ ورحمةٌ ثَمُّ كَذَا وَكَذَا ثُمَّ يَكُونُ بِزِّيزَى وأَخْذ أَموال بِغَيْرِ حَقٍّ

؛ البِزِّيزَى، بِكَسْرِ الْبَاءِ وَتَشْدِيدِ الزَّايِ الأُولى وَالْقَصْرِ: السَّلْبُ والتَّغَلُّبُ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ بَزْبَزِيّاً. قَالَ الهَرَوِيُّ: عَرَضَتْهُ عَلَى الأَزهري فَقَالَ: هَذَا لَا شَيْءَ، قَالَ: وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ إِن كَانَ مَحْفُوظًا فَهُوَ مِنَ البَزْبَزة، الإِسراع فِي السَّيْرِ، يُرِيدُ بِهِ عَسْفَ الوُلاةِ وإِسراعَهم إِلى الظُّلْمِ، فَمِنَ الأَول الْحَدِيثُ

فَيَبْتَزُّ ثِيَابِي وَمَتَاعِي

أَي يُجَرِّدُني مِنْهَا وَيَغْلِبُنِي عَلَيْهَا، وَمِنَ الثَّانِي الْحَدِيثُ الْآخَرُ:

مَنْ أَخرج ضَيْفَهُ «5» فَلَمْ يَجِدْ إِلَّا بَزْبَزِيّاً فَيَرُدُّهَا.

قَالَ: هَكَذَا جَاءَ فِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، رحمه الله. وَيُقَالُ: ابْتَزَّ الرجلُ جاريتَهُ مِنْ ثِيَابِهَا إِذا جَرَّدَها؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ:

إِذا مَا الضَّجِيعُ ابْتَزَّها مِنْ ثِيَابِهَا

تَميلُ عَلَيْهِ هَوْنَةً غيرَ مِتْفالِ

وَقَوْلُ خَالِدِ بْنِ زُهَيْرٍ الْهُذَلِيِّ:

يَا قَوْمُ، مَا لِي وأَبا ذؤيبِ

كنتُ إِذا أَتَوْتُهُ مِنْ غَيْبِ

يَشُمُّ عِطْفِي ويَبُزُّ ثَوْبي

كأَنني أَرَبْتُهُ بِرَيبِ

(5). قوله [من أخرج ضيفه] كذا بالأصل والنهاية.

ص: 312

أَي يَجْذِبُه إِليه. وَغُلَامٌ بُزْبُزٌ: خَفِيفٌ فِي السَّفَرِ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. ابْنُ الأَعرابي: البُزْبُزُ الْغُلَامُ الخفيفُ الرُّوحِ. وبَزْبَزَ الرجلُ وعَبَّدَ إِذا انْهَزَمَ وفَرَّ. والبَزْبازُ والبُزابِزُ: السريعُ فِي السَّيْرِ؛ قَالَ:

لَا تَحْسِبِنِّي، يَا أُمَيْمُ، عاجِزَا

إِذا السِّفارُ طَحْطَحَ البَزابِزَا

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كَذَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي، بِفَتْحِ الْبَاءِ عَلَى أَنه جَمْعُ بَزْبازٍ. والبَزْبَزَةُ: الشِّدَّة فِي السُّوقِ وَنَحْوَهُ، وَقِيلَ: كَثْرَةُ الْحَرَكَةِ وَالِاضْطِرَابِ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ:

ثُمَّ اعْتَلاها قَزحاً وارْتَهَزَا

وساقَها ثَمَّ سِياقاً بَزْبَزَا

والبَزْبَزَةُ: مُعَالَجَةُ الشَّيْءِ وإِصلاحه؛ يُقَالُ لِلشَّيْءِ الَّذِي أُجيد صَنْعَتُهُ: قَدْ بَزْبَزْتُه؛ وأَنشد:

وَمَا يَسْتَوِي هِلْباجَةٌ مُتَنَفِّخٌ

وَذُو شُطَبٍ، قَدْ بَزْبَزَتْه البَزابِزُ

أَراد مَا يَسْتَوِي رَجُلٌ ثَقِيلٌ ضَخْمٌ كأَنه لَبَنٌ خَاثِرٌ وَرَجُلٌ خَفِيفٌ مَاضٍ فِي الأُمور كأَنه سَيْفٌ ذُو شَطْبٍ قَدْ سَوَّاهُ وَصَقَّلَهُ الصَّانِعُ. والبُزَابِزُ: الشَّدِيدُ مِنَ الرِّجَالِ إِذا لَمْ يَكُنْ شُجَاعًا. وَرَجُلٌ بَزْبَزٌ وبُزَابِزٌ: لِلْقَوِيِّ الشَّدِيدِ مِنَ الرِّجَالِ وإِن لَمْ يَكُنْ شُجَاعًا. وَفِي حَدِيثٍ عَنِ الأَعْشَى: أَنه تَعَرَّى بإِزاءِ قَوْمٍ وسَمَّى فَرْجَه البَزْبازَ ورَجَزَ بِهِمْ، قَالَ:

إِيهاً خُثَيْمُ حَرِّك البَزْبازا

إِنَّ لَنَا مجالِساً كِنازَا

أَبو عَمْرٍو: البَزْبازُ قَصَبَةٌ من حديد عَلَمُ فَم الكِيرِ يَنْفُخُ النارَ، وأَنشد الرَّجَزَ:

إِيهاً خُثَيْمُ حَرِّكِ الْبَزْبَازَا

وبَزْبَزُوا الرجلَ: تَعْتَعُوه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وبَزْبَزَ الشَّيْءَ: رَمَى بِهِ ولم يردّه.

بغز: البَغْزُ: الضَّرْبُ بالرِّجل أَو الْعَصَا. والباغِزُ: الْمُقِيمُ عَلَى الْفُجُورِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْهُ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَحقُّه. والبَغْزُ: النَّشاطُ فِي الإِبل خَاصَّةً. والباغِزُ: مِثْلَ ذَلِكَ، اسْمٌ كالكاهِلِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:

واسْتَحْمل السَّيْرَ مِنِّي عِرْمِساً أُجُداً

تَخالُ باغِزَها باللَّيْلِ مَجْنُونا

قَالَ الأَزهري: جَعَلَ اللَّيْثُ البَغْزَ ضَرْباً بالرِّجْلِ وحَثّاً وكأَنه جَعَلَ الباغِزَ الراكبَ الَّذِي يَركُضُها بِرِجْلهِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: بَغَزَتِ الناقةُ إِذا ضربتْ بِرِجْلِهَا الأَرضَ فِي سَيْرِهَا نَشَاطًا. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو فِي قَوْلِهِ تَخَالُ بَاغِزَهَا أَي نَشَاطَهَا. وَقَدْ بَغَزها باغِزُها أَي حَرّكها محرِّكها مِنَ النَّشَاطِ. وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: رُبَّمَا رَكِبْتُ الناقَةَ الجوادَ فَبَغَزَها باغِزُها فَتَجْرِي شَوْطًا وَقَدْ تَقَحَّمَتْ بِي فَلأْياً مَا أَكُفُّها فَيُقَالُ لَهَا باغِزٌ مِنَ النشاط. والباغِزِيَّةُ: ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: الباغِزية ثِيَابٌ، وَلَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا؛ قَالَ الأَزهري: وَلَا أَدري أَي جِنْسٍ هِيَ مِنَ الثياب.

بلأَز: بَلأَزَ الرجلُ: فَرَّ كَبَلأَصَ.

بلز: امرأَة بِلِزٌ وبِلِزٌّ: ضَخْمَةٌ مُكْتَنِزَةٌ. الْجَوْهَرِيُّ امرأَة بِلِزٌ، عَلَى فِعِلٍ بِكَسْرِ الْفَاءِ وَالْعَيْنِ، أَي ضَخْمَةٌ. قَالَ ثَعْلَبٌ: لَمْ يأْت مِنَ الصِّفَاتِ عَلَى فِعِلٍ إِلَّا حَرْفَانِ: امرأَة بِلِزٌ وأَتان إِبِدٌ. وجَمَل بَلَنْزى: غَلِيظٌ شَدِيدٌ. أَبو عَمْرٍو: امرأَة بِلِزٌ خَفِيفَةٌ؛ قَالَ: والبِلِزُ الرَّجُلُ الْقَصِيرُ. الْفَرَّاءُ: مِنْ أَسماء الشَّيْطَانِ البَلأَزُ والجَلأَزُ والجانُ.

ص: 313