الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَسَلَّمَ، فَعَرَفَهُ فَقَالَ: أَهْرِقْها. وَكَانَ المالُ نَهْزَةَ عَشَرَةِ آلَافٍ
أَي قُرْبَها، وَحَقِيقَتُهُ كَانَ ذَا نَهْز. ونَهَز الفَصِيلُ ضَرْعَ أُمه: مِثْلُ لهَزَه. الأَزهري: وَفُلَانٌ يَنْهَزُ دَابَّتَهُ نَهْزاً ويَلْهَزُها لَهْزاً إِذا دَفَعَهَا وَحَرَّكَهَا. الْكِسَائِيُّ: نَهَزَه ولَهَزَه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ونَهَزَ الناقةَ يَنْهَزُها نَهْزاً: ضَرَبَ ضَرَّتَها لِتَدِرَّ صُعُداً. والنَّهُوزُ مِنَ الإِبل: الَّتِي يَمُوتُ وَلَدُهَا فَلَا تَدِرُّ حَتَّى يُوجَأَ ضَرْعُها. وَنَاقَةٌ نَهُوزٌ: لَا تَدِرُّ حَتَّى يُنْهَزَ لَحْياها أَي يُضْرَبا؛ قَالَ:
أَبْقَى عَلَى الذُّلِّ مِنَ النَّهُوزِ
وأَنْهَزَتِ الناقةُ إِذا نَهَزَ ولدُها ضَرْعَها؛ قَالَ:
ولكِنَّها كَانَتْ ثَلَاثًا مَياسِراً،
…
وحائِلَ حُولٍ أَنْهَلَتْ فأَحَلَّتِ
وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي: أَنْهَزَتْ وَلَا وَجْهَ لَهُ. ونَهَزْتُ بالدَّلو فِي الْبِئْرِ إِذا ضَرَبْتَ بِهَا إِلى الْمَاءِ لتمتلئَ. ونَهَزَ الدَّلْوَ يَنْهَزُها نَهْزاً: نَزَعَ بِهَا؛ قَالَ الشَّمَّاخ:
غَدَوْنَ لَهَا صُعْرَ الخُدُودِ، كَمَا غَدَتْ،
…
عَلَى مَاءِ يَمْؤُودَ، الدِّلاءُ النَّواهِزُ
يَقُولُ: غَدَتْ هَذِهِ الْحُمُرُ لِهَذَا الْمَاءِ كَمَا غَدَتِ الدِّلَاءُ النَّوَاهِزُ لِمَاءٍ يَمْؤُودَ، وَقِيلَ: النَّواهِزُ اللَّوَاتِي يُنْهَزْنَ فِي الْمَاءِ أَي يُحَرَّكْنَ لِيَمْتَلِئْنَ، فَاعِلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، والأَوّل أَفضل. وَهُمَا يَتناهَزانِ إِمارَةَ بَلَدٍ كَذَا أَي يَبْتَدِرانِ. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رضي الله عنه: أَتاه الجارودُ وابنُ سَيَّارٍ يَتَناهَزان إِمارَةً
أَي يَتَبَادَرَانِ إِلى طَلَبِهَا وَتَنَاوُلِهَا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
أَبي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه: سَيَجِدُ أَحدُكم امرأَته قَدْ ملأَت عِكْمَها مِنْ وَبَرِ الإِبل فلْيُناهِزْها وليقتطعْ وليُرْسِلْ إِلى جَارِهِ الَّذِي لَا وَبَرَ لَهُ
أَي يُبَادِرُهَا وَيُسَابِقُهَا إِليه. ونَهَزَ الرجلُ: مَدَّ بعُنُقِه وناءَ بِصَدْرِهِ ليَتَهَوَّعَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
عَطَاءٍ: أَو مَصْدُور يَنْهَزُ قَيْحاً
أَي يَقْذِفُهُ؛ والمَصْدُور: الَّذِي بِصَدْرِه وَجَعٌ. ونَهَزَ: مَدَّ عُنُقَه وناءَ بِصَدْرِهِ ليَتَهَوَّع. وَيُقَالُ: نَهَزَتْني إِليك حاجةٌ أَي جَاءَتْ بِي إِليك؛ وأَصل النَّهْز: الدَّفْعُ، كأَنها دَفَعَتْنِي وحَرَّكَتْني. وناهِزٌ ومُناهِزٌ ونُهَيْز: أَسماء.
نوز: التَّهْذِيبِ: وَرَوَى
شَمِرٌ عَنِ القَعْنَبيّ عَنْ حِزام بْنِ هِشَامٍ عَنْ أَبيه قَالَ: رأَيت عُمَرَ، رضي الله عنه، أَتاه رَجُلٌ مِنْ مُزَيْنَةَ بالمُصَلَّى عامَ الرَّمادَةِ فَشَكَا إِليه سُوءَ الْحَالِ وإِشرافَ عِيالِه عَلَى الْهَلَاكِ، فأَعطاه ثلاثةَ أَنيابٍ حَتائر وَجَعَلَ عَلَيْهِنَّ غَرَائِرَ فِيهِنَّ رِزَمٌ مِنْ دَقِيق ثُمَّ قَالَ لَهُ: سِرْ فإِذا قَدِمْتَ فَانْحَرْ نَاقَةً فأَطعمهم بوَدَكِها وَدَقِيقِهَا، وَلَا تُكْثِرْ إِطعامهم فِي أَول مَا تُطْعِمُهُمْ ونَوِّزْ؛ فلَبِثَ حِينًا ثُمَّ إِذا هُوَ بالشَّيْخ فَقَالَ: فعلتُ مَا أَمرتني وأَتى اللَّهُ بالحَيا فبِعْتُ نَاقَتَيْنِ وَاشْتَرَيْتُ لِلْعِيَالِ صُبَّةً مِنَ الْغَنَمِ فَهِيَ تَروح عَلَيْهِمْ
؛ قَالَ شَمِرٌ: قَالَ القَعْنبي قَوْلُهُ نَوِّزْ أَي قَلِّلْ؛ قَالَ شَمِرٌ: وَلَمْ أَسمع هَذِهِ الْكَلِمَةَ إِلا لَهُ، وَهُوَ ثِقَةٌ.
فصل الهاء
هبز: هَبَزَ يَهْبِزُ هَبْزاً وهُبُوزاً وهَبَزاناً: مَاتَ، وَقِيلَ: هَلَكَ فَجْأَةً، وَقِيلَ: هُوَ الْمَوْتُ، أَيّاً كَانَ؛ وَكَذَلِكَ قَحَزَ يَقْحَزُ قُحُوزاً: مَاتَ. والهَبْزُ: مَا اطْمَأَنَّ مِنَ الأَرض وَارْتَفَعَ مَا حَوْلَهُ، وَجَمْعُهُ هُبُوزٌ، وَالرَّاءُ أَعلى.
هبرز: الهِبْرِزِيُّ: الإِسْوارُ مِنْ أَساوِرَة فارسَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَعني بالإِسْوارِ الجَيِّدَ الرَّمْي بِالسِّهَامِ، فِي قَوْلِ الزَّجَّاج، أَو هُوَ الحَسَنُ الثَّبات عَلَى ظَهْرِ الْفَرَسِ، فِي قَوْلِ الْفَارِسِيِّ. وَرَجُلٌ هِبْرِزِيٌّ: جَمِيلٌ وَسِيم، وَقِيلَ: نَافِذٌ. وخُفٌّ هِبْرِزِيٌّ: جَيِّد؛ يَمَانِيَةٌ. وَكُلُّ جَمِيلٍ وَسِيمٍ عِنْدَ الْعَرَبِ هِبْرِزِيٌّ مِثْلَ هِبْرِقِيٍّ. ابْنُ الأَعرابي: الهِبْرِزيُّ الدِّينَارُ الْجَدِيدُ؛ وأَنشد لِرَجُلٍ رَثَى ابْنًا لَهُ:
فَمَا هِبْرِزِيٌّ مِنْ دَنانِير أَيْلَةٍ،
…
بأَيْدِي الوُشاةِ ناصِعٌ يَتَأَكَّلُ
قَالَ: الوشاةُ ضَرَّابو الدَّنَانِيرِ. يَتَأَكَّلُ: يأْكل بَعْضُهُ بَعْضًا مِنْ حُسْنِه. والهِبْرِزِيُّ والإِبْرِزِيُّ: الذَّهَبُ الْخَالِصُ، وَهُوَ الإِبرِيزُ؛ وَقَوْلُ العُجَيْر أَنشده الإِيادِيُّ:
فإِن تَكُ أُمُّ الهِبْرِزِيِّ تَمَصَّرَتْ
…
عِظامي، فَمِنْهَا ناحِلٌ وحَسِيرُ
قَالَ: أُم الهِبْرِزِيِّ الحُمَّى. اللِّيْثُ: الهِبْرِزِيُّ الجَلْدُ النافذُ. والهِبْرِزِيُّ: الأَسد؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ:
بِهَا مِثْل مَشْيِ الهِبْرِزِيِّ المُسَرْوَلِ
قَالَ: وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ مَاءً:
خَفِيف الجَبَا لَا يَهْتَدِي فِي فَلاتِهِ مِنَ القومِ إِلا الهِبْرِزِيُّ المُغامِسُ
قَالَ: كلُّ مِقْدامٍ هِبْرِزِيٌّ مِنْ كل شيء.
هجز: الهَجْزُ: لُغَةٌ فِي الهَجْسِ، وَهِيَ النَّبْأَةُ الخَفِيَّة.
هرز: هَرْوَزَ الرجلُ والدابةُ هَرْوَزَةً: مَاتَا؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ فَعْوَلَةٌ مِنَ الهَرْزِ. وَرَوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: هَرِزَ الرجلُ وهُرِئَ إِذا مَاتَ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه قَضَى فِي سَيْلِ مَهْزُورٍ أَن يُحْبَس حتى يبلغ الماءُ الكَعْبَين
؛ مَهْزُورٌ: وَادِي قُرَيْظَة بِالْحِجَازِ، وأَما بِتَقْدِيمِ الرَّاءِ عَلَى الزَّايِ فموضِعُ سُوقِ الْمَدِينَةِ تَصَدَّقَ بِهِ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، عَلَى المسلمين.
هرمز: الهُرْمُزُ والهُرْمُزانُ والهارَمُوزُ: الْكَبِيرُ مِنْ مُلُوكِ الْعَجَمِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: هُرْمُزُ مِنْ أَسماء الْعَجَمِ. ورَامَهُرْمُز: مَوْضِعٌ، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَبْنِيهِ عَلَى الْفَتْحِ فِي جَمِيعِ الْوُجُوهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْرِبُهُ وَلَا يَصْرِفُهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُضِيفُ الأَول إِلى الثَّانِي وَلَا يَصْرِفُ الثَّانِي ويُجْرِي الأَول بِوُجُوهِ الإِعراب. والشَّيْخُ يُهَرْمِزُ، وهَرْمَزَتُهُ: لَوْكَتُهُ لُقْمَتَه فِي فِيهِ لَا يُسِيغه وَهُوَ يُدِيرُهُ فِي فِيهِ.
هزز: الهَزُّ: تَحْرِيكُ الشَّيْءِ كَمَا تَهُزُّ القَناةَ فَتَضْطَرِبُ وتَهْتَزُّ، وهَزَّه يَهُزُّه هَزّاً وهَزَّ بِهِ وهَزَّزَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ
؛ أَي حَرِّكِي. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: هَزَّه وهَزَّ بِهِ إِذا حَرَّكَهُ؛ وَمِثْلُهُ: خُذِ الخِطامَ وخُذْ بِالْخِطَامِ وتَعلَّق زَيْدًا وتَعَلَّق بِزَيْدٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما عَدَّاه بِالْبَاءِ لأَنَّ فِي هُزِّي مَعْنَى جُرِّي؛ وَقَالَ الْمُتَنَخِّلُ الهُذَليُّ:
قَدْ حَالَ بَيْنَ دَرِيسَيْهِ مُؤَوِّبَةٌ
…
مِسْعٌ، لَهَا بِعِضاهِ الأَرضِ تَهْزِيزُ
مؤَوِّبة: رِيحٌ تأْتي لَيْلًا، وَقَدِ اهْتَزَّ؛ وَيُسْتَعَارُ فَيُقَالُ: هَزَزْتُ فُلَانًا لِخَيْرٍ فاهْتَزَّ، وهَزَزْتُ الشيءَ هَزّاً فاهْتَزَّ أَي حَرَكْتُهُ فَتَحَرَّكَ؛ قَالَ:
كَرِيمٌ هُزَّ فاهْتَزّ،
…
كَذَاكَ السَّيِّدُ النَّزّ
وَفِي حَدِيثِ
النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم: اهْتَزَّ العرشُ لِمَوْتِ مُعَاذٍ
؛ قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: اهْتَزَّ العرشُ أَي فَرِحَ؛ وأَنشد:
كَرِيمٌ هُزَّ فاهْتَزّ
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أُريد بِالْعَرْشِ هاهنا السَّرِيرُ الَّذِي حُمِلَ عَلَيْهِ سعد بن معاذ حين نُقِلَ إِلى قَبْرِهِ، وَقِيلَ: هُوَ عَرْشُ اللَّهِ ارْتَاحَ وَاسْتَبْشَرَ لِكَرَامَتِهِ عَلَى رَبِّهِ أَي لِرُوحِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ حِينَ رُفِعَ إِلى السَّمَاءِ، وَاللَّهُ أَعلم بِمَا أَراد. قَالَ ابْنُ الأَثير: الهَزُّ فِي الأَصل الْحَرَكَةُ، واهْتَزَّ إِذا تَحَرَّكَ، فَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى مَعْنَى الِارْتِيَاحِ، أَي ارْتَاحَ لِصُعُودِهِ حِينَ صُعِدَ بِهِ وَاسْتَبْشَرَ لِكَرَامَتِهِ عَلَى رَبِّهِ. وَكُلُّ مَنْ خَفَّ لأَمر وَارْتَاحَ لَهُ، فَقَدِ اهْتَزَّ لَهُ؛ وَقِيلَ: أَراد فَرِحَ أَهلُ الْعَرْشِ بِمَوْتِهِ. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رضي الله عنه: فَانْطَلَقْنَا بالسِّقْطَينِ نَهُزُّ بِهِمَا
أَي نُسْرِعُ السَّيْرَ بِهِمَا، وَيُرْوَى: نَهِزُ مِنَ الوَهْزِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وأَخَذَتْهُ لِذَلِكَ الأَمر هِزَّة أَي أَرْيَحِيَّة وَحَرَكَةٌ. واهْتَزَّ النَّبَاتُ: تَحَرَّك وَطَالَ. وهَزَّتْه الرِّيحُ والرِّيُّ: حَرَّكاه وأَطالاه. واهتَزَّت الأَرضُ: تَحَرَّكَتْ وأَنبتت. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ*
؛ اهْتَزَّتْ أَي تَحَرَّكَتْ عِنْدَ وُقُوعِ النَّبَاتِ بِهَا، ورَبَتْ أَي انْتَفَخَتْ وعَلَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِني سَمِعْتُ هَزِيزاً كَهزِيز الرَّحَى
أَي صوت دورانها. والهَزُّ والهَزِيزُ فِي السَّيْرِ: تَحْرِيكُ الإِبل فِي خِفَّتِها. وَقَدْ هَزَّها السيرُ وهَزَّها الْحَادِي هَزِيزاً فاهْتَزَّتْ هِيَ إِذا تَحَرَّكَتْ فِي سَيْرِهَا بِحُدائِه. الأَصمعي: الهِزَّةُ مِنْ سَيْرِ الإِبل أَن يَهْتَزَّ المَوْكِبُ. قَالَ النَّضِرُ: يَهْتَزّ أَي يُسْرِع. ابْنُ سِيدَهْ: الهِزَّة أَن يَتَحَرَّكَ الموكِبُ وَقَدِ اهْتَزَّ؛ قَالَ ابْنُ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ:
أَلا هَزِئَتْ بِنا قُرَشِيَّةٌ
…
يَهْتَزُّ مَوْكِبُها
واهْتِزازُ الْمَوْكِبِ أَيضاً «2» وجَلَبَتُهُم. وهَزِيزُ الرِّيحِ: دَوِيُّها عِنْدَ هَزِّها الشجرَ؛ يُقَالُ: الرِّيحُ تُهَزِّزُ الشَّجَرَ فَيَتَهَزَّزُ؛ وهَزْهَزَهُ أَي حَرَّكَهُ فَتَهَزْهَزَ. وهَزِيزُ الرِّيحِ: صوتُ حَرَكَتِها؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ:
إِذا مَا جَرَى شَأْوَيْنِ وابْتَلَّ عِطْفُه،
…
تقولُ: هَزِيزُ الريحِ مَرَّتْ بأَثْأَبِ
وهِزَّانُ بْنُ يَقْدُمَ: بطنٌ، فِعْلانٌ مِنَ الهِزَّة؛ قَالَ الْشَّاعِرُ «3»:
وفِتْيان هِزَّانَ الطِّوالُ الغَرانِقَهْ
وَقِيلَ: هِزَّانُ قَبِيلَةٌ مَعْرُوفَةٌ، وَقِيلَ: هِزَّان قَبِيلَةٌ مِنَ الْعَرَبِ. وهَزْهَزَ الشيءَ: كَهزَّه. والهَزْهَزَةُ: تَحْرِيكُ الرأْس. والهَزْهَزةُ: تَحْرِيكُ الْبَلَايَا وَالْحُرُوبِ لِلنَّاسِ. والهَزاهِزُ: الْفِتَنُ يَهْتَزُّ فِيهَا النَّاسُ. وَسَيْفٌ هَزْهازٌ وَسَيْفٌ هُزَهِزٌ وهُزاهِزٌ: صافٍ. وَمَاءٌ هُزْهُزٌ وهُزاهِزٌ وهَزْهازٌ: يَهْتَزُّ مِنْ صَفَائِهِ. وعَيْنٌ هُزْهُزٌ: كَذَلِكَ. وَمَاءٌ هُزَهِزٌ فِي اهْتِزازِه إِذا جَرى،
(2). قوله [واهتزاز الموكب أيضا إلخ] عبارة الجوهري: وَالْهِزَّةُ، بِالْكَسْرِ، النَّشَاطُ وَالِارْتِيَاحُ وصوت غليان القدر واهتزاز الموكب أيضا إلخ
(3)
. قوله [قال الشاعر] هو الأَعشى يخاطب امرأة، وصدره:
وقد كان في شبان قومك منكح
ونَهْرٌ هُزْهُزٌ، بِالضَّمِّ؛ وأَنشد الأَصمعي:
إِذا اسْتَراثَتْ سَاقِيًّا مُسْتَوْفِزا
…
بَجَّتْ مِنَ البَطْحاءِ نَهْراً هُزْهُزا
قَالَ ثَعْلَبٌ: قَالَ أَبو الْعَالِيَةِ: قُلْتُ للغَنَويِّ مَا كَانَ لَكَ بنَجْدٍ فقال: ساحاتٌ فِيحٌ وعَيْنٌ هُزْهُزٌ واسعةُ مُرْتَكَضِ المَجَمِّ، قُلْتُ: فَمَا أَخرجك عَنْهَا قَالَ: إِن بَنِي عَامِرٍ جَعَلُونِي عَلَى حِنْدِيرَةِ أَعينهم يُرِيدُونَ أَن يَخْتَفُوا دَمِيَهْ؛ مَرتكض: مُضْطَرَب. والمَجَمُّ: مَوْضِعُ جُموم الْمَاءِ أَي توفُّره وَاجْتِمَاعِهِ. وَقَوْلُهُ: أَن يَخْتَفُوا دَمِيَهْ أَي يَقْتُلُونِي وَلَا يُعْلَم بِي. وَبَعِيرٌ هُزاهِزٌ: شَدِيدُ الصَّوْتِ؛ وَقَالَ الْبَاهِلِيُّ فِي قَوْلِ الرَّاجِزِ:
فَوَرَدَتْ مِثْلَ اليَمانِ الهَزْهازْ،
…
تَدْفَعُ عَنْ أَعْناقِها بالأَعْجازْ
أَراد أَن هَذِهِ الإِبل وَرَدَتْ مَاءً هَزْهازاً كَالسَّيْفِ الْيَمَانِيِّ فِي صَفَائِهِ. أَبو عَمْرٍو: بِئْرٌ هُزْهُزٌ بَعِيدَةُ القَعر؛ وأَنشد:
وفَتَحَتْ للعَرْدِ بِئْراً هُزْهُزا
وَقَوْلَ أَبي وَجْزَةَ:
والماءُ لَا قَسْمٌ وَلَا أَقْلادُ،
…
هُزاهِزٌ أَرْجاؤُها أَجْلادُ،
لَا هُنَّ أَمْلاحٌ وَلَا ثِمادُ
قِيلَ: مَاءٌ هَزْهازٌ إِذا كَانَ كَثِيرًا يَتَهَزْهَزُ، واهْتَزَّ الكوكبُ فِي انْقِضاضِه، وَكَوْكَبٌ هازٌّ. والهِزَّةُ، بِالْكَسْرِ: النَّشاط وَالِارْتِيَاحُ وَصَوْتُ غَلَيَانِ القِدْرِ. وَيُقَالُ: تَهَزْهَزَ إِليه قَلْبِي أَي ارْتَاحَ وهَشَّ؛ قَالَ الرَّاعِي:
إِذا فاطَنَتْنا فِي الْحَدِيثِ تَهَزْهَزَتْ
…
إِليها قلوبٌ، دُونَهُنَّ الجَوانِحُ
والهَزائِزُ: الشَّدَائِدُ؛ حَكَاهَا ثَعْلَبٌ قَالَ: وَلَا وَاحِدَ لَهَا.
هزبز: الهَزَنْبَزُ والهَزَنْبَزانُ والهَزَنْبزانِيُّ، كلُّه: الحديدُ، حَكَاهُ ابْنُ جِنِّي بِزَايَيْنِ، قَالَ: وَهِيَ مِنَ الأَمثلة الَّتِي لَمْ يَذْكُرْهَا سِيبَوَيْهِ.
همز: هَمَزَ رأْسه يَهْمِزُه هَمْزاً: غَمَزَه، وَقَدْ هَمَزْتُ الشيءَ فِي كَفِّي؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
وَمَنْ هَمَزْنا رأْسَه تَهَشَّما
وهَمَزَ الجَوْزَة بِيَدِهِ يَهْمِزُها: كَذَلِكَ. وهَمَزَ الدَّابَّةَ يَهْمِزُها هَمْزاً: غَمَزَها. والمِهْمازُ: مَا هُمِزَتْ بِهِ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ:
أَقامَ الثِّقافُ والطَّرِيدَةُ دَرْأَها،
…
كَمَا قَوَّمتْ ضِغْنَ الشَّموسِ المَهامِزُ
أَراد الْمَهَامِيزَ، فَحَذْفُ الْيَاءِ ضَرُورَةً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يَكُونُ جَمْعَ مِهْمَزٍ. قَالَ الأَزهري: وهَمَزَ القَناةَ ضَغَطها بالمَهامِز إِذا ثُقِّفَتْ، قَالَ شَمِرٌ: والمَهامِزُ عِصِيٌّ، وَاحِدَتُهَا مِهْمَزَة، وَهِيَ عَصًا فِي رأْسها حَدِيدَةٌ يُنخس بِهَا الْحِمَارُ؛ قَالَ الأَخطل:
رَهْطُ ابنِ أَفْعَلَ فِي الخُطُوبِ أَذِلَّةٌ،
…
دُنْسُ الثِّيابِ قَناتُهُمْ لَمْ تُضْرَسِ
بالهَمْزِ مِنْ طُولِ الثِّقافِ، وجارُهُمْ
…
يُعْطِي الظُّلامَةَ فِي الخُطوبِ الحُوَّسِ
أَبو الْهَيْثَمِ: الْمَهَامِزُ مُقَارِعُ النَّخَّاسِين الَّتِي يَهْمِزُون بِهَا الدَّوَابَّ لتُسْرِعَ، وَاحِدَتُهَا مِهْمَزة، وَهِيَ المِقْرَعَةُ. والمِهْمَزُ والمِهْمازُ: حَدِيدَةٌ تَكُونُ فِي مُؤَخَّرِ خُف الرَّائِضِ. والهَمْزُ مِثْلُ الغَمْزِ والضَّغْطِ، وَمِنْهُ الهَمْزُ فِي الْكَلَامِ لأَنه يُضْغَط. وَقَدْ هَمَزْتُ الحَرْفَ فانْهَمَز، وَقِيلَ لأَعرابي: أَتَهْمِزُ الْفَارَ؟ فَقَالَ: السِّنَّورُ يَهْمِزُها. والهَمْزُ مِثْلُ اللَّمْزِ. وهَمَزَهُ: دَفَعَهُ وَضَرَبَهُ. وهَمَزْتُه ولَمَزْتُه ولَهَزْتُه ونَهَزْتُه إِذا دَفَعْتَهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
ومَنْ هَمَزْنا عِزَّه تَبَرْكَعا
…
عَلَى اسْتِهِ زَوْبَعَةً، أَو زَوْبَعا
تَبَرْكَعَ الرَّجُلُ إِذا صُرعَ فَوَقَعَ عَلَى اسْتِهِ. وقوسٌ هَمُوزٌ وهَمَزَى، عَلَى فَعَلى: شَدِيدَةُ الدَّفْعِ والحَفْزِ لِلسَّهْمِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وأَنشد لأَبي النَّجْمِ وَذَكَرَ صَائِدًا:
نَحا شَمَالًا هَمَزَى نَصُوحا،
…
وهَتَفَى مُعْطِيَةً طَرُوحا
ابْنُ الأَنباري: قَوْسٌ هَمَزَى شَدِيدَةُ الهَمْزِ إِذا نُزِعَ عَنْهَا. وقوسٌ هَتَفَى: تَهْتِفُ بالوَتَرِ. والهَامِزُ والهَمَّازُ: العَيَّابُ. والهُمَزَةُ مِثْلُهُ، وَرَجُلٌ هُمَزَةٌ وامرأَة هُمَزَةٌ أَيضاً. والهَمَّاز والهُمَزَة: الَّذِي يَخْلُف الناسَ مِنْ وَرَائِهِمْ ويأْكل لُحُومَهُمْ، وَهُوَ مِثْلُ العُيَبَةِ، يَكُونُ ذَلِكَ بالشِّدْقِ وَالْعَيْنِ والرأْس. اللَّيْثُ: الهَمَّازُ والهُمَزَة الَّذِي يَهْمِزُ أَخاه فِي قَفَاهُ مِنْ خَلْفِه، واللَّمْزُ فِي الِاسْتِقْبَالِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ
؛ وَفِيهِ أَيضاً: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ
، وَكَذَلِكَ امرأَة هُمَزَة لُمَزَةٌ لَمْ تَلْحَق الهاءُ لتأْنيث الْمَوْصُوفِ بِمَا فِيهِ، وإِنما لَحِقَتْ لإِعلام السَّامِعِ أَن هَذَا الْمَوْصُوفَ بِمَا هِيَ فِيهِ قَدْ بَلَغَ الْغَايَةَ وَالنِّهَايَةَ، فَجَعَلَ تأْنيث الصِّفَةِ أَمارة لِمَا أُريد مِنْ تأْنيث الْغَايَةِ وَالْمُبَالَغَةِ. ابْنُ الأَعرابي: الهُمَّازُ العَيَّابُونَ فِي الْغَيْبِ، واللُّمَّازُ الْمُغْتَابُونَ بِالْحَضْرَةِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ عز وجل: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ
. قال أَبو إِسحق: الْهُمَزَةُ اللُّمَزَةُ الَّذِي يَغْتَابُ النَّاسَ ويَغُضُّهم؛ وأَنشد:
إِذا لَقِيتُك عَنْ شَحْطٍ تُكاشِرُني،
…
وإِن تَغَيَّبْتُ كنتَ الهامِزَ اللُّمَزَهْ
ابْنُ الأَعرابي: الهَمْزُ الغَضُّ، والهَمْزُ الكَسْرُ، والهَمْزُ العَيْبُ. وَرُوِيَ عَنْ
أَبي الْعَبَّاسِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ
؛ قَالَ: هُوَ المَشَّاءُ بِالنَّمِيمَةِ المُفَرِّقُ بَيْنَ الْجَمَاعَةِ المُغْري بَيْنَ الأَحبة.
وهَمَزَ الشيطانُ الإِنسانَ هَمْزاً: هَمَسَ فِي قَلْبِهِ وَسْواساً. وهَمَزاتُ الشَّيْطَانِ: خَطَراتُه الَّتِي يُخْطِرُها بِقَلْبِ الإِنسان. وَفِي حَدِيثِ
النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم: أَنه كَانَ إِذا اسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ قَالَ: اللَّهُمَّ إِني أَعوذ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِه ونَفْثِه ونَفْخِه قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَمْزه ونَفْثُه ونَفْخه؟ قَالَ: أَما هَمْزُه فالمُوتَةُ، وأَما نَفْثُهُ فالشِّعْرُ، وأَما نفخُه فالكِبْرُ
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المُوتَةُ الجُنُون، قَالَ: وإِنما سَمَّاهُ هَمْزاً لأَنه جَعَلَهُ مِنَ النَّخْسِ وَالْغَمْزِ. وكلُّ شَيْءٍ دَفَعْتَهُ، فَقَدَ هَمَزْتَهُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الهَمْز العَصْر. يُقَالُ: هَمَزْتُ رأْسَه وهمزتُ الجَوْز بكفِّي. والهَمْزُ: النَّخْسُ وَالْغَمْزُ. والهَمْزُ: الغِيبَة وَالْوَقِيعَةُ فِي النَّاسِ وَذِكْرُ عُيُوبِهِمْ؛ وَقَدْ هَمَزَ يَهْمِزُ، فَهُوَ هَمَّاز وهُمَزَةٌ لِلْمُبَالَغَةِ.