المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل العين المهملة - لسان العرب - جـ ٥

[ابن منظور]

الفصل: ‌فصل العين المهملة

لَهَا عَائِشَةَ، رضي الله عنها: لَيْسَ هَذَا مِنْ طِرازك

أَي مِنْ نَفْسِك وقَرِيحَتِك. ابْنُ الأَعرابي: الطَّرز الدَّفْعُ باللَّكْز، يُقَالُ: طَرَزَه طَرْزاً إِذا دفعه.

طعز: الطَّعْزُ: كِنَايَةٌ عَنِ النكاح.

طنز: طَنَزَ يَطْنِزُ طَنْزاً: كَلَّمَهُ بِاسْتِهْزَاءٍ، فَهُوَ طَنَّاز. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَظنه مولَّداً أَو معرَّباً. والطَّنْز: السُّخْريَةُ وَفِي نَوَادِرَ الأَعراب: هؤُلاءِ قَوْمٌ مَدْنَقَة ودُنَّاق ومَطْنَزَةٌ إِذا كَانُوا لَا خَيْرَ فِيهِمْ هَيِّنَةً أَنفُسُهم عَلَيْهِمْ.

طنبز: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: أَبو عَمْرٍو الشَّيْباني: يُقَالُ لجَهازِ المرأَة وَهُوَ فَرْجُهَا هو ظَنْبَزِيزُها، والله أَعلم.

‌فصل العين المهملة

عجز: العَجْزُ: نَقِيضُ الحَزْم، عَجَز عَنِ الأَمر يَعْجِزُ وعَجِزَ عَجْزاً فِيهِمَا؛ وَرَجُلٌ عَجِزٌ وعَجُزٌ: عاجِزٌ. ومَرَةٌ عاجِزٌ: عاجِزَةٌ عَنِ الشَّيْءِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وعَجَّز فلانٌ رَأْيَ فُلَانٍ إِذا نَسَبَهُ إِلى خِلَافِ الحَزْم كأَنه نَسَبَهُ إِلى العَجْز. وَيُقَالُ: أَعْجَزْتُ فُلَانًا إِذا أَلفَيْتَه عاجِزاً. والمَعْجِزَةُ والمَعْجَزَة: العَجْزُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ المَعْجِزُ والمَعْجَزُ، الْكَسْرُ عَلَى النَّادِرِ وَالْفَتْحُ عَلَى الْقِيَاسِ لأَنه مَصْدَرٌ. والعَجْزُ: الضَّعْفُ، تَقُولُ: عَجَزْتُ عَنْ كَذَا أَعْجِز. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ: وَلَا تُلِثُّوا بِدَارِ مَعْجِزَة

أَي لَا تُقِيمُوا بِبَلْدَةٍ تَعْجِزُون فِيهَا عَنِ الِاكْتِسَابِ وَالتَّعَيُّشِ، وَقِيلَ بالثَّغْر مَعَ الْعِيَالِ. والمَعْجِزَةُ، بِفَتْحِ الْجِيمِ وَكَسْرِهَا، مَفْعِلَةٌ مِنَ العَجْز: عَدَمُ الْقُدْرَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

كلُّ شيءٍ بِقَدَرٍ حَتَّى العَجْزُ والكَيْسُ

، وَقِيلَ: أَراد بالعَجْز تَرْكَ مَا يُحبُّ فِعْلَهُ بالتَّسويف وَهُوَ عَامٌّ فِي أُمور الدُّنْيَا وَالدِّينِ. وَفِي حَدِيثِ الْجَنَّةِ:

مَا لِي لَا يَدْخُلُني إِلَّا سَقَطُ النَّاسِ وعَجَزُهُم

؛ جَمْعُ عاجِزٍ كخادِمٍ وخَدَم، يُرِيدُ الأَغْبِياءَ العاجِزِين فِي أُمور الدُّنْيَا. وَفَحْلٌ عَجِيزٌ: عَاجِزٌ عَنِ الضِّراب كعَجِيسٍ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْد: فَحْلٌ عَجِيزٌ وعَجِيسٌ إِذا عَجَز عَنِ الضِّراب؛ قَالَ الأَزهري وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ الْعَنِينِ: هُوَ العَجِير، بِالرَّاءِ، الَّذِي لَا يأْتي النِّسَاءَ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: العَجِيز الَّذِي لَا يأْتي النِّسَاءَ، بِالزَّايِ وَالرَّاءِ جَمِيعًا. وأَعْجَزَه الشيءُ: عَجَزَ عَنْهُ. والتَّعْجِيزُ: التَّثْبِيط، وَكَذَلِكَ إِذا نَسَبْتَهُ إِلى العَجْز. وعَجَّزَ الرجلُ وعاجَزَ: ذَهَبَ فَلَمْ يُوصَل إِليه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ سَبَأٍ: وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ*

؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ ظانِّين أَنهم يُعْجِزُوننا لأَنهم ظَنُّوا أَنهم لَا يُبعثون وأَنه لَا جَنَّةَ وَلَا نَارَ، وَقِيلَ فِي التَّفْسِيرِ: مُعاجزين مُعَانِدِينَ وَهُوَ رَاجِعٌ إِلى الأَوّل، وَقُرِئَتْ مُعَجِّزين، وتأْويلها أَنهم يُعَجِّزُون مَنِ اتَّبَعَ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، ويُثَبِّطُونهم عَنْهُ وَعَنِ الإِيمان بِالْآيَاتِ وَقَدْ أَعْجَزهم. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ

؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: يَقُولُ الْقَائِلُ كَيْفَ وَصَفَهُمْ بأَنهم لَا يُعْجِزُونَ فِي الأَرض وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَيْسُوا فِي أَهل السَّمَاءِ؟ فَالْمَعْنَى مَا أَنتم بمُعْجِزِينَ فِي الأَرض وَلَا مَنْ فِي السَّمَاءِ بمُعْجِزٍ، وَقَالَ أَبو إِسحق: مَعْنَاهُ، وَاللَّهُ أَعلم، مَا أَنتم بمُعْجِزِين فِي الأَرض وَلَا لَوْ كُنْتُمْ فِي السَّمَاءِ، وَقَالَ الأَخفش: مَعْنَاهُ مَا أَنتم بمُعْجِزِين فِي الأَرض وَلَا فِي السَّمَاءِ أَي لَا تُعْجِزُوننا هَرَباً فِي الأَرض وَلَا فِي السَّمَاءِ، قَالَ الأَزهري: وَقَوْلُ الْفَرَّاءِ أَشهر فِي الْمَعْنَى وَلَوْ كَانَ قَالَ:

ص: 369

وَلَا أَنتم لَوْ كُنْتُمْ فِي السَّمَاءِ بمُعْجِزِينَ لَكَانَ جَائِزًا، وَمَعْنَى الإِعْجاز الفَوْتُ والسَّبْقُ، يُقَالُ: أَعْجَزَني فُلَانٌ أَي فَاتَنِي؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى:

فَذاكَ وَلَمْ يُعْجِزْ مِنَ الموتِ رَبَّه

وَلَكِنْ أَتاه الموتُ لَا يَتَأَبَّقُ

وَقَالَ اللَّيْثُ: أَعْجَزَني فُلَانٌ إِذا عَجَزْتَ عَنْ طَلَبِهِ وإِدراكه. وَقَالَ ابْنُ عَرَفَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى مُعاجِزِينَ*

أَي يُعاجِزُون الأَنبياءَ وأَولياءَ اللَّهِ أَي يُقَاتِلُونَهُمْ ويُمانِعُونهم ليُصَيِّروهم إِلى العَجْزِ عَنْ أَمر اللَّهِ، وَلَيْسَ يُعْجِزُ اللهَ، جَلَّ ثَنَاؤُهُ، خَلْقٌ فِي السَّمَاءِ وَلَا فِي الأَرض وَلَا مَلْجَأَ مِنْهُ إِلا إِليه؛ وَقَالَ أَبو جُنْدب الْهُذَلِيُّ:

جعلتُ عُزَانَ خَلْفَهُم دَلِيلًا

وفاتُوا فِي الحجازِ ليُعْجِزُوني «5»

وَقَدْ يَكُونُ أَيضاً مِنَ العَجْز. وَيُقَالُ: عَجَزَ يَعْجِزُ عَنِ الأَمر إِذا قَصَرَ عَنْهُ. وعاجَزَ إِلَى ثِقَةٍ: مالَ إِلَيْهِ. وعاجَزَ القومُ: تَرَكُوا شَيْئًا وأَخذوا فِي غَيْرِهِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يُعاجِزُ عَنِ الْحَقِّ إِلَى الْبَاطِلِ أَي يلجأُ إِلَيْهِ. وَيُقَالُ: هُوَ يُكارِزُ إِلَى ثِقَةٍ مُكارَزَةً إِذَا مَالَ إِلَيْهِ. والمُعْجِزَةُ: وَاحِدَةُ مُعْجِزات الأَنبياء، عليهم السلام. وأَعْجاز الأُمور: أَواخِرُها. وعَجْزُ الشَّيْءِ وعِجْزُه وعُجْزُه وعَجُزُه وعَجِزُه: آخِرُهُ، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ؛ قَالَ أَبو خِراش يَصِفُ عُقاباً:

بَهِيماً، غيرَ أَنَّ العَجْزَ مِنْهَا

تَخالُ سَرَاتَه لَبَناً حَلِيبا

وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ مُؤَنَّثَةٌ فَقَطْ. والعَجُز: مَا بَعْدُ الظَّهْرِ مِنْهُ، وَجَمِيعُ تِلْكَ اللُّغَاتِ تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ، وَالْجَمْعُ أَعجاز، لَا يُكَسَّر عَلَى غَيْرِ ذلك. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إِنها لَعَظِيمَةُ الأَعْجاز كأَنهم جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ مِنْهُ عَجُزاً، ثُمَّ جَمَعُوا عَلَى ذَلِكَ. وَفِي كَلَامِ بَعْضِ الْحُكَمَاءِ: لَا تُدَبِّرُوا أَعْجازَ أُمور قَدْ وَلَّت صُدورُها؛ جَمْعُ عَجُزٍ وَهُوَ مُؤَخَّرُ الشَّيْءِ، يُرِيدُ بِهَا أَواخر الأُمور وَصُدُورَهَا؛ يَقُولُ: إِذا فاتَكَ أَمرٌ فَلَا تُتْبِعه نفسَك مُتَحَسِّرًا عَلَى مَا فَاتَ وتَعَزَّ عَنْهُ مُتَوَكِّلًا عَلَى اللَّهِ عز وجل؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُحَرِّض عَلَى تَدَبُّر عَوَاقِبِ الأُمور قَبْلَ الدُّخُولِ فِيهَا وَلَا تُتْبَع عِنْدَ تَوَلِّيها وَفَوَاتِهَا. والعَجُزُ فِي العَرُوض: حَذْفُكَ نُونَ [فَاعِلَاتُنْ] لِمُعَاقَبَتِهَا أَلف [فَاعِلُنْ] هَكَذَا عَبَّرَ الْخَلِيلُ عَنْهُ فَفَسَّرَ الجَوْهر الَّذِي هُوَ العَجُز بالعَرَض الَّذِي هُوَ الْحَذْفُ وَذَلِكَ تَقْرِيبٌ مِنْهُ، وإِنما الْحَقِيقَةُ أَن تَقُولَ العَجُز النُّونُ الْمَحْذُوفَةُ مِنْ [فَاعِلَاتُنْ] لِمُعَاقَبَةِ أَلف [فَاعِلُنْ] أَو تَقُولَ التَّعْجيز حَذْفُ نُونٍ [فَاعِلَاتُنْ] لِمُعَاقَبَةِ أَلف [فَاعِلُنْ] وَهَذَا كُلُّهُ إِنما هُوَ فِي الْمَدِيدِ. وعَجُز بَيْتِ الشِّعْرِ: خِلَافُ صَدْرِهِ. وعَجَّز الشاعرُ: جَاءَ بعَجُز الْبَيْتِ. وَفِي الْخَبَرِ: أَن الكُمَيْت لَمَّا افْتَتَحَ قَصِيدَتَهُ الَّتِي أَولها:

أَلا حُيِّيتِ عَنَّا يَا مَدِينا

أَقام بُرْهة لَا يَدْرِي بِمَا يُعَجِّز عَلَى هَذَا الصَّدْرِ إِلى أَن دَخَلَ حمَّاماً وَسَمِعَ إِنساناً دَخَلَهُ، فسَلَّم عَلَى آخَرَ فِيهِ فأَنكر ذَلِكَ عَلَيْهِ فَانْتَصَرَ بَعْضُ الْحَاضِرِينَ لَهُ فَقَالَ: وَهَلْ بأْسٌ بِقَوْلِ المُسَلِّمِينَ؟ فاهْتَبلَها الكُمَيْتُ فَقَالَ:

وَهَلْ بأْسٌ بِقَوْلِ مُسَلِّمِينا؟

(5). قوله [عزان] هو هكذا بضبط الأصل. وقوله [فاتوا في الحجاز] كذا بالأصل هنا، والذي تقدم في مادة ح ج ز: وفروا بالحجاز.

ص: 370

وأَيامُ العَجُوز عِنْدَ الْعَرَبِ خَمْسَةُ أَيام: صِنّ وصِنَّبْر وأُخَيُّهُما وَبْرٌ ومُطْفِئُ الجَمْر ومُكْفِئُ الظَّعْن؛ قَالَ ابْنُ كُناسَة: هِيَ مِنْ نَوْءِ الصَّرْفَة، وَقَالَ أَبو الغَوْث: هِيَ سَبْعَةُ أَيام؛ وأَنشد لِابْنِ أَحمر:

كُسِعَ الشِّتاءُ بِسَبْعَةٍ غُبْرِ

أَيَّامِ شَهْلَتِنا مِنَ الشَّهْرِ

فإِذا انْقَضَتْ أَيَّامُها، ومَضتْ

صِنٌّ وصِنِّبْرٌ مَعَ الوَبْرِ

وبآمِرٍ وأَخيه مُؤْتَمِرٍ

ومُعَلِّلٍ وبِمُطْفِئِ الجَمْرِ

ذهبَ الشِّتاء مُوَلِّياً عَجِلًا

وأَتَتْكَ واقِدَةٌ مِنَ النَّجْرِ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذِهِ الأَبيات لَيْسَتْ لِابْنِ أَحمر وإِنما هِيَ لأَبي شِبْلٍ الأَعرابي؛ كَذَا ذَكَرَهُ ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وعَجِيزَةُ المرأَة: عَجُزُها، وَلَا يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِلا عَلَى التَّشْبِيهِ، والعَجُزُ لَهُمَا جَمِيعًا. وَرَجُلٌ أَعْجَزُ وامرأَة عَجْزاءُ ومُعَجِّزَة: عَظِيمَا العَجِيزَةِ، وَقِيلَ: لَا يُوصَفُ بِهِ الرجلُ. وعَجِزَت المرأَة تَعْجَزُ عَجَزاً وعُجْزاً، بِالضَّمِّ: عَظُمَتْ عَجِيزَتُها، وَالْجَمْعُ عَجِيزاتٌ، وَلَا يَقُولُونَ عَجائِز مَخَافَةَ الِالْتِبَاسِ. وعَجُزُ الرَّجُلِ: مؤَخَّره، وَجَمْعُهُ الأَعْجاز، وَيَصْلُحُ لِلرَّجُلِ والمرأَة، وأَما العَجِيزَةُ فعَجِيزَة المرأَة خَاصَّةً. وَفِي حَدِيثِ

الْبَرَاءِ، رضي الله عنه: أَنه رَفَعَ عَجِيزَته فِي السُّجُودِ

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: العَجِيزَة العَجُز وَهِيَ للمرأَة خَاصَّةً فَاسْتَعَارَهَا لِلرَّجُلِ. قَالَ ثَعْلَبٌ: سَمِعْتُ ابْنَ الأَعرابي يَقُولُ: لَا يُقَالُ عَجِزَ الرجلُ، بِالْكَسْرِ، إِلا إِذا عَظُمَ عَجُزُه. والعَجْزاء: الَّتِي عَرُض بطنُها وثَقُلَت مَأْكَمَتُها فَعَظُمَ عَجُزها؛ قَالَ:

هَيْفاءُ مُقْبِلَةً عَجْزاءُ مُدْبِرَةً

تَمَّتْ، فَلَيْسَ يُرَى فِي خَلْقِها أَوَدُ

وتَعَجَّزَ البعيرَ: ركِبَ عَجُزَه. وَرُوِيَ عَنْ

عَلِيٍّ، رضي الله عنه، أَنه قَالَ: لَنَا حقٌّ إِن نُعْطَهُ نأْخذه وإِن نُمْنَعْه نَرْكَبْ أَعْجازَ الإِبل وإِن طَالَ السُّرى

؛ أَعْجاز الإِبل: مَآخِيرُهَا وَالرُّكُوبُ عَلَيْهَا شَاقٌّ؛ مَعْنَاهُ إِن مُنِعْنا حَقَّنَا رَكِبْنَا مَرْكَب الْمَشَقَّةِ صَابِرِينَ عَلَيْهِ وإِن طَالَ الأَمَدُ وَلَمْ نَضْجَر مِنْهُ مُخِلِّين بِحَقِّنَا؛ قَالَ الأَزهري: لَمْ يُرِدْ عليٌّ، رضي الله عنه، بِقَوْلِهِ هَذَا ركوبَ الْمَشَقَّةِ وَلَكِنَّهُ ضَرَبَ أَعْجاز الإِبل مَثَلًا لِتَقَدُّمِ غَيْرِهِ عَلَيْهِ وتأْخيره إِياه عَنْ حَقِّهِ، وَزَادَ ابْنُ الأَثير: عَنْ حَقِّهِ الَّذِي كَانَ يَرَاهُ لَهُ وَتُقُدِّمَ غَيْرُهُ وأَنه يَصْبِرُ عَلَى ذَلِكَ، وإِن طَالَ أَمَدُه، فَيَقُولُ: إِن قُدِّمْنا للإِمامة تَقَدَّمْنَا، وإِن مُنِعْنا حَقَّنَا مِنْهَا وأُخِّرْنا عَنْهَا صَبَرْنَا عَلَى الأُثْرَة عَلَيْنَا، وإِن طَالَتِ الأَيام؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقِيلَ يَجُوزُ أَن يُرِيدَ وإِن نُمْنَعْه نَبْذُل الْجُهْدَ فِي طَلَبِهِ، فِعْلَ مَنْ يَضْرِبُ فِي ابْتِغَاءِ طَلِبَتِه أَكبادَ الإِبل، وَلَا نُبَالِي بِاحْتِمَالِ طُولِ السُّرى، قَالَ: وَالْوَجْهُ مَا تَقَدَّمَ لأَنه سَلَّم وَصَبَرَ عَلَى التأَخر وَلَمْ يُقَاتِلْ، وإِنما قَاتَلَ بَعْدَ انْعِقَادِ الإِمامة لَهُ. وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ رَبِيعَةِ بْنِ مَالِكٍ: إِن الْحَقَّ بِقَبَلٍ، فَمَنْ تَعُدَّاهُ ظلَم، وَمَنْ قَصَّر عَنْهُ عَجَزَ، وَمَنِ انْتَهَى إِليه اكْتَفَى؛ قَالَ: لَا أَقول عَجِزَ إِلَّا مِنَ العَجِيزَة، وَمِنَ العَجْز عَجَز. وَقَوْلُهُ بِقَبَلٍ أَي واضحٌ لَكَ حَيْثُ تَرَاهُ، وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِمْ إِن الْحَقَّ عَارِي «6» وعُقاب عَجْزاءُ: بِمُؤَخَّرِهَا بَيَاضٌ أَو لَوْنٌ مُخَالِفٌ،

(6). قوله [عاري] هكذا هو في الأصل.

ص: 371

وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي فِي ذَنَبها مَسْح أَي نَقْصٌ وَقَصْرٌ كَمَا قِيلَ للذنَب أَزَلُّ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي فِي ذَنْبِهَا رِيشَةٌ بَيْضَاءُ أَو رِيشَتَانِ، وَقِيلَ: هِيَ الشَّدِيدَةُ الدَّائِرَةُ؛ قَالَ الأَعشى:

وكأَنّما تَبِعَ الصِّوارُ، بِشَخْصِها

عَجْزاءَ تَرْزُقُ بالسُّلَيِّ عِيالَها

والعَجَزُ: دَاءٌ يأْخذ الدَّوَابَّ فِي أَعْجازِها فَتَثْقُلُ لِذَلِكَ، الذَّكَرُ أَعْجَزُ والأُنثى عَجْزاءُ. والعِجازَة والإِعْجازَة: مَا تُعَظِّم بِهِ المرأَةُ عَجِيزَتَها، وَهِيَ شَيْءٌ شَبِيهٌ بِالْوِسَادَةِ تَشُدُّهُ المرأَة عَلَى عَجُزِها لِتُحْسَبَ أَنها عَجْزاءُ. والعِجْزَةُ وَابْنُ العِجْزَةِ: آخِرُ وَلَدِ الشَّيْخِ، وَفِي الصِّحَاحِ: العِجْزَةُ، بِالْكَسْرِ، آخرُ وَلَدِ الرَّجُلِ. وعِجْزَةُ الرَّجُلِ: آخِرُ وَلَدٍ يُولَدُ لَهُ؛ قَالَ:

واسْتَبْصَرَتْ فِي الحَيِّ أَحْوى أَمْرَدا

عَجِزَةَ شَيْخَينِ يُسَمَّى مَعْبَدا

يُقَالُ: فُلَانٌ عِجْزَةُ وَلَدِ أَبويه أَي آخِرُهُمْ، وَكَذَلِكَ كِبْرَةُ وَلَدِ أَبويه، وَالْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ وَالْجَمْعُ وَالْوَاحِدُ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ. وَيُقَالُ: وُلِدَ لِعِجْزَةٍ أَي بَعْدَمَا كَبِر أَبواه. والعِجازَةُ: دائرة الطَّائِرِ، وَهِيَ الأُصبع المتأَخرة. وعَجُزُ هَوازِنَ: بَنُو نَصْر بْنِ مُعَاوِيَةَ وَبَنُو جُشَمِ ابن بَكْرٍ كأَنه آخِرُهُمْ. وعِجْزُ الْقَوْسِ وعَجْزها ومَعْجِزُها: مَقْبِضها؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ فِي الْمُبْدَلِ، ذَهَبَ إِلى أَن زَايَهُ بَدَلٌ مِنْ سِينِهِ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ العَجْز والعِجْز وَلَا يُقَالُ مَعْجِز، وَقَدْ حَكَيْنَاهُ نَحْنُ عَنْ يَعْقُوبَ. وعَجْز السِّكِّينِ: جُزْأَتُها؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ. والعَجُوز والعَجُوزة مِنَ النِّسَاءِ: الشَّيْخَة الهَرِمة؛ الأَخيرة قَلِيلَةٌ، وَالْجَمْعُ عُجُز وعُجْز وعَجائز، وَقَدْ عَجَزَت تَعْجِزُ وتَعْجُزُ عَجْزاً وعُجوزاً وعَجَّزَتْ تُعَجِّزُ تَعْجِيزاً: صَارَتْ عَجُوزاً، وَهِيَ مُعَجِّز، وَالِاسْمُ العُجْز. وَقَالَ يُونُسُ: امرأَة مُعَجِّزة طَعَنَتْ فِي السِّنِّ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: عَجَزَت، بِالتَّخْفِيفِ. قَالَ الأَزهري: وَالْعَرَبُ تَقُولُ لامرأَة الرَّجُلِ وإِن كَانَتْ شَابَّةً: هِيَ عَجُوزُهُ، وَلِلزَّوْجِ وإِن كَانَ حَدَثاً: هُوَ شَيْخُها، وَقَالَ: قُلْتُ لامرأَة مِنَ الْعَرَبِ: حَالِبِي زوجكِ، فَتَذَمَّرَتْ وَقَالَتْ: هَلَّا قلتَ حَالِبِي شَيْخَكِ؟ وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ عَجُوز وللمرأَة عَجُوز. وَيُقَالُ: اتَّقِي اللَّهَ فِي شَبِيبَتِكِ وعُجْزِك أَي بَعْدَمَا تَصِيرِينَ عَجُوزاً. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَلَا تَقُلْ عَجُوزَة وَالْعَامَّةُ تَقُولُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

إِن الْجَنَّةَ لَا يَدْخُلُهَا العُجُز

؛ وَفِيهِ:

إِياكم والعُجُزَ العُقُرَ

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: العُجُز جَمْعُ عَجُوز وعَجُوزة، وَهِيَ المرأَة الْكَبِيرَةُ المسنَّة، والعُقُر جَمْعُ عاقِرٍ، وَهِيَ الَّتِي لَا تَلِدُ. ونَوى العَجُوزِ: ضَرْبٌ مِنَ النَّوَى هَشٌّ تأْكله العَجُوزُ لِلينِه كَمَا قَالُوا نَوى العَقُوقِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. والعَجُوز: الْخَمْرُ لِقَدَمِهَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

لَيْتَهُ جامُ فِضَّةٍ من هَداياهُ

سِوى مَا بِهِ الأَمِيرُ مُجِيزِي

إِنما أَبْتَغِيهِ للعَسَلِ المَمْزُوجِ

بالماءِ، لَا لِشُرْبِ العَجُوزِ

وَفِي التَّهْذِيبِ: يُقَالُ لِلْخَمْرِ إِذا عَتَقَتْ عَجُوز. والعَجُوز: القِبْلة. والعَجُوز: الْبَقَرَةُ. والعَجُوز: نَصْل السَّيْفِ؛ قَالَ أَبو المِقْدام:

وعَجُوز رأَيتُ فِي فَمِ كَلْبٍ

جُعِلَ الكلبُ للأَمِيرِ حَمالا

ص: 372

الكلبُ: مَا فَوْقَ النَّصْلِ مِنْ جَانِبَيْهِ، حَدِيدًا كَانَ أَو فِضَّةً، وَقِيلَ: الْكَلْبُ مِسْمَارٌ فِي قَائِمِ السَّيْفِ، وَقِيلَ: هُوَ ذُؤابَتُه. ابْنُ الأَعرابي: الْكَلْبُ مِسْمَارُ مَقْبِض السَّيْفِ، قَالَ: وَمَعَهُ الْآخَرُ يُقَالُ لَهُ العَجُوز. والعَجْزاءُ: حَبْل مِنَ الرَّمْلِ مُنْبِت، وَفِي التَّهْذِيبِ: العَجْزاءُ مِنَ الرِّمَالِ حَبْل مُرْتَفِعٌ كأَنه جَلَدٌ لَيْسَ بِرُكام رَمْلٍ وَهُوَ مَكْرُمَة لِلنَّبْتِ، وَالْجَمْعُ العُجْز لأَنه نَعْتٌ لِتِلْكَ الرَّمْلَةِ. والعَجُوز: رَمْلَةٌ بالدَّهْناء؛ قَالَ يَصِفُ دَارًا:

عَلَى ظَهْرِ جَرْعاءِ العَجُوزِ، كأَنها

دَوائرُ رَقْمٍ فِي سَراةِ قِرامِ

وَرَجُلٌ مَعْجُوزٌ ومَشْفُوهٌ ومَعْرُوكٌ ومَنْكُودٌ إِذا أُلِحَّ عَلَيْهِ فِي المسأَلة؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والعَجْزُ: طَائِرٌ يَضْرِبُ إِلى الصُّفرة يُشْبه صوتُه نُباح الْكَلْبِ الصَّغِيرِ يأْخذ السَّخْلَة فَيَطِيرُ بِهَا وَيَحْتَمِلُ الصَّبِيَّ الَّذِي لَهُ سَبْعُ سِنِينَ، وَقِيلَ: الزُّمَّجُ، وَجَمْعُهُ عِجْزان. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، صاحبُ كِسْرى فَوَهَبَ لَهُ مِعْجَزَةً فسُمِّيَ ذَا المِعْجَزَة

، هِيَ بِكَسْرِ الْمِيمِ، المِنْطَقَة بِلُغَةِ الْيَمَنِ؛ قَالَ: وَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها تَلِي عَجُزَ المُتَنَطِّق بِهَا، وَاللَّهُ أَعلم.

عجلز: العِجْلِزَةُ والعَجْلَزَةُ، جَمِيعًا: الْفَرَسُ الشَّدِيدَةُ الخَلْق، الْكَسْرُ لقَيْس، وَالْفَتْحُ لِتَمِيمٍ، وَقِيلَ: هِيَ الشَّدِيدَةُ الأَسْر المجتمِعةُ الْغَلِيظَةُ وَلَا يَقُولُونَهُ لِلْفَرَسِ الذَّكَرِ. الأَزهري: قَالَ بَعْضُهُمْ أَخذ هَذَا مِنْ جَلْزِ الخَلْق، وَهُوَ غَيْرُ جَائِزٍ فِي الْقِيَاسِ، وَلَكِنَّهُمَا اسْمَانِ اتَّفَقَتْ حُرُوفُهُمَا ونحوُ ذَلِكَ قَدْ يَجِيءُ وَهُوَ مُتَبَايِنٌ فِي أَصل الْبِنَاءِ وَلَمْ أَسمعهم يَقُولُونَ لِلذَّكَرِ مِنَ الْخَيْلِ، وَلَكِنَّهُمْ يَقُولُونَ لِلْجَمَلِ عِجْلِزٌ وَلِلنَّاقَةِ عِجْلِزَة، وَهَذَا النَّعْتُ فِي الْخَيْلِ أَعْرَف، وَنَاقَةٌ عِجْلِزَةٌ وعَجْلَزَةٌ: قَوِيَّةٌ شَدِيدَةٌ، وَجَمَلٌ عِجْلِزٌ. وَرَمْلَةٌ عِجْلِزَة: ضَخْمَةٌ صُلْبَةٌ. وكَثِيبٌ عِجْلِز: كَذَلِكَ. وعَجْلَزَ الكِثْيبُ: ضَخُم وصَلُبَ. الْجَوْهَرِيُّ: فُرْسٌ عِجْلِزَةٌ؛ قَالَ بِشْرٌ:

وخَيْلٍ قَدْ لَبِسْتُ بِجَمْعِ خَيْلٍ

عَلَى شَقَّاءَ عِجْلِزَةٍ وَقاحِ

تُشَبِّه شَخْصَها، والخَيْلُ تَهْفُو

هُفُوًّا، ظِلَّ فَتْخاءِ الجَناحِ

الشقَّاء: الْفَرَسُ الطَّوِيلَةُ. وَالْوَقَاحُ: الصُّلبة الْحَافِرِ. وَتَهْفُو: تَعْدُو. وَالْفَتْخَاءُ: العُقاب اللَّيِّنَةُ الْجَنَاحِ تُقَلِّبُهُ كَيْفَ شَاءَتْ. والفَتَخ: لِينُ الْجَنَاحِ. وعِجْلِزَة: اسْمُ رَمْلَةٍ بِالْبَادِيَةِ؛ قَالَ الأَزهري: هِيَ اسْمُ رَمْلَةٍ مَعْرُوفَةٍ حذاءَ حَفَر أَبي مُوسَى، وَتُجْمَعُ عَجالِزَ؛ ذَكَرَهَا ذُو الرُّمَّةِ فَقَالَ:

مَرَرْنَ عَلَى العَجالِزِ نِصْفَ يومٍ

وأَدَّيْنَ الأَواصِرَ والخِلالا

وَفَرَسٌ رَوْعاءُ: وَهِيَ الْحَدِيدَةُ الذَّكِيَّةُ، وَلَا يُقَالُ لِلذَّكَرِ أَرْوَعُ، وَكَذَلِكَ فَرَسٌ شَوْهاءُ، وَلَا يُقَالُ لِلذَّكَرِ أَشْوَه، وَهِيَ الْوَاسِعَةُ الأَشْداقِ.

عرز: العَرْزُ: اشْتِدَادُ الشَّيْءِ وَغِلَظُهُ، وَقَدْ عَرَزَ واسْتَعْرَزَ. واسْتَعْرَزَت الْجِلْدَةُ فِي النَّارِ: انْزَوَتْ. والمُعارَزَة: المُعانَدَة والمُجانَبَة؛ قَالَ الشَّمَّاخُ:

وكلُّ خَلِيلٍ غيرِ هاضِمِ نَفْسِهِ

لِوَصْلِ خَلِيلٍ صارِمٌ أَو مُعارِزُ

وَقَالَ ثَعْلَبٌ: المُعارِز الْمُنْقَبِضُ، وَقِيلَ: الْمُعَاتِبُ.

ص: 373

والعارِزُ: الْعَاتِبُ. والعَرْز: الِانْقِبَاضُ. واسْتَعْرَز الشيءُ: انْقَبَضَ وَاجْتَمَعَ. واسْتَعْرَز الرَّجُلُ: تصَعَّب. والتَّعْرِيز: كالتَّعْرِيض فِي الْخُصُومَةِ. وَيُقَالُ: عَرَزْت لِفُلَانٍ عَرْزاً، وَهُوَ أَن تَقْبِضَ عَلَى شَيْءٍ فِي كَفِّكَ وَتَضُمَّ عَلَيْهِ أَصابعك وتُرِيَهُ مِنْهُ شَيْئًا صَاحِبَكَ «1» لِيَنْظُرَ إِليه وَلَا تُرِيَهُ كلَّه. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: أَعْرَزْتَني مِنْ كَذَا أَي أَعْوَزْتَني مِنْهُ. والعُرَّازُ: المُغْتالُونَ لِلنَّاسِ «2» والعَرَزُ: ضَرْبٌ مِنْ أَصغر الثُّمام وأَدَقِّ شَجَرِهِ، لَهُ وَرَقٌ صِغَارٌ مُتَفَرِّقٌ، وَمَا كَانَ مِنْ شَجَرِ الثُّمَامِ مِنْ ضَرْبِهِ فَهُوَ ذُو أَماصِيخَ، أُمْصُوخَةٌ فِي جَوْفِ أُمْصُوخَةٍ، تَنْقَلع العُلا مِنَ السُّفَل انقلاعَ العِفاصِ مِنْ رأْس المُكْحُلَة، الْوَاحِدَةُ عَرَزَة، وَقِيلَ: هُوَ الغَرَزُ، والغَرَزَة: شَجَرَةٌ، وَجَمْعُهَا غَرَزٌ. وعَرْزَة: اسْمٌ، وَاللَّهُ أَعلم.

عرطز: عَرْطَزَ الرجلُ: تَنَحَّى كعَرْطَسَ.

عرفز: اعْرَنْفَزَ الرَّجُلُ: مَاتَ، وَقِيلَ: كَادَ يَمُوتُ قُرًّا.

عزز: العَزِيزُ: مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ عز وجل وأَسمائه الْحُسْنَى؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: هُوَ الْمُمْتَنِعُ فَلَا يَغْلِبُهُ شَيْءٌ، وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ الْقَوِيُّ الْغَالِبُ كُلِّ شَيْءٍ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ. وَمِنْ أَسمائه عز وجل المُعِزُّ، وَهُوَ الَّذِي يَهَبُ العِزَّ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ. والعِزُّ: خِلَافَ الذُّلِّ. وَفِي الْحَدِيثِ:

قَالَ لِعَائِشَةَ: هَلْ تَدْرِينَ لِمَ كَانَ قومُك رَفَعُوا بَابَ الْكَعْبَةِ؟ قَالَتْ: لَا، قَالَ: تَعَزُّزاً أَن لَا يُدْخِلَهَا إِلا مَنْ أَرادوا

أَي تَكَبُّراً وتشدُّداً عَلَى النَّاسِ، وَجَاءَ فِي بَعْضِ نُسَخِ مُسْلِمٍ: تَعَزُّراً، بَرَاءٍ بَعْدَ زايٍ، مِنَ التَّعْزير وَالتَّوْقِيرِ، فإِما أَن يُرِيدَ تَوْقِيرَ الْبَيْتِ وَتَعْظِيمَهُ أَو تعظيمَ أَنفسهم وتَكَبُّرَهم عَلَى النَّاسِ. والعِزُّ فِي الأَصل: الْقُوَّةُ وَالشِّدَّةُ وَالْغَلَبَةُ. والعِزُّ والعِزَّة: الرِّفْعَةُ وَالِامْتِنَاعُ، والعِزَّة لِلَّهِ؛ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ

؛ أَي لَهُ العِزَّة وَالْغَلَبَةُ سُبْحَانَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً

؛ أَي مَنْ كَانَ يُرِيدُ بِعِبَادَتِهِ غَيْرَ اللَّهِ فإِنما لَهُ العِزَّة فِي الدُّنْيَا وَلِلَّهِ العِزَّة جَمِيعًا أَي يَجْمَعُهَا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ بأَن يَنْصُر فِي الدُّنْيَا وَيَغْلِبَ؛ وعَزَّ يَعِزّ، بِالْكَسْرِ، عِزًّا وعِزَّةً وعَزازَة، وَرَجُلٌ عَزيزٌ مِنْ قَوْمٍ أَعِزَّة وأَعِزَّاء وعِزازٍ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ

؛ أَي جانبُهم غليظٌ عَلَى الْكَافِرِينَ لَيِّنٌ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

بِيض الوُجُوهِ كَرِيمَة أَحْسابُهُمْ

فِي كلِّ نائِبَةٍ عِزاز الآنُفِ

وَرُوِيَ:

بِيض الوُجُوه أَلِبَّة ومَعاقِل

وَلَا يُقَالُ: عُزَزَاء كَرَاهِيَةَ التَّضْعِيفِ وَامْتِنَاعُ هَذَا مُطَّرِدٌ فِي هَذَا النَّحْوِ الْمُضَاعَفِ. قَالَ الأَزهري: يَتَذَلَّلُون لِلْمُؤْمِنِينَ وإِن كَانُوا أَعِزَّةً ويَتَعَزَّزُون عَلَى الْكَافِرِينَ وإِن كَانُوا فِي شَرَف الأَحْساب دُونَهُمْ. وأَعَزَّ الرجلَ: جَعَلَهُ عَزِيزاً. ومَلِكٌ أَعَزُّ: عَزِيزٌ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ:

إِن الَّذِي سَمَكَ السَّماءَ بَنى لَنَا

بَيْتاً دَعائِمُهُ أَعَزُّ وأَطْوَلُ

(1). قوله [وَتُرِيَهُ مِنْهُ شَيْئًا صَاحِبَكَ] هكذا في الأَصل ولفظ صاحبك غير مذكور في عبارة القاموس

(2)

. قوله [المغتالون للناس] كذا بالأَصل باللام. قال شارح القاموس وهو الأَشبه، أي مما عبر به القاموس وهو المغتابون بالباء الموحدة.

ص: 374

أَي عَزِيزَةٌ طَوِيلَةٌ، وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ، وإِنما وَجَّهَ ابنُ سِيدَهْ هَذَا عَلَى غَيْرِ المُفاضلة لأَن اللَّامَ ومِنْ مُتَعَاقِبَتَانِ، وَلَيْسَ قَوْلُهُمْ اللَّهُ أَكْبَرُ بحجَّة لأَنه مَسْمُوعٌ، وَقَدْ كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُ، عَلَى أَن هَذَا قَدْ وُجِّهَ عَلَى كَبِيرٍ أَيضاً. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَ

، وَقَدْ قُرِئَ:

ليخْرُجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَ

أَي ليَخْرُجَنَّ العزيزُ مِنْهَا ذَلِيلًا، فأَدخل اللَّامَ والأَلف عَلَى الْحَالِ، وَهَذَا لَيْسَ بِقَوِيٍّ لأَن الْحَالَ وَمَا وُضِعَ مَوْضِعَهَا مِنَ الْمَصَادِرِ لَا يَكُونُ مَعْرِفَةً؛ وَقَوْلُ أَبي كَبِيرٍ:

حَتَّى انتهيْتُ إِلى فِراشِ عَزِيزَة

شَعْواءَ، رَوْثَةُ أَنْفِها كالمِخْصَفِ «3»

عَنَى عُقَابًا، وَجَعَلَهَا عَزِيزَةً لِامْتِنَاعِهَا وسُكْناها أَعالي الْجِبَالِ. وَرَجُلٌ عزِيزٌ: مَنِيع لَا يُغْلب وَلَا يُقْهر. وَقَوْلُهُ عز وجل: ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ

؛ مَعْنَاهُ ذُقْ بِمَا كُنْتَ تعَدُّ فِي أَهل العِزّ وَالْكَرَمِ كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي نَقِيضِهِ: كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ*؛ وَمِنَ الأَوّل قَوْلُ الأَعشى:

عَلَى أَنها، إِذْ رَأَتْني أُقادُ

قالتْ بِمَا قَدْ أَراهُ بَصِيرا

وَقَالَ الزَّجَّاجُ: نَزَلَتْ فِي أَبي جَهْلٍ، وَكَانَ يَقُولُ: أَنا أَعَزُّ أَهلِ الْوَادِي وأَمنعُهم، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ

، مَعْنَاهُ ذُقْ هَذَا الْعَذَابَ إِنك أَنت الْقَائِلُ أَنا العَزِيزُ الْكَرِيمُ. أَبو زَيْدٍ: عَزَّ الرجلُ يَعِزُّ عِزّاً وعِزَّةً إِذا قَوِيَ بَعْدَ ذِلَّة وَصَارَ عَزِيزًا. وأَعَزَّه اللهُ وعَزَزْتُ عَلَيْهِ: كَرُمْت عَلَيْهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ لَا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ

؛ أَي أَن الْكُتُبَ الَّتِي تَقَدَّمَتْهُ لَا تُبْطِلُهُ وَلَا يأْتي بَعْدَهُ كِتَابٌ يُبْطِلُهُ، وَقِيلَ: هُوَ مَحْفُوظٌ مِنْ أَن يُنْقَصَ مَا فِيهِ فيأْتيه الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، أَو يُزاد فِيهِ فيأْتيه الْبَاطِلُ مِنْ خَلْفِهِ، وكِلا الْوَجْهَيْنِ حَسَنٌ، أَي حُفِظَ وعَزَّ مِنْ أَن يَلْحَقَهُ شَيْءٌ مِنْ هَذَا. ومَلِكٌ أَعَزّ وعَزِيزٌ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وعِزٌّ عَزِيزٌ: إِما أَن يَكُونَ عَلَى الْمُبَالَغَةِ، وإِما أَن يَكُونَ بِمَعْنَى مُعِزّ؛ قَالَ طَرَفَةُ:

وَلَوْ حَضَرتْهُ تَغْلِبُ ابْنَةُ وائلٍ

لَكانُوا لَهُ عِزّاً عَزيزاً وناصِرا

وتَعَزَّزَ الرجلُ: صَارَ عَزِيزاً. وَهُوَ يَعْتَزُّ بِفُلَانٍ واعْتَزَّ بِهِ. وتَعَزَّزَ: تشرَّف. وعَزَّ عَليَّ يَعِزُّ عِزّاً وعِزَّةً وعَزازَةً: كَرُمَ، وأَعْزَزتُه: أَكرمته وأَحببته، وَقَدْ ضَعَّفَ شمرٌ هَذِهِ الْكَلِمَةَ عَلَى أَبي زَيْدٍ «4» وعَزَّ عَلَيَّ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا وعَزَّ عَلَيَّ ذَلِكَ أَي حَقَّ واشتدَّ. وأُعْزِزْتُ بِمَا أَصابك: عَظُم عليَّ. وأَعْزِزْ عليَّ بِذَلِكَ أَي أَعْظِمْ وَمَعْنَاهُ عَظُمَ عليَّ. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، رضي الله عنه، لَمَّا رأَى طَلْحَةَ قَتِيلًا قَالَ: أَعْزِزْ عليَّ أَبا مُحَمَّدٍ أَن أَراك مُجَدَّلًا تَحْتَ نُجُومِ السَّمَاءِ

؛ يُقَالُ: عَزَّ عليَّ يَعِزُّ أَن أَراك بِحَالٍ سَيِّئَةٍ أَي يشتدُّ وَيَشُقُّ عليَّ. وكلمةٌ شَنْعَاءُ لأَهل الشِّحْر يَقُولُونَ: بِعِزِّي لَقَدْ كَانَ كَذَا وَكَذَا وبِعِزِّكَ، كَقَوْلِكَ لَعَمْري ولَعَمْرُكَ. والعِزَّةُ: الشدَّة والقوَّة. يُقَالُ: عَزَّ يَعَزُّ، بِالْفَتْحِ، إِذا اشتدَّ. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ، رضي الله عنه: اخْشَوْشِنُوا وتَمَعْزَزُوا

أَي تشدَّدوا فِي الدِّينِ وتصلَّبوا، مِنِ العِزِّ القوَّةِ والشدةِ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، كَتَمَسْكَن مِنَ السُّكُونِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ المَعَزِ وَهُوَ الشِّدَّةُ، وسيجيءُ في موضعه.

(3). قوله [شعواءَ] في القاموس في هذه المادة بدله سوداء.

(4)

. قوله [على أبي زيد] عبارة شرح القاموس: عن أبي زيد.

ص: 375

وعَزَزْتُ القومَ وأَعْزَزْتُهم وعَزَّزْتُهم: قَوَّيْتُهم وشَدَّدْتُهم. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ

؛ أَي قَوَّينا وشَدَّدنا، وَقَدْ قُرِئَتْ:

فَعَزَزْنا بِثَالِثٍ

، بِالتَّخْفِيفِ، كَقَوْلِكَ شَدَدْنا، وَيُقَالُ فِي هَذَا الْمَعْنَى أَيضاً: رَجُلٌ عَزِيزٌ عَلَى لَفْظِ مَا تَقَدَّمَ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ

أَي أَشِداء عَلَيْهِمْ، قَالَ: وَلَيْسَ هُوَ مِنْ عِزَّةِ النَّفْس. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: فِي الْكَلَامِ الْفَصِيحِ: إِذا عَزَّ أَخوكَ فَهُنْ، وَالْعَرَبُ تَقُولُهُ، وَهُوَ مَثَلٌ مَعْنَاهُ إِذا تَعَظَّم أَخوكَ شامِخاً عَلَيْكَ فالْتَزِمْ لَهُ الهَوانَ. قَالَ الأَزهري: الْمَعْنَى إِذا غَلَبَكَ وَقَهَرَكَ وَلَمْ تقاوِمْه فَتَوَاضَعْ لَهُ، فإِنَّ اضْطِرابَكَ عَلَيْهِ يَزِيدُكَ ذُلًا وخَبالًا. قَالَ أَبو إِسحاق: الَّذِي قَالَهُ ثَعْلَبٌ خطأٌ وإِنما الْكَلَامُ إِذا عزَّ أَخوك فَهِنْ، بِكَسْرِ الْهَاءِ، مَعْنَاهُ إِذا اشْتَدَّ عَلَيْكَ فَهِنْ لَهُ ودارِه، وَهَذَا مِنْ مَكَارِمِ الأَخلاق كَمَا رُوِيَ عَنْ

مُعَاوِيَةُ، رضي الله عنه، أَنه قَالَ: لَوْ أَنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ النَّاسِ شَعْرَةً يمدُّونها وأَمُدُّها مَا انْقَطَعَتْ، قِيلَ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: كُنْتُ إِذا أَرْخَوْها مَدَدْتُ وإِذا مدُّوها أَرْخَيْت

، فَالصَّحِيحُ فِي هَذَا الْمَثَلِ فَهِنْ، بِالْكَسْرِ، مِنْ قَوْلِهِمْ هَانَ يَهِينُ إِذا صَارَ هَيِّناً لَيِّناً كَقَوْلِهِ:

هَيْنُونَ لَيْنُونَ أَيْسارٌ ذَوُو كَرَمٍ

سُوَّاسُ مَكْرُمَةٍ أَبناءُ أَطْهارِ

وَيُرْوَى: أَيسار. وإِذا قَالَ هُنْ، بِضَمِّ الْهَاءِ، كَمَا قَالَهُ ثَعْلَبٌ فَهُوَ مِنَ الهَوانِ، وَالْعَرَبُ لَا تأْمر بِذَلِكَ لأَنهم أَعزَّة أَبَّاؤُونَ للضَّيْم؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن الَّذِي قَالَهُ ثَعْلَبٌ صَحِيحٌ لِقَوْلِ ابْنِ أَحمر:

وقارعةٍ مِنَ الأَيامِ لَوْلَا

سَبِيلُهُمُ، لزَاحَتْ عَنْكَ حِينا

دَبَبْتُ لَهَا الضَّرَاءَ وقلتُ: أَبْقَى

إِذا عَزَّ ابنُ عَمِّكَ أَن تَهُونا

قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا عَزَّ مَا أَنَّك ذاهبٌ، كَقَوْلِكَ: حَقًّا أَنك ذَاهِبٌ. وعَزَّ الشيءُ يَعِزُّ عِزّاً وعِزَّةً وعَزازَةً وَهُوَ عَزِيز: قَلَّ حَتَّى كَادَ لَا يُوجَدُ، وَهَذَا جَامِعٌ لِكُلِّ شَيْءٍ. والعَزَزُ والعَزازُ: الْمَكَانُ الصُّلْب السَّرِيعُ السَّيْلِ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: العَزازُ مَا غَلُظَ مِنَ الأَرض وأَسْرَعَ سَيْلُ مَطَرِهِ يَكُونُ مِنَ القِيعانِ والصَّحاصِحِ وأَسْنادِ الْجِبَالِ والإِكامِ وظُهور القِفاف؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

مِنَ الصَّفا العاسِي ويَدْعَسْنَ الغَدَرْ

عَزَازَهُ، ويَهْتَمِرْنَ مَا انْهَمَرْ

وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: فِي مَسَايِلِ الْوَادِي أَبعدُها سَيْلًا الرَّحَبَة ثُمَّ الشُّعْبَةُ ثُمَّ التَّلْعَةُ ثُمَّ المِذْنَبُ ثُمَّ العَزَازَةُ. وَفِي كِتَابِهِ، صلى الله عليه وسلم، لوَفْدِ هَمْدانَ:

عَلَى أَن لَهُمْ عَزَازَها

؛ العَزَازَ: مَا صَلُبَ مِنَ الأَرض وَاشْتَدَّ وخَشُنَ، وإِنما يَكُونُ فِي أَطرافها؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

الزُّهْرِيِّ: قَالَ كنتُ أَخْتَلِفُ إِلى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَة فَكُنْتُ أَخدُمُه، وذكَر جُهْدَه فِي الخِدمة فَقَدَّرْتُ أَني اسْتَنْظَفْتُ مَا عِنْدَهُ وَاسْتَغْنَيْتُ عَنْهُ، فَخَرَجَ يَوْمًا فَلَمْ أَقُمْ لَهُ وَلَمْ أُظْهِرْ مِنْ تَكْرِمَته مَا كنتُ أُظهره مِنْ قبلُ فَنَظَرَ إِليَّ وَقَالَ: إِنك بعدُ فِي العَزَازِ فَقُمْ

أَي أَنت فِي الأَطراف مِنَ الْعِلْمِ لَمْ تَتَوَسَّطْهُ بعدُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه، صلى الله عليه وسلم، نَهَى عَنِ الْبَوْلِ فِي العَزازِ لِئَلَّا يَتَرَشَّشَ عليه.

وَفِي حَدِيثُ

الْحَجَّاجِ فِي صِفَةِ الْغَيْثِ: وأَسالت العَزازَ

؛ وأَرض عَزازٌ وعَزَّاءُ وعَزَازَةٌ ومَعْزوزةٌ:

ص: 376

كَذَلِكَ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

عَزَازَة كلِّ سائِلِ نَفْعِ سَوْءٍ

لكلِّ عَزَازَةٍ سالتْ قَرارُ

وأَنشده ثَعْلَبٌ:

قَرارة كُلِّ سائلِ نَفْعِ سَوْءٍ

لكلِّ قَرارَةٍ سالتْ قَرارُ

قَالَ: وَهُوَ أَجود. وأَعْزَزْنا: وَقَعْنَا فِي أَرضٍ عَزَازٍ وَسِرْنَا فِيهَا، كَمَا يُقَالُ: أَسْهَلْنا وَقَعْنَا فِي أَرض سهلةٍ. وعَزَّزَ المطرُ الأَرضَ: لَبَّدَها. وَيُقَالُ للوابلِ إِذا ضَرَبَ الأَرض السَّهْلَةَ فَشَدَّدَها حَتَّى لَا تَسُوخَ فِيهَا الرِّجْلُ: قَدْ عَزَّزَها وعَزَّزَ مِنْهَا؛ وَقَالَ:

عَزَّزَ مِنْهُ، وَهُوَ مُعْطِي الإِسْهالْ

ضَرْبُ السَّوارِي مَتْنَه بالتَّهْتالْ

وتَعَزَّز لحمُ النَّاقَةِ: اشتدَّ وصَلُبَ. وتَعَزَّزَ الشيءُ: اشْتَدَّ؛ قَالَ المُتَلَمِّسُ:

أُجُدٌ إِذا ضَمَرَتْ تَعَزَّزَ لَحْمُها

وإِذا تُشَدُّ بِنِسْعِها لَا تنْبِسُ

لَا تَنْبِسُ أَي لَا تَرْغُو. وفرسٌ مُعْتَزَّة: غَلِيظَةُ اللَّحْمِ شَدِيدَتُهُ. وَقَوْلُهُمْ تَعَزَّيْتُ عَنْهُ أَي تَصَبَّرْتُ أَصلها تَعَزَّزْت أَي تَشَدَّدْتُ مِثْلُ تَظَنَّيْت مِنْ تَظَنَّنْتُ، وَلَهَا نَظَائِرُ تُذْكَرُ فِي مَوَاضِعِهَا، وَالِاسْمُ مِنْهُ العَزاءُ. وَقَوْلُ

النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم: مَنْ لَمْ يَتَعَزَّ بِعَزاءِ اللهِ فَلَيْسَ منَّا

؛ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: مَعْنَاهُ مَنْ لَمْ يَرُدَّ أَمْرَه إِلى اللَّهِ فَلَيْسَ مِنَّا. والعَزَّاءُ: السَّنَةُ الشَّدِيدَةُ؛ قَالَ:

ويَعْبِطُ الكُومَ فِي العَزَّاءِ إِنْ طُرِقا

وَقِيلَ: هِيَ الشِّدَّةُ. وَشَاةٌ عَزُوزٌ: ضيِّقة الأَحاليل، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ، وَالْجَمْعُ عُزُزٌ، وَقَدْ عَزَّتْ تَعُزُّ عُزُوزاً وعِزازاً وعَزُزَتْ عُزُزاً، بِضَمَّتَيْنِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وتَعَزَّزَتْ، وَالِاسْمُ العَزَزُ والعَزَازُ. وَفُلَانٌ عَنْزٌ عَزُوزٌ: لَهَا دَرُّ جَمٌّ، وَذَلِكَ إِذا كَانَ كَثِيرَ الْمَالِ شَحِيحًا. وَشَاةٌ عَزُوز: ضَيِّقَةُ الأَحاليل لَا تَدِرُّ حَتَّى تُحْلَبَ بجُهْدٍ. وَقَدْ أَعَزَّت إِذا كَانَتْ عَزُوزاً، وَقِيلَ: عَزُزَتِ النَّاقَةُ إِذا ضَاقَ إِحليلها وَلَهَا لَبَنٌ كَثِيرٌ. قَالَ الأَزهري: أَظهر التَّضْعِيفَ فِي عَزُزَتْ، وَمِثْلُهُ قَلِيلٌ. وَفِي حَدِيثِ

مُوسَى وَشُعَيْبٍ، عليهما السلام: فجاءَت بِهِ قالِبَ لَوْنٍ لَيْسَ فِيهَا عَزُوزٌ وَلَا فَشُوشٌ

؛ العزُوزُ: الشَّاةُ البَكِيئَةُ الْقَلِيلَةُ اللَّبَنِ الضَّيِّقَةُ الإِحليل؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ: لَوْ أَن رَجُلًا أَخذ شَاةً عَزُوزاً فَحَلَبَهَا مَا فَرَغَ مِنْ حَلْبِها حَتَّى أُصَلِّيَ الصلواتِ الخمسَ

؛ يُرِيدُ التَّجَوُّزَ فِي الصَّلَاةِ وتخفيفَها؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

أَبي ذرٍّ: هَلْ يَثْبُتُ لَكُمُ العدوُّ حَلْبَ شاةٍ؟ قَالَ: إِي وَاللَّهِ وأَرْبَعٍ عُزُزٍ

؛ هُوَ جَمْعُ عَزُوزٍ كصَبُور وصُبُرٍ. وعَزَّ الماءُ يَعِزُّ وعَزَّتِ القَرْحَةُ تَعِزُّ إِذا سَالَ مَا فِيهَا، وَكَذَلِكَ مَذَعَ وبَذَعَ وضَهَى وهَمَى وفَزَّ وفَضَّ إِذا سَالَ. وأَعَزَّتِ الشَّاةُ: اسْتَبانَ حَمْلُها وعَظُمَ ضَرْعُها؛ يُقَالُ ذَلِكَ للمَعَز والضَّأْن، يُقَالُ: أَرْأَتْ ورَمَّدَتْ وأَعَزَّت وأَضْرَعَتْ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وعازَّ الرجلُ إِبلَه وَغَنَمَهُ مُعازَّةً إِذا كَانَتْ مِراضاً لَا تَقْدِرُ أَن تَرْعَى فاحْتَشَّ لَهَا ولَقَّمَها، وَلَا تَكُونُ

ص: 377

المُعازَّةُ إِلا فِي الْمَالِ وَلَمْ نَسْمَعْ فِي مَصْدَرِهِ عِزازاً. وعَزَّه يَعُزُّه عَزًّا: قَهَرَهُ وَغَلَبَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ

؛ أَي غَلَبَنِي فِي الِاحْتِجَاجِ. وقرأَ بَعْضُهُمْ: وعازَّني فِي الْخِطَابِ، أَي غَالَبَنِي؛ وأَنشد فِي صِفَةِ جَمَل:

يَعُزُّ عَلَى الطريقِ بمَنْكِبَيْهِ

كَمَا ابْتَرَكَ الخَلِيعُ عَلَى القِداحِ

يَقُولُ: يَغْلِبُ هَذَا الجملُ الإِبلَ عَلَى لُزُومِ الطَّرِيقِ فشبَّه حِرْصَهُ عَلَى لُزُومِ الطَّرِيقِ وإِلحاحَه عَلَى السَّيْرِ بِحِرْصِ هَذَا الْخَلِيعِ عَلَى الضَّرْبِ بِالْقِدَاحِ لَعَلَّهُ يَسْتَرْجِعُ بَعْضَ مَا ذَهَبَ مِنْ مَالِهِ، وَالْخَلِيعُ: الْمَخْلُوعُ المَقْمُور مالُه. وَفِي الْمَثَلِ: مَنْ عَزَّ بَزَّ أَيْ مَنْ غَلَبَ سَلَبَ، وَالِاسْمُ العِزَّة، وَهِيَ الْقُوَّةُ وَالْغَلَبَةُ؛ وَقَوْلُهُ:

عَزَّ عَلَى الرِّيحِ الشَّبُوبَ الأَعْفَرا

أَي غَلَبَهُ وَحَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرِّيحِ فردَّ وُجُوهَهَا، وَيَعْنِي بالشَّبُوب الظَّبْيَ لَا الثَّوْرَ لأَن الأَعفر لَيْسَ مِنْ صِفَاتِ الْبَقَرِ. والعَزْعَزَةُ: الْغَلَبَةُ. وعازَّني فَعَزَزْتُه أَي غَالَبَنِي فَغَلَبْتُهُ، وضمُّ الْعَيْنِ فِي مِثْلِ هَذَا مطَّرد وَلَيْسَ فِي كُلِّ شيءٍ، يُقَالُ: فَاعَلَنِي فَفَعَلْتُه. والعِزُّ: الْمَطَرُ الغَزير، وَقِيلَ: مَطَرٌ عِزٌّ شَدِيدٌ كَثِيرٌ لَا يَمْتَنِعُ مِنْهُ سَهْلٌ وَلَا جَبَلٌ إِلا أَساله. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: العِزُّ الْمَطَرُ الْكَثِيرُ. أَرض مَعْزُوزَة: أَصابها عِزٌّ مِنَ الْمَطَرِ. والعَزَّاءُ: الْمَطَرُ الشَّدِيدُ الْوَابِلُ. والعَزَّاءُ: الشِّدَّةُ. والعُزَيْزاءُ مِنَ الْفَرَسِ: مَا بَيْنَ عُكْوَتِه وجاعِرَتِه، يُمَدُّ وَيُقْصَرُ، وَهُمَا العُزَيْزاوانِ؛ والعُزَيْزاوانِ: عَصَبَتانِ فِي أُصول الصَّلَوَيْنِ فُصِلَتا مِنَ العَجْبِ وأَطرافِ الوَرِكَينِ؛ وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: العُزَيْزاءُ عَصَبَة رَقِيقَةٌ مُرَكَّبَةٌ فِي الخَوْرانِ إِلى الْوِرْكِ؛ وأَنشد فِي صِفَةِ فَرَسٍ:

أُمِرَّتْ عُزَيْزاءُ ونِيطَتْ كُرومُه

إِلى كَفَلٍ رَابٍ، وصُلْبٍ مُوَثَّقِ

والكَرْمَةُ: رأْس الْفَخْذِ الْمُسْتَدِيرُ كأَنه جَوْزَةٌ وموضعُها الَّذِي تَدُورُ فِيهِ مِنَ الْوِرْكِ القَلْتُ، قَالَ: وَمَنْ مَدَّ العُزَيْزَا مِنَ الْفَرَسِ قَالَ: عُزَيْزاوانِ، وَمَنْ قَصَرَ ثَنَّى عُزَيْزَيانِ، وَهُمَا طَرَفَا الوَرِكين. وَفِي شَرْحِ أَسماء اللَّهِ الْحُسْنَى لابن بَرْجانَ: العَزُوز مِنْ أَسماء فَرْجِ المرأَة الْبِكْرِ. والعُزَّى: شَجَرَةٌ كَانَتْ تُعبد مِنْ دُونِ اللَّهِ تَعَالَى؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه تأْنيث الأَعَزِّ، والأَعَزُّ بِمَعْنَى العَزيزِ، والعُزَّى بِمَعْنَى العَزِيزَةِ؛ قَالَ بَعْضُهُمْ: وَقَدْ يَجُوزُ فِي العُزَّى أَن تَكُونَ تأْنيث الأَعَزِّ بِمَنْزِلَةِ الفُضْلى مِنَ الأَفْضَل والكُبْرَى مِنَ الأَكْبَرِ، فإِذا كَانَ ذَلِكَ فَاللَّامُ فِي العُزَّى لَيْسَتْ زَائِدَةً بَلْ هِيَ عَلَى حَدِّ اللَّامِ فِي الحَرثِ والعَبَّاسِ، قَالَ: وَالْوَجْهُ أَن تَكُونَ زَائِدَةً لأَنا لَمْ نَسْمَعْ فِي الصِّفَاتِ العُزَّى كَمَا سَمِعْنَا فِيهَا الصُّغْرى والكُبْرَى. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى

؛ جاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَن اللَّاتَ صَنَمٌ كَانَ لِثَقِيف، والعُزَّى صَنَمٌ كَانَ لِقُرَيْشٍ وَبَنِي كِنانَةَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

أَمَا ودِماءٍ مائراتٍ تَخالُها

عَلَى قُنَّةِ العُزَّى وبالنَّسْرِ، عَنْدَما

وَيُقَالُ: العُزَّى سَمُرَةٌ كَانَتْ لغَطَفان يَعْبُدُونَهَا وَكَانُوا بَنَوْا عَلَيْهَا بَيْتًا وأَقاموا لَهَا سَدَنَةً فَبَعَثَ إِليها رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فَهَدَمَ

ص: 378

الْبَيْتَ وأَحرق السَّمُرَة وَهُوَ يَقُولُ:

يَا عُزَّ، كُفْرانَكِ لَا سُبْحانَكِ

إِنِّي رأَيتُ اللَّهَ قَدْ أَهانَكِ

وَعَبْدُ العُزَّى: اسْمُ أَبي لَهَبٍ، وإِنما كَنَّاه اللَّهِ عز وجل فَقَالَ: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ، وَلَمْ يُسَمِّه لأَن اسْمَهُ مُحالٌ. وأَعَزَّت البقرةُ إِذا عَسُرَ حَمْلُها. واسْتَعَزَّ الرَّمْلُ: تَماسَكَ فَلَمْ يَنْهَلْ. واسْتَعَزَّ اللَّهُ بِفُلَانٍ «1» واسْتَعَزَّ فُلَانٌ بحقِّي أَي غَلَبَني. واسْتُعِزَّ بِفُلَانٍ أَي غُلِبَ فِي كُلِّ شيءٍ مِنَ عاهةٍ أَو مَرَضٍ أَو غَيْرِهِ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: اسْتُعِزَّ بِالْعَلِيلِ إِذا اشتدَّ وجعُه وغُلِب عَلَى عَقْلِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ نَزَلَ عَلَى كُلْثوم بْنِ الهَدْمِ وَهُوَ شاكٍ ثُمَّ اسْتُعِزَّ بكُلْثُومٍ فانتقل إِلى سعد بن خَيْثَمة.

وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه اسْتُعِزَّ بِرَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ

أَي اشْتَدَّ بِهِ المرضُ وأَشرف عَلَى الْمَوْتِ؛ يُقَالُ: عَزَّ يَعَزُّ، بِالْفَتْحِ «2» ، إِذا اشتدَّ، واسْتُعِزَّ عَلَيْهِ إِذا اشْتَدَّ عَلَيْهِ وَغَلَبَهُ. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عُمَرَ، رضي الله عنه: أَن قَوْمًا مُحْرِمِينَ اشْتَرَكُوا فِي قَتْلِ صَيْدٍ فَقَالُوا: عَلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنَّا جزاءٌ، فسأَلوا بعضَ الصَّحَابَةِ عَمَّا يجبُ عَلَيْهِمْ فأَمر لِكُلٍّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بكفَّارة، ثُمَّ سأَلوا ابنَ عُمَرَ وأَخبروه بفُتْيا الَّذِي أَفتاهم فَقَالَ: إِنكم لَمُعَزَّزٌ بِكُمْ، عَلَى جَمِيعِكُمْ شاةٌ

، وَفِي لفظٍ آخَرَ:

عَلَيْكُمْ جزاءٌ واحدٌ

، قَوْلُهُ لَمُعَزَّزٌ بِكُمْ أَي مُشَدَّدٍ بِكُمْ ومُثَقَّل عَلَيْكُمُ الأَمرُ: وفلانٌ مِعْزازُ الْمَرَضِ أَي شَدِيدُهُ. وَيُقَالُ لَهُ إِذا مَاتَ أَيضاً: قَدِ اسْتُعِزَّ بِهِ. والعَزَّة، بِالْفَتْحِ: بِنْتُ الظَّبْية؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

هانَ عَلَى عَزّةَ بنتِ الشَّحَّاجْ

مَهْوَى جِمالِ مالِك فِي الإِدْلاجْ

وَبِهَا سُمِّيَتِ المرأَة عَزَّة. وَيُقَالُ للعَنْز إِذا زُجِرت: عَزْعَزْ، وَقَدْ عَزْعَزْتُ بِهَا فَلَمَّ تَعَزْعَزْ أَي لَمْ تَتَنَحَّ، والله أَعلم.

عشز: عَشَزَ الرجلُ يَعْشِزُ عَشَزاناً: مَشَى مِشْيَة الْمَقْطُوعِ الرِّجْل، وَهُوَ العَشَزان. والعَشْوَزُ: مَا صَلُب مَسْلَكُه مِنْ طريقٍ أَو أَرض؛ قَالَ الشَّمَّاخُ «3»

المُقْفِراتِ العَشاوِزِ

وَقَالَهُ أَبو عَمْرٍو:

تَدُقُّ شُهْبَ طِلْحِه العَشاوِزُ

والعَشَوْزَنُ: مَا صعُب مَسْلَكُه مِنَ الأَماكن؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

أَخْذك بالمَيْسُورِ والعَشَوْزَنِ

والعَشَوْزَنُ: الشَّدِيدُ الخَلْق الْعَظِيمُ مِنَ النَّاسِ والإِبل. وقَناة عَشَوْزَنَةٌ: صُلْبَة. والعَشْوَزُ والعَشَوَّزُ: الشَّدِيدُ الخَلْق الْغَلِيظُ.

عضز: عَضَزَ يَعْضِزُ عَضْزاً: مَضَغ فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ.

(1). قوله [واستعز الله بفلان] هكذا في الأَصل. وعبارة القاموس وشرحه: واستعز الله به أماته.

(2)

. قوله [يُقَالُ عَزَّ يَعَزُّ بِالْفَتْحِ إلخ] عبارة النهاية: يُقَالُ عَزَّ يَعَزُّ بِالْفَتْحِ إِذا اشتد، واستعز به المرض وغيره وَاسْتُعِزَّ عَلَيْهِ إِذَا اشْتَدَّ عليه وغلبه، ثم يبنى الفعل للمفعول

(3)

. قوله [قال الشماخ إلخ] هذا قطعة من بيت من الطويل، وعبارة شرح القاموس: قَالَ الشَّمَّاخُ:

حَذَاهَا مِنَ الصَّيْدَاءِ نَعْلًا طِرَاقُهَا

حَوَامِي الكراع المؤيدات العشاوز

ويروى الموجعات؛ قاله الصاغاني، قلت: ويروى المقفرات أيضاً.

ص: 379

عضمز: العَيْضَمُوزُ: الْعَجُوزُ الْكَبِيرَةُ؛ وأَنشد:

أَعْطَى خُباسَة عَيْضَمُوزاً كَزَّةً

لَطْعاءَ، بئسَ هَدِيَّةُ المتَكَرِّمِ

وَنَاقَةٌ عَيْضَمُوزٌ. والعَضَمَّزُ: الشَّدِيدُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والعَضَمَّزُ: الضخمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والعَضَمَّزُ: البخيلُ، وامرأَة عَضَمَّزٌ؛ وَقَالَ حُمَيْدٌ الشَّاعِرُ:

عَضَمَّزَةٌ فِيهَا بقاءٌ وشِدَّةٌ

وَرَجُلٌ عَضَمَّزُ الخَلْق: شَدِيدُهُ. الأَزهري: عَجُوزٌ عِكْرِشَةٌ وعِجْرِمَةٌ وعَضَمَّزَةٌ وقَلَمَّزَةٌ: وَهِيَ اللَّئِيمَةُ القصيرة.

عطمز: الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ عطمس: نَاقَةٌ عَيْطَمُوزٌ، بِالزَّايِ، أَي طَوِيلَةٌ عَظِيمَةٌ، وَقَالَ: صخرة عَيْطَمُوزٌ ضَخْمة.

عفز: العَفْزُ: الْمُلَاعَبَةُ. يُقَالُ: بَاتَ يُعافِزُ امرأَتَه أَي يُغازِلُها؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ مِنْ بَابِ قَوْلِهِمْ بَاتَ يُعافِسُها فأَبدل مِنَ السِّينِ زَايًا. وَيُقَالُ للجَوْزِ الَّذِي يُؤْكَلُ: عَفْزٌ وعَفَازٌ، الْوَاحِدَةُ عَفْزَةٌ وعَفَازَةٌ. والعفازةُ: الأَكَمَةُ. يُقَالُ: لَقِيته فَوْقَ عَفازَة أَي فوق أَكَمَة.

عقز: العَقْزُ: تَقارُبُ دَبيب النمل.

عقفز: العَقْفَزَةُ: أَن يَجْلِسَ الرجلُ جِلْسة المُحْتَبِي ثُمَّ يَضُمُّ رُكْبَتَيْهِ وَفَخِذَيْهِ كَالَّذِي يَهمُّ بأَمرٍ شَهْوَةٍ لَهُ؛ وأَنشد:

ثُمَّ أَصابَ سَاعَةً فَعَقْفَزَا

ثُمَّ عَلاها فَدَحَا وارْتَهَزَا

عكز: العَكْزُ: الائتمامُ بالشيءِ والاهتداءُ بِهِ. والعُكَّازَةُ: عَصاً فِي أَسفلها زُجٌّ يَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا الرَّجُلُ، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ، وَالْجَمْعُ عَكاكِيزُ وعُكَّازات. والعَكِزُ: الرجلُ السَّيئُ الخُلُق»

البخيل المَشْؤُومُ. عُكَيزٌ وعاكزٌ: اسمان.

عكمز: العُكْمُوزُ: التَّارَّة الحادِرةُ الطويلةُ الضَّخْمَةُ؛ قَالَ:

إِنِّي لأَقْلِي الجِلْبِحَ العَجُوزا

وآمِقُ الفَتِيَّةَ العُكْمُوزا

الأَزهري: عُكْمُوزَةٌ حادِرةٌ تارَّةٌ وعُكْمُزٌ أَيضاً، قَالَ: وَيُقَالُ للأَيْرِ إِذا كَانَ مُكْتَنِزاً: إِنه لَعُكْمُزٌ؛ وأَنشد:

وفَتَحَتْ للعَوْدِ بئْراً هُزْهُزا

فالتَقَمَتْ جُرْدانَه والعُكْمُزا

علز: العَلَزُ: الضَّجَرُ. والعَلَزُ: شِبْهُ رِعْدة تأْخذ الْمَرِيضَ أَو الْحَرِيصَ عَلَى الشيءِ كأَنه لَا يستقرُّ فِي مَكَانِهِ مِنَ الْوَجَعِ، عَلِزَ يَعْلَزُ عَلَزاً وعَلَزاناً، وَهُوَ عَلِزٌ، وأَعْلَزَه الْوَجَعُ؛ تَقُولُ: مَا لِي أَراك عَلِزاً وأَنشد:

عَلَزان الأَسِيرِ شُدَّ صِفادا

والعَلَزُ أَيضاً: مَا تَبَعَّثَ مِنَ الْوَجَعِ شَيْئًا إِثر شيءْ كالحُمَّى يَدْخُلُ عَلَيْهَا السُّعال والصُّداع ونحوهُما. والعَلَزُ: القَلَقُ والكَرْبُ عِنْدَ الْمَوْتِ؛ قَالَتْ أَعرابية تَرْثِي ابنها:

(4). قوله [والعَكِزُ الرجل السيء الخلق] هكذا ضبط في الأصل. وعبارة القاموس: والعكز، بالكسر، السيئ الخلق، قال شارحه: وفي اللسان ككتف

ص: 380

وإِذا لَهُ عَلَزٌ وحَشْرَجَةٌ

مِمَّا يَجِيشُ بِهِ مِنَ الصَّدْرِ

وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، رضي الله عنه: هَلْ يَنْتَظِرُ أَهْلُ بَضاضَةِ الشَّبابِ إِلَّا عَلَزَ القَلِق؟

قَالَ: العَلَزُ، بِالتَّحْرِيكِ، خِفَّةٌ وقَلقٌ وهَلَعٌ يُصِيبُ الإِنسانَ، وَيُرْوَى بِالنُّونِ مِنَ الإِعْلان وَهُوَ الإِظهارُ، وَيُقَالُ: مَاتَ فُلَانٌ عَلِزاً أَي وَجِعاً قَلِقاً لَا يَنَامُ. قَالَ الأَزهري: وَالَّذِي يَنْزِلُ بِهِ الْمَوْتُ يُوصَف بالعَلَز وَهُوَ سِياقُه نَفْسَه. يُقَالُ: هُوَ فِي عَلَزِ الْمَوْتِ؛ وَقَوْلُهُ:

إِنَّك مِنِّي لاجِئٌ إِلى وَشَزْ

إِلى قَوافٍ صَعْبَةٍ فِيهَا عَلَزْ

أَي فِيهَا مَا يُورِثُكَ ضِيقاً كَالضَّيِّقِ الَّذِي يَكُونُ عِنْدَ الْمَوْتِ. والعِلَّوْزُ: الموتُ. وعَلِزَ عَلَزاً: حَرَصَ وغَرضَ؛ قَالَ الأَزهري: مَعْنَى قَوْلِهِ غَرِضَ هَاهُنَا أَي قَلِقَ. والعَلَزُ: المَيْلُ والعُدولُ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ «1». والعِلَّوْزُ: البَشَمُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: العِلَّوْزُ لُغَةٌ فِي العِلَّوْصِ، وَهُوَ الْوَجَعُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ اللَّوَى مِنْ أَوجاع الْبَطْنِ. وعالِزٌ: موضع.

علكز: العِلْكِزُ: الشديدُ الضخمُ العظيمُ.

علهز: العِلْهِزُ: وَبَرٌ يُخْلَطُ بدماءِ الحَلَمِ كَانَتِ الْعَرَبُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ تأْكله فِي الجَدْب، وَفِي حَدِيثِ

عِكْرِمَة: كَانَ طَعَامُ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ العِلْهِزَ.

الأَزهري: العِلْهِزُ الوَبَرُ مَعَ دَمِ الحَلَمِ، وإِنما كَانَ ذَلِكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُعَالَجُ بِهَا الوَبَرُ مَعَ دِمَاءِ الحَلَم يأْكلونه؛ وأَنشد ابْنُ شُمَيْلٍ:

وإِنَّ قِرَى قَحْطانَ قِرْفٌ وعِلْهِزٌ

فأَقْبِحْ بِهَذَا وَيْحَ نفسِكَ مِنْ فِعْلِ

وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: العِلْهِزُ دَمٌ يابسٌ يُدَقُّ بِهِ أَوْبار الإِبل فِي الْمَجَاعَاتِ ويؤْكل؛ وأَنشد:

عَنْ أَكْلِيَ العِلْهِزَ أَكْلَ الحَيْسِ

وَفِي الْحَدِيثِ فِي دُعَائِهِ، عليه السلام، عَلَى مُضَرَ:

اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ، فابْتُلُوا بِالْجُوعِ حَتَّى أَكلوا العِلْهِزَ

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ شيءٌ يَتَّخِذُونَهُ فِي سِنِي الْمَجَاعَةِ يَخْلِطُونَ الدَّمَ بأَوبار الإِبل ثُمَّ يَشْوُونه بِالنَّارِ ويأْكلونه، قَالَ: وَقِيلَ كَانُوا يَخْلِطُونَ فِيهِ القِرْدانَ. وَيُقَالُ للقُراد الضَّخْمِ: عِلْهِزٌ، وَقِيلَ: العِلْهِزُ شيءٌ يَنْبُتُ بِبِلَادِ بَنِي سُلَيم لَهُ أَصل كأَصل البَرْدِيِّ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الِاسْتِسْقَاءِ:

وَلَا شيءَ مِمَّا يأْكلُ الناسُ عِنْدَنَا

سِوَى الحَنْظَلِ الْعَامِيِّ والعِلْهِزِ الفَسْلِ

وليسَ لَنَا إِلَّا إِليكَ فِرارُنا

وأَينَ فِرارُ الناسِ إِلا إِلى الرُّسْل؟

ابْنُ الأَعرابي: العِلْهِزُ الصوفُ يُنْفَشُ ويُشْرَبُ بالدماءِ ويُشْوَى ويؤْكل، قَالَ: ونابٌ عِلْهِزٌ ودِرْدِحٌ، قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: هِيَ الَّتِي فِيهَا بقيةٌ وَقَدْ أَسَنَّتْ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: المُعَلْهَزُ الحَسَنُ الغِذاءِ كالمُعَزْهَل. الْجَوْهَرِيُّ: لَحْمٌ مُعَلْهَزٌ إِذا لَمْ يَنْضَجْ.

عنز: العَنْزُ: الماعِزَةُ، وَهِيَ الأُنثى مِنَ المِعْزَى والأَوْعالِ والظِّباءِ، وَالْجَمْعُ أَعْنُزٌ وعُنُوزٌ وعِنازٌ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بالعِنازِ جَمْعَ عَنْزِ الظِّباءِ؛ وأَنشد ابن

(1). قوله [والفعل كالفعل] اي على لغة من جعل مال من باب تعب

ص: 381

الأَعرابي:

أَبُهَيُّ، إِنَّ العَنْزَ تَمْنَع رَبَّها

مِن أَنْ يُبَيِّتَ جارَهُ بالحائِل

أَراد يَا بُهَيَّةُ فرخَّم، وَالْمَعْنَى أَن الْعَنْزَ يَتَبَلَّغُ أَهلُها بِلَبَنِهَا فَتَكْفِيهِمُ الغارةَ عَلَى مَالِ الْجَارِ الْمُسْتَجِيرِ بأَصحابها. وَحَائِلٌ: أَرض بِعَيْنِهَا، وأَدخل عَلَيْهَا الأَلف وَاللَّامَ لِلضَّرُورَةِ، وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: حَتْفَها تَحْمِلُ ضأْنٌ بأَظلافها. وَمِنْ أَمثالهم فِي هَذَا: لَا تَكُ كالعَنْزِ تَبْحَثُ عَنِ المُدْيَةِ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِلْجَانِي عَلَى نَفْسِهِ جِنَايَةً يَكُونُ فِيهَا هَلَاكُهُ، وأَصله أَن رَجُلًا كَانَ جَائِعًا بِالْفَلَاةِ فَوَجَدَ عَنَزًا وَلَمْ يَجِدْ مَا يَذْبَحُهَا بِهِ، فَبَحَثَتِ بِيَدَيْهَا وأَثارت عَنْ مُدْيَةٍ فَذَبَحَهَا بِهَا. وَمِنْ أَمثالهم فِي الرَّجُلَيْنِ يَتَسَاوَيَانِ فِي الشَّرَفِ قَوْلُهُمْ: هُمَا كَرُكْبَتَيِ العَنْزِ؛ وَذَلِكَ أَن رُكْبَتَيْهَا إِذا أَرادت أَن تَرْبِضَ وَقْعَتَا مَعًا. فأَما قَوْلُهُمْ: قَبَّحَ اللهُ عَنْزاً خَيْرُها خُطَّةٌ فإِنه أَراد جَمَاعَةَ عَنْزٍ أَو أَراد أَعْنُزاً فأَوقع الْوَاحِدَ مَوْقِعَ الْجَمْعِ. وَمِنْ أَمثالهم: كُفِيَ فلانٌ يومَ العَنْزِ؛ يُضْرَبُ لِلرَّجُلِ يَلْقَى مَا يُهْلِكُه. وَحُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ: يومٌ كيومِ العَنْزِ، وَذَلِكَ إِذا قَادَ حَتْفاً؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

رأَيتُ ابنَ ذِبْيانَ يَزِيدَ رَمَى بِهِ

إِلى الشَّامِ يومُ العَنْزِ، واللهُ شاغِلُهْ «1»

قَالَ الْمُفَضَّلُ: يُرِيدُ حَتْفاً كَحَتْفِ العَنْزِ حِينَ بَحَثَتْ عَنْ مُدْيَتِها. والعَنْزُ وعَنْزُ الماءِ، جَمِيعًا: ضَرْبٌ مِنَ السَّمَكِ، وَهُوَ أَيضاً طَائِرٌ مِنْ طَيْرِ الْمَاءِ. والعَنْزُ: الأُنثى مِنَ الصُّقور والنُّسور. والعَنْزُ: العُقاب، وَالْجَمْعُ عُنُوزٌ. والعَنْزُ: الْبَاطِلُ. والعَنْزُ: الأَكَمَةُ السَّوْدَاءُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

وإِرَمٌ أَخْرَسُ فوقَ عَنْزِ

قَالَ الأَزهري: سأَلني أَعرابي عَنْ قَوْلِ رُؤْبَةَ:

وإِرَمٌ أَعْيَسُ فوقَ عَنْزِ

فَلَمْ أَعرفه، وَقَالَ: العَنْزُ الْقَارَّةُ السَّوْدَاءُ، والإِرَمُ عَلَمٌ يُبْنَى فَوْقَهَا، وَجَعَلَهُ أَعيس لأَنه بُنِيَ مِنْ حِجَارَةٍ بِيضٍ لِيَكُونَ أَظهر لِمَنْ يُرِيدُ الِاهْتِدَاءَ بِهِ عَلَى الطَّرِيقِ فِي الْفَلَاةِ. وكلُّ بناءٍ أَصَمَّ، فَهُوَ أَخرس؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ:

وقاتَلَتِ العَنْزُ نصف النَّهارِ

ثُمَّ تَوَلَّتْ مَعَ الصَّادِرِ

فَهُوَ اسْمُ قَبِيلَةٍ مِنْ هوزان؛ وَقَوْلُهُ:

وَكَانَتْ بيومِ العَنْزِ صادَتْ فُؤادَهُ

الْعَنْزُ: أَكمة نَزَلُوا عَلَيْهَا فَكَانَ لَهُمْ بِهَا حَدِيثٌ. والعَنْزُ: صَخْرَةٌ فِي الْمَاءِ، وَالْجَمْعُ عُنُوزٌ. والعَنْزُ: أَرض ذَاتُ حُزُونَةٍ وَرَمْلٍ وَحِجَارَةٍ أَو أَثْلٍ، وَرُبَّمَا سُمِّيَتِ الحُبارَى عَنْزاً، وَهِيَ العَنْزَةُ أَيضاً والعَنَزُ. والعَنَزَةُ أَيضاً: ضَرْبٌ مِنَ السِّبَاعِ بِالْبَادِيَةِ دَقِيقُ الخَطْمِ يأْخذ الْبَعِيرَ مِنْ قِبَلِ دُبُرِه، وَهِيَ فِيهَا كالسَّلُوقِيَّةِ، وَقَلَّمَا يُرَى؛ وَقِيلَ: هُوَ عَلَى قَدْرِ ابْنِ عُرْسٍ يَدْنُو مِنَ النَّاقَةِ وَهِيَ بَارِكَةٌ ثُمَّ يَثِبُ فَيَدْخُلُ فِي حَيَائِهَا فَيَنْدَمِصُ فِيهِ حَتَّى يَصِلَ إِلى الرَّحِم فَيَجْتَبِذُها فَتَسْقُطُ الناقةُ فَتَمُوتُ، وَيَزْعُمُونَ أَنه شَيْطَانٌ؛ قَالَ الأَزهري: العَنَزَةُ عِنْدَ الْعَرَبِ مِنْ جِنْسِ الذِّئَابِ وَهِيَ مَعْرُوفَةٌ، ورأَيت بالصَّمَّانِ نَاقَةً مُخِرَتْ مِنْ قِبَلِ ذَنَبِهَا لَيْلًا فأَصبحت وَهِيَ مَمْخُورة

(1). قوله [رأيت ابن ذبيان] الذي في الأساس: رأيت ابن دينار.

ص: 382

قَدْ أَكلت العَنَزَةُ مِنْ عَجُزِها طَائِفَةً فَقَالَ رَاعِي الإِبل، وَكَانَ نُمَيْرِيّاً فَصِيحًا: طَرَقَتْها العَنَزَةُ فَمَخَرَتْها، والمَخْرُ الشَّقُّ، وَقَلَّمَا تَظْهَرُ لِخُبْثِهَا؛ وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ الْمَعْرُوفَةِ:

رَكِبَتْ عَنْزٌ بِحِدْجٍ جَمَلا

وَفِيهَا يَقُولُ الشَّاعِرُ:

شَرَّ يَوْمَيْها وأَغواهُ لَهَا

رَكِبَتْ عَنْزٌ بِحِدْجٍ جَمَلا

قَالَ الأَصمعي: وأَصله أَن امرأَة مِنْ طَسْمٍ يُقَالُ لَهَا عَنْزٌ أُخِذَتْ سَبِيَّةً، فَحَمَلُوهَا فِي هَوْدَج وأَلطفوها بِالْقَوْلِ وَالْفِعْلِ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَتْ:

شَرُّ يَوْمَيْهَا وأَغواه لَهَا

تَقُولُ: شَرُّ أَيامي حِينَ صِرْتُ أُكرم للسِّباء؛ يُضْرَبُ مَثَلًا فِي إِظهار البِرِّ بِاللِّسَانِ وَالْفِعْلِ لِمَنْ يُرَادُ بِهِ الْغَوَائِلُ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ قَالَ: كَانَ المُمَلَّكُ عَلَى طَسْمٍ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ عُمْلُوقٌ أَو عِمْلِيقٌ، وَكَانَ لَا تُزَفُّ امرأَةٌ مِنْ جَدِيسَ حَتَّى يؤْتى بِهَا إِليه فَيَكُونَ هُوَ المُفْتَضّ لَهَا أَولًا، وجَدِيسُ هِيَ أُخت طَسْمٍ، ثُمَّ إِن عُفَيْرَةَ بِنْتَ عَفَارٍ، وَهِيَ مِنْ سَادَاتِ جَدِيسَ، زُفَّتْ إِلى بَعْلِهَا، فأُتِيَ بِهَا إِلى عِمْلِيقٍ فَنَالَ مِنْهَا مَا نَالَ، فَخَرَجَتْ رَافِعَةً صَوْتَهَا شَاقَّةً جَيْبَهَا كَاشِفَةً قُبُلَها، وَهِيَ تَقُولُ:

لَا أَحَدٌ أَذَلَّ مِنْ جَدِيسِ

أَهكذا يُفْعَلُ بالعَرُوسِ

فَلَمَّا سُمِعُوا ذَلِكَ عَظُمَ عَلَيْهِمْ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُمْ وَمَضَى بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ، ثُمَّ إِن أَخا عُفَيْرَةَ وَهُوَ الأَسود بْنُ عَفَار صَنَعَ طَعَامًا لعُرْسِ أُخته عُفَيرة، وَمَضَى إِلى عِمْلِيقٍ يسأَله أَن يَحْضُرَ طَعَامَهُ فأَجابه، وَحَضَرَ هُوَ وأَقاربه وأَعيان قَوْمِهِ، فَلَمَّا مَدُّوا أَيديهم إِلى الطَّعَامِ غَدَرَتْ بِهِمْ جَدِيسُ، فَقُتِلَ كُلُّ مَنْ حَضَرَ الطَّعَامَ وَلَمْ يُفلِتْ مِنْهُمْ أَحد إِلا رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ رِياحُ بْنُ مُرَّة، تَوَجَّهَ حَتَّى أَتى حَسَّان بْنَ تُبَّعٍ فاسْتَجاشَهُ عَلَيْهِمْ ورَغَّبَهُ فِيمَا عِنْدَهُمْ مِنَ النِّعم، وَذَكَرَ أَن عِنْدَهُمُ امرأَة يُقَالُ لَهَا عَنْز، مَا رأَى النَّاظِرُونَ لَهَا شِبْهاً، وَكَانَتْ طَسْم وجَدِيسُ بجَوِّ الْيَمَامَةِ، فأَطاعه حسانُ وَخَرَجَ هُوَ وَمَنْ عِنْدِهِ حَتَّى أَتوا جَوًّا، وَكَانَ بِهَا زرقاءُ الْيَمَامَةِ، وَكَانَتْ أَعلمتهم بِجَيْشِ حَسَّانَ مِنْ قَبْلِ أَن يأْتي بِثَلَاثَةِ أَيام، فأَوقع بِجَدِيسَ وَقَتَلَهُمْ وَسَبَى أَولادهم ونساءَهم وَقَلَعَ عَيْنَيْ زَرْقَاءَ وَقَتَلَهَا، وأُتِيَ إِليه بعَنْز رَاكِبَةً جَمَلًا، فَلَمَّا رأَى ذَلِكَ بَعْضُ شُعَرَاءِ جَدِيسَ قَالَ:

أَخْلَقَ الدَّهْرُ بِجَوٍّ طَلَلا

مثلَ مَا أَخْلَقَ سَيْفٌ خِلَلا

وتَداعَتْ أَرْبَعٌ دَفَّافَةٌ

تَرَكَتْه هامِداً مُنْتَخِلا

مِنْ جَنُوبٍ ودَبُورٍ حِقْبَةً

وصَباً تُعْقبُ رِيحاً شَمْأَلا

وَيْلَ عَنْزٍ واسْتَوَتْ راكِبَةً

فوقَ صَعْب، لَمْ يُقَتَّلْ ذُلُلا

شَرَّ يَوْمَيْها وأَغْواهُ لَهَا

رَكِبَتْ عَنْزٌ بِحِدْجٍ جَمَلا

لَا تُرَى مِنْ بَيْتِهَا خارِجَةً

وتَراهُنَّ إِليها رَسَلا

مُنِعَتْ جَوّاً، ورامَتْ سَفَراً

تَرَكَ الخَدَّيْنِ مِنْهَا سَبَلا

ص: 383

يَعْلَمُ الحازِمُ ذُو اللُّبِّ بِذا

أَنما يُضْرَبُ هَذَا مَثَلا

وَنَصَبَ شَرَّ يَوْمَيْهَا بِرَكِبَتْ عَلَى الظَّرْفِ أَي رَكِبَتْ بِحِدْجٍ جَمَلًا فِي شَرِّ يَوْمَيْهَا. والعَنَزَةُ: عَصًا فِي قَدْر نِصْفِ الرُّمْح أَو أَكثر شَيْئًا فِيهَا سِنانٌ مِثْلُ سِنَانِ الرُّمْحِ، وَقِيلَ: فِي طَرَفِهَا الأَسفل زُجٌّ كَزُجِّ الرُّمْحِ يتوكأُ عَلَيْهَا الشَّيْخُ الْكَبِيرُ، وَقِيلَ: هِيَ أَطول مِنَ الْعَصَا وأَقصر مِنَ الرُّمْحِ والعُكَّازَةُ قَرِيبٌ مِنْهَا. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ

لِمَا طُعِنَ أُبيّ بْنُ خَلَفٍ بالعَنَزَة بَيْنَ ثَدْيَيْه قَالَ: قَتَلَنِي ابنُ أَبي كَبْشَة.

وتَعَنَّزَ واعْتَنَزَ: تَجَنَّب الناسَ وَتَنَحَّى عَنْهُمْ، وَقِيلَ: المُعْتَنِزُ الَّذِي لَا يُساكِنُ الناسَ لِئَلَّا يُرْزَأَ شَيْئًا. وعَنَزَ الرجلُ: عَدَلَ، يُقَالُ: نَزَلَ فُلَانٌ مُعْتَنِزاً إِذا نزل حَرِيداً فِي نَاحِيَةٍ مِنَ النَّاسِ. ورأَيته مُعْتَنِزاً ومُنْتَبِذاً إِذا رأَيته مُتَنَحِّيًا عَنِ النَّاسِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

أَباتَكَ اللهُ فِي أَبياتِ مُعْتَنِزٍ

عَنِ المَكارِمِ، لَا عَفٍّ وَلَا قارِي

أَي وَلَا يَقْرِي الضيفَ وَرَجُلٌ مُعَنَّزُ الْوَجْهِ إِذا كَانَ قَلِيلَ لَحْمِ الْوَجْهِ فِي عِرْنِينِه شَمَمٌ. وعُنِّزَ وَجْهُ الرَّجُلِ: قَلَّ لَحْمُهُ. وَسُمِعَ أَعرابي يَقُولُ لِرَجُلٍ: هُوَ مُعَنَّزُ اللِّحْيَة، وفسره أَبو داود بُزْ رِيش: كأَنه شَبَّهَ لِحْيَتَهُ بِلِحْيَةِ التَّيْسِ. والعَنْزُ وعَنْزٌ، جَمِيعًا: أَكَمَةٌ بِعَيْنِهَا. وعَنْزُ: اسْمُ امرأَة يقال لها عَنْز الْيَمَامَةِ، وَهِيَ الْمَوْصُوفَةُ بحدَّة النَّظَرِ. وعَنْزٌ: اسْمُ رَجُلٍ، وَكَذَلِكَ عِنازٌ، وعُنَيْزَةُ اسْمُ امرأَة تَصْغِيرُ عَنَزَة. وعَنَزَةُ وعُنَيْزَةُ: قَبِيلَةٌ. قَالَ الأَزهري: عُنَيْزَة فِي الْبَادِيَةِ مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ، وعُنَيْزَة قَبِيلَةٌ. قَالَ الأَزهري: وَقَبِيلَةٌ مِنَ الْعَرَبِ يُنْسَبُ إِليهم فَيُقَالُ فُلَانٌ العَنَزِيّ، وَالْقَبِيلَةُ اسْمُهَا عَنَزَةُ. وعَنَزَةُ: أَبو حَيٍّ مِنْ رَبِيعَةَ، وَهُوَ عَنَزَة بْنِ أَسد بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ نِزار؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ:

دَلَفْتُ لَهُ بِصَدْرِ العَنْزِ لَمَّا

تَحامَتْهُ الفَوارِسُ والرِّجالُ

فَهُوَ اسْمُ فَرَسٍ؛ والعَنْزُ فِي قَوْلُ الشَّاعِرِ:

إِذا مَا العَنْزُ مِنْ مَلَقٍ تَدَلَّتْ

هِيَ العُقاب الأُنثى. وعُنَيْزَةُ: مَوْضِعٌ؛ وَبِهِ فَسَّرَ بَعْضُهُمْ قَوْلَ إمرئِ الْقَيْسِ:

وَيَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْزَةٍ

وعُنازة: اسْمُ مَاءٍ؛ قَالَ الأَخطل:

رَعَى عُنازَةَ حَتَّى صَرَّ جُنْدُبُها

وذَعْذَعَ المالَ يومٌ تالِعٌ يَقِرُ

عنقز: العَنْقَزُ والعُنْقُزُ؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ: المَرْزَنْجُوش، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والعُنْقُزانُ مِثْلُهُ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَلَا يَكُونُ فِي بِلَادِ الْعَرَبِ وَقَدْ يَكُونُ بِغَيْرِهَا، وَمِنْهُ يَكُونُ هُنَاكَ اللَّاذَنُ؛ قَالَ الأَخطل يَهْجُو رَجُلًا:

أَلا اسْلَمْ، سَلِمْتَ أَبا خالِدٍ

وحَيَّاكَ رَبُّكَ بالعَنْقَزِ

ورَوَّى مُشاشَكَ بالخَنْدَرِيسِ

قَبْل الْمَمَاتِ فَلَا تَعْجَزِ

أَكَلْتَ القِطاطَ فأَفْنَيْتَها

فَهَلْ فِي الخَنانِيصِ مِنْ مَغْمَزِ؟

ص: 384

ودِينُكَ هذا كدين الحِمارِ

بَلْ أَنتَ أَكْفَرُ مِنْ هُرْمُزِ

وَقِيلَ: العَنْقَزُ جُرْدانُ الْحِمَارِ «1» والعَنْقَزُ: أَصلُ القَصَبِ الغَضِّ، وَهُوَ بِالرَّاءِ أَعلى، وَكَذَلِكَ حَكَاهُ كُرَاعٌ بِالرَّاءِ أَيضاً. وَفِي حَدِيثِ قُسٍّ ذَكَرَ العُنْقُزان؛ العُنْقُزُ أَصل القَصَب الغَضّ. والعُنْقُزُ أَبناء الدَّهاقِينِ، وَقِيلَ: العَنْقَزُ السَّمُّ «2» والعَنْقَزُ: الدَّاهِيَةُ مِنْ كِتَابِ أَبي عَمْرٍو، وَاللَّهُ أَعلم.

عوز: اللَّيْثُ: العَوَزُ أَن يُعْوِزَكَ الشيءُ وأَنت إِليه مُحْتَاجٌ، وإِذا لَمْ تَجِدِ الشيءَ قُلْتَ: عازَني؛ قَالَ الأَزهري: عازَنِي لَيْسَ بِمَعْرُوفٍ. وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: يُقَالُ أَعْوزَنِي هَذَا الأَمْرُ إِذا اشتدَّ عَلَيْكَ وعَسُرَ، وأَعْوَزَنِي الشيءُ يُعْوِزُنِي أَي قَلَّ عِنْدِي مَعَ حَاجَتِي إِليه. وَرَجُلٌ مُعْوِزٌ: قَلِيلُ الشَّيْءِ. وأَعْوَزَه الشيءُ إِذا احْتَاجَ إِليه فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ. والعَوَزُ، بِالْفَتْحِ: العُدْمُ وسوءُ الْحَالِ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عَازَنِي الشيءُ وأَعْوَزَنِي أَعْجَزَنِي عَلَى شِدَّةِ حَاجَةٍ، وَالِاسْمُ العَوَزُ. وأَعْوَزَ الرجلُ، فَهُوَ مُعْوِزٌ ومُعْوَز إِذا ساءَتْ حالُه؛ الأَخيرة عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وأَعْوَزَه الدهرُ: أَحوجه وحلَّ عَلَيْهِ الفَقْرُ. وإِنه لَعَوِز لَوِزٌ: تأْكيد لَهُ، كَمَا تَقُولُ: تَعْساً لَهُ ونَعْساً. والعَوَزُ: ضِيقُ الشَّيْءِ. والإِعْوازُ: الْفَقْرُ. والمُعْوِزُ: الْفَقِيرُ. وعَوِزَ الشيءُ عَوَزاً إِذا لَمْ يُوجَدْ. وعَوِزَ الرجلُ وأَعْوَزَ أَي افْتَقَرَ. وَيُقَالُ: مَا يُعْوِزُ لِفُلَانٍ شيءٌ إِلَّا ذَهَبَ بِهِ، كَقَوْلِكَ: مَا يُوهِفُ لَهُ وَمَا يُشْرِفُ؛ قَالَهُ أَبو زَيْدٍ بِالزَّايِ، قَالَ أَبو حَاتِمٍ: وأَنكره الأَصمعي، قَالَ: وَهُوَ عِنْدَ أَبي زَيْدٍ صَحِيحٌ وَمِنَ الْعَرَبِ مَسْمُوعٌ. والمِعْوَزُ: خِرْقَةٌ يُلَفُّ بِهَا الصَّبِيُّ، وَالْجَمْعُ المَعاوِزُ؛ قَالَ حَسَّانُ:

ومَوْؤُودَةٍ مَقْرُورَةٍ فِي مَعاوِزٍ

بآمَتِها مَرْمُوسَةٍ لم تُوَسَّدِ

الموْؤُودة: الْمَدْفُونَةُ حَيَّةً. وَآمَتُهَا: هَنَتُها يَعْنِي القُلْفَة. وَفِي التَّهْذِيبِ: المَعاوِزُ خُلْقانُ الثِّيَابِ، لُفَّ فِيهَا الصَّبِيُّ أَو لَمْ يُلَفَّ. والمِعْوَزَةُ والمِعْوَزُ: الثَّوْبُ الخَلَقُ، زَادَ الْجَوْهَرِيُّ: الَّذِي يُبْتَذَلُ. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ، رضي الله عنه: أَمَا لَكَ مِعْوَزٌ

أَي ثَوْبٌ خَلَقٌ لأَنه لِبَاسُ المُعْوِزِينَ فَخُرِّجَ مَخْرَجَ الْآلَةِ والأَداة. وَفِي

حَدِيثِهِ الْآخَرِ، رضي الله عنه: تَخْرُجُ المرأةُ إِلى أَبيها يَكِيدُ بنَفْسِه فإِذا خَرَجَتْ فَلْتَلْبَس مَعاوِزَها

؛ هِيَ الخُلْقان مِنَ الثِّيَابِ، وَاحِدُهَا مِعْوَز، بِكَسْرِ الْمِيمِ، وَقِيلَ: المِعْوَزَةُ كُلُّ ثَوْبٍ تَصُونُ بِهِ آخَرَ، وَقِيلَ: هُوَ الْجَدِيدُ مِنَ الثِّيَابِ؛ حُكِيَ عَنْ أَبي زَيْدٍ، وَالْجَمْعُ مَعاوِزَةٌ، زَادُوا الْهَاءَ لِتَمْكِينِ التأْنيث؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:

رَأَى نَظْرَةً مِنْهَا، فَلَمْ يَمْلِكِ الهَوى

مَعاوِزُ يَرْبُو تَحْتَهُنَّ كَثِيبُ

فَلَا مَحَالَةَ أَن الْمَعَاوِزَ هُنَا الثِّيَابُ الجُدُدُ؛ وَقَالَ:

ومُحْتَضَرِ المَنافِعِ أَرْيَحِيٍّ

نَبِيلٍ فِي مَعاوِزةٍ طِوالِ

أَبو الْهَيْثَمِ: خَرَطْتُ العُنْقُودَ خَرْطاً إِذا اجْتَذَبْتَ مَا عَلَيْهِ مِنَ العَوْزِ، وَهُوَ الْحَبُّ مِنَ الْعِنَبِ، بجميع

(1). قوله [وَقِيلَ الْعَنْقَزُ جُرْدَانُ الْحِمَارِ] وهو المراد في الأَبيات حتى يكون هجواً.

(2)

. قوله [وقيل العنقز السم إلخ] كذا بالأَصل بوزن جعفر، وتبعه شارح القاموس. وعبارة المجد: والعنقزة، بهاء، الراية والداهية والسم.

ص: 385