الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَصابعك حَتَّى تُنقيه مِنْ عُودِه، وَذَلِكَ الخَرْطُ، وَمَا سَقَطَ مِنْهُ عِنْدَ ذَلِكَ هُوَ الخُرَاطَةُ، وَاللَّهُ سبحانه وتعالى أَعلم.
فصل الغين المعجمة
غرز: غَرَزَ الإِبْرَةَ فِي الشَّيْءِ غَرْزاً وغَرَّزَها: أَدخلها. وكلُّ مَا سُمِّرَ فِي شَيْءٍ فَقَدْ غُرِزَ وغُرِّزَ، وغَرَزْتُ الشيءَ بالإِبرة أَغْرِزُه غَرْزاً. وَفِي حَدِيثِ
أَبي رَافِعٍ: مَرَّ بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عليهما السلام، وَقَدْ غَرَزَ ضَفْرَ رأْسه
أَي لَوَى شَعْرَهُ وأَدخل أَطرافه فِي أُصوله. وَفِي حَدِيثِ
الشَّعْبيِّ: مَا طَلَع السِّماكُ قَطُّ إِلا غارِزاً ذَنَبَه فِي بَرْدٍ
؛ أَراد السِّماكَ الأَعْزَلَ، وَهُوَ الْكَوْكَبُ الْمَعْرُوفُ فِي بُرْجِ الْمِيزَانِ وَطُلُوعِهِ يَكُونُ مَعَ الصُّبْحِ لِخَمْسٍ تَخْلُو مِنْ تَشْرِينَ الأَوّل، وحينئذ يبتدئ البرد، وَهُوَ مِنْ غَرَزَ الجرادُ ذَنَبه فِي الأَرض إِذا أَراد أَن يَبِيضَ. وغَرَزت الجَرادَةُ وَهِيَ غارِزٌ وغرَّزَتْ: أَثبتت ذَنَبها فِي الأَرض لِتَبِيضَ، مِثْلَ رَزَّتْ؛ وجَرادةٌ غارِزٌ، وَيُقَالُ: غارِزَةٌ إِذا رَزَّتْ ذَنَبها فِي الأَرض لِتَسْرَأَ؛ والمَغْرَزُ بِفَتْحِ الرَّاءِ: مَوْضِعُ بَيْضِهَا. وَيُقَالُ: غَرَزْتُ عُوداً فِي الأَرض ورَكَزْتُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ومَغْرِزُ الضِّلَع والضِّرْس وَالرِّيشَةِ وَنَحْوِهَا: أَصْلُها، وَهِيَ المغارِزُ. ومَنْكِب مُغَرَّزٌ: مُلْزَقٌ بِالْكَاهِلِ. والغَرْزُ: رِكابُ الرحْل، وَقِيلَ: رِكَابُ الرحْل مِنْ جُلود مَخْرُوزَةٍ، فإِذا كَانَ مِنْ حَدِيدٍ أَو خَشَبٍ فَهُوَ رِكابٌ، وَكُلُّ مَا كَانَ مِساكاً للرِّجْلَين فِي المَرْكَب غَرْزٌ. وغَرَزَ رِجْلَه فِي الغَرْزِ يَغْرِزُها غَرْزاً: وَضَعَهَا فِيهِ لِيَرْكَبَ وأَثبتها. واغْتَرَزَ: رَكِبَ. ابْنُ الأَعرابي: والغَرْزُ لِلنَّاقَةِ مِثْلُ الْحِزَامِ لِلْفَرَسِ. غَيْرُهُ: الغَرْزُ للجَمَلِ مِثْلُ الرِّكَابِ لِلْبَغْلِ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ فِي غَرْز النَّاقَةِ:
وإِذا حَرَّكْتُ غَرْزِي أَجْمَرَتْ
…
أَو قِرابي، عَدْوَ جَوْنٍ قَدْ أَبَلْ
وَفِي الْحَدِيثِ:
كَانَ، صلى الله عليه وسلم، إِذا وَضَع رِجْلَه فِي الغَرْزِ، يُرِيدُ السفرَ، يَقُولُ: بِسْمِ اللَّهِ
؛ الغَرْزُ: رِكابُ كُورِ الجَمَلِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن رَجُلًا سأَله عَنْ أَفضل الْجِهَادِ فَسَكَتَ عَنْهُ حَتَّى اغْتَرَزَ فِي الجَمْرَةِ الثَّالِثَةِ
أَي دخَل فِيهَا كَمَا يَدْخُلُ قَدَمُ الرَّاكِبِ فِي الغَرْزِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ
أَبي بَكْرٍ أَنه قَالَ لِعُمَرَ، رضي الله عنهما: اسْتَمْسِكْ بغَرْزِه
أَي اعْتَلِقْ بِهِ وأَمسِكْه واتَّبِعْ قولَهُ وفعلَهُ وَلَا تُخالِفْه؛ فَاسْتَعَارَ لَهُ الغَرْزَ كَالَّذِي يُمسِكُ بِرِكَابِ الرَّاكِبِ وَيَسِيرُ بِسَيْرِهِ. واغْتَرَزَ السَّيْرَ اغْتِرازاً إِذا دَنَا مَسِيرُه، وأَصله مِنَ الغَرْزِ. والغارِزُ مِنَ النُّوقِ: القليلةُ اللَّبَنِ. وغَرَزَتِ الناقَةُ تَغْرُزُ «1» غِرازاً وَهِيَ غارِزٌ مِنْ إِبل غُرَّزٍ: قَلَّ لَبَنُهَا؛ قَالَ القُطامي:
كأَنَّ نُسُوعَ رَحْلي، حينَ ضَمَّتْ
…
حَوالِبَ غُرَّزاً ومِعًى جِياعا
نُسِبَ ذَلِكَ إِلى الْحَوَالِبِ لأَن اللَّبَنَ إِنما يَكُونُ فِي الْعُرُوقِ. وغَرَّزَها صاحِبُها: تَرَكَ حَلَبَهَا أَو كَسَع ضَرْعَها
(1). قوله [وغرزت الناقة تغرز] من باب كتب كما هو صنيع القاموس ووجد كذلك مضبوطاً بنسخة صحيحة من النهاية، والحاصل أن غرز بمعنى نخس وطعن وأثبت من باب ضرب وبمعنى أطاع بعد عصيان من باب سمع، وغرزت الناقة قلّ لبنها من باب كتب كما في القاموس وغيره
بِمَاءٍ بَارِدٍ لِيَذْهَبَ لِبَنُهَا وَيَنْقَطِعَ، وَقِيلَ: التَّغْرِيزُ أَن تَدَعَ حَلْبَةً بَيْنَ حَلْبَتَيْنِ وذلك إِذا أَدبر لبن النَّاقَةِ. الأَصمعي: الغارِزُ الناقةُ الَّتِي قَدْ جَذَبَتْ لَبَنَهَا فَرَفَعَتْهُ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: التَّغْرِيزُ أَن يَنْضَح ضَرْعَ النَّاقَةِ بِالْمَاءِ ثُمَّ يُلَوِّثَ الرجلُ يَدَه فِي التُّرَابِ، ثُمَّ يَكْسَعَ الضَّرْعَ كَسْعاً حَتَّى يَدْفَعَ اللَّبَنَ إِلى فَوْقَ، ثُمَّ يأْخذ بِذَنَبِهَا فَيَجْتَذِبَهَا بِهِ اجْتِذَابًا شَدِيدًا، ثُمَّ يَكْسَعَهَا بِهِ كَسْعًا شَدِيدًا وتُخَلَّى، فإِنها تَذْهَبُ حِينَئِذٍ عَلَى وَجْهِهَا سَاعَةً. وَفِي حَدِيثِ
عَطَاءَ: وَسُئِلَ عَنْ تَغْرِيزِ الإِبل فَقَالَ: إِن كَانَ مُباهاةً فَلَا، وإِن كَانَ يُرِيدُ أَن تَصْلُحَ لِلْبَيْعِ فَنَعَمْ.
قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ تَغْرِيزُها نِتاجَها وسِمَنَها مِنْ غَرْزِ الشَّجَرِ، قَالَ: والأَول الوجه. وغَرَزَتِ الأَتانُ: قَلَّ لَبَنُهَا أَيضاً. أَبو زَيْدٍ: غَنَمٌ غَوارِزُ وعُيونٌ غَوارِزُ مَا تَجْرِي لَهُنَّ دُموع. وَفِي الْحَدِيثِ
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِن غَنَمَنَا قَدْ غَرَزَتْ
أَي قَلَّ لَبَنُهَا. يُقَالُ: غَرَزَت الْغَنَمُ غِرازاً وغَرَّزَها صاحبُها إِذا قَطَعَ حَلَبَهَا وأَراد أَن تَسْمَنَ؛ وَمِنْهُ قَصِيدُ كَعْبٍ:
تمرُّ، مِثلَ عَسِيبِ النَّخْلِ ذَا خُصَلٍ
…
بغارِزٍ لَمْ تُخَوِّنْهُ الأَحالِيلُ
الغارِزُ: الضَّرْعُ قَدْ غَرَزَ وقَلَّ لَبَنُهُ، وَيُرْوَى بِغَارِبٍ. والغارِزُ مِنَ الرِّجَالِ: الْقَلِيلُ النِّكَاحِ، وَالْجَمْعُ غُرَّزٌ. والغَرِيزَةُ: الطبيعةُ والقريحةُ والسَّجِيَّة مِنْ خَيْرٍ أَو شَرٍّ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ الأَصل وَالطَّبِيعَةُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
إِنّ الشَّجاعَةَ، فِي الفَتى
…
والجُودَ مِنْ كَرَمِ الغَرائزْ
وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رضي الله عنه: الجُبْنُ والجُرْأةُ غَرائزُ
أَي أَخلاق وَطَبَائِعُ صَالِحَةٌ أَو رَدِيئَةٌ، وَاحِدَتُهَا غَرِيزَة. وَيُقَالُ: الْزَمْ غَرْزَ فُلَانٍ أَي أَمره وَنَهْيَهُ. الأَصمعي: والغَرَزُ، مُحَرَّكٌ، نَبَتٌ رأَيته فِي الْبَادِيَةِ يَنْبُتُ فِي سُهولة الأَرض. غَيْرُهُ: الغَرَزُ ضَرْبٌ مِنَ الثُّمامِ صَغِيرٌ يَنْبُتُ عَلَى شُطُوط الأَنهار لَا وَرَقَ لَهَا، إِنما هِيَ أَنابيب مُرَكَّبٌ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ، فإِذا اجْتَذَبْتَهَا خَرَجَتْ مِنْ جَوْفِ أُخرى كأَنها عِفاصٌ أُخرج مِنْ مُكْحُلَة وَهُوَ مِنَ الحَمْضِ؛ وَقِيلَ: هُوَ الأَسَلُ، وَبِهِ سُمِّيَتِ الرِّمَاحُ عَلَى التَّشْبِيهِ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ مِنْ وَخِيمِ المَرْعى، وَذَلِكَ أَن النَّاقَةَ الَّتِي تَرْعَاهُ تُنْحَرُ فَيُوجَدُ الغَرَزُ فِي كَرَشِهَا مُتَمَيِّزًا عَنِ الْمَاءِ لَا يَتَفَشَّى وَلَا يُورِثُ الْمَالَ قُوَّةً، وَاحِدَتُهَا غَرَزَةٌ، وَهُوَ غَيْرُ العَرَز الَّذِي تَقَدَّمَ فِي الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ. وَرُوِيَ عَنْ
عُمَرَ، رضي الله عنه، أَنه رأَى فِي رَوْث فَرَسٍ شعِيراً فِي عَامِ مَجاعةٍ فَقَالَ: لَئِنْ عِشْتُ لأَجعلنّ لَهُ مِنْ غَرَزِ النَّقِيعِ مَا يُغْنيه عَنْ قُوتِ الْمُسْلِمِينَ
أَي يَكُفُّه عَنْ أَكل الشَّعِيرِ، وَكَانَ يَوْمَئِذٍ قُوتًا غَالِبًا لِلنَّاسِ يَعْنِي الْخَيْلَ والإِبل؛ عَنى بالغَرَزِ هَذَا النَّبْتَ؛ وَالنَّقِيعُ: مَوْضِعٌ حَمَاهُ عُمَرَ، رضي الله عنه، لِنَعَم الفَيْءِ وَالْخَيْلِ المُعَدَّةِ لِلسَّبِيلِ. وَرُوِيَ عَنْ
نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رضي الله عنهما، أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، حَمَى غَرَزَ النَّقِيع لِخَيْلِ الْمُسْلِمِينَ
؛ النَّقِيعُ، بِالنُّونِ: مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنَ الْمَدِينَةِ كَانَ حِمًى لِنِعَمِ الْفَيْءِ وَالصَّدَقَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ أَيضاً:
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُعالِجُنَّ غَرَزَ النَّقِيع.
والتَّغارِيزُ: مَا حُوِّلَ مِنْ فَسِيل النَّخْلِ وَغَيْرِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِن أَهل التَّوْحِيدِ إِذا أُخرجوا مِنَ النَّارِ وَقَدِ
امْتُحِشُوا يَنْبُتون كَمَا تَنْبُتُ التَّغارِيزُ
؛ قَالَ القُتَيْبيُّ: هُوَ مَا حُوِّلَ مِنْ فَسِيل النَّخْلِ وَغَيْرِهِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يحوَّل مِنْ مَوْضِعٍ إِلى مَوْضِعٍ فيُغْرَزُ، وَهُوَ التَّغْريزُ والتَّنْبِيتُ، وَمِثْلُهُ فِي التَّقْدِيرِ التَّناوِيرُ لنَوْرِ الشَّجَرِ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ والعين المهملة والراءين.
غزز: أَغَزّت البَقَرَةُ، وَهِيَ مُغِزٌّ إِذا عَسُرَ حَمْلُهَا؛ قَالَ الأَزهري: الصَّوَابُ أَغْزَتْ «1» ، فَهِيَ مُغْزٍ، مِنْ ذَوَاتِ الأَربعة أَي مِنْ أَربعة أَحرف، فَغَزَا إِذا قُلْتَ مِنْهُ أَغْزَتْ حَصَلَ مِنْهُ أَربعة أَحرف، وإِذا قلتَ مِنَ الْقَوْلِ قلتُ حَصَلَ ثَلَاثَةُ أَحرف فَهَذِهِ مِنْ ذَوَاتِ الثَّلَاثَةِ، وأَغْزَتْ وَمَا أَشبهه مِنْ ذَوَاتِ الأَربعة. وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ إِذا تأَخر حَمْلُهَا فاستأْخر نَتاجُها: قَدْ أَغْزَتْ، فَهِيَ مُغْزٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ:
والحَرْبُ عَسْراءُ اللِّقاحِ مُغْزِي
أَراد بُطْءَ إِقلاع الْحَرْبِ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
بِلَحْيَيْهِ صَكُّ المُغْزِياتِ الرَّواكِدِ
شَمِر: أَغَزَّت الشَّجَرَةُ إِغْزازاً، فَهِيَ مُغِزٌّ إِذا كَثُرَ شَوْكُهَا والتفَّت. أَبو عَمْرٍو: الغَزَزُ الخُصوصية؛ تَقُولُ الْعَرَبُ: قَدْ غَزَّ فلانٌ بِفُلَانٍ واغْتَزَّ بِهِ واغْتَزَى بِهِ إِذا اخْتَصَّه مِنْ بَيْنِ أَصحابه: وأَنشد ابْنُ نَجْدَةَ عَنْ أَبي زَيْدٍ:
فَمَنْ يَعْصِبْ بِلِيّته اغْتِزازاً
…
فإِنك قَدْ مَلأْتَ يَداً وشَاما
قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: مَن شَرْطٌ هَاهُنَا؛ وَيَعْصِبُ: يَلْزَمُ. بِلِيَّتِهِ: بِقَرَابَاتِهِ. اغْتِزَازًا أَي اخْتَصَاصًا. وَالْيَدُ هَاهُنَا: يُرِيدُ الْيَمَنَ؛ قَالَ: مَعْنَاهُ مَنْ يَلْزَمُ بِبِرِّه أَهلَ بَيْتِهِ فإِنك قَدْ ملأْت بِمَعْرُوفِكَ مِنَ الْيَمَنِ إِلى الشَّامِ. والغُزْغُزُ: الشِّدْقُ فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ، وَالرَّاءُ لُغَةٌ. ابْنُ الأَعرابي: الغُزَّانِ الشِّدْقانِ، واحدُهما غُزٌّ. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِن المَلَكَيْنِ يَجْلِسَانِ عَلَى ناجِذَيِ الرجلِ يَكْتُبَانِ خَيْرَهُ وَشَرَّهُ ويَسْتَمِدَّانِ مِنْ غُزَّيْهِ
؛ الغُزَّانِ، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ: الشِّدْقانِ، الْوَاحِدُ غُزٌّ. وَفِي حَدِيثِ الأَحنف «2»: شَرْبَةً مِنْ مَاءِ الغُزَيزِ، بِضَمِّ الْغَيْنِ وَفَتْحِ الزَّايِ الأُولى، مَاءٌ قُرْبَ الْيَمَامَةِ. وغَزَّةُ: مَوْضِعٌ بمَشَارِف الشَّامِ بِهَا قَبْرُ هَاشِمٍ جَدِّ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، وَجَاءَ فِي الشِّعْرِ غَزَّات وغَزَّاة كأَذْرِعاتٍ وأَذرعاة وَعَانَاتٍ وَعَانَاةِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:
مَيْتٌ بِرَدْمانَ، ومَيْتٌ بِسَلْمانَ
…
ومَيْتٌ عِنْدَ غَزَّاتِ
قَالَ الأَزهري: ورأَيت بالسَّوْدَةِ فِي دِيَارِ سَعْدِ بنِ زَيْد مَناةَ رَمْلَةً يُقَالُ لَهَا غَزَّةُ وَفِيهَا أَحْساءٌ جَمَّة. والغُزُّ: جِنْسٌ مِنَ التُّرْكِ.
غمز: الغَمْزُ: الإِشارة بِالْعَيْنِ وَالْحَاجِبِ والجَفْنِ، غَمَزَه يَغْمِزُه غَمْزاً. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ
؛ وَمِنْهُ الغَمْزُ بِالنَّاسِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ فُسِّرَ الْغَمْزُ فِي بَعْضِ الأَحاديث بالإِشارة كالرَّمْزِ بِالْعَيْنِ وَالْحَاجِبِ وَالْيَدِ. وَجَارِيَةٌ غَمَّازَةٌ: حَسَنَةُ الغَمْزِ للأَعضاء. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رضي الله عنه: أَنه دَخَلَ عَلَيْهِ وَعِنْدَهُ غُلَيِّم يَغْمِزُ ظهرَه.
وَفِي
(1). قوله [الصواب أغزت إلخ] أي فيكون من المعتل، واقتصر الجوهري على ذكره في المعتل، وقد ذكره القاموس في المعتل والصحيح معاً
(2)
. قوله [وفي حديث الأحنف إلخ] عبارة ياقوت: وقيل للأحنف بن قيس لما احتضر ما تتمنى؟ قال: شَرْبَةً مِنْ مَاءِ الْغُزَيْزِ، وهو ماء مرّ، وكان موته بالكوفة والفرات جاره
حَدِيثِ عَائِشَةَ، رضي الله عنها: اللَّدُود مكانَ الغَمْزِ
؛ هُوَ أَن تَسْقُطَ اللَّهاةُ فَتُغْمَزَ بِالْيَدِ أَي تُكْبَسَ. والغَمْزُ فِي الدَّابَّةِ: الظَّلْعُ مِنْ قِبَلِ الرِّجْل، غَمَزَتْ تَغْمِزُ، وَقِيلَ: هُوَ ظَلْعٌ خَفِيٌّ. والغَمْزُ: العَصْرُ بِالْيَدِ؛ قَالَ زِيادٌ الأَعْجَمُ:
وكنتُ إِذا غَمَزْتُ قَناةَ قَوْمٍ
…
كَسَرْتُ كُعُوبَها، أَو تَسْتقِيما
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَكَذَا ذَكَرَ سِيبَوَيْهِ هَذَا الْبَيْتَ بنصب تسقيم بأَو، وَجَمِيعُ الْبَصْرِيِّينَ؛ قَالَ: هُوَ فِي شِعْرِهِ تَسْتَقِيمُ بِالرَّفْعِ والأَبيات كُلُّهَا ثَلَاثَةٌ لَا غَيْرُ وَهِيَ:
أَلم تَرَ أَنَّني وَتَّرْتُ قَوْسِي
…
لأَبْقَعَ مِنْ كِلابِ بَنِي تَمِيمِ
عَوَى، فَرَمَيْتُه بِسِهامِ مَوْتٍ
…
تَرُدُّ عَوادِيَ الحَنِقِ اللَّئِيمِ
وَكُنْتُ إِذا غَمَزْتُ قَنَاةَ قَوْمٍ
…
كَسَرْتُ كُعُوبَهَا، أَو تَسْتَقِيمُ «1»
قَالَ: وَالْحُجَّةُ لسيبويه فِي هَذَا أَنه سَمِعَ مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُنْشِدُ هَذَا الْبَيْتَ بِالنَّصْبِ فَكَانَ إِنشاده حُجَّةً، كَمَا عَمِلَ أَيضاً فِي الْبَيْتِ الْمَنْسُوبِ لعُقْبَةَ الأَسَدِي وَهُوَ:
مُعاوِيَ، إِنَّنا بَشَرٌ فأَسْجِحْ
…
فَلَسْنا بالجِبالِ وَلَا الحَدِيدا
هَكَذَا سَمِعَ مَنْ يُنْشِدُهُ بِالنَّصْبِ وَلَمْ تُحْفَظِ الأَبيات الَّتِي قَبْلَهُ وَالَّتِي بَعْدَهُ؛ وَهَذِهِ الْقَصِيدَةُ مِنْ شِعْرِهِ مَخْفُوضَةُ الرَّوِيِّ؛ وَبَعْدَهُ:
أَكَلْتُمْ أَرْضَنا فَجَرَدْتُموها
…
فَهَلْ مِنْ قائِمٍ أَو مِنْ حَصِيدِ؟
وَالْمَعْنَى فِي شِعْرِ زِيَادٍ الأَعجم أَنه هَجَا قَوْمًا زَعَمَ أَنه أَثارهم بِالْهِجَاءِ وأَهلكهم إِلا أَن يَتْرُكُوا سَبَّه وهِجاءه، وَكَانَ يُهاجِي المُغِيرةَ بْنُ حَبْناءَ التَّمِيمِيُّ، وَمَعْنَى غَمَزْتُ لَيَّنْتُ، وَهَذَا مَثَلٌ، وَالْمَعْنَى إِذا اشْتَدَّ عَلَيَّ جَانِبُ قَوْمٍ رُمْتُ تَلْيِينَهُ أَو يستقيم. وغَمَزْتُ الكَبْشَ والناقة أَغْمِزُها غَمْزاً إِذا وَضَعْتَ يَدَكَ عَلَى ظَهْرِهَا لِتَنْظُرَ أَبها طِرْقٌ أَم لَا؛ وَنَاقَةٌ غَمُوزٌ، وَالْجَمْعُ غُمُزٌ. والغَمُوزُ مِنَ النُّوق: مِثْلُ العَرُوك والشَّكُوكِ؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ. وَفِي حَدِيثِ الغُسْلِ:
قَالَ لَهَا: اغْمِزِي قُرونَكِ
أَي اكْبِسي ضَفَائِرَ شَعْرِكَ عِنْدَ الْغَسْلِ. والغَمْزُ: العَصْر وَالْكَبْسُ بِالْيَدِ. والغَمَزُ، بِالتَّحْرِيكِ: رُذالُ الْمَالِ مِنَ الإِبل وَالْغَنَمِ، والضِّعافُ مِنَ الرِّجَالِ، يُقَالُ: رَجُلٌ غَمَزٌ مِنْ قَوْمٍ غَمَزٍ وأَغْمازٍ؛ والقَمَزُ مِثْلُ الغَمَز؛ وأَنشد الأَصمعي:
أَخَذْتُ بَكْراً نَقَزاً مِنَ النَّقَزْ
…
ونابَ سَوْءٍ قَمَزاً مِنَ القَمَزْ
هَذَا وَهَذَا غَمَزٌ مِنَ الغَمَزْ
وَنَاقَةٌ غَمُوزٌ إِذا صَارَ فِي سَنامِها شَحْمٌ قَلِيلٌ يُغْمَزُ، وَقَدْ أَغْمَزَتِ النَّاقَةُ إِغْمازاً. وأَغْمَزَ فِي الرَّجُلِ إِغْمازاً: اسْتَضْعَفَهُ وَعَابَهُ وصَغَّرَ شأْنه؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
وَمَنْ يُطِعِ النّساءَ يُلاقِ مِنْهَا إِذا أَغْمَزْنَ فِيهِ، الأَقْوَرِينا
الأَقْوَرينا الدَّوَاهِي يَقُولُ: مَنْ يُطِعِ النِّسَاءَ إِذا عِبْنه وزَهِدْنَ فِيهِ يلاقِ الدَّوَاهِيَ الَّتِي لَا طَاقَةَ لَهُ بِهَا. والغَمِيزُ والغَمِيزَةُ: ضَعْفٌ فِي العملِ وفَهَّةٌ فِي العَقْل، وَفِي التَّهْذِيبِ: وجَهْلَة فِي العقل. ورجل
(1). في هذا البيت إقواء.