الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْجَوْهَرِيِّ فِي اسْتِدْلَالِهِ بِبَيْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فِي مَحَبَّتِهِ لِابْنِهِ سَالِمٍ بِقَوْلِهِ:
وجِلْدَةُ بينِ العينِ والأَنْفِ سالِمُ
عَلَى أَن الْجِلْدَةَ الَّتِي بَيْنَ الْعَيْنِ والأَنْف يُقَالُ لَهَا سَالِمٌ، وإِنما قَصَد عبدُ اللَّهِ قُرْبَه مِنْهُ وَمَحَلَّهُ عِنْدَهُ، وَكَذَلِكَ هَذِهِ المرأَة جَعَلَت فَرْجَهَا حَوْزَة زَوْجِهَا فَحَمَتْه لَهُ مِنْ غَيْرِهِ، لَا أَن اسْمَهُ حَوْزَة، فَالْفَرْجُ لَا يَخْتَصُّ بِهَذَا الِاسْمِ دُونَ أَعضائها، وَهَذَا الْغَائِبُ بِعَيْنِهِ لَا يَخْتَصُّ بِهَذَا الِاسْمِ دُونَ غَيْرِهِ مِمَّنْ يَتَزَوَّجُهَا، إِذ لَوْ طَلَّقها هَذَا الغائبُ وَتَزَوَّجَهَا غَيْرُهُ بَعْدَهُ صَارَ هَذَا الفرجُ بِعَيْنِهِ حَوْزَةً لِلزَّوْجِ الأَخير، وَارْتَفَعَ عَنْهُ هَذَا الِاسْمُ لِلزَّوْجِ الأَول، وَاللَّهُ أَعلم. ابْنُ سِيدَهْ: الحَوْز النِّكَاحُ. وحازَ المرأَةَ حَوْزاً: نَكَحَهَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
يقولُ لَمَّا حازَها حَوْزَ المَطِي
أَي جَامَعَهَا. والحُوَّازُ: مَا يَحُوزه الجُعَلُ مِنَ الدُّحْرُوج وَهُوَ الخُرْءُ الَّذِي يُدَحْرِجُه؛ قَالَ:
سَمِينُ المَطايا يَشْرَبُ الشِّرْبَ والحِسا
…
قِمَطْرٌ كحُوَّاز الدَّحارِيجِ أَبْتَرُ
والحَوْزُ: الطَّبِيعَةُ مِنْ خَيْرٍ أَو شَرٍّ. وحَوْز الرَّجُلِ: طَبيعته مِنْ خَيْرٍ أَو شَرٍّ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ مَسْعُودٍ، رضي الله عنه: الإِثْمُ حَوَّازُ الْقُلُوبِ
؛ هَكَذَا رَوَاهُ شَمِرٌ، بِتَشْدِيدِ الْوَاوِ، مِنْ حازَ يَحُوز أَي يَجْمَعُ القلوبَ، وَالْمَشْهُورُ بِتَشْدِيدِ الزَّايِ، وَقِيلَ: حَوَّازُ الْقُلُوبِ أَي يَحُوز القلبَ وَيَغْلِبُ عَلَيْهِ حَتَّى يَرْكَبَ مَا لَا يُحَب، قَالَ الأَزهري: وَلَكِنَّ الرِّوَايَةَ
حَزَّاز الْقُلُوبِ
أَي مَا حَزَّ فِي الْقَلْبِ وحَكَّ فِيهِ. وأَمر مُحَوَّزٌ: مُحْكَمٌ. والحائِزُ: الخشبةُ الَّتِي تُنْصَبُ عَلَيْهَا الأَجْذاع. وَبَنُو حُوَيْزَة: قَبِيلَةٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَظن ذَلِكَ ظَنًّا. وأَحْوَزُ وحَوّازٌ: اسْمَانِ. وحَوْزَةُ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ صَخْرُ بْنُ عَمْرٍو:
قَتَلْتُ الخالِدَيْن بِهَا وعَمْراً
…
وبِشْراً، يومَ حَوْزَة، وابْنَ بِشْرِ
حيز: الحَوْزُ والحَيْزُ: السَّيْرُ الرُّوَيْدُ والسَّوْقُ اللَّيِّنُ. وحازَ الإِبلَ يَحُوزها ويحِيزُها: سارَها فِي رِفْق. والتَّحَيُّز: التَّلَوِّي والتقلبُ. وتَحَيَّز الرجلُ: أَراد الْقِيَامَ فأَبطأَ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَالْوَاوُ فِيهِمَا أَعلى. وحَيْزِ حَيْزِ: مِنْ زَجْرِ المِعْزى؛
قَالَ: شَمْطاء جاءَتْ مِنْ بلادِ البَرِّ
…
قَدْ تَرَكَتْ حَيْزِ، وَقَالَتْ: حَرِّ
وَرَوَاهُ ثَعْلَبٌ: حَيْهِ «1» . وتَحَوَّزت الحيةُ وتَحَيَّزت أَي تَلَوَّت. يُقَالُ: مَا لَكَ تَتَحَيَّزُ تَحَيُّزَ الْحَيَّةِ؟ قَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ تَفَيْعُلٌ مِنْ حُزْت الشيءَ؛ قَالَ الْقَطَامِيُّ:
تَحَيَّزُ مِنِّي خَشْيَةً أَن أَضِيفَها
…
كَمَا انحازَتِ الأَفعى مَخافَةَ ضارِبِ
يَقُولُ: تَتَنَحَّى هَذِهِ الْعَجُوزُ وتتأَخر خَوْفًا أَن أَنزل عَلَيْهَا ضَيْفًا، وَيُرْوَى: تَحَوَّزُ مِنِّي. وتَحَوَّزَ تَحَوُّزَ الْحَيَّةِ وتَحَيُّزَها، وَهُوَ بُطْءُ الْقِيَامِ إِذا أَراد أَن يَقُومَ فأَبطأَ ذلك عليه.
فصل الخاء المعجمة
خبز: الخُبْزَةُ: الطُّلْمَةُ، وَهِيَ عَجِينٌ يُوضَعُ فِي المَلَّةِ حَتَّى يَنْضَجَ، والمَلَّة: الرَّماد وَالتُّرَابُ الَّذِي أُوقد فِيهِ النَّارُ. والخُبْزُ: الَّذِي يُؤْكَلُ. والخَبْزُ،
(1). قوله [ورواه ثعلب حيه] تقدمت هذه الرواية في حرر وضبطت حيه بشد المثناة التحتية مفتوحة وهو خطأ والصواب كما هنا
بِالْفَتْحِ: الْمَصْدَرُ، خَبَزَه يَخْبِزه خَبْزاً واخْتَبَزَه: عَمِلَهُ. والخَبَّاز: الَّذِي مِهْنَتُه ذَلِكَ، وحِرْفَته الخِبازَة. والاخْتِباز: اتِّخَاذُ الخُبْز؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ. التَّهْذِيبُ: اخْتَبز فلانٌ إِذا عَالَجَ دَقِيقًا يَعْجِنُهُ ثُمَّ خَبَزَه فِي مَلَّة أَو تَنُّور. وخَبَزَ القومَ يَخْبِزُهم خَبْزاً: أَطعمهم الخُبْزَ. وَرَجُلٌ خابِز أَي ذُو خُبْز مِثْلُ تامِر وَلَابِنٍ. وَيُقَالُ: أَخذنا خُبْزَ مَلَّةٍ، وَلَا يُقَالُ أَكلنا مَلَّةً. وَقَوْلُ بَعْضِ الْعَرَبِ: أَتيت بَنِي فُلَانٍ فَخَبَزوا وحاسُوا وأَقَطُوا أَي أَطعموني كلَّ ذَلِكَ؛ حَكَاهَا اللِّحْيَانِيُّ غيرَ مُعَدَّياتٍ أَي لَمْ يَقُلْ خَبَزُوني وحاسُوني وأَقَطُوني. والخَبِيز: الخُبْز الْمَخْبُوزُ مِنْ أَيّ حَبٍّ كَانَ. والخُبْزة: الثَّريدة الضَّخمة، وَقِيلَ: هِيَ اللَّحْمُ. والخَبْزُ: الضَّرْبُ بِالْيَدَيْنِ، وَقِيلَ: هُوَ الضَّرْبُ بِالْيَدِ، وَقِيلَ: هُوَ الضَّرْبُ. والخَبْزُ: السَّوْق الشَّدِيدُ، خَبَزَها يَخْبِزُها خَبْزاً؛ قَالَ:
لَا تَخْبِزا خَبْزاً ونُسَّا نَسَّا
…
وَلَا تُطِيلا بمُناخٍ حَبْسا
يأْمره بالرِّفق. والنَّسُّ: السَّيْرُ اللَّيِّنُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنما يخاطِبُ لِصَّيْنِ، وَرَوَاهُ: وبُسَّا بَسّا، مِنَ البَسِيسِ؛ يَقُولُ: لَا تَقْعُدَا للخَبْز وَلَكِنِ اتَّخِذَا البَسِيسة. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الخَبْزُ السَّوْقُ الشَّدِيدُ، والبَسُّ: السَّيْرُ الرَّفِيقُ، وأَنشد هَذَا الرَّجَزَ: وبُسَّا بَسَّا. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ أَيضاً: البَسُّ بَسُّ السَّوِيقِ، وَهُوَ لَتُّهُ بِالزَّيْتِ أَو بِالْمَاءِ، فأَمر صاحِبَيْه بِلَتّ السَّوِيقِ وَتَرْكِ المُقام عَلَى خَبْز الخُبْز ومِراسه لأَنهم كَانُوا فِي سَفَرٍ لَا مُعَرَّج لَهُمْ، فَحَثَّ صَاحِبَيْهِ عَلَى عُجالَةٍ يَتَبَلَّغُون بِهَا وَنَهَاهُمَا عَنْ إِطالة المُقام عَلَى عَجْنِ الدَّقِيقِ وخَبْزِه. والخَبْزُ: ضَرْب الْبَعِيرِ بِيَدَيْهِ الأَرض، وَهُوَ عَلَى التَّشْبِيهِ؛ وَقِيلَ: سُمِّيَ الخَبْزُ بِهِ لضَرْبهم إِياه بأَيديهم، وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ. والخُبَّازى والخُبَّازُ: نَبْتُ بَقْلة مَعْرُوفَةٍ عَرِيضَةِ الْوَرَقِ لَهَا ثَمَرَةٌ مُسْتَدِيرَةٌ، وَاحِدَتُهُ خُبَّازة؛ قَالَ حُمَيْدٌ:
وعادَ خُبَّازٌ يُسَقِّيه النَّدى
…
ذُراوَةً، تَنْسُجُه الهُوجُ الدُّرُجْ
وانْخَبَزَ الْمَكَانُ: انْخَفَضَ واطمأَنَّ. وتَخَبَّزَت الإِبلُ العُشْبَ تَخَبُّزاً إِذا خَبَطَتْهُ بِقَوَائِمِهَا. والخَبيزاتُ: خَبْزَواتٌ بِصَلْعاءِ ماوِيَّةَ، وَهُوَ مَاءٌ لِبَلْعَنبر؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ وأَنشد:
لَيْسَتْ مِنَ اللَّائي تَلَهَّى بالطُّنُبْ
…
وَلَا الخَبِيزات مَعَ الشَّاءِ المُغِبْ
قَالَ: وإِنما سُمِّين خَبيزات لأَنهن انْخَبَزْنَ فِي الأَرض أَي انْخَفَضْنَ واطْمَأْنَنَّ فيها.
خرز: الخَرَزُ: فُصوص مِنْ حِجَارَةٍ، وَاحِدَتُهَا خَرَزَةٌ. وخَرَزُ الظَّهْرِ: فَقَارُهُ. وكلُّ فَقْرَةٍ مِنَ الظَّهْرِ وَالْعُنُقِ خَرَزَةٌ، وَقِيلَ: الخَرَزُ فُصُوصٌ مِنْ جَيّد الْجَوْهَرِ وَرَدِيئِهِ مِنَ الْحِجَارَةِ وَنَحْوِهِ. والخَرَزُ، بِالتَّحْرِيكِ: الَّذِي يُنْظَم، الْوَاحِدَةُ خَرَزَة. والخَرْزُ: خِيَاطَةُ الأَدَم. وكلُّ كُتْبَةٍ مِنَ الأَدم: خُرْزَة، عَلَى التَّشْبِيهِ بِذَلِكَ، يَعْنِي كلَّ ثُقْبَةٍ وخَيْطَها. وَفِي الْمَثَلِ: اجْمَعْ سَيْرَيْنِ فِي خُرْزَةٍ أَي اقْضِ حَاجَتَيْنِ فِي حَاجَةٍ، وَالْجَمْعُ خُرَز. وَقَدْ خَرَزَ الْخُفَّ وَغَيْرَهُ يَخْرِزُه ويَخْرُزُهُ خَرْزاً؛ والخَرَّاز: صَانِعُ ذَلِكَ، وَحِرْفَتُهُ الخِرازَة، والمِخْرَزُ مَا يُخْرَزُ بِهِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: هَذَا الضَّرْبُ مِمَّا يُعْتَمَل بِهِ مكسورَ الأَوّل، كَانَتْ فِيهِ الْهَاءُ أَو لَمْ تَكُنْ، وَيُقَالُ: خَرَزَ الخارِزُ خَرْزَةً وَاحِدَةً وَهِيَ الغَرْزَة الْوَاحِدَةُ، فأَما
الخُرْزَة فَهُوَ مَا بَيْنَ الغُرْزَتين، وَكَذَلِكَ خُرْزة الظَّهْرِ مَا بَيْنَ فَقْرَتين، وَكَذَلِكَ مفاصلُ الدَّأَياتِ خُرَزٌ. ابْنُ الأَعرابي: خَرِزَ الرجلُ إِذا أَحْكَمَ أَمره بَعْدَ ضَعْفٍ. والمُخَرَّزُ مِنَ الطَّيْرِ وَالْحَمَامِ: الَّذِي عَلَى جَنَاحَيْهِ نَمْنَمَةٌ وتَحْبير شَبِيهٌ بالخَرَز. والخَرَزة: حَمْضَة مِنَ النَّجِيل تَرْتَفِعُ قَدْرَ الذِّرَاعِ خَضْرَاءُ تَرْتَفِعُ خِيطاناً مَنْ أَصل وَاحِدٍ لَا وَرَقَ لَهَا، لَكِنَّهَا مَنْظُومَةٌ مِنْ أَعلاها إِلى أَسفلها حَبًّا مُدَوَّرًا أَخضر فِي غَيْرِ عِلاقة كأَنها خَرَزٌ مَنْظُومٌ فِي سِلْكٍ، وَهِيَ تَقْتُلُ الإِبل. وخَرَزاتُ المَلِك: جواهرُ تاجِهِ. وَيُقَالُ: كَانَ المَلِك إِذا مَلَك عَامًا زِيدَتْ فِي تَاجِهِ خَرَزَة لِيُعْلَمَ عَدَدُ سِني مُلْكِه؛ قَالَ لَبِيدٌ يَذْكُرُ الْحَرْثَ بْنُ أَبي شَمِر الغَسَّاني:
رَعى خَرَزاتِ المُلْكِ عِشْرِينَ حِجَّةً
…
وَعِشْرِينَ حَتَّى فادَ والشَّيْبُ شامِلُ
ابْنُ السِّكِّيتِ فِي بَابِ فُعَلَة قَالَ: خَرَزَةٌ يُقَالُ لَهَا خَرَزَةُ العُقَرِ «1» تَشُدُّهَا المرأَة عَلَى حِقْوَيها لِئَلَّا تَحْمل.
خربز: الخِرْبِزُ: البطِّيخ، قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ أَوّل مَا يَخْرُجُ قَعْسَرٌ ثُمَّ خَضَفٌ ثُمَّ فِجّ، قَالَ: وأَصله فَارِسِيٌّ وَقَدْ جَرَى فِي كَلَامِهِمْ. وَفِي حَدِيثِ
أَنس، رضي الله عنه: رأَيت رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، يَجْمَعُ بَيْنَ الرُّطَب والخِرْبز
؛ قَالُوا: هو البطيخ بالفارسية.
خزز: الخُزَزُ: وَلَدُ الأَرنب، وَقِيلَ: هُوَ الذَّكَرُ مِنَ الأَرانب، وَالْجَمْعُ أَخِزَّةٌ وخِزَّانٌ مِثْلَ صُرَد وصِرْدان. وأَرض مَخَزَّة: كَثِيرَةُ الخِزَّان. والخَزُّ: مَعْرُوفٌ مِنَ الثِّيَابِ مُشْتَقٌّ مِنْهُ، عَرَبِيٌّ صَحِيحٌ، وَهُوَ مِنَ الْجَوَاهِرِ الْمَوْصُوفِ بِهَا؛ حَكَى سِيبَوَيْهِ: مَررت بسَرْجٍ خَزٍّ صِفَتُه، قَالَ: وَالرَّفْعُ الْوَجْهُ، يَذْهَبُ إِلى أَن كَوْنَهُ جَوْهَرًا هُوَ الأَصل. قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَهَذَا مِمَّا سَمَّى فِيهِ الْبَعْضُ بِاسْمِ الْجُمْلَةِ كَمَا ذهَب إِليه فِي قَوْلِهِمْ هَذَا خَاتَمُ حَدِيدٍ وَنَحْوِهِ، وَالْجَمْعُ خُزُوزٌ، وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِهِمْ: فإِذا أَعرابي يَرْفُل فِي الخُزُوز، وَبَائِعُهُ خَزَّاز. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وَجْهَهُ: نَهَى عَنْ رُكُوبِ الخَزِّ وَالْجُلُوسِ عَلَيْهِ
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الْخَزُّ الْمَعْرُوفُ أَوّلًا ثِيَابٌ تُنْسَجُ مِنْ صُوفٍ وإِبْرَيْسَمٍ وَهِيَ مُبَاحَةٌ، قَالَ: وَقَدْ لَبِسَهَا الصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ فَيَكُونُ النَّهْيُ عَنْهَا لأَجل التَّشَبُّهِ بِالْعَجَمِ وزِيِّ المُتْرَفِينَ، قَالَ: وإِن أُريد بالخَزّ النوعُ الْآخَرُ، وَهُوَ الْمَعْرُوفُ الْآنَ، فَهُوَ حَرَامٌ لأَنه كُلَّهُ مَعْمُولٌ مِنَ الإِبْرَيْسَم، قَالَ: وَعَلَيْهِ يُحْمَلُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ:
قَوْمٌ يَسْتَحِلُّونَ الخَزَّ وَالْحَرِيرَ.
والخَزِيزُ: العَوْسَجُ الَّذِي يُجْعَلُ عَلَى رُؤُوسِ الْحِيطَانِ لِيَمْنَعَ التَّسَلُّقَ. وخَزَّ الحائطَ يَخُزُّه خَزًّا: وَضَعَ عَلَيْهِ شَوْكًا لِئَلَّا يُطْلَعَ عَلَيْهِ. ابْنُ الأَعرابي: الضَّرِيعُ العَوْسَج الرَّطْب، فإِذا جَفَّ فَهُوَ عَوْسج، فإِذا زَادَ جُفوفه فَهُوَ الخَزِيزُ. والخَزّ: تَغْرِيزُ الْعَوْسَجِ عَلَى رُؤُوسِ الْحِيطَانِ. وَفُلَانٌ خَزَّ حَائِطَهُ أَي وَضَعَ فِيهِ الشَّوْكَ لِئَلَّا يُتَسَلَّق. والخَزّ: الطَّعْنُ بالحِراب. وَيُقَالُ: خَزَّهُ بِسَهْمٍ واختَزَّه إِذا انْتَظَمَهُ وَطَعَنَهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
لَاقَى حِمامَ الأَجَلِ المُخْتَزّ
وَقَالَ ابْنُ أَحمر:
لَمَّا اخْتَزَزْتُ فُؤادَه بالمِطْرَدِ
واخْتَزَّه بِالرُّمْحِ: انْتَظَمَهُ؛ قال الشاعر:
(1). قوله [خرزة العقر] في القاموس العقرة كهمزة
فاخْتَزَّهُ بِسَلبٍ مَدْرِيِّ
…
كأَنَّما اخْتَزَّ بِراعِبِيِ
أَي انْتَظَمَهُ، يَعْنِي الْكَلْبَ، بقَرْنٍ سَلِبٍ أَي طَوِيلٍ. مَدْري: مُحَدَّد. واخْتَزَّه بِالرُّمْحِ وَاخْتَلَطَهُ وَانْتَظَمَهُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَفِي النَّوَادِرِ: اخْتَزَزْتُ فُلَانًا إِذا أَتيته فِي جَمَاعَةٍ فأَخذته مِنْهَا. واخْتَزَزْتُ بَعِيرًا مِنَ الإِبل أَي اسْتَقْتُه وَتَرَكْتُهَا، وأَصل ذَلِكَ أَن الخُزَز إِذا وَجَدَ الأَرانبَ عَاشِيَةً اخْتَزَّ مِنْهَا أَرنباً وَتَرَكَهَا. قَالَ أَبو عَمْرٍو: تَمْرٌ خازٌّ فِيهِ شَيْءٌ مِنَ الْحُمُوضَةِ، وَقَدْ خَزِزْتَ يَا تمرُ تَخْزَزُ فأَنت خازٌّ. واخْتَزَّ البعيرَ: أَطْرَدَه مِنْ بَيْنِ الإِبل؛ عَنِ الْهَجَرِيِّ. وَرَجُلٌ خُزْخُزٌ وخُزَخِزٌ، مِثَالُ هُدَبِدٍ، وخُزاخِز: قويٌّ غَلِيظٌ كَثِيرُ العَضَلِ. وَبَعِيرٌ خُزَخِزٌ: قَوِيٌّ شَدِيدٌ؛ قَالَ:
أَعْدَدْتُ للوِرْدِ، إِذا الوِرْدُ حَفَزْ
…
غَرْباً جَرُوراً وجُلالًا خُزَخِزْ
وَيُقَالُ: لتَجِدَنَّه بِحِمْله خُزَخِزاً أَي قَوِيًّا عَلَيْهِ. وخَزازٌ وخَزازى، مَقْصُورٌ: كِلَاهُمَا جَبَلٌ كَانَتِ الْعَرَبُ تُوقِد عَلَيْهِ غَدَاةَ الغارَة. ويومُ خَزازى: أَحدُ أَيام الْعَرَبِ. وخَزازى: مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ:
ونحنُ، غَداةَ أُوقِدَ فِي خَزازى
…
رَفَدْنا فَوْقَ رَفْدِ الرَّافِدِينا
وَيُرْوَى: خَزاز. وَفِي حَدِيثِ أَشراط السَّاعَةِ:
يُسْتَحَلُّ الحِرُ والحَرير
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رَوَاهُ أَبو مُوسَى فِي الْحَاءِ وَالرَّاءِ وَقَالَ: الْحِرُ، بِتَخْفِيفِ الرَّاءِ الْفَرْجُ وأَصله حِرْح، بِكَسْرِ الْحَاءِ وَسُكُونِ الرَّاءِ، وَجَمْعُهُ أَحْراحٌ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُشَدِّدُ الرَّاءَ وَلَيْسَ بِجَيِّدٍ، فَعَلَى التَّخْفِيفِ يَكُونُ فِي حَرِحَ لَا فِي حِرَرٍ، وَالْمَشْهُورُ فِي رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى اخْتِلَافِ طُرُقِهِ:
يَسْتَحِلُّونَ الخَزَّ
، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَالزَّايِ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنْ ثِيَابِ الإِبريسم مَعْرُوفٌ، قَالَ: وَكَذَا جَاءَ فِي كِتَابِ الْبُخَارِيِّ وأَبي دَاوُدَ، وَلَعَلَّهُ حَدِيثٌ آخَرُ جَاءَ كَمَا ذَكَرَهُ أَبو مُوسَى وَهُوَ حَافِظٌ عَارِفٌ بِمَا رَوَى وشَرَح فَلَا يُتَّهَمُ، وَاللَّهُ أَعلم.
خزبز: الخِزْبازُ: لُغَةٌ فِي الخازِبازِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ بِمَنْزِلَةِ سِرْبال؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ:
مِثْلَ الْكِلَابِ تَهِرُّ حَوْلَ دِرابِها
…
ورِمَتْ لهَازِمُها مِنَ الخِزْبازِ
وذُكِرَ الخازِبازِ مُسْتَوْفًى فِي تَرْجَمَةِ خَوَزَ. ابْنُ شُمَيْلٍ: فُلَانٌ يَتَخَزْبَز عَلَيْنَا أَي يَتَعَظَّم.
خمز: قَالَ الأَزهري: لَا أَعرف خمز وَلَا أَحفظ لِلْعَرَبِ فِيهِ شَيْئًا صَحِيحًا، وَقَدْ قَالَ اللَّيْثُ: الخَامِيزُ اسْمٌ أَعْجَمِيٌّ إِعرابه عَامِصٌ وَآمِصٌ «2» وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الخامِيزُ أَعجمي؛ حَكَاهُ صَاحِبُ الْعَيْنِ وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، قَالَ: وأُراه ضَرْبًا مِنَ الطَّعَامِ.
خنز: خَنِز اللحمُ والتمرُ والجَوْزُ، بِالْكَسْرِ، خُنُوزاً ويخْنَز خَنَزاً، فَهُوَ خَنِزٌ وخَنَزٌ: كِلَاهُمَا فَسَدَ وأَنتن؛ الْفَتْحُ عَنْ يَعْقُوبَ، مِثْلُ خَزِنَ [خَزَنَ] عَلَى الْقَلْبِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
لَوْلَا بَنُو إِسرائيل مَا أَنتن اللحمُ وَلَا خَنِز الطعامُ، كَانُوا يَرْفَعُونَ طَعَامَهُمْ لِغَدِهم
أَي مَا نَتُنَ وَتَغَيَّرَتْ رِيحُهُ. والخُنَّاز: الْيَهُودُ الَّذِينَ ادَّخَرُوا اللَّحْمَ حَتَّى خَنِز؛ وَقَوْلُ الأَعلم الْهُذَلِيِّ:
زعَمَتْ خَنازِ بأَنَّ بُرْمَتَنا
…
تَجْرِي بِلَحْمٍ غَيْرِ ذي شَحْم
(2). قوله [إعرابه عامص إلخ] عبارة شرح القاموس: إعرابه عامص وآمص وبعضهم يقول عاميص وآميص، وقال ابن الأعرابي: العاميص الهلام، وقال الليث: طَعَامٌ يُتَّخَذُ مِنْ لَحْمِ عجل بجلده.
يَعْنِي المُنْتِنَةَ، أَخذه مِنْ خَنِز اللحمُ وجَعَل ذَلِكَ اسْمًا لَهَا عَلَماً. والخَنِيزُ: الثَّرِيدُ مِنَ الخُبز الفطِيرِ. والخُنْزُوَةُ والخُنْزُوانَةُ والخُنْزوانِيَّة والخُنْزُوان: الكِبْرُ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:
إِذا رأَوا مِنْ مَلِكٍ تَخَمُّطا
…
أَو خُنْزُواناً، ضَرَبوه مَا خَطَا
وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ:
لَئِيم نَزَتْ فِي أَنْفِه خُنْزُوانَةٌ
…
عَلَى الرَّحِمِ القُرْبى أَحَذُّ أُباتِرُ
وَيُقَالُ: هُوَ ذُو خُنْزُواناتٍ. وَفِي رأْسه خُنْزُوانةٌ أَي كِبْر؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ قَوْلُ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ:
فَضافَ يُفَرِّي جُلَّهُ عَنْ سَراتِه
…
يَبُذّ الجِيادَ فارِهاً مُتَتابِعا
فَآضَ كصَدْرِ الرُّمح نَهْداً مُصَدَّراً
…
يُكَفْكِفُ مِنْهُ خُنْزُواناً مُنازِعا
وَيُقَالُ: لأَنْزِعَنَّ خُنْزُوانَتَك ولأُطَيِّرَنَّ نُعَرَتَك. وَفِي الْحَدِيثِ ذَكَرَ الخُنْزُوانة وَهِيَ الكِبْر لأَنها تُغَيِّرُ عَنِ السَّمْت الصَّالِحِ، وَهِيَ فُعْلُوانة، وَيُحْتَمَلُ أَن تَكُونَ فُنْعُلانة مِنَ الخَنْز، وَهُوَ الْقَهْرُ، قَالَ: والأَوّل أَصح. التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: أَبو عَمْرٍو الخَنْزُوان الخِنزير ذَكَرَهُ فِي بَابِ الهَيْلُمان والنَّيْدُلان والكَيْذُبان والخَنْزُوان؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَصل الْحَرْفِ مِنْ خَنِزَ يَخْنَزُ إِذا أَنتن، وَهُوَ ثُلَاثِيٌّ. والخُنَّاز: الوزَغة. وَفِي الْمَثَلِ: مَا الخَوافي كالقِلَبَة، وَلَا الخُنَّازُ كالثُّعَبَة؛ فالخَوافي، بِلُغَةِ أَهل نَجْدٍ: السَّعَفات اللَّوَاتِي يَلِين القِلَبة يُسَمِّيهَا أَهل الْحِجَازِ العَواهن، والثُّعَبَة: دابَة أَكبر مِنَ الوَزَغَة تَلْدَغُ فَتَقْتُلُ. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، أَنه قَضَى قَضَاءً فَاعْتَرَضَ عَلَيْهِ بَعْضُ الحَرُورِيَّة فَقَالَ لَهُ: اسكتْ يَا خُنَّاز
؛ الخُنَّاز: الوَزَغة، وَهِيَ الَّتِي يُقَالُ لَهَا سامُّ أَبْرَصَ. وخَنُّوز وأُم خَنُّوز: الضَّبُع، والراءُ لُغَةٌ. والخَنْزُوانُ، بِالْفَتْحِ: ذَكَرُ الْخَنَازِيرِ، وَهُوَ الدَّوْبَل والرَّتُّ، والله أَعلم.
خوز: ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ: خَزاهُ خَزْواً وخازَه خَوْزاً إِذا ساسَهُ، قَالَ: والخَوْزُ الْمُعَادَاةُ أَيضاً. وَالْخَوْزُ: جِيلٌ مِنَ النَّاسِ مَعْرُوفٌ، أَعجمي مُعَرَّبٌ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ خُوزِ كِرْمانَ وَرُوِيَ خُوز وكِرْمان وخُوزا وكِرْمان، قَالَ: والخُوز جبل معروف في الْعَجَمِ، وَيُرْوَى بِالرَّاءِ، وَهُوَ مِنْ أَرض فَارِسَ، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَصَوَّبَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ، وَقِيلَ: إِذا أَردت الإِضافة فَبِالرَّاءِ وإِذا عَطَفْتَ فَبِالزَّايِ. والخازِبازِ: ذُباب، اسْمَانِ جُعِلا وَاحِدًا وبُنِيا عَلَى الْكَسْرِ لَا يَتَغَيَّر فِي الرَّفْعِ وَالنَّصْبِ وَالْجَرِّ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ أَحمر:
تَفَقَّأَ فَوْقَه القَلَعُ السَّوارِي
…
وجُنَّ الخَازِبازِ بِهِ حُنُونا
الخازبازِ وسُمّي الذِّبَّانُ بِهِ، وَهُمَا صوتانِ جُعِلا وَاحِدًا لأَن صَوْتَهُ خازِبازِ، وَمَنْ أَعربه نَزَّلَهُ بِمَنْزِلَةِ الْكَلِمَةِ الْوَاحِدَةِ، فَقَالَ خازِبازُ، وَقِيلَ: أَراد النَّبْتَ، وَقِيلَ: أَراد ذِبَّانَ الرِّياض، وَقِيلَ: الخازِبازِ حِكَايَةٌ لِصَوْتِ الذُّبَابِ فَسَمَّاهُ بِهِ، وَقِيلَ: الخَازِبازِ ذُبَابٌ يَكُونُ فِي الرَّوْضِ، وَقِيلَ: نَبْتٌ؛ وأَنشد أَبو نَصْرٍ تَقْوِيَةً لِقَوْلِهِ:
أَرْعَيْتُها أَكرمَ عُودٍ عُودَا
…
الصِّلَّ والصِّفْصِلَّ واليَعْضِيدا