الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال الأَخطل:
فإِن لا تُعَيِّرْها قريشٌ بِمَلْكِها
…
يَكُنْ عَنْ قُرَيْشٍ مُسْتَمازٌ ومَرْحَلُ
وَيُقَالُ: امتازَ القومُ إِذا تَمَيَّزَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:
لَا تَهْلِكُ أُمتي حَتَّى يَكُونَ بَيْنَهُمُ التَّمايُلُ والتَّمايُزُ
أَي يَتَحَزَّبُونَ أَحزاباً وَيَتَمَيَّزُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ وَيَقَعُ التَّنَازُعُ. يُقَالُ: مِزْتُ الشيءَ مِنَ الشيءِ إِذا فَرَّقْتَ بَيْنَهُمَا فانْمازَ وامْتازَ، ومَيَّزْتُه فَتَمَيَّزَ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
مَنْ مازَ أَذًى فالحسَنةُ بِعَشْرِ أَمثالها
أَي نَحَّاه وأَزاله؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ
ابْنِ عُمَرَ: أَنه كَانَ إِذا صَلَّى يَنْمازُ عَنْ مُصَلَّاه فَيَرْكَعُ
أَي يَتَحَوَّلُ عَنْ مُقامه الَّذِي صَلَّى فِيهِ. وتَمَيَّزَ مِنَ الغَيْظِ: تَقَطَّع. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ.
فصل النون
نبز: النَّبَزُ، بِالتَّحْرِيكِ: اللَّقَبُ، وَالْجَمْعُ الأَنْبازُ. والنَّبْزُ، بِالتَّسْكِينِ: المصدرُ. تَقُولُ: نَبَزَهُ يَنْبِزُه «1» نَبْزاً أَي لَقَّبَه، وَالِاسْمُ النَّبَزُ كالنَّزَبِ. وَفُلَانٌ يُنَبِّزُ بالصِّبْيان أَي يُلَقِّبُهم، شدِّد لِلْكَثْرَةِ. وتَنابَزُوا بالأَلقاب أَي لَقَّبَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. والتَّنابُزُ: التَّدَاعِي بالأَلقاب وَهُوَ يَكْثُرُ فِيمَا كَانَ ذَمًّا؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
أَن رَجُلًا كَانَ يُنْبَزُ قُرْقُوراً
أَي يُلَقَّبُ بِقُرْقُورٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ
؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: كَانُوا يَقُولُونَ لِلْيَهُودِيِّ وَالنَّصْرَانِيِّ: يَا يَهُودِيُّ وَيَا نَصْرَانِيُّ، فَنَهَاهُمُ اللَّهِ عز وجل عَنِ ذَلِكَ؛ قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا بِشَيْءٍ. قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ لَا يَقُولُ الْمُسْلِمُ لِمَنْ كَانَ نَصْرَانِيًّا أَو يَهوديّاً فأَسلم لَقَبًا يُعيِّرُه فِيهِ بأَنه كَانَ نَصْرَانِيًّا أَو يَهُودِيًّا، ثُمَّ وَكَّدَهُ فَقَالَ: بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ؛ أَي بئسَ الِاسْمُ أَن يَقُولَ لَهُ يَا يَهُودِيُّ وَقَدْ آمَنَ، قَالَ: وَقَدْ يَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ فِي كُلُّ لَقَبٍ يَكْرَهُهُ الإِنسان لأَنه إِنما يَجِبُ أَن يُخَاطِبَ المؤْمن أَخاه بأَحب الأَسماءِ إِليه. قَالَ الْخَلِيلُ: الأَسماءُ عَلَى وَجْهَيْنِ، أَسماءُ نَبَزٍ مِثْلُ زَيْدٍ وَعَمْرٍو، وأَسماءُ عامٍّ مِثْلُ فَرَسٌ وَرَجُلٌ وَنَحْوُهُ. والنَّبْزُ: كاللَّمْزِ. والنِّبْزُ: قُشُورُ الجِدام وَهُوَ السَّعَفُ.
نجز: نَجِزَ ونَجَزَ الكلامُ: انْقَطَعَ. ونَجَزَ الوعْدُ يَنْجُزُ نجْزاً: حَضَر، وَقَدْ يُقَالُ: نَجِزَ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: كأَنَّ نَجِزَ فَنِيَ وَانْقَضَى، وكأَنَّ نَجَزَ قَضَى حاجَتَه؛ وَقَدْ أَنْجَزَ الوعدَ ووَعْدٌ ناجِزٌ ونَجِيزٌ وأَنْجَزتُه أَنا ونَجَزْتُ بِهِ. وإِنْجازُكَهُ: وفاؤُك بِهِ. ونَجَزَ هُوَ أَي وَفَى بِهِ، وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِكَ حَضَّرْتُ الْمَائِدَةَ. ونَجَزَ الحاجةَ وأَنْجَزَها: قَضَاهَا. وأَنت عَلَى نَجْزِ حَاجَتِكَ ونُجْزِها، بِفَتْحِ النُّونِ وَضَمِّهَا، أَي عَلَى شَرَفٍ مِنْ قَضَائِهَا. واسْتَنْجَزَ العِدَةَ والحاجةَ وتَنَجَّزَه إِياها: سأَله إِنْجازَها وَاسْتَنْجَحَهَا. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا أَبِيعُكَهُ الساعةَ ناجِزاً بناجِزٍ أَي مُعَجَّلًا، انْتَصَبَتِ الصِّفَةُ هُنَا كَمَا انْتَصَبَ الِاسْمُ فِي قَوْلِهِمْ: بِعْتُ الشاءَ شَاةً بِدِرْهَمٍ. والنَّاجِزُ: الْحَاضِرُ. وَمِنْ أَمثالهم: ناجِزاً بناجِزٍ كَقَوْلِكَ: يَداً بيدٍ وعاجِلًا بعاجِلٍ؛ وأَنشد:
رَكْض الشَّمُوسِ ناجِزاً بناجِزِ
وَقَالَ الشَّاعِرُ:
وإِذا تُباشِرُكَ الهُمُومُ
…
فإِنه كالٍ وناجِزْ
(1). قوله [نبزه ينبزه] بابه ضرب كما في المصباح. والنبز ككتف: اللئيم في حسبه وخلقه كما في القاموس
وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِهِمْ:
جَزا الشَّمُوسِ ناجِزاً بناجِزِ
أَي جَزَيْتَ جزاءَ سَوْءٍ فَجَزَيْتُ لَكَ مِثْلَهُ؛ وَقَالَ مَرَّةً: إِنما ذَلِكَ إِذا فَعَلَ شَيْئًا فَفَعَلْتَ مِثْلَهُ لَا يَقْدِرُ أَن يَفُوتك وَلَا يَجُوزك فِي كَلَامٍ أَو فِعْلٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:
لَا تَبِيعُوا حَاضِرًا «1» بناجِزٍ.
وَفِي حَدِيثِ الصَّرْف:
إِلَّا ناجِزاً بناجِزٍ
أَي حَاضِرًا بِحَاضِرٍ. ولأُنْجِزَنَّكَ نَجِيزَتَكَ أَي لأَجْزِيَنَّك جزاءَك. والمُناجَزَةُ فِي الْقِتَالِ: المُبارزةُ وَالْمُقَاتَلَةُ، وَهُوَ أَن يَتَبَارَزَ الْفَارِسَانِ فَيَتَمَارَسَا حَتَّى يَقْتُلَ كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ أَو يُقْتَلَ أَحدهما؛ قَالَ عُبَيْدٌ:
كالهُنْدُوانِيِّ المُهَنَّدِ
…
هَزَّهُ القِرْنُ المُناجِزْ
وَقَالَ الشَّاعِرُ:
ووَقَفْت، إِذْ جَبُنَ المُشَيَّعُ
…
مَوْقِفَ القِرْنِ المُناجِزْ
قَالَ: وَهَذَا عَرُوضٌ مُرَفَّلٌ مِنْ ضَرْبِ الْكَامِلِ عَلَى أَربعة أَجزاء مُتَفَاعِلُنْ فِي آخِرِهِ حَرْفَانِ زَائِدَانِ، وَهُوَ مُقَيَّدٌ لَا يُطْلَقُ. وتَناجَزَ الْقَوْمُ: تَسَافَكُوا دماءَهم كأَنهم أَسرعوا فِي ذَلِكَ. وتَنَجَّزَ الشرابَ: أَلَحَّ فِي شُرْبِهِ؛ هَذِهِ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والتَّنَجُّزُ: طلبُ شيءٍ قَدْ وُعِدْتَهُ. وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ، رضي الله عنها، قَالَتْ لِابْنِ السَّائِبِ: ثلاثٌ تَدَعُهُنَّ أَو لأُناجِزَنَّك
أَي لأُقاتلنك وأُخاصمنك. أَبو عُبَيْدٍ: مِنْ أَمثالهم: إِذا أَردتَ المُحاجَزَةَ فَقَبْلَ المُناجَزَة، يُضْرَبُ لِمَنْ يَطْلُبُ الصُّلْحَ بَعْدَ الْقِتَالِ. ونَجَزَ ونَجِزَ الشيءُ: فَنِيَ وَذَهَبَ فَهُوَ نَاجِزٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ:
وكنتَ رَبيعاً لليتامَى وعِصْمَةً،
…
فَمُلْكُ أَبي قابوسَ أَضْحَى وَقَدْ نَجَزْ
أَبو قَابُوسَ: كُنْيَةٌ لِلنُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ، يَقُولُ: كُنْتُ لِلْيَتَامَى فِي إِحسانك إِليهم بِمَنْزِلَةِ الرَّبِيعِ الَّذِي بِهِ عَيْشُ النَّاسِ. والعِصْمَةُ: مَا يَعْتَصِمُ بِهِ الإِنسانُ مِنَ الْهَلَاكِ. وَرَوَى أَبو عُبَيْدٍ هَذَا الْبَيْتَ نَجَزَ، بِفَتْحِ الْجِيمِ، وَقَالَ: مَعْنَاهُ فَنِيَ وَذَهَبَ، وَذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ بِكَسْرِ الْجِيمِ، والأَكثر عَلَى قَوْلِ أَبي عُبَيْدٍ، وَمَعْنَى الْبَيْتِ أَي انقضَى وَقْتَ الضُّحَى لأَنه مَاتَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ. ونَجَزَتِ الحاجةُ إِذا قُضيت، وإِنْجازُكَها: قضاؤُها. ونَجَزَ حاجَتَه يَنْجُزها، بِالضَّمِّ، نَجْزاً: قَضَاهَا، ونَجَزَ الوعدُ. وَيُقَالُ: أَنْجَزَ حُرٌّ مَا وَعَد. ابْنُ السِّكِّيتِ: نَجِزَ فَنِيَ، ونَجَزَ قَضَى حَاجَتَهُ. قَالَ أَبو الْمِقْدَامِ السِّلْمِيُّ: أَنْجَزَ عَلَيْهِ وأَوْجَزَ عليه وأَجْهَزَ.
نحز: النَّحْزُ: كالنَّخْسِ، نَحَزَه يَنْحَزُه نَحْزاً. والنَّحْزُ أَيضاً: الضَّرْبُ والدَّفْع، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ. وَفِي حَدِيثِ
دَاوُدَ، عليه السلام: لَمَّا رَفَعَ رأْسه مِنَ السُّجُودِ مَا كَانَ فِي وَجْهِهِ نُحازَةٌ
أَي قِطعةٌ مِنَ اللَّحْمِ كأَنه مِنَ النَّحْزِ وَهُوَ الدَّقُّ والنَّخْسُ. والمِنْحازُ: الهَاوَنُ؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:
والعِيسُ مِنْ عاسِجٍ أَو واسِجٍ خَبَباً،
…
يُنْحَزْنَ مِنْ جانِبَيْها وَهِيَ تَنْسَلِبُ
(1). قوله [وَفِي الْحَدِيثِ لَا تَبِيعُوا حاضراً إلخ] لم يذكر هذا الحديث في النهاية
أَي تُضْرَبُ هَذِهِ الإِبل مِنْ حَوْل هَذِهِ النَّاقَةِ لِلَّحاقِ بِهَا، وَهِيَ تَسْبِقُهُنَّ وتَنْسَلِبُ أَمامهن، وأَراد مِنْ عَاسِجٍ وَوَاسِجٍ فَكَرِهَ الخَبْنَ فَوَضْعَ أَو مَوْضِعَ الْوَاوِ. وَقَالَ الأَزهري فِي تَفْسِيرِ هَذَا الْبَيْتِ: مَعْنَى قَوْلِهِ يُنْحزن مِنْ جَانِبَيْهَا أَي يُدْفَعْنَ بالأَعقاب فِي مَراكلها يَعْنِي الرِّكَابَ. ونَحَزْتُه بِرِجْلِي أَي رَكَلْتُه. والنَّحْزُ: الدَّقُّ بالمِنْحازِ وَهُوَ الهَاوَنُ. ونَحَزَ فِي صَدْرِهِ يَنْحَزُ نَحْزاً: ضَرَبَ فِيهِ بجُمْعِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: نَحَزَه فِي صَدْرِهِ مِثْلَ نَهَزَه إِذا ضَرَبَهُ بالجُمْعِ. والنَّحائِزُ: الإِبل الْمَضْرُوبَةُ، وَاحِدَتُهَا نَحِيزَة. والنَّحْزُ: شِبْهُ الدَّقِّ والسَّحْق، نَحَزَ يَنْحَزُ نَحْزاً. والمِنْحازُ: المِدَقُّ. والراكبُ يَنْحَزُ بِصَدْرِهِ واسطةَ الرَّحْل: يَضْرِبُهَا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
إِذا نَحَزَ الإِدْلاجُ ثُغْرَةَ نَحْرِه
…
بِهِ، أَنَّ مُسْتَرْخِي العِمامَةِ ناعِسُ
الأَزهري: وَقَالَ اللَّيْثُ المِنْحازُ مَا يُدَقُّ فِيهِ؛ وأَنشد:
دَقَّكَ بالمِنْحاز حَبَّ الفُلْفُلِ
وَهُوَ مَثَلٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
نَحْزاً بمِنْحازٍ وهَرْساً هَرْسا
ونَحَزَ النَّسِيجَةَ: جَذَبَ الصِّيصَةَ ليُحْكِمَ اللُّحْمَةَ. والنَّحْزُ: مِنْ عُيُوبِ الْخَيْلِ، وَهُوَ أَن تَكُونَ الواهِنَةُ لَيْسَتْ بِمُلْتَئِمَةٍ فَيُعَظِّمُ مَا وَالَاهَا مِنْ جِلْدَةِ السُّرَّةِ لِوُصُولِ مَا فِي الْبَطْنِ إِلى الْجِلْدِ، فَذَلِكَ فِي مَوْضِعِ السُّرَّة يُدعَى النَّحْزَ، وَفِي غَيْرِ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ مِنَ الْبَطْنِ يُدْعَى الفَتْقَ. والنُّحازُ: داءٌ يأْخذ الدَّوَابَّ والإِبل فِي رِئَاتِهَا فَتَسْعُلُ سُعالًا شَدِيدًا، وَقَدْ نَحُزَ ونَحِزَ يَنْحُزُ ويَنْحَزُ نَحَزاً، وَبَعِيرٌ ناحِزٌ ومُنَحِّزٌ ونَحِزٌ؛ الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ، وَبِهِ نُحازٌ؛ قَالَ الحرثُ بنُ مُصَرِّفٍ وَهُوَ أَبو مُزاحِمٍ العُقَيْلِيُّ:
أَكْوِيهِ إِمَّا أَرادَ الكَيَّ مُعْتَرِضاً،
…
كَيَّ المُطَنِّي مِنَ النَّحْزِ الطَنِي الطَّحِلا
المُطَنِّي: الَّذِي يُعَالِجُ الطَّنَى، وَهُوَ لُزُوقُ الطِّحالِ بِالْجَنْبِ. والطَّنِيُّ: الَّذِي أَصابه الطَّنَى. ومعترضاً: متقدراً عَلَى ذَلِكَ، وَهَذَا مثلٌ أَراد أَنه مَنْ تَعَرَّضَ لِي هَجَوْتُهُ فَيَكُونُ مِثْلَ الطَّنِيِّ مِنَ الإِبل الَّذِي يُكْوَى لِيَزُولَ طَناهُ. والطَّحِلُ: الَّذِي يَشْتَكِي طِحالَهُ؛ وناقةٌ ناحِزٌ ومُنَحِّزَةٌ ونَحِزَةٌ ومَنْحوزة، قَالَ:
لَهُ ناقَةٌ مَنْحوزةٌ عِنْدَ جَنْبِهِ،
…
وأُخْرَى لَهُ مَعْدودَةٌ مَا يُثِيرُها
وَقِيلَ: النُّحازُ سُعال الإِبل إِذا اشتدَّ. الْجَوْهَرِيُّ: الأَنْحزانِ النُّحازُ والقَرْحُ وَهُمَا دَاءَانِ يُصِيبَانِ الإِبل. وأَنْحَزَ القومُ: أَصاب إِبلَهم النُّحازُ. والنَّحْزُ أَيضاً: السُّعال عامَّةً. ونَحِزَ الرجلُ: سَعَلَ. ونَحْزَةً لَهُ إِدعاء عَلَيْهِ. وَالنَّاحِزُ: أَن يُصِيبَ المِرْفَقُ كِرْكِرَةَ الْبَعِيرِ فَيُقَالُ: بِهِ ناحِزٌ. قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمع لِلنَّاحِزِ فِي بَابِ الضَّاغِطِ لِغَيْرِ اللَّيْثِ، وأُراه أَراد الحَازَّ فغيَّره. والنُّحازُ والنِّحازُ: الأَصل. والنَّحِيزَةُ: الطَّبِيعَةُ. والنَّحِيتَةُ والنَّحائِزُ: النحائتُ. الأَزهري: نَحِيزَةُ الرَّجُلِ طَبِيعَتُهُ وَتُجْمَعُ عَلَى النَّحائِز. والنَّحِيزَةُ: طَرِيقَةٌ مِنَ الرَّمْلِ سَوْدَاءُ مُمْتَدَّةٌ كأَنها خَطٌّ، مستويةٌ مَعَ الأَرض خَشِنَةٌ لَا يَكُونُ عَرْضُها ذِرَاعَيْنِ، وإِنما هِيَ عَلَامَةٌ فِي الأَرض، وَالْجَمَاعَةُ النَّحَائِزُ،
وإِنما هِيَ حِجَارَةٌ وَطِينٌ وَالطِّينُ أَيضاً أَسود. والنَّحِيزَةُ: الطَّرِيقُ بِعَيْنِهِ شُبِّهَ بِخُطُوطِ الثَّوْبِ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ:
فأَقْبَلَها تَعْلُو النِّجادَ عَشِيَّةً،
…
عَلَى طُرُقٍ كأَنَّهُنَّ نَحائِزُ
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَما قَوْلُ الشَّمَّاخِ:
عَلَى طُرُقٍ كأَنهن نَحَائِزُ
فَيُقَالُ: النَّحِيزة شَيْءٌ يُنسج أَعرض مِنَ الْحِزَامِ يُخاط عَلَى طَرَف شُقَّةِ الْبَيْتِ، وَقِيلَ: كلُّ طَرِيقَةٍ نَحِيزَة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ يُرْوَى هَذَا الْبَيْتَ:
وعارَضَها فِي بَطْنِ ذَرْوَةَ مُصْعِداً،
…
عَلَى طُرُقٍ كأَنهنّ نَحائِزُ
وأَقبلها مَا بَطْنَ ذِرْوَةَ أَي أَقبلها بَطْنَ ذُرْوَةَ، وَمَا: لَغْوٌ، وَذُرْوَةُ: مَوْضِعٌ. والمُصْعِدُ: الَّذِي يأْتي الْوَادِيَ مِنْ أَسفله ثُمَّ يُصَعِّدُ، يَصِفُ حِمَارًا وأُتُنَهُ؛ وَبَعْدَهُ:
وأَصْبَحَ فوقَ الحِقْفِ، حِقْفِ تَبالَةٍ،
…
لَهُ مَرْكَدٌ فِي مُسْتَوِي الأَرضِ بارِزُ
الحِقْفُ: الرَّمَلَةُ المُعْوَجَّةُ. وتَبالة: مَوْضِعٌ. وَالْمَرْكَدُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يَرْكُدُ فِيهِ. والنَّحِيزَةُ: المُسنَّاة فِي الأَرض، وَقِيلَ: هِيَ مِثْلُ المُسَنَّاة فِي الأَرض، وَقِيلَ: هِيَ السَّهْلة. والنَّحِيزَةُ: قِطْعَةٌ مِنَ الأَرض مُسْتَدِقَّة صُلْبة. وَقَالَ أَبو خَيْرَةَ: النَّحِيزَةُ الْجَبَلُ الْمُنْقَادُ فِي الأَرض. قَالَ الأَزهري: أَصل النَّحِيزَةِ الطَّرِيقَةُ الْمُسْتَدِقَّةُ؛ وَكُلُّ مَا قَالُوا فِيهَا فَهُوَ صَحِيحٌ وَلَيْسَ بِاخْتِلَافٍ لأَنه يُشَاكِلُ بَعْضُهُ بَعْضًا. وَيُقَالُ: النَّحِيزَةُ مِنَ الأَرض كالطِّبَّةِ مَمْدُودَةٌ فِي بَطْنٍ مِنَ الأَرض نَحْوًا مِنْ مِيلٍ أَو أَكثر تَقُودُ الفراسخَ وأَقل مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: وَرُبَّمَا جَاءَ فِي الأَشعار النَّحَائِزُ يُعْنى بِهَا طِبَبٌ كالخِرَقِ والأَديم إِذا قُطِّعت شُرُكاً طِوالًا. والنَّحِيزَةُ: طُرَّة تَنْسَجُ ثُمَّ تُخَاطُ عَلَى شَفَةِ الشُّقَّة مِنْ شُقَقِ الْخِبَاءِ وَهِيَ الخِرْقة أَيضاً. والنَّحيزة مِنَ الشَّعَرِ: هَنَةٌ عَرْضُها شِبْر وعُظْمُه ذِراعٌ طَوِيلَةٌ يُعَلِّقُونها عَلَى الهَوْدَجِ يُزَيِّنُونه بِهَا وَرُبَّمَا رَقَمُوها بالعِهْنِ، وَقِيلَ: هِيَ مثلُ الْحِزَامِ بيضاءُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: النَّحِيزة النَّسِيجَة شِبْهُ الحِزام تَكُونُ عَلَى الفَساطيط وَالْبُيُوتِ تُنْسَجُ وَحْدَهَا، فكأَنَّ النَّحائزَ مِنَ الطُّرُقِ مُشَبَّهة بها.
نخز: نَخَزَه بِحَدِيدَةٍ أَو نَحْوِهَا: وَجَأَهُ. ونَخَزَه بِكَلِمَةٍ: أَوجعه بها.
نرز: النَّرْزُ: فِعْلٌ مماتٌ وَهُوَ الِاسْتِخْفَاءُ مِنْ فَزَع، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ نَرْزَةَ ونارِزَةَ، وَلِمَ يَجِئْ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ نُونٌ بَعْدَهَا رَاءٌ إِلا هَذَا، وَلَيْسَ بِصَحِيحٍ. والنَّيْرُوزُ والنَّوْرُوزُ: أَصله بِالْفَارِسِيَّةِ «2» نَيْعُ رُوزٍ، وَتَفْسِيرُهُ جَدِيدُ يَوْمٍ. ابْنُ الأَعرابي: نَرْزٌ مَوْضِعٌ، قَالَ: وأَما النَّرِيزِيُّ الْحَاسِبُ فَلَا أَدري إِلى أَي شَيْءٍ نُسِبَ.
نزز: النَّزُّ والنِّزُّ، وَالْكَسْرُ أَجود: مَا تَحَلَّب مِنَ الأَرض مِنَ الْمَاءِ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. وأَنَزَّت الأَرضُ: نَبَعَ مِنْهَا النَّزُّ. وأَنَزَّت: صَارَتْ ذَاتَ نَزٍّ وَصَارَتْ مَنَاقِعَ للنَّزِّ. ونَزَّتِ الأَرضُ: صَارَتْ ذَاتَ نَزٍّ. ونَزَّتْ: تَحَلَّبَ مِنْهَا النَّزُّ. وَفِي حَدِيثِ
الحرث ابن كِلْدَةَ قَالَ لِعُمَرَ، رضي الله عنه: الْبِلَادُ الوَبِئةُ
(2). قوله [أصله بالفارسية إلخ] كذا بالأصل، وقد عرضناه على متقن من علماء اللغة الفارسية فلم يعرفه، وعبارة القاموس: والنيروز أول يوم من السنة معرب نوروز
ذاتُ الأَنْجالِ وَالْبَعُوضِ والنَّزِّ
؛ وَفِي بَعْضِ الأَوصاف: أَرض مَنَاقِعِ النَّزِّ حَبُّها لَا يُجَزُّ، وقَصَبُها لَا يَهْتَزُّ. وأَرض نازَّة ونَزَّة: ذَاتُ نَزٍّ؛ كِلْتَاهُمَا عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والنَّزُّ والنِّزُّ: السخيُّ الذَّكيُّ الْخَفِيفُ؛ وأَنشد:
وصاحِبٍ أَبْدَأَ حُلْواً مُزّا
…
فِي حاجةِ القومِ خُفافاً نِزَّا
وأَنشد بَيْتَ جَرِيرٍ يَهْجُو الْبَعِيثُ:
لَقًى حَمَلَتْه أُمُّه وَهِيَ ضَيْفَةٌ،
…
فجاءتْ بِنَزٍّ للضِّيافة أَرْشَما
قَالَ: أَراد بالنَّزِّ هَاهُنَا خِفَّةَ الطَّيْشِ لَا خِفَّةَ الرُّوحِ وَالْعَقْلِ. قَالَ: وأَراد بالنُّزالة «1» الْمَاءَ الَّذِي أَنزله الْمُجَامِعُ لأُمه. وَنَاقَةٌ نَزَّةٌ: خَفِيفَةٌ؛ وَقَوْلُهُ:
عَهْدِي بجنَّاح إِذا مَا اهْتَزَّا،
…
وأَذْرَتِ الريحُ تُراباً نَزَّا،
أَنْ سَوْفَ يُمْطِيه وَمَا ارْمأَزّا
أَي يَمْضِي عَلَيْهِ. ونَزّاً أَي خَفِيفًا. وظَلِيم نَزٌّ: سَرِيعٌ لَا يَسْتَقِرَّ فِي مَكَانٍ؛ قَالَ:
أَو بَشَكَى وَخْدَ الظَّلِيم النَّزِّ
وَخْد: بَدَلٌ مِنْ بَشَكَى أَو مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ. والمِنَزُّ: الْكَثِيرُ الْحَرَكَةِ. والمِنَزُّ: المَهْدُ مَهْدُ الصَّبِيُّ. ونَزَّ الظبيُ يَنِزُّ نَزِيزاً: عَدَا وصَوَّتَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
فلاةٌ يَنِزُّ الظَّبْيُ فِي جِحَراتِها،
…
نَزِيزَ خِطامِ القوْسِ يُحْذَى بِهَا النَّبْلُ
ونَزَّزَه عَنْ كَذَا أَي نَزَّهه. وَقَتَلَتْهُ النَّزَّة أَي الشَّهْوَةُ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: فُلَانٌ نَزِيزٌ أَي شَهْوَانُ، وَيُقَالُ: نِزُّ شَرٍّ ونِزازُ شَرٍّ ونَزِيزُ شَرٍّ.
نشز: النِّشْزُ والنَّشَزُ: المَتْنُ المرتفعُ مِنَ الأَرض، وَهُوَ أَيضاً مَا ارْتَفَعَ عَنِ الْوَادِي إِلى الأَرض، وَلَيْسَ بِالْغَلِيظِ، وَالْجَمْعُ أَنْشازٌ ونُشُوزٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: جَمْعُ النَّشْزِ نُشُوز، وَجَمْعُ النَّشَز أَنْشازٌ ونِشازٌ مِثْلُ جَبَلٍ وأَجْبال وجِبال. والنَّشازُ، بِالْفَتْحِ: كالنَّشَزِ. ونَشَزَ يَنْشُزُ نُشُوزاً: أَشرف عَلَى نَشَزٍ مِنَ الأَرض، وَهُوَ مَا ارْتَفَعَ وَظَهَرَ. يُقَالُ: اقْعُدْ عَلَى ذَلِكَ النَّشازِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه كَانَ إِذا أَوْفى عَلَى نَشَزٍ كَبَّر
أَي ارْتَفَعَ عَلَى رَابِيَةٍ فِي سَفَر، قَالَ: وَقَدْ تُسَكَّنُ الشِّينُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
فِي خَاتَمِ النُّبُوَّةِ بَضْعَة ناشِزَة
أَي قِطْعَة لَحْمٍ مرتفعةٌ عَلَى الْجِسْمِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
أَتاه رَجُلٌ ناشِزُ الجَبْهة
أَي مُرْتَفِعُهَا. ونَشَزَ الشيءُ يَنْشِزُ نُشُوزاً: ارْتَفَعَ. وتَلٌّ ناشِزٌ: مُرْتَفِعٌ، وَجَمْعُهُ نَواشِزُ. وقَلْبٌ ناشِزٌ إِذا ارْتَفَعَ عَنْ مَكَانِهِ مِنَ الرُّعْب. وأَنْشَزْتُ الشَّيْءَ إِذا رَفَعْتَهُ عَنْ مَكَانِهِ. ونَشَزَ فِي مَجْلِسِهِ يَنْشِزُ ويَنْشُزُ، بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ: ارْتَفَعَ قَلِيلًا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا
؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: قرأَها النَّاسُ بِكَسْرِ الشِّينِ وأَهل الْحِجَازِ يَرْفَعُونَهَا، قَالَ: وَهُمَا لغتان. قال أَبو إِسحق: مَعْنَاهُ إِذا قِيلَ انْهَضُوا فانْهَضُوا وقُومُوا كَمَا قَالَ: وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ؛ وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِذا قِيلَ انْشُزُوا
؛ أَي قُومُوا إِلى الصَّلَاةِ أَو قَضَاءِ حَقٍّ أَو شَهَادَةٍ فَانْشُزُوا
. ونَشَزَ الرجلُ يَنْشِزُ إِذا كَانَ قَاعِدًا فَقَامَ. ورَكَبٌ ناشِزٌ: ناتئٌ مُرْتَفِعٌ. وعِرْقٌ ناشِزٌ: مرتفع مُنْتَبِرٌ
(1). قوله [وأراد بالنزالة] لعل البيت روي بنز للنزالة، فنقل عبارة من شرح عليها، وإلا فالذي في البيت للضيافة وكذلك في الصحاح نعم رواه شارح القاموس من نزالة
نَاشِزٌ لَا يَزَالُ يَضْرِبُ مِنْ دَاءٍ أَو غَيْرِهِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:
فَمَا لَيْلى بناشِزَةِ القُصَيْرى
…
وَلَا وَقْصاءَ لِبْسَتُها اعتِجارُ
فَسَّرَهُ فَقَالَ: نَاشِزَةُ القُصَيْرى أَي لَيْسَتْ بِضَخْمَةِ الْجَنْبَيْنِ مُشْرِفَةِ القُصَيْرى بِمَا عَلَيْهَا مِنَ اللَّحْمِ. وأَنْشَزَ الشيءَ: رَفَعَهُ عَنْ مَكَانِهِ. وإِنْشازُ عِظَامِ الْمَيِّتِ: رَفْعُها إِلى مَوَاضِعِهَا وتركيبُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً
؛ أَي نَرْفَعُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: قرأَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ نُنْشِزُها، بِالزَّايِ، قَالَ: والإِنشازُ نقْلها إِلى مَوَاضِعِهَا، قَالَ: وَبِالرَّاءِ قرأَها الْكُوفِيُّونَ، قَالَ ثَعْلَبٌ: وَالْمُخْتَارُ الزَّايُ لأَن الإِنْشازَ تركيبُ الْعِظَامِ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:
لَا رَضاعَ إِلا مَا أَنْشَزَ العظمَ
أَي رَفَعَهُ وأَعلاه وأَكبر حَجْمَه وَهُوَ مِنَ النَّشَزِ الْمُرْتَفِعُ مِنَ الأَرض. قَالَ أَبو إِسحق: النُّشُوزُ يَكُونُ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ وَهُوَ كَرَاهَةُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ، واشتقاقُه مِنَ النَّشَزِ وَهُوَ مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرض. ونَشَزَت المرأَةُ بِزَوْجِهَا وَعَلَى زَوْجِهَا تَنْشِزُ وتَنْشُز نُشُوزاً، وَهِيَ ناشِزٌ: ارْتَفَعَتْ عَلَيْهِ وَاسْتَعْصَتْ عَلَيْهِ وأَبغضته وَخَرَجَتْ عَنْ طَاعَتِهِ وفَرَكَتْه؛ قَالَ:
سَرَتْ تحتَ أَقْطاعٍ مِنَ اللَّيْلِ حَنَّتي
…
لِخَمَّانِ بيتٍ، فَهْيَ لَا شَكَّ ناشِزُ
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَاللَّاتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَ
؛ نُشُوزُ المرأَة اسْتِعْصَاؤُهَا عَلَى زَوْجِهَا، ونَشَزَ هُوَ عَلَيْهَا نُشُوزاً كَذَلِكَ، وَضَرَبَهَا وَجَفَاهَا وأَضَرّ بِهَا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً
؛ وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ النُّشُوز بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ فِي الْحَدِيثِ، والنُّشُوز كَرَاهِيَةُ كُلٍّ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ وسُوءُ عِشْرَتِهِ لَهُ. وَرَجُلٌ نَشَزٌ: غَلِيظٌ عَبْلٌ؛ قَالَ الأَعشى:
وتَرْكَبُ مِنِّي، إِنْ بَلوْتَ نَكِيثَتي،
…
عَلَى نَشَزٍ قَدْ شابَ لَيْسَ بِتَوْأَمِ
أَي غِلَظٍ ذَهَب إِلى تَكْبِيرِهِ وَتَعْظِيمِهِ فَلِذَلِكَ جَعَلَهُ أَشْيَبَ. ونَشَزَ بِالْقَوْمِ فِي الْخُصُومَةِ نُشُوزاً: نَهَضَ بِهِمْ لِلْخُصُومَةِ. ونَشَزَ بقِرْنِه يَنْشِزُ بِهِ نُشُوزاً: احْتَمَلَهُ فَصَرَعَهُ. قَالَ شَمِرٌ: وَهَذَا كأَنه مَقْلُوبٌ «1» . مِثْلُ جَذَبَ وجَبَذَ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا أَسنّ وَلَمْ يَنْقُصْ: إِنه لنَشَزٌ مِنَ الرِّجَالِ، وصَتَمٌ إِذا انْتَهَى سِنُّه وقُوَّتُه وشَبابه. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: النَّشَزُ والنَّشْزُ الْغَلِيظُ الشَّدِيدُ. وَدَابَّةٌ نَشِيزَةٌ إِذا لَمْ يَكَدْ يَسْتَقِرُّ الراكبُ والسَّرْجُ عَلَى ظَهْرِهَا. وَيُقَالُ لِلدَّابَّةِ إِذا لَمْ يَكَدْ يَسْتَقِرُّ السَّرْجُ وَالرَّاكِبُ عَلَى ظهرها: إِنها لَنَشْزَةٌ.
نغز: نَغَزَ بَيْنَهُمْ: أَغْرى وحَمَل بعضَهم عَلَى بَعْضٍ كَنَزَعَ.
نفز: نَفزَ الظَّبْيُ يَنْفِزُ نَفْزاً ونُفُوزاً ونَفَزاناً إِذا وَثَبَ فِي عَدْوِه، وَقِيلَ: رفع قوائمه معاً ووضعها مَعًا، وَقِيلَ: هُوَ أَشَدُّ إِحضاره، وَقِيلَ: هُوَ وَثْبُهُ ووقوعُه مُنْتَشِرَ الْقَوَائِمِ، فإِن وَقَعَ مُنْضَمَّ الْقَوَائِمِ فَهُوَ القَفْزُ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: القَفْزُ انْضِمَامُ الْقَوَائِمِ فِي الْوَثْبِ، والنَّفْزُ انْتِشَارُهَا. وَقَالَ
(1). قوله [وهذا كأنه مقلوب إلخ] أي من شزن كفرح نشط وتشزن صاحبه تشزناً صرعه كما في القاموس
الأَصمعي: نَفَزَ الظبيُ يَنْفِزُ وأَبَزَ يَأْبِزُ إِذا نَزا فِي عَدْوِه. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: النَّفْزُ أَن يَجْمَعَ قَوَائِمَهُ ثُمَّ يَثِبَ؛ وأَنشد:
إِراحَةَ الجِدايَةِ النَّفُوزِ
أَبو عَمْرٍو: والنَّفْزُ عَدْو الظَّبْيِ مِنَ الفَزَعِ. والنَّوافِزُ: الْقَوَائِمُ، وَاحِدَتُهَا نافِزَةٌ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ:
هَتُوفٌ إِذا مَا خالَطَ الظَّبْيَ سَهْمُها،
…
وإِن رِيغَ مِنْهَا أَسْلَمَتْه النَّوافِزُ
يَعْنِي الْقَوَائِمَ، وَالْمَعْرُوفُ النَّواقِزُ. والمرأَة تُنَفِّزُ وَلَدَهَا أَي تُرَقِّصُه، ونَفَّزَتْهُ أَي رَقَّصَتْهُ. والتَّنْفِيزُ والإِنْفازُ: إِدارة السَّهْمِ عَلَى الظُّفُر ليُعْرَفَ عَوَجُه مِنْ قِوامِه، وَقَدْ أَنْفَزَ السهمَ ونَفَّزَه تَنْفِيزاً؛ قَالَ أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ:
يُحَزْنَ إِذا أُنْفِزْنَ فِي ساقِطِ النَّدى،
…
وإِن كانَ يَوْمًا ذَا أَهاضِيبَ مُخْضِلا
التَّهْذِيبُ: التَّنْفِيزُ أَن تَضَعَ سَهْمًا عَلَى ظُفُرك ثُمَّ تُنَفِّزَه بِيَدِكَ الأُخرى حَتَّى يَدُورَ عَلَى الظُّفُرِ لِيَسْتَبِينَ لَكَ اعْوِجَاجُهُ مِنِ اسْتِقَامَتِهِ. والنَّفِيزَةُ: الزُّبْدَةُ الْمُتَفَرِّقَةُ فِي المِمْخَضِ لَا تَجْتَمِعُ. ونَفَزَ الرجلُ: مات.
نقز: النَّقَزُ والنَّقَزَانُ: كالوَثَبانِ صُعُداً فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ، نَقَزَ الظَّبْيُ، وَلَمْ يُخَصِّصِ ابنُ سِيدَة شَيْئًا بَلْ قَالَ: نَقَزَ يَنْقُز ويَنْقِزُ نَقْزاً ونَقَزاناً ونِقازاً، ونَقَزَ: وَثَبَ صُعُداً، وَقَدْ غَلَبَ عَلَى الطَّائِرِ المعتادِ الوَثْبِ كَالْغُرَابِ وَالْعُصْفُورِ. والتَّنْقِيزُ: التَّوْثِيبُ. والنَّقَّازُ، والنُّقَّاز كِلَاهُمَا: الْعُصْفُورُ، سُمِّيَ بِهِ لنَقَزانِه، وَقِيلَ: الصَّغِيرُ مِنَ الْعَصَافِيرِ، وَقِيلَ: هُمَا عُصْفُورٌ أَسود الرأْس وَالْعُنُقِ وَسَائِرُهُ إِلى الوُرْقَةِ. قَالَ عَمْرُو بْنُ بَحْر: يُسَمَّى الْعُصْفُورُ نَقَّازاً، وَجَمْعُهُ النَّقاقيزُ، لنَقَزانِه أَي وَثْبه إِذا مَشَى؛ والعصفورُ طَيَرانُه نَقَزانٌ أَيضاً لأَنه لَا يَسْمَحُ بِالطَّيَرَانِ كَمَا لَا يَسْمَحُ بِالْمَشْيِ، قَالَ: والخُرَّقُ والقُبَّرُ والحُمَّرُ كُلُّهَا مِنَ الْعَصَافِيرِ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ مَسْعُودٍ، رضي الله عنه: كَانَ يُصلي الظُّهْرَ والجَنادِبُ تَنْقُزُ مِنَ الرَّمْضاء
أَي تَقْفِزُ وتَثِبُ مِنْ شِدَّةِ حَرَارَةِ الأَرض؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
تَنْقُزانِ القِرَبُ «2» عَلَى مُتُونِهما
أَي تُحَمِّلَانِهَا وتَقفِزانِ بِهَا وَثْباً؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
فرأَيتُ عَقِيصَتَيْ أَبي عُبَيْدَةَ تَنْقُزانِ وَهُوَ خَلْفَه
، وَقَدِ استُعمل النَّقْزُ فِي بَقَر الْوَحْشِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
كأَنَّ صِيرانَ المَها المُنَقَّزِ
والنُّقازُ: دَاءٌ يأْخذ الْغَنَمَ فتَثْغُو الشَّاةُ مِنْهُ ثَغْوَةً وَاحِدَةً وتَنْزُو وتَنْقُزُ فَتَمُوتُ، مِثْلُ النُّزاءِ، وقد انْتَقَزَتِ الغَنَمُ. والنَّواقِزُ: الْقَوَائِمُ لأَن الدَّابَّةَ تَنْقُزُ بِهَا، وَفِي الْمُصَنَّفِ: النَّواقِزُ؛ وَكَذَلِكَ وَقَعَ فِي شِعْرِ الشَّمَّاخِ:
هَتوف إِذا مَا خَالَطَ الظبيَ سهمُها،
…
وإِن رِيغَ مِنْهَا أَسلمته النَّوَاقِزُ
وَيُرْوَى: النَّوَافِزُ. والنَّقَزُ: الرَّدِيءُ الفَسْلُ. والنِّقْزُ
(2). قوله [تنقزان القرب إلخ] قال في النهاية: وفي نصب القرب بعد لأن تنقز غير متعد، وأوله بعضهم بعدم الجار، ورواه بعضهم بضم التاء من أنقز فعداه بالهمز، يريد تحريك القرب ووثوبها بشدة العدو والوثب، وروي برفع القرب على الابتداء وَالْجُمْلَةُ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ
والنَّقَزُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْخَسِيسُ والرُّذالُ مِنَ النَّاسِ وَالْمَالِ، وَاحِدَةُ النَّقَزِ نَقَزَةٌ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ أَسمع للنَّقَزِ بِوَاحِدٍ؛ وأَنشد الأَصمعي:
أَخَذْتُ بَكْراً نَقَزاً مِنَ النَّقَزْ،
…
ونابَ سَوْءٍ قَمَزاً مِنَ القَمَزْ
والنَّقَزُ مِنَ النَّاسِ: صِغَارُهُمْ ورُذالُهُم. وانْتَقَزَ لَهُ مالَه: أَعطاه خَسِيسَهُ. وَمَا لِفُلَانٍ بِمَوْضِعِ كَذَا نُقْزٌ ونُقْرٌ أَي بِئْرٌ أَو مَاءٌ؛ الضَّمُّ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، بِالزَّايِ وَالرَّاءِ، وَلَا شِرْبٌ وَلَا مِلْكٌ «1» وَلَا مَلْكٌ ولا مُلُكٌ ولا مَلَكٌ. ومَلَكَنا الماءُ أَي أَرْوانا. ونَقَزَه عَنْهُمْ: دَفَعَهُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ، رضي الله عنهما: مَا كَانَ اللَّهُ ليُنْقِزَ عَنْ قَاتِلِ الْمُؤْمِنِ
أَي ليُقْلِعَ ويَكُفَّ عَنْهُ حَتَّى يُهْلكه. وَقَدْ أَنْقَزَ عَنِ الشَّيْءِ إِذا كَفَّ وأَقْلَعَ. ابْنُ الأَعرابي: أَنْقَزَ الرجلُ إِذا دَامَ عَلَى شُرْب النَّقِزِ، وَهُوَ الْمَاءُ الْعَذْبُ الصَّافِي. والنَّقَزُ والنَّقِزُ: اللَّقَبُ. وأَنْقَزَ إِذا وَقَعَ فِي إِبله النُّقازُ، وَهُوَ دَاءٌ. وأَنْقَزَ عَدُوَّه إِذا قَتَلَهُ قَتْلًا وَحِيًّا. وأَنْقَزَ إِذا اقْتَنَى النَّقَزَ مِنْ رَدِيءِ الْمَالِ، وَمِثْلُهُ أَقْمَزَ وأَغْمَزَ. أَبو عَمْرٍو: انْتَقَزَ لَهُ شَرَّ الإِبل أَي اخْتَارَ لَهُ شَرَّهَا. وعَطاء ناقِزٌ وَذُو ناقِزٍ إِذا كَانَ خَسِيسًا؛ وأَنشد:
لَا شَرَطٌ فِيهَا وَلَا ذُو ناقِزِ،
…
قاظَ القَرِيَّاتِ إِلى العَجالِزِ
نكز: نَكَزَتِ البئرُ تَنْكُزُ نَكْزاً ونُكُوزاً وَهِيَ بِئْرٌ نَكِزٌ وناكِزٌ ونَكُوز: قَلَّ مَاؤُهَا، وَقِيلَ: فَنِيَ مَاؤُهَا؛ وَفِيهِ لُغَةٌ أُخرى: نَكِزَتْ، بِالْكَسْرِ، تَنْكَزُ نَكَزاً ونَكَّزَها هُوَ وأَنْكَزَها: أَنْفَدَ ماءَها، وأَنْكَزَها أَصحابُها؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
عَلَى حِمْيَرِيَّاتٍ كأَنَّ عُيونَها
…
ذِمامُ الرَّكايا، أَنْكَزَتْها المَواتِحُ
وَجَاءَ مُنْكِزاً أَي فَارِغًا مِنْ قَوْلِهِمْ: نَكَزَتِ البئرُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مُنْكِزاً وإِن لَمْ نَسْمَعْهُمْ قَالُوا: أَنْكَزَتِ البئرُ وَلَا أَنْكَزَ صاحِبُها. ونَكَزَ ونَكِزَ البحرُ: نَقَصَ. وفلانٌ بمَنْكَزَةٍ مِنَ العَيْشِ أَي ضِيقٍ. والنَّكْزُ: الدَّفْعُ وَالضَّرْبُ، نَكَزَهُ نَكْزاً أَي دَفَعَهُ وَضَرَبَهُ. والنَّكْزُ: طَعْنٌ بطَرَفِ سنانِ الرُّمْحِ. والنَّكْزُ: الطَّعْنُ والغَرْزُ بِشَيْءٍ مُحَدَّدِ الطَّرَف، وَقِيلَ: بِطَرَفِ شَيْءٍ حَدِيدٍ. ونَكَزَتْه الْحَيَّةُ تَنْكُزُه نَكْزاً وأَنْكَزَتْه: طَعَنَتْهُ بأَنفها؛ وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الثُّعْبَانَ والدَّسَّاسَةَ. والنَّكَّازُ: ضَرْبٌ مِنَ الْحَيَّاتِ يَنْكُزُ بأَنفه وَلَا يَعَضُّ بِفِيهِ وَلَا يُعرف رأْسه مِنْ ذَنَبِهِ لِدِقَّةِ رأْسه. أَبو زَيْدٍ: النَّكْزُ من الحية بالأَلف، والنَّكْزُ مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ سِوَى الْحَيَّةِ العَضُّ. قَالَ أَبو الجَرَّاح: يُقَالُ للدَّسَّاسَةِ مِنَ الْحَيَّاتِ وَحْدَها: نَكَزَتْه، وَلَا يُقَالُ لِغَيْرِهَا. الأَصمعي: نَكَزَتْه الْحَيَّةُ ووَكَزَتْه ونَشَطَتْه ونَهَشَتْه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. أَبو زَيْدٍ: نَكَزَتْه الْحَيَّةُ أَي لَسَعَتْهُ بأَنفها، فإِذا عَضَّتْهُ الْحَيَّةُ بأَنيابها قِيلَ: نشَطَتْه؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
لَا تُوعِدَنّي حَيَّةً بالنَّكْزِ
وَقِيلَ: النَّكْزُ أَن يَطْعُنَ بأَنفه طَعْناً. ثُمَّ النَّكَّازُ حَيَّةٌ لَا يُدْرَى مَا ذَنَبُهَا مِنْ رأْسها وَلَا تَعَضُّ إِلا
(1). قوله [ولا ملك إلخ] الأول مثلث الميم والثاني بضمتين والثالث بالتحريك كما في القاموس
نَكْزاً أَي نَقْزاً؛ ابْنُ شُمَيْلٍ: سُمِّيَ نَكَّازاً لأَنه يَطْعَنُ بأَنفه وَلَيْسَ لَهُ فَمٌ يَعَضُّ بِهِ، وَجَمْعُهُ النَّكاكِيزُ والنَّكَّازاتُ. ونَكَزَ الدابةَ بعَقِبه: ضَرَبَهَا يَسْتَحِثُّها. والنَّكْزُ: العَضُّ مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ؛ عَنِ أَبي زَيْدٍ. الْكِسَائِيُّ: نَكَزَتْه ووَكَزَتْه ولهَزَتْه ونَفَتَتْه بمعنى واحد.
نهز: نَهَزَه نَهْزاً: دَفَعَهُ وَضَرَبَهُ مِثْلُ نَكَزَه ووَكَزَه. وَفِي الْحَدِيثِ:
مَنْ توضأَ ثُمَّ خَرَجَ إِلى الْمَسْجِدِ لَا يَنْهَزُه إِلَّا الصلاةُ غُفِرَ لَهُ مَا خَلَا مِنْ ذَنْبِهِ
؛ النَّهْزُ: الدفعُ، يُقَالُ: نَهَزْتُ الرجلَ أَنْهَزُه إِذا دَفَعْتَهُ، ونَهَزَ رأْسَه إِذا حَرَّكه؛، وَمِنْهُ حَدِيثُ
عُمَرَ، رضي الله عنه: مَنْ أَتى هَذَا البيتَ وَلَا يَنْهَزُه إِليه غيرُه رَجَع وَقَدْ غُفِرَ لَهُ
؛ يُرِيدُ أَنه مَنْ خَرَجَ إِلى الْمَسْجِدِ أَو حَجَّ وَلَمْ يَنْوِ بِخُرُوجِهِ غَيْرَ الصَّلَاةِ وَالْحَجِّ مِنْ أُمور الدُّنْيَا. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
أَنه نَهَزَ راحِلَتَه
أَي دَفَعَهَا فِي السَّيْرِ. ونَهَزَتِ الدابةُ إِذا نَهَضَتْ بِصَدْرِهَا لِلسَّيْرِ؛ قَالَ:
فَلَا يَزالُ شاحِجٌ يَأْتِيكَ بِجْ،
…
أَقْمَرُ نَهَّازٌ يُنَزِّي وَفْرَ تِجْ
والنَّهْزُ: التَّناوُل بِالْيَدِ والنُّهوضُ لِلتَّنَاوُلِ جَمِيعًا. والناقةُ تَنْهَزُ بِصَدْرِهَا إِذا نَهَضَتْ لتَمْضِيَ وَتَسِيرَ؛ وأَنشد:
نَهُوزٌ بأُولاها زَجُولٌ بصَدْرِها
وَالدَّابَّةُ تَنْهَزُ بِصَدْرِهَا إِذا ذَبَّتْ عَنْ نَفْسِهَا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
قِياماً تَذُبُّ البَقَّ عَنْ نُخَراتِها
…
بِنَهْزٍ، كإِيماءِ الرُّؤوسِ المَواتِعِ
الأَزهري: النُّهْزَةُ اسْمٌ لِلشَّيْءِ الَّذِي هُوَ لَكَ مُعَرَّض كالغنيمة. والنُّهْزَةُ: الفُرْصَةُ تجده مِنْ صَاحِبِكَ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ نُهْزَةُ المُخْتَلِسِ أَي هُوَ صَيْدٌ لِكُلِّ أَحد؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
أَبي الدَّحْداحِ:
وانْتَهَزَ الحَقَّ إِذا الحَقُّ وَضَحْ
أَي قلبه وأَسرع إِلى تَنَاوُلِهِ. وَحَدِيثُ
أَبي الأَسود: وإِن دُعِيَ انْتَهَزَ.
وَتَقُولُ: انْتَهِزْها قَدْ أَمْكَنَتْكَ قَبْلَ الفَوْتِ. والمُناهَزَةُ: المُبادَرَةُ. يُقَالُ: ناهَزْتُ الصيدَ فَقَبَضْتُ عَلَيْهِ قَبْلَ إِفلاته. وانْتَهَزَها وناهَزَها: تَنَاوَلَهَا مِنْ قُرْب وَبَادَرَهَا وَاغْتَنَمَهَا، وَقَدْ ناهَزَتْهُم الفُرَصُ؛ وَقَالَ:
ناهَزْتُهُمْ بِنَيْطَلٍ جَرُوفِ
وتَناهَزَ القومُ: كَذَلِكَ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ:
وَلَقَدْ عَلِمْتُ، إِذا الرِّجالُ تَناهَزُوا،
…
أَيِّي وأَيُّكمُ أَعَزُّ وأَمْنَعُ
وَيُقَالُ لِلصَّبِيِّ إِذا دَنَا لِلْفِطَامِ: نَهَزَ لِلْفِطَامِ، فَهُوَ ناهِزٌ، وَالْجَارِيَةُ كَذَلِكَ، وَقَدْ ناهَزا؛ وأَنشد:
تُرْضِعُ شِبْلَيْن فِي مَغارِهما،
…
قَدْ ناهَزا للفِطامِ أَو فُطِما
وناهَزَ فلانٌ الحُلُمَ ونَهَزَه إِذا قَارَبَهُ. وناهَزَ الصَّبِيُّ البلوغَ أَي دَانَاهُ. وَمِنْهُ حَدِيثُ
ابْنِ عَبَّاسٍ، رضي الله عنهما: وَقَدْ ناهَزْتُ الاحتلامَ.
وناهَزَ الْخَمْسِينَ: قارَبها. وإِبل نَهْزُ مائةٍ ونِهازُ مِائَةٍ ونُهازُ مِائَةٍ أَي قُرابَتُها. الأَزهري: كَانَ النَّاسُ نَهْزَ عَشَرَةِ آلافٍ أَي قُرْبَها. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن رَجُلًا اشْتَرَى مِنْ مَالِ يَتامَى خَمْرًا فَلَمَّا نَزَلَ التَّحْرِيمُ أَتى النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ