الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإِن هَزَلْت فارَكَ أَي أَطعم الطَّعَامَ وإِن أَضررت بِبَدَنِكَ، وَحَكَاهُ كُرَاعٌ بِالْهَمْزِ. والفَوَّارتانِ: سِكَّتانِ بَيْنَ الْوَرِكَيْنِ والقُحْقُحِ إِلى عُرْض الوَرِكِ لَا تَحُولَانِ دُونَ الْجَوْفِ، وَهُمَا اللَّتَانِ تَفُوران فَتَتَحَرَّكَانِ إِذا مَشَى، وَقِيلَ: الفَوَّارةُ خَرْقٌ فِي الْوَرِكِ إِلى الْجَوْفِ لَا يَحْجُبُهُ عَظْمٌ. الْجَوْهَرِيُّ: فَوَّارةُ الْوَرِكِ، بِالْفَتْحِ وَالتَّشْدِيدِ: ثُقْبُهَا؛ وفُوَارة القِدْر، بِالضَّمِّ وَالتَّخْفِيفِ: مَا يَفُور مِنْ حرِّها. اللَّيْثُ: لِلْكِرْشِ فَوَّارتان وفي باطنهما عُذَّتان مِنْ كُلِّ ذِي لَحْمٍ، وَيَزْعُمُونَ أَن مَاءَ الرَّجُلِ يَقَعُ فِي الكُلْية ثُمَّ فِي الفَوَّارة ثُمَّ فِي الخُصْية، وَتِلْكَ الغُدَّةُ لَا تُؤْكَلُ، وَهِيَ لُحْمَةٌ فِي جَوْفِ لَحْمٍ أَحمر؛ التَّهْذِيبُ: وَقَوْلُ عَوْفِ بْنِ الخَرِع يَصِفُ قَوْسًا:
لَهَا رُسُغٌ أَيِّدٌ مُكْرَبٌ،
…
فَلَا العَظْمُ واهٍ وَلَا العِرْقُ فَارَا
المُكْرَبُ: الْمُمْتَلِئُ فأَراد أَنه مُمْتَلِئُ العَصَب. وَقَوْلُهُ: وَلَا العِرْق فَارَا، قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُكْرَهُ مِنَ الْفَرَسِ فَوْرُ العِرْقِ، وَهُوَ أَن يَظْهَرَ بِهِ نَفْخ أَو عَقْدٌ. يُقَالُ: قَدْ فارتْ عُرُوقُهُ تَفُور فَوْراً. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ للمَوْجة والبِرْكة فَوَّارة، وَكُلُّ مَا كَانَ غيرَ الْمَاءِ قِيلَ لَهُ فَوَّارَةٌ «2» ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: يُقَالُ دَوَّارة وفَوَّارة لِكُلِّ مَا لَمْ يَتَحَرَّكْ وَلَمْ يَدُرْ، فإِذا تَحَرَّكَ وَدَارَ فَهِيَ دُوارة وفُوارة. وفَوَّارة الْمَاءِ: مَنْبَعُه. والفُورُ، بِالضَّمِّ: الظِّبَاءُ، لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا؛ هَذَا قَوْلُ يَعْقُوبَ، وَقَالَ كُرَاعٌ: وَاحِدُهَا فَائِرٌ. ابْنُ الأَعرابي: لَا أَفعل ذَلِكَ مَا لأْلأَتِ الفُورُ أَي بَصْبصَت بأَذنابها، أَي لَا أَفعله أَبداً. والفُورُ: الظِّبَاءُ، لَا يُفْرَدُ لَهَا وَاحِدٌ مِنْ لَفْظِهَا. وَيُقَالُ: فعلتُ أَمرَ كَذَا وَكَذَا مِنْ فَوْري أَي مِنْ سَاعَتِي، والفَوْرُ: الْوَقْتُ. والفُورةُ: الكُوفة؛ عَنْ كُرَاعٍ. وفَوْرة الْجَبَلِ: سَراتُه ومَتْنُه؛ قَالَ الرَّاعِي:
فأَطْلَعَتْ فَوْرَةَ الآجامِ جافِلةً،
…
لَمْ تَدْرِ أَنَّى أَتاها أَوَّلُ الذُّعرِ
والفِيارُ: أَحد جَانِبَيْ حَائِطِ لِسَانِ الْمِيزَانِ، وَلِسَانُ الْمِيزَانِ الْحَدِيدَةُ الَّتِي يَكْتَنِفُهَا الفِيارانِ، يُقَالُ لأَحدهما فِيارٌ، والحديدةُ المعترِضة الَّتِي فِيهَا اللِّسَانُ المِنْجَمُ، قَالَ: والكِظامَةُ الحَلْقة الَّتِي تَجْتَمِعُ فِيهَا الْخُيُوطُ فِي طَرَفَيِ الْحَدِيدَةِ. ابْنُ سِيدَهْ: والفِيارانِ حَدِيدَتَانِ تَكْتَنِفَانِ لِسَانَ الْمِيزَانِ، وَقَدْ فُرْتُه؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، قَالَ: وَلَوْ لَمْ نَجِدْ الْفِعْلَ لَقَضَيْنَا عَلَيْهِ بِالْوَاوِ وَلَعَدِمْنَا [ف ي ر] مُتَنَاسِقَةً.
فصل القاف
قبر: القَبْرُ: مَدْفَنُ الإِنسان، وَجَمْعُهُ قُبُور، والمَقْبَرُ الْمَصْدَرُ. والمَقْبرَة، بِفَتْحِ الْبَاءِ وَضَمِّهَا: مَوْضِعُ القُبُور. قَالَ سِيبَوَيْهِ: المَقْبُرة لَيْسَ عَلَى الْفِعْلِ وَلَكِنَّهُ اسْمٌ. اللَّيْثُ: والمَقْبَرُ أَيضاً مَوْضِعُ الْقَبْرِ، وَهُوَ المَقْبَريّ والمَقْبُرِيّ. الْجَوْهَرِيُّ: المَقْبَرَة والمَقْبُرة وَاحِدَةُ الْمَقَابِرِ، وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ المَقْبَرُ؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ الحَنَفيّ:
أَزُورُ وأَعْتادُ القُبورَ، وَلَا أَرَى
…
سِوَى رَمْسِ أَعجازٍ عَلَيْهِ رُكُودُ
لكلِّ أُناسٍ مَقْبَرٌ بفِنائِهم،
…
فهمْ يَنْقُصُونَ، والقُبُورُ تَزِيدُ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ
(2). قوله [قيل له فوارة إلى قوله وفوارة الماء منبعه] هكذا بضبط الأصل
المَقْبَرُ، يَقْتَضِي أَنه مِنَ الشَّاذِّ، قَالَ: وَلَيْسَ كَذَلِكَ بَلْ هُوَ قِيَاسٌ فِي اسْمِ الْمَكَانِ مِنْ قَبَرَ يَقْبُرُ المَقْبَرُ، ومن خرج يَخْرُجُ المَخْرَج، ومن دَخَلَ يَدْخُلُ المَدْخَل، وَهُوَ قِيَاسٌ مطَّرد لَمْ يَشِذَّ مِنْهُ غيرُ الأَلفاظِ الْمَعْرُوفَةِ مِثْلَ المَبِيتِ والمَسْقِطِ والمَطْلِع والمَشْرِقِ والمَغْرِب وَنَحْوِهَا. والفِناء: مَا حَوْلَ الدَّارِ، قَالَ: وَهَمْزَتُهُ مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ شَجَرَةٌ فَنْواء أَي وَاسِعَةُ الْفِنَاءِ لِكَثْرَةِ أَغصانها. وَفِي الْحَدِيثِ:
نَهَى عَنْ الصَّلَاةِ فِي المَقْبُرَة
؛ هِيَ مَوْضِعُ دَفْنِ الْمَوْتَى، وَتُضَمُّ بَاؤُهَا وَتُفْتَحُ، وإِنما نَهَى عَنْهَا لِاخْتِلَاطِ تُرَابِهَا بِصَدِيدِ الْمَوْتَى وَنَجَاسَاتِهِمْ، فإِن صَلَّى فِي مَكَانٍ طَاهِرٍ مِنْهَا صَحَّتْ صَلَاتُهُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
لَا تَجْعَلُوا بيوتَكم مَقابر
أَي لَا تَجْعَلُوهَا لَكُمْ كَالْقُبُورِ لَا تُصَلُّونَ فِيهَا لأَن الْعَبْدَ إِذا مَاتَ وَصَارَ فِي قَبْرِهِ لَمْ يُصَلّ، وَيَشْهَدْ لَهُ قَوْلُهُ فِيهِ:
اجْعَلُوا مِنْ صَلَاتِكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ وَلَا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا
، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لا تجعلوها كالمقابر لَا تَجُوزُ الصَّلَاةُ فِيهَا، قَالَ: والأَول الْوَجْهُ. وقَبَره يَقْبِره ويَقْبُره: دَفَنَهُ. وأَقْبره: جَعَلَ لَهُ قَبْرًا. وأَقْبَرَ إِذا أَمر إِنساناً بِحَفْرِ قَبْرٍ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: قَالَتْ بَنُو تَمِيمٍ لِلْحَجَّاجِ وَكَانَ قَتَلَ صَالِحَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَقْبِرْنا صَالِحًا أَي ائْذَنْ لَنَا فِي أَن نَقْبره، فَقَالَ لَهُمْ: دُونَكُمُوهُ. الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ
، أَي جَعَلَهُ مَقْبُورًا مِمَّنْ يُقْبَرُ وَلَمْ يَجْعَلْهُ مِمَّنْ يُلْقَى لِلطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ وَلَا مِمَّنْ يُلْقَى فِي النَّوَاوِيسِ، كَانَ الْقَبْرُ مِمَّا أُكرم بِهِ الْمُسْلِمُ، وَفِي الصِّحَاحِ: مِمَّا أُكرم بِهِ بَنُو آدَمَ، وَلَمْ يَقُلْ فقَبَره لأَن الْقَابِرَ هُوَ الدَّافِنُ بِيَدِهِ، والمُقْبِرُ هُوَ اللَّهُ لأَنه صَيَّرَهُ ذَا قَبْر، وَلَيْسَ فِعْلُهُ كَفِعْلِ الْآدَمِيِّ. والإِقْبار: أَن يُهَيِّئَ لَهُ قَبْرًا أَو يُنْزِلَهُ مَنْزِله. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ، رضي الله عنهما، أَن الدَّجَّالَ وُلِدَ مَقْبُورًا
، قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: مَعْنَى قَوْلِهِ وُلِدَ مَقْبُورًا أَن أُمه وَضَعَتْهُ وَعَلَيْهِ جِلْدَةٌ مُصْمَتة لَيْسَ فِيهَا شَقٌّ وَلَا نَقْبٌ، فَقَالَتْ قَابِلَتُهُ: هَذِهِ سِلْعة وَلَيْسَ وَلَدًا، فَقَالَتْ أُمه: بَلْ فِيهَا وَلَدٌ وَهُوَ مَقْبُورٌ فِيهَا، فَشَقُّوا عَنْهُ فاستهلَّ. وأَقْبره: جَعَلَ لَهُ قَبْرًا يُوارَى فِيهِ وَيُدْفَنُ فِيهِ. وأَقبرته: أَمرت بأَن يُقْبَر. وأَقْبَر القومَ قتيلَهم: أَعطاهم إِياه يَقْبُرونه. وأَرض قَبُور: غَامِضَةٌ. وَنَخْلَةٌ قَبُور: سَرِيعَةُ الْحَمْلِ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي يَكُونُ حَمْلُهَا فِي سَعَفها، وَمِثْلُهَا كبَوس. والقِبْرُ: مَوْضِعٌ مُتأَكِّل فِي عُود الطِّيبِ. والقِبِرَّى: الْعَظِيمُ الأَنف، وَقِيلَ: هُوَ الأَنف نَفْسُهُ. يُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ رامِعاً قِبِرّاه ورامِعاً أَنفه إِذا جَاءَ مُغْضَباً، وَمِثْلُهُ: جَاءَ نَافِخًا قِبِرَّاه وَوَارِمًا خَوْرَمَتُه؛ وأَنشد:
لَمَّا أَتانا رامِعاً قِبِرَّاه،
…
لَا يَعْرِفُ الحقَّ وَلَيْسَ يَهْواه
ابْنُ الأَعرابي: القُبَيْرَةُ تَصْغِيرُ القِبِرَّاة، وَهِيَ رأْس القَنْفاء. قَالَ: والقِبِرَّاة أَيضاً طَرَفُ الأَنف، تَصْغِيرُهُ قُبَيرة. والقُبَرُ: عِنَبٌ أَبيض فِيهِ طُولٌ وَعَنَاقِيدُهُ مُتَوَسِّطَةٌ ويُزَبَّب. والقُبَّرُ والقُبَّرة والقُنْبَرُ والقُنْبَرة والقُنْبَراء: طَائِرٌ يُشْبِهُ الحُمَّرة. الْجَوْهَرِيُّ: القُبَّرة وَاحِدَةُ القُبَّر، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ الطَّيْرِ؛ قَالَ طَرَفَة وَكَانَ يَصْطَادُ هَذَا الطَّيْرَ فِي صِبَاهُ:
يَا لكِ مِنْ قُبَّرةٍ بمَعْمَرِ،
…
خَلا لكِ الجَوُّ فبيضِي واصْفِرِي،
ونَقِّرِي مَا شِئْتِ أَن تُنَقِّرِي،
…
قَدْ ذهبَ الصَّيَّادُ عنكِ فابْشِرِي،
لَا بُدَّ مِنْ أَخذِكِ يَوْمًا فاصْبرِي
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ:
يَا لكِ مِنْ قُبَّرَةٍ بمعمر
لكُلَيْبِ بْنِ رَبِيعَةَ التَّغْلِبِيِّ وَلَيْسَ لطَرَفَة كَمَا ذَكَرَ، وَذَلِكَ أَن كُلَيْبَ بْنَ رَبِيعَةَ خَرَجَ يَوْمًا فِي حِماه فإِذا هُوَ بقُبَّرَة عَلَى بَيْضِهَا، والأَكثر فِي الرِّوَايَةِ بحُمَّرَةٍ عَلَى بَيْضِهَا، فَلَمَّا نَظَرَتْ إِليه صَرْصَرَتْ وخَفَقَتْ بِجَنَاحَيْهَا، فَقَالَ لَهَا: أَمِنَ رَوْعُك، أَنت وَبَيْضُكِ فِي ذِمَّتِي ثُمَّ دَخَلَتْ نَاقَةُ البَسُوس إِلى الحِمَى فَكَسَرَتِ الْبِيضَ فَرَمَاهَا كَلِيبٌ فِي ضَرْعها. والبَسُوس: امرأَة، وَهِيَ خَالَةُ جَسَّاس بْنِ مُرَّة الشَّيْبَانِيِّ، فَوَثَبَ جسَّاس عَلَى كُلَيْب فَقَتَلَهُ، فَهَاجَتْ حَرْبُ بَكْرٍ وتَغْلِب ابْنَيْ وَائِلٍ بِسَبَبِهَا أَربعين سَنَةً. والقُنْبَراءُ: لغة فيها، والجمع القَنَابر مِثْلُ العُنْصَلاءِ والعَناصل، قَالَ: وَالْعَامَّةُ تَقُولُ القُنْبُرَةُ، وَقَدْ جَاءَ ذَلِكَ فِي الرجز، أَنشد أَبو عُبَيْدَةَ:
جَاءَ الشِّتاءُ واجْثأَلَّ القُنْبُرُ،
…
وجَعَلَتْ عينُ الحَرَورِ تَسْكُرُ
أَي يَسْكُنُ حَرُّهَا وتخْبو. والقُبَّارُ: قَوْمٌ يَتَجَمَّعُونَ لجَرِّ مَا فِي الشِّبَاكِ مِنَ الصَّيْدِ؛ عُمانية؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
كأَنَّما تَجَمَّعُوا قُبَّارَا
قبتر: القُبْتُرُ والقُباتِرُ: الصَّغِيرُ القصير.
قبثر: رَجُلٌ قَبْثَر وقُباثِرٌ: خسيس خامل.
قبشر: اللَّيْثُ: القُبْشُور المرأَة التي لا تحيض.
قبطر: القُبْطُرِيُّ: ثِيَابُ كَتَّانٍ بيضٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: ثِيَابٌ بِيضٌ؛ وأَنشد:
كأَن لَوْنَ القِهْزِ في خُصورِها،
…
والقُبْطُرِيّ البِيض فِي تَأْزِيرِها
الْجَوْهَرِيُّ: القُبْطُرِيَّةُ، بِالضَّمِّ، ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ؛ قَالَ ابْنُ الرِّقاع:
كأَن زُرورَ القُبْطُرِيَّةِ عُلِّقَتْ
…
بَنَادِكُهَا مِنْه بجِذْعٍ مُقَوَّمِ
قبعر: رأَيت فِي نُسْخَتَيْنِ مِنَ الأَزهري: رَجُلٌ قَبْعَرِيّ شَدِيدٌ عَلَى الأَهْل بَخِيلٌ سيِّئ الْخُلُقِ؛ قَالَ: وَقَدْ جَاءَ فِيهِ حَدِيثٌ مَرْفُوعٌ لَمْ يَذْكُرْهُ؛ وَالَّذِي رأَيته فِي غَرِيبِ الْحَدِيثِ والأَثر لِابْنِ الأَثير رَجُلٌ قَعْبَرِيّ، بِتَقْدِيمِ الْعَيْنِ عَلَى الْبَاءِ، والله أَعلم.
قبعثر: القَبَعْثَرَى: الْجَمَلُ الْعَظِيمُ، والأُنثى قَبَعْثَراةٌ. والقَبَعْثَرَى أَيضاً: الْفَصِيلُ الْمَهْزُولُ؛ قَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: أَلف قَبَعْثَرَى قِسْمٌ ثَالِثٌ مِنَ الأَلفات الزَّوَائِدِ فِي آخِرِ الكَلِم لَا للتأْنيث وَلَا للإِلحاق. قَالَ اللَّيْثُ: وسأَلت أَبا الدُّقَيْش عَنْ تَصْغِيرِهِ فَقَالَ: قُبَيْعِثٌ؛ ذَهَبَ إِلى التَّرْخِيمِ. وَرَجُلٌ قَبَعْثَرَى وَنَاقَةٌ قَبَعْثَراةٌ، وَهِيَ الشَّدِيدَةُ. الْجَوْهَرِيُّ القَبَعْثَرُ الْعَظِيمُ الْخَلْقِ. قَالَ الْمُبَرِّدُ: القَبَعْثَرى الْعَظِيمُ الشَّدِيدُ، والأَلف لَيْسَتْ للتأْنيث وإِنما زيدَتْ لتُلْحِقَ بناتِ الخمسةِ بِبَنَاتِ السِّتَّةِ، لأَنك تَقُولُ قَبَعْثَراةٌ، فَلَوْ كَانَتِ الأَلف للتأْنيث لَمَا لَحِقَهُ تأْنيث آخَرُ، فَهَذَا وَمَا أَشبهه لَا يَنْصَرِفُ فِي الْمَعْرِفَةِ وَيَنْصَرِفُ فِي النَّكِرَةِ، وَالْجَمْعُ قَباعِثُ، لأَن مَا زَادَ عَلَى أَربعة أَحرف لَا يُبْنَى مِنْهُ الْجَمْعُ وَلَا التَّصْغِيرُ حَتَّى يُرَدَّ إِلى الرُّبَاعِيِّ إِلا أَن يَكُونَ الْحَرْفُ الرَّابِعُ مِنْهُ أَحد حُرُوفِ الْمَدِّ وَاللِّينِ نَحْوَ أُسْطُوَانة وَحَانُوتٍ. وَفِي حَدِيثِ الْمَفْقُودِ:
فَجَاءَنِي طَائِرٌ كأَنه جَمَلٌ قَبَعْثَرَى فَحَمَلَنِي عَلَى خافيةٍ مِنْ خَوَافِيه
؛ القَبَعْثَرَى: الضَخم الْعَظِيمُ.
قتر: القَتْرُ والتَّقْتِيرُ: الرُّمْقةُ مِنَ الْعَيْشِ. قَتَرَ يَقْتِرُ ويَقْتُر قَتْراً وقُتوراً، فَهُوَ قاتِرٌ وقَتُور وأَقْتَرُ، وأَقْتَرَ الرَّجُلُ: افْتَقَرَ؛ قَالَ:
لَكُمْ مَسْجِدا اللهِ: المَزورانِ، والحَصى
…
لَكُمْ قِبْصُهُ مِنْ بَيْنِ أَثْرَى وأَقْتَرَا
يُرِيدُ مِنْ بَيْنِ مَنْ أَثْرَى وأَقْتَر؛ وَقَالَ آخَرُ:
وَلَمْ أُقْتِرْ لَدُنْ أَني غلامُ
وقَتَّر وأَقْتَرَ، كِلَاهُمَا: كَقَتَر. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا
، وَلَمْ يَقْتُرُوا
؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: لَمْ يُقَتِّروا عَمَّا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّفَقَةِ. يُقَالُ: قَتَرَ وأَقْتَر وقَتَّر بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وقَتَرَ عَلَى عِيَالِهِ يَقْتُرُ ويَقْتِرُ قَتْراً وقُتُوراً أَي ضَيَّقَ عَلَيْهِمْ فِي النَّفَقَةِ. وَكَذَلِكَ التَّقْتيرُ والإِقْتارُ ثَلَاثُ لُغَاتٍ. اللَّيْثُ: القَتْرُ الرُّمْقةُ فِي النَّفَقَةِ. يُقَالُ: فُلَانٌ لَا يُنْفِقُ عَلَى عِيَالِهِ إِلا رُمْقةً أَي مَا يُمْسِكَ إِلا الرَّمَقَ. وَيُقَالُ: إِنه لَقَتُور مُقَتِّرٌ. وأَقْتر الرجلُ إِذا أَقَلَّ، فَهُوَ مُقتِرٌ، وقُتِرَ فَهُوَ مَقْتُور عَلَيْهِ. والمُقْترُ: عَقِيبُ المُكْثرِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
بسُقْمٍ فِي بَدَنِهِ وإِقْتارٍ في رزقه
؛ والإِقْتارُ: التَّضْيِيقُ عَلَى الإِنسان فِي الرِّزْقِ. وَيُقَالُ: أَقْتَر اللَّهُ رِزْقَهُ أَي ضَيَّقه وَقَلَّلَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
مُوسَّع عَلَيْهِ فِي الدُّنِيَا ومَقْتُور عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ.
وَفِي الْحَدِيثِ:
فأَقْتَر أَبواه حَتَّى جَلسَا مَعَ الأَوْفاضِ
أَي افْتَقَرَا حَتَّى جَلَسَا مَعَ الْفُقَرَاءِ. والقَتْر: ضِيقُ الْعَيْشِ، وَكَذَلِكَ الإِقْتار. وأَقْتَر: قلَّ مَالُهُ وَلَهُ بَقِيَّةٌ مَعَ ذَلِكَ. والقَتَرُ: جَمْعُ القَتَرةِ، وَهِيَ الغَبَرة؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ تَرْهَقُها قَتَرَةٌ
؛ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ، وأَنشد لِلْفَرَزْدَقِ:
مُتَوَّج برِداء المُلْكِ يَتْبَعُه
…
مَوْجٌ، تَرى فوقَه الرَّاياتِ والقَتَرا
التَّهْذِيبِ: القَتَرةُ غَبَرة يَعْلُوهَا سَوَادٌ كَالدُّخَانِ، والقُتارُ رِيحُ القِدْر، وَقَدْ يَكُونُ مِنَ الشِّواءِ وَالْعَظْمِ المُحْرَقِ وَرِيحِ اللَّحْمِ الْمَشْوِيِّ. ولحمٌ قاترٌ إِذا كَانَ لَهُ قُتار لدَسَمه، وَرُبَّمَا جَعَلَتِ الْعَرَبُ الشَّحْمَ وَالدَّسَمَ قُتاراً؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الفرزدق:
إِليكَ تَعَرَّفْنَا الذُّرَى بِرحالِنا،
…
وكلِّ قُتارٍ فِي سُلامَى وَفِي صُلْبِ
وَفِي حَدِيثِ
جَابِرٍ، رضي الله عنه: لَا تُؤْذِ جارَك بقُتار قِدْرك
؛ هُوَ رِيحُ القِدْر والشِّواءِ وَنَحْوِهِمَا. وقَتِرَ اللحمُ «1» . وقَتَرَ يَقْتِرُ، بِالْكَسْرِ، ويَقْتُر وقَتَّرَ: سَطَعَتْ رِيحُ قُتارِهِ. وقَتَّرَ للأَسد: وَضَعَ لَهُ لَحْمًا فِي الزُّبْيةِ يَجِدُ قُتارَهُ. والقُتارُ: رِيحُ العُودِ الَّذِي يُحْرق فَيُدَخَّنُ بِهِ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا وَجْهٌ صَحِيحٌ وَقَدْ قَالَهُ غَيْرُهُ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: هُوَ آخِرُ رَائِحَةِ العُود إِذا بُخِّرَ بِهِ؛ قَالَهُ فِي كِتَابِ الْمَصَادِرِ، قَالَ: والقُتارُ عِنْدَ الْعَرَبِ رِيحُ الشِّواءِ إِذا ضُهّبَ عَلَى الجَمْر، وأَما رَائِحَةُ العُود إِذا أُلقي عَلَى النَّارِ فإِنه لَا يُقَالُ لَهُ القُتارُ، وَلَكِنَّ الْعَرَبَ وَصَفَتِ اسْتِطَابَةَ المُجْدِبين رائحةَ الشِّواءِ أَنه عِنْدَهُمْ لِشِدَّةُ قَرَمِهم إِلى أَكله كَرَائِحَةِ العُود لِطيبِهِ فِي أُنوفهم. والتَّقْتيرُ: تَهْيِيجُ القُتارِ، والقُتارُ: رِيحُ البَخُور؛ قَالَ طَرَفَةُ:
حِينَ قَالَ القومُ فِي مَجْلِسِهمْ:
…
أَقُتَارٌ ذَاكَ أَم رِيحُ قُطُرْ؟
والقُطْرُ: العُود الَّذِي يُتَبَخَّر بِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى:
وإِذا مَا الدُّخان شُبِّهَ بالآنُفِ
…
يَوْمًا بشَتْوَةٍ أَهْضامَا
والأَهْضام: الْعُودُ الَّذِي يُوقَدُ ليُسْتَجْمَر بِهِ؛ قَالَ لَبِيدٌ فِي مثله:
ولا أَضِنُّ بمَغْبوطِ السَّنَامِ، إِذا
…
كَانَ القُتَارُ كما يُسْتَرْوحُ القُطُرُ
(1). قوله [وقتر اللحم إلخ] بابه فرح وضرب ونصر كما في القاموس
أَخْبَرَ أَنه يَجُود بإِطعام اللَّحْمِ فِي المَحْل إِذا كَانَ رِيحُ قُتارِ اللَّحْمِ عِنْدَ القَرِمينَ كَرَائِحَةِ الْعُودِ يُبَخَّر بِهِ. وكِباءٌ مُقَتَّر، وقَتَرت النارُ: دَخَّنَت، وأَقْتَرْتُها أَنا؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
تَراها، الدَّهْرَ، مُقْتِرةً كِباءً،
…
ومِقْدَحَ صَفْحةٍ، فِيهَا نَقِيعُ «1»
وأَقْتَرَت المرأَةُ، فَهِيَ مُقْترةٌ إِذا تَبَخَّرَتْ بِالْعُودِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
وَقَدْ خَلَفَتْهم قَتَرةُ رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم
؛ القَتَرةُ: غَبَرةُ الْجَيْشِ، وخَلَفَتْهم أَي جَاءَتْ بَعْدَهُمْ. وقَتَّر الصائدُ لِلْوَحْشِ إِذا دَخَّن بأَوبار الإِبل لِئَلَّا يَجِدَ الصيدُ ريحَه فَيهْرُبَ مِنْهُ. والقُتْر والقُتُر: النَّاحِيَةُ وَالْجَانِبُ، لُغَةٌ فِي القُطْر، وَهِيَ الأَقْتار والأَقْطار، وَجَمْعُ القُتْر والقُتُر أَقْتار. وقَتَّرهُ: صَرَعَهُ عَلَى قُتْرة. وتَقَتَّر فلانٌ أَي تهيأَ لِلْقِتَالِ مِثْلُ تَقَطَّرَ. وتَقَتَّر للأَمر: تهيأَ لَهُ وَغَضِبَ، وتَقَتَّرهُ واسْتَقْتَرهُ: حاولَ خَتْلَه والاسْتِمكانَ بِهِ؛ الأَخيرة عَنِ الْفَارِسِيِّ، والتَّقَاتُر: التَّخاتل؛ عَنْهُ أَيضاً، وَقَدْ تَقَتَّر فُلَانٌ عَنَّا وتَقَطَّر إِذا تَنَحَّى؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ:
وكُنَّا بهِ مُسْتَأْنِسين، كأَنّهُ
…
أَخٌ أَو خَلِيطٌ عَنْ خَليطٍ تَقَتَّرَا
والقَتِرُ: الْمُتَكَبِّرُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وأَنشد:
نَحْنُ أَجَزْنا كلَّ ذَيَّالٍ قَتِرْ
…
فِي الحَجِّ، مِنْ قَبْلِ دَآدِي المُؤْتَمِرْ
وقَتَرَ مَا بَيْنَ الأَمرين وقَتَّره: قَدَّره. اللَّيْثُ: التَّقتيرُ أَن تُدْنِي مَتَاعَكَ بَعْضَهُ مِنْ بَعْضٍ أَو بعضَ رِكابك إِلى بَعْضٍ، تَقُولُ: قَتَّر بَيْنَهَا أَي قَارَبَ. والقُتْرةُ: صُنْبور الْقَنَاةِ، وَقِيلَ هُوَ الخَرْق الَّذِي يَدْخُلُ مِنْهُ الْمَاءُ الْحَائِطَ. والقُتْرةُ: نَامُوسُ الصَّائِدِ، وَقَدِ اقْتَتَرَ فِيهَا. أَبو عُبَيْدَةَ: القُتْرةُ الْبِئْرُ يَحْتَفِرُهَا الصَّائِدُ يَكْمُن فِيهَا، وَجَمْعُهُا قُتَر. والقُتْرةُ: كُثْبَةٌ مِنْ بَعْرٍ أَو حَصًى تَكُونُ قُتَراً قُتَراً. قَالَ الأَزهري: أَخاف أَن يَكُونَ تَصْحِيفًا وَصَوَابُهُ القُمْزة، وَالْجَمْعُ القُمَزُ، والكُثْبة مِنَ الْحَصَى وَغَيْرِهِ. وقَتَرَ الشيءَ: ضمَّ بعضَه إِلى بَعْضٍ. والقاترُ مِنَ الرِّحَالِ وَالسُّرُوجِ: الجَيِّدُ الوقوعِ عَلَى ظَهْرِ الْبَعِيرِ، وَقِيلَ: اللَّطِيفُ مِنْهَا، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يَسْتَقْدمُ وَلَا يَسْتَأْخِرُ، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: هُوَ أَصغر السُّرُوجِ. ورحْل قاتِرٌ أَي قَلِقٌ لَا يَعْقِرُ ظهرَ الْبَعِيرِ. والقَتِيرُ: الشَّيْبُ، وَقِيلَ: هُوَ أَوّل مَا يَظْهَرُ مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن رَجُلًا سأَله عَنِ امرأَة أَراد نِكَاحَهَا قَالَ: وبِقَدْرِ أَيّ النِّسَاءِ هِي؟ قَالَ: قَدْ رَأَتِ القَتِيرَ، قَالَ: دَعْها
؛ القَتيرُ: المَشيب، وأَصلُ القَتِير رؤوسُ مَسَامِيرِ حَلَق الدُّرُوعِ تُلَوِّحُ فِيهَا، شُبّه بِهَا الشَّيْبُ إِذا نَقَبَ فِي سَوَادِ الشَّعْرِ. الْجَوْهَرِيُّ: والقَتِيرُ رؤوس الْمَسَامِيرِ فِي الدِّرْعِ؛ قَالَ الزَّفَيانُ:
جَوارناً تَرَى لَهَا قَتِيرَا
وَقَوْلُ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّةَ:
ضَبْرٌ لباسُهُمُ القَتِيرُ مُؤَلَّب
القَتِيرُ: مَسَامِيرُ الدِّرْعِ، وأَراد بِهِ هَاهُنَا الدِّرْعَ نَفْسِهَا. وَفِي حَدِيثِ
أَبي أُمَامَةَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: مَنِ اطَّلَعَ مِنْ قُتْرةٍ فَفُقِئَتْ عَيْنُهُ فَهِيَ هَدَرٌ
؛ الْقُتْرَةُ، بِالضَّمِّ: الكُوَّة النَّافِذَةُ وَعَيْنُ التَّنُّور وَحَلْقَةُ الدِّرْعِ وَبَيْتُ الصَّائِدِ، وَالْمُرَادُ الأَول. وجَوْبٌ قاتِرٌ أَي تُرْس حَسَنُ التَّقْدِيرِ؛ وَمِنْهُ قول
(1). قوله [ومقدح صفحة] كذا بالأصل بتقديم الفاء على الحاء ولعله محرف عن صفحة الإناء المعروف.
أَبي دَهْبَلٍ الجُمَحي:
دِرْعِي دِلاصٌ شَكُّها شَكٌّ عَجَبْ،
…
وجَوْبُها القاتِرُ مِنْ سَيْرِ اليَلَبْ
والقِتْرُ والقِتْرةُ: نِصال الأَهْداف، وَقِيلَ: هُوَ نَصْل كالزُّجّ حديدُ الطَّرَفِ قَصِيرٌ نَحْوٌ مِنْ قَدْرِ الأُصبع، وَهُوَ أَيضاً الْقَصَبُ الَّذِي تُرْمَى بِهِ الأَهداف، وَقِيلَ: القِتْرةُ وَاحِدٌ والقِتْرُ جَمْعٌ، فَهُوَ عَلَى هَذَا مِنْ بَابِ سِدْرة وسِدْرٍ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ النَّخْلَ:
إِذا نَهَضَتْ فِيهِ تَصَعَّدَ نَفْرُها،
…
كقِتْرِ الغِلاءِ مُسْتَدِرٌّ صِيَابُها
الْجَوْهَرِيُّ: والقِتْرُ، بِالْكَسْرِ، ضَرْبٌ مِنَ النِّصال نَحْوٌ مِنَ المَرْماة وَهِيَ سَهْمُ الهَدَف، وَقَالَ اللَّيْثُ: هِيَ الأَقْتار وَهِيَ سِهام صِغَارٌ؛ يُقَالُ: أُغاليك إِلى عَشَرٍ أَو أَقلّ وَذَلِكَ القِتْرُ بِلُغَةِ هُذَيْل. يُقَالُ: كَمْ فَعَلْتُمْ قِتْرَكُمْ، وأَنشد بَيْتَ أَبي ذُؤَيْبٍ. ابْنُ الْكَلْبِيِّ: أَهْدى يَكْسُومُ ابْنُ أَخي الأَشْرَم لِلنَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، سِلَاحًا فِيهِ سَهْمُ لَعِبٍ قَدْ رُكِّبَتْ مِعْبَلَةٌ فِي رُعْظِهِ فَقَوَّم فُوقَهُ وَقَالَ: هُوَ مُسْتَحْكِمُ الرِّصافِ، وَسَمَّاهُ قِتْرَ الغِلاء. وَرَوَى
حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنِ ثَابِتٍ عَنْ أَنس: أَن أَبا طَلْحَةَ كَانَ يَرْمي وَالنَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، يُقَتِّر بَيْنَ يَدَيْهِ وَكَانَ رَامِيًا، فَكَانَ أَبو طَلْحَةَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، يَشُور نَفْسَه وَيَقُولُ لَهُ إِذا رَفَع شَخْصه: نَحْري دُونَ نَحْرِك يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ يُقَتِّرُ بَيْنَ يَدَيْهِ
، قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَتِّر بَيْنَ يَدَيْهِ أَي يُسَوّي لَهُ النصالَ ويَجْمع لَهُ السهامَ، مِنَ التَّقْتِير، وَهُوَ الْمُقَارَبَةُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ وإِدناء أَحدهما مِنَ الْآخَرِ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ من القِتْر، وَهُوَ نَصْل الأَهداف، وَقِيلَ: القِتْرُ سَهْمٌ صَغِيرٌ، والغِلاءُ مَصْدَرُ غَالَى بِالسَّهْمِ إِذا رَمَاهُ غَلْوةً؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القِتْر مِنَ السِّهَامِ مِثْلُ القُطْب، وَاحِدَتُهُ قِتْرةٌ؛ والقِتْرَة والسِّرْوَةُ وَاحِدٌ. وَابْنُ قِتْرَةَ: ضَرْبٌ مِنَ الْحَيَّاتِ خَبِيثٌ إِلى الصِّغَرِ مَا هُوَ لَا يُسْلَمُ مِنْ لَدْغِهَا، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ، وَقِيلَ: هُوَ بِكْر الأَفْعى، وَهُوَ نَحْوٌ مَنِ الشِّبْرِ يَنْزو ثُمَّ يَقَعُ؛ شَمِرٌ: ابْنُ قِتْرَةَ حَيَّةٌ صَغِيرَةٌ تَنْطَوِي ثُمَّ تَنْزو فِي الرأْس، وَالْجَمْعُ بَنَاتُ قِتْرةَ؛ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: هُوَ أُغَيْبِرُ اللَّوْنِ صَغِيرٌ أَرْقَطُ يَنْطَوِي ثُمَّ يَنْقُز ذِرَاعًا أَو نَحْوَهَا، وَهُوَ لَا يُجْرَى؛ يُقَالُ: هَذَا ابنُ قِتْرَة؛ وأَنشد:
لَهُ منزلٌ أَنْفُ ابنِ قِتْرَةَ يَقْتَري
…
بِهِ السَّمَّ، لَمْ يَطْعَمْ نُقاخاً وَلَا بَرْدَا
وقِتْرَةُ مُعَرَّفَةً لَا يَنْصَرِفُ. وأَبو قِتْرة: كُنْيَةُ إِبليس. وَفِي الْحَدِيثِ:
تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ قِتْرةَ وَمَا وَلَد
؛ هُوَ بِكَسْرِ الْقَافِ وَسُكُونِ التاء، اسم إِبليس.
قثر: ابن الأَعربي: القَثَرةُ قُمَاشُ الْبَيْتِ، وَتَصْغِيرُهَا قُثَيْرة؛ واقْتَثَرْتُ الشيء «2»
قحر: القَحْر: المُسِنُّ وَفِيهِ بَقِيَّةٌ وجَلَدٌ، وَقِيلَ: إِذا ارْتَفَعَ فَوْقَ المُسِن وهَرِمَ، فَهُوَ قَحْرٌ وإِنْقَحْرٌ فَهُوَ ثانٍ لإِنْقَحْلٍ الَّذِي قَدْ نَفى سِيبَوَيْهِ أَن يَكُونَ لَهُ نظيرٌ، وَكَذَلِكَ جَمَلٌ قَحْر، وَالْجَمْعُ أَقْحُرٌ وقُحُورٌ، وإِنْقَحْرٌ كَقَحْرٍ، والأُنثى بالهاءْ، وَالِاسْمُ القَحارةُ والقُحُورة. أَبو عَمْرٍو: شَيْخٌ قَحْرٌ وقَهْبٌ إِذا أَسنّ وكَبِرَ، وإِذا ارْتَفَعَ الْجَمَلُ عَنِ العَوْد فَهُوَ قَحْر، والأُنثى قَحْرة فِي أَسنان الإِبل؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ قُحارِيَةٌ. ابْنُ سِيدَهْ: القُحارِيَةُ مِنَ الإِبل كالقَحْرِ، وَقِيلَ: القُحارِيَةُ مِنْهَا العَظيم الخَلْق، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا يُقَالُ في
(2). قوله [واقتثرت الشيء] عبارة المجد واقتثرت الشيء أخذته قماشاً لبيتي، والتقثر التردد والجزع.
الرَّجُلِ إِلَّا قَحْرٌ؛ فأَما قول رؤبة:
تَهْوي رُؤوس القاحِراتِ القُحَّرِ،
…
إِذا هَوَتْ بَيْنَ اللُّهَى والحَنْجَرِ
فَعَلَى التَّشْنِيعِ وَلَا فِعْلَ لَهُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: القَحْرُ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ الهَرِمُ وَالْبَعِيرُ المُسِنُّ، وَيُقَالُ للأُنثى نابٌ وشارِفٌ، وَلَا يُقَالُ قَحْرَةٌ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُهُ. وَفِي حَدِيثِ
أُمّ زَرْعٍ: زَوْجي لَحْمُ جَمَل قَحْر
؛ القَحْرُ: الْبَعِيرُ الهَرِمُ الْقَلِيلُ اللَّحْمِ، أَرادت أَن زَوْجَهَا هَزِيلٌ قَلِيلُ الْمَالِ.
قحثر: الأَزهري: قَحْثَرْتُ الشيءَ مِنْ يَدِي إِذا رَدَدْته.
قخر: القَخْرُ: الضَّرْبُ بِالشَّيْءِ الْيَابِسِ عَلَى الْيَابِسِ؛ قَخَره يَقْخَرُه قَخْراً.
قدر: القَدِيرُ والقادِرُ: مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ عز وجل يَكُونَانِ مِنَ القُدْرَة وَيَكُونَانِ مِنَ التَّقْدِيرِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ*
؛ مِنَ القُدْرة، فَاللَّهُ عز وجل عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ مُقَدِّرُ كُلِّ شَيْءٍ وَقَاضِيهِ. ابْنُ الأَثير: فِي أَسماء اللَّهِ تَعَالَى القادِرُ والمُقْتَدِرُ والقَدِيرُ، فَالْقَادِرُ اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ قَدَرَ يَقْدِرُ [يَقْدُرُ]، والقَدِير فَعِيلٌ مِنْهُ، وَهُوَ لِلْمُبَالَغَةِ، وَالْمُقْتَدِرُ مُفْتَعِلٌ مِنِ اقْتَدَرَ، وَهُوَ أَبلغ. التَّهْذِيبِ: اللَّيْثُ: القَدَرُ القَضاء المُوَفَّقُ. يُقَالُ: قَدَّرَ الإِله كَذَا تَقْدِيرًا، وإِذا وَافَقَ الشيءُ الشيءَ قُلْتَ: جَاءَهُ قَدَرُه. ابْنُ سِيدَهْ: القَدْرُ والقَدَرُ الْقَضَاءُ والحُكْم، وَهُوَ مَا يُقَدِّره اللَّهِ عز وجل مَنْ الْقَضَاءِ وَيَحْكُمُ بِهِ مِنَ الأُمور. قَالَ اللَّهُ عز وجل: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ
؛ أَي الحُكْمِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ؛ وأَنشد الأَخفش لهُدْبَة بنِ خَشْرَمٍ:
أَلا يَا لَقَوْمي للنوائبِ والقَدْرِ
…
وللأَمْرِ يأْتي المَرءَ مِنْ حيثُ لَا يَدْري
وللأَرْض كَمْ مِنْ صَالِحٍ قَدْ تَوَدَّأَتْ
…
عَلَيْهِ، فَوَارَتْهُ بلَمَّاعَةٍ قَفْرِ
فَلَا ذَا جَلالٍ هِبْنَهُ لجَلالِه،
…
وَلَا ذَا ضَياعٍ هُنَّ يَتْرُكْنَ للفَقْرِ
تودّأَت عَلَيْهِ أَي اسْتَوَتْ عَلَيْهِ. وَاللَّمَّاعَةُ: الأَرض الَّتِي يَلْمع فِيهَا السَّرابُ. وَقَوْلُهُ: فَلَا ذَا جَلال انْتَصَبَ ذَا بإِضمار فِعْلٍ يُفَسِّرُهُ مَا بَعْدَهُ أَي فَلَا هِبْنَ ذَا جَلال، وَقَوْلُهُ: وَلَا ذَا ضَياع مَنْصُوبٌ بِقَوْلِهِ يَتْرُكْنَ. والضَّياعُ، بِفَتْحِ الضَّادِ: الضَّيْعَةُ، وَالْمَعْنَى أَن الْمَنَايَا لَا تَغْفُلُ عَنْ أَحد، غَنِيًّا كَانَ أَو فَقِيرًا، جَليلَ القَدْر كَانَ أَو وَضِيعًا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ
؛ أَي أَلف شَهْرٍ لَيْسَ فِيهَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ؛ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ:
وَمَا صَبَّ رِجْلي فِي حديدِ مُجاشِعٍ،
…
مَعَ القَدْرِ، إِلا حاجَةٌ لِي أُرِيدُها
والقَدَرُ: كالقَدْرِ، وجَمْعُهما جَمِيعَا أَقْدار. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: القَدَرُ الِاسْمُ، والقَدْرُ الْمَصَدْرُ؛ وأَنشد
كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى أَخِيكَ مَتاعُ؛
…
وبِقَدْرٍ تَفَرُّقٌ واجْتِماعُ
وأَنشد فِي الْمَفْتُوحِ:
قَدَرٌ أَحَلَّكَ ذَا النخيلِ، وَقَدْ أَرى،
…
وأَبيكَ، مَا لَكَ، ذُو النَّخيلِ بدارِ
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا أَنشده بِالْفَتْحِ وَالْوَزْنُ يَقْبَلُ الْحَرَكَةَ وَالسُّكُونَ. وَفِي الْحَدِيثِ
ذِكْرُ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَهِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي تُقَدَّر فِيهَا الأَرزاقُ وتُقْضى.
والقَدَرِيَّةُ: قَوْمٌ يَجْحَدُون القَدَرَ، مُوَلَّدةٌ. التَّهْذِيبِ: والقَدَرِيَّة قَوْمٌ يُنْسَبُونَ إِلى التَّكَذِيبِ بِمَا قَدَّرَ اللهُ مِنَ الأَشياء، وَقَالَ بَعْضُ مُتَكَلِّمِيهِمْ: لَا يَلْزَمُنَا هَذَا اللَّقَبُ لأَنا نَنْفِي القَدَرَ عَنِ اللَّهِ عز وجل وَمَنْ أَثبته فَهُوَ أَولى بِهِ، قَالَ: وَهَذَا تَمْوِيهٌ مِنْهُمْ لأَنهم يُثْبِتُونَ القَدَرَ لأَنفسهم وَلِذَلِكَ سُمُّوا؛ وَقَوْلُ أَهل السنَّة إِن علم الله سَبَقَ فِي الْبَشَرِ فَعَلِم كفْرَ مَن كَفَر مِنْهُمْ كَمَا عَلِم إِيمان مَن آمَنَ، فأَثبت عِلْمَهُ السَّابِقَ فِي الْخَلْقِ وَكَتَبَهُ، وكلُّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ وَكُتِبَ عَلَيْهِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَتَقْدِيرُ اللَّهِ الْخَلْقَ تَيْسِيرُهُ كُلًّا مِنْهُمْ لِمَا عَلِمَ أَنهم صَائِرُونَ إِليه مِنَ السَّعَادَةِ وَالشَّقَاءِ، وَذَلِكَ أَنه عَلِمَ مِنْهُمْ قَبْلَ خَلْقِهِ إِياهم، فَكَتَبَ عِلْمَهُ الأَزليّ السَّابِقَ فِيهِمْ وقَدَّره تَقْدِيرًا؛ وقَدَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ ذَلِكَ يَقْدُرُه ويَقْدِرُه قَدْراً وقَدَراً، وقَدَّره عَلَيْهِ وَلَهُ؛ وَقَوْلُهُ:
مِنْ أَيّ يَوْمَيَّ مِنَ الموتِ أَفِرّ:
…
أَيَومَ لَمْ يُقْدَرَ أَمْ يومَ قُدِرْ؟
فإِنه أَراد النُّونَ الْخَفِيفَةَ ثُمَّ حَذَفَهَا ضَرُورَةً فَبَقِيَتِ الرَّاءُ مَفْتُوحَةً كأَنه أَراد: يُقْدَرَنْ، وأَنكر بَعْضُهُمْ هَذَا فَقَالَ: هَذِهِ النُّونُ لَا تُحْذَفُ إِلا لِسُكُونٍ مَا بَعْدَهَا وَلَا سُكُونَ هَاهُنَا بَعْدَهَا؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَالَّذِي أَراه أَنا فِي هَذَا وَمَا عَلِمْتُ أَن أَحداً مِنْ أَصحابنا وَلَا غَيْرِهِمْ ذَكَرَهُ، وَيُشْبِهِ أَن يَكُونُوا لَمْ يَذْكُرُوهُ للُطْفِه، هُوَ أَنْ يَكُونَ أَصله أَيوم لَمْ يُقْدَرْ أَم بِسُكُونِ الرَّاءِ لِلْجَزْمِ، ثُمَّ إِنها جاوَرَتِ الْهَمْزَةَ الْمَفْتُوحَةَ وَهِيَ سَاكِنَةٌ، وَقَدْ أَجرت الْعَرَبُ الْحَرْفَ السَّاكِنَ إِذا جَاوَرَ الْحَرْفَ الْمُتَحَرِّكَ مُجْرَى الْمُتَحَرِّكِ، وَذَلِكَ قَوْلُهُمْ فِيمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِ بَعْضِ الْعَرَبِ: الكَماةُ والمَراة، يُرِيدُونَ الكَمْأَةَ والمَرْأَةَ وَلَكِنَّ الْمِيمَ وَالرَّاءَ لَمَّا كَانَتَا سَاكِنَتَيْنِ، وَالْهَمْزَتَانِ بِعْدَهُمَا مَفْتُوحَتَانِ، صَارَتِ الْفَتْحَتَانِ اللَّتَانِ فِي الْهَمْزَتَيْنِ كأَنهما فِي الرَّاءِ وَالْمِيمِ، وَصَارَتِ الْمِيمُ وَالرَّاءُ كأَنهما مَفْتُوحَتَانِ، وَصَارَتِ الْهَمْزَتَانِ لَمَّا قُدِّرَتْ حَرَكَاتُهُمَا فِي غَيْرِهِمَا كأَنهما سَاكِنَتَانِ، فَصَارَ التَّقْدِيرُ فِيهِمَا مَرَأْةٌ وكَمَأْةٌ، ثُمَّ خُفِّفَتَا فأُبدلت الْهَمْزَتَانِ أَلفين لِسُكُونِهِمَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهُمَا، فَقَالُوا: مَرَاةٌ وكَماةٌ، كَمَا قَالُوا فِي رأْس وفأْس لَمَّا خُفِّفَتَا: رَاسٌ وَفَاسٌ، وَعَلَى هَذَا حَمَلَ أَبو عَلِيٍّ قَوْلَ عَبْدِ يَغُوثَ:
وتَضْحَكُ مِنّي شَيْخَةٌ عَبْشَمِيَّةٌ،
…
كَأَنْ لَمْ تَرَا قَبْلي أَسيراً يمَانِيا
قَالَ: جَاءَ بِهِ عَلَى أَن تَقْدِيرَهُ مُخَفَّفًا كأَن لَمْ تَرْأَ، ثُمَّ إِن الرَّاءَ السَّاكِنَةَ لَمَّا جَاوَرَتِ الْهَمْزَةَ وَالْهَمْزَةُ مُتَحَرِّكَةٌ صَارَتِ الْحَرَكَةُ كأَنها فِي التَّقْدِيرِ قَبْلَ الْهَمْزَةِ واللفظُ بِهَا لَمْ تَرَأْ، ثُمَّ أَبدل الْهَمْزَةَ أَلفاً لِسُكُونِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا فَصَارَتْ تَرا، فالأَلف عَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ بَدَلٌ مِنَ الْهَمْزَةِ الَّتِي هِيَ عَيْنُ الْفِعْلِ، وَاللَّامُ مَحْذُوفَةٌ لِلْجَزْمِ عَلَى مَذْهَبِ التَّحْقِيقِ، وقَوْلِ مَنْ قَالَ: رَأَى يَرْأَى، وَقَدْ قِيلَ: إِن قَوْلَهُ تَرَا، عَلَى التَّخْفِيفِ السَّائِغِ، إِلا أَنه أَثبت الأَلف فِي مَوْضِعِ الْجَزْمِ تَشْبِيهًا بِالْيَاءِ فِي قَوْلُ الْآخَرِ:
أَلم يأْتيك، والأَنباءُ تَنْمِي،
…
بِمَا لاقَتْ لَبُونُ بَنِي زِيادِ؟
وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ أَلم يأْتك عَلَى ظَاهِرِ الجزْم؛ وأَنشده أَبو الْعَبَّاسِ عَنْ أَبي عُثْمَانَ عَنِ الأَصمعي:
أَلا هَل أَتاكَ والأَنباءُ تَنْمِي
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ
؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: الْمَعْنَى عَلِمْنَا أَنها لَمِنَ الْغَابِرِينَ، وَقِيلَ: دَبَّرنا أَنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ أَي الْبَاقِينَ فِي الْعَذَابِ. وَيُقَالُ: اسْتَقْدِرِ اللهَ خَيْرًا، واسْتَقْدَرَ اللهَ خَيْراً سأَله أَن
يَقْدُرَ لَهُ بِهِ؛ قَالَ:
فاسْتَقْدِرِ اللهَ خَيْرًا وارضَيَنَّ بِهِ،
…
فبَيْنَما العُسْرُ إِذ دارتْ مَياسِيرُ
وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِخَارَةِ:
اللَّهُمَّ إِني أَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتك
أَي أَطلب مِنْكَ أَن تَجْعَلَ لِي عَلَيْهِ قُدْرَةً. وقَدَرَ الرزقَ يَقْدِرُهُ [يَقْدُرُهُ]: قَسَمه. والقَدْرُ والقُدْرَةُ «1» والمِقْدارُ: القُوَّةُ؛ وقَدَرَ عَلَيْهِ يَقْدِرُ ويَقْدُرُ وقَدِرَ، بِالْكَسْرِ، قُدْرَةً وقَدارَةً وقُدُورَةً وقُدُوراً وقِدْراناً وقِداراً؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَفِي التَّهْذِيبِ: قَدَراناً، واقْتَدَرَ وَهُوَ قادِرٌ وقَدِيرٌ وأَقْدَرَه اللهُ عَلَيْهِ، وَالِاسْمُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ المَقْدَرَة والمَقْدُرَة والمَقْدِرَةُ. وَيُقَالُ: مَا لِي عَلَيْكَ مَقْدُرَة ومَقْدَرَة ومَقْدِرَة أَي قُدْرَة. وَفِي حَدِيثِ
عُثْمَانَ، رضي الله عنه: إِنَّ الذَّكاة فِي الحَلْقِ واللَّبَّة لِمَنْ قَدَرَ
«2» أَي لِمَنْ أَمكنه الذبْحُ فِيهِمَا، فأَما النَّادُّ والمُتَرَدِّي فأَيْنَ اتَّفَقَ مِنْ جِسْمِهِمَا؛ ومنه قولهم: المَقْدِرَةُ [المَقْدُرَةُ] تُذْهِبُ الحَفِيظَةَ. والاقتدارُ عَلَى الشَّيْءِ: القُدْرَةُ عَلَيْهِ، والقُدْرَةُ مَصْدَرُ قَوْلِكَ قَدَرَ عَلَى الشَّيْءِ قُدْرَة أَي مَلَكه، فَهُوَ قادِرٌ وقَدِيرٌ. واقْتَدَرَ الشيءَ: جَعَلَهُ قَدْراً. وَقَوْلُهُ: عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ
؛ أَي قادِرٍ. والقَدْرُ: الغِنى واليَسارُ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَنه كُلَّه قُوَّةٌ. وَبَنُو قَدْراء: المَياسيرُ. وَرَجُلٌ ذُو قُدْرَةٍ أَي ذُو يَسارٍ. وَرَجُلٌ ذو مَقْدُرَة [مَقْدِرَة] أَي ذُو يَسَارٍ أَيضاً؛ وأَما مِنَ القَضاء والقَدَرِ فالمَقدَرَةُ، بِالْفَتْحِ، لَا غَيْرُ؛ قَالَ الهُذَليّ:
وَمَا يَبْقَى عَلَى الأَيّامِ شَيءٌ،
…
فَيَا عَجَباً لمَقْدَرَةِ الكتابِ
وقدْرُ كُلِّ شَيْءٍ ومِقْدارُه: مِقْياسُه. وقَدَرَ الشيءَ بِالشَّيْءِ يَقْدُرُه قَدْراً وقَدَّرَه: قاسَه. وقادَرْتُ الرَّجُلَ مُقادَرَةً إِذا قَايَسْتَهُ وَفَعَلْتَ مِثْلَ فِعْلِهِ. التَّهْذِيبِ: وَالتَّقْدِيرُ عَلَى وَجُوهٍ مِنَ الْمَعَانِي: أَحدها التَّرْوِيَةُ وَالتَّفْكِيرُ فِي تَسْوِيَةِ أَمر وَتَهْيِئَتِهِ، وَالثَّانِي تَقْدِيرُهُ بِعَلَامَاتٍ يَقْطَعُهُ عَلَيْهَا، وَالثَّالِثُ أَن تَنْوِيَ أَمراً بِعَقْدِك تَقُولُ: قَدَّرْتُ أَمر كَذَا وَكَذَا أَي نويتُه وعَقَدْتُ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: قَدَرْتُ لأَمْرِ كَذَا أَقْدِرُ لَهُ وأَقْدُرُ قَدْراً إِذا نَظَرْتَ فِيهِ ودَبَّرْتَه وَقَايَسْتَهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ
عَائِشَةَ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا: فاقْدُرُوا قَدْرَ الجاريةِ الْحَدِيثَةِ السِّنِّ الْمُسْتَهْيِئَةِ لِلنَّظَرِ
أَي قَدِّرُوا وَقَايِسُوا وَانْظُرُوهُ وافْكِرُوا فِيهِ. شَمِرٌ: يُقَالُ قَدَرْتُ أَي هيأْت وقَدَرْتُ أَي أَطَقْتُ وقَدَرْتُ أَي مَلَكْتُ وقَدَرْتُ أَي وَقَّتُّ؛ قَالَ لَبِيدٌ:
فَقَدَرْتُ للوِرْدِ المُغَلِّسَ غُدْوَةً،
…
فَوَرَدْتُ قَبْلَ تَبَيُّنِ الأَلْوانِ
وَقَالَ الأَعشى:
فاقْدُرْ بذَرْعِكَ بينَنا،
…
إِن كنتَ بَوَّأْتَ القَدارَهْ
بَوَّأْتَ: هَيَّأْتَ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: اقْدُر بذَرْعِك بَيْنَنَا أَي أَبْصِرْ واعْرِفْ قَدْرَك. وَقَوْلُهُ عز وجل: ثُمَّ جِئْتَ عَلى قَدَرٍ يَا مُوسى
؛ قِيلَ فِي التَّفْسِيرِ: عَلَى مَوْعدٍ، وَقِيلَ: عَلَى قَدَرٍ مِنْ تَكْلِيمِي إِياك؛ هَذَا عَنِ الزَّجَّاجِ. وقَدَرَ الشيءَ: دَنا لَهُ؛ قَالَ لَبِيدٌ:
(1). قوله [والقدر والقدرة إلخ] عبارة القاموس: والقدر الغنى واليسار والقوة كالقدرة والمقدرة مثلثة الدال والمقدار والقدارة والقدورة والقدور بضمهما والقدران بالكسر والقدار ويكسر والاقتدار والفعل كضرب ونصر وفرح.
(2)
. قوله [لِمَنْ قَدَرَ] أَيْ لِمَنْ كانت الذبيحة في يده مقدر على إيقاع الذكاة بهذين الموضعين، فأما إذا ندت البهيمة فحكمها حكم الصيد في أن مذبحه الموضع الذي أصاب السهم أو السيف، كذا بهامش النهاية.
قلتُ: هَجِّدْنا، فَقَدْ طَالَ السُّرَى،
…
وقَدَرْنا إِنْ خَنى الليل غَفَلْ
وقَدَر القومُ أَمرهم يَقْدِرُونه قَدْراً: دَبَّروه وقَدَرْتُ عَلَيْهِ الثوبَ قَدْرًا فانْقَدَر أَي جاءَ عَلَى المِقْدار. وَيُقَالُ: بَيْنَ أَرضك وأَرض فُلَانٍ لَيْلَةٌ قَادِرَةٌ إِذا كَانَتْ لَيِّنَةَ السَّيْرِ مِثْلَ قاصدةٍ ورافِهةٍ؛ عَنْ يَعْقُوبَ. وقَدَرَ عَلَيْهِ الشيءَ يَقْدِرُه ويَقْدُره قَدْراً وقَدَراً وقَدَّرَه: ضَيَّقه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ
؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: قُرِئَ قَدَرُه وقَدْرُه، قَالَ: وَلَوْ نَصَبَ كَانَ صَوَابًا عَلَى تَكَرُّرِ الْفِعْلِ فِي النِيَّةِ، أَي ليُعْطِ المُوسِعُ قَدْرَه والمُقْتِرُ قَدْرَه؛ وَقَالَ الأَخفش: عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ أَي طَاقَتُهُ؛ قَالَ الأَزهري: وأَخبرني الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ في قوله عَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ
وقَدَرُهُ
، قَالَ: التَّثْقِيلُ أَعلى اللُّغَتَيْنِ وأَكثر، وَلِذَلِكَ اخْتِيرَ؛ قَالَ: وَاخْتَارَ الأَخفش التَّسْكِينَ، قَالَ: وإِنما اخْتَرْنَا التَّثْقِيلَ لأَنه اسْمٌ، وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: يقرأُ بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّثْقِيلِ وكلٌّ صَوَابٌ، وَقَالَ: قَدَرَ وَهُوَ يَقْدِر مَقْدِرة ومَقْدُرة ومَقْدَرَة وقِدْراناً وقَدَاراً وقُدْرةً، قَالَ: كُلُّ هَذَا سَمِعْنَاهُ مِنَ الْعَرَبِ، قَالَ: ويَقْدُر لُغَةٌ أُخرى لِقَوْمٍ يَضُمُّونَ الدَّالَ فِيهَا، قَالَ: وأَما قَدَرْتُ الشَّيْءَ فأَنا أَقْدِرُه، خَفِيفٌ، فَلَمْ أَسمعه إِلا مَكْسُورًا، قَالَ: وَقَوْلُهُ: وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ*
؛ خفيفٌ وَلَوْ ثُقِّلَ كَانَ صَوَابًا، وَقَوْلُهُ: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ
، مُثَقَّلٌ، وَقَوْلُهُ: فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها
؛ مُثَقَّلٌ وَلَوْ خَفَّفَ كَانَ صَوَابًا؛ وأَنشد بَيْتَ الْفَرَزْدَقِ أَيضاً:
وَمَا صَبَّ رِجْلِي فِي حَدِيدِ مُجاشِعٍ،
…
مَعَ القَدْر، إِلا حاجةٌ لِي أُرِيدُها
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ
؛ يُفَسَّرُ بالقُدرة وَيُفَسَّرُ بالضِّيق، قَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ عز وجل: وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ
؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: الْمَعْنَى فَظَنَّ أَن لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ مِنَ الْعُقُوبَةِ مَا قَدَرْنا. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: رُوِيَ أَنه ذَهَبَ مُغَاضِبًا لِقَوْمِهِ، وَرُوِيَ أَنه ذَهَبَ مُغَاضِبًا لِرَبِّهِ، فأَما مَنِ اعْتَقَدَ أَن يُونَسَ، عليه السلام، ظَنَّ أَن لَنْ يَقْدِرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَهُوَ كَافِرٌ لأَن مَنْ ظَنَّ ذَلِكَ غَيْرُ مُؤْمِنٍ، وَيُونَسُ، عليه السلام، رَسُولٌ لَا يَجُوزُ ذَلِكَ الظَّنُّ عَلَيْهِ. فَآلَ الْمَعْنَى: فَظَنَّ أَن لن نَقْدِرَ عليه الْعُقُوبَةِ، قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ تَفْسِيرُهُ: فَظَنَّ أَن لَنْ نُضَيِّقَ عَلَيْهِ، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ
؛ أَي ضُيِّقَ عَلَيْهِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ
؛ مَعْنَى فَقَدَر عَلَيْهِ فَضَيَّقَ عَلَيْهِ، وَقَدْ ضَيَّقَ اللَّهُ عَلَى يُونُسَ، عليه السلام، أَشدَّ تَضْيِيق ضَيَّقَه عَلَى مُعَذَّب فِي الدُّنِيَا لأَنه سَجَنَهُ فِي بَطْنِ حُوتٍ فَصَارَ مَكْظُوماً أُخِذَ فِي بَطْنِه بكَظَمِهِ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ: فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ
؛ أَي لَنْ نُقَدِّرَ عَلَيْهِ مَا قَدَّرنا مِنْ كَوْنِهِ فِي بَطْنِ الْحُوتِ، قَالَ: ونَقْدِرُ بِمَعْنَى نُقَدِّرُ، قَالَ: وَقَدْ جَاءَ هَذَا فِي التَّفْسِيرِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ أَبو إِسحق صَحِيحٌ، وَالْمَعْنَى مَا قَدَّرَه اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ التَّضْيِيقِ فِي بَطْنِ الْحُوتِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ الْمَعْنَى لَنْ نُضَيِّق عَلَيْهِ؛ قَالَ: وَكُلُّ ذَلِكَ شَائِعٌ فِي اللُّغَةِ، وَاللَّهُ أَعلم بِمَا أَراد. فأَما أَن يَكُونَ قَوْلُهُ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ
مِنَ الْقُدْرَةِ فَلَا يَجُوزُ، لأَن مَنْ ظَنَّ هَذَا كَفَرَ، وَالظَّنُّ شَكٌ وَالشَّكُّ فِي قُدْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى كُفْرٌ، وَقَدْ عَصَمَ اللَّهُ أَنبياءه عَنْ مِثْلِ مَا ذَهَبَ إِليه هَذَا المُتَأَوِّلُ، وَلَا يَتَأَوَّلُ مثلَه إِلا الجاهلُ بِكَلَامِ الْعَرَبِ وَلُغَاتِهَا؛ قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ
المُنْذِرِيَّ يَقُولُ: أَفادني ابْنُ اليَزيديّ عَنْ أَبي حَاتِمٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ
؛ أَي لَنْ نُضَيِّقَ عَلَيْهِ، قَالَ: وَلَمْ يَدْرِ الأَخفش مَا مَعْنَى نَقْدِر وَذَهَبَ إِلى مَوْضِعِ الْقُدْرَةِ إِلى مَعْنَى فَظَنَّ أَن يَفُوتَنَا وَلَمْ يَعْلَمْ كَلَامَ الْعَرَبِ حَتَّى قَالَ: إِن بَعْضَ الْمُفَسِّرِينَ قَالَ أَراد الِاسْتِفْهَامَ، أَفَظَنَّ أَن لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ، وَلَوْ عَلِمَ أَن مَعْنَى نَقْدِر نُضَيِّق لَمْ يَخْبِطْ هَذَا الْخَبْطَ، قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ عَالِمًا بِكَلَامِ الْعَرَبِ، وَكَانَ عَالِمًا بِقِيَاسِ النَّحْوِ؛ قَالَ: وَقَوْلُهُ: مَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ
؛ أَي ضُيِّقَ عَلَيْهِ عِلْمُه، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ
؛ أَي ضَيَّقَ. وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ
، فإِن الْفَرَّاءَ قَالَ: قرأَها عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، فَقَدَرْنا، وَخَفَّفَهَا عَاصِمٌ، قَالَ: وَلَا يَبْعُدُ أَن يَكُونَ الْمَعْنَى فِي التَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيدِ وَاحِدًا لأَن الْعَرَبَ تَقُولُ: قُدِّرَ عَلَيْهِ الموتُ وقُدِرَ عليه الموتُ، وقُدِّر عليه وقُدِرَ، وَاحْتَجَّ الَّذِينَ خَفَّفُوا فَقَالُوا: لَوْ كَانَتْ كَذَلِكَ لَقَالَ: فَنِعْمَ المُقَدِّرون، وَقَدْ تَجْمَعُ العربُ بَيْنَ اللُّغَتَيْنِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً. وقَدَرَ عَلَى عِيَالِهِ قَدْراً: مِثْلَ قَتَرَ. وقُدِرَ عَلَى الإِنسان رِزْقُه قَدْراً: مِثْلَ قُتِرَ؛ وقَدَّرْتُ الشَّيْءَ تَقْدِيراً وقَدَرْتُ الشَّيْءَ أَقْدُرُه وأَقْدِرُه قَدْراً مِنَ التَّقْدِيرِ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي رُؤْيَةِ الْهِلَالِ:
صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وأَفطروا لِرُؤْيَتِهِ فإِن غُمَّ عَلَيْكُمْ فاقْدُرُوا لَهُ
، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ:
فإِن غُمَّ عَلَيْكُمْ فأَكملوا العِدَّة
؛ قوله: فاقْدُرُوا له أَي قَدِّرُوا لَهُ عَدَدَ الشَّهْرِ حَتَّى تُكْمِلُوهُ ثَلَاثِينَ يَوْمًا، وَاللَّفْظَانِ وَإِنِ اخْتَلَفَا يَرْجِعَانِ إِلى مَعْنًى وَاحِدٍ؛ وَرُوِيَ عن ابن شريح أَنه فَسَّرَ قَوْلَهُ فاقْدُرُوا لَهُ أَي قَدِّرُوا لَهُ منازلَ الْقَمَرِ فإِنها تَدُلُّكُمْ وَتُبَيِّنُ لَكُمْ أَن الشَّهْرَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ أَو ثَلَاثُونَ، قَالَ: وَهَذَا خِطَابٌ لِمَنْ خَصَّهُ اللَّهُ تَعَالَى بِهَذَا الْعِلْمِ؛ قَالَ: وَقَوْلُهُ فأَكْمِلُوا العِدَّة خِطَابُ العامَّة الَّتِي لَا تُحْسِنُ تَقْدِيرَ الْمَنَازِلِ، وَهَذَا نَظِيرُ النَّازِلَةِ تَنْزِلُ بالعالِمِ الَّذِي أَمر بِالِاجْتِهَادِ فِيهَا وأَن لَا يُقَلِّدَ الْعُلَمَاءَ أَشكال النَّازِلَةِ بِهِ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُ الصَّوَابُ كَمَا بَانَ لَهُمْ، وأَما الْعَامَّةُ الَّتِي لَا اجْتِهَادَ لَهَا فَلَهَا تَقْلِيدُ أَهل الْعِلْمِ؛ قَالَ: وَالْقَوْلُ الأَول أَصح؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ إِياس بْنُ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المُعَنَّى:
كِلا ثَقَلَيْنا طامعٌ بغنِيمةٍ،
…
وَقَدْ قَدَر الرحمنُ مَا هُوَ قادِرُ
فَلَمْ أَرَ يَوْمًا كانَ أَكثَرَ سالِباً
…
ومُسْتَلَباً سِرْبالَه لَا يُناكِرُ
وأَكثَرَ مِنَّا يافِعاً يَبْتَغِي العُلى،
…
يُضارِبُ قِرْناً دارِعاً، وَهُوَ حاسِرُ
قَوْلُهُ: مَا هُوَ قادرُ أَي مُقَدِّرٌ، وثَقَلُ الرَّجُلِ، بِالثَّاءِ: حَشَمه وَمَتَاعُ بَيْتِهِ، وأَراد بالثَّقَل هَاهُنَا النِّسَاءَ أَي نِسَاؤُنَا وَنَسَاؤُهُمْ طَامِعَاتٌ فِي ظُهُورِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الحَيَّيْنِ عَلَى صَاحِبِهِ والأَمر فِي ذَلِكَ جَارٍ عَلَى قَدَرِ الرَّحْمَنِ. وقوله: ومُسْتَلَباً سِرْبالَه لَا يُناكِرُ أَي يُسْتَلَبُ سِرْبالَه وَهُوَ لَا يُنْكِرُ ذَلِكَ لأَنه مَصْرُوعٌ قَدْ قُتِلَ، وَانْتَصَبَ سِرْبَالَهُ بأَنه مَفْعُولٌ ثَانٍ لمُسْتَلَب، وَفِي مُسْتَلَب ضَمِيرٌ مَرْفُوعٌ بِهِ، وَمَنْ رَفَعَ سِرْبَالَهُ جَعَلَهُ مُرْتَفِعًا بِهِ وَلَمْ يَجْعَلْ فِيهِ ضَمِيرًا. وَالْيَافِعُ: المُتَرَعْرِعُ الداخلُ فِي عَصْرِ شَبَابِهِ. وَالدَّارِعُ: اللَّابِسُ الدِّرْعِ. وَالْحَاسِرُ: الَّذِي لَا دِرْعَ عَلَيْهِ. وتَقَدَّر لَهُ الشيءُ أَي تهيأَ. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِخَارَةِ:
فاقْدُرْه لِي ويَسِّرْه عَلَيَّ
أَي اقْضِ لِي بِهِ وَهَيِّئْهُ. وقَدَرْتُ الشَّيْءَ أَي هيأْته. وقَدْرُ كُلِّ شَيْءٍ ومِقْداره: مَبْلَغُه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ*
؛ أَي مَا عَظَّمُوا اللَّهَ
حَقَّ تَعْظِيمِهِ، وَقَالَ اللَّيْثُ: مَا وَصَفوه حَقَّ صِفَتِه، والقَدَرُ والقَدْرُ هَاهُنَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وقَدَرُ اللَّهِ وقَدْرُه بِمَعْنًى، وَهُوَ فِي الأَصل مَصْدَرٌ. والمِقْدارُ: الموتُ. قَالَ اللَّيْثُ: المِقْدارُ اسْمُ القَدْر إِذا بَلَغَ العبدُ المِقْدارَ مَاتَ؛ وأَنشد:
لَوْ كَانَ خَلْفَك أَو أَمامَك هائِباً
…
بَشَراً سِواكَ، لَهابَك المِقْدارُ
يَعْنِي الْمَوْتَ. وَيُقَالُ: إِنما الأَشياء مقاديرُ لِكُلِّ شَيْءٍ مِقْدارٌ دَاخِلٌ. والمِقْدار أَيضاً: هُوَ الهِنْداز، تَقُولُ: يَنْزِلُ الْمَطَرُ بمِقْدار أَي بقَدَرٍ وقَدْرٍ، وَهُوَ مَبْلَغُ الشَّيْءِ. وَكُلُّ شَيْءٍ مُقْتَدِرٌ، فَهُوَ الوَسَطُ. ابْنُ سِيدَهْ: والمُقْتَدِر الْوَسَطُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَرَجُلٌ مُقْتَدِرُ الخَلْق أَي وَسَطُه لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَالْقَصِيرِ، وَكَذَلِكَ الوَعِلُ وَالظَّبْيُ وَنَحْوُهُمَا. والقَدْرُ: الْوَسَطُ مِنَ الرِّحَالِ وَالسُّرُوجِ وَنَحْوِهِمَا؛ تَقُولُ: هَذَا سرجٌ قَدْرٌ، يُخَفَّفُ وَيُثَقَّلُ. التَّهْذِيبِ: سَرْجٌ قادرٌ قاترٌ، وَهُوَ الْوَاقِي الَّذِي لَا يَعْقِرُ، وَقِيلَ: هُوَ بَيْنَ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ. والقَدَرُ: قِصَرُ العُنُق، قَدِرَ قَدَراً، وَهُوَ أَقدرُ؛ والأَقْدَر: الْقَصِيرُ مِنَ الرِّجَالِ؛ قَالَ صَخْرُ الغَيّ يَصِفُ صَائِدًا وَيَذْكُرُ وُعُولًا قَدْ وَرَدَتْ لِتَشْرَبَ الْمَاءَ:
أَرَى الأَيامَ لَا تُبْقِي كَرِيمًا،
…
وَلَا الوَحْشَ الأَوابِدَ والنَّعاما
وَلَا عُصْماً أَوابِدَ فِي صُخُورٍ،
…
كُسِينَ عَلَى فَراسِنِها خِداما
أُتِيحَ لَهَا أُقَيْدِرُ ذُو حَشِيفٍ،
…
إِذا سامتْ عَلَى المَلَقاتِ سَامَا
مَعْنَى أُتيح: قُدّر، وَالضَّمِيرُ فِي لَهَا يَعُودُ عَلَى العُصْم. والأُقَيْدِرُ: أَراد بِهِ الصَّائِدَ. والحَشيف: الثَّوْبُ الخَلَقُ. وَسَامَتْ: مَرَّتْ وَمَضَتْ. والمُلَقات: جَمْعُ مَلَقَةٍ، وَهِيَ الصَّخْرَةُ الْمَلْسَاءُ. والأَوابد: الْوُحُوشُ الَّتِي تأَبَّدَتْ أَي تَوَحَّشَتْ. والعُصْمُ: جَمْعُ أَعْصَمَ وعَصْماء: الوَعِلُ يَكُونُ بِذِرَاعَيْهِ بَيَاضٌ. والخِدَام: الخَلاخِيلُ، وأَراد الخطوطَ السُّودَ الَّتِي فِي يَدَيْهِ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ:
رأَوْكَ أُقَيْدِرَ حِنْزَقْرَةً
وَقِيلَ: الأَقْدَر مِنَ الرِّجَالِ الْقَصِيرُ الْعُنُقِ. والقُدَارُ: الرَّبْعَةُ مِنَ النَّاسِ. أَبو عَمْرٍو: الأَقْدَرُ مِنَ الخَيل الَّذِي إِذا سَارَ وَقَعَتْ رِجْلَاهُ مَوَاقِعَ يَدَيْهِ؛ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنصار، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ عَدِيُّ بْنُ خَرَشَةَ الخَطْمِيُّ:
ويَكْشِفُ نَخْوَةَ المُخْتالِ عَنِّي
…
جُرَازٌ، كالعَقِيقَةِ، إِن لَقِيتُ
وأَقْدَرُ مُشْرِفُ الصَّهَوَاتِ ساطٍ
…
كُمَيْتٌ، لَا أَحَقُّ وَلَا شَئِيتُ
النَّخْوَةُ: الْكِبَرُ. وَالْمُخْتَالُ: ذُو الْخُيَلَاءِ. وَالْجُرَازُ: السَّيْفُ الْمَاضِي فِي الضَّرِيبة؛ شَبَّهَهُ بِالْعَقِيقَةِ مِنَ الْبَرْقِ فِي لَمَعانه. وَالصَّهَوَاتُ: جَمْعُ صَهْوَة، وَهُوَ مَوْضِعُ اللِّبْدِ مِنْ ظَهْرِ الْفَرَسِ. والشئيب: الَّذِي يَقْصُرُ حَافِرَا رِجْلَيْهِ عَنْ حافِرَي يَدَيْهِ بِخِلَافِ الأَقْدَرِ. والأَحَقُّ: الَّذِي يُطَبِّقُ حافِرا رِجْلَيْهِ حافِرَيْ يَدَيْهِ، وَذَكَرَ أَبو عُبَيْدٍ أَن الأَحَقَّ الَّذِي لَا يَعْرَقُ، والشَّئيتُ العَثُور، وَقِيلَ: الأَقدر الَّذِي يُجاوِزُ حَافِرَا رِجْلَيْهِ مَواقعَ حافِرَيْ يَدَيْهِ؛ ذَكَرَهُ أَبو عُبَيْدٍ، وَقِيلَ: الأَقْدَرُ الَّذِي يَضَعُ رِجْلَيْهِ حَيْثُ يَنْبَغِي. والقِدْرُ: مَعْرُوفَةٌ أُنْثَى وَتَصْغِيرُهَا قُدَيْرٌ، بِلَا هَاءٍ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. الأَزهري: القِدْرُ مُؤَنَّثَةٌ عِنْدَ جَمِيعِ الْعَرَبِ، بِلَا هَاءٍ، فإِذا صُغِّرَتْ قُلْتَ لَهَا قُدَيرة
وقُدَيْر، بِالْهَاءِ وَغَيْرِ الْهَاءِ، وأَما مَا حَكَاهُ ثَعْلَبٌ مِنْ قَوْلِ الْعَرَبِ مَا رأَيت قِدْراً غَلَا أَسْرَعَ مِنْهَا فإِنه لَيْسَ عَلَى تَذْكِيرِ القِدْرِ وَلَكَنَّهُمْ أَرادوا مَا رأَيت شَيْئًا غَلَا؛ قَالَ: وَنَظِيرُهُ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: لَا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ؛ قَالَ: ذَكَّرَ الْفِعْلَ لأَن مَعْنَاهُ مَعْنَى شَيْءٍ، كأَنه قَالَ: لَا يَحِلُّ لَكَ شَيْءٌ مِنَ النِّسَاءِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فأَما قِرَاءَةُ مَنْ قرأَ: فَنَادَاهُ الْمَلَائِكَةُ، فإِنما بَنَاهُ عَلَى الْوَاحِدِ عِنْدِي كَقَوْلِ الْعَرَبِ مَا رأَيت قِدْراً غَلَا أَسْرَعَ مِنْهَا، وَلَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: لَا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ، لأَن قوله تعالى: فَنَادَاهُ الْمَلَائِكَةُ، لَيْسَ بِجَحْدٍ فيكون شيء مُقَدَّر فِيهِ كَمَا قُدِّرَ فِي مَا رأَيت قِدْراً غَلا أَسْرَعَ، وَفِي قَوْلِهِ: لَا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ، وإِنما اسْتَعْمَلَ تَقْدِيرَ شَيْءٍ فِي النَّفِي دُونَ الإِيجاب لأَن قَوْلَنَا شَيْءٌ عَامٌ لِجَمِيعِ الْمَعْلُومَاتِ، وَكَذَلِكَ النَّفْيُ فِي مِثْلِ هَذَا أَعم مِنَ الإِيجاب، أَلا تَرَى أَن قَوْلَكَ: ضَرَبْتُ كُلَّ رَجُلٍ، كَذِبٌ لَا مَحَالَةَ وَقَوْلُكَ: مَا ضَرَبْتُ رَجُلًا قَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ صِدْقَا وَكَذِبًا، فَعَلَى هَذَا وَنَحْوِهِ يُوجَدُ النَّفْيُ أَعم مِنَ الإِيجاب، وَمِنَ النَّفْيِ قَوْلُهُ تَعَالَى: لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها، إِنما أَراد لَنْ ينالَ اللهَ شيءٌ مِنْ لُحُومِهَا وَلَا شَيْءٌ مِنْ دِمَائِهَا؛ وجَمْعُ القِدْرِ قُدورٌ، لَا يُكَسَّرُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ. وقَدَرَ القِدْرَ يَقْدِرُها ويَقْدُرُها قَدْراً: طَبَخَها، واقْتَدَر أَيضاً بِمَعْنَى قَدَرَ مِثْلَ طَبَخَ واطَّبَخَ. ومَرَقٌ مَقْدُور وقَدِيرُ أَي مَطْبُوخٌ. والقَدِيرُ: مَا يُطْبَخُ فِي القِدْرِ، والاقتدارُ: الطَّبْخُ فِيهَا، وَيُقَالُ: أَتَقْتَدِرُون أَم تَشْتَوُون. اللَّيْثُ: القديرُ مَا طُبِخَ مِنَ اللَّحْمِ بتَوابِلَ، فإِن لَمْ يَكُنْ ذَا تَوابِلَ فَهُوَ طبيخ. واقْتَدَرَ القومُ: طَبَخوا فِي قِدْرٍ. والقُدارُ: الطَّبَّاخُ، وَقِيلَ: الجَزَّارُ، وَقِيلَ الجَزَّار هُوَ الَّذِي يَلِي جَزْرَ الجَزُور وطَبْخَها؛ قَالَ مُهَلْهِلٌ:
إِنَّا لنَضْرِبُ بالصَّوارِم هامَها،
…
ضَرْبَ القُدارِ نَقِيعةَ القُدَّامِ
القُدَّام: جَمْعُ قَادِمٍ، وَقِيلَ هُوَ المَلِكُ. وَفِي حَدِيثُ
عُمَيْر مَوْلَى أَبِي اللَّحْمِ: أَمرني مَوْلَايَ أَن أَقْدُرَ لَحْمَا
أَي أَطْبُخَ قِدْراً مِنْ لَحْمٍ. والقُدارُ: الْغُلَامُ الْخَفِيفُ الرُّوحِ الثَّقِفُ اللَّقِفُ. والقُدارُ: الْحَيَّةُ، كُلُّ ذَلِكَ بِتَخْفِيفِ الدَّالِّ. والقُدارُ: الثُّعْبَانُ الْعَظِيمُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
كَانَ يَتَقَدَّرُ فِي مَرَضِهِ أَين أَنا اليومَ
؛ أَي يُقَدِّرُ أَيامَ أَزواجه فِي الدَّوْرِ عَلَيْهِنَّ. والقَدَرةُ: القارورةُ الصَّغِيرَةُ. وقُدارُ بْنُ سالِفٍ: الَّذِي يُقَالُ لَهُ أَحْمَرُ ثَمُودَ عَاقِرُ نَاقَةِ صَالِحٍ، عليه السلام؛ قَالَ الأَزهري: وَقَالَتِ الْعَرَبُ للجَزَّارِ قُدارٌ تَشْبِيهًا بِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ مُهَلْهِل:
ضَرْبَ القُدارِ نَقِيعةَ القُدَّامِ
اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ أَقمت عِنْدَهُ قَدْرَ أَن يَفْعَلَ ذَلِكَ، قَالَ: وَلَمْ أَسمعهم يَطْرَحُونَ أَن فِي الْمُواقِيتِ إِلا حَرْفًا حَكَاهُ هُوَ والأَصمعي، وَهُوَ قَوْلُهُمْ: مَا قَعَدْتُ عِنْدَهُ إلَّا رَيْثَ أَعْقِد شِسْعي. وقَيْدارٌ: اسم.
قدحر: اقْدَحَرَّ لِلشَّرِّ: تهيأَ، وَقِيلَ: تهيأَ للسِّباب وَالْقِتَالِ، وهو القِنْدَحْرُ. والقَنْدَحورُ: السيء الخُلُق. وذهبوا شَعالِيلَ بقِدَّحْرَةٍ وقِنْدَحْرةٍ أَي بِحَيْثُ لَا يُقْدَرُ عَلَيْهِمْ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وقيل: إِذا تفرّقوا.
قذر: القَذَرُ: ضِدُّ النَّظَافَةِ؛ وَشَيْءٌ قَذِرٌ بَيِّنُ القَذارةِ. قَذِرَ الشيءُ قَذَراً وقَذَر وقَذُرَ يقْذُرُ قَذارةً، فَهُوَ قَذِرٌ وقَذُرٌ وقَذَرٌ وقَذْرٌ، وَقَدْ
قَذِرَه قَذَراً وتَقَذَّره واسْتَقْذره. اللَّيْثُ: يُقَالُ قَذِرتُ الشَّيْءَ، بِالْكَسْرِ، إِذا اسْتَقْذَرْتَهُ وتَقَذَّرْت مِنْهُ، وَقَدْ يُقَالُ لِلشَّيْءِ القَذِرِ قَذْرٌ أَيضاً، فَمَنْ قَالَ قَذِرٌ جَعَلَهُ عَلَى بِنَاءِ فَعِل مِنْ قَذِرَ يَقْذَرُ، فَهُوَ قَذِرٌ، وَمَنْ جَزَمَ قَالَ قَذُرَ يَقْذُر قَذارةً، فَهُوَ قَذْرٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:
اتَّقُوا هَذِهِ القاذُورةَ الَّتِي نَهَى اللَّهُ عَنْهَا
؛ قَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبَةَ: القاذورة الَّتِي نَهَى اللَّهُ عَنْهَا الْفِعْلُ الْقَبِيحُ وَاللَّفْظُ السيء؛ ورجل قَذُرٌ [قَذِرٌ] وقَذْرٌ. وَيُقَالُ: أَقْذَرْتَنا يَا فُلَانُ أَي أَضْجَرْتَنا. وَرَجُلٌ مَقْذَرٌ: مُتَقذِّرٌ. والقَذُورُ مِنَ النِّسَاءِ: الْمُتَنَحِّيَةُ مِنَ الرِّجَالِ؛ قَالَ:
لَقَدْ زَادَنِي حُبّاً لسَمْراء أَنها
…
عَيُوفٌ لإِصهارِ اللِّئامِ، قَذُورُ
والقَذُورُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي تَتَنَزَّهُ عَنِ الأَقذار. وَرَجُلٌ مَقْذَرٌ: تَجْتَنِبُهُ النَّاسُ، وَهُوَ فِي شِعْرِ الْهُذَلِيِّ. وَرَجُلٌ قَذُورٌ وقاذُورٌ وقاذُورَةٌ: لَا يُخَالِطُ النَّاسَ. وَفِي الْحَدِيثِ:
وَيَبْقَى فِي الأَرض شِرارُ أَهلها تَلْفِظُهم أَرَضُوهم وتَقْذَرُهم نَفْسُ اللَّهِ عز وجل
؛ أَي يَكْرَهُ خُرُوجَهُمْ إِلى الشَّامِ ومَقامَهم بِهَا فَلَا يُوَفِّقُهُمْ لِذَلِكَ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: كَرِهَ اللَّهُ انْبِعاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ. يُقَالُ: قَذِرْتُ الشَّيْءَ أَقْذَرُه إِذا كَرِهْته وَاجْتَنَبْتَهُ. والقَذُورُ مِنَ الإِبل: الْمُتَنَحِّي. والقذورُ والقاذورةُ مِنَ الإِبل: الَّتِي تَبْرُك نَاحِيَةً مِنْهَا وتَستبعِدُ وتُنافِرُها عِنْدَ الْحَلْبِ، قَالَ: والكَنُوفُ مِثْلُهَا إِلا أَنها لَا تَسْتَبْعِدُ؛ قَالَ الحُطَيْئة يَصِفُ إِبلًا عَازِبَةً لَا تَسْمَعُ أَصوات النَّاسِ:
إِذا بَرَكَتْ لَمْ يُؤْذِها صوتُ سامِرٍ،
…
وَلَمْ يَقْصُ عَنْ أَدنى المَخاض قَذُورُها
أَبو عُبَيْدٍ: الْقَاذُورَةُ مِنَ الرِّجَالِ الْفَاحِشُ السَّيِّئُ الخُلُق. اللَّيْثُ: الْقَاذُورَةُ الغَيُورُ مِنَ الرِّجَالِ. ابْنُ سِيدَهْ: وَالْقَاذُورَةُ السَّيِّئُ الْخُلُقِ الْغَيُورُ، وَقِيلَ: هُوَ المُتَقَزِّزُ. وَذُو قَاذُورَةٍ: لَا يُخالُّ الناسَ لِسُوءِ خُلُقه وَلَا يُنَازِلُهُمْ؛ قَالَ مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَة يَرْثِي أَخاه:
فإِن تَلْقَه فِي الشَّرْب، لَا تَلْقَ فاحِشاً
…
عَلَى الكاسِ، ذَا قاذُورَةٍ متَرَيِّعا
وَالْقَاذُورَةُ مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي لَا يُبَالِي مَا قَالَ وَمَا صَنَعَ؛ وأَنشد:
أَصْغَتْ إِليه نَظَرَ الحَيِيّ،
…
مَخافَةً مِنْ قَذِرٍ حَمِيِ
قَالَ: والقَذِرُ القاذُورَة، عَنَى نَاقَةً وفَحْلًا. وَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ الْكِلَابِيُّ: القاذُورة المُتَطَرِّسُ، وَهُوَ الَّذِي يَتَقَذَّرُ كلِّ شَيْءٍ لَيْسَ بنَظيف. أَبو عُبَيْدَةَ: الْقَاذُورَةُ الَّذِي يَتَقَذَّرُ الشَّيْءَ فَلَا يأْكله. وَرُوِيَ
أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، كَانَ قاذُورةً لَا يأْكل الدَّجَاجَ حَتَّى تُعْلَفَ.
الْقَاذُورَةُ هَاهُنَا: الَّذِي يَقْذُرُ الأَشياءَ، وأَراد بعَلْفِها أَن تُطْعَم الشيءَ الطَاهِرَ، وَالْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي مُوسَى فِي الدَّجَاجِ: رأَيته يأْكل شَيْئًا فَقَذِرْتُه
أَي كرهتُ أَكله كأَنه رَآهُ يأْكل القَذَر. أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ قَذِرْتُ الشَّيْءَ أَقْذَرُه قَذْراً، فَهُوَ مَقْذور؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
وقَذَري مَا لَيْسَ بالمَقْذُورِ
يَقُولُ: صِرْتُ أَقْذَرُ مَا لَمْ أَكن أَقْذَره فِي الشَّبَابِ مِنَ الطَّعَامِ.
وَلَمَّا رَجَمَ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، ماعِزَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: اجْتَنِبُوا هَذِهِ الْقَاذُورَةَ
يَعْنِي الزِّنَا؛ وَقَوْلُهُ، صلى الله عليه وسلم:
مَنْ أَصاب مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَةِ شَيْئًا فلْيَسْتَتِرْ بسِتْرِ اللَّهِ
؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ:
أُراه عَنَى بِهِ الزِّنَا وَسَمَّاهُ قَاذُورَةً كَمَا سَمَّاهُ اللَّهِ عز وجل فَقَالَ: إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَمَقْتاً. وَقَالَ ابْنُ الأَثير فِي تَفْسِيرِهِ: أَراد بِهِ مَا فِيهِ حَدٌّ كَالزِّنَا والشُّرْب. وَرَجُلٌ قاذُورَة: وَهُوَ الَّذِي يَتَبَرَّمُ بِالنَّاسِ وَيَجْلِسُ وَحْدَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
اجْتَنِبُوا هَذِهِ القاذورة الَّتِي نَهَى اللَّهُ عَنْهَا.
قَالَ ابْنُ الأَثير: الْقَاذُورَةُ هَاهُنَا الْفِعْلُ الْقَبِيحُ وَالْقَوْلُ السَّيِّئُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
هَلَكَ المُقَذِّرُونَ
يَعْنِي الَّذِينَ يأْتون الْقَاذُورَاتِ. وَرَجُلٌ قُذَرَة، مِثَالُ هُمَزة: يَتَنَزَّهُ عَنِ المَلائِم مَلَائِمِ الأَخلاق وَيَكْرَهُهَا. وقَذُورُ: اسْمُ امرأَة؛ أَنشد أَبو زِيَادٍ:
وإِني لأَكْني عَنْ قَذُورٍ بِغَيْرِهَا،
…
وأُعْرِبُ أَحياناً بِهَا فأُصارِحُ
وقَيْذَر بن إِسمعيل: وَهُوَ أَبو الْعَرَبِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: قَيْذار، وَهُوَ جَدُّ الْعَرَبِ، يُقَالُ: بَنُو بِنْتِ ابن إِسمعيل. وَفِي حَدِيثِ
كَعْبٍ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لرومِيَّةَ: إِني أُقْسِمُ بعِزَّتي لأَهَبَنَّ سَبيَكِ لِبَنِي قاذِرٍ
أَي بَنِي إِسمعيل بْنُ إِبراهيم، عليهما السلام، يُرِيدُ الْعَرَبَ. وقاذِرُ: اسْمُ ابن إِسمعيل، وَيُقَالُ لَهُ قَيْذَر وقَيْذار.
قذحر: أَبو عَمْرٍو: الاقْذِحْرارُ سُوءُ الخُلُق؛ وأَنشد:
فِي غيرِ تَعْتَعةٍ وَلَا اقْذِحْرارِ
وَقَالَ آخَرُ:
مَا لَكَ، لَا جُزِيتَ غيرَ شَرِّ
…
مِنْ قاعدٍ فِي الْبَيْتِ مُقْذَحِرِّ
الأَصمعي: ذَهَبُوا قِذَّحْرَةً، بِالذَّالِ، إِذا تَفَرَّقُوا مِنْ كُلِّ وَجْهٍ. النَّضْرُ: ذَهَبُوا قِذَّحْرَةً وقِذَّحْمَةً، بِالرَّاءِ وَالْمِيمِ، إِذا ذَهَبُوا فِي كُلِّ وَجْهٍ. والمُقْذَحِرُّ: المتهيِءُ للسِّباب وَالشَّرِّ تَرَاهُ الدَّهْرَ مُنْتَفخاً شِبْهَ الْغَضْبَانِ، وَهُوَ بِالدَّالِ وَالذَّالِ جَمِيعًا؛ قَالَ الأَصمعي: سأَلت خَلَفاً الأَحْمَرَ عَنْهُ فَلَمْ يتهيأْ لَهُ أَن يُخْرِجَ تَفْسِيرَهُ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ، وَقَالَ: أَما رأَيت سِنَّوْراً مُتَوَحِّشاً فِي أَصلِ راقُود؟ وأَنشد الأَصمعي لِعَمْرِو بْنِ جَمِيل:
مِثْلُ الشُّيَيْخِ المُقْذَحِرِّ الْبَاذِي،
…
أَوفى عَلَى رُباوَةٍ يُباذِي
ابْنُ سِيدَهْ: القِنْذَحْرُ والمُقْذَحِرّ المتهيء لِلسِّبَابِ المُعِدُّ لِلشَّرِّ، وَقِيلَ المُقْذَحِرُّ العابسُ الْوَجْهِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَذَهَبُوا شَعاليلَ بقِذَّحْرَةٍ وقِنْذَحْرةٍ أَي بِحَيْثُ لَا يُقْدَرُ عَلَيْهِمْ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَهُوَ بِالدَّالِ أَيضاً.
قذعر: المُقْذَعِرُّ مِثْلُ المُقْذَحِرِّ: الْمُتَعَرِّضُ لِلْقَوْمِ لِيَدْخُلَ فِي أَمرهم وَحَدِيثِهِمْ. واقْذَعَرَّ نَحْوَهُمْ يَقْذَعِرّ: رَمَى بِالْكَلِمَةِ بَعْدَ الكلمة وتَزَحَّفَ إِليهم.
قذمر: القُذْمُورُ: الخِوان مِنَ الفِضَّةِ.
قرر: القُرُّ: البَرْدُ عَامَّةً، بِالضَّمِّ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: القُرُّ فِي الشِّتَاءِ وَالْبَرْدُ فِي الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ، يُقَالُ: هَذَا يومٌ ذُو قُرٍّ أَي ذُو بَرْدٍ. والقِرَّةُ: مَا أَصاب الإِنسانَ وَغَيْرَهُ مِنَ القُرِّ. والقِرَّةُ أَيضاً: الْبَرْدُ. يُقَالُ: أَشدُّ الْعَطَشِ حِرَّةٌ عَلَى قِرَّةٍ، وَرُبَّمَا قَالُوا: أَجِدُ حِرَّةً عَلَى قِرَّةٍ، وَيُقَالُ أَيضاً: ذَهَبَتْ قِرَّتُها أَي الوقتُ الَّذِي يأْتي فِيهِ الْمَرَضُ، وَالْهَاءُ لِلْعِلَّةِ، ومَثَلُ الْعَرَبِ لِلَّذِي يُظهر خِلَافَ مَا يُضْمِرُ: حِرَّةٌ تَحْتَ قِرَّةٍ، وَجَعَلُوا الْحَارَّ الشديدَ مِنْ قَوْلِهِمُ اسْتَحَرَّ القتلُ أَي اشْتَدَّ، وَقَالُوا: أَسْخَنَ اللهُ عَيْنَهُ والقَرُّ: الْيَوْمُ الْبَارِدُ. وكلُّ باردٍ: قَرٌ. ابْنُ السِّكِّيتِ: القَرُورُ الْمَاءُ الْبَارِدُ يُغْسَلُ بِهِ. يُقَالُ:
قَدِ اقْتَرَرْتُ بِهِ وَهُوَ البَرُودُ، وقرَّ يَوْمُنَا، مِنَ القُرّ. وقُرَّ الرجلُ: أَصابه القُرُّ. وأَقَرَّه اللهُ: مِنَ القُرِّ، فَهُوَ مَقْرُورٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ كأَنه بُنِيَ عَلَى قُرٍّ، وَلَا يُقَالُ قَرَّه. وأَقَرَّ القومُ: دَخَلُوا فِي القُرِّ. وَيَوْمٌ مقرورٌ وقَرٌّ وقارٌّ: بَارِدٌ. وَلَيْلَةٌ قَرَّةٌ وقارَّةٌ أَي بَارِدَةٌ؛ وَقَدْ قَرَّتْ تَقَرّ وتَقِرُّ قَرًّا. وَلَيْلَةٌ ذاتُ قَرَّةٍ أَي لَيْلَةٌ ذَاتُ بَرْدٍ؛ وأَصابنا قَرَّةٌ وقِرَّةٌ، وَطَعَامٌ قارٌّ. وَرُوِيَ عَنْ
عُمَرَ أَنه قَالَ لِابْنِ مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ: بَلَغَنِي أَنك تُفْتي، وَلِّ حارَّها مَنْ تَوَلَّى قارَّها
؛ قَالَ شَمِرٌ: مَعْنَاهُ وَلِّ شَرَّها مَنْ تَولَّى خَيْرَها ووَلِّ شديدَتها مَنْ تَوَلَّى هَيِّنَتها، جَعَلَ الْحَرَّ كِنَايَةً عَنِ الشَّرِّ، والشدّةَ والبردَ كِنَايَةً عَنِ الْخَيْرِ والهَيْنِ. والقارُّ: فَاعِلٌ مِنَ القُرِّ الْبَرْدِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ
الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ فِي جَلْدِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبة: وَلِّ حارَّها مَنْ تولَّى قارَّها
، وامتنعَ مِنْ جَلْدِه. ابْنُ الأَعرابي: يَوْمٌ قَرٌّ وَلَا أَقول قارٌّ وَلَا أَقول يَوْمٌ حَرٌّ. وَقَالَ: تَحَرَّقت الأَرضُ وَالْيَوْمُ قَرٌّ. وَقِيلَ لِرَجُلٍ: مَا نَثَرَ أَسنانَك؟ فَقَالَ: أَكلُ الْحَارِّ وشُرْبُ القارِّ. وَفِي حَدِيثِ
أُم زَرْعٍ: لَا حَرٌّ وَلَا قُرٌّ
؛ القُرُّ: البَرْدُ، أَرادت أَنه لَا ذُو حَرٍّ وَلَا ذُو بَرْدٍ فَهُوَ مُعْتَدِلٌ، أَرادت بِالْحَرِّ وَالْبَرْدِ الْكِنَايَةَ عَنِ الأَذى، فَالْحَرُّ عَنْ قَلِيلِهِ وَالْبَرْدُ عَنْ كَثِيرِهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
حُذَيفة فِي غَزْوَةِ الخَنْدَق: فَلَمَّا أَخبرتُه خَبَرَ الْقَوْمِ وقَرَرْتُ قَرِرْتُ
، أَي لَمَّا سكنتُ وجَدْتُ مَسَّ الْبَرْدِ. وَفِي حَدِيثُ
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْر: لَقُرْصٌ بُرِّيٌّ بأَبْطَحَ قُرِّيٍ
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: سُئِلَ شَمِرٌ عَنْ هَذَا فَقَالَ: لَا أَعرفه إِلا أَن يَكُونَ مِنَ القُرِّ الْبَرْدِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَرَّ يومُنا يَقُرُّ، ويَقَرُّ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ. والقُرارة: مَا بَقِيَ فِي القِدْرِ بَعْدَ الغَرْفِ مِنْهَا. وقَرَّ القِدْرَ يَقُرُّها قَرًّا: فَرَّغَ مَا فِيهَا مِنَ الطَّبِيخِ وَصَبَّ فِيهَا مَاءً بَارِدًا كَيْلَا تَحْتَرِقَ. والقَرَرَةُ والقُرَرَة والقَرارة والقِرارة والقُرورةُ، كُلُّهُ: اسْمُ ذَلِكَ الْمَاءِ. وكلُّ مَا لَزِقَ بأَسفل القِدْر مِنْ مَرَقٍ أَو حُطامِ تابِلٍ مُحْتَرِقٍ أَو سَمْنٍ أَو غَيْرِهِ: قُرّة وقُرارة وقُرُرَة، بِضَمِّ الْقَافِ وَالرَّاءِ، وقُرَرة، وتَقَرَّرَها واقْتَرَّها: أَخذها وائْتَدَمَ بِهَا. يُقَالُ: قَدِ اقْتَرَّتِ القِدْرُ وَقَدْ قَرَرْتُها إِذا طَبَخْتَ فِيهَا حَتَّى يَلْصَقَ بأَسفلها، وأَقْرَرْتها إِذا نَزَعْتَ مَا فِيهَا مِمَّا لَصِقَ بِهَا؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ. والقَرُّ: صبُّ الْمَاءِ دَفْعَة وَاحِدَةً. وتَقَرَّرتِ الإِبلُ: صَبَّتْ بَوْلَهَا عَلَى أَرجلها. وتَقَرَّرَت: أَكلت اليَبِسَ فتَخَثَّرت أَبوالُها. والاقْتِرار: أَن تأْكل الناقةُ اليبيسَ والحِبَّةَ فَيَتَعَقَّدَ عَلَيْهَا الشحمُ فَتَبُولَ فِي رِجْلَيْهَا مِنْ خُثُورة بَوْلِهَا. وَيُقَالُ: تَقَرَّرت الإِبل فِي أَسْؤُقها، وقَرّت تَقِرُّ: نَهِلَتْ وَلَمْ تَعُلَّ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:
حَتَّى إِذا قَرَّتْ وَلَمَّا تَقْرِرِ،
…
وجَهَرَت آجِنَةً، لَمْ تَجْهَرِ
وَيُرْوَى أَجِنَّةً. وجَهَرَتْ: كَسَحَتْ. وَآجِنَةٌ: مُتَغَيِّرَةٌ، وَمَنْ رَوَاهُ أَجِنَّةَ أَراد أَمْواهاً مُنْدَفِنَةً، عَلَى التَّشْبِيهِ بأَجنَّة الْحَوَامِلِ. وقَرَّرت الناقةُ بِبَوْلِهَا تَقْريراً إِذا رَمَتْ بِهِ قُرَّةً بَعْدَ قُرَّةٍ أَي دُفْعَةً بَعْدَ دُفْعة خَاثِرًا مِنْ أَكل الحِبّة؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
يُنْشِقْنَه فَضْفاضَ بَوْلٍ كالصَّبَرْ،
…
فِي مُنْخُرَيْه، قُرَراً بَعْدَ قُرَرْ
قَرَرًا بَعْدَ قَرَرٍ أَي حُسْوَة بَعْدَ حُسْوَة ونَشْقَةً بَعْدَ نَشْقة. ابْنُ الأَعرابي: إِذا لَقِحَت النَّاقَةُ فَهِيَ مُقِرٌّ وقارِحٌ، وَقِيلَ: إِن الاقْترارَ السِّمنُ، تَقُولُ:
اقْتَرَّتِ الناقةُ سَمِنَتْ؛ وأَنشد لأَبي ذُؤَيْبٍ الْهُذَلِيِّ يَصِفُ ظَبْيَةً:
بِهِ أَبِلَتْ شَهْرَي رَبيعٍ كِلَاهُمَا،
…
فَقَدْ مارَ فِيهَا نَسْؤُها واقترارُها
نَسْؤُهَا: بَدْءُ سِمَنِهَا، وَذَلِكَ إِنما يَكُونُ فِي أَوّل الرَّبِيعِ إِذا أَكلت الرُّطْبَ، واقترارُها: نِهَايَةُ سِمَنِهَا، وَذَلِكَ إِنما يَكُونُ إِذا أَكلت الْيَبِيسَ وبُزُور الصَّحْرَاءِ فعَقَّدَتْ عَلَيْهَا الشَّحْمَ. وقَرَّ الكلامَ وَالْحَدِيثَ فِي أُذنه يَقُرُّه قَرّاً: فَرَّغه وصَبَّه فِيهَا، وَقِيلَ هُوَ إِذا سارَّه. ابْنُ الأَعرابي: القَرُّ تَرْدِيدُك الْكَلَامَ فِي أُذن الأَبكم حَتَّى يَفْهَمَهُ. شَمِرٌ: قَرَرْتُ الكلامَ فِي أُذنه أَقُرُّه قَرّاً، وَهُوَ أَن تَضَعَ فَاكَ عَلَى أُذنه فَتَجْهَرَ بِكَلَامِكَ كَمَا يُفعل بالأَصم، والأَمر: قُرَّ. وَيُقَالُ: أَقْرَرْتُ الكلامَ لِفُلَانٍ إِقراراً أَي بَيَّنْتُهُ حَتَّى عَرَفَهُ. وَفِي حَدِيثِ اسْتِرَاقِ السَّمْعِ:
يأْتي الشيطانُ فَيَتَسَمَّعُ الكلمةَ فيأْتي بِهَا إِلى الْكَاهِنِ فَيُقِرُّها فِي أُذنه كَمَا تُقَرُّ القارورةُ إِذا أُفرغ فِيهَا
، وَفِي رِوَايَةٍ:
فيَقْذفها فِي أُذن وَلِيِّه كقَرِّ الدَّجَاجَةِ
؛ القَرُّ: تَرْدِيدُكَ الْكَلَامَ فِي أُذن المخاطَب حَتَّى يَفْهَمَهُ. وقَرُّ الدَّجَاجَةِ: صوتُها إِذا قَطَّعَتْهُ، يُقَالُ: قَرَّتْ تَقِرُّ قَرّاً وقَرِيراً، فإِن رَدَّدَتْه قُلْتَ: قَرْقَرَتْ قَرْقَرَةً، وَيُرْوَى: كقَزِّ الزجاجة، بالزاي، أَي كَصَوْتِهَا إِذا صُبَّ فِيهَا الْمَاءُ. وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ، رضي الله عنها: أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ: تَنْزِلُ الْمَلَائِكَةُ فِي العَنانِ وَهِيَ السحابُ فَيَتَحَدَّثُونَ مَا عَلِمُوا به مما لَمْ يَنْزِلْ مِنَ الأَمر، فيأْتي الشَّيْطَانُ فَيَسْتَمِعُ فَيَسْمَعُ الكلمة فيأْتي بها إِلى الْكَاهِنِ فيُقِرُّها فِي أُذنه كَمَا تُقَرُّ القارورةُ إِذا أُفرغ فِيهَا مِائَةُ كِذْبةٍ.
والقَرُّ: الفَرُّوج. واقْتَرَّ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ: اغْتَسَلَ. والقَرُورُ: الْمَاءُ الْبَارِدُ يُغْتَسل بِهِ. واقْتَرَرْتُ بالقَرُور: اغْتَسَلْتُ بِهِ. وقَرَّ عَلَيْهِ الماءَ يَقُرُّه: صَبَّهُ. والقَرُّ: مَصْدَرُ قَرَّ عَلَيْهِ دَلْوَ مَاءٍ يَقُرُّها قَرّاً، وقَرَرْتُ عَلَى رأْسه دَلْوًا مِنْ مَاءٍ بَارِدٍ أَي صَبَبْتُهُ. والقُرّ، بِالضَّمِّ: القَرار فِي الْمَكَانِ، تَقُولُ مِنْهُ قَرِرْتُ بِالْمَكَانِ، بِالْكَسْرِ، أَقَرُّ قَراراً وقَرَرْتُ أَيضاً، بِالْفَتْحِ، أَقِرُّ قَرَارًا وقُروراً، وقَرَّ بِالْمَكَانِ يَقِرُّ ويَقَرُّ، والأُولى أَعلى؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَعني أَن فَعَلَ يَفْعِلُ هَاهُنَا أَكثر مِنْ فَعَلَ يَفْعَلُ قَراراً وقُروراً وقَرّاً وتَقْرارةً وتَقِرَّة، والأَخيرة شَاذَّةٌ؛ واسْتَقَرَّ وتَقارَّ واقْتَرَّه فِيهِ وَعَلَيْهِ وقَرَّره وأَقَرَّه فِي مَكَانِهِ فاستقرَّ. وَفُلَانٌ مَا يَتَقارُّ فِي مَكَانِهِ أَي مَا يَسْتَقِرُّ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي مُوسَى: أُقِرَّت الصَّلَاةُ بِالْبِرِّ وَالزَّكَاةِ؟
، وَرُوِيَ:
قَرَّتْ
أَي اسْتَقَرَّت مَعَهُمَا وقُرِنت بِهِمَا، يَعْنِي أَن الصَّلَاةَ مَقْرُونَةٌ بِالْبِرِّ، وَهُوَ الصِّدْقُ وَجِمَاعُ الْخَيْرِ، وأَنها مَقْرُونَةٌ بِالزَّكَاةِ فِي الْقُرْآنِ مَذْكُورَةٌ مَعَهَا. وَفِي حَدِيثِ
أَبي ذَرٍّ: فَلَمْ أَتَقارَّ أَن قمتُ
أَي لَمْ أَلْبَثْ، وأَصله أَتَقارَر، فأُدغمت الرَّاءُ فِي الرَّاءِ. وَفِي حَدِيثِ
نَائِلٍ مَوْلَى عُثْمَانَ: قُلْنَا لرَباح بْنِ المُغْتَرِف: غَنِّنا غِناءَ أَهل القَرارِ
أَي أَهل الحَضَر المستقرِّين فِي مَنَازِلِهِمْ لَا غِناءَ أَهل البَدْو الَّذِينَ لَا يَزَالُونَ مُتَنَقِّلِينَ. اللَّيْثُ: أَقْرَرْتُ الشَّيْءَ فِي مَقَرِّه ليَقِرّ. وَفُلَانٌ قارٌّ: ساكنٌ، وَمَا يَتَقَارُّ فِي مَكَانِهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ*
؛ أَي قَرار وَثُبُوتٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ
؛ أَي لِكُلِّ مَا أَنبأْتكم عَنِ اللَّهِ عز وجل غَايَةٌ وَنِهَايَةٌ تَرَوْنَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها
؛ أَي لِمَكَانٍ لَا تُجَاوِزُهُ وَقْتًا وَمَحَلًّا وَقِيلَ لأَجَلٍ قُدِّر لَهَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَقَرْنَ
وَقَرْنَ
، هُوَ كَقَوْلِكَ ظَلْنَ وظِلْنَ؛ فقَرْنَ عَلَى أَقْرَرْنَ كظَلْنَ عَلَى
أَظْلَلْنَ وقِرنَ عَلَى أَقْرَرنَ كظِلْنَ عَلَى أَظْلَلنَ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ؛ هُوَ مِنَ الوَقار. وقرأَ عَاصِمٌ وأَهل الْمَدِينَةِ: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ
؛ قَالَ وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ مِنَ الوَقار وَلَكِنْ يُرَى أَنهم إِنما أَرادوا: واقْرَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ، فَحَذَفَ الرَّاءَ الأُولى وحُوّلت فَتْحَتُهَا فِي الْقَافِ، كَمَا قَالُوا: هَلْ أَحَسْتَ صاحِبَك، وَكَمَا يُقَالُ فَظِلْتم، يُرِيدُ فَظَلِلْتُمْ؛ قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ: واقْرِرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ، فإِن قَالَ قَائِلٌ: وقِرْن، يُرِيدُ واقْرِرْنَ فتُحَوَّلُ كَسْرَةُ الرَّاءِ إِذا أُسقطت إِلى الْقَافِ، كَانَ وَجْهًا؛ قَالَ: وَلَمْ نَجِدْ ذَلِكَ فِي الْوَجْهَيْنِ مُسْتَعْمَلًا فِي كَلَامِ الْعَرَبِ إِلا فِي فعَلْتم وفَعَلْتَ وفَعَلْنَ، فأَما فِي الأَمر وَالنَّهْيِ وَالْمُسْتَقْبَلِ فَلَا، إِلا أَنه جَوَّزَ ذَلِكَ لأَن اللَّامَ فِي النِّسْوَةِ سَاكِنَةٌ فِي فَعَلْن ويَفْعَلن فَجَازَ ذَلِكَ؛ قَالَ: وَقَدْ قَالَ أَعرابي مِنْ بَنِي نُمَيْر: يَنْحِطْنَ مِنَ الْجَبَلِ، يُرِيدُ ينْحَطِطْنَ، فَهَذَا يُقَوِّي ذَلِكَ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ
، عِنْدِي مِنَ القَرارِ، وَكَذَلِكَ مَنْ قرأَ: وَقَرْنَ
، فَهُوَ مِنَ القَرارِ، وَقَالَ: قَرَرْتُ بِالْمَكَانِ أَقِرُّ وقَرَرْتُ أَقَرُّ. وَقَارَّهُ مُقارَّةً أَي قَرّ مَعَهُ وسَكَنَ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ مَسْعُودٍ: قارُّوا الصلاةَ
، هُوَ مِنَ القَرارِ لَا مِنَ الوَقارِ، وَمَعْنَاهُ السُّكُونُ، أَي اسْكُنُوا فِيهَا وَلَا تَتَحَرَّكُوا وَلَا تَعْبَثُوا، وَهُوَ تَفَاعُلٌ، مِنَ القَرارِ. وتَقْرِيرُ الإِنسان بِالشَّيْءِ: جعلُه فِي قَراره؛ وقَرَّرْتُ عِنْدَهُ الْخَبَرَ حَتَّى اسْتَقَرَّ. والقَرُور مِنَ النساء: التي تَقَرّ [تَقِرّ] لِمَا يُصْنَعُ بِهَا لَا تَرُدّ المُقَبِّلَ والمُراوِدَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، كأَنها تَقِرُّ وَتَسْكُنُ وَلَا تَنْفِرُ مِنَ الرِّيبَة. والقَرْقَرُ: القاعُ الأَمْلَسُ، وَقِيلَ: الْمُسْتَوِي الأَملس الَّذِي لَا شَيْءَ فِيهِ. والقَرارة والقَرارُ: مَا قَرَّ فِيهِ الْمَاءُ. والقَرارُ والقَرارةُ مِنَ الأَرض: الْمُطْمَئِنُّ الْمُسْتَقِرُّ، وَقِيلَ: هُوَ القاعُ الْمُسْتَدِيرُ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القَرارة كُلُّ مُطْمَئِنٍّ انْدَفَعَ إِليه الْمَاءُ فاستقَرّ فِيهِ، قَالَ: وَهِيَ مِنْ مَكَارِمِ الأَرض إِذا كَانَتْ سُهولةٌ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ وَذَكَرَ عَلِيًّا فَقَالَ: عِلْمِي إِلى عِلْمِهِ كالقَرارة فِي المُثْعَنْجَرِ
؛ القَرارةُ الْمُطَمَئِنُّ مِنَ الأَرض وَمَا يَسْتَقِرُّ فِيهِ مَاءُ الْمَطَرِ، وَجَمْعُهَا القَرارُ. وَفِي حَدِيثِ
يَحْيَى بْنِ يَعْمَر: وَلَحِقَتْ طائفةٌ بقَرارِ الأَودية.
وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ:
بُطِحَ لَهُ بِقاعٍ قَرْقَرٍ
؛ هُوَ الْمَكَانُ الْمُسْتَوِي. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ: كُنْتُ زَميلَه فِي غَزْوة قَرقَرةِ الكُدْرِ
؛ هِيَ غَزْوَةٌ مَعْرُوفَةٌ، والكُدْرُ: مَاءٌ لَبَنِي سُلَيْمٍ: والقَرْقَرُ: الأَرض الْمُسْتَوِيَةُ، وَقِيلَ: إِن أَصل الكُدْرِ طَيْرٌ غُبْرٌ سُمِّيَ الموضعُ أَو الْمَاءُ بِهَا؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:
بقَرارِ قِيعانٍ سقَاها وابلٌ
…
واهٍ، فأَثْجَمَ بُرْهَةً لَا يُقْلِعُ
قَالَ الأَصمعي: القَرارُ هَاهُنَا جَمْعُ قَرارةٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما حَمَلَ الأَصمعي عَلَى هَذَا قولُه قِيعان لِيُضِيفَ الْجَمْعَ إِلى الْجَمْعِ، أَلا تَرَى أَن قَرَارًا هَاهُنَا لَوْ كَانَ وَاحِدًا فَيَكُونُ مِنْ بَابِ سَلٍّ وسَلَّة لأَضاف مُفْرَدًا إِلى جَمْعٍ وَهَذَا فِيهِ ضَرْبٌ مِنَ التَّنَاكُرِ وَالتَّنَافُرِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: بُطونُ الأَرض قَرارُها لأَن الْمَاءَ يَسْتَقِرُّ فِيهَا. وَيُقَالُ: القَرار مُسْتَقَرُّ الْمَاءِ فِي الرَّوْضَةِ. ابْنُ الأَعرابي: المَقَرَّةُ الْحَوْضُ الْكَبِيرُ يُجْمَعُ فِيهِ الْمَاءُ، والقَرارة القاعُ الْمُسْتَدِيرُ، والقَرْقَرة الأَرض الْمَلْسَاءُ لَيْسَتْ بجِدِّ واسعةٍ، فإِذا اتَّسَعَتْ غَلَبَ عَلَيْهَا اسْمُ التَّذْكِيرِ فَقَالُوا قَرْقَرٌ؛ وَقَالَ عَبِيدٌ:
تُرْخِي مَرابِعَها فِي قَرْقَرٍ ضاحِي
قال: والقَرَقُ [القَرِقُ] مِثْلُ القَرْقَرِ سَوَاءٌ. وَقَالَ ابْنُ أَحمر: القَرْقَرة وسطُ الْقَاعِ ووسطُ الْغَائِطِ المكانُ الأَجْرَدُ مِنْهُ لَا شَجَرَ فِيهِ وَلَا دَفَّ وَلَا حِجَارَةَ، إِنما هِيَ طِينٌ لَيْسَتْ بِجَبَلٍ وَلَا قُفٍّ، وعَرْضُها نَحْوٌ مِنْ عَشَرَةِ أَذرع أَو أَقل، وَكَذَلِكَ طُولُهَا؛ وَقَوْلُهُ عز وجل: ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ
؛ هُوَ الْمَكَانُ الْمُطْمَئِنُّ الَّذِي يَسْتَقِرُّ فِيهِ الْمَاءُ. وَيُقَالُ لِلرَّوْضَةِ الْمُنْخَفِضَةِ: القَرارة. وَصَارَ الأَمر إِلى قَراره ومُسْتَقَرِّه: تَناهَى وَثَبَتَ. وَقَوْلُهُمْ عِنْدَ شِدَّةٍ تُصِيبُهُمْ: صابتْ بقُرٍّ أَي صَارَتِ الشدّةُ إِلى قَرارها، وَرُبَّمَا قَالُوا: وَقَعَت بقُرٍّ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ وَقَعَتْ فِي الْمَوْضِعِ الذِي يَنْبَغِي. أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ الشِّدَّةِ: صابتْ بقُرٍّ إِذا نَزَلَتْ بِهِمْ شِدَّةٌ، قَالَ: وإِنما هُوَ مَثَل. الأَصمعي: وَقَعَ الأَمرُ بقُرِّه أَي بمُسْتَقَرّه؛ وأَنشد:
لعَمْرُكَ، مَا قَلْبي عَلَى أَهله بحُرّ،
…
وَلَا مُقْصِرٍ، يَوْمًا، فيأْتيَني بقُرّ
أَي بمُسْتَقَرّه؛ وَقَالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ:
تُرَجِّيها، وَقَدْ وقَعَتْ بقُرٍّ،
…
كَمَا تَرْجُو أَصاغِرَها عَتِيبُ
وَيُقَالُ لِلثَّائِرِ إِذا صادفَ ثَأْرَه: وقَعْتَ بقُرِّكَ أَي صادَفَ فؤادُك مَا كَانَ مُتَطَلِّعاً إِليه فتَقَرّ؛ قَالَ الشَّمَّاخ:
كأَنها وابنَ أَيامٍ تُؤَبِّنُه،
…
مِنْ قُرَّةِ العَيْنِ، مُجْتابا دَيابُوذِ
أَي كأَنهما مِنْ رِضَاهُمَا بِمَرْتَعِهِمَا وَتَرْكِ الِاسْتِبْدَالِ بِهِ مُجتابا ثوبٍ فاخِرٍ فَهُمَا مَسْرُورَانِ بِهِ؛ قَالَ الْمُنْذِرِيُّ: فعُرِضَ هَذَا القولُ عَلَى ثَعْلَبٍ فَقَالَ هَذَا الْكَلَامُ أَي سَكَّنَ اللهُ عينَه بِالنَّظَرِ إِلى مَا يُحِبُّ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: قَرْقارِ أَي قِرَّ واسكنْ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وقَرَّتْ عينُه تَقَرّ؛ هَذِهِ أَعلى عَنْ ثَعْلَبٍ، أَعني فَعِلَتْ تَفْعَلُ، وقَرَّت تَقِرُّ قَرَّة وقُرَّةً؛ الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ، وَقَالَ: هِيَ مَصْدَرٌ، وقُرُوراً، وَهِيَ ضدُّ سَخِنتْ، قَالَ: وَلِذَلِكَ اخْتَارَ بَعْضُهُمْ أَن يَكُونَ قَرَّت فَعِلَت لِيَجِيءَ بِهَا عَلَى بِنَاءِ ضِدِّهَا، قَالَ: وَاخْتَلَفُوا فِي اشْتِقَاقِ ذَلِكَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ بَرَدَتْ وَانْقَطَعَ بُكَاؤُهَا واستحرارُها بِالدَّمْعِ فإِن لِلسُّرُورِ دَمْعَةً بَارِدَةً وَلِلْحُزْنِ دَمْعَةً حَارَّةً، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ القَرارِ، أَي رأَت ما كانت متشوّقة إِليه فقَرَّتْ وَنَامَتْ. وأَقَرَّ اللهُ عينَه وَبِعَيْنِهِ، وَقِيلَ: أَعطاه حَتَّى تَقَرَّ فَلَا تَطْمَحَ إِلى مَنْ هُوَ فَوْقَهُ، وَيُقَالُ: حَتَّى تَبْرُدَ وَلَا تَسْخَنَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَرَّت عينُه مأْخوذ مِنَ القَرُور، وَهُوَ الدَّمْعُ الْبَارِدُ يَخْرُجُ مَعَ الْفَرَحِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ القَرارِ، وَهُوَ الهُدُوءُ، وَقَالَ الأَصمعي: أَبرد اللهُ دَمْعَتَه لأَن دَمْعَة السُّرُورِ بَارِدَةٌ. وأَقَرَّ اللَّهُ عَيْنَهُ: مُشْتَقٌّ مِنَ القَرُور، وَهُوَ الْمَاءُ الْبَارِدُ، وَقِيلَ: أَقَرَّ اللهُ عَيْنَكَ أَي صَادَفْتَ مَا يُرْضِيكَ فَتَقَرُّ عَيْنُكَ مِنَ النَّظَرِ إِلى غَيْرِهِ، وَرَضِيَ أَبو الْعَبَّاسِ هَذَا الْقَوْلَ وَاخْتَارَهُ، وَقَالَ أَبو طَالِبٍ: أَقرَّ اللَّهُ عَيْنَهُ أَنام اللَّهُ عَيْنَهُ، وَالْمَعْنَى صَادَفَ سُرُورًا يُذْهِبُ سَهَرَهُ فَيَنَامُ؛ وأَنشد:
أَقَرَّ بِهِ مَوَالِيكِ العُيونا
أَي نَامَتْ عُيُونُهُمْ لَمَّا ظَفِرُوا بِمَا أَرادوا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً
؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَي طِيبِي نَفْسًا، قَالَ: وإِنما نُصِبَتِ الْعَيْنُ لأَن الْفِعْلَ كَانَ لَهَا فَصَيَّرَتْهُ للمرأَة، مَعْنَاهُ لِتَقَرَّ عينُك، فإِذا حُوِّل الفعلُ عَنْ صَاحِبِهِ نَصَبَ صَاحِبَ الْفِعْلِ عَلَى التَّفْسِيرِ. وَعَيْنٌ قَرِيرةٌ: قارَّة، وقُرَّتُها: مَا قَرَّت بِهِ. والقُرَّةُ: كُلُّ شَيْءٍ قَرَّت بِهِ عَيْنُكَ، والقُرَّةُ:
مَصْدَرُ قَرَّت الْعَيْنُ قُرَّةً. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ
؛ وقرأَ أَبو هُرَيْرَةَ:
مِنْ قُرَّاتِ أَعْيُن
، وَرَوَاهُ عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ:
لَوْ رَآكَ لقَرَّتْ عَيْنَاهُ
أَي لَسُرَّ بِذَلِكَ وفَرِحَ، قَالَ: وَحَقِيقَتُهُ أَبْرَدَ اللهُ دَمْعَةَ عَيْنِيهِ لأَن دَمْعَةَ الْفَرَحِ بَارِدَةٌ، وَقِيلَ: أَقَرَّ اللَّهُ عَيْنَكَ أَي بَلَّغَك أُمْنِيَّتك حَتَّى تَرْضَى نَفْسُك وتَسْكُنَ عَيْنُك فَلَا تَسْتَشْرِفَ إِلى غَيْرِهِ؛ وَرَجُلٌ قَرِيرُ الْعَيْنِ وقَرِرْتُ بِهِ عَيْنًا فأَنا أَقَرُّ وقَرَرْتُ أَقِرُّ وقَرِرْتُ [قَرَرْتُ] فِي الْمَوْضِعِ مِثْلُهَا. ويومُ القَرِّ: الْيَوْمُ الَّذِي يَلِي عِيدَ النَّحْرِ لأَن النَّاسَ يَقِرُّونَ فِي مَنَازِلِهِمْ، وَقِيلَ: لأَنهم يَقِرُّون بِمِنًى؛ عَنْ كُرَاعٍ، أَي يَسْكُنُونَ وَيُقِيمُونَ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَفضلُ الأَيام عِنْدَ اللَّهِ يومُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ القَرِّ
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَراد بِيَوْمِ القَرِّ الغَدَ مِنْ يَوْمِ النَّحْرِ، وَهُوَ حَادِيَ عَشَرَ ذِي الْحِجَّةِ، سُمِّيَ يومَ القَرِّ لأَن أَهل المَوْسِمِ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ وَيَوْمَ عَرَفَةَ وَيَوْمَ النَّحْرِ فِي تَعَبٍ مِنَ الْحَجِّ، فإِذا كَانَ الغدُ من يوم النحر قَرُّوا بِمِنًى فَسُمِّيَ يومَ القَرِّ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
عُثْمَانَ: أَقِرُّوا الأَنفس حَتَّى تَزْهَقَ
أَي سَكِّنوا الذَّبَائِحَ حَتَّى تُفارقها أَرواحها وَلَا تُعْجِلُوا سَلْخها وَتَقْطِيعَهَا. وَفِي حَدِيثِ البُراق:
أَنه استصعبَ ثُمَّ ارْفَضَّ وأَقَرَّ
أَي سَكَنَ وَانْقَادَ. ومَقَرُّ الرَّحِمِ: آخِرُها، ومُسْتَقَرُّ الحَمْل مِنْهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ
؛ أَي فَلَكُمْ فِي الأَرحام مُسْتَقَرٌّ وَلَكُمْ فِي الأَصلاب مُسْتَوْدَعٌ، وَقُرِئَ:
فمستقِرٌّ ومُسْتَوْدَعٌ
؛ أَي مُسْتَقِرٌّ فِي الرَّحِمِ، وَقِيلَ: مُسْتَقِرٌّ فِي الدُّنِيَا مَوْجُودٌ، ومستودعَ فِي الأَصلاب لَمْ يُخْلَقْ بَعْدُ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: الْمُسْتَقِرُّ مَا وُلِدَ مِنَ الْخَلْقِ وَظَهَرَ عَلَى الأَرض، والمستودَع مَا فِي الأَرحام، وَقِيلَ: مُسْتَقَرُّهَا فِي الأَصلاب ومستودعها في الأَرحام، وسيأْتي ذِكْرُ ذَلِكَ مُسْتَوْفًى فِي حرف العين، إِن شاءَ اللَّهُ تَعَالَى، وَقِيلَ: مُسْتَقِرٌّ فِي الأَحياء ومستودَع فِي الثَّرَى. وَالْقَارُورَةُ: وَاحِدَةُ القَوارير مِنَ الزُّجاج، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي المرأَة الْقَارُورَةَ وَتُكَنِّي عَنْهَا بِهَا. والقارُورُ: مَا قَرَّ فِيهِ الشرابُ وَغَيْرُهُ، وَقِيلَ: لَا يَكُونُ إِلا مِنَ الزُّجَاجِ خَاصَّةً. وقوله تعالى: قَوارِيرَا قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ
؛ قَالَ بَعْضُ أَهل الْعِلْمِ: مَعْنَاهُ أَوانيَ زُجاج فِي بَيَاضِ الْفِضَّةِ وَصَفَاءِ الْقَوَارِيرِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا حَسَنٌ، فأَما مَنْ أَلحق الأَلف فِي قَوَارِيرَ الأَخيرة فإِنه زَادَ الأَلف لتَعْدِلَ رؤوس الْآيِ. وَالْقَارُورَةُ: حَدَقة الْعَيْنِ، عَلَى التَّشْبِيهِ بِالْقَارُورَةِ مِنَ الزُّجَاجِ لِصَفَائِهَا وأَن المتأَمّل يَرَى شَخْصَهُ فِيهَا؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
قَدْ قَدَحَتْ مِنْ سَلْبِهِنَّ سَلْبا
…
قارورةُ العينِ، فصارتْ وَقْبا
ابْنُ الأَعرابي: القَوارِيرُ شَجَرٌ يُشْبِهُ الدُّلْبَ تُعمل مِنْهُ الرِّحالُ وَالْمَوَائِدُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ لأَنْجَشةَ وَهُوَ يَحْدُو بِالنِّسَاءِ: رِفْقاً بالقَوارير
؛ أَراد، صلى الله عليه وسلم، بِالْقَوَارِيرِ النِّسَاءَ، شَبَّهَهُنَّ بِالْقَوَارِيرِ لِضَعْفِ عَزَائِمِهِنَّ وَقِلَّةِ دَوَامِهِنَّ عَلَى الْعَهْدِ، والقواريرُ مِنَ الزُّجاج يُسْرِع إِليها الْكَسْرُ وَلَا تَقْبَلُ الجَبْرَ، وَكَانَ أَنْجَشَةُ يَحْدُو بِهِنَّ رِكابَهُنَّ وَيَرْتَجِزُ بِنَسِيبِ الشِّعْرِ وَالرَّجَزِ وَرَاءَهُنَّ، فَلَمْ يُؤْمَنْ أَن يُصِيبَهُنَّ مَا يَسْمَعْنَ مِنْ رَقِيقِ الشِّعْرِ فِيهِنَّ أَو يَقَعَ فِي قُلُوبِهِنَّ حُداؤه، فأَمر أَنجشَةَ بِالْكَفِّ عَنْ نَشِيدِهِ وحُدائه حِذارَ صَبْوَتِهن إِلى غَيْرِ الْجَمِيلِ، وَقِيلَ: أَراد أَن الإِبل إِذا سَمِعْتِ الحُداء أَسرعت فِي الْمَشْيِ وَاشْتَدَّتْ فأَزعجت الراكبَ فأَتعبته فَنَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ لأَن النِّسَاءَ يَضْعُفْنَ عَنْ شِدَّةِ الْحَرَكَةِ. وواحدةُ
الْقَوَارِيرِ: قارورةٌ، سُمِّيَتْ بِهَا لِاسْتِقْرَارِ الشَّرَابِ فِيهَا. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ: مَا أَصَبْتُ مُنْذُ وَلِيتُ عَمَلِي إِلا هَذِهِ القُوَيْرِيرةَ أَهداها إِليّ الدِّهْقانُ
؛ هِيَ تَصْغِيرُ قَارُورَةٍ. وَرُوِيَ عَنِ الحُطَيْئة أَنه نَزَلَ بِقَوْمٍ مِنَ الْعَرَبِ فِي أَهله فَسَمِعَ شُبَّانَهم يَتَغَنَّوْنَ فَقَالَ: أَغْنُوا أَغانيَّ شُبَّانِكم فإِن الغِناء رُقْيَةُ الزِّنَا. وَسَمِعَ سليمانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ غِناءَ رَاكِبٍ لَيْلًا، وَهُوَ فِي مِضْرَبٍ لَهُ، فَبَعْثَ إِليه مَنْ يُحْضِرُه وأَمر أَن يُخْصَى وَقَالَ: مَا تَسْمَعُ أُنثى غِناءه إِلا صَبَتْ إِليه؛ قَالَ: وَمَا شَبَّهْتُه إِلا بِالْفَحْلِ يُرْسَلُ فِي الإِبل يُهَدِّرُ فِيهِنَّ فيَضْبَعُهنّ. والاقْترارُ: تَتَبُّعُ مَا فِي بَطْنِ الْوَادِي مِنْ بَاقِي الرُّطْبِ، وَذَلِكَ إِذا هَاجَتِ الأَرض ويَبِستْ مُتونُها. والاقترارُ: استقرارُ مَاءُ الْفَحْلِ فِي رَحِمِ النَّاقَةِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
فَقَدْ مَارَ فِيهَا نَسْؤُهَا وَاقْتِرَارُهَا
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرف مِثْلَ هَذَا، اللَّهُمَّ إِلا أَن يَكُونَ مَصْدَرًا وإِلا فَهُوَ غَرِيبٌ ظَرِيفٌ، وإِنما عَبَّرَ بِذَلِكَ عَنْهُ أَبو عُبَيْدٍ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ بِمِثْلِ هَذَا عِلْمٌ، وَالصَّحِيحُ أَن الِاقْتِرَارَ تَتَبُّعُها فِي بُطُونِ الأَوْدِية النباتَ الَّذِي لَمْ تُصِبْهُ الشَّمْسُ. والاقترارُ: الشِّبَعُ. وأَقَرَّت الناقةُ: ثَبَتَ حَمْلُهَا. واقْتَرَّ ماءُ الفحل في الرحم أَي استقرَّ. أَبو زَيْدٍ: اقترارُ مَاءِ الْفَحْلِ فِي الرَّحِمِ أَن تبولَ فِي رِجْلَيْهَا، وَذَلِكَ مِنْ خُثورة الْبَوْلِ بِمَا جَرَى فِي لَحْمِهَا. تَقُولُ: قَدِ اقْتَرَّت، وَقَدِ اقْتَرَّ المالُ إِذَا شَبِعَ. يُقَالُ ذَلِكَ فِي النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ. وَنَاقَةٌ مُقِرٌّ: عَقَّدَتْ مَاءَ الْفَحْلِ فأَمسكته فِي رَحِمِهَا وَلَمْ تُلْقِه. والإِقرارُ: الإِذعانُ لِلْحَقِّ والاعترافُ بِهِ. أَقَرَّ بِالْحَقِّ أَي اعْتَرَفَ بِهِ. وَقَدْ قَرَّرَه عَلَيْهِ وقَرَّره بِالْحَقِّ غيرُه حَتَّى أَقَرَّ. والقَرُّ: مَرْكَبٌ لِلرِّجَالِ بَيْنَ الرَّحْل والسَّرْج، وَقِيلَ: القَرُّ الهَوْدَجُ؛ وأَنشد:
كالقَرِّ ناسَتْ فوقَه الجَزاجِزُ
وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
فإِمَّا تَرَيْني فِي رِحالةِ جابرٍ
…
عَلَى حَرَجٍ كالقَرِّ، تَخْفِقُ أَكفاني
وَقِيلَ: القَرُّ مَرْكَبٌ لِلنِّسَاءِ. والقَرارُ: الْغَنَمُ عامَّةً؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:
أَسْرَعْت فِي قَرارِ،
…
كأَنما ضِرارِي
أَرَدْتِ يَا جَعارِ
وخصَّ ثعلبٌ بِهِ الضأْنَ. وَقَالَ الأَصمعي: القَرارُ والقَرارةُ النَّقَدُ، وَهُوَ ضربٌ مِنَ الغَنَمِ قِصَارُ الأَرْجُل قِباح الْوُجُوهِ. الأَصمعي: القَرار النَّقَدُ مِنَ الشَّاءِ وَهِيَ صغارٌ، وأَجودُ الصُّوفِ صُوفُ النَّقَدِ؛ وأَنشد لِعَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدَةَ:
والمالُ صُوفُ قَرارٍ يَلْعَبونَ بِهِ،
…
عَلَى نِقادَتِه، وافٍ ومَجْلُومُ
أَي يَقِلُّ عِنْدَ ذَا وَيَكْثُرُ عِنْدَ ذَا. والقُرَرُ: الحَسا، وَاحِدَتُهَا قُرَّة؛ حَكَاهَا أَبو حَنِيفَةَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري أَيَّ الحَسا عَنَى أَحَسَا الْمَاءِ أَم غَيْرَهُ مِنَ الشَّرَابِ. وطَوَى الثَّوْبَ عَلَى قَرِّه: كَقَوْلِكَ عَلَى غَرّه أَي عَلَى كَسْرِه، والقَرُّ والغَرُّ والمَقَرُّ: كَسْرُ طَيِّ الثَّوْبِ. والمَقَرّ: موضعٌ وسطَ كاظمةَ، وَبِهِ قَبْرُ غَالِبٍ أَبي الْفَرَزْدَقِ وَقَبْرُ امرأَة جَرِيرٍ؛ قَالَ الرَّاعِي:
فصَبَّحْنَ المَقَرَّ، وَهُنَّ خُوصٌ،
…
عَلَى رَوَحٍ يُقَلِّبْنَ المَحارا
وَقِيلَ: المَقَرُّ ثنيةُ كاظِمةَ. وَقَالَ خالدُ بْنُ جَبَلَة: زَعَمَ النُّمَيْرِي أَن المَقَرّ جَبَلٌ لِبَنِي تَمِيمٍ. وقَرَّتِ الدَّجاجةُ تَقِرّ قَرًّا وقَرِيراً: قَطَعتْ صوتَها وقَرْقَرَتْ رَدَّدَتْ صوتَها؛ حَكَاهُ ابْنُ سِيدَهْ عَنِ الْهَرَوِيِّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. والقِرِّيَّة: الحَوْصلة مِثْلَ الجِرِّيَّة. والقَرُّ: الفَرُّوجةُ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر:
كالقَرِّ بَيْنَ قَوادِمٍ زُعْرِ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا العَجُزُ مُغَيَّر، قَالَ: وَصَوَابُ إِنشاد الْبَيْتِ عَلَى مَا رَوَتْهُ الرُّوَاةُ فِي شِعْرِهِ:
حَلَقَتْ بَنُو غَزْوانَ جُؤْجُؤَه
…
والرأْسَ، غيرَ قَنازِعٍ زُعْرِ
فَيَظَلُّ دَفَّاه لَهُ حَرَساً،
…
ويَظَلُّ يُلْجِئُه إِلى النَّحْرِ
قَالَ هَذَا يَصِفُ ظليماً. وبنو غَزْوَانَ: حَيٌّ مِنَ الْجِنِّ، يُرِيدُ أَن جُؤْجُؤَ هَذَا الظَّلِيمِ أَجربُ وأَن رأْسه أَقرع، والزُّعْرُ: الْقَلِيلَةُ الشَّعْرِ. ودَفَّاه: جَنَاحَاهُ، وَالْهَاءُ فِي لَهُ ضَمِيرُ الْبَيْضِ، أَي يجعل جناجيه حَرَسًا لِبَيْضِهِ وَيَضُمُّهُ إِلى نَحْرِهِ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ يُلْجِئُهُ إِلى النَّحْرِ. وقُرَّى وقُرَّانُ: مَوْضِعَانِ. والقَرْقَرة: الضَّحِكُ إِذا اسْتُغْرِبَ فِيهِ ورُجِّعَ. والقَرْقَرة: الْهَدِيرُ، وَالْجَمْعُ القَراقِرُ. والقَرْقَرة: دُعاء الإِبل، والإِنْقاضُ: دُعَاءُ الشَّاءِ وَالْحَمِيرِ؛ قَالَ شظَاظٌ:
رُبَّ عَجُوزٍ مِنْ نُمَيْرٍ شَهْبَرَهْ،
…
عَلَّمْتُها الإِنْقاضَ بَعْدَ القَرْقَره
أَي سَبَيْتُهَا فَحَوَّلْتُهَا إِلى مَا لَمْ تَعْرِفْهُ. وقَرْقَر البعيرُ قَرْقَرة: هَدَر، وَذَلِكَ إِذا هَدَلَ صوتَه ورَجَّع، وَالِاسْمُ القَرْقارُ. يُقَالُ: بَعِيرٌ قَرْقارُ الهَدِير صَافِيَ الصَّوْتِ فِي هَديرِه؛ قَالَ حُمَيدٌ:
جَاءَتْ بِهَا الوُرَّادُ يَحْجِزُ بينَها
…
سُدًى، بَيْنَ قَرْقارِ الهَدِير، وأَعْجَما
وَقَوْلُهُمْ: قَرْقارِ، بُنِيَ عَلَى الْكَسْرِ وَهُوَ مَعْدُولٌ، قَالَ: وَلَمْ يُسْمَعِ الْعَدْلُ مِنَ الرُّبَاعِيِّ إِلا فِي عَرْعارِ وقَرْقارِ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ العِجْلِيُّ:
حَتَّى إِذا كَانَ عَلَى مَطارِ
…
يُمناه، واليُسْرى عَلَى الثَّرْثارِ
قَالَتْ لَهُ ريحُ الصَّبا: قَرْقارِ،
…
واخْتَلَطَ المعروفُ بالإِنْكارِ
يريد: قالت لسحاب قَرْقارِ كأَنه يأْمر السَّحَابَ بِذَلِكَ. ومَطارِ والثَّرْثارُ: مَوْضِعَانِ؛ يَقُولُ: حَتَّى إِذا صَارَ يُمْنى السَّحَابِ عَلَى مَطارِ ويُسْراه عَلَى الثَّرْثارِ قَالَتْ لَهُ رِيحُ الصَّبا: صُبَّ مَا عِنْدَكَ مِنَ الْمَاءِ مُقْتَرِنًا بِصَوْتِ الرَّعْدِ، وَهُوَ قَرْقَرَته، وَالْمَعْنَى ضَرَبَتْهُ رِيحُ الصَّبا فدَرَّ لَهَا، فكأَنها قَالَتْ لَهُ وإِن كَانَتْ لَا تَقُولُ. وَقَوْلُهُ: وَاخْتَلَطَ الْمَعْرُوفُ بالإِنكار أَي اخْتَلَطَ مَا عُرِفَ مِنَ الدَّارِ بِمَا أُنكر أَي جَلَّلَ الأَرضَ كلَّها المطرُ فَلَمْ يُعْرَفْ مِنْهَا الْمَكَانُ الْمَعْرُوفُ مِنْ غَيْرِهِ. والقَرْقَرة: نَوْعٌ مِنَ الضَّحِكِ، وَجَعَلُوا حِكَايَةَ صَوْتِ الرِّيحِ قَرْقاراً. وَفِي الْحَدِيثِ:
لَا بأْس بِالتَّبَسُّمِ مَا لَمْ يُقَرْقِرْ
؛ القَرْقَرة: الضحك لعالي. والقَرْقَرة: لَقَبُ سَعْدٍ الَّذِي كَانَ يَضْحَكُ مِنْهُ النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ. والقَرْقَرة: مِنْ أَصوات الْحَمَامِ، وَقَدْ قَرْقَرَتْ قَرْقَرَةً وقَرْقَرِيراً نادرٌ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: القَرْقِيرُ فَعْلِيلٌ، جَعَلَهُ رُباعيّاً، والقَرْقارَة: إِناء، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لقَرْقَرَتها.
وقَرْقَرَ الشرابُ فِي حَلْقِهِ: صَوَّت. وقَرْقَرَ بطنُه صَوَّت. قَالَ شَمِرٌ: القَرْقَرة قَرْقَرةُ الْبَطْنِ، والقَرْقَرة نَحْوُ القَهْقهة، والقَرْقَرة قَرْقَرةُ الْحَمَامِ إِذا هَدَر، والقَرْقَرة قَرْقَرة الْفَحْلِ إِذا هَدَر، وَهُوَ القَرْقَرِيرُ. وَرَجُلٌ قُراقرِيٌّ: جَهيرُ الصَّوْتِ؛ وأَنشد:
قَدْ كَانَ هَدَّاراً قُراقِرِيَّا
والقُراقِرُ والقُراقِرِيّ: الحَسَنُ الصَّوْتِ؛ قَالَ:
فِيهَا عِشاشُ الهُدْهُدِ القُراقِر
وَمِنْهُ: حادٍ قُراقِرٌ وقُراقِرِيٌّ جَيِّدُ الصَّوْتِ مِنَ القَرْقَرة؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
أَصْبَح صَوْتُ عامِرٍ صَئِيَّا،
…
مِنْ بعدِ مَا كَانَ قُراقِرِيّا،
فَمَنْ يُنادي بعدَك المَطِيّا؟
والقُراقِرُ: فَرَسُ عَامِرِ بْنِ قَيْسٍ؛ قَالَ:
وكانَ حدَّاءً قُراقِرِيَّا
والقَرارِيُّ: الحَضَريّ الَّذِي لَا يَنْتَجِعُ يَكُونُ مِنْ أَهل الأَمصار، وَقِيلَ: إِن كُلُّ صَانِعٍ عِنْدَ الْعَرَبِ قَرارِيّ. والقَرارِيُّ: الخَيَّاط؛ قَالَ الأَعشى:
يَشُقُّ الأُمُورَ ويَجْتابُها
…
كشَقِّ القَرارِيِّ ثوبَ الرَّدَنْ
قَالَ: يُرِيدُ الخَيَّاطَ؛ وَقَدْ جَعَلَهُ الرَّاعِي قَصَّاباً فَقَالَ:
ودَارِيٍّ سَلَخْتُ الجِلْدَ عَنْهُ،
…
كَمَا سَلَخ القَرارِيُّ الإِهابا
ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلْخَيَّاطِ القَرارِيُّ والفُضُولِيُّ، وَهُوَ البَيطَرُ والشَّاصِرُ. والقُرْقُورُ: ضَرْبٌ مِنَ السُّفُنِ، وَقِيلَ: هِيَ السَّفِينَةُ الْعَظِيمَةُ أَو الطَّوِيلَةُ، والقُرْقُورُ مِنْ أَطول السُّفُنِ، وَجَمْعُهُ قَراقير؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ:
قَراقِيرُ النَّبيطِ عَلَى التِّلالِ
وَفِي حَدِيثِ صَاحِبِ الأُخْدُودِ:
اذْهَبُوا فاحْمِلُوه فِي قُرْقُورٍ
؛ قَالَ: هُوَ السَّفِينَةُ الْعَظِيمَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
فإِذا دَخَلَ أَهل الجنةِ الجنةَ رَكِبَ شهداءُ الْبَحْرِ فِي قَراقيرَ مِنْ دُرّ.
وَفِي حَدِيثِ مُوسَى، عليه السلام:
رَكِبُوا القَراقِيرَ حَتَّى أَتوا آسِيَةَ امرأَة فِرْعَوْنَ بتابُوتِ مُوسَى.
وقُراقِرُ وقَرْقَرى وقَرَوْرى وقُرَّان وقُراقِريّ: مَوَاضِعُ كُلُّهَا بأَعيانها مَعْرُوفَةٌ. وقُرَّانُ: قَرْيَةٌ بِالْيَمَامَةِ ذَاتُ نَخْلٍ وسُيُوحٍ جاريةٍ؛ قَالَ عَلْقَمَةُ:
سُلَّاءَة كَعصَا النَّهْدِيِّ غُلَّ لَها
…
ذُو فِيئَةٍ، مِنْ نَوى قُرَّانَ، مَعْجومُ
ابْنُ سِيدَهْ: قُراقِرُ وقَرْقَرى، عَلَى فَعْلَلى، مَوْضِعَانِ، وَقِيلَ: قُراقِرُ، عَلَى فُعالل، بِضَمِّ الْقَافِ، اسْمُ مَاءٍ بِعَيْنِهِ، وَمِنْهُ غَزَاةُ قُراقِر؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
وَهُمْ ضَرَبُوا بالحِنْوِ، حِنْوِ قُراقِرٍ،
…
مُقَدِّمَةَ الهامُرْزِ حَتَّى تَوَلَّتِ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ للأَعشى، وَصَوَابُ إِنشاده: هُمُ ضَرَبُوا؛ وَقَبْلَهُ:
فِدًى لَبَنِي دُهْلِ بنِ شَيْبانَ ناقَتِي،
…
وراكبُها يومَ اللِّقَاءِ، وقَلَّتِ
قَالَ: هَذَا يذكِّر فِعْلَ بَنِي ذُهْلٍ يَوْمَ ذِي قَارٍ وَجُعِلَ النَّصْرُ لَهُمْ خَاصَّةً دُونَ بَنِي بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ. والهامُرْزُ: رَجُلٌ مِنَ الْعَجَمِ، وَهُوَ قَائِدٌ مِنْ قُوَّاد كِسْرى. وقُراقِرُ: خَلْفَ الْبَصْرَةِ وَدُونَ الْكُوفَةِ قَرِيبٌ مِنْ ذِي قَارٍ، وَالضَّمِيرُ فِي قَلَّتِ يَعُودُ عَلَى الْفِدْيَةِ أَي قَلَّ لَهُمْ أَن أَفديهم بِنَفْسِي وَنَاقَتِي. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ
قُراقِرَ، بِضَمِّ الْقَافِ الأُولى، وَهِيَ مَفَازَةٌ فِي طَرِيقِ الْيَمَامَةِ قَطَعَهَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَهِيَ بِفَتْحِ الْقَافِ، مَوْضِعٌ مِنْ أَعراض الْمَدِينَةِ لِآلِ الْحَسَنَ بْنِ عَلِيٍّ، عليهما السلام. والقَرْقَرُ: الظَّهْرُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
رَكِبَ أَتاناً عَلَيْهَا قَرْصَف لَمْ يَبْقَ مِنْهُ إِلا قَرْقَرُها
أَي ظَهْرُهَا. والقَرْقَرَةُ: جِلْدَةُ الْوَجْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
فإِذا قُرِّبُ المُهْلُ مِنْهُ سَقَطَتْ قَرْقَرَةُ وَجْهِهِ
؛ حَكَاهُ ابْنُ سِيدَهْ عَنْ الْغَرِيبَيْنِ لِلْهَرَوِيِّ. قَرقَرَةُ وَجْهِهِ أَي جِلْدَتُهُ. والقَرْقَرُ مِنْ لِبَاسِ النِّسَاءِ، شُبِّهَتْ بَشَرَةُ الْوَجْهِ بِهِ، وَقِيلَ: إِنما هِيَ رَقْرَقَةُ وَجْهِهِ، وهو مَا تَرَقْرَقَ مِنْ مَحَاسِنِهِ. وَيُرْوَى: فَرْوَةُ وَجْهِهِ، بِالْفَاءِ؛ وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: أَراد ظَاهِرَ وَجْهِهِ وَمَا بَدَا مِنْهُ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلصَّحْرَاءِ الْبَارِزَةِ: قَرْقَرٌ. والقَرْقَرُ والقَرْقَرَةُ: أَرض مُطَمَئِنَّةٌ لَيِّنَةٌ. والقَرَّتانِ: الغَداةُ والعَشِيُّ؛ قَالَ لَبِيدٌ:
وجَوارِنٌ بيضٌ وكلُّ طِمِرَّةٍ،
…
يَعْدُو عَلَيْهَا، القَرَّتَيْنِ، غُلامُ
الجَوارِنُ: الدُّرُوعُ. ابْنُ السِّكِّيتِ: فُلَانٌ يأْتي فُلَانًا القَرَّتين أَي يأْتيه بالغداة والعَشِيّ. وأَيوب بْنُ القِرِّيَّةِ: أَحدُ الْفُصَحَاءِ. والقُرَّةُ: الضِّفْدَعَة وقُرَّانُ: اسْمُ رَجُلٍ. وقُرَّانُ فِي شِعْرِ أَبي ذُؤَيْبٍ: اسْمُ وادٍ. ابْنُ الأَعرابي: القُرَيْرَةُ تَصْغِيرُ القُرَّة، وَهِيَ نَاقَةٌ تؤْخذ مِنَ المَغْنَم قَبْلَ قِسْمَةِ الْغَنَائِمِ فَتُنْحَرُ وتُصْلَح ويأْكلها النَّاسُ يُقَالُ لَهَا قُرَّة العين. يقال ابْنُ الْكَلْبِيِّ: عُيِّرَتْ هَوازِنُ وبنو أَسد بأَكل القُرَّة، وَذَلِكَ أَن أَهل الْيَمَنِ كَانُوا إِذا حلقوا رؤوسهم بِمِنًى وَضَع كلُّ رَجُلٍ عَلَى رأْسه قُبْضَةَ دَقِيقٍ فإِذا حلقوا رؤوسهم سَقَطَ الشَّعْرُ مَعَ ذَلِكَ الدَّقِيقِ وَيَجْعَلُونَ ذَلِكَ الدَّقِيقَ صَدَقَةً فَكَانَ نَاسٌ مِنْ أَسد وقيس يأْخذون ذَلِكَ الشَّعْرَ بِدَقِيقِهِ فَيَرْمُونَ الشَّعْرَ وَيَنْتَفِعُونَ بِالدَّقِيقِ؛ وأَنشد لِمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبي مُعَاوِيَةَ الجَرْمي:
أَلم تَرَ جَرْماً أَنْجَدَتْ وأَبوكُمُ،
…
مَعَ الشَّعْرِ، فِي قَصِّ المُلَبّدِ، سارِعُ
إِذا قُرَّةٌ جَاءَتْ يقولُ: أُصِبْ بِهَا
…
سِوى القَمْلِ، إِني مِنْ هَوازِنَ ضارِعُ
التَّهْذِيبُ: اللَّيْثُ: الْعَرَبُ تُخْرِجُ مِنْ آخَرِ حُرُوفٍ مِنَ الْكَلِمَةِ حَرْفًا مِثْلَهَا، كَمَا قَالُوا: رَمادٌ رَمْدَدٌ، وَرَجُلٌ رَعِشٌ رِعْشِيشٌ، وَفُلَانٌ دَخيلُ فُلَانٍ ودُخْلُله، وَالْيَاءُ فِي رِعْشِيشٍ مَدَّة، فإِن جعلتَ مَكَانَهَا أَلفاً أَو وَاوًا جَازَ؛ وأَنشد يَصِفُ إِبلًا وشُرْبَها:
كأَنَّ صَوْتَ جَرْعِهِنّ المُنْحَدِرْ
…
صَوْتُ شِقِرَّاقٍ، إِذا قَالَ: قِرِرْ
فأَظهر حَرْفَيِ التَّضْعِيفِ، فإِذا صَرَّفوا ذَلِكَ فِي الْفِعْلِ قَالُوا: قَرْقَرَ فَيُظْهِرُونَ حَرْفَ الْمُضَاعَفِ لِظُهُورِ الرَّاءَيْنِ فِي قَرْقَر، كَمَا قَالُوا صَرَّ يَصِرُّ صَرِيراً، وإِذا خَفَّفَ الرَّاءَ وأَظهر الْحَرْفَيْنِ جَمِيعًا تَحَوَّلَ الصَّوْتُ مِنَ الْمَدِّ إِلى التَّرْجِيعِ فَضُوعِفَ، لأَن التَّرْجِيعَ يُضاعَفُ كُلُّهُ فِي تَصْرِيفِ الْفِعْلِ إِذا رَجَعَ الصَّائِتُ، قَالُوا: صَرْصَر وصَلْصَل، عَلَى تَوَهُّمِ الْمَدِّ فِي حَالٍ، وَالتَّرْجِيعِ فِي حَالٍ. التَّهْذِيبُ: واد قَرِقٌ وقَرْقَرٌ وقَرَقُوْسٌ أَي أَملس، والقَرَق الْمَصْدَرُ. وَيُقَالُ لِلسَّفِينَةِ: القُرْقُور والصُّرْصُور.
قزبر: التَّهْذِيبُ: مِنْ أَسماء الذَّكر القَسْبَرِيّ والقَزْبَرِيّ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلذَّكَرِ القَزْبَرُ والفَيْخَر والمُتْمَئِرُّ والعُجارِمُ والجُرْدانُ.
قسر: القَسْرُ: القَهْرُ عَلَى الكُرْه. قَسَرَه يَقْسِرُه قَسْراً واقْتَسَرَه: غَلَبه وقَهَره، وقَسَرَه عَلَى
الأَمر قَسْراً: أَكرهه عَلَيْهِ، واقْتَسَرْته أَعَمُّ. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، رضي الله عنه: مَرْبُوبونَ اقْتِساراً
؛ الاقْتِسارُ افْتِعال مِنَ القَسْر، وَهُوَ الْقَهْرُ وَالْغَلَبَةُ. والقَسْوَرَةُ: الْعَزِيزُ يَقْتَسِر غيرَه أَي يَقْهَرُه، وَالْجَمْعُ قَساوِرُ. والقَسْوَرُ: الرَّامِي، وَقِيلَ: الصَّائِدُ؛ وأَنشد اللَّيْثُ:
وشَرْشَرٍ وقَسْوَرٍ نَصْرِيِ
وَقَالَ: الشَّرْشَرُ الْكَلْبُ والقَسْوَرُ الصَّيَّادُ والقَسْوَرُ الأَسد، وَالْجَمْعُ قَسْوَرَةٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ
؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ أَهل اللُّغَةِ وَتَحْرِيرُهُ أَن القَسْوَرَ والقَسْوَرَة اسْمَانِ للأَسد، أَنثوه كَمَا قَالُوا أُسامة إِلا أَن أُسامة مَعْرِفَةٌ. وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ: فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ
، قِيلَ: هُمُ الرُّمَاةُ مِنَ الصَّيَّادِينَ؛ قَالَ الأَزهري: أَخطأَ اللَّيْثُ فِي غَيْرِ شَيْءٍ مِمَّا فَسَّر، فَمِنْهَا قَوْلُهُ: الشَّرْشَرُ الْكَلْبُ، وإِنما الشَّرْشَرُ نَبْتٌ مَعْرُوفٌ، قَالَ: وَقَدْ رأَيته فِي الْبَادِيَةِ تُسَمَّنُ الإِبل عَلَيْهِ وتَغْزُر، وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ الأَعرابي وَغَيْرُهُ فِي أَسماء نُبُوت الْبَادِيَةِ؛ وَقَوْلُهُ: القَسْوَرُ الصَّيَّادُ خطأٌ إِنما القَسْوَر نَبْتٌ مَعْرُوفٌ نَاعِمٌ؛ رَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه أَنشده لِجُبَيها فِي صِفَةِ مِعْزَى بِحُسْنِ القُبول وسُرْعة السِّمَن عَلَى أَدْنى المَرْتَعِ:
فَلَوْ أَنها طافَتْ بطُنْبٍ مُعَجَّمٍ،
…
نَفَى الرِّقَّ عَنْهُ جَدْبُه، وَهُوَ صالِحُ
لجاءَتْ كأَنَّ القَسْوَرَ الجَوْنَ بَجَّها
…
عَسالِيجَهُ، والثَّامِرُ المُتَناوِحُ
قَالَ: القَسْوَرُ ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ، واحدتُهُ قَسْوَرَةٌ. قَالَ: وَقَالَ اللَّيْثُ القَسْوَرُ الصَّيَّادُ وَالْجَمْعُ قَسْوَرَة، وَهُوَ خطأٌ لَا يُجْمَعُ قَسْوَرٌ عَلَى قَسْوَرة إِنما القَسْورة اسْمٌ جَامِعٌ للرُّماة، وَلَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ. ابْنُ الأَعرابي: القَسْوَرة الرُّماة والقَسْوَرَة الأَسد والقَسْوَرة الشجاعُ والقَسْوَرة أَول اللَّيْلِ والقَسْوَرة ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ. الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ
، قَالَ: الرُّماة، وَقَالَ الْكَلْبِيُّ بإِسناده: هُوَ الأَسد. وَرُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ أَنه قِيلَ لَهُ: القَسْوَرة، بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ، الأَسد، فَقَالَ: القَسْوَرة الرُّماة، والأَسَدُ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ عَنْبَسَةُ، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَة: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ القَسْوَرة نُكْرُ النَّاسِ، يُرِيدُ حِسَّهُم وأَصواتهم. وَقَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: قَسْوَرَة فَعْوَلَةٌ مِنَ القَسْر، فَالْمَعْنَى كأَنهم حُمُرٌ أَنفرها مَنْ نَفَّرَها بِرَمْيٍ أَو صَيْدٍ أَو غَيْرُ ذَلِكَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَوَرَدَ القَسْوَرة فِي الْحَدِيثِ، قَالَ: القَسْوَرة الرُّماة مِنَ الصَّيَّادِينَ، وَقِيلَ الأَسد، وَقِيلَ كُلُّ شَدِيدٍ. والقَيَاسِرُ والقَياسِرَةُ: الإِبل الْعِظَامُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
وَعَلَى القَياسِرِ فِي الخُدُورِ كَواعِبٌ
…
رُجُحُ الرَّوادِفِ، فالقَياسِرُ دُلَّفُ
الْوَاحِدُ: قَيْسَريٌّ، وَقَالَ الأَزهري: لَا أَدري مَا وَاحِدُهَا. وقَسْوَرَةُ اللَّيْلِ: نِصْفُهُ الأَول، وَقِيلَ مُعْظَمه؛ قَالَ تَوْبَةُ بْنُ الحُمَيَّر:
وقَسْوَرَةُ الليلِ الَّتِي بَيْنَ نِصْفِهِ
…
وَبَيْنَ العِشاءِ، قَدْ دَأَبْتُ أَسِيرُها
وَقِيلَ: هُوَ مِنْ أَوله إِلى السَّحَر. والقَسْوَرُ: ضَرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ سُهْلِيٌّ، وَاحِدَتُهُ قَسْوَرة. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القَسْوَرُ حَمْضَة مِنَ النَّجِيل، وَهُوَ مِثْلُ جُمَّةِ الرَّجُلِ يَطُولُ ويَعْظُم والإِبل حُرَّاص عَلَيْهِ؛ قَالَ جُبَيْها الأَشْجَعِيّ فِي صِفَةِ شَاةٍ مِنَ الْمَعْزِ:
وَلَوْ أُشْلِيَتْ فِي لَيْلَةٍ رَحَبِيَّةٍ،
…
لأَرْواقِها قَطْرٌ مِنَ الماءِ سافِحُ
لجاءتْ كأَنَّ القَسْوَر الجَوْنَ بَجَّها
…
عَسالِيجَه، والثَّامِرُ المُتَناوِحُ
يَقُولُ: لَوْ دُعيت هَذِهِ الْمَعْزُ فِي مِثْلِ هَذِهِ اللَّيْلَةِ الشَّتَوِيَّةِ الشَّدِيدَةِ الْبَرْدِ لأَقْبَلتْ حَتَّى تُحْلَب، ولجاءَت كأَنها تَمَأّتْ مِنَ القَسْوَر أَي تَجِيءُ فِي الجَدْب وَالشِّتَاءِ مِنْ كَرَمها وغَزَارتها كأَنها فِي الخِصْب وَالرَّبِيعِ. والقَسْوَرِيُّ: ضَرْبٌ مِنَ الجِعْلانِ أَحمر. والقَيْسَرِيّ مِنَ الإِبل: الضَّخْمُ الشَّدِيدُ الْقَوِيُّ، وَهِيَ القَيَاسِرَة. والقَيْسَرِيّ: الْكَبِيرُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:
تَضْحَكُ مِنِّي أَن رأَتْني أَشْهَقُ،
…
والخُبْزُ فِي حَنْجَرَتي مُعَلَّقُ،
وقد يَغَضُّ القَيْسَرِيُّ الأَشْدَقُ
. ورُدّ ذَلِكَ عَلَيْهِ فَقِيلَ: إِنما القَيْسَرِيّ هُنَا الشَّدِيدُ الْقَوِيُّ؛ وأَما قَوْلُ الْعَجَّاجِ:
أَطَرَباً وأَنتَ قَيْسَرِىُّ؟
…
والدَّهْرُ بالإِنسان دَوَّارِيُ
فَهُوَ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ أَيضاً، وَيُرْوَى قِنِّسْرِيّ، بِكَسْرِ النُّونِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: القَيْسَرِيُّ الضَّخْمُ الْمَنِيعُ الشَّدِيدُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ أَن يُذْكَرَ فِي فَصْلِ قنسر لأَنه لَا يَقُومُ لَهُ دَلِيلٌ عَلَى زِيَادَةِ النُّونِ، وَسَنَذْكُرُهُ هناك مُسْتَوْفى. والقَوْسَرَة والقَوْسَرَّة، كِلْتَاهُمَا: لُغَةٌ فِي القَوْصَرَة والقَوْصَرَّة. وبنو قَسْرٍ: بَطْنٌ مِنْ بَجِيلَة، إِليهم يُنْسَبُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ القَسْرِيُّ مِنَ الْعَرَبِ وَهُمْ رَهْطُه. والقَسْرُ: اسْمُ رَجُلٍ قِيلَ هُوَ رَاعِي ابنِ أَحْمَرَ، وإِياه عَنَى بِقَوْلِهِ:
أَظُنُّها سَمِعتْ عَزْفاً، فتَحْسِبُه
…
أَشاعَه القَسْرُ لَيْلًا حِينَ يَنْتَشِرُ
وقَسْرٌ: مَوْضِعٍ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ:
شَرِقاً بِمَاءِ الذَّوْب يَجْمَعُه
…
فِي طَوْدِ أَيْمَنَ مِنْ قُرَى قَسْرِ
قسبر: القِسْبارُ والقُسْبُرِيّ والقُسابريُّ: الذَّكَرُ الشَّدِيدُ. الأَزهري فِي رُباعِيِّ الْعَيْنِ: وَفُلَانٌ عِنْفاش اللِّحْيَةَ وعَنْفَشِيُّ اللِّحْيَةِ وقِسْبارُ اللِّحْيَةِ إِذا كَانَ طَوِيلَهَا. وَقَالَ فِي رُباعِيِّ الْحَاءِ عَنْ أَبي زَيْدٍ: يُقَالُ للعصا القِزْرَحْلةُ والقِحْرَبَةُ والقِشْبارَة والقِسْبارة. وَمِنْ أَسماء الْعَصَا القِسْبارُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ القِشْبار؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ:
لَا يَلْتَوي مِنَ الوَبيل القِسْبارْ،
…
وإِن تَهَرَّاه بِهَا العبدُ الهارْ
قسطر: القَسْطَرُ والقَسْطَرِيّ والقَسْطارُ: مُنْتَقِدُ الدَّرَاهِمِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: الجِهْبِذُ، بِلُغَةِ أَهل الشَّامِ، وَهُمُ القَساطِرَة؛ وأَنشد:
دَنانِيرُنا مِنْ قَرْن ثَوْرٍ، وَلَمْ تكنْ
…
مِنَ الذَّهَبِ المَصْرُوفِ عِنْدَ القَساطِرَه
وَقَدْ قَسْطَرها. والقَسْطَرِيُّ: الجَسِيمُ.
قشر: القَشْرُ: سَحْقُك الشَّيْءَ عَنْ ذَيِّهِ. الْجَوْهَرِيُّ: القِشْرُ وَاحِدُ القُشُور، والقِشْرَة أَخص مِنْهُ. قَشَرَ الشيءَ يَقْشِرُه ويَقْشُره قَشْراً فانْقَشَر وقَشَّرَهُ تَقْشيراً فَتَقَشَّر: سَحَا لحاءَه أَو جِلْدَه، وَفِي الصِّحَاحِ: نَزَعْتُ عَنْهُ قِشْرَه، وَاسْمُ مَا سُحي مِنْهُ القُشارة. وَشَيْءٌ مُقَشَّر وفُسْتُقٌ مُقَشَّر، وقِشْرُ كُلِّ شَيْءٍ غِشَاؤُهُ خِلْقَةً أَو عَرَضاً. وانْقَشَر العُودُ وتَقَشَّر بِمَعْنًى. والقُشارة: مَا تَقْشِرُه عَنْ شَجَرَةٍ مِنْ شَيْءٍ رَقِيقٌ. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رضي الله عنه: إِذا أَنا حَرَّكْتُهُ ثارَ لِي قُشارٌ أَي قِشْرٌ.
والقُشارة: مَا يَنْقَشِرُ عَنِ الشَّيْءِ الرَّقِيقِ. والقِشْرةُ:
الثَّوْبُ الَّذِي يُلْبَسُ. ولباسُ الرَّجُلِ: قِشْره، وَكُلُّ مَلْبُوسٍ: قِشْرٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
مُنِعَتْ حَنيفةُ واللَّهازِمُ منكمُ
…
قِشْرَ العِراقِ، وَمَا يَلَذُّ الحَنْجَرُ
قَالَ ابْنُ الأَعرابي: يَعْنِي نَبَاتَ الْعِرَاقِ، وَرَوَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ: ثَمَرُ الْعِرَاقِ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ قُشورٌ. وَفِي حَدِيثِ
قَيْلَةَ: كُنْتُ إِذا رأَيت رَجُلًا ذَا رُواء أَو ذَا قِشْرٍ طَمَحَ بَصَرِي إِليه.
وَفِي حَدِيثِ
مُعَاذِ بْنِ عَفْراء: أَن عُمَرَ أَرسل إِليه بحُلَّةٍ فَبَاعَهَا فَاشْتَرَى بِهَا خَمْسَةَ أَرْؤس مِنَ الرَّقِيقِ فأَعتقهم ثُمَّ قَالَ: إِن رَجُلًا آثَرَ قِشْرَتَيْنِ يَلْبَسُهما عَلَى عِتْقِ خَمْسَةِ أَعْبُدٍ لغَبِينُ الرأْي
؛ أَراد بِالْقِشْرَتَيْنِ الحُلَّةَ لأَن الْحُلَّةَ ثَوْبَانِ إِزار وَرِدَاءٌ. وإِذا عُرِّيَ الرجلُ عَنْ ثِيَابِهِ، فَهُوَ مُقْتَشِر؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ يَصِفُ نِسَاءً:
يَقُلْنَ للأَهْتَمِ مِنَّا المُقْتَشِرْ:
…
وَيْحَك وارِ اسْتَكَ مِنَّا واسْتَتِرْ
وَيُقَالُ لِلشَّيْخِ الْكَبِيرِ: مُقْتَشِرٌ لأَنه حِينَ كَبِرَ ثَقُلَتْ عَلَيْهِ ثِيَابُهُ فأَلقاها عَنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِن المَلَك يَقُولُ لِلصَّبِيِّ الْمَنْفُوشِ خَرَجْتَ إِلى الدُّنْيَا وَلَيْسَ عَلَيْكَ قِشْرٌ.
وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ مَسْعُودٍ ليلةَ الْجِنِّ: لَا أَرى عَوْرةً وَلَا قِشْراً
أَي لَا أَرى مِنْهُمْ عَوْرَةً مُنْكَشِفَةً وَلَا أَرى عَلَيْهِمْ ثِيَابًا. وتَمْرٌ قَشِرٌ أَي كَثِيرُ القِشْر. وقِشْرَةُ الهُبْرَةِ وقُشْرَتُها: جِلْدُهَا إِذا مُصَّ مَاؤُهَا وَبَقِيَتْ هِيَ. وَتَمْرٌ قَشِير وقَشِرٌ: كَثِيرُ القِشْرِ. والأَقْشَرُ: الَّذِي انْقَشَر سِحاؤُه. والأَقْشَرُ: الَّذِي يَنْقَشِرُ أَنفه مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ، وَقِيلَ: هُوَ الشَّدِيدُ الْحُمْرَةِ كأَنَّ بَشَرته مُتَقَشِّرَة، وَبِهِ سُمِّيَ الأُقَيْشِرُ أَحد شُعَرَاءِ الْعَرَبِ كَانَ يُقَالُ لَهُ ذَلِكَ فَيَغْضَبُ؛ وَقَدْ قَشِرَ قَشَراً. وَرَجُلٌ أَقْشَرُ بَيِّنُ القَشرِ، بِالتَّحْرِيكِ، أَي شَدِيدُ الحمْرة. وَيُقَالُ للأَبرص الأَبْقَعُ والأَسْلَعُ والأَقْشَرُ والأَعْرَمُ والمُلَمَّع والأَصْلَخُ والأَذْمَلُ. وَشَجَرَةٌ قَشْراءُ: مُنْقَشِرَة، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي كأَنَّ بعضَها قَدْ قُشِرَ وَبَعْضٌ لَمْ يُقْشَرْ. وَرَجُلٌ أَقْشَرُ إِذا كَانَ كَثِيرَ السُّؤَالِ مُلِحًّا. وَحَيَّةٌ قَشْراء: سالِخٌ، وَقِيلَ: كأَنها قَدْ قُشِرَ بعضُ سَلْخِها وبعضٌ لَمَّا. والقُشْرةُ والقُشَرةُ: مَطْرَةٌ شَدِيدَةٌ تَقْشِرُ وجهَ الأَرضِ وَالْحَصَى عَنِ الأَرض، ومَطَرةٌ قاشِرةٌ مِنْهُ: ذَاتُ قَشْرٍ. وَفِي حَدِيثُ
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْر: قُرْصٌ بلَبَنٍ قِشْرِيٍ
، هُوَ مَنْسُوبٌ إِلى القِشْرة، وَهِيَ الَّتِي تَكُونُ فَوْقَ رأْس اللَّبَنِ، وَقِيلَ: إِلى القُشْرَة والقاشِرةِ، وَهِيَ مطرة شديدة تَقْشِرُ وجه الأَرض، يُرِيدُ لَبَنًا أَدَرَّه المَرْعَى الَّذِي يُنْبِتُه مثلُ هَذِهِ الْمَطَرَةِ. وَعَامٌ أَقْشَفُ أَقْشَرُ أَي شَدِيدٌ. وَسَنَةٌ قاشُور وقاشُورة: مُجْدِبة تَقْشِرُ كلَّ شَيْءٍ، وَقِيلَ: تَقْشِرُ الناسَ؛ قَالَ:
فابْعَثْ عَلَيْهِمْ سَنَةً قاشُورَه،
…
تَحْتَلِقُ المالَ احْتِلاقَ النُّورَه
والقَشُورُ: دَوَاءٌ يُقْشَرُ بِهِ الْوَجْهُ ليَصْفُوَ لونُه. وَفِي الْحَدِيثِ:
لُعِنَتِ القاشرةُ والمَقْشُورة
؛ هِيَ الَّتِي تَقْشِرُ بِالدَّوَاءِ بَشَرَةَ وَجْهِهَا لِيَصْفُوَ لَوْنُهُ وَتُعَالِجَ وَجْهَهَا أَو وَجْهَ غَيْرِهَا بالغُمْرة. والمَقْشُورة: الَّتِي يُفْعَلُ بِهَا ذَلِكَ كأَنها تَقْشِرُ أَعلى الجلد. والقاشورُ والقُشَرةُ: المَشْؤوم، وقَشَرَهم قَشْراً: شَأَمَهم. وقولُهم: أَشأَم مِنْ قَاشِرٍ؛ هُوَ اسْمُ فَحْلٍ كَانَ لَبَنِي عُوَافةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَناةَ بْنِ تَمِيمٍ، وَكَانَتْ لِقَوْمِهِ إِبل تُذْكِرُ فَاسْتَطْرَقُوهُ رَجَاءَ أَن تُؤْنِثَ إِبلُهم فَمَاتَتِ الأُمهات وَالنَّسْلُ. والقاشورُ: المَشْؤوم. والقاشورُ: الَّذِي يَجِيءُ فِي الحَلْبة آخر
الليل، وَهُوَ الفِسْكِلُ والسُّكَيْتُ أَيضاً. والقَشْوَرُ: المرأَة الَّتِي لَا تَحِيضُ. والقُشْرانِ: جَنَاحَا الْجَرَادَةِ الرقيقانِ. والقاشِرة: أَول الشِّجاج لأَنها تَقْشِرُ الْجِلْدَ. وَبَنُو قَيْشَرٍ: مِنْ عُكْلٍ. وقُشَيْرٌ: أَبو قَبِيلَةٍ، وَهُوَ قُشَيْرُ بْنُ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعة بْنُ مُعَاوية بْنِ بَكْرِ بْنِ هوزان. غَيْرُهُ: وَبَنُو قُشَير مِنْ قيس.
قشبر: الأَزهري فِي رُباعيِّ الْحَاءِ عَنْ أَبي زَيْدٍ: يُقَالُ لِلْعَصَا القِرْزَحْلَة والقَحْرَبة والقِشْبارة والقِسْبارة. غَيْرُهُ. وَمِنْ أَسماء الْعَصَا القِسْبارُ والقِشْبار؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ لِلرَّاجِزِ:
لَا يَلْتَوِي مِنَ الوَبيلِ القِشْبارْ،
…
وإِن تَهَرَّاه بِهَا العبدُ الهارْ
الْجَوْهَرِيُّ: القِشْبارُ من العِصِيِّ الخَشِنةُ.
قشعر: القُشْعُر: القِثَّاء، وَاحِدَتُهُ قُشْعُرة، بِلُغَةِ أَهل الحَوْفِ مِنَ اليَمن. والقُشَعْرِيرة: الرِّعْدَة واقْشِعْرارُ الْجِلْدِ؛ وأَخَذَتْه قُشَعْرِيرة وَقَدِ اقْشَعَرَّ جلدُ الرَّجُلِ اقْشِعْراراً، فَهُوَ مُقْشَعِرّ؛ وَرَجُلٌ مُتَقَشْعِرٌ: مُقْشَعِرّ، وَالْجَمْعُ قَشاعِرُ، بِحَذْفِ الْمِيمِ لأَنها زَائِدَةٌ. والقُشاعِرُ: الخَشِنُ المَسِّ. الأَزهري: اقْشَعَرَّتِ الأَرضُ مِنَ المَحْلِ. وَفِي حَدِيثِ
كعبٍ: إِن الأَرض إِذا لَمْ يَنْزِلْ عَلَيْهَا المطرُ ارْبَدَّتْ واقْشَعَرَّتْ
أَي تَقَبَّضَت وَتَجَمَّعَتْ. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ: قَالَتْ لَهُ هِنْد لَمَّا ضَرَبَ أَبا سيفان بالدِّرَّة: لَرُبَّ يومٍ لَوْ ضَرَبْتَه لاقْشَعَرَّ بطنُ مَكَّةَ فَقَالَ: أَجَلْ.
واقْشَعَرَّ الجلدُ مِنَ الجَرَبِ والنباتُ إِذا لَمْ يُصِبْ رِيًّا، فَهُوَ مُقْشَعِرٌّ؛ وَقَالَ أَبو زُبَيْدٍ:
أَصْبَحَ البيتُ بيتُ آلِ بَيانٍ
…
مُقْشَعِرًّا، والحَيُّ حَيٌّ خُلُوفُ
الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ
؛ قَالَ: تَقْشَعِرُّ مِنْ آيَةِ الْعَذَابِ ثُمَّ تَلِينُ عِنْدَ نُزُولِ آيَةِ الرَّحْمَةِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَإِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ؛ أَي اقْشَعَرَّت؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: نَفَرَتْ واقْشَعَرَّ جلدُه إِذا قَفَّ.
قصر: القَصْرُ والقِصَرُ فِي كُلِّ شَيْءٍ: خلافُ الطُّولِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
عادتْ مَحُورَتُه إِلى قَصْرِ
قَالَ: مَعْنَاهُ إِلى قِصَر، وَهُمَا لُغَتَانِ. وقَصُرَ الشيءُ، بِالضَّمِّ، يَقْصُرُ قِصَراً: خِلَافُ طَالَ؛ وقَصَرْتُ مِنَ الصَّلَاةِ أَقْصُر قَصْراً. والقَصِيرُ: خِلَافُ الطَّوِيلِ. وَفِي حَدِيثِ
سُبَيْعَةَ: نَزَلَتْ سُورَةُ النِّسَاءِ القُصْرَى بَعْدَ الطُّولى
؛ القُصْرَى تأْنيث الأَقْصَر، يُرِيدُ سُورَةَ الطَّلَاقِ، والطُّولى سُورَةُ الْبَقَرَةِ لأَن عِدَّة الْوَفَاةِ فِي الْبَقَرَةِ أَربعة أَشهر وَعَشْرٌ، وَفِي سُورَةِ الطَّلَاقِ وَضْعُ الْحَمْلِ، وَهُوَ قَوْلُهُ عز وجل: وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن أَعرابيّاً جَاءَهُ فَقَالَ: عَلِّمْني عَمَلًا يُدْخِلُني الْجَنَّةَ، فَقَالَ: لَئِنْ كنتَ أَقْصَرْتَ الخِطْبة لَقَدْ أَعْرَضْتَ المسأَلةَ
؛ أَي جِئْتَ بالخِطْبةِ قَصِيرَةً وبالمسأَلة عَرِيضَةً يَعْنِي قَلَّلْتَ الخِطْبَةَ وأَعظمت المسأَلة. وَفِي حَدِيثِ
عَلْقَمة: كَانَ إِذا خَطَبَ فِي نِكَاحٍ قَصَّرَ دُونَ أَهله
أَي خَطَبَ إِلى مَنْ هُوَ دُونَهُ وأَمسك عَمَّنْ هُوَ فَوْقَهُ، وَقَدْ قَصُرَ قِصَراً وقَصارَةً؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، فَهُوَ قَصِير، وَالْجَمْعُ قُصَراء وقِصارٌ، والأُنثى قَصِيرَة، وَالْجَمْعُ قِصارٌ. وقَصَّرْتُه تَقْصِيراً إِذا صَيَّرْته
قَصِيراً. وَقَالُوا: لَا وفائتِ نَفَسِي القَصِيرِ؛ يَعْنُون النَّفَسَ لقِصَرِ وَقْتِهِ، الفائِتُ هُنَا هُوَ اللَّهُ عز وجل. والأَقاصِرُ: جَمْعُ أَقْصَر مِثْلَ أَصْغَر وأَصاغِر؛ وأَنشد الأَخفش:
إِليكِ ابنةَ الأَغْيارِ، خَافِي بَسالةَ الرِّجالِ،
…
وأَصْلالُ الرِّجالِ أَقاصِرُهْ
وَلَا تَذْهَبَنْ عَيْناكِ فِي كلِّ شَرْمَحٍ
…
طُوالٍ، فإِنَّ الأَقْصَرِينَ أَمازِرُهْ
يَقُولُ لَهَا: لَا تَعِيبِينِي بالقِصَرِ فإِن أَصْلالَ الرِّجَالِ ودُهاتَهم أَقاصِرُهم، وإِنما قَالَ أَقاصره عَلَى حَدِّ قَوْلُهُمْ هُوَ أَحسنُ الْفِتْيَانِ وأَجْمَله، يُرِيدُ: وأَجملهم، وَكَذَا قَوْلُهُ فإِن الأَقصرين أَمازره يُرِيدُ أَمازِرُهم، وواحدُ أَمازِرَ أَمْزَرُ، مِثْلَ أَقاصِرَ وأَقْصَر فِي الْبَيْتِ الْمُتَقَدِّمِ، والأَمْزَرُ هُوَ أَفعل، مِنْ قَوْلِكَ: مَزُرَ الرجلُ مَزارة، فَهُوَ مَزِيرٌ، وَهُوَ أَمْزَرُ مِنْهُ، وَهُوَ الصُّلْبُ الشَّدِيدُ والشَّرْمَحُ الطَّوِيلُ. وأَما قَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: لَا يُطاعُ لقَصِيرٍ أَمرٌ، فَهُوَ قَصِيرُ بْنِ سَعْد اللَّخْمِيّ صَاحِبُ جَذِيمَة الأَبْرَشِ. وَفَرَسٌ قَصِيرٌ أَي مُقْرَبَةٌ لَا تُتْرَكُ أَن تَرُودَ لِنَفَاسَتِهَا؛ قَالَ مَالِكُ بْنُ زُغْبة، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لزُغْبَةَ الْبَاهِلِيِّ وَكُنْيَتُهُ أَبو شَقِيقٍ، يَصِفُ فَرَسَهُ وأَنها تُصانُ لِكَرَامَتِهَا وتُبْذَلُ إِذا نَزَلَتْ شِدَّةٌ:
وذاتِ مَناسِبٍ جَرْداءَ بِكْرٍ،
…
كأَنَّ سَراتَها كَرٌّ مَشيِقُ
تُنِيفُ بصَلْهَبٍ للخيلِ عالٍ،
…
كأَنَّ عَمُودَه جِذْعٌ سَحُوقُ
تَراها عِنْدَ قُبَّتِنا قَصِيراً،
…
ونَبْذُلُها إِذا باقتْ بَؤُوقُ
البَؤُوقُ: الداهيةُ. وباقَتْهم: أَهْلَكَتْهم ودهَتْهم. وَقَوْلُهُ: وذاتُ مَناسب يُرِيدُ فَرَسًا مَنْسُوبَةً مِنْ قِبَلِ الأَب والأُم. وسَراتُها: أَعلاها. والكَرُّ، بِفَتْحِ الْكَافِ هُنَا: الْحَبْلُ. والمَشِيقُ: المُداوَلُ. وتُنِيفُ: تُشْرِفُ. والصَّلْهَبُ: العُنُق الطَّوِيلُ. والسَّحُوقُ مِنَ النَّخْلِ: مَا طَالَ. وَيُقَالُ للمَحْبُوسة مِنَ الْخَيْلِ: قَصِير؛ وَقَوْلُهُ:
لَوْ كنتُ حَبْلًا لَسَقَيْتُها بِيَهْ،
…
أَو قاصِراً وَصَلْتُه بثَوْبِيَهْ
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه عَلَى النَّسَب لَا عَلَى الفعل، وجاء قوله هابيه وَهُوَ مُنْفَصِلٌ مَعَ قَوْلِهِ ثَوْبِيَهْ لأَن أَلفها حِينَئِذٍ غَيْرُ تأْسيس، وإِن كَانَ الرويُّ حَرْفًا مُضْمَرًا مُفْرَدًا، إِلا أَنه لَمَّا اتَّصَلَ بِالْيَاءِ قَوِيَ فأَمكن فَصْلُهُ. وتَقَاصَرَ: أَظْهَرَ القِصَرَ. وقَصَّرَ الشيءَ: جَعَلَهُ قَصِيراً. والقَصِيرُ مِنَ الشَّعَر: خلافُ الطَّوِيلِ. وقَصَرَ الشعرَ: كَفَّ مِنْهُ وغَضَّ حَتَّى قَصُرَ. وَفِي التنزيل العزيز: مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ
؛ وَالِاسْمُ مِنْهُ القِصارُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وقَصَّرَ مِنْ شَعَرِهِ تَقْصِيراً إِذا حَذَفَ مِنْهُ شَيْئًا وَلَمْ يستأْصله. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رضي الله عنه: أَنه مَرَّ بِرَجُلٍ قَدْ قَصَّر الشَّعَر فِي السُّوقِ فعاقَبه
؛ قَصَّرَ الشعَرَ إِذا جَزَّه، وإِنما عَاقَبَهُ لأَن الرِّيحَ تَحْمِلُهُ فَتُلْقِيهِ فِي الأَطعمة. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: قُلْتُ لأَعرابي بِمِنًى: آلْقِصارُ أَحَبُّ إِليك أَم الحَلْقُ؟ يُرِيدُ: التقصيرُ أَحَبُّ إِليك أَم حَلْقُ الرأْس. وإِنه لقَصِير العِلْم عَلَى المَثَل. والقَصْرُ: خِلَافُ المَدِّ، والفعلُ كَالْفِعْلِ وَالْمَصْدَرُ كَالْمَصْدَرِ. والمَقْصُور: مِنْ عَرُوضِ الْمَدِيدِ وَالرَّمَلِ مَا أُسْقِطَ آخِرُه وأُسْكِنَ نَحْوَ فَاعِلَاتُنْ حُذِفَتْ نُونُهُ وأُسكنت تَاؤُهُ فَبَقِيَ فَاعِلَاتْ فَنُقِلَ إِلى فَاعِلَانْ، نَحْوَ قَوْلِهِ:
لَا يَغُرَّنَّ امْرَأً عَيْشُه،
…
كلُّ عَيْشٍ صائرٌ للزَّوالْ
وَقَوْلُهُ فِي الرَّمَلِ:
أَبِلِغِ النُّعمانَ عَنِّي مَأْلُكاً:
…
إنَّنِي قَدْ طالَ حَبْسِي وانْتِظارْ
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا أَنشده الْخَلِيلُ بِتَسْكِينِ الرَّاءِ وَلَوْ أَطلقه لَجَازَ، مَا لَمْ يَمْنَعْ مِنْهُ مخافةُ إِقواء؛ وَقَوْلُ ابْنِ مُقْبِلٍ:
نازعتُ أَلبابَها لُبِّي بمُقْتَصِرٍ
…
مِنَ الأَحادِيثِ، حَتَّى زِدْنَني لِينا
إِنما أَراد بقَصْر مِنَ الأَحاديث فزِدْنَني بِذَلِكَ لِيناً. والقَصْرُ: الْغَايَةُ؛ قَالَهُ أَبو زَيْدٍ وَغَيْرُهُ؛ وأَنشد:
عِشْ مَا بَدَا لَكَ، قَصْرُكَ المَوْتُ،
…
لَا مَعْقِلٌ مِنْهُ وَلَا فَوْتُ
بَيْنا غِنى بَيْتٍ وبَهْجَتِه،
…
زَالَ الغِنى وتَقَوَّضَ البَيْتُ
وَفِي الْحَدِيثِ:
مَنْ شَهِدَ الْجُمُعَةَ فصَلى وَلَمْ يُؤذ أَحداً بقَصْرِه إِن لَمْ يُغْفَرْ لَهُ جُمْعَتَه تِلْكَ ذُنوبُه كلُّها أَن تَكُونَ كفارتُه فِي الْجُمُعَةِ الَّتِي تَلِيهَا
أَي غَايَتُهُ. يُقَالُ: قَصْرُك أَن تَفْعَلَ كَذَا أَي حَسَبُكَ وَكِفَايَتُكَ وَغَايَتُكَ، وَكَذَلِكَ قُصارُك وقُصارَاك، وَهُوَ مِنْ مَعْنَى القَصْرِ الحَبْسِ لأَنك إِذا بَلَغْتَ الْغَايَةَ حَبَسَتْك، وَالْبَاءُ زَائِدَةٌ دَخَلَتْ عَلَى المبتدإِ دُخُولَها فِي قَوْلِهِمْ: بِحَسْبِكَ قولُ السَّوْءِ، وَجُمْعَتُهُ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الظَّرْفِ. وَفِي حَدِيثٍ
مُعَاذٍ: فإِنَّ لَهُ مَا قَصَرَ فِي بَيْتِهِ
أَي مَا حَبَسَه. وَفِي حَدِيثِ
أَسماء الأَشْهَلِيَّة: إِنا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، محصوراتٌ مقصوراتٌ.
وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رضي الله عنه: فإِذا هُمْ رَكْبٌ قَدْ قَصَر بِهِمُ الليلُ أَي حَبَسَهُمْ.
وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ: قُصِرَ الرجالُ عَلَى أَربع مِنْ أَجل أَموال الْيَتَامَى
أَي حُبِسُوا أَو مُنِعُوا عَنْ نِكَاحِ أَكثر مِنْ أَربع. ابْنُ سِيدَهْ: يُقَالُ قَصْرُك وقُصارُك وقَصارُك وقُصَيْراكَ وقُصارَاكَ أَن تَفْعَلَ كَذَا أَي جُهْدُك وغايتُك وآخرُ أَمرك وَمَا اقْتَصَرْتَ عَلَيْهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
لَهَا تَفِراتٌ تَحْتَها، وقُصارُها
…
إِلى مَشْرَةٍ لَمْ تُعْتَلَقْ بالمَحاجِنِ
وَقَالَ الشَّاعِرُ:
إِنما أَنْفُسُنا عارِيَّةٌ،
…
والعَوارِيُّ قُصارَى أَن تُرَدّ
وَيُقَالُ: المُتَمَنِّي قُصاراه الخَيْبةُ. والقَصْرُ كَفُّك نَفْسَك عَنْ أَمر وكفُّكها عَنْ أَن تَطْمَحَ بِهَا غَرْبَ الطَّمَع. وَيُقَالُ: قَصَرْتُ نَفْسِي عَنْ هَذَا أَقْصُرها قَصْراً. ابْنُ السِّكِّيتِ: أَقْصَر عَنِ الشيءِ إِذا نَزَع عَنْهُ وَهُوَ يَقْدِر عَلَيْهِ، وقَصَر عَنْهُ إِذا عَجَزَ عَنْهُ وَلَمْ يَسْتَطِعْهُ، وَرُبَّمَا جاءَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ إِلا أَن الأَغلب عَلَيْهِ الأَول؛ قَالَ لَبِيدٌ:
فلستُ، وإِن أَقْصَرْتُ عَنْهُ، بمُقْصِر
قَالَ الْمَازِنِيُّ: يَقُولُ لستُ وإِن لُمْتَنِي حَتَّى تُقْصِرَ بِي بمُقْصِرٍ عَمَّا أُريد؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
فتُقْصِرُ عَنْهَا خَطْوَة وتَبوصُ
وَيُقَالُ: قَصَرْتُ بِمَعْنَى قَصَّرْت؛ قَالَ حُمَيْد:
فَلَئِنْ بَلَغْتُ لأَبْلُغَنْ مُتَكَلِّفاً،
…
وَلَئِنْ قَصَرْتُ لكارِهاً مَا أَقْصُرُ
وأَقْصَر فُلَانٌ عَنِ الشَّيْءِ يُقْصِرُ إِقصاراً إِذا كفَّ عَنْهُ وَانْتَهَى. والإِقْصار: الْكَفُّ عَنِ الشَّيْءِ. وأَقْصَرْتُ عَنِ الشَّيْءِ: كففتُ ونَزَعْتُ مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهِ، فإِن عَجَزْتُ عَنْهُ قُلْتُ: قَصَرْتُ، بِلَا أَلف. وقَصَرْتُ عَنِ الشَّيْءِ قُصُورًا: عَجَزْتُ عَنْهُ وَلَمْ أَبْلُغْهُ. ابْنُ
سِيدَهْ: قَصَرَ عَنِ الأَمر يَقْصُر قُصُوراً وأَقْصَر وقَصَّرَ وتَقَاصَر، كُلُّهُ: انْتَهَى؛ قَالَ:
إِذا غَمَّ خِرْشاءُ الثُّمالَةِ أَنْفَه،
…
تَقاصَرَ مِنْهَا للصَّرِيحَ فأَقْنَعا
وَقِيلَ: التَّقاصُر هُنَا مِنَ القِصَر أَي قَصُر عُنُقُه عَنْهَا؛ وَقِيلَ: قَصَرَ عَنْهُ تَرَكَهُ وَهُوَ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ، وأَقْصَرَ تَرَكَهُ وَكَفَّ عَنْهُ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ. والتَّقْصِيرُ فِي الأَمر: التَّوَانِي فِيهِ. والاقْتصارُ عَلَى الشَّيْءِ: الِاكْتِفَاءُ بِهِ. واسْتَقْصَره أَي عَدَّه مُقَصِّراً، وَكَذَلِكَ إِذا عَدَّه قَصِيراً. وقَصَّرَ فلانٌ فِي حَاجَتِي إِذا وَنى فِيهَا؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:
يقولُ وَقَدْ نَكَّبْتُها عَنْ بلادِها:
…
أَتَفْعَلُ هَذَا يَا حُيَيُّ عَلَى عَمْدِ
فقلتُ لَهُ: قَدْ كنتَ فِيهَا مُقَصِّراً،
…
وَقَدْ ذهبتْ فِي غَيْرِ أَجْرٍ وَلَا حَمْدِ
قَالَ: هَذَا لِصٌّ؛ يَقُولُ صَاحِبُ الإِبل لِهَذَا اللِّص: تأْخذ إِبلي وَقَدْ عَرَفْتُهَا، وَقَوْلُهُ: فَقُلْتُ لَهُ قَدْ كُنْتَ فِيهَا مقصِّراً، يَقُولُ كُنْتَ لَا تَهَبُ وَلَا تَسْقي مِنْهَا قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا أَرسلته فِي حَاجَةٍ فَقَصَر دُونَ الَّذِي أَمرته بِهِ إِما لحَرّ وإِما لِغَيْرِهِ: مَا مَنَعَكَ أَن تَدْخُلَ الْمَكَانَ الَّذِي أَمرتك بِهِ إِلا أَنك أَحببت القَصْرَ والقَصَرَ والقُصْرَةَ أَي أَن تُقَصِّرَ. وتَقاصَرتْ نَفْسُه: تَضَاءَلَتْ. وتَقَاصَر الظلُّ: دَنَا وقَلَصَ. وقَصْرُ الظَّلَامِ: اختلاطُه، وَكَذَلِكَ المَقْصَر، وَالْجَمْعُ المَقاصر؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ؛ وأَنشد لِابْنِ مُقْبِلٍ يَصِفُ نَاقَتَهُ:
فَبَعَثْتُها تَقِصُ المَقاصِرَ، وبعد ما
…
كَرَبَتْ حياةُ النارِ للمُتَنَوِّرِ
قَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبة: المقاصِرُ أُصولُ الشَّجَرِ، الْوَاحِدُ مَقْصُور، وَهَذَا الْبَيْتُ ذَكَرَهُ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ وَقَصَ شَاهِدًا عَلَى وَقَصْتُ الشَّيْءَ إِذا كَسَرْتَه، تَقِصُ الْمَقَاصِرَ أَي تَدُقُّ وَتَكْسِرُ. ورَضِيَ بمَقْصِرٍ، بِكَسْرِ الصَّادِ مِمَّا كَانَ يُحاوِلُ أَيْ بدونِ مَا كَانَ يَطْلُب. وَرَضِيَتُ من فلان بمَقْصِرٍ ومَقْصَرٍ أَي أَمرٍ دُونٍ. وقَصَرَ سهمُه عَنِ الهَدَف قُصُوراً: خَبا فَلَمْ يَنْتَهِ إِليه. وقَصَرَ عَنِّي الوجعُ والغَضَبُ يَقْصُر قُصُوراً وقَصَّر: سَكَنَ، وقَصَرْتُ أَنا عَنْهُ، وقَصَرْتُ لَهُ مِنْ قَيْدِهِ أَقْصُر قَصْراً: قَارَبْتُ. وقَصَرْتُ الشَّيْءَ على كذا إِذا لن تُجَاوِزْ بِهِ غَيْرَهُ. يُقَالُ: قَصَرْتُ اللِّقْحة عَلَى فَرَسِي إِذا جَعَلْتُ دَرَّها لَهُ. وامرأَة قاصِرَةُ الطَّرْف: لَا تَمُدُّه إِلى غَيْرِ بَعْلِهَا. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: قَصَرَ فلانٌ عَلَى فَرَسِهِ ثَلَاثًا أَو أَربعاً مِنْ حَلَائِبِهِ يَسْقِيه أَلبانها. وَنَاقَةٌ مَقْصورة عَلَى العِيال: يَشْرَبُونَ لَبَنَهَا؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
قَصَر الصَّبوحَ لَهَا فَشَرَّجَ لَحْمَها
…
بالنِّيِّ، فَهِيَ تَتُوخُ فِيهِ الإِصْبَعُ
قَصَره عَلَى الأَمر قَصْراً: رَدّه إِليه. وقَصَرْتُ السِّتْر: أَرخيته. وَفِي حَدِيثِ إِسلام ثُمامة:
فأَبى أَن يُسْلِمَ قَصْراً فأَعتقه
، يَعْنِي حَبساً عَلَيْهِ وإِجباراً. يُقَالُ: قَصَرْتُ نَفْسِي عَلَى الشَّيْءِ إِذا حَبَسْتَهَا عَلَيْهِ وأَلزمتها إِياه، وَقِيلَ: أَراد قَهْرًا وَغَلَبَةً، مِنَ القسْر، فأَبدل السِّينَ صَادًا، وَهُمَا يَتَبَادَلَانِ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْكَلَامِ، وَمِنَ الأَول الْحَدِيثُ:
ولتَقْصُرَنَّه عَلَى الْحَقِّ قَصْراً.
وقَصَرَ الشيءَ يَقْصُره قَصْراً: حَبَسَهُ؛ وَمِنْهُ مَقْصُورة الْجَامِعِ؛ قَالَ أَبو دُواد يَصِفُ فَرَسًا:
فَقُصِرْنَ الشِّتاءَ بَعْدُ عَلَيْهِ،
…
وهْو للذَّوْدِ أَن يُقَسَّمْنَ جارُ
أَي حُبِسْنَ عَلَيْهِ يَشْرَبُ أَلبانها فِي شِدَّةِ الشِّتَاءِ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: هَذَا جَوَابُ كَمْ، كأَنه قَالَ كَمْ قُصِرْن عَلَيْهِ، وَكَمْ ظَرْفٌ وَمَنْصُوبُهُ الْمَوْضِعُ، فَكَانَ قِيَاسُهُ أَن يَقُولَ سِتَّةَ أَشهر لأَن كَمْ سُؤَالٌ عَنْ قدرٍ مِنَ الْعَدَدِ مَحْصُورٍ، فَنَكِرَةُ هَذَا كَافِيَةٌ مِنْ مَعْرِفَتِهِ، أَلا تَرَى أَن قَوْلَكَ عِشْرُونَ وَالْعِشْرُونَ وَعِشْرُوكَ فَائِدَتُهُ فِي الْعَدَدِ وَاحِدَةٌ؟ لَكِنَّ الْمَعْدُودَ مَعْرِفَةٌ فِي جَوَابِ كَمْ مَرَّةً، وَنَكِرَةٌ أُخرى، فَاسْتَعْمَلَ الشِّتَاءَ وَهُوَ مَعْرِفَةٌ فِي جَوَابِ كَمْ، وَهَذَا تَطَوُّعٌ بِمَا لَا يَلْزَمُ وَلَيْسَ عَيْبًا بَلْ هُوَ زَائِدٌ عَلَى الْمُرَادِ، وإِنما الْعَيْبُ أَن يُقَصِّرَ فِي الْجَوَابِ عَنْ مُقْتَضَى السؤَال، فأَما إِذا زَادَ عَلَيْهِ فَالْفَضْلُ لَهُ، وَجَازَ أَن يَكُونَ الشِّتَاءُ جَوَابًا لَكُمْ مِنْ حَيْثُ كَانَ عَدَدًا فِي الْمَعْنَى، أَلا تَرَاهُ سِتَّةَ أَشهر؟ قَالَ: وَوَافَقَنَا أَبو عَلِيٍّ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَنَحْنُ بِحَلَبَ عَلَى هَذَا الْمَوْضِعِ مِنَ الْكِتَابِ وَفَسَّرَهُ وَنَحْنُ بِحَلَبَ فَقَالَ: إِلا فِي هَذَا الْبَلَدِ فإِنه ثَمَانِيَةُ أَشهر؛ وَمَعْنَى قَوْلِهِ:
وَهُوَ للذود أَن يقسَّمن جار
أَي أَنه يُجيرها مِنْ أَن يُغار عَلَيْهَا فَتُقْسَمَ، وَمَوْضِعُ أَن نصبٌ كأَنه قَالَ: لِئَلَّا يُقَسَّمْنَ وَمِنْ أَن يُقَسَّمْنَ، فَحذف وأَوصل. ومرأَة قَصُورَة وقَصيرة: مَصُونة مَحْبُوسَةٌ مَقْصُورَةٌ فِي الْبَيْتِ لَا تُتْرَكُ أَن تَخْرُج؛ قَالَ كُثَيِّر:
وأَنتِ الَّتِي جَبَّبْتِ كلَّ قَصِيرَةٍ
…
إِليَّ، وَمَا تَدْرِي بِذَاكَ القَصائِرُ
عَنَيْتُ قَصِيراتِ الحِجالِ، وَلَمْ أُرِدْ
…
قِصارَ الخُطَى، شَرُّ النِّسَاءِ البَحاتِرُ
وَفِي التَّهْذِيبِ: عَنَيتُ قَصُوراتِ الحجالِ، وَيُقَالُ لِلْجَارِيَةِ المَصونة الَّتِي لَا بُروزَ لَهَا: قَصِيرةٌ وقَصُورَة؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ:
وأَنتِ الَّتِي حببتِ كلَّ قَصُورة
وشَرُّ النساءِ البَهاتِرُ. التَّهْذِيبُ: القَصْرُ الحَبْسُ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ، أَي مَحْبُوسَاتٌ فِي خِيَامٍ مِنَ الدُّرِّ مُخَدَّرات عَلَى أَزواجهن فِي الْجَنَّاتِ؛ وامرأَة مَقْصورة أَي مُخَدَّرة. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي تَفْسِيرِ مَقْصُوراتٌ، قَالَ: قُصِرْنَ عَلَى أَزواجهن أَي حُبِسْن فَلَا يُرِدْنَ غَيْرَهُمْ وَلَا يَطْمَحْنَ إِلى مَنْ سِوَاهُمْ. قَالَ: وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الحَجَلَةَ المقصورةَ والقَصُورَةَ، وَتُسَمِّي الْمَقْصُورَةَ مِنَ النِّسَاءِ القَصُورة، وَالْجَمْعُ القَصائِرُ، فإِذا أَرادوا قِصَرَ الْقَامَةِ قَالُوا: امرأَة قَصِيرة، وتُجْمَعُ قِصاراً. وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ أَتْرابٌ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: قاصِراتُ الطَّرْفِ*
حُورٌ قَدْ قَصَرْنَ أَنفسهنَّ عَلَى أَزواجهن فَلَا يَطْمَحْنَ إِلى غَيْرِهِمْ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ:
مِنَ القاصراتِ الطَّرْفِ، لَوْ دَبَّ مُحْوِلٌ
…
مِنَ الذَّرِّ فوقَ الإِتْبِ مِنْهَا لأَثَّرا
وَقَالَ الْفَرَّاءُ: امرأَة مَقْصُورة الخَطْوِ، شُبِّهَتْ بالمقيَّد الَّذِي قَصَرَ القيدُ خَطوَه، وَيُقَالُ لَهَا: قَصِيرُ الخُطى؛ وأَنشد:
قَصِيرُ الْخُطَى مَا تَقْرُبُ الجِيرَةَ القُصَى،
…
وَلَا الأَنَسَ الأَدْنَيْنَ إِلا تَجَشُّما
التَّهْذِيبُ: وَقَدْ تُجْمَعُ القَصِيرةُ مِنَ النِّسَاءِ قِصارَةً؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى:
لَا ناقِصِي حَسَبٍ وَلَا
…
أَيْدٍ، إِذا مدَّتْ قِصارَه
قَالَ الْفَرَّاءُ: وَالْعَرَبُ تُدْخِلُ الْهَاءَ فِي كُلِّ جَمْعٍ عَلَى فِعالٍ،
يَقُولُونَ: الجِمالَةُ والحِبالَة والذِّكارَة والحِجارة، قَالَ: جِمالاتٌ صُفْرٌ. ابْنُ سِيدَهْ: وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ:
وأَهْوى مِنَ النِّسْوانِ كلَّ قَصِيرةٍ،
…
لَهَا نَسَبٌ، فِي الصَّالِحِينَ، قَصِيرُ
فَمَعْنَاهُ أَنه يَهْوى مِنَ النِّسَاءِ كُلَّ مَقْصُورَةٍ يُغْنى بِنَسَبِهَا إِلى أَبيها عَنْ نَسَبها إِلى جَدِّها. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ أَبْلِغ هَذَا الكلامَ بَنِي فُلَانٍ قَصْرَةً ومَقْصُورةً أَي دُونَ النَّاسِ، وَقَدْ سُمِّيَتِ المَقْصورة مَقْصُورَةً لأَنها قُصِرَت عَلَى الإِمام دُونَ النَّاسِ. وَفُلَانٌ قَصِيرُ النَّسَبِ إِذا كَانَ أَبوه مَعْرُوفًا إِذ ذِكْره لِلِابْنِ كفايةٌ عَنْ الِانْتِمَاءِ إِلى الْجِدِّ الأَبعد؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
قَدْ رَفَعَ العَجَّاجُ ذِكْري فادْعُني
…
باسْمٍ، إِذا الأَنْسابُ طالتْ، يَكفِني
وَدَخَلَ رُؤْبةُ عَلَى النَّسَّابة البَكْريّ فَقَالَ: مَنْ أَنت قَالَ: رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ. قَالَ: قُصِرْتَ وعُرِفْتَ. وسَيْلٌ قَصِير: لَا يُسِيل وادِياً مُسَمًّى إِنما يُسِيلُ فُرُوعَ الأَوْدِية وأَفْناءَ الشِّعابِ وعَزَازَ الأَرضِ. والقَصْرُ مِنَ الْبِنَاءِ: مَعْرُوفٌ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ الْمَنْزِلُ، وَقِيلَ: كُلُّ بَيْتٍ مِنْ حَجَر، قُرَشِيَّةٌ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه تُقصَرُ فِيهِ الحُرَمُ أَي تُحْبس، وَجَمْعُهُ قُصُور. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً
. والمَقْصُورة: الدَّارُ الْوَاسِعَةُ المُحَصَّنَة، وَقِيلَ: هِيَ أَصغر مِنَ الدَّارِ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ أَيضاً. والقَصُورَةُ والمَقْصورة: الحَجَلَةُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. اللَّيْثُ: المَقْصُورَة مَقَامُ الإِمام، وَقَالَ: إِذا كَانَتْ دَارٌ وَاسِعَةٌ مُحَصَّنة الْحِيطَانِ فَكُلُّ نَاحِيَةٍ مِنْهَا عَلَى حِيالِها مَقْصُورة، وَجَمْعُهَا مَقاصِرُ ومَقاصِيرُ؛ وأَنشد:
وَمِنْ دونِ لَيْلى مُصْمَتاتُ المَقاصِرِ
المُصْمَتُ: المُحْكَمُ. وقُصارَةُ الدَّارِ: مَقْصُورة مِنْهَا لَا يَدْخُلُهَا غَيْرُ صَاحِبِ الدَّارِ. قَالَ أُسَيْدٌ: قُصارَةُ الأَرض طَائِفَةٌ مِنْهَا قَصِيرَة قَدْ عَلِمَ صَاحِبُهَا أَنها أَسْمَنُها أَرضاً وأَجودُها نَبْتًا قَدْرَ خَمْسِينَ ذِرَاعًا أَو أَكثر، وقُصارَةُ الدَّارِ: مَقْصورة مِنْهَا لَا يَدْخُلُهَا غَيْرُ صَاحِبِ الدَّارِ، قَالَ: وَكَانَ أَبي وَعَمِّي عَلَى الحِمى فَقَصَرَا مِنْهَا مَقْصُورَةً لَا يَطَؤُهَا غَيْرُهُمَا. واقْتَصَرَ عَلَى الأَمر: لَمْ يُجاوزه. وَمَاءٌ قاصِرٌ أَي بَارِدٌ. وَمَاءٌ قاصِرٌ: يَرْعى المالُ حولَه لَا يُجَاوِزُهُ، وَقِيلَ: هُوَ الْبَعِيدُ عَنِ الكلإِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: مَاءٌ قاصِرٌ ومُقْصِرٌ إِذا كَانَ مَرْعاه قَرِيبًا؛ وأَنشد:
كانتْ مِياهِي نُزُعاً قَواصِرَا،
…
وَلَمْ أَكنْ أُمارِسُ الجَرائرا
والنُّزُعُ: جَمْعُ النَّزُوعِ، وَهِيَ الْبِئْرُ الَّتِي يُنْزَعُ مِنْهَا بِالْيَدَيْنِ نَزْعاً، وَبِئْرٌ جَرُورٌ: يُسْتَقَى مِنْهَا عَلَى بَعِيرٍ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ فِي صِفَةِ نَخْلٍ:
فهُنَّ يَرْوَيْنَ بطَلٍّ قَاصِرِ
قَالَ: عَنى أَنها تَشْرَبُ بِعُرُوقِهَا. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الْمَاءُ الْبَعِيدُ مِنَ الكلإِ قاصِرٌ ثُمَّ باسِطٌ ثُمَّ مُطْلِبٌ. وكَلأ قاصِرٌ: بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَاءِ نَبْحَةُ كَلْبٍ أَو نَظَرُك باسِطاً. وكَلأ باسِطٌ: قَرِيبٌ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:
إِليكِ ابْنَةَ الأَغْيارِ، خافي بَسالَةَ الرجالِ،
…
وأَصْلالُ الرجالِ أَقاصِرُهْ
لَمْ يُفَسِّرْهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه عَنَى حَبائسَ قَصائِرَ. والقُصارَةُ والقِصْرِيُّ والقَصَرَة والقُصْرى [القِصْرى] والقَصَرُ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: مَا يَبْقى فِي المُنْخُلِ بَعْدَ
الِانْتِخَالِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا يَخْرُجُ من القَثِّ وَمَا يَبْقَى فِي السُّنْبُل مِنَ الْحَبِّ بَعْدَ الدَّوْسَةِ الأُولي، وَقِيلَ: القِشْرتان اللَّتَانِ عَلَى الحَبَّة سُفْلاهما الحَشَرَةُ وعُلْياهما القَصَرة. اللَّيْثُ: والقَصَرُ كَعابِرُ الزَّرْعِ الَّذِي يَخْلُص مِنَ البُرِّ وَفِيهِ بَقِيَّةٌ مِنْ الْحَبِّ، يُقَالُ لَهُ القِصْرَى، عَلَى فِعْلى. الأَزهري: وَرَوَى
أَبو عُبَيْدٍ حَدِيثًا عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، فِي المُزارَعة أَن أَحدهم كَانَ يَشْتَرِطُ ثلاثة جَداوِلَ والقُصارَةَ؛ القُصارَةُ، بِالضَّمِّ: مَا سَقى الربيعُ، فَنَهَى النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، عَنْ ذَلِكَ.
قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: والقُصارة مَا بَقِيَ فِي السُّنْبُلِ مِنَ الْحَبِّ مِمَّا لَا يَتَخَلَّصُ بعد ما يُدَاسُ، قَالَ: وأَهل الشَّامِ يُسَمُّونَهُ القِصْرِيَّ بِوَزْنِ القِبْطِيِّ، قَالَ الأَزهري: هَكَذَا أَقرأَنيه ابْنُ هاجَك عَنِ ابْنُ جَبَلة عَنْ أَبي عُبَيْدٍ، بِكَسْرِ الْقَافِ وَسُكُونِ الصَّادِ وَكَسْرِ الرَّاءِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ، قَالَ: وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ: سَمِعْتُ أَحمد بْنَ صَالِحٍ يَقُولُ هِيَ القُصَرَّى إِذا دِيسَ الزرعُ فغُرْبِل، فَالسَّنَابِلُ الْغَلِيظَةُ هِيَ القُصَرَّى، عَلَى فُعَلَّى. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: نُقِّيَتْ مِنْ قَصَره وقَصَلِه أَي مِنْ قُماشِه. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: القَصَلُ والقَصَرُ أَصل التِّبْنِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: القَصَرةُ قِشْر الْحَبَّةِ إِذا كَانَتْ فِي السُّنْبُلَةِ، وَهِيَ القُصارَةُ. وَذَكَرَ النَّضْرُ عَنْ أَبي الْخَطَّابِ أَنه قَالَ: الْحَبَّةُ عَلَيْهَا قِشْرَتَانِ: فَالَّتِي تَلِي الْحَبَّةَ الحَشَرَةُ، وَالَّتِي فَوْقَ الحَشَرة القَصَرَةُ. والقَصَرُ: قِشْر الْحِنْطَةِ إِذا يَبِسَتْ. والقُصَيْراة: مَا يَبْقَى في السنبل بعد ما يُدَاسُ. والقَصَرَة، بِالتَّحْرِيكِ: أَصل الْعُنُقِ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: إِنما يُقَالُ لأَصل الْعُنُقِ قَصَرَة إِذا غَلُظَت، وَالْجَمْعُ قَصَرٌ؛ وَبِهِ فَسَّرَ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلِهِ عز وجل: إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ
، بِالتَّحْرِيكِ؛ وَفَسَّرَهُ قَصَرَ النخلِ يَعْنِي الأَعْناقَ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ في وقوله تَعَالَى: إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ
؛ هُوَ بِالتَّحْرِيكِ، قَالَ: كُنَّا نَرْفَعُ الْخَشَبَ لِلشِّتَاءِ ثَلَاثَ أَذرع أَو أَقل وَنُسَمِّيهِ القَصَر، وَنُرِيدُ قَصَر النَّخْلِ وَهُوَ مَا غَلُظَ مِنَ أَسفلها أَو أَعناق الإِبل
، وَاحِدَتُهَا قَصَرة؛ وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ
، قِيلَ: أَقصارٌ جمعُ الْجَمْعِ. وَقَالَ كُرَاعٌ: القَصَرة أَصل الْعُنُقِ، وَالْجَمْعُ أَقصار، قَالَ: وَهَذَا نَادِرٌ إِلا أَن يَكُونَ عَلَى حَذْفِ الزَّائِدِ. وَفِي حَدِيثِ
سلْمانَ: قَالَ لأَبي سُفْيَانَ وَقَدْ مَرَّ بِهِ: لَقَدْ كَانَ فِي قَصَرة هَذَا مَوْضِعٌ لِسُيُوفِ الْمُسْلِمِينَ
، وَذَلِكَ قَبْلَ أَن يُسْلِمَ، فإِنهم كَانُوا حِراصاً عَلَى قَتْلِهِ، وَقِيلَ: كَانَ بَعْدَ إِسلامه. وَفِي حَدِيثِ
أَبي رَيْحانة: إِني لأَجِدُ فِي بَعْضِ مَا أُنْزِلَ مِنَ الْكُتُبِ الأَقْبَلُ القَصِيرُ القَصَرةِ صاحبُ العِراقَيْنِ مُبَدِّلُ السُّنَّة يَلْعَنُهُ أَهلُ السَّمَاءِ وأَهل الأَرض، وَيْلٌ لَهُ ثُمَّ وَيْلٌ لَهُ
وَقِيلَ: القَصَر أَعناق الرِّجَالِ والإِبل؛ قَالَ:
لَا تَدْلُكُ الشمسُ إِلَّا حذْوَ مَنْكِبِه،
…
فِي حَوْمَةٍ تَحْتَها الهاماتُ والقَصَرُ
وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ
، قَالَ: يُرِيدُ القَصْر مِنْ قُصُورِ مِيَاهِ الْعَرَبِ، وَتَوْحِيدُهُ وَجَمْعُهُ عَرَبِيَّانِ. قَالَ: وَمِثْلُهُ: سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ ويُولُّون الدُّبُرَ، مَعْنَاهُ الأَدبار، قَالَ: وَمَنْ قرأَ كالقَصَر، فَهُوَ أَصل النَّخْلِ، وَقَالَ الضَّحَّاكُ: القَصَرُ هِيَ أُصول الشَّجَرِ الْعِظَامِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
مَنْ كَانَ لَهُ بِالْمَدِينَةِ أَصلٌ فلْيَتَمَسَّك بِهِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ فَلْيَجْعَلْ لَهُ بِهَا أَصلًا وَلَوْ قَصَرةً
؛ القَصَرةُ، بِالْفَتْحِ وَالتَّحْرِيكِ: أَصل الشَّجَرَةِ، وَجَمْعُهَا قَصَر؛ أَراد فَلْيَتَّخِذْ لَهُ بِهَا وَلَوْ أَصل نَخْلَةٍ وَاحِدَةٍ. والقَصَرة أَيضاً: العُنُق وأَصل الرَّقَبَةِ. قَالَ: وقرأَ الْحَسَنُ كالقَصْر، مُخَفَّفًا، وَفَسَّرَهُ الجِذْل مِنَ الْخَشَبِ، الْوَاحِدَةُ قَصْرة مِثْلَ تَمْرٍ وَتَمْرَةٍ؛ وَقَالَ
قَتَادَةُ: كالقَصَرِ يَعْنِي أُصول النَّخْلِ وَالشَّجَرِ. النَّضِر: القِصارُ مِيْسَمٌ يُوسَمُ بِهِ قَصَرةُ العُنق. يُقَالُ: قَصَرْتُ الْجَمَلَ قَصْراً، فَهُوَ مَقْصورٌ. قَالَ: وَلَا يُقَالُ إِبل مُقَصَّرة. ابْنُ سِيدَهْ: القِصارُ سِمَة عَلَى القَصَر وَقَدْ قَصَّرها. والقَصَرُ: أُصول النَّخْلِ وَالشَّجَرِ وَسَائِرِ الْخَشَبِ، وَقِيلَ: هِيَ بَقَايَا الشَّجَرِ، وَقِيلَ: إِنها تَرْمِي بِشَرَرٍ كالقَصْر، وكالقَصَر، فالقَصَر: أُصول النَّخْلِ وَالشَّجَرِ، والقَصْر مِنَ الْبِنَاءِ، وَقِيلَ: القَصْر هُنَا الْحَطَبُ الجَزْلُ؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْحَسَنِ. والقَصْرُ: المِجْدَلُ وَهُوَ الفَدَنُ الضخمُ، والقَصَرُ: دَاءٌ يأْخذ فِي القَصَرة. وَقَالَ أَبو مُعَاذٍ النَّحْوِيُّ: وَاحِدُ قَصَر النَّخْلِ قَصَرة، وَذَلِكَ أَن النَّخْلَةَ تُقْطَعُ قَدْرَ ذِرَاعٍ يَسْتَوْقِدُون بِهَا فِي الشِّتَاءِ، وَهُوَ مِنْ قَوْلِكَ لِلرَّجُلِ: إِنه لتَامُّ القَصَرَةِ إِذا كَانَ ضَخْمَ الرَّقَبة، والقَصَرُ يُبْسٌ فِي الْعُنُقِ؛ قَصِرَ، بِالْكَسْرِ، يَقْصَرُ قَصَراً، فَهُوَ قَصِرٌ وأَقْصَرُ، والأُنثى قَصْراء؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ دَاءٌ يأْخذ الْبَعِيرَ فِي عُنُقِهِ فَيَلْتَوِي فَيُكْتَوَى فِي مَفَاصِلِ عُنُقِهِ فَرُبَّمَا بَرَأَ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ قَصِرَ الفرسُ يَقْصَرُ قَصَراً إِذا أَخذه وَجَعٌ فِي عُنُقِهِ، يُقَالُ: بِهِ قَصَرٌ. الْجَوْهَرِيُّ: قَصِرَ الرجلُ إِذا اشْتَكَى ذَلِكَ. يُقَالُ: قَصِرَ الْبَعِيرُ، بِالْكَسْرِ، يَقْصَرُ قَصَراً. والتِّقْصارُ والتِّقْصارَة، بِكَسْرِ التَّاءِ: القِلادة لِلُزُومِهَا قَصَرَةَ العُنق، وَفِي الصِّحَاحِ: قِلَادَةٌ شَبِيهَةٌ بالمِخْنَقَة، وَالْجَمْعُ التَّقاصِيرُ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ العِبَادي:
وَلَهَا ظَبْيٌ يُؤَرِّثُها،
…
عاقِدٌ فِي الجِيدِ تِقْصارا
وَقَالَ أَبو وَجْزة السَّعْدِي:
وغَدا نوائحُ مُعْوِلات بالضَّحى
…
وُرْقٌ تَلُوحُ، فكُلُّهُنَّ قِصارُها
قَالُوا: قِصارُها أَطواقها. قَالَ الأَزهري: كأَنه شَبَّهَ بقِصارِ المِيْسَمِ، وَهُوَ العِلاطُ. وَقَالَ نُصَير: القَصَرَةُ أَصل الْعُنُقِ فِي مُرَكَّبِهِ فِي الْكَاهِلِ وأَعلى اللِّيتَيْنِ، قَالَ: وَيُقَالُ لعُنُقِ الإِنسانِ كلِّه قَصَرَةٌ. والقَصَرَةُ: زُبْرَةُ الحَدَّادِ؛ عَنْ قُطْرُب. الأَزهري: أَبو زَيْدٍ: قَصَرَ فلانٌ يَقْصُرُ قَصْراً إِذا ضَمَّ شَيْئًا إِلى أَصله الأَوّل؛ وقَصَرَ قَيْدَ بَعِيرِهِ قَصْراً إِذا ضَيَّقَهُ، وقَصَرَ فلانٌ صلاتَه يَقْصُرها قَصْراً فِي السَّفَرِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ
، وَهُوَ أَن تُصَلِّيَ الأُولى وَالْعَصْرَ وَالْعِشَاءَ الْآخِرَةَ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، فأَما العشاءُ الأُولى وَصَلَاةُ الصُّبْحِ فَلَا قَصْرَ فِيهِمَا، وَفِيهَا لُغَاتٌ: يُقَالُ قَصَرَ الصلاةَ وأَقْصَرَها وقَصَّرَها، كُلُّ ذَلِكَ جَائِزٌ، وَالتَّقْصِيرُ مِنَ الصَّلَاةِ وَمِنَ الشَّعَرِ مثلُ القَصْرِ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وقَصَرَ الصلاةَ، وَمِنْهَا يَقْصُر قَصْراً وقَصَّرَ نَقَصَ ورَخُصَ، ضِدٌّ. وأَقْصَرْتُ مِنَ الصَّلَاةِ: لُغَةٌ فِي قَصَرْتُ. وَفِي حَدِيثِ السَّهْوِ:
أَقَصُرَتِ الصلاةُ أَم نُسِيَت
؛ يُرْوَى عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ وَعَلَى تَسْمِيَةِ الْفَاعِلِ بِمَعْنَى النَّقْصِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
قُلْتُ لِعُمْرَ إِقْصارَ الصلاةِ اليومَ
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ مَنْ أَقْصَرَ الصلاةَ، لُغَةً شَاذَّةً فِي قَصَر. وأَقْصَرَتِ المرأَة: وَلَدَتْ أَولاداً قِصاراً، وأَطالت إِذا وَلَدَتْ أَولاداً طِوالًا. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِن الطَّوِيلَةَ قَدْ تُقْصِرُ وإِن القَصيرة قَدْ تُطِيل
؛ وأَقْصَرتِ النعجةُ والمَعَزُ، فَهِيَ مُقْصِرٌ، إِذا أَسَنَّتا حَتَّى تَقْصُرَ أَطرافُ أَسنانهما؛ حَكَاهَا يَعْقُوبُ. والقَصْرُ والمَقْصَرُ والمَقْصِرُ والمَقْصَرَةُ: العَشِيّ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَا يُحَقَّرُ القُصَيْرَ، اسْتَغْنوا عَنْ تَحْقيره بِتَحْقِيرِ المَساء. والمَقاصِر والمَقاصِير: الْعَشَايَا؛ الأَخيرة نَادِرَةٌ، قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:
فبَعَثْتُها تَقِصُ المَقاصِرَ، بعد ما
…
كَرَبَتْ حَياةُ النارِ للمُتَنَوِّرِ
وقَصَرْنا وأَقْصَرْنا قَصْراً: دَخَلْنَا فِي قَصْرِ العَشِيِّ، كَمَا تقول: أَمْسَيْنا من المَساء. وقَصَرَ العَشِيُّ يَقْصُر قُصوراً إِذا أَمْسَيْتَ؛ قَالَ العَجَّاجُ:
حَتَّى إِذا مَا قَصَرَ العَشِيُ
وَيُقَالُ: أَتيته قَصْراً أَي عَشِيّاً؛ وَقَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ:
كأَنهمُ قَصْراً مَصابيحُ راهِبٍ
…
بمَوْزَنَ، رَوَّى بالسَّلِيط ذُبالَها
همُ أَهلُ أَلواحِ السَّرِيرِ ويمْنِه،
…
قَرابِينُ أَرْدافاً لَهَا وشِمالَها
الأَردافُ: الْمُلُوكُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَالِاسْمُ مِنْهُ الرِّدافة، وَكَانَتِ الرِّدافَةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لِبَنِي يَرْبوعٍ. والرِّدافَةُ: أَن يَجْلِسَ الرِّدْف عَنْ يَمِينِ الْمَلِكِ، فإِذا شَرِبَ المَلِكُ شَرِبَ الرِّدْفُ بَعْدَهُ قَبْلَ النَّاسِ، وإِذا غَزا المَلِكُ قعَدَ الرِّدْف مَكَانَهُ فَكَانَ خَلِيفَةً عَلَى النَّاسِ حَتَّى يَعُودَ المَلِكُ، وَلَهُ مِنَ الْغَنِيمَةِ المِرْباعُ. وقَرابينُ الْمَلِكِ: جُلَساؤه وخاصَّتُه، وَاحِدُهُمْ قُرْبانٌ. وَقَوْلُهُ: هُمْ أَهل أَلواح السَّرِيرِ أَي يَجْلِسُونَ مَعَ الْمَلِكِ عَلَى سَرِيرِهِ لِنَفَاسَتِهِمْ وَجَلَالَتِهِمْ. وَجَاءَ فُلَانٌ مُقْصِراً حِينَ قَصْرِ العِشاء أَي كَادَ يَدْنُو مِنَ اللَّيْلِ؛ وَقَالَ ابْنُ حِلِّزَة:
آنَسَتْ نَبْأَةً وأَفْزَعَها القناصُ
…
قَصْراً، وقَدْ دَنَا الإِمْساءُ
ومَقاصِيرُ الطَّرِيقِ: نَوَاحِيهَا، واحدَتُها مَقْصَرة، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. والقُصْرَيانِ والقُصَيْرَيانِ ضِلَعانِ تَلِيانِ الطِّفْطِفَة، وَقِيلَ: هُمَا اللَّتَانِ تَلِيانِ التَّرْقُوَتَيْنِ. والقُصَيرَى: أَسْفَلُ الأَضْلاعِ، وَقِيلَ هِيَ الضِّلَعُ الَّتِي تَلِي الشاكلَةَ، وَهِيَ الواهِنةُ، وَقِيلَ: هِيَ آخَرُ ضِلَعٍ فِي الْجَنْبِ. التَّهْذِيبُ: والقُصْرَى والقُصَيْرى الضِّلَعُ الَّتِي تَلِي الشَّاكِلَةَ بَيْنَ الْجَنْبِ وَالْبَطْنِ؛ وأَنشد:
نَهْدُ القُصَيْرَى يزينُهُ خُصَلُه
وَقَالَ أَبو دُواد:
وقُصْرَى شَنِجِ الأَنْساءِ
…
نَبَّاحٍ مِنَ الشَّعْب
أَبو الْهَيْثَمِ: القُصْرَى أَسفل الأَضلاع، والقُصَيرَى أَعلى الأَضلاع؛ وَقَالَ أَوس:
مُعاوِدُ تأْكالِ القَنِيصِ، شِواؤُه
…
مِنَ اللحمِ قُصْرَى رَخْصَةٌ وطَفاطِفُ
قَالَ: وقُصْرَى هَاهُنَا اسْمٌ، وَلَوْ كَانَتْ نَعْتًا لَكَانَتْ بالأَلف وَاللَّامِ. قَالَ: وَفِي كِتَابِ أَبي عُبَيْدٍ: القُصَيْرَى هِيَ الَّتِي تَلِي الشَّاكِلَةَ، وَهِيَ ضِلَعُ الخَلْفِ؛ فأَما قَوْلُهُ أَنشده اللِّحْيَانِيُّ:
لَا تَعْدِليني بظُرُبٍّ جَعْدِ،
…
كَزِّ القُصَيْرَى، مُقْرِفِ المَعَدِّ
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عِنْدِي أَن القُصَيْرَى أَحد هَذِهِ الأَشياء الَّتِي ذَكَرْنَا فِي القُصَيْرَى؛ قَالَ: وأَما اللِّحْيَانِيُّ فَحَكَى أَن القُصَيْرَى هُنَا أَصلُ العُنُق، قَالَ: وَهَذَا غَيْرُ مَعْرُوفٍ فِي اللُّغَةِ إِلا أَن يُرِيدَ القُصَيْرَة، وَهُوَ تَصْغِيرُ القَصَرة مِنَ العُنق، فأَبدل الْهَاءَ لِاشْتِرَاكِهِمَا فِي أَنهما عَلَمَا تأْنيث. والقَصَرَةُ: الكَسَلُ؛ قَالَ الأَزهري أَنشدني المُنْذرِيُّ رِوَايَةٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي:
وصارِمٍ يَقْطَعُ أَغْلالَ القَصَرْ،
…
كأَنَّ فِي مَتْنَتِهِ مِلْحاً يُذَرّ،
أَوْ زَحْفَ ذَرٍّ دَبَّ فِي آثارِ ذَرّ
وَيُرْوَى:
كأَنَّ فَوْقَ مَتْنِهِ ملْحاً يُذَرّ
ابْنُ الأَعرابي: القَصَرُ والقَصارُ الكَسَلُ. وَقَالَ أَعرابي: أَردت أَن آتِيَكَ فَمَنَعَنِي القَصارُ، قَالَ: والقَصارُ والقُصارُ والقُصْرَى والقَصْرُ، كُلُّهُ أُخْرَى الأُمور. وقَصْرُ المجْدِ: مَعْدِنهُ؛ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُوم:
أَباحَ لَنا قُصُورُ المَجْدِ دِينَا
وَيُقَالُ: مَا رَضِيتُ مِنْ فُلَانٍ بِمَقْصَرٍ ومَقْصِرٍ أَي بأَمر مِنْ دُونٍ أَي بأَمر يَسِيرٍ، وَمِنْ زَائِدَةٌ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ جَارِي مُقاصِرِي أَي قَصْرُه بِحِذَاءِ قَصْرِي؛ وأَنشد:
لِتَذْهَبْ إِلى أَقْصى مُباعَدةٍ جَسْرُ،
…
فَمَا بِي إِليها مِنْ مُقاصَرةٍ فَقْرُ
يَقُولُ: لَا حَاجَةَ لِي فِي جِوَارِهِمْ. وجَسْرٌ: مِنْ مُحَارِبٍ. والقُصَيْرَى والقُصْرَى: ضَرْبٌ مِنَ الأَفاعي، يُقَالُ: قُصْرَى قِبالٍ وقُصَيْرَى قِبالٍ. والقَصَرَةُ: الْقِطْعَةُ مِنَ الْخَشَبِ. وقَصَرَ الثوبَ قِصارَةً؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ، وقَصَّرَه، كِلَاهُمَا: حَوَّرَه ودَقَّهُ؛ وَمِنْهُ سُمِّي القَصَّارُ. وقَصَّرْتُ الثَّوْبَ تَقْصِيرا مِثْلُهُ. والقَصَّارُ والمُقَصِّرُ: المُحَوِّرُ لِلثِّيَابِ لأَنه يَدُقُّها بالقَصَرَةِ الَّتِي هِيَ القِطْعَة مِنَ الْخَشَبِ، وَحِرْفَتُهُ القِصارَةُ. والمِقْصَرَة: خَشَبَةُ القَصَّار. التَّهْذِيبُ: والقَصَّارُ يَقْصُر الثوبَ قَصْراً. والمُقَصِّرُ: الَّذِي يُخسُّ العطاءَ ويقلِّله. والتَّقْصيرُ: إِخْساسُ الْعَطِيَّةِ. وَهُوَ ابْنُ عَمِّي قُصْرَةً، بِالضَّمِّ، ومَقْصُورةً وَابْنُ عَمِّي دِنْيا ودُنْيا أَي دَانِي النِّسَبِ وَكَانَ ابنَ عَمِّه لَحًّا؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:
رَهْطُ التِّلِبِّ هَؤُلَا مَقْصُورةً
قَالَ: مَقْصُورَةً، أَي خَلَصُوا فَلَمْ يُخَالِطْهُمْ غَيْرُهُمْ مِنْ قَوْمِهِمْ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: تُقَالُ هَذِهِ الأَحرف فِي ابْنِ الْعَمَّةِ وَابْنِ الْخَالَةِ وَابْنِ الْخَالِ. وتَقَوْصَرَ الرجلُ: دَخَلَ بَعْضُهُ فِي بَعْضٍ. والقَوْصَرَة والقَوْصَرَّةُ، مُخَفَّفٌ وَمُثْقَلٌ: وِعَاءٌ مِنْ قَصَبٍ يُرْفَعُ فِيهِ التَّمْرُ مِنَ البَوارِي؛ قَالَ: وَيُنْسَبُ إِلى عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ:
أَفْلَحَ مَنْ كانتْ لَهُ قَوْصَرَّه،
…
يأْكلُ منا كلَّ يومٍ مَرَّه
قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَحسبه عَرَبِيًّا. ابْنُ الأَعرابي: العربُ تَكْنِي عَنِ المرأَة بالقارُورةِ والقَوْصَرَّة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا الرَّجَزُ يُنْسَبُ إِلى عَلِيٍّ؛ عليه السلام، وَقَالُوا: أَراد بالقَوْصَرَّة المرأَة وبالأَكل النِّكَاحَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ أَن القَوْصرَّة قَدْ تُخَفَّفُ رَاؤُهَا وَلَمْ يَذْكُرْ عَلَيْهِ شَاهِدًا. قَالَ: وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَن شَاهِدَهُ قَوْلُ أَبي يَعْلى المْهَلَّبِي:
وسَائِلِ الأَعْلَم ابنَ قَوْصَرَةٍ:
…
مَتَى رَأَى بِي عَنِ العُلى قَصْرا؟
قَالَ: وَقَالُوا ابْنُ قَوْصَرة هُنَا المَنْبُوذ. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ حَمْزَةَ: أَهل الْبَصْرَةِ يُسَمُّونَ الْمَنْبُوذَ ابْنَ قَوْصَرة، وُجِدَ فِي قَوصَرة أَو فِي غَيْرِهَا، قَالَ: وَهَذَا الْبَيْتُ شَاهِدٌ عَلَيْهِ. وقَيْصَرُ: اسْمُ مَلِكٍ يَلي الرُّومَ، وَقِيلَ: قَيْصَرُ مِلْكُ الرُّومِ. والأُقَيْصِرُ: صَنَمٌ كَانَ يُعْبَدُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
وأَنْصابُ الأُقَيْصِرِ حِينَ أَضْحَتْ
…
تَسِيلُ، عَلَى مَناكِبِها، الدِّماءُ
وَابْنُ أُقَيْصِر: رَجُلٌ بَصِيرٌ بِالْخَيْلِ. وقاصِرُونَ وقاصِرِينَ: مَوْضِعٌ، وَفِي النَّصْبِ وَالْخَفْضِ قاصِرِينَ.
قطر: قَطَرَ الماءُ والدَّمْعُ وَغَيْرُهُمَا مِنَ السَّيَّالِ يَقْطُر قَطْراً وقُطُوراً وقَطَراناً وأَقْطَر؛ الأَخيرةُ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وتَقاطَرَ؛ أَنشد ابْنُ جِنِّي:
كأَنه تَهْتانُ يومٍ ماطرِ،
…
مِنَ الربِيعِ، دائمُ التَّقاطُرِ
وأَنشده دَائِبٌ بِالْبَاءِ، وَهُوَ فِي مَعْنَى دَائِمٍ، وأَراد مِنْ أَيام الرَّبِيعِ؛ وقَطَره اللهُ وأَقْطَره وقَطَّره وَقَدْ قَطَرَ الماءُ وقَطَرْتُه أَنا، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى؛ وقَطَرانُ الْمَاءِ، بِالتَّحْرِيكِ، وتَقْطِيرُ الشَّيْءِ: إِسالته قَطْرَةً قَطْرَةً. والقَطْرُ: المَطَرُ. والقِطارُ: جَمْعُ قَطْرٍ وَهُوَ الْمَطَرُ. والقَطْرُ: مَا قَطَرَ مِنَ الْمَاءِ وَغَيْرِهِ، وَاحِدَتُهُ قَطْرة، وَالْجَمْعُ قِطار. وسحابٌ قَطُورٌ ومِقْطار: كَثِيرُ القَطْرِ؛ حَكَاهُمَا الْفَارِسِيُّ عَنْ ثَعْلَبٍ. وأَرض مَقْطورة: أَصابها القَطْر. واسْتَقْطَر الشيءَ: رامَ قَطَرَانَه. وأَقْطَرَ الشيءُ: حَانَ أَن يَقْطُرَ. وَغَيْثٌ قُطارٌ: عَظِيمُ القَطْر. وقَطَرَ الصَّمْغُ مِنَ الشَّجَرَةِ يَقْطُر قَطْراً: خَرَجَ. وقُطَارةُ الشَّيْءِ: مَا قَطَرَ مِنْهُ؛ وَخَصَّ اللِّحْيَانِيِّ بِهِ قُطارةَ الحَبِّ، قَالَ: القُطارة، بِالضَّمِّ، مَا قَطَر مِنَ الحَبِّ وَنَحْوِهِ. وقَطَرَتِ اسْتُه: مَصَلَتْ، وَفِي الإِناء قُطارَة مِنْ مَاءٍ أَي قليلٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والقَطْرانُ والقَطِرانُ: عُصارَة الأَبْهَلِ والأَرْزِ وَنَحْوِهِمَا يُطْبَخ فيُتحلب مِنْهُ ثُمَّ تُهْنَأُ بِهِ الإِبِل. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: زَعَمَ بَعْضُ مَنْ يَنْظُرُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ أَن القَطِرانَ هُوَ عَصير ثَمَرِ الصَّنَوْبَر، وأَن الصَّنَوْبَر إِنما هُوَ اسْمُ لَوْزَةِ ذَاكَ، وأَن شَجَرَتَهُ بِهِ سُمِّيَتْ صَنَوْبراً؛ وَسُمِعَ قَوْلُ الشَّمَّاخُ فِي وَصْفِ نَاقَتِهِ وَقَدْ رَشَحَتْ ذِفْراها فَشَبَّهَ ذِفْرَاهَا لَمَّا رَشَحَتْ فاسْوَدَّت بمناديلِ عُصارة الصَّنَوْبَر فَقَالَ:
كأَن بذِفْراها مَنادِيلَ فارقتْ
…
أَكُفَّ رِجالٍ، يَعْصِرُونَ الصَّنَوْبَرا
فَظَنَّ أَن ثَمَرَهُ يُعْصَرُ، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ
؛ قِيلَ، وَاللَّهُ أَعلم: إِنها جُعِلَتْ مِنَ الْقَطْرَانِ لأَنه يُبالِغُ فِي اشْتِعالِ النَّارِ فِي الْجُلُودِ، وقرأَها ابْنُ عَبَّاسٍ: مِنْ قِطْرٍ آنٍ. والقِطْرُ: النُّحاسُ وَالْآنِي الَّذِي قَدِ انْتَهَى حَرُّه. والقَطِرانُ: اسْمُ رَجُلٍ سُمِّيَ بِهِ لِقَوْلِهِ:
أَنا القَطِرانُ والشُّعَراءُ جَرْبى،
…
وَفِي القَطِرانِ للجَرْبى هِناءُ
وَبَعِيرٌ مَقْطُورٌ ومُقَطْرَنٌ، بِالنُّونِ كأَنه رَدُّوه إِلى أَصله: مَطْليٌّ بالقَطِرانِ؛ قَالَ لَبِيدٌ:
بَكَرَتْ بِهِ جُرَشِيَّةٌ مَقْطُورَةٌ،
…
تَرْوِي المَحاجِرَ بازلٌ عُلْكُومُ
وقَطَرْتُ الْبَعِيرَ: طَلَيْتُه بالقَطِرانِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
أَتَقْتُلني، وَقَدْ شَغَفْتُ فؤادَها،
…
كَمَا قَطَرَ المَهْنُوءةَ الرَّجُلُ الطَّالِي؟
قَوْلُهُ: شَغَفْتُ فُؤَادَهَا أَي بَلَغَ حُبِّي مِنْهَا شِغافَ قَلْبِهَا كَمَا بَلَغَ القَطِرانُ شِغافَ النَّاقَةِ الْمَهْنُوءَةِ؛ يَقُولُ: كَيْفَ تَقْتُلُنِي وَقَدْ بَلَغَ مِنْ حُبِّهَا لِي مَا ذَكَرْتُهُ، إِذ لَوْ أَقدمت عَلَى قَتْلِهِ لَفَسَدَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا، وَكَانَ ذَلِكَ دَاعِيًا إِلى الْفُرْقَةِ وَالْقَطِيعَةِ مِنْهَا. والقِطْرُ، بِالْكَسْرِ: النُّحَاسُ الذَّائِبُ، وَقِيلَ: ضَرْبٌ مِنْهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: مِنَ قِطْرٍ آنٍ. والقِطْرُ، بِالْكَسْرِ، والقِطْرِيَّة: ضَرْبٌ مِنَ البُرود. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه، عليه السلام، كَانَ مُتَوَشِّحاً بثوبٍ
قِطْرِيّ.
وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ: قَالَ أَيْمَنُ دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ وَعَلَيْهَا دِرْعٌ قِطْرِيٌّ ثَمَنُهُ خَمْسَةُ دَرَاهِمَ
؛ أَبو عَمْرٍو: القِطْرُ نَوْعٌ مِنَ البُرود؛ وأَنشد:
كَساكَ الحَنْظَليُّ كساءَ صُوفٍ
…
وقِطْرِيّاً، فأَنتَ بِهِ تَفِيدُ
شَمِرٌ عَنِ البَكْراوِيّ قَالَ: البُرُود القِطْرِيّة حُمْرٌ لَهَا أَعلام فِيهَا بَعْضُ الْخُشُونَةِ، وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبَةَ: هِيَ حُلَلٌ تُعْمَلُ بِمَكَانٍ لَا أَدري أَين هُوَ. قَالَ: وَهِيَ جِيادٌ وَقَدْ رأَيتها وَهِيَ حُمْرٌ تأْتي مِنْ قِبَلِ الْبَحْرَيْنِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَبِالْبَحْرَيْنِ عَلَى سِيف وعُمان «3» مَدِينَةٌ يُقَالُ لَهَا قَطَرٌ، قَالَ: وأَحسبهم نَسَبُوا هَذِهِ الثِّيَابَ إِليها فَخَفَّفُوا وَكَسَرُوا الْقَافَ لِلنِّسْبَةِ، وَقَالُوا: قِطْرِيٌّ، والأَصل قَطَرِيٌّ كَمَا قَالُوا فِخْذٌ لِلفَخِذِ؛ قَالَ جَرِيرٌ:
لَدَى قَطَرِيَّاتٍ، إِذا مَا تَغَوَّلَتْ
…
بِهَا البِيدُ غاولنَ الحُزُومَ الفَيافِيا
أَراد بالقَطَرِيَّاتِ نَجائبَ نَسَبَهَا إِلى قَطَر وَمَا وَالَاهَا مِنَ البَرِّ؛ قَالَ الرَّاعِي وَجَعَلَ النَّعَامَ قَطَرِيَّةً:
الأَوْبُ أَوْبُ نَعائِمٍ قَطَريَّةٍ،
…
والآلُ آلُ نَحائِصٍ حُقْبِ
نَسَبَ النَّعَائِمَ إِلى قَطَرٍ لِاتِّصَالِهَا بالبَرِّ وَمُحَاذَاتِهَا رِمالَ يَبْرِينَ. والقُطْر، بِالضَّمِّ: النَّاحِيَةُ وَالْجَانِبُ، وَالْجَمْعُ أَقْطار. وقومُك أَقْطارَ البلادِ: عَلَى الظَّرْفِ وَهِيَ مِنَ الْحُرُوفِ الَّتِي عَزَلَهَا سِيبَوَيْهِ لِيُفَسِّرَ مَعَانِيهَا ولأَنها غَرَائِبُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ
؛ أَقطارُها: نَوَاحِيهَا، وَاحِدُهَا قُطْر، وَكَذَلِكَ أَقتارُها، وَاحِدُهَا قُتْرٌ. قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: لَا يُعْجِبَنَّكَ مَا تَرَى مِنَ الْمَرْءِ حَتَّى تَنْظُرَ عَلَى أَيِّ قُطْرَيْه يَقَعُ أَي عَلَى أَي شِقَّيه يَقَعُ فِي خَاتِمَةِ عَمَلِهِ، أَعلى شِقِّ الإِسلام أَو غَيْرِهِ. وأَقطارُ الفَرَس: مَا أَشرف مِنْهُ وَهُوَ كاثِبَتُه وعَجُزُه، وَكَذَلِكَ أَقطار الْخَيْلِ وَالْجَمَلِ مَا أَشْرَفَ مِنْ أَعاليه. وأَقطارُ الفَرس وَالْبَعِيرِ: نَوَاحِيهِ. والتَّقاطُرُ: تقابُلُ الأَقطارِ. وطَعَنه فَقَطَّرَه أَي أَلقاه عَلَى قُطْرِه أَي جَانِبِهِ، فَتَقَطَّر أَي سَقَطَ، قَالَ الهُذَليُّ المُتَنَخِّلُ:
التَّارِك القِرْنَ مُصْفَرّاً أَنامِلُه،
…
كأَنه مِنْ عُقارِ قَهْوَةٍ ثَمِلُ
مُجَدَّلًا يتَسَقَّى جِلْدُه دَمَهُ،
…
كَمَا يُقَطَّرُ جِذْعُ الدَّوْمَةِ القُطُلُ
وَيُرْوَى: يتَكَسَّى جِلْدُه. والقُطُلُ: المقطوعُ. وقول: مُصْفَرّاً أَنامِلُه يُرِيدُ أَنه نُزِفَ دَمُه فاصْفَرَّتْ أَنامِلُه. والعُقار: الخَمْر الَّتِي لازَمَتِ الدَّنَّ وعاقَرَتْه. والثَّمِلُ: الَّذِي أَخذ مِنْهُ الشَّرابُ. والمُجَدَّلُ: الَّذِي سَقَطَ بالجَدالَةِ وَهِيَ الأَرض. والدَّوْمَةُ: واحدةُ الدَّوْمِ وَهُوَ شَجَرُ المُقْل. اللَّيْثُ: إِذا صَرَعْتَ الرجلَ صَرْعَةً شَدِيدَةً قُلْتَ قَطَّرْتُه؛ وأَنشد:
قَدْ عَلِمَتْ سَلْمَى وجاراتُها
…
مَا قَطَّرَ الفارِسَ إِلَّا أَنا
وَفِي الْحَدِيثِ:
فَنَفَرَتْ نَقَدَةٌ فَقَطَّرَتِ الرجلَ فِي الفُراتِ فغَرِقَ
أَي أَلقته فِي الفُرات عَلَى أَحد قُطْرَيْه أَي شِقَّيْهِ. والنَّقَدُ: صِغارُ الغَنَم. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن رَجُلًا رَمَى امرأَةً يَوْمَ الطَّائِفِ فَمَا أَخطأَ أَن قَطَّرَها.
وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ تَصِفُ أَباها، رضي الله عنهما: قَدْ جَمَعَ حاشِيَتَيْه وضَمَّ قُطْرَيْه
أَي جَمَعَ جَانِبَيْهِ عَنْ الانتشارِ والتَّبَدُّدِ والتَّفَرُّقِ، والله
(3). قوله [على سيف وعمان] كذا بالأصل، وعبارة ياقوت: قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ فِي أعراض البحرين على سيف الخط بين عمان والقعير قرية يقال لها قطر.
أَعلم. وقَطَرَه فَرَسُه وأَقْطَرَه وتَقَطَّر بِهِ: أَلقاه عَلَى تِلْكَ الْهَيْئَةِ. وتَقَطَّرَ هُوَ: رَمى بنَفْسه مِنْ عُلْوٍ. وتَقَطَّر الجِذْعُ: قُطِعَ أَو انْجَعَبَ كَتَقَطَّلَ. والبعيرُ القاطِرُ: الَّذِي لَا يَزَالُ يَقْطُرُ بولُه. الْفَرَّاءُ: القُطارِيُّ الحَيّةُ مأْخوذ مِنَ القُطارِ وَهُوَ سَمُّه الَّذِي يَقْطُرُ مِنْ كَثْرَتِهِ. أَبو عَمْرٍو: القُطارِيَّةُ الْحَيَّةُ. وحيةٌ قُطارِيَّةٌ: تأْوي إِلى قُطْرِ الْجَبَلِ، بَنى فُعالًا مِنْهُ وَلَيْسَتْ بِنِسْبَةٍ عَلَى القُطْرِ وإِنما مَخْرَجُه مَخْرَجُ أُيارِيّ وفُخاذِيّ؛ قَالَ تأَبَّطَ شَرًّا:
أَصَمُّ قُطارِيٌّ يكونُ خروجُه،
…
بُعَيْدَ غُروبِ الشمسِ، مُخْتَلِفَ الرَّمْسِ
وتَقَطَّر لِلْقِتَالِ تَقَطُّراً: تَهَيَّأَ وتحَرَّقَ لَهُ. قَالَ: والتَقَطُّر لُغَةٌ فِي التَّقَتُّر وَهُوَ التَّهَيُّؤُ لِلْقِتَالِ. والقُطْرُ والقُطُرُ، مِثْلُ عُسْرٍ وعُسُرٍ: العُودُ الَّذِي يُتَبَخَّر بِهِ؛ وَقَدْ قَطَّر ثوبَه وتَقَطَّرَتِ المرأَةُ، قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
كأَنَّ المُدامَ وصَوْبَ الغَمامْ،
…
ورِيحَ الخُزامى ونَشرَ القُطُرْ
يُعَلُّ بِهَا بَرْد أَنْيابِها،
…
إِذا طَرّبَ الطائرُ المُسْتَحِرْ
شَبَّهَ ماءَ فِيهَا فِي طِيبِهِ عِنْدَ السَّحَر بالمُدام وَهِيَ الْخَمْرُ، وصَوْب الغَمام: الَّذِي يُمْزَجُ بِهِ الْخَمْرُ، وَرِيحُ الخُزامى: وَهُوَ خِيْرِيُّ البَرِّ. ونَشْر القُطُر: وَهُوَ رَائِحَةُ الْعُودِ، وَالطَّائِرُ المُسْتَحِرُ: هُوَ المُصَوِّتُ عِنْدَ السَّحَر. والمِقْطَرُ والمِقْطَرَة: المِجْمَر؛ وأَنشد أَبو عُبيد للمُرَقِّشِ الأَصْغَر:
فِي كلِّ يومٍ لَهَا مِقْطَرَةٌ،
…
فِيهَا كِباءٌ مُعَدٌّ وحَمِيمْ
أَي مَاءٌ حارٌّ تُحَمُّ بِهِ. الأَصمعي: إِذا تَهَيَّأَ النبتُ لليُبْسِ قِيلَ: اقْطارَّ اقْطِيراراً، وَهُوَ الَّذِي يَنْثَني ويَعْوَجُّ ثُمَّ يَهِيجُ، يَعْنِي النَّبَاتَ. وأَقْطَرَ النبتُ واقْطارَّ: وَلَّى وأَخذ يَجِفُّ وتَهَيَّأَ لليُبْسِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَا يُسْتَعْمَلُ إِلا مَزِيدًا. وأَسْوَدُ قُطارِيٌّ: ضَخْمٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:
أَتَرْجُو الحَياةَ يَا ابنَ بِشْرِ بنِ مُسْهِرٍ،
…
وَقَدْ عَلِقَتْ رِجْلاكَ مِنْ نابِ أَسْوَدا
أَصَمَّ قُطارِيٍّ، إِذا عَضَّ عَضَّةً،
…
تَزَيَّلَ أَعْلى جِلْدِه فتَرَبَّدا؟
وَنَاقَةٌ مِقْطار عَلَى النَّسَبِ، وَهِيَ الخَلِفةُ. وَقَدِ اقْطارَّتْ: تَكَسَّرَتْ. والقِطارُ: أَن تَقْطُر الإِبل بَعْضَهَا إِلى بَعْضٍ عَلَى نَسَقٍ وَاحِدٍ. وتَقْطِيرُ الإِبل: مِنَ القِطارِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرِينَ: أَنه كَانَ يَكْرَهُ القَطَرَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ بِفَتْحَتَيْنِ أَن يَزِنَ جُلَّةً مَنْ تَمْرٍ أَو عِدْلًا مِنْ مَتَاعٍ أَو حَبٍّ وَنَحْوِهِمَا ويأْخُذَ مَا بَقِيَ عَلَى حِسَابِ ذَلِكَ وَلَا يَزِنُهُ، وَهُوَ المُقاطَرة؛ وَقِيلَ: هُوَ أَن يأْتي الرَّجُلُ إِلى آخَرَ فَيَقُولُ لَهُ: بِعْنِي مَا لَكَ فِي هَذَا الْبَيْتِ مِنَ التَّمْرِ جُزافاً بِلَا كَيْلٍ وَلَا وَزْنٍ، فَيَبِيعُهُ، وكأَنه مِنْ قِطارِ الإِبل لاتِّباع بَعْضِهِ بَعْضًا. وَقَالَ أَبو مُعَاذٍ: القَطَرُ هُوَ الْبَيْعُ نَفْسُهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمارة: أَنه مَرَّتْ بِهِ قِطارةُ جِمَالٍ؛ القِطارَةُ والقِطارُ أَن تُشَدَّ الإِبلُ عَلَى نَسَقٍ وَاحِدًا خَلفَ وَاحِدٍ. وقَطَرَ الإِبلَ يَقْطُرها قَطْراً وقَطَّرها: قَرَّب بعضَها إِلى بَعْضٍ عَلَى نَسَقٍ. وَفِي الْمَثَلِ: النُّفاضُ يُقَطِّرُ الجَلَبَ؛ مَعْنَاهُ أَن الْقَوْمَ إِذا
أَنْفَضُوا ونَفِدَتْ أَموالهُم قَطَروا إِبلهم فَسَاقُوهَا لِلْبَيْعِ قِطاراً قِطاراً. والقطارُ: قِطارُ الإِبل؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ:
وانْحَتَّ مِنْ حَرْشاءِ فَلْجٍ حَرْدَلُه،
…
وأَقْبَلَ النملُ قِطاراً تَنْقُلُه
وَالْجَمْعُ قُطُرٌ وقُطُراتٌ. وتَقَاطَرَ القومُ: جاؤوا أَرسالًا، وَهُوَ مأْخوذ مِنْ قِطارِ الإِبل: وَجَاءَتِ الإِبل قِطَارًا أَي مَقْطورة. الرِّياشِيُّ: يُقَالُ أَكْرَيْتُهُ مُقاطَرَةً إِذا أَكراه ذَاهِبًا وَجَائِيًا، وأَكريته وَضْعَةً وَتَوْضِعَةً «1» إِذا أَكراه دَفْعةً. وَيُقَالُ: اقْطَرَّتِ النَّاقَةُ اقْطِراراً، فَهِيَ مُقْطَرَّةٌ، وَذَلِكَ إِذا لَقِحتْ فشالتْ بِذَنَبِهَا وشَمَختْ برأْسها. قَالَ الأَزهري: وأَكثر مَا سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ فِي هَذَا الْمَعْنَى: اقْمَطَرَّت، فَهِيَ مُقْمَطِرَّة، وكأَن الْمِيمَ زَائِدَةٌ فِيهَا. والقُطَيْرة: تَصْغِيرُ القُطْرَة وَهُوَ الشَّيْءُ التَّافِهُ الْخَسِيسُ. والمِقْطَرَةُ: الفَلَقُ، وَهِيَ خَشَبَةٌ فِيهَا خُرُوقٌ، كُلُّ خَرْقٍ عَلَى قدرِ سَعَةِ السَّاقِ، يُدْخَلُ فِيهَا أَرجل الْمَحْبُوسِينَ، مُشْتَقٌّ مِنْ قِطار الإِبل لأَن الْمَحْبُوسِينَ فِيهَا عَلَى قِطارٍ وَاحِدٍ مَضْمُومٌ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ، أَرجلهم في خروق خشبة مَفْلُوقَةٍ عَلَى قَدْرِ سَعَةِ سُوقِهم. وقَطَرَ فِي الأَرض قُطوراً ومَطَر مُطُوراً: ذَهَبَ فأَسرع. وَذَهَبَ ثَوْبِي وَبَعِيرِي فَمَا أَدري مَنْ قَطَره وَمَنْ قَطَرَ بِهِ أَي أَخذه، لَا يُسْتَعْمَلُ إِلا فِي الجَحْدِ. وَيُقَالُ: تَقَطَّرَ عَنِّي أَي تَخَلَّفَ عَنِّي، وأَنشد:
إِنِّي عَلَى مَا كانَ مِنَ تَقَطُّري
…
عنكَ، وَمَا بِي عنكَ مِنْ تأَسُّري
والمُقطَئِرُّ: الغضبانُ المُنْتَشِرُ مِنَ النَّاسِ. وقَطُوراءُ، ممدودٌ: نَبَاتٌ، وَهِيَ سَوادِيَّة. والقَطْراء، مَمْدُودٌ: مَوْضِعٌ؛ عَنِ الْفَارِسِيِّ. وقَطَرٌ: مَوْضِعٌ بِالْبَحْرَيْنِ؛ قَالَ عَبْدَةُ بْنُ الطَّبِيبِ:
تَذَكَّرَ ساداتُنا أَهْلَهُمْ،
…
وَخَافُوا عُمانَ وَخَافُوا قَطَرْ
والقَطَّارُ: مَاءٌ مَعْرُوفٌ. وقَطَرِيُّ بنُ فُجاءةَ المازنيُّ زَعَمَ بَعْضُهُمْ أَن أَصل الِاسْمِ مأْخوذ مِنْ قَطَريّ النِّعالِ.
قطعر: اقْطَعَرَّ الرَّجُلُ: انْقَطَعَ نَفَسُه من بُهْر، وكذلك اقْعَطَرَّ.
قطمر: القِطْمِيرُ والقِطْمارُ: شَقُّ النَّوَاةِ، وَفِي الصِّحَاحِ: القِطْمِيرُ الفُوفة الَّتِي فِي النَّوَاةِ، وَهِيَ القِشْرة الدَّقِيقَةُ الَّتِي عَلَى النَّوَاةِ بَيْنَ النَّوَاةِ وَالتَّمْرِ، وَيُقَالُ: هِيَ النُّكْتة الْبَيْضَاءُ الَّتِي فِي ظَهْرِ النَّوَاةِ الَّتِي تَنْبُتُ مِنْهَا النَّخْلَةُ. وَمَا أَصبتُ مِنْهُ قِطْميراً أَي شيئاً.
قعر: قَعْرُ كُلِّ شَيْءٍ: أَقصاه، وَجَمْعُهُ قُعُور. وقَعَر البئرَ وَغَيْرَهَا: عَمَّقَها وَنَهْرٌ قَعِيرٌ: بَعِيدُ القَعْرِ، وَكَذَلِكَ بِئْرٌ قَعِيرة وقَعِير، وَقَدْ قَعُرَتْ قَعارةً. وَقَصْعَةٌ قَعيرة: كَذَلِكَ. وقَعَر البئرَ يَقْعَرُها قَعْراً: انْتَهَى إِلى قَعْرها، وَكَذَلِكَ الإِناء إِذا شَرِبْتَ جَمِيعَ مَا فِيهِ حَتَّى تَنْتَهي إِلى قَعْره. وقَعَر الثريدةَ: أَكلها مِنْ قَعْرها. وأَقْعَر البئرَ: جَعَلَ لَهَا قَعْراً. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: قَعَر البئرَ يَقْعَرُها عَمَّقها، وقَعَر الحَفْرَ كَذَلِكَ، وَبِئْرٌ قَعِيرةٌ وَقَدْ قَعُرَتْ قَعارةً. وَرَجُلٌ بَعِيدُ القَعْرِ أَي الغَوْر، عَلَى المَثَل. وقَعْرُ الفمِ: داخلُه. وقَعَّر فِي كَلَامِهِ وتَقَعَّرَ تَشَدَّقَ وَتَكَلَّمَ بأَقصى قَعْر فَمِهِ، وَقِيلَ: تَكَلَّمَ بأَقصى حَلْقِهِ. وَرَجُلٌ قَيْعَرٌ وقَيْعار: مُتَقَعِّر فِي كلامه. والتقعيرُ: التعميق.
(1). قوله [وضعة وتوضعة] كذا بالأصل.
والتَّقْعير فِي الْكَلَامِ: التَّشَدُّق فِيهِ. والتَّقَعُّر: التَّعَمُق. وقَعَّر الرجلُ إِذا رَوَّى فَنَظَرَ فِيمَا يَغْمُضُ مِنَ الرأْي حَتَّى يَسْتَخْرِجَهُ. ابْنُ الأَعرابي: القَعَرُ الْعَقْلُ التَّامُّ. يُقَالُ: هُوَ يَتَقَعَّر فِي كَلَامِهِ إِذا كَانَ يَتَنَحَّى وَهُوَ لَحَّانة، ويَتعاقَلُ وَهُوَ هِلْباجة. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ مَا خَرَجَ مِنْ أَهل هَذَا القَعْرِ أَحدٌ مِثْلُهُ، كَقَوْلِكَ: مِنْ أَهل هَذَا الْغَائِطِ مِثْلُ الْبَصْرَةِ أَو الْكُوفَةِ. وإِناء قَعْرانُ: فِي قَعْره شَيْءٌ. وَقَصْعَةٌ قَعْرى وقَعِرة: فِيهَا مَا يُغَطِّي قَعْرها، وَالْجَمْعُ قَعْرى، وَاسْمُ ذَلِكَ الشَّيْءِ القَعْرَةُ والقُعْرَة. الْكِسَائِيُّ: إِناء نَصْفانُ وشَطْرانُ بَلَغَ مَا فِيهِ شَطْرَه، وَهُوَ النِّصْفُ. وإِناء نَهْدانُ وَهُوَ الَّذِي عَلَا وأَشرف، وَالْمُؤَنَّثُ مِنْ هَذَا كُلِّهِ فَعْلى. وقَعْبٌ مِقْعار: وَاسِعٌ بَعِيدُ القَعْر. والقَعْرُ: جَوْبَةٌ تَنْجابُ مِنَ الأَرض وَتَنْهَبِطُ يَصْعُب الِانْحِدَارُ فِيهَا. والمُقَعِّر: الَّذِي يَبْلُغُ قَعْرَ الشَّيْءِ. وامرأَة قَعِرة وقَعِيرة: بَعِيدَةُ الشَّهْوَةِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَجِدُ الغُلْمةَ فِي قَعْر فَرْجِهَا، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تُرِيدُ الْمُبَالَغَةَ، وَقِيلَ: امرأَة قَعِرَة وقَعِيرةٌ نَعْتُ سَوْء فِي الْجِمَاعِ. والقُعَرُ مِنَ النَّمْلِ: الَّتِي تَتَّخِذُ القُرَيَّاتِ. وَضَرَبَهُ فقَعَرَه أَي صَرَعَه. ابْنُ الأَعرابي قَالَ: صَحَّفَ أَبو عُبَيْدٍ يَوْمًا فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ فِي ثَلَاثَةِ أَحرف فَقَالَ: ضَرَبَهُ فانْعَقَر، وإِنما هُوَ فانْقَعَر، وَقَالَ: فِي صَدْرِهِ حَشَكٌ، وَالصَّحِيحُ حَسَكٌ، وَقَالَ: شُلَّتْ يَدُه، وَالصَّوَابُ شَلَّتْ. وقَعَر النخلَةَ فانْقَعَرَتْ هِيَ: قَطَعَها مِنْ أَصلها فَسَقَطَتْ، والشجرةُ انْجَعَفَتْ مِنْ أَصلها وانْصَرَعَتْ هِيَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ
؛ والمُنْقَعِرُ: المُنْقَلِعُ مِنْ أَصله. وقَعَرْتُ النَّخْلَةَ إِذا قَلَعْتها مِنْ أَصلها حَتَّى تَسْقُط، وَقَدِ انْقَعَرَتْ هِيَ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن رَجُلًا تَقَعَّر عَنْ مَالٍ لَهُ
، وَفِي رِوَايَةٍ:
انْقَعَر عَنْ مَالِهِ
أَي انْقَلَع مِنْ أَصله. يُقَالُ: قَعَرَه إِذا قَلَعَه، يَعْنِي أَنه مَاتَ عَنْ مَالٍ لَهُ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ مَسْعُودٍ: أَن عُمَرَ لَقِيَ شَيْطَانًا فصارَعَه فقَعَره أَي قَلَعه
، وَقِيلَ: كلُّ مَا انْصَرَع، فَقَدِ انْقَعَر وتَقَعَّر؛ قَالَ لَبِيدٌ:
وأَرْبَد فارِس الهَيْجا، إِذا مَا
…
تَقَعَّرَتِ المشاجِرُ بالفِئامِ
أَي انْقَلَبَتْ فَانْصَرَعَتْ، وَذَلِكَ فِي شِدَّة الْقِتَالِ عِنْدَ الإِنهزام. ابْنُ الأَعرابي: قَالَتِ الدُّبَيْريَّةُ القَعْر الجَفْنَة وَكَذَلِكَ المِعْجَنُ والشِّيزى والدَّسِيعَةُ؛ رَوَى ذَلِكَ كُلَّهُ الْفَرَّاءُ عَنِ الدُّبَيْريَّةِ. وقَعَّرتِ الشاةُ: أَلقت وَلَدَهَا لِغَيْرِ تَمَامِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:
أَبقى لَنَا اللهُ وتَقْعِيرُ المَجَرْ
…
سُوداً غَرابيبَ، كأَظْلالِ الحَجَر
والقَعْراء: مَوْضِعٌ. وَبَنُو المِقْعارِ: بَطْنٌ مِنْ بَنِي هِلالٍ. وقَدَحٌ قَعْرانُ أَي مُقَعَّرٌ.
قعبر: القَعْبَرِيّ: الشَّدِيدُ عَلَى الأَهل وَالْعَشِيرَةِ وَالصَّاحِبِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَهلُ النَّارِ؟ فَقَالَ: كلُّ شَدِيدٍ قَعْبَرِيٍّ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا القَعْبَرِيُّ فَفَسَّرَهُ بِمَا تقدَّم.
وَقَالَ الْهَرَوِيُّ: سأَلت عَنْهُ الأَزهري فَقَالَ لَا أَعرفه. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: أَرى أَنه قَلْبُ عَبْقَرِيّ، يُقَالُ: رَجُلٌ عَبْقَريّ وظُلْم عَبْقَريّ شَدِيدٌ فَاحِشٌ.
قعثر: القَعْثَرة: اقْتِلاعُ الشَّيْءِ من أَصله.
قعسر: القَعْسَرة: الصَّلَابَةُ وَالشِّدَّةُ. والقَعْسَرِيّ والقَعْسَر، كِلَاهُمَا: الجَمَل الضَّخْمُ الشَّدِيدُ.
والقَعْسَريّ: الصُّلْبُ الشَّدِيدُ. والقَعْسَرِيّ فِي صِفَةِ الدَّهْرِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ فِي وَصْفِ الدَّهْرِ:
والدَّهْرُ بالإِنسانِ دَوَّارِيُّ،
…
أَفْنى القُرُونَ، وَهُوَ قَعْسَريُ
شَبَّهَ الدَّهْرَ بِالْجَمَلِ الشَّدِيدِ. والقَعْسَرِيُّ: الْخَشَبَةَ الَّتِي تُدار بِهَا الرَّحى الصَّغِيرَةُ يُطْحَنُ بِهَا بِالْيَدِ؛ قَالَ: الْزَمْ بقَعْسَرِيِّها، وأَلْهِ فِي خُرْتِيِّها، تُطْعِمْكَ مِنْ نَفِيِّها؛ أَي مَا تَنْفي الرَّحى. وخُرْتِيّها: فَمُها الَّذِي تُلْقى فِيهِ لَهْوَتُها، وَيُرْوَى خُرْبِيِّها. والقَعْسَرِيُّ مِنَ الرِّجَالِ: الْبَاقِي عَلَى الهَرَمِ. وعِزٌّ قَعْسَرِيٌّ: قَدِيمٌ. وقَعْسَرَ الشيءَ: أَخذه؛ وأَنشد فِي صِفَةِ دَلْوٍ:
دَلْوٌ تَمأَّى دُبِغَتْ بالحُلَّبِ،
…
وَمِنْ أَعالي السَّلَمِ المُضَرَّبِ
إِذا اتَّقَتْكَ بالنَّفِيِّ الأَشْهَبِ،
…
فَلَا تُقَعْسِرْها، وَلَكِنْ صَوِّبِ
قعصر: ضَرَبَهُ حَتَّى اقْعَنْصَر أَي تَقاصَرَ إِلى الأَرض.
قعطر: اقْعَطَرَّ الرجلُ: انْقَطَعَ نفسه من بُهْرٍ، وكذلك اقْطَعَرَّ. وقَعْطَر الشيءَ: مَلأَه. الأَزهري: القَعْطَرة شِدَّةُ الْوَثَاقِ، وَكُلُّ شَيْءٍ أَوثَقْتَه فَقَدَ قَعْطَرْتَه. وقَعْطَره أَي صَرَعه وصَمَعه أَي صَرَعه.
قفر: القَفْرُ والقَفْرة: الخلاءُ مِنَ الأَرض، وَجَمْعُهُ قِفارٌ وقُفُورٌ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ:
يَخُوضُ أَمامَهُنَّ الماءَ حَتَّى
…
تَبَيَّن أَن ساحَتَه قُفورُ
وَرُبَّمَا قَالُوا: أَرَضُونَ قَفْرٌ. وَيُقَالُ: أَرض قَفرٌ ومَفازة قَفْر وقَفْرة أَيضاً؛ وَقِيلَ: القَفْر مَفازة لَا نَبَاتَ بِهَا وَلَا مَاءَ، وَقَالُوا: أَرض مِقْفار أَيضاً. وأَقْفَر الرجلُ: صَارَ إِلى القَفْر، وأَقْفَرْنا كَذَلِكَ. وَذِئْبٌ قَفِرٌ: مَنْسُوبٌ إِلى القَفْر كَرَجُلٍ نَهِر؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
فَلَئِنْ غادَرْتُهم فِي وَرْطَةٍ،
…
لأَصِيرَنْ نُهْزَةَ الذئبِ القَفِرْ
وَقَدْ أَقْفر المكانُ وأَقْفَر الرجلُ مِنْ أَهله: خَلَا. وأَقْفَر: ذَهَبَ طعامُه وَجَاعَ. وقَفِرَ مالُه قَفَراً: قَلَّ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: قَفِرَ مالُ فلان وزَمِرَ يَقْفَرُ ويَزْمَرُ قَفَراً وزَمَراً إِذا قَلَّ مَالُهُ، وَهُوَ قَفِرُ الْمَالِ زَمِرُه. اللَّيْثُ: القَفْرُ الْمَكَانُ الخَلاء مِنَ النَّاسِ، وَرُبَّمَا كَانَ بِهِ كَلأٌ قَلِيلٌ. وَقَدْ أَقْفَرَتِ الأَرض مِنَ الكلإِ وَالنَّاسِ وأَقْفَرتِ الدارُ: خَلَتْ، وأَقْفَرت مِنْ أَهلها: خَلَتْ. وَتَقُولُ: أَرض قَفْرٌ وَدَارٌ قَفْر، وأَرض قِفارٌ وَدَارٌ قِفارٌ تُجْمَعُ عَلَى سَعَتها لِتَوَهُّمِ الْمَوَاضِعِ، كلُّ مَوْضِعٍ عَلَى حِيالِه قَفْرٌ، فإِذا سَمَّيْتَ أَرضاً بِهَذَا الِاسْمِ أَنثت. وَيُقَالُ: دَارٌ قَفْر وَمَنْزِلٌ قَفْر، فإِذا أَفردت قُلْتَ انْتَهَيْنَا إِلى قَفْرة مِنَ الأَرض. وَيُقَالُ: أَقْفَر فُلَانٌ مِنْ أَهله إِذا انْفَرَدَ عَنْهُمْ وَبَقِيَ وَحْدَهُ؛ وأَنشد لعَبِيد:
أَقْفَرَ مِنْ أَهلهِ عَبِيدُ،
…
فاليومَ لَا يُبْدِي وَلَا يُعِيدُ
وَيُقَالُ: أَقْفَر جسدُه مِنَ اللَّحْمِ، وأَقْفَر رأْسُه مِنَ الشَّعْرِ، وإِنه لقَفِرُ الرأْس أَي لَا شَعْرَ عَلَيْهِ، وإِنه لقَفِرُ الْجِسْمِ مِنَ اللَّحْمِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
لَا قَفِراً غَشا وَلَا مُهَبَّجا
ابْنُ سِيدَهْ: رَجُلٌ قَفِرُ الشَّعْرِ وَاللَّحْمِ قليلُهما؛ والأُنثى قَفِرة وقَفْرة، وَكَذَلِكَ الدَّابَّةُ؛ تَقُولُ مِنْهُ: قَفِرَت المرأَة، بِالْكَسْرِ، تَقْفَرُ قَفَراً، فَهِيَ قَفِرَة أَي قَلِيلَةُ
اللَّحْمِ. أَبو عُبَيْدٍ: القَفِرة مِنَ النِّسَاءِ الْقَلِيلَةُ اللَّحْمِ. ابْنُ سِيدَهْ: والقَفَرُ الشَّعْرُ؛ قَالَ:
قَدْ عَلِمَتْ خَوْدٌ بساقَيها القَفَرْ
قَالَ الأَزهري: الَّذِي عَرَفْنَاهُ بِهَذَا الْمَعْنَى الغَفَرُ، بِالْغَيْنِ، قَالَ: وَلَا أَعرف القَفَر. وسَوِيق قَفَارٌ: غَيْرُ مَلْتُوتٍ. وَخُبْزٌ قَفَارٌ: غَيْرُ مَأْدُوم. وقَفِرَ الطعامُ قَفَراً: صَارَ قَفَاراً. وأَقْفَر الرجلُ: أَكل طعامَه بِلَا أُدْم. وأَكل خُبزَه قَفاراً: بِغَيْرِ أُدْم. وأَقْفَر الرجلُ إِذا لَمْ يَبْقَ عِنْدَهُ أُدْمٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:
مَا أَقْفَر بيتٌ فِيهِ خَلّ
أَي مَا خَلَا مِنَ الأَدام وَلَا عَدِمَ أَهلُه الأُدْمَ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَالَ أَبو زَيْدٍ وَغَيْرُهُ: هُوَ مأْخوذ مِنَ القَفَار، وَهُوَ كُلُّ طَعَامٍ يُؤْكَلُ بِلَا أُدم. والقَفَار، بِالْفَتْحِ: الْخُبْزُ بِلَا أُدم. والقَفار: الطَّعَامُ بِلَا أُدم. يُقَالُ: أَكلت الْيَوْمَ طَعَامًا قَفَاراً إِذا أَكله غَيْرَ مأْدوم؛ قَالَ: وَلَا أَرى أَصْلَهُ إِلا مأْخوذاً مِنَ القَفْر مِنَ الْبَلَدِ الَّذِي لَا شَيْءَ بِهِ. وَالْقَفَارُ والقَفِير: الطَّعَامُ إِذا كَانَ غَيْرَ مأْدوم. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رضي الله عنه: فإِني لَمْ آتِهِمْ ثَلَاثَةَ أَيام وأَحْسِبُهم مُقْفِرين
أَي خَالِينَ مِنَ الطَّعَامِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ:
قَالَ للأَعرابي الَّذِي أَكل عِنْدَهُ: كأَنك مُقْفِر.
والقَفَارُ: شَاعِرٍ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ خَالِدُ بْنُ عَامِرٍ أَحدُ بَنِي عَمِيرَة بْنِ خُفَافِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَن قَوْمًا نَزَلُوا بِهِ فأَطعمهم الْخُبْزَ قَفَاراً، وَقِيلَ: إِنما أَطعمهم خُبْزًا بِلَبَنٍ وَلَمْ يَذْبَحْ لَهُمْ فَلَامَهُ النَّاسُ، فَقَالَ:
أَنا القَفَارُ خالدُ بْنُ عامِرِ،
…
لَا بَأْسَ بالخُبْز وَلَا بالخَاثِرِ
أَتت بِهِمْ داهِيَةُ الجَواعِرِ،
…
بَظْراءُ لَيْسَ فَرجُها بطاهِرِ
وَالْعَرَبُ تَقُولُ: نَزَلْنَا بِبَنِي فُلَانٍ فبِتْنا القَفْرَ إِذا لَمْ يُقْرَوْا. والتَّقْفِير: جَمْعُك الترابَ وَغَيْرَهُ. والقَفِير: الزَّبيل؛ يَمَانِيَةٌ. أَبو عمرو: القَفِير القَلِيفُ وَالنَّجَوِيَّةُ «2» الجُلَّة الْعَظِيمَةُ البَحْرانية الَّتِي يُحْمَلُ فِيهَا القِبابُ، وَهُوَ الكَنْعَدُ المالِحُ. وقَفَرَ الأَثَرَ يَقْفُره قَفْراً واقْتَفَرَه اقْتِفاراً وتَقَفَّره، كلُّه: اقْتَفاه وتَتَبَّعَه. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه سُئِلَ عَمَّنْ يَرْمِي الصيدَ فَيَقْتَفِرُ أَثره
أَي يَتْبَعُهُ. يُقَالُ: اقْتَفَرْتُ الأَثرَ وتَقَفَّرْته إِذا تَتَبَّعْتَهُ وقَفَوْتَه. وَفِي حَدِيثِ
يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ: ظَهَر قَبْلَنَا أُناس يَتَقَفَّرُونَ العِلْم
، وَيُرْوَى يَقْتَفِرون أَي يَتَطَلَّبونه. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ سِيرينَ: أَن بَنِي إِسرائيل كَانُوا يَجِدُون مُحَمَّدًا، صلى الله عليه وسلم، مَنْعُوتاً عِنْدَهُمْ وأَنه يَخْرُجُ مِنْ بَعْضِ هَذِهِ القُرَى الْعَرَبِيَّةِ وَكَانُوا يَقْتَفِرُونَ الأَثَر
؛ وأَنشد لأَعشى باهِلةَ يَرْثي أَخاه المُنْتَشِرَ بْنَ وَهْب:
أَخُو رَغائِبَ يُعْطِيها ويُسْأَلُها،
…
يأْبى الظُّلامَةَ مِنْهُ النَّوْفَلُ الزُّفَرُ
مَنْ لَيْسَ فِي خَيْرِه شَرٌّ يُكَدِّرُه
…
عَلَى الصَّديقِ، وَلَا فِي صَفْوِه كَدَرُ
لَا يَصْعُبُ الأَمْرُ إِلا حَيْثُ يَرْكَبُه،
…
وكلَّ أَمْرٍ سِوَى الفَحْشاءِ يَأْتَمِرُ
لَا يَغْمِزُ الساقَ مِنْ أَيْنٍ وَمِنْ وَصَبٍ،
…
وَلَا يَزال أَمامَ القَوْمِ يَقْتَفِرُ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ يأْبى الظُّلَامَةَ مِنْهُ النَّوْفَلُ الزفر، يَقْضِي ظَاهِرُهُ أَن النَّوْفَلَ الزُّفَرَ بَعْضُهُ وَلَيْسَ كَذَلِكَ،
(2). قوله [والنجوية] كذا بالأصل ولم نجدها بهذا المعنى فيما بأيدينا من كتب اللغة بل لم نجد بعد التصحيف والتحريف إلا البحونة بموحدة مفتوحة وحاء مهملة ساكنة، وهي القربة الواسعة؛ والبحنانة بهذا الضبط الجلة العظيمة.
وإِنما النَّوْفَلُ الزُّفَرُ هُوَ نَفْسُهُ. قَالَ: وَهَذَا أَكثر مَا يَجِيءُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ بِجَعْلِ الشَّيْءِ نَفْسِهِ بِمَنْزِلَةِ الْبَعْضِ لِنَفْسِهِ، كَقَوْلِهِمْ: لَئِنْ رأَيت زَيْدًا لَتَرَيَنَّ مِنْهُ السيدَ الشريفَ، وَلَئِنْ أَكرمته لَتَلْقَيَنَّ مِنْهُ مُجازياً لِلْكَرَامَةِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ؛ ظَاهِرُ الْآيَةِ يَقْضِي أَن الأُمة الَّتِي تَدْعُو إِلى الْخَيْرِ ويأْمرون بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ هِيَ بَعْضُ الْمُخَاطَبِينَ، وَلَيْسَ الأَمر عَلَى ذَلِكَ بَلِ الْمَعْنَى: ولْتَكُونوا كلُّكم أُمةً يدعون إِلى الخير؛ وَقَالَ أَيوبُ بنُ عَيَايةَ فِي اقْتفَر الأَثرَ تَتَبَّعَهُ:
فتُصْبِحُ تَقْفُرُها فِتْيةٌ،
…
كَمَا يَقْفُر النِّيبَ فِيهَا الفَصِيلُ
وقال أَبو المُلَثَّمِ صَخْرٌ:
فإِني عَنْ تَقَفُّركم مَكِيثُ
والقَفُّور، مِثَالُ التَّنُّور: كافُورُ النَّخْلِ، وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ: وِعاءُ طَلْعِ النَّخْلِ؛ قَالَ الأَصمعي: الْكَافُورُ وِعَاءُ النَّخْلِ، وَيُقَالُ لَهُ أَيضاً قَفُّورٌ. قَالَ الأَزهري: وَكَذَلِكَ الْكَافُورُ الطَّيِّبُ يُقَالُ لَهُ قَفُّور. والقَفُّورُ: نَبْتٌ تَرْعَاهُ القَطا؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: لَمْ يُحَلَّ لَنَا؛ وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ أَحمر فَقَالَ:
تَرْعَى القَطاةُ البَقْل قَفُّورهُ،
…
ثُمَّ تَعُرُّ الماءَ فِيمَنْ يَعُرْ
اللَّيْثُ: القَفُّورُ شَيْءٌ مِنْ أَفاوِيهِ الطَّيِّبِ؛ وأَنشد:
مَثْواة عَطَّارِينَ بالعُطُورِ
…
أَهْضامِها والمِسْكِ والقَفُّورِ
وقُفَيرةُ: اسْمُ امرأَة. اللَّيْثُ: قُفَيْرةُ اسْمُ أُم الْفَرَزْدَقِ؛ قَالَ الأَزهري: كأَنه تَصْغِيرُ القَفِرة مِنَ النِّسَاءِ، وَقَدْ مَرَّ تَفْسِيرُهُ.
قفخر: القِنْفَخْرُ والقُفَاخِرُ، بِضَمِّ الْقَافِ، والقُفاخِريُّ: التارُّ النَّاعِمُ الضَّخْمُ الجُثَّة؛ وأَنشد:
مُعَذْلَجٌ بَضٌّ قُفاخِرِيُ
وَرَوَاهُ شَمِرٌ:
مُعَذْلَجٌ بِيضٌ قُفاخِرِيُ
قَوْلُهُ بِيضٌ عَلَى قَوْلِهِ قَبْلَهُ:
فَعْمٌ بَناه قَصَبٌ فَعْمِيُ
وَزَادَ سِيبَوَيْهِ قُنْفَخْر، قَالَ: وَبِذَلِكَ استدْل عَلَى أَن نُونَ قِنْفَخْر زَائِدَةٌ مَعَ قُفاخِرِيّ لِعَدَمٍ مِثْلَ جِرْدَحْل. وَفِي الصِّحَاحِ: رَجُلٌ قِنْفَخْر أَيضاً مِثْلُ جِرْدَحْلٍ، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ؛ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّرِيّ. والقُنْفَخْرُ والقِنْفَخْرُ: الْفَائِقُ فِي نَوْعِهِ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ. والقِنْفَخْر: أَصل البَرْدِيّ، وَاحِدَتُهُ قِنْفَخْرة. أَبو عَمْرٍو: امرأَة قُفاخِرة حَسَنة الخَلْق حادِرتُه، ورجل قُفاخِرٌ.
قفندر: القَفَنْدَرُ: الْقَبِيحُ المَنْظَر؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
فَمَا أَلُومُ البِيضَ أَلَّا تَسْخَرا،
…
لمَّا رَأَيْنَ الشَّمَطَ القَفَنْدَرا «1»
يُرِيدُ أَن تَسْخَرَ وَلَا زَائِدَةٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ؛ وَقِيلَ: القَفَنْدَرُ الصَّغِيرُ الرأْس، وَقِيلَ: الأَبيض. والقَفَنْدَرُ أَيضاً: الضَّخْمُ الرِّجْل، وَقِيلَ: الْقَصِيرُ الْحَادِرُ، وَقِيلَ: القَفَنْدَرُ الضَّخْمُ مِنَ الإِبل وَقِيلَ الضخم الرأْس.
قلر: القِلَّارُ والقِلَّارِيّ: ضَرْبٌ مِنَ التِّينِ أَضخم مِنَ الطُّبَّار والجُمَّيْزِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَخبرني أَعرابي قَالَ: هُوَ تِينٌ أَبيض مُتَوَسِّطٌ وَيَابِسُهُ أَصفر كأَنه يُدْهَنُ بالدِّهان لِصَفَائِهِ، وإِذا كَثُرَ لَزِمَ بعضُه بعضاً
(1). قوله [لما رأين إلخ] مثله في الصحاح. ونقل شارح القاموس عن الصاغاني أن الرواية:
[إِذا رأت ذا الشيبة القفندرا]
والرجز لأبي النجم.
كَالتَّمْرِ، وَقَالَ: نَكْنِزُ مِنْهُ فِي الحِبابِ ثُمَّ نَصُبُّ عَلَيْهِ رُبَّ الْعِنَبِ العَقِيد، وَكُلَّمَا تَشْرَبُهُ فَنَقَصَ زِدْنَاهُ حَتَّى يَرْوَى ثُمَّ نُطَيِّنُ أَفواهها فَيَمْكُثُ مَا بَيْنَنَا السَّنَةَ وَالسَّنَتَيْنِ فيَلْزَمُ بعضُه بَعْضًا وَيَتَلَبَّدُ حَتَّى يُقْتَلَعَ بالصَّياصِي، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعلم.
قمر: القُمْرَة: لَوْنٌ إِلى الخُضْرة، وَقِيلَ: بَيَاضٌ فِيهِ كُدْرَة؛ حِمارٌ أَقْمَرُ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ فِي السَّمَاءِ إِذا رأَتها: كأَنها بطنُ أَتانٍ قَمْراءَ فهي أَمْطَرُ مَا يَكُونُ. وسَنَمَةٌ قَمْراءُ: بَيْضَاءُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَعني بالسَّنَمَة أَطرافَ الصِّلِّيان الَّتِي يُنْسِلُها أَي يُلْقيها. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، ذَكَرَ الدَّجَّالَ فَقَالَ: هِجانٌ أَقْمَرُ.
قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: الأَقمر الأَبيض الشَّدِيدُ الْبَيَاضِ، والأُنثى قَمْراء. وَيُقَالُ لِلسَّحَابِ الَّذِي يَشْتَدُّ ضوءُه لِكَثْرَةِ مَائِهِ: سَحَابٌ أَقمر. وأَتان قَمْرَاءُ أَي بَيْضَاءُ. وَفِي حَدِيثِ
حَلِيمَةَ: ومَعَنا أَتانٌ قَمْراءُ
، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ القُمْرة فِي الْحَدِيثِ. وَيُقَالُ: إِذا رأَيت السَّحَابَةَ كأَنها بطنُ أَتانٍ قَمْراءَ فَذَلِكَ الجَوْدُ. وَلَيْلَةٌ قَمْراء أَي مُضِيئَةٌ. وأَقْمَرَتْ لَيْلَتُنَا: أَضاءت. وأَقْمَرْنا أَي طَلَعَ عَلَيْنَا القَمَرُ. والقَمَرُ: الَّذِي فِي السَّمَاءِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والقَمَر يَكُونُ فِي اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ مِنَ الشَّهْرِ، وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ القُمْرة، وَالْجَمْعُ أَقْمار. وأَقْمَرَ: صَارَ قَمَراً، وَرُبَّمَا قَالُوا: أَقْمَر الليلُ وَلَا يَكُونُ إِلا فِي الثَّالِثَةِ؛ أَنشد الْفَارِسِيُّ:
يا حَبَّذا العَرَصاتُ لَيلًا
…
فِي لَيالٍ مُقْمِرات
أَبو الهثيم: يُسَمَّى الْقَمَرُ لِلَيْلَتَيْنِ مِنْ أَول الشَّهْرِ هِلَالًا، وَلِلَيْلَتَيْنِ مِنْ آخِرِهِ، لَيْلَةُ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَلَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، هِلَالًا، وَيُسَمَّى مَا بَيْنَ ذَلِكَ قَمَراً. الْجَوْهَرِيُّ: القَمَرُ بَعْدَ ثَلَاثٍ إِلى آخِرِ الشَّهْرِ يُسَمَّى قَمَرًا لِبَيَاضِهِ، وَفِي كَلَامِ بَعْضِهِمْ قُمَيْرٌ، وَهُوَ تَصْغِيرُهُ. والقَمَرانِ: الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ. والقَمْراءُ: ضَوْءُ القَمَرِ، وَلَيْلَةٌ مُقْمِرَة وَلَيْلَةٌ قَمْرَاءُ مُقْمِرَة؛ قَالَ:
يَا حَبَّذَا القَمْراءُ والليلُ السَّاجْ،
…
وطُرُقٌ مثلُ مُلاءِ النَّسَّاج
وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: ليلٌ قَمْراءُ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ غَرِيبٌ، قَالَ: وَعِنْدِي أَنه عَنَى بِاللَّيْلِ اللَّيْلَةَ أَو أَنثه عَلَى تأْنيث الْجَمْعِ. قَالَ: وَنَظِيرُهُ مَا حَكَاهُ مِنْ قَوْلِهِمْ لَيْلٌ ظَلْماءُ، قَالَ: إِلا أَن ظَلْمَاءَ أَسهل مِنْ قَمْرَاءَ، قَالَ: وَلَا أَدري لأَيِّ شَيْءٍ اسْتَسْهَلَ ظَلْمَاءَ إِلا أَن يَكُونَ سَمِعَ الْعَرَبَ تَقُولُهُ أَكثر. وَلَيْلَةٌ قَمِرَةٌ: قَمْراءُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: وَقِيلَ لِرَجُلٍ: أَيّ النِّسَاءِ أَحَبُّ إِليك؟ قَالَ: بَيْضاء بَهْتَرة، حاليةٌ عَطِرَة، حَيِيَّةٌ خَفِرَة، كأَنها لَيْلَةٌ قَمِرَة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وقَمِرَة عِنْدِي عَلَى النَّسَب. ووجهٌ أَقْمَرُ: مُشَبَّه بالقَمر. وأَقْمَر الرَّجُلُ: ارْتَقَبَ طُلوعَ القَمر؛ قَالَ ابْنُ أَحمر:
لَا تُقْمِرَنَّ عَلَى قَمْرٍ ولَيْلَتِه،
…
لَا عَنْ رِضاكَ، وَلَا بالكُرْه مُغْتَصبا
ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلَّذِي قَلَصَتْ قُلْفَته حَتَّى بَدَا رأْس ذَكَرِهِ عَضَّه القَمَرُ؛ وأَنشد:
فِداكَ نِكْسٌ لَا يَبِضُّ حَجَرُهْ،
…
مُخَرَّقُ العِرْضِ جَدِيدٌ مِمْطَرُه
فِي ليلِ كانونٍ شديدٍ خَصَرُهْ،
…
عَضَّ بأَطرافِ الزُّبانى قَمَرُهْ
يَقُولُ: هُوَ أَقلف لَيْسَ بِمَخْتُونٍ إِلا مَا نَقَصَ مِنْهُ القَمَرُ، وَشَبَّهَ قُلْفَتَهُ بالزُّبانى، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنه وُلد وَالْقَمَرُ فِي الْعَقْرَبِ فهو مشؤوم. وَالْعَرَبُ تَقُولُ:
اسْتَرْعَيْتُ مَالِيَ القَمَرَ إِذا تَرَكْتَهُ هَمَلًا لَيْلًا بِلَا رَاعٍ يَحْفَظُهُ، واسْتَرْعَيْتُه الشمسَ إِذا أَهْمَلته نَهَارًا؛ قَالَ طَرَفَةُ:
وكانَ لَهَا جارانِ قابُوسُ مِنْهُمَا
…
وبِشْرٌ، وَلَمْ أَسْتَرْعِها الشمسَ والقَمر
أَي لَمْ أُهْمِلْها؛ قَالَ وأَراد البَعِيثُ هَذَا الْمَعْنَى بِقَوْلِهِ:
بحَبْلِ أَميرِ الْمُؤْمِنِينَ سَرَحْتُها،
…
وَمَا غَرَّني مِنْهَا الكواكبُ والقَمَرْ
وتَقَمَّرْته: أَتيته فِي القَمْراء. وتَقَمَّر الأَسدُ: خَرَجَ يَطْلُبُ الصيدَ فِي القَمْراء؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَثْمةَ الضَّبِّيِّ:
أَبْلِغْ عُثَيْمَةَ أَنَّ رَاعِيَ إِبْلِهِ
…
سَقَطَ العَشاءُ بِهِ عَلَى سِرْحانِ
سَقَطَ العَشاءُ بِهِ عَلَى مُتَقَمِّرٍ،
…
حَامِي الذِّمارِ مُعاوِدِ الأَقْرانِ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا مَثَلٌ لِمَنْ طَلَبَ خَيْرًا فَوَقَعَ فِي شَرٍّ، قَالَ: وأَصله أَن يَكُونَ الرَّجُلُ فِي مَفازةٍ فَيَعْوِي لِتُجِيبَهُ الكلابُ بنُباحِها فَيَعْلَمُ إِذا نَبَحَتْه الكلابُ أَنه مَوْضِعُ الحَيِّ فَيَسْتَضِيفُهُمْ، فَيَسْمَعُ الأَسدُ أَو الذِّئْبُ عُواءَه فَيَقْصِدُ إِليه فيأْكله؛ قَالَ: وَقَدْ قِيلَ إِن سِرْحَانَ هَاهُنَا اسْمُ رَجُلٍ كَانَ مُغِيراً فَخَرَجَ بعضُ الْعَرَبِ بإِبله ليُعَشِّيَها فهَجَم عَلَيْهِ سِرْحانُ فَاسْتَاقَهَا؛ قَالَ: فَيَجِبُ عَلَى هَذَا أَن لَا يَنْصَرِفَ سِرْحَانُ لِلتَّعْرِيفِ وَزِيَادَةِ الأَلف وَالنُّونِ، قَالَ: وَالْمَشْهُورُ هُوَ الْقَوْلُ الأَوّل. وقَمَروا الطيرَ: عَشَّوْها فِي اللَّيْلِ بِالنَّارِ ليَصِيدُوها، وَهُوَ مِنْهُ؛ وَقَوْلُ الأَعشى:
تَقَمَّرَها شيخٌ عِشاءً فأَصْبَحَتْ
…
قُضاعِيَّةً، تأْتي الكواهِنَ ناشِصا
يَقُولُ: صادَها فِي القَمْراء، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ بَصُرَ بِهَا فِي القَمْراء، وَقِيلَ: اخْتَدَعها كَمَا يُخْتَدَعُ الطَّيْرُ، وَقِيلَ: ابْتَنى عَلَيْهَا فِي ضَوْءِ الْقَمَرِ، وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: تَقَمَّرها أَتاها فِي القَمْراء، وَقَالَ الأَصمعي: تَقَمَّرها طَلَبَ غِرَّتَها وخَدَعها، وأَصله تَقَمَّر الصَّيَّادُ الظِّباءَ والطَّيْرَ بِاللَّيْلِ إِذا صَادَهَا فِي ضَوْءِ الْقَمَرِ فَتَقْمَرُ أَبصارُها فتُصاد؛ وَقَالَ أَبو زُبَيْدٍ يَصِفُ الأَسد:
وراحَ عَلَى آثَارِهِمْ يَتَقَمَّرُ
أَي يَتَعَاهَدُ غِرَّتَهم، وكأَنَّ القِمارَ مأْخوذ مِنِ الخِدَاع؛ يُقَالُ: قامَره بالخِدَاعِ فَقَمَرَهُ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي بَيْتِ الأَعشى: تَقَمَّرها تَزَوَّجَهَا وَذَهَبَ بِهَا وَكَانَ قَلْبُها مَعَ الأَعشى فأَصبحت وَهِيَ قُضَاعِيَّةٌ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: سأَلت ابْنَ الأَعرابي عَنْ مَعْنَى قَوْلِهِ تَقَمَّرها فَقَالَ: وَقَعَ عَلَيْهَا وَهُوَ سَاكِتٌ فَظَنَّتْهُ شَيْطَانًا. وَسَحَابٌ أَقْمَرُ: مَلآنُ؛ قَالَ:
سَقى دارَها جَوْنُ الرَّبابةِ مُخْضِلٌ،
…
يَسُحُّ فَضِيضَ الْمَاءِ مِن قَلَعٍ قُمْرِ
وقَمِرَتِ القِرْبةُ تَقْمَرُ قَمَراً إِذا دَخَلَ الْمَاءُ بَيْنَ الأَدَمَةِ والبَشَرة فأَصابها فضاء وَفَسَادٌ؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ شَيْءٌ يُصِيبُ الْقِرْبَةَ مِنَ القَمَرِ كَالِاحْتِرَاقِ. وقَمِرَ السقاءُ قَمَراً: بَانَتْ أَدَمَتُه مِنْ بَشَرَتِه. وقَمِرَ قَمَراً: أَرِقَ فِي القَمَر فَلَمْ يَنَمْ. وقَمِرَتِ الإِبلُ: تأَخر عَشاؤها أَو طَالَ فِي القَمَر، والقَمَرُ: تَحَيُّرُ الْبَصَرِ مِنَ الثَّلْجِ. وقَمِرَ الرجلُ يَقْمَرُ قَمَراً: حَارَ بَصَرُهُ فِي الثَّلْجِ فَلَمْ يُبْصِرْ. وقَمِرَتِ الإِبلُ أَيضاً: رَوِيتْ مِنَ الْمَاءِ. وقَمِرَ الكلأُ والماءُ وَغَيْرُهُ: كَثُرَ. وَمَاءٌ قَمِرٌ: كَثِيرٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:
فِي رأْسِه نَطَّافةٌ ذاتُ أُشَرْ،
…
كنَطَفانِ الشَّنِّ فِي الماءِ القَمِرْ
وأَقْمَرَتِ الإِبلُ: وَقَعَتْ فِي كَلإٍ كَثِيرٍ. وأَقْمَر
الثمرُ إِذا تأَخر إِيناعه وَلَمْ يَنْضَجْ حَتَّى يُدْرِكَه البَرْدُ فَتَذْهَبُ حَلَاوَتُهُ وَطَعْمُهُ. وقامَرَ الرجلَ مُقامَرَةً وقِماراً: رَاهَنَهُ، وَهُوَ التقامرُ. والقِمارُ: المُقامَرَةُ. وتَقَامَرُوا: لَعِبُوا القِمارَ. وقَمِيرُك: الَّذِي يُقامِرُك؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي، وَجَمْعُهُ أَقْمارٌ؛ عَنْهُ أَيضاً، وَهُوَ شَاذٌّ كَنَصِيرٍ وأَنصارٍ، وَقَدْ قَمَره يَقْمِرُه قَمْراً. وَفِي حَدِيثِ
أَبي هُرَيْرَةَ: مَنْ قَالَ تَعالَ أُقامِرْكَ فلْيَتَصَدَّق بقَدْرِ مَا أَراد أَن يَجْعَلَهُ خَطَراً فِي القِمار.
الْجَوْهَرِيُّ: قَمَرْتُ الرَّجُلَ أَقْمِرُه، بِالْكَسْرِ، قَمْراً إِذا لَاعَبْتَهُ فِيهِ فَغَلَبْتَهُ، وقامَرْتُه فَقَمَرْتُه أَقْمُرُه، بِالضَّمِّ، قَمْراً إِذا فَاخَرْتَهُ فِيهِ فَغَلَبْتَهُ. وتَقَمَّر الرجلُ: غَلَبَ مَنْ يُقامِرُه. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ فِي مَثَلٍ: وضَعْتُ يَدِي بَيْنَ إِحدى مَقْمُورَتَينِ أَي بَيْنَ إِحدى شَرَّتَيْنِ. والقَمْراء: طَائِرٌ صَغِيرٌ مِنَ الدَّخاخِيلِ. التَّهْذِيبُ: القَمْراء دُخَّلَةٌ مِنَ الدُّخَّلِ، والقُمْرِيُّ: طَائِرٌ يُشْبه الحَمامَ القُمْرَ البيضَ. ابْنُ سِيدَهْ: القُمْرِيَّة ضَرْبٌ مِنَ الْحَمَامِ. الْجَوْهَرِيُّ: القُمْرِيُّ مَنْسُوبٌ إِلى طَيْرٍ قُمْرٍ، وقُمْرٌ إِما أَن يَكُونَ جَمْعَ أَقْمَرَ مِثْلُ أَحْمَرَ وحُمْرٍ، وإِما أَن يَكُونَ جُمِعَ قُمْرِيٍّ مِثْلُ رُومِيٍّ ورُومٍ وزِنْجِيٍّ وزِنْجٍ؛ قَالَ أَبو عَامِرٍ جَدُّ الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْداس:
لَا نَسَبَ اليومَ وَلَا خُلَّةً،
…
إِتَّسَعَ الفَتْقُ عَلَى الراتِقِ
لَا صُلْحَ بَيْنِي فاعْلَمُوه، وَلَا
…
بينكُمُ، مَا حَمَلَتْ عَاتِقِي
سَيْفي، وَمَا كُنَّا بنَجْدٍ، وَمَا
…
قَرْقَرَ قُمْرُ الوادِ بالشاهقِ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: سَبَبُ هَذَا الشِّعْرِ أَن النُّعْمَانَ بْنَ الْمُنْذِرِ بَعَثَ جَيْشًا إِلى بَنِي سُليم لِشَيْءٍ كَانَ وَجَدَ عَلَيْهِمْ مِنْ أَجله، وَكَانَ مُقَدَّمَ الْجَيْشِ عَمْرُو بنُ فَرْتَنا، فَمَرَّ الْجَيْشُ عَلَى غَطَفَانَ فَاسْتَجَاشُوهُمْ عَلَى بَنِي سُليم، فَهَزَمَتْ بَنُو سُلَيم جيشَ النُّعْمَانِ وأَسَرُوا عَمْرَو بْنَ فَرْتَنا، فأَرسلت غَطَفان إِلى بَنِي سُلَيم وَقَالُوا: نَنْشُدُكُمْ بالرَّحِم الَّتِي بَيْنَنَا إِلَّا مَا أَطلقتم عَمْرَو بْنَ فَرْتَنَا، فَقَالَ أَبو عَامِرٍ هَذِهِ الأَبيات أَي لَا نَسَبَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ وَلَا خُلَّة أَي وَلَا صداقة بعد ما أَعنتم جَيْشَ النُّعْمَانِ وَلَمْ تُراعُوا حُرْمَةَ النَّسَبِ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ، وَقَدْ تَفاقَم الأَمرُ بَيْنَنَا فَلَا يُرْجى صلاحُه فَهُوَ كالفَتْقِ الْوَاسِعِ فِي الثَّوْبِ يُتْعِبُ مَنْ يَرُومُ رَتْقَه، وَقَطَعَ هَمْزَةَ اتَّسَعَ ضَرُورَةً وحَسَّنَ لَهُ ذَلِكَ كَوْنُهُ فِي أَول النِّصْفِ الثَّانِي لأَنه بِمَنْزِلَةِ مَا يبتدأُ بِهِ، وَيُرْوَى الْبَيْتَ الأَول: اتَّسَعَ الْخَرْقُ عَلَى الرَّاقِعِ؛ قَالَ: فَمَنْ رَوَاهُ عَلَى هَذَا فَهُوَ لأَنَسِ بْنِ الْعَبَّاسِ وَلَيْسَ لأَبي عَامِرٍ جَدِّ الْعَبَّاسِ. قَالَ: والأُنثى مِنَ القَمارِيِّ قُمْرِيَّة، والذَّكَرُ ساقُ حُرٍّ، وَالْجَمْعُ قَمارِي، غَيْرُ مَصْرُوفٍ، وقُمْرٌ. وأَقْمَرَ البُسْرُ: لَمْ يَنْضَجْ حَتَّى أَدركه الْبَرْدُ فَلَمْ يَكُنْ لَهُ حَلَاوَةٌ. وأَقْمَر التَّمْرُ: ضَرَبَهُ البَرْدُ فَذَهَبَتْ حَلَاوَتُهُ قَبْلَ أَن يَنْضَجَ. وَنَخْلَةٌ مِقْمارٌ: بَيْضَاءُ البُسْر. وَبَنُو قَمَرٍ: بطنٌ مِنْ مَهْرَةَ بْنِ حَيْدانَ. وَبَنُو قُمَيْرٍ: بطنٌ مِنْهُمْ. وقَمارِ: مَوْضِعٌ، إِليه يُنْسَبُ العُود القَمارِيّ. وعُود قَمارِيٌّ: مَنْسُوبٌ إِلى مَوْضِعٍ بِبِلَادِ الْهِنْدِ. وقَمْرة عَنْزٍ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ:
وَنَحْنُ حَصَدْنا .... صَرْخَدٍ
…
بقُمْرةِ عَنْزٍ نَهْشَلًا أَيَّما حَصْدِ «2»
قمجر: المُقَمْجِرُ: القَوَّاسُ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ؛ قَالَ أَبو الأَخْزَر الحُمانِيُّ وَاسْمُهُ قُتَيْبَةُ ووصَفَ المَطايا:
(2). كذا بياض بأصله.
وَقَدْ أَقَلَّتْنا الْمَطَايَا الضُّمَّرُ،
…
مثْلَ القِسِيِّ عاجَها المُقَمْجِرُ
شَبَّهَ ظُهُورَ إِبله بَعْدَ دُؤُوب السَّفَرِ بالقِسِيّ فِي تَقَوُّسها وَانْحِنَائِهَا. وعاجَها بِمَعْنَى عَوَّجَها. قَالَ: وَهُوَ القَمَنْجَر أَيضاً، وأَصله بِالْفَارِسِيَّةِ كمانْكَرْ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: والقَمْجَرة رَصْف بالعَقَب والغِراء عَلَى القَوْس إِذا خِيف عَلَيْهَا أَن تَضْعُفَ سِياتُها، وَقَدْ قَمْجَروا عَلَيْهَا. وَيُقَالُ فِي تَرْجَمَةِ غَمْجَرَ: الغِمْجارُ شَيْءٌ يُصْنَعُ عَلَى الْقَوْسِ مِنْ وَهْيٍ بِهَا، وَهِيَ غِراءٌ وجِلْدٌ، وَرَوَاهُ ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي قِمْجار، بِالْقَافِ. التَّهْذِيبُ: الأَصمعي: يُقَالُ لِغِلَافِ السِّكِّينِ القِمْجارُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ جَرَى المُقَمْجِرُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ؛ وَقَالَ مَرَّةً: القَمْجَرة إِلباسُ ظهورِ السِّيَتَيْنِ العَقَبَ لِيَتَغَطَّى الشَّعَثُ الَّذِي يَحْدُثُ فِيهِمَا إِذا حُنِيَتا، والله أَعلم.
قمدر: القَمْدَرُ: الطويل.
قمطر: القِمَطْرُ: الْجَمَلُ الْقَوِيُّ السَّرِيعُ، وَقِيلَ: الْجَمَلُ الضَّخْمُ القويّ؛ قال جَمِيلٌ:
قِمَطْرٌ يَلُوحُ الوَدْعُ تحتَ لبَانِه،
…
إِذا أَرْزَمَتْ مِنْ تحتِه الرِّيحُ أَرْزَما
وَرَجُلٌ قِمَطْرٌ: قَصِيرٌ؛ وأَنشد أَبو بَكْرٍ لعُجَيْر السَّلُوليّ:
قِمَطْرٌ كَحُوَّازِ الدَّحارِيج أَبْتَرُ
والقِمَطْرُ والقِمَطْرِيُّ: القصير الضخم. ومرأَة قِمَطْرة: قَصِيرَةٌ عَرِيضَةٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد
وَهَبْتُه مِنْ وَثَبى قِمَطْرَه،
…
مَصْرورة الحَقْوَيْن مثلَ الدَّبْرَهْ
والقِمَطْرُ والقِمَطْرَة: شِبْهُ سَفَطٍ يُسَفُّ مِنْ قَصَبٍ. وَذِئْبٌ قِمَطْرُ الرِّجُلِ: شديدُها. وَكَلْبٌ قِمَطْرُ الرِّجْل إِذا كَانَ بِهِ عُقَّالٌ مِنِ اعْوِجاج سَاقَيْهِ؛ قَالَ الطِّرِمَّاح يَصِفُ كَلْبًا:
مُعِيدٌ قِمَطْرُ الرِّجْلِ مُخْتَلِفُ الشَّبا،
…
شَرَنْبَثُ شَوْكِ الكَفِّ، شَثْنُ البَراثِن
وشَرٌّ قِمَطْرٌ وقُماطِر ومُقْمَطِرّ. واقْمَطَرَّ عَلَيْهِ الشيءُ: تَزَاحَمَ. واقْمَطَرَّ للشَّرِّ: تهيّأَ. وَيُقَالُ: اقْمَطَرَّت عَلَيْهِ الْحِجَارَةُ أَي تَرَاكَمَتْ وأَظَلَّتْ؛ قَالَتْ خَنْساءُ تَصِفُ قَبْرًا: مُقْمَطِرَّات وأَحجار. والمُقْمَطِرّ: الْمُجْتَمِعُ. واقْمَطَرَّتِ العقربُ إِذا عَطَفَتْ ذَنَبَهَا وَجَمَعَتْ نَفْسَها. وقَمْطَرَ المرأَةَ وقَمْطَرَ جَارِيَتَهُ قَمْطَرَة: نَكَحَهَا. وقَمْطَرَ القِرْبة: شَدَّها بالوِكاء. وقَمْطَرَ القِرْبَة أَيضاً: ملأَها؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وقَمْطَرَ العدوُّ أَي هَرَبَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَيَوْمٌ مُقْمَطِرّ وقُماطِرٌ وقَمْطَرِيرٌ: مُقَبِّضُ مَا بَيْنَ الْعَيْنَيْنِ لِشِدَّتِهِ، وَقِيلَ: إِذا كَانَ شَدِيدًا غَلِيظًا؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
بَني عَمِّنا، هَلْ تَذْكرونَ بلاءَنا
…
عَلَيْكُمْ، إِذا مَا كَانَ يومٌ قُماطِرُ؟
بِضَمِّ الْقَافِ. واقْمَطَرّ يومُنا: اشْتَدَّ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً
؛ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَنه يُعَبِّسُ الوَجْهَ فَيَجْمَعُ مَا بَيْنَ الْعَيْنَيْنِ، وَهَذَا شَائِعٌ فِي اللُّغَةِ. وشَرٌّ قَمْطَرِير: شَدِيدٌ. اللَّيْثُ: شَرٌّ قُماطِرٌ وقِمَطْرٌ وقِمْطَرٌ؛ وأَنشد:
وكنتُ إِذا قُومِي رَمَوْني رَمَيْتُهم
…
بمُسْقِطَةِ الأَحْمالِ، فَقْماءَ قِمْطَرِ
وَيُقَالُ: اقْمَطَرَّتِ الناقةُ إِذا رَفَعَتْ ذَنَبَهَا وَجَمَعَتْ قُطْرَيْها وزَمَّتْ بأَنفها. والمُقْمَطِرّ: الْمُنْتَشِرُ.
واقْمَطَرَّ الشَّيْءُ: انْتَشر، وَقِيلَ: تَقَبَّضَ كأَنه ضِدٌّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
قَدْ جَعَلَتْ شَبْوَةُ تَزْبَئِرُّ،
…
تَكْسُو اسْتَها لَحْماً وتَقْمَطِرُّ
التَّهْذِيبُ: وَمِنَ الأَحاجِيّ: مَا أَبْيَضُ شَطْرا، أَسودُ ظَهْرا، يَمْشِي قِمَطْرا، ويَبُول قَطْرا وَهُوَ القُنْفُذُ. وَقَوْلُهُ: يَمْشِي قِمَطْرًا أَي مُجْتَمِعًا. وَكُلُّ شَيْءٍ جَمَعْتَهُ، فَقَدَ قَمْطَرْتَه. والقِمَطْرُ والقِمْطَرةُ: مَا تُصان فِيهِ الْكُتُبُ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: لَا يُقَالُ بِالتَّشْدِيدِ؛ وَيُنْشَدُ:
لَيْسَ بعِلْمٍ مَا يَعي القِمَطْرُ،
…
مَا العِلْمُ إِلا مَا وَعاه الصَّدْرُ
والجمع قَماطِرُ.
قنبر: قَنْبَرُ، بِالْفَتْحِ: اسْمُ رَجُلٍ. والقِنْبِيرُ والقُنَيْبيرُ: ضَرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ. اللَّيْثُ: القُنَيْبِرُ نَبَاتٌ تُسَمِّيهِ أَهل الْعِرَاقِ الْبَقَرَ يُمَشِّي كدَواء المَشيِّ. اللَّيْثُ: القُنْبُرُ ضَرْبٌ مِنَ الحُمّرِ. قَالَ: وَدَجَاجَةٌ قُنْبُرانِيَّة وَهِيَ الَّتِي عَلَى رأْسها قُنْبُرة أَي فضلُ ريشٍ قائمةٌ مثلَ مَا عَلَى رأْس القُنْبُر. وَقَالَ أَبو الدُّقَيْش: قُنْبُرتها الَّتِي عَلَى رأْسها؛ والقُنْبُراء؛ لُغَةٌ فِيهَا، وَالْجَمْعُ القَنابِرُ، وَقَدْ ذُكِرَ في قبر.
قنثر: القَنْثَرُ: القصير.
قنجر: ابْنُ الأَعرابي: القُنْجُورُ الرَّجُلُ الصَّغِيرُ الرأْس الضَّعِيفُ العقل.
قنخر: القِنَّخْرُ: الصُّلْبُ الرأْس الْبَاقِي عَلَى النِّطاحِ؛ قَالَ اللَّيْثُ: مَا أَدري مَا صِحَّتُهُ، قَالَ: وأَظن الصَّوَابَ القِنَّحْر. والقُناخِرِيّ والقِنَّخْرُ والقِنَّخْرة شِبْهُ صَخْرَةٍ تَنْقَلِعُ مِنْ أَعلى الْجَبَلِ وَفِيهَا رَخاوة، وَهِيَ أَصغر مِنَ الفِنْدِيرة. والقِنْخِيرَةُ والقُنْخُورَة: الصَّخْرَةُ الْعَظِيمَةُ المُتَفَلِّقة. والقِنَّخْر والقُناخِرُ: الْعَظِيمُ الجُثَّة. وأَنف قُناخِرٌ: ضَخْمٌ. وامرأَة قُناخِرَة: ضَخْمَة. اللَّيْثُ: القِنَّخْر الْوَاسِعُ المنْخَرَيْنِ وَالْفَمِ الشديدُ الصوت.
قندفر: التَّهْذِيبِ فِي الْخُمَاسِيِّ: ابْنُ دُرَيْدٍ: القَنْدَفِيرُ الْعَجُوزُ.
قنسر: القِنَّسْرُ والقِنَّسْريّ: الْكَبِيرُ المُسِنّ الَّذِي أَتى عَلَيْهِ الدَّهْرُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
أَطَرَباً وأَنتَ قِنَّسْرىُّ
…
والدَّهْرُ بالإِنسان دَوّاريُ
أَفْنْى القرونَ، وهو قَعْسَريُ
وَقِيلَ: لَمْ يُسْمَعْ هَذَا إِلا فِي بَيْتِ الْعَجَّاجِ وَذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي تَرْجَمَةِ قسر؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُهُ أَن يُذْكَرَ فِي فَصْلِ قنسر لأَنه لَا يَقُومُ لَهُ دَلِيلٌ عَلَى زِيَادَةِ النُّونِ. والطَّرَبُ: خِفَّةٌ تَلْحَقُ الإِنسان عِنْدَ السُّرُورِ وَعِنْدَ الْحُزْنِ، وَالْمُرَادُ بِهِ فِي هَذَا الْبَيْتِ السُّرُورُ، يُخَاطِبُ نَفْسَهُ فَيَقُولُ: أَتَطْرَبُ إِلى اللَّهْوِ طَرَبَ الشُّبانِ وأَنت شَيْخٌ مُسِنّ؟ وَقَوْلُهُ دَوَّارِيُّ أَي ذُو دَوَرانٍ يَدُورُ بالإِنسان مَرَّةً كَذَا وَمَرَّةً كَذَا. والقَعْسَريّ: الْقَوِيُّ الشَّدِيدُ. وَكُلُّ قَدِيمٍ: قِنَّسْرٌ، وَقَدْ تَقَنْسَرَ وقَنْسَرَتْه السِّنُّ. وَيُقَالُ لِلشَّيْخِ إِذا وَلَّى وعَسَا: قَدْ قَنْسَرَه الدهرُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
وقَنْسَرَتْه أُمورٌ فاقْسَأَنَّ لَهَا،
…
وَقَدْ حَنى ظَهْرَه دَهْرٌ وَقَدْ كَبِرا
ابْنُ سِيدَهْ: وقِنَّسْرِينُ وقِنِّسْرينُ وقِنَّسْرونُ وقِنِّسْرونُ كُورة بِالشَّامِ، وَهِيَ أَحدُ أَجنادها، فَمَنْ
قَالَ قِنَّسْرِينُ فَالنَّسَبُ إِليه قِنَّسْرِينيّ، وَمَنْ قَالَ قِنَّسْرون فَالنَّسَبُ إِليه قِنَّسْريّ لأَن لَفْظَهُ لَفْظُ الْجَمْعِ، وَوَجْهُ الْجَمْعِ أَنهم جَعَلُوا كُلَّ نَاحِيَةٍ مِنْ قِنَّسْرِينَ كأَنه قِنَّسْرٌ، وإِن لَمْ يُنْطَقْ بِهِ مُفْرَدًا، وَالنَّاحِيَةُ وَالْجِهَةُ مُؤَنَّثَتَانِ وكأَنه قَدْ كَانَ يَنْبَغِي أَن يَكُونَ فِي الْوَاحِدِ هَاءٌ فَصَارَ قِنَّسْرٌ المُقَدَّرُ كأَنه يَنْبَغِي أَن يَكُونَ قِنَّسْرة، فَلَمَّا لَمْ تَظْهَرِ الْهَاءُ وَكَانَ قِنَّسْر فِي الْقِيَاسِ فِي نِيَّةِ الْمَلْفُوظِ بِهِ عَوَّضُوا الْجَمْعَ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ، وأُجري فِي ذَلِكَ مُجْرَى أَرض فِي قَوْلِهِمْ أَرَضُون، وَالْقَوْلُ فِي فِلَسْطينَ والسَّيْلَحِيْنَ ويَبْرِينَ ونَصِيبين وصَرِيفِين وعانِديْن «1» كَالْقَوْلِ فِي قِنَّسْرِين. الْجَوْهَرِيُّ فِي تَرْجَمَةِ قسر: وقِنَّسْرُونُ بَلَدٌ بِالشَّامِ، بِكَسْرِ الْقَافِ وَالنُّونُ مُشَدَّدَةٌ تُكْسَرُ وَتُفْتَحُ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ بِالْفَتْحِ هَذَا الْبَيْتَ لعَكْرَشَةَ الضَّبِّي يَرْثِي بَنِيهِ:
سَقَى اللهُ فِتْياناً ورائِي تَرَكْتُهم
…
بِحاضِرِ قِنَّسْرِينَ، مِنْ سَبَلِ القَطْرِ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده:
سَقَى اللَّهُ أَجداثاً وَرَائِي تَرَكْتُهَا
وحاضِرُ قِنَّسْرِينَ: مَوْضِعُ الإِقامة عَلَى الْمَاءِ مِنْ قِنَّسْرِين؛ وَبَعْدَ الْبَيْتِ:
لَعَمْرِي لَقَدْ وارتْ وضَمَّتْ قُبورُهُمْ
…
أَكُفًّا شِدادَ القَبْضِ بالأَسَلِ السُّمْرِ
يُذكِّرُنِيهِمْ كلُّ خَيْرٍ رأَيتُه
…
وشَرٍّ، فَمَا أَنْفَكُّ مِنْهُمْ عَلَى ذُكْرِ
يُرِيدُ أَنهم كَانُوا يأْتون الْخَيْرَ وَيَجْتَنِبُونَ الشَّرَّ، فإِذا رأَيتُ مَنْ يأْتي خَيْرًا ذَكَرْتُهم، وإِذا رأَيت مَنْ يأْتي شَرًّا وَلَا يَنْهَاهُ عَنْهُ أَحدٌ ذكرتهم.
قنشر: القُنْشُورَةُ: الَّتِي لَا تحيض.
قنصر: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: قُناصِرِينُ موضع بالشام.
قنصعر: القِنْصَعْرُ مِنَ الرِّجَالِ: الْقَصِيرُ الْعُنُقِ وَالظَّهْرِ المُكَتَّلُ؛ وأَنشد:
لَا تَعْدِلي، بالشَّيْظَمِ السِّبَطْرِ
…
الباسِطِ الباعِ الشَّدِيدِ الأَسْرِ،
كلَّ لَئِيمٍ حَمِقٍ قِنْصَعْرِ
قَالَ الأَزهري: وَضَرَبْتُهُ حَتَّى اقْعَنْصَرَ أَي تَقاصَر إِلى الأَرض، وَهُوَ مُقْعَنْصرٌ، قَدَّمَ الْعَيْنَ عَلَى النُّونِ حَتَّى يَحْسُنَ إِخفاؤه فإِنها لَوْ كَانَتْ بِجَنْبِ الْقَافِ ظَهَرَتْ، وَهَكَذَا يَفْعَلُونَ فِي افْعَنْلَلَ يَقْلِبُونَ الْبِنَاءَ حَتَّى لَا تَكُونَ النُّونُ قَبْلَ الْحُرُوفِ الْحَلْقِيَّةِ، وإِنما أُدخلت هَذِهِ فِي حَدِّ الرُّبَاعِيِّ فِي قَوْلِ مَنْ يَقُولُ: الْبِنَاءُ رُبَاعِيٌّ وَالنُّونُ زَائِدَةٌ.
قنطر: القَنْطَرة، مَعْرُوفَةٌ: الجِسْرُ؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ أَزَجٌ يُبْنَى بالآجُرّ أَو بِالْحِجَارَةِ عَلَى الْمَاءِ يُعْبَرُ عَلَيْهِ؛ قَالَ طَرَفَةُ:
كقَنْطَرَةِ الرُّومِيِّ أَقْسَمَ رَبُّها
…
لَتُكْتَنَفَنْ، حَتَّى تُشادَ بِقَرْمَدِ
وَقِيلَ: القَنْطَرة مَا ارْتَفَعَ مِنَ الْبُنْيَانِ. وقَنْطَرَ الرجلُ: تَرَكَ البَدْوَ وأَقام بالأَمصار والقُرَى، وَقِيلَ: أَقام فِي أَيّ مَوْضِعٍ قَامَ. والقِنْطارُ: مِعْيارٌ، قِيلَ: وَزْنُ أَربعين أُوقية مِنْ ذَهَبٍ، وَيُقَالُ: أَلف وَمِائَةُ دِينَارٍ، وَقِيلَ: مِائَةٌ وَعِشْرُونَ رِطْلًا، وَعَنْ أَبي عُبَيْدٍ: أَلف وَمِائَتَا أُوقية، وَقِيلَ: سَبْعُونَ أَلف دِينَارٍ، وَهُوَ بِلُغَةِ بَرْبَر أَلف مِثْقَالٍ مِنْ ذَهَبٍ أَو فِضَّةٍ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ثَمَانُونَ أَلف دِرْهَمٍ، وَقِيلَ: هِيَ جُمْلَةٌ كَثِيرَةٌ مَجْهُولَةٌ مِنَ الْمَالِ، وَقَالَ السُّدِّيّ: مِائَةُ رِطْلٍ مِنْ ذَهَبٍ أَو فِضَّةٍ، وهو
(1). قوله [وعاندين] في ياقوت: بلفظ المثنى.
بالسُّريانية مِلءُ مَسْك ثَوْر ذَهَبًا أَو فِضَّةً، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: قَناطِيرُ مُقَنْطَرةٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ
. وَفِي الْحَدِيثِ:
مَنْ قامَ بأَلف آيَةٍ كُتِبَ مِنَ المُقَنْطِرِينَ
؛ أَي أُعْطِيَ قِنْطاراً مِنَ الأَجْر. وَرَوَى
أَبو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ: القِنْطارُ اثْنَا عَشَرَ أَلف أُوقية، الأُوقية خَيْرٌ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرض.
وَرَوَى
ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَنه قَالَ: مَنْ قرأَ أَربعمائة آيَةٍ كُتِبَ لَهُ قِنْطارٌ؛ القِنْطارُ مِائَةُ مِثْقَالٍ، الْمِثْقَالُ عِشْرُونَ قِيرَاطًا، الْقِيرَاطُ مِثْلُ وَاحِدٍ.
أَبو عُبَيْدَةَ: القَناطِير وَاحِدُهَا قِنْطار، قَالَ: وَلَا نَجِدُ الْعَرَبَ تَعْرِفُ وَزْنَهُ وَلَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ، يَقُولُونَ: هُوَ قَدْرُ وَزْنِ مَسْكِ ثَوْرٍ ذَهَبًا. والمُقَنْطَرة: مُفَنْعَلة مِنْ لَفْظِهِ أَي مُتَمَّمة، كَمَا قَالُوا أَلف مُؤَلَّفة مُتَمَّمة، وَيَجُوزُ الْقَنَاطِيرُ فِي الْكَلَامِ، والمُقَنْطَرةُ تِسْعَةٌ، وَالْقَنَاطِيرُ ثَلَاثَةٌ، وَمَعْنَى المُقَنْطَرة المُضَعَّفة. قَالَ ثَعْلَبٌ: اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي الْقِنْطَارِ مَا هُوَ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ: مِائَةُ أُوقية مِنْ ذَهَبٍ، وَقِيلَ: مِائَةُ أُوقية مِنَ الْفِضَّةِ، وَقِيلَ: أَلف أُوقية مِنَ الذَّهَبِ، وَقِيلَ: أَلف أُوقية مِنَ الْفِضَّةِ، وَقِيلَ: مِلْءُ مَسْك ثَوْرٍ ذَهَبًا، وَقِيلَ: مِلْءُ مَسْكِ ثَوْرٍ فِضَّةً، وَيُقَالُ: أَربعة آلَافِ دِينَارٍ، وَيُقَالُ: أَربعة آلَافِ دِرْهَمٍ، قَالَ: وَالْمَعْمُولُ عَلَيْهِ عِنْدَ الْعَرَبِ الأَكثر أَنه أَربعة آلَافِ دِينَارٍ. قَالَ: وَقَوْلُهُ الْمُقَنْطَرَةِ، يُقَالُ: قَدْ قَنْطَرَ زيدٌ إِذا مَلَكَ أَربعة آلَافِ دِينَارٍ، فإِذا قَالُوا قَناطِيرُ مُقَنْطَرة فَمَعْنَاهَا ثَلَاثَةُ أَدْوارٍ دَوْرٌ ودَوْرٌ ودَوْرٌ، فَمَحْصُولُهَا اثْنَا عَشَرَ أَلف دِينَارٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن صَفْوان بنَ أُمَيَّة قَنْطَر فِي الْجَاهِلِيَّةِ وقَنْطَر أَبوه
؛ أَي صَارَ لَهُ قِنْطارٌ مِنَ الْمَالِ. ابْنُ سِيدَهْ: قَنْطَر الرجلُ مَلَكَ مَالًا كَثِيرًا كأَنه يُوزَنُ بالقِنْطار. وقِنْطار مُقَنْطَر: مُكَمَّل. والقِنْطارُ: العُقْدة المُحْكَمة مِنَ الْمَالِ. والقِنْطارُ: طِلاءٌ «2» . هكذا في سائر النسخ، وفي اللسان طلاء لعود البخور. لعُود البَخُور. والقِنْطِيرُ والقِنْطِر، بِالْكَسْرِ: الدَّاهِيَةُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
إِنَّ الغَرِيفَ يَجُنُّ ذاتَ القِنْطِرِ
الْغَرِيفُ: الأَجَمَةُ. وَيُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ بالقِنْطِير، وَهِيَ الدَّاهِيَةُ؛ وأَنشد شَمِرٌ:
وكلُّ امرئٍ لاقٍ مِنَ الأَمر قِنْطِرا
وأَنشد مُحَمَّدُ بْنُ إِسحق السَّعْدي:
لَعَمْري لَقَدْ لاقَى الطُّلَيْلِيُّ قِنْطِراً
…
مِنَ الدَّهْرِ، إِنَّ الدَّهْرَ جَمٌّ قَناطِرُه
أَي دَوَاهِيهِ. والقِنْطِرُ: الدُّبْسِيُّ مِنَ الطَّيْرِ؛ يَمَانِيَةٌ. وَبَنُو قَنْطُوراءَ: هُمُ التُّرْكُ، وَذَكَرَهُمْ حُذَيْفَةُ فِيمَا رُوِيَ عَنْهُ فِي حَدِيثِهِ فَقَالَ: يُوشِكُ بَنُو قَنْطُوراءَ أَن يُخْرِجُوا أَهْل الْعِرَاقِ مِنْ عِراقهم، ويُرْوَى: أَهلَ البَصْرة مِنْهَا، كأَني بِهِمْ خُزْرَ العُيُون خُنْسَ الأُنُوف عِراضَ الْوُجُوهِ، قَالَ: وَيُقَالُ إِن قَنْطوراء كَانَتْ جَارِيَةً لإِبراهيم، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ السَّلَامُ، فَوَلَدَتْ لَهُ أَولاداً، وَالتُّرْكُ وَالصِّينُ مِنْ نَسْلِهَا. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَمْرٍو بْنِ الْعَاصِ: يُوشكُ بَنُو قَنْطُوراء أَن يُخْرِجوكم مِنْ أَرض البَصْرة.
وَفِي حَدِيثِ
أَبي بَكْرة: إِذا كَانَ آخِرُ الزَّمَانِ جَاءَ بَنُو قَنْطُوراء
، وَقِيلَ: بَنُو قَنْطوراء هُمُ السُّودانُ.
قنغر: القَنْغَر: شَجَرٌ مِثْلُ الكَبَر إِلا أَنها أَغلظُ شَوْكاً وعُوداً وَثَمَرَتُهَا كَثَمَرَتِهِ وَلَا يَنْبُتُ فِي الصَّخْرِ؛ حكاه أَبو حنيفة.
(2). قوله [والقنطار طلاء] عبارة القاموس وشرحه: والقنطار، بالكسر، طراء لعود البخور
قنفر: القِنفِيرُ والقُنافِرُ: الْقَصِيرُ.
قنور: القَنَوَّرُ، بِتَشْدِيدِ الْوَاوِ: الشديدُ الضَّخْمُ الرأْس مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وكلُّ فَظٍّ غليظٍ: قَنَوّرٌ؛ وأَنشد:
حَمَّال أَثقالٍ بِهَا قَنَوَّرُ
وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:
أَرْسَلَ فِيهَا سَبِطاً لَمْ يَقْفَرِ،
…
قَنَوَّراً زادَ عَلَى القَنَوَّرِ
والقَنَوَّر: السَّيِّئُ الخُلُق، وَقِيلَ: الشَّرِسُ الصَّعْبُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والقِنَّوْرُ: الْعَبْدُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والقِنَّوْرُ الدَّعِيّ، وَلَيْسَ بثَبَتٍ؛ وَبَعِيرٌ قَنَوَّرٌ. وَيُقَالُ: هُوَ الشَّرِسُ الصَّعْبُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: قَالَ أَحمد بْنُ يَحْيَى فِي بَابِ فِعَّوْل: القِنَّوْرُ الطَّوِيلُ والقِنَّوْرُ الْعَبْدُ؛ قَالَهُ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد أَبو الْمَكَارِمِ:
أَضْحَتْ حَلائِلُ قِنَّوْرٍ مُجَدَّعَةً،
…
لِمَصْرَعِ العبدِ قِنَّوْر بْنِ قِنَّورِ
والقِنَّارُ والقِنَّارَةُ: الْخَشَبَةُ يُعَلِّقُ عَلَيْهَا القَصَّابُ اللَّحْمَ، لَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ. وقَنُّورٌ: اسْمُ مَاءٍ؛ قَالَ الأَعشى:
بَعَرَ الكَرِيُّ بِهِ بُعُورَ سَيُوفةٍ
…
دَنَفاً، وغادَره عَلَى قَنُّورِ
قَالَ الأَزهري: ورأَيت فِي الْبَادِيَةِ مَلَّاحةً تُدْعى قَنُّورَ، بِوَزْنِ سَفُّودٍ، قَالَ: ومِلْحها أَجود مِلْحٍ رأَيته. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: رَجُلٌ مُقَنْوِرٌ ومُقَنِّرٌ ورجلٍ مُكَنْوِرٌ ومُكَنِّرٌ إِذا كَانَ ضَخْماً سَمجاً أَو مُعْتَمّاً عِمَّةً جافية.
قهر: القَهْرُ: الغَلَبة والأَخذ مِنْ فَوْقَ. والقَهَّارُ: مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ عز وجل. قَالَ الأَزهري: وَاللَّهُ القاهرُ القَهّار، قَهَرَ خَلْقَه بِسُلْطَانِهِ وَقُدْرَتِهِ وصَرَّفهم عَلَى مَا أَراد طَوْعًا وَكَرْهًا، والقَهَّار لِلْمُبَالَغَةِ. وَقَالَ ابْنُ الأَثير: الْقَاهِرُ هُوَ الْغَالِبُ جَمِيعَ الْخَلْقِ. وقَهَرَه يَقْهَرُه قَهْراً: غَلَبَهُ. وَتَقُولُ: أَخَذْتُهُم قَهْراً أَي مِنْ غَيْرِ رِضَاهُمْ. وأَقْهَرَ الرجلُ: صَارَ أَصحابُه مَقْهُورين. وأَقْهَرَ الرجلَ: وَجَدَه مَقْهُورًا؛ وَقَالَ المُخَبَّل السَّعْدِي يَهْجُو الزِّبْرِقانَ وَقَوْمَهُ وَهُمُ الْمَعْرُوفُونَ بالجِذاع:
تَمَنَّى حُصَيْنٌ أَن يَسُودَ جِذاعَه،
…
فأَمْسَى حُصَيْنٌ قَدْ أُذلَّ وأُقْهِرا
عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ أَي وُجِدَ كَذَلِكَ، والأَصمعي يَرْوِيهِ: قَدْ أَذَلَّ وأَقْهَر أَي صَارَ أَمره إِلى الذُّلِّ والقَهْر. وَفِي الأَزهري: أَي صَارَ أَصحابُه أَذِلاءَ مَقْهُورِينَ، وَهُوَ مِنْ قِيَاسِ قَوْلِهِمْ أَحْمَدَ الرجلُ صَارَ أَمره إِلى الْحَمْدِ. وحُصَين: اسْمُ الزِّبْرِقانِ، وجِذاعُه: رَهْطُه مِنْ تَمِيمٍ. وقُهِرَ: غُلِبَ. وفخذٌ قَهِرَةٌ: قَلِيلَةُ اللَّحْمِ. والقَهِيرة: مَحْضٌ يُلْقَى فِيهِ الرَّضْفُ فإِذا غَلى ذُرَّ عَلَيْهِ الدقيقُ وسِيطَ بِهِ ثُمَّ أُكل؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَجَدْنَاهُ فِي بَعْضِ نسخ لإِصلاح لِيَعْقُوبَ. والقَهْر: مَوْضِعٌ بِبِلَادِ بَنِي جَعْدة؛ قَالَ المُسَيَّبُ بْنُ عَلَسٍ:
سُفلى الْعِرَاقِ وأَنتَ بالقَهْرِ
وَيُقَالُ: أَخَذْتُ فُلَانًا قُهْرَةً، بِالضَّمِّ، أَي اضْطِرَارًا. وقُهِرَ اللحمُ إِذا أَخذته النَّارُ وَسَالَ مَاؤُهُ؛ وَقَالَ:
فَلَمَّا أَن تَلَهْوَجْنا شِواءً،
…
بِهِ اللَّهْبانُ مَقْهُورًا ضَبِيحا
يُقَالُ: ضبَحَتْه النارُ وضَبَتْه وقَهَرَتْه إِذا غيرته.
قهقر: القَهْقَرُ والقَهْقَرُّ، بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ: الْحَجَرُ الأَمْلَسُ الأَسود الصُّلْبُ، وَكَانَ أَحمد بْنُ يَحْيَى يَقُولُ وَحْدَهُ القَهْقارُ؛ وَقَالَ الجَعْدِيّ:
بأَخْضَرَ كالقَهْقَرِّ يَنْفُضُ رأْسَه،
…
أَمامَ رِعالِ الخَيْلِ، وَهِيَ تُقَرَّبُ
قَالَ اللَّيْثُ: وَهُوَ القُهْقُور. ابْنُ السِّكِّيتِ: القُهْقُرُّ قِشْرَة حَمْرَاءُ تَكُونُ عَلَى لُبّ النَّخْلَةِ؛ وأَنشد:
أَحْمَرُ كالقُهْقُرِّ وضَّاحُ البَلَقْ
وَقَالَ أَبو خَيْرَة: القَهْقَرُ والقُهاقِرُ وَهُوَ مَا سَهَكْتَ بِهِ الشيءَ؛ وَفِي عِبَارَةٍ أُخرى: هُوَ الْحَجَرُ الَّذِي يُسْهَكُ بِهِ الشَّيْءُ، قَالَ: والفِهْرُ أَعظم مِنْهُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
وكأَن، خَلْفَ حِجاجِها مِنْ رأْسِها
…
وأَمامَ مَجْمَعِ أَخْدَعَيْها، القَهْقَرا
وَغُرَابٌ قَهْقَرٌ: شَدِيدُ السَّوَادِ. وحِنْطَةٌ قَهْقَرة: قَدِ اسْوَدَّتْ بَعْدَ الخُضْرَة، وَجَمْعُهَا أَيضاً قَهْقَرٌ. والقَهْقَرة: الصَّخْرة الضَّخْمَةُ، وَجَمْعُهَا أَيضاً قَهْقَرٌ. والقَهْقَرَى: الرُّجُوعُ إِلى خَلْفٍ، فإِذا قُلْتَ: رَجَعْتُ القَهْقَرَى، فكأَنك قُلْتَ: رَجَعْتُ الرجوعَ الَّذِي يُعْرَفُ بِهَذَا الِاسْمِ لأَن القَهْقَرَى ضَرْبٌ مِنَ الرُّجُوعِ؛ وقَهْقَر الرجلُ فِي مِشْيَته: فَعَلَ ذَلِكَ. وتَقَهْقَر: تَراجَعَ عَلَى قَفَاهُ. وَيُقَالُ: رَجَعَ فلانٌ القَهْقَرَى. وَالرَّجُلُ يُقَهْقِرُ فِي مِشْيَته إِذا تَراجَعَ عَلَى قَفَاهُ قَهْقَرة. والقَهْقَرَى: مَصْدَرُ قَهْقَرَ إِذا رَجَعَ عَلَى عَقِبَيْهِ. الأَزهري: ابْنُ الأَنباري: إِذا ثَنَّيْتَ القَهْقَرَى والخَوْزَلى ثَنَّيْتَه بإِسقاط الْيَاءِ فَقُلْتَ القَهْقَرانِ والخَوْزَلانِ، اسْتِثْقَالًا لِلْيَاءِ مَعَ أَلف التَّثْنِيَةِ وَيَاءِ التَّثْنِيَةِ، وَقَدْ جَاءَ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ
عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عُمَرَ: أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِني أُمْسِكُ بحُجَزكُمْ هَلُمَّ عَنِ النَّارِ وتَقاحَمُونَ فِيهَا تَقاحُمَ الفَراشِ وتَرِدُونَ عَليَّ الحَوْضَ ويُذْهَبُ بِكُمْ ذاتَ الشِّمَالِ فأَقول: يَا رَبِّ، أُمَّتي فَيُقَالُ: إِنهم كَانُوا يمشونَ بَعْدَك القَهْقَرَى
؛ قَالَ الأَزهري: مَعْنَاهُ الإِرتداد عَمَّا كَانُوا عَلَيْهِ. وَتَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ القَهْقَرَى وَهُوَ المَشْيُ إِلى خَلْف مِنْ غَيْرِ أَن يُعيدَ وَجْهه إِلى جِهَةِ مَشْيِهِ، قِيلَ: إِنه مِنْ بَابِ القَهْرِ. شَمِرٌ: القَهْقَرُ، بِالتَّخْفِيفِ، الطَّعَامُ الْكَثِيرُ الَّذِي فِي الأَوعية مَنْضُوداً؛ وأَنشد:
باتَ ابنُ أَدْماءَ يُسامي القَهْقَرا
قَالَ شَمِرٌ: الطَّعَامُ الْكَثِيرُ الَّذِي فِي العَيْبَةِ. والقُهَيْقِرانُ: دُوَيْبَّةٌ. النَّضِرُ: القَهْقَرُ العَلْهَبُ، وَهُوَ التَّيْسُ المُسِنُّ، قَالَ: وأَحْسبُه القَرْهَبَ.
قور: قارَ الرجلُ يَقُورُ: مَشَى عَلَى أَطراف قَدَمَيْهِ ليُخْفِيَ مَشْيَه؛ قَالَ:
زَحَفْتُ إِليها، بَعْدَ ما كنتُ مُزْمِعاً
…
عَلَى صَرْمِها، وانْسَبْتُ بالليلِ قائِرا
وقارَ القانصُ الصيدَ يَقُورُه قَوْراً: خَتَله. والقارَةُ: الجُبَيْلُ الصَّغِيرُ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ الجُبَيْلُ الصَّغِيرُ المُنْقَطع عَنِ الْجِبَالِ. والقارَةُ: الصَّخْرَةُ السَّوْدَاءُ، وَقِيلَ: هِيَ الصَّخْرَةُ الْعَظِيمَةُ، وَهِيَ أَصغر مِنَ الْجَبَلِ، وَقِيلَ: هِيَ الْجُبَيْلُ الصَّغِيرُ الأَسود المنفردُ شِبْهُ الأَكَمَة. وَفِي الْحَدِيثِ:
صَعِدَ قارَةَ الْجَبَلِ
، كأَنه أَراد جَبَلًا صَغِيرًا فَوْقَ الْجَبَلِ، كَمَا يُقَالُ صَعِدَ قُنَّةَ الْجَبَلِ أَي أَعلاه. ابْنُ شُمَيْلٍ: القارَةُ جُبَيْلٌ مُسْتَدِقٌّ مَلْمُومٌ طَوِيلٌ فِي السَّمَاءِ لَا يَقُودُ فِي الأَرض كأَنه جُثْوَةٌ، وَهُوَ عَظِيمٌ مُسْتَدِير. والقارَةُ: الأَكَمَةُ؛ قَالَ مَنْظُورُ بْنُ مَرْثَدٍ الأَسَدِيّ:
هَلْ تَعْرِفُ الدارَ بأَعلى ذِي القُورْ؟
…
قَدْ دَرَسَتْ، غَيْرَ رَمادٍ مَكْفُورْ
مُكْتَئِبِ اللَّوْنِ، مَرُوحٍ مَمْطُورْ،
…
أَزْمانَ عَيْناءُ سُرُورُ المَسْرُورْ
قَوْلُهُ: بأَعلى ذِي الْقُورِ أَي بأَعلى الْمَكَانِ الَّذِي بِالْقُورِ، وَقَوْلُهُ: قَدْ دَرَسَتْ غَيْرَ رَمَادٍ مَكْفُورِ أَي دَرَسَتْ مَعالِمُ الدَّارِ إِلا رَمَادًا مَكْفُورًا، وَهُوَ الَّذِي سَفَتْ عَلَيْهِ الريحُ الترابَ فَغَطَّاهُ وكَفَره، وَقَوْلُهُ: مُكْتَئِبِ اللَّوْنِ يُرِيدُ أَنه يَضْرِبُ إِلى السَّوَادِ كَمَا يكونُ وَجْهُ الْكَئِيبِ، ومَروحٌ: أَصابته الرِّيحُ، وَمَمْطُورٌ: أَصابه الْمَطَرُ، وَعَيْنَاءُ مبتدأٌ وسُرور المَسْرورِ خَبَرُهُ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَوْضِعِ خَفْضٍ بإِضافة أَزمان إِليها، وَالْمَعْنَى: هَلْ تَعْرِفُ الدَّارَ فِي الزَّمَانِ الَّذِي كَانَتْ فِيهِ عَيْنَاءَ سُرور مَنْ رَآهَا وأَحبها؟ والقارَةُ: الحَرَّةُ، وَهِيَ أَرض ذَاتُ حِجَارَةٍ سُودٍ، وَالْجَمْعُ قاراتٌ وقارٌ وقُورٌ وقِيرانٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:
فَلَهُ مِثْلُ قُورِ حِسْمَى
؛ وَفِي قَصِيد كَعْبٍ:
وَقَدْ تَلَفَّعَ بالقُورِ العَساقِيلُ
وَفِي حَدِيثِ
أُم زَرْعٍ: عَلَى رأْسِ قُورٍ وَعْثٍ.
قَالَ اللَّيْثُ: القُورُ جَمْعُ الْقَارَةِ والقِيرانُ جمعُ القارَة، وَهِيَ الأَصاغر مِنَ الْجِبَالِ والأَعاظم مِنَ الْآكَامِ، وَهِيَ مُتَفَرِّقَةٌ خَشِنَةٌ كَثِيرَةُ الْحِجَارَةِ. وَدَارٌ قَوْراءُ: وَاسِعَةُ الْجَوْفِ. وَالْقَارُ: الْقَطِيعُ الضَّخْمُ مِنَ الإِبل. والقارُ أَيضاً: اسْمٌ للإِبل، قَالَ الأَغْلَبُ العِجْلي:
مَا إِن رأَينا مَلِكاً أَغارا
…
أَكثَرَ مِنْهُ قِرَةً وَقَارَا،
وفارِساً يَسْتَلِبُ الهِجارا
القِرَة والقارُ: الْغَنَمُ. والهِجار: طَوْقُ المَلِكِ، بِلُغَةِ حِمْيَر؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا كُلُّهُ بِالْوَاوِ لأَن انْقِلَابَ الأَلف عَنِ الْوَاوَ عَيْنًا أَكثر مِنَ انْقِلَابِهَا عَنِ الْيَاءِ. وقارَ الشيءَ قَوْراً وقَوَّرَه: قَطَعَ مِنْ وَسَطه خَرْقًا مُسْتَدِيرًا. وقَوَّرَ الجَيْبَ: فَعَلَ بِهِ مِثْلَ ذَلِكَ. الْجَوْهَرِيُّ: قَوَّرَه واقْتَوَره واقْتاره كُلَّهُ بِمَعْنَى قَطَعَهُ. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ:
فتَقَوَّرَ السحابُ
أَي تَقَطَّع وتَفَرَّقَ فِرَقاً مُسْتَدِيرَةً؛ وَمِنْهُ قُوارَةُ الْقَمِيصِ والجَيْبِ والبِطِّيخ. وَفِي حَدِيثِ
مُعَاوِيَةَ: فِي فِنائِه أَعْنُزٌ دَرُّهُن غُبْرٌ يُحْلَبْنَ فِي مِثْلِ قُوارَةِ حافِر الْبَعِيرِ
أَي مَا اسْتَدَارَ مِنْ بَاطِنِ حَافِرِهِ يَعْنِي صِغَرَ المِحْلَب وضِيقَه، وَصَفَهُ باللُّؤم وَالْفَقْرِ وَاسْتَعَارَ لِلْبَعِيرِ حَافِرًا مَجَازًا، وإِنما يُقَالُ لَهُ خُفٌّ. والقُوارَة: مَا قُوِّرَ مِنَ الثَّوْبِ وَغَيْرِهِ، وَخَصَّ اللِّحْيَانِيُّ بِهِ قُوارةَ الأَديم. وَفِي أَمثال الْعَرَبِ: قَوِّرِي والْطُفي؛ إِنما يَقُولُهُ الَّذِي يُرْكَبُ بالظُّلْم فيسأَل صَاحِبَهُ فَيَقُولُ: ارْفُقْ أَبْقِ أَحْسِنْ؛ التَّهْذِيبُ: قَالَ هَذَا الْمَثَلَ رَجُلٌ كَانَ لامرأَته خِدْنٌ فَطَلَبَ إِليها أَن تَتَّخِذَ لَهُ شِراكَيْن مِنْ شَرَجِ اسْتِ زَوْجِهَا، قَالَ: ففَظِعَتْ بِذَلِكَ فأَبى أَن يَرْضَى دُونَ فِعْلِ مَا سأَلها، فَنَظَرَتْ فَلَمْ تَجِدْ لَهَا وَجْهًا تَرْجُو بِهِ السَّبِيلَ إِليه إِلا بِفَسَادِ ابْنٍ لَهَا، فَعَمَدَتْ فعَصَبَتْ عَلَى مبَالِه عَقَبَةً فأَخْفَتْها فعَسُرَ عَلَيْهِ البولُ فَاسْتَغَاثَ بِالْبُكَاءِ، فسأَلها أَبوه عَمَّ أَبكاه، فَقَالَتْ: أَخذه الأُسْرُ وَقَدْ نُعِتَ لَهُ دَوَاؤُهُ، فَقَالَ: وَمَا هُوَ؟ فَقَالَتْ: طَرِيدَةٌ تُقَدُّ لَهُ مِنْ شَرَجِ اسْتِك، فَاسْتَعْظَمَ ذَلِكَ وَالصَّبِيُّ يَتَضَوَّرُ، فَلَمَّا رأَى ذَلِكَ بَخِعَ لَهَا بِهِ وَقَالَ لَهَا: قَوِّرِي والْطُفي، فقطعتْ مِنْهُ طَرِيدةً تَرْضِيَةً لِخَلِيلِهَا، وَلَمْ تَنْظُرْ سَدادَ بَعْلِها وأَطلقت عَنِ الصَّبِيِّ وسَلَّمَتِ الطَّريدةَ إِلى خَلِيلِهَا؛ يُقَالُ ذَلِكَ عِنْدَ الأَمر بالاسْتِبْقاءِ مِنَ الغَرِير أَو عِنْدَ المَرْزِئة فِي سُوء التَّدْبِيرِ وطَلَبِ مَا لَا يُوصَلُ إِليه. وقارَ المرأَة: خَتَنها، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ؛
قَالَ جَرِيرٌ:
تَفَلَّقَ عَنْ أَنْفِ الفَرَزْدَقِ عارِدٌ،
…
لَهُ فَضَلاتٌ لَمْ يَجِدْ مَنْ يَقُورُها
والقارَة: الدُّبَّةُ. والقارَةُ: قومٌ رُماة مِنَ الْعَرَبِ. وَفِي الْمَثَلِ: قَدْ أَنْصَفَ القارَةَ مَنْ رَامَاهَا. وقارَةُ: قَبِيلَةٌ وَهُمْ عَضَلٌ والدِّيشُ ابْنَا الهُونِ بْنِ خُزَيْمَةَ مِنْ كِنانَةَ، سُمُّوا قارَةً لِاجْتِمَاعِهِمْ والْتِفافِهم لَمَّا أَراد ابْنُ الشَّدَّاخ أَن يُفَرِّقَهم فِي بَنِي كِنَانَةَ؛ قَالَ شَاعِرُهُمْ:
دَعَوْنا قارَةً لَا تُنْفِرُونا،
…
فَنُجْفِلَ مثلَ إِجْفالِ الظَّلِيمِ
وَهُمْ رُماةٌ. وَفِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ:
حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَرْكَ الغَمَادِ لَقِيَهُ ابْنُ الدَّغِنَةِ وَهُوَ سَيِّدُ الْقَارَةِ
؛ وَفِي التَّهْذِيبِ وَغَيْرِهِ: وَكَانُوا رُماةَ الحَدَقِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَهُمُ الْيَوْمَ فِي الْيَمَنِ يُنْسَبُونَ إِلَى أَسْدٍ، وَالنِّسْبَةُ إِليهم قارِيٌّ، وَزَعَمُوا أَن رَجُلَيْنِ الْتَقَيَا: أَحدهما قارِيٌّ وَالْآخَرُ أَسْدِيّ، فَقَالَ القارِيّ: إِنْ شئتَ صارعتُك وإِن شئتَ سابقتُك وإِن شئتَ راميتُك: فَقَالَ: اخْتَرْتُ المُراماةَ، فَقَالَ القارِيُّ: قَدْ أَنْصَفْتَني؛ وأَنشد:
قَدْ أَنْصَفَ القارَةَ مَنْ رَامَاهَا،
…
إِنَّا، إِذا مَا فِئَةٌ نَلْقاها،
نَرُدُّ أُولاها عَلَى أُخْراها
ثُمَّ انْتَزَعَ لَهُ سَهْمًا فَشَكَّ فُؤادَه؛ وَقِيلَ: القارَةُ فِي هَذَا الْمَثَلِ الدُّبَّةُ، وَذَكَرَ ابْنُ بَرِّيٍّ قَالَ: بَعْضُ أَهل اللُّغَةِ إِنما قيل: [أَنْصَفَ القارَةَ مَنْ رَامَاهَا] لِحَرْبٍ كَانَتْ بَيْنَ قُرَيْشٍ وَبَيْنَ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ، قَالَ: وَكَانَتِ القارَةُ مَعَ قُرَيْشٍ فَلَمَّا الْتَقَى الْفَرِيقَانِ رَامَاهُمُ الْآخَرُونَ حِينَ رَمَتْهُم القارَةُ، فَقِيلَ: قَدْ أَنصفكم هَؤُلَاءِ الَّذِينَ ساوَوْكم فِي الْعَمَلِ الَّذِي هُوَ صناعَتُكم، وأَراد الشَّدَّاخُ أَن يُفَرِّق القارَةَ فِي قَبَائِلِ كِنَانَةَ فأَبَوْا، وَقِيلَ فِي مثلٍ: لَا يَفْطُنُ الدُّبُّ الحجارَة. ابْنُ الأَعرابي: القَيِّرُ الأُسْوارُ مِنَ الرُّماةِ الحاذقُ، مِنْ قارَ يَقُور. وَيُقَالُ: قُرْتُ خُفَّ الْبَعِيرِ قَوْراً واقْتَرْتُه إِذا قَوَّرْتَه، وقُرْتُ الْبِطِّيخَةَ قَوَّرتها. والقُوارَة: مُشْتَقَّةٌ مِنْ قُوارَة الأَدِيم والقِرْطاس، وَهُوَ مَا قَوَّرْتَ مِنْ وَسَطِهِ ورَمَيْتَ مَا حَوالَيْه كقُوارة الجَيْب إِذا قَوَّرْته وقُرْتَه. والقُوارة أَيضاً: اسْمٌ لِمَا قَطَعْتَ مِنْ جَوَانِبِ الشَّيْءِ المُقَوَّر. وَكُلُّ شَيْءٍ قَطَعْتَ مِنْ وَسَطِهِ خَرْقًا مُسْتَدِيرًا، فَقَدَ قَوَّرْتَه. والاقْورارُ: تَشَنُّجُ الْجِلْدِ وانحناءُ الصُّلْبِ هُزالًا وكِبَراً. واقْوَرَّ الجلدُ اقْوِرَارًا: تَشَنَّجَ؛ كَمَا قَالَ رُؤبةُ بْنُ العَجَّاج:
وانْعاجَ عُودِي كالشَّظِيفِ الأَخْشَنِ،
…
بَعْدَ اقْورارِ الجِلْدِ والتَّشَنُّنِ
يُقَالُ: عُجْتُه فَانْعَاجَ أَي عَطَفْتُهُ فَانْعَطَفَ. وَالشَّظِيفُ مِنَ الشَّجَرِ: الَّذِي لَمْ يَجِدْ رِيَّه فصَلُبَ وَفِيهِ نُدُوَّةٌ. والتَّشَنُّنُ: هُوَ الإِخلاقُ، وَمِنْهُ الشَّنَّةُ القِرْبةُ الْبَالِيَةُ؛ وَنَاقَةٌ مُقوَرَّةٌ وَقَدِ اقْوَرَّ جلدُها وانحنَت وهُزِلَتْ. وَفِي حَدِيثِ الصَّدَقَةِ:
وَلَا مُقْوَرَّةُ الأَلْياطِ
؛ الاقْوِرارُ: الِاسْتِرْخَاءُ فِي الجُلُود، والأَلْياطُ: جمعُ لِيطٍ، وَهُوَ قِشْرُ العُودِ، شَبَّهَهُ بِالْجِلْدِ لِالْتِزَاقِهِ بِاللَّحْمِ؛ أَراد غَيْرَ مُسْتَرْخِيَةِ الْجُلُودِ لهُزالها. وَفِي حَدِيثِ
أَبي سَعِيدٍ: كَجِلْدِ الْبَعِيرِ المُقْوَرِّ.
واقْتَرْتُ حديثَ الْقَوْمِ إِذَا بَحَثْتَ عَنْهُ. وتَقَوَّرَ الليلُ إِذا تَهَوَّرَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
حَتَّى تَرَى أَعْجازَه تَقَوَّرُ
أَي تَذْهَبُ وتُدْبِرُ. وانقارتِ الرَّكِيَّة انْقِياراً إِذا تَهَدَّمتِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهُوَ مأَخوذ مِنْ قَوْلِكَ قُرْتُه فانْقارَ؛ قَالَ الهُذَلي:
جادَ وعَقَّتْ مُزْنَهُ الريحُ، وانْقارَ
…
بِهِ العَرْضُ وَلَمْ يَشْمَلِ
أَراد: كأَنَّ عَرْضَ السَّحَابِ انْقارَ أَي وَقَعَتْ مِنْهُ قِطْعَةٌ لِكَثْرَةِ انْصِبَابِ الْمَاءِ، وأَصله مِنْ قُرْتُ عَيْنَه إِذا قَلَعْتَهَا. والقَوَرُ: العَوَرُ، وَقَدْ قُرْتُ فُلَانًا إِذَا فقأْت عَيْنَهُ، وتَقَوَّرَتِ الحيةُ إِذَا تَثَنَّت؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ حَيَّةً:
تَسْرِي إِلَى الصَّوْتِ، والظلماءُ داجِنَةٌ،
…
تَقَوُّرَ السِّيْلِ لَاقَى الحَيْدَ فاطَّلَعا
وانْقارَتِ البئرُ: انْهَدَمَتْ. ويومُ ذِي قارٍ: يومٌ لِبَنِي شَيْبانَ وَكَانَ أَبْرَوِيزُ أَغْزاهُمْ جَيْشًا فظَفِرَتْ بَنُو شَيْبَانَ، وَهُوَ أَول يَوْمٍ انْتَصَرَتْ فِيهِ الْعَرَبُ مِنَ الْعَجَمِ. وفلانٌ ابنُ عبدٍ القاريُّ: مَنْسُوبٌ إِلَى القارَة، وَعَبْدٌ مُنَوَّنٌ وَلَا يُضَافُ. والاقْورِارُ: الضُّمْرُ والتَّغيُّر، وَهُوَ أَيضاً السِّمَنُ ضِدٌّ؛ قَالَ:
قَرَّبْنَ مُقْوَرّاً كأَنَّ وَضِينَهُ
…
بِنِيقٍ، إِذَا مَا رامَه العُقْرَ أَحْجَما
والقَوْرُ: الحَبْلُ الجَيِّدُ الحديثُ مِنَ الْقُطْنِ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ وَقَالَ مَرَّةً: هُوَ مِنَ الْقُطْنِ مَا زُرِعَ مِنْ عَامِهِ. وَلَقِيتُ مِنْهُ الأَقْوَرِينَ والأَمَرِّينَ والبُرَحِينَ والأَقْوَرِيَّاتِ: وَهِيَ الدَّوَاهِي الْعِظَامُ؛ قَالَ نَهارُ بْنُ تَوْسِعَةَ:
وَكُنَّا، قَبْلَ مُلْكِ بَنِي سُلَيْمٍ،
…
نَسُومُهُمُ الدَّواهِي الأَقْوَرِينا
والقُورُ: الترابُ الْمُجْتَمِعُ. وقَوْرانُ: مَوْضِعٌ. اللَّيْثُ القارِيَةُ طَائِرٌ مِنَ السُّودانِيَّاتِ أَكْثَرُ مَا تأْكل العِنَبُ والزيتونُ، وَجَمْعُهَا قَوارِي، سُمِّيَتْ قارِيَةً لسَوادها؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا غَلط، لَوْ كَانَ كَمَا قَالَ سُمِّيَتْ قارِيةً لِسَوَادِهَا تَشْبِيهًا بالقارِ لَقِيلَ قارِيَّة، بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ، كَمَا قَالُوا عارِيَّةٌ مِنْ أَعار يُعير، وَهِيَ عِنْدَ الْعَرَبِ قاريَةٌ، بِتَخْفِيفِ الْيَاءِ. وَرُوِيَ عَنِ الْكِسَائِيِّ: القارِيَةُ طَيْرٌ خُضْر، وَهِيَ الَّتِي تُدْعَى القَوارِيرَ. قَالَ: والقَرِيِّ أَولُ طَيْرٍ قُطُوعاً، خُضْرٌ سودُ الْمَنَاقِيرِ طِوالُها أَضْخَمُ مِنَ الخُطَّافِ، وَرَوَى أَبو حَاتِمٍ عَنِ الأَصمعي: القارِيَةُ طَيْرٌ أَخضر وَلَيْسَ بِالطَّائِرِ الَّذِي نَعْرِفُ نَحْنُ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: القارِيَةُ طائر مشؤوم عِنْدَ الْعَرَبِ، وَهُوَ الشِّقِرَّاق. واقْوَرَّت الأَرضُ اقْوِراراً إِذَا ذَهَبَ نَبَاتُهَا. وَجَاءَتِ الإِبل مُقْوَرَّة أَي شاسِفَةً؛ وأَنشد:
ثُمَّ قَفَلْنَ قَفَلًا مُقْوَرّا
قَفَلْنَ أَي ضَمَرْنَ ويَبِسْنَ؛ قَالَ أَبو وَجْزةَ يَصِفُ نَاقَةً قَدْ ضَمُرَتْ:
كأَنما اقْوَرَّ فِي أَنْساعِها لَهَقٌ
…
مُرَمَّعٌ، بسوادِ الليلِ، مَكْحُولُ
والمُقْوَرُّ أَيضاً مِنَ الْخَيْلِ: الضَّامِرُ؛ قَالَ بِشْرٌ:
يُضَمَّرُ بالأَصائِل فَهْوَ نَهْدٌ
…
أَقَبُّ مُقَلَّصٌ، فيه اقْوِرارُ
قير: القيرُ والقارُ: لُغَتَانِ، وَهُوَ صُعُدٌ يذابُ فيُسْتَخْرَجُ مِنْهُ القارُ وَهُوَ شَيْءٌ أَسود تُطْلَى بِهِ الإِبل وَالسُّفُنُ يَمْنَعُ الْمَاءَ أَن يَدْخُلَ، وَمِنْهُ ضَرْبٌ تُحْشَى بِهِ الخَلاخيل والأَسْوِرَةُ. وقَيَّرْتُ السفينةَ: طَلَيْتُهَا بالقارِ، وَقِيلَ: هُوَ الزِّفت؛ وَقَدْ قَيَّرَ الحُبَّ والزِّقَّ، وَصَاحِبُهُ قَيَّارٌ، وَذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي قَوَرَ.