المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

مَلازَة: فِيهَا أَشجار مِنَ اللَّوْزِ، وَقِيلَ: هُوَ صِنْفٌ مِنَ المِزْجِ، - لسان العرب - جـ ٥

[ابن منظور]

الفصل: مَلازَة: فِيهَا أَشجار مِنَ اللَّوْزِ، وَقِيلَ: هُوَ صِنْفٌ مِنَ المِزْجِ،

مَلازَة: فِيهَا أَشجار مِنَ اللَّوْزِ، وَقِيلَ: هُوَ صِنْفٌ مِنَ المِزْجِ، والمِزْجُ: مَا لَمْ يُوصَلْ إِلى أَكله إِلَّا بِكَسْرٍ، وَقِيلَ: هُوَ مَا دَقَّ مِنَ المِزْجِ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: القُمْرُوصُ اللَّوزُ والجِلَّوْزُ البُنْدُقُ. وَرَجُلٌ مُلَوَّز إِذا كَانَ خَفِيفَ الصُّورَةِ. وَفُلَانٌ عَوِزٌ لَوِزٌ: إِتباع لَهُ. واللَّوْزِيْنَجُ: مِنَ الْحَلْوَاءِ شِبْهُ الْقَطَائِفِ تُؤْدَمُ بِدُهْنِ اللَّوْزِ، وَاللَّهُ أَعلم

‌فصل الميم

متز: ابْنُ دُرَيْدٍ: مَتَزَ فلانٌ بسَلْحِه إِذا رَمَى بِهِ، قَالَ: ومَتَسَ بِهِ مِثْلُهُ؛ قَالَ الأَزهري: وَلَمْ أَسمعها لغيره.

محز: المَحْزُ: النِّكَاحُ. مَحَزَ المرأَة مَحْزاً: نَكَحَهَا؛ وأَنشد لِجَرِيرٍ:

مَحَزَ الفَرَزْدَقُ أُمَّه مِنْ شَاعِرٍ

قَالَ الأَزهري: وقرأَت بِخَطِّ شَمِرٌ:

رُبَّ فَتَاةٍ مِنْ بَنِي العِنازِ

حَيَّاكَةٍ، ذاتِ هَنٍ كِنازِ

ذِي عَقَدَيْنِ مُكْلَئِزٍّ نَازِي

تَأَشُّ للقُبْلَةِ والمِحازِ «1»

أَراد بِالْمِحَازِ: النَّيْكَ وَالْجِمَاعُ. والمَاحُوزُ: ضَرْبٌ مِنَ الرَّياحين وَيُقَالُ لَهُ: مَرْوُ ماحُوزِي. وَفِي الْحَدِيثِ:

فَلَمْ نَزَلْ مُفْطِرين حَتَّى بَلَغْنَا ماحُوزَنا

؛ قِيلَ: هُوَ مَوْضِعُهُمُ الَّذِي أَرادوه، وأَهل الشَّامِ يُسَمُّونَ الْمَكَانَ الَّذِي بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْعَدُوِّ وَفِيهِ أَساميهم ومَكاتبُهم: ماحُوزاً، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ حُزْتُ الشيءَ أَحْرَزْتُه، وَتَكُونُ الْمِيمَ زَائِدَةٌ. قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الأَزهري لَوْ كَانَ مِنْهُ لَقِيلَ مَحازَنا ومَحُوزَنا؛ قَالَ: وأَحسبه بِلُغَةٍ غَيْرِ عربية.

مرز: مَرَزَه يَمْرُزُه مَرْزاً: قَرَصَهُ، وَقِيلَ: هُوَ دُونَ الْقَرْصِ، وَقِيلَ: هُوَ أَخذ بأَطراف الأَصابع، قَلِيلًا كَانَ أَو كَثِيرًا، وقيل: مَرَزْتُه أَمْرُزُه إِذا قَرَصْتَهُ قَرْصًا رَفِيقًا لَيْسَ بالأَظفار، فإِذا أَوْجَعَ المَرْزُ فَهُوَ حِينَئِذٍ قَرْصٌ عِنْدَ أَبي عُبَيْدٍ. ومَرَزَ الصبيُّ ثَدْيَ أُمه مَرْزاً: عَصَرَهُ بأَصابعه فِي رَضاعِه، وَرُبَّمَا سُمِّيَ الثَّدْيُ المِرازَ لِذَلِكَ. والمِرْزَةُ: القطعة من العجبن، مَرَزَها يَمْرُزُها مَرْزاً: قَطَعَهَا. وَيُقَالُ: امرُزْ لِي مِنْ هَذَا الْعَجِينِ مِرْزَةً أَي اقْطَعْ لِي مِنْهُ قِطْعة. وامْتَرَزَ مِنْ مَالِهِ مِرْزَةً ومَرْزَةً: نَالَ مِنْهُ، وَكَذَلِكَ امْتَرَزَ مِنْ عِرْضه وامْتَرَزَهُ. وعِرْضٌ مَرِيزٌ: مَنِيلٌ مِنْهُ. ابْنُ الأَعرابي: عِرْض مَرِيزٌ ومُمْتَرَزٌ مِنْهُ أَي قَدْ نِيلَ مِنْهُ. والمَرْزُ: الْعَيْبُ والشَّيْنُ. والمَرْزُ: الضَّرْبُ بِالْيَدِ. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ، رضي الله عنه: أَنه أَراد أَن يَشْهَدَ جِنَازَةَ رَجُلٍ وَيُصَلِّيَ عَلَيْهِ فَمَرَزَه حُذَيْفَةُ

أَي قَرَصَهُ بأَصابعه لِئَلَّا يُصَلِّيَ عَلَيْهِ، كأَنه أَراد أَن يَكُفَّهُ عَنِ الصَّلَاةِ عَلَيْهَا لأَن الْمَيِّتَ كَانَ مُنَافِقًا عِنْدَهُ، وَكَانَ حُذَيْفَةُ يَعْرِفُ الْمُنَافِقِينَ. ومارَزَ الرجلَ: كمارَسَه، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والمَرْزُ: الحُبَاسُ الَّذِي يَحْبِسُ الماءَ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، وَالْجَمْعُ مُروزٌ.

مزز: المِزُّ، بِالْكَسْرِ: القَدْرُ. والمِزُّ: الْفَضْلُ، وَالْمَعْنَيَانِ مُقْتَرِبَانِ. وشيءٌ مِزٌّ ومَزِيزٌ وأَمَزُّ أَي فَاضِلٌ. وَقَدْ مَزَّ يَمَزُّ مَزازَةً ومَزَّزَه: رأَى له فضلًا

(1). قوله [ذي عقدين] تثنية عقد، بالتحريك، والذي تقدم في كلز ذي عضدين.

ص: 408

أَو قَدْراً. ومَزَّزَه بِذَلِكَ الأَمر: فَضَّلَهُ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ:

لَكَانَ أُسْوَةَ حَجَّاجٍ وإِخْوَتِهِ

فِي جُهْدِنا، وَلَهُ شَفٌّ وتَمْزِيز

كأَنه قَالَ: ولَفَضَّلْتُه عَلَى حَجَّاجٍ وإِخوته، وَهُمْ بَنُو المُتَنَخِّلِ. وَيُقَالُ: هَذَا شيءٌ لَهُ مِزٌّ عَلَى هَذَا أَي فَضْلٌ. وَهَذَا أَمَزُّ مِنْ هَذَا أَي أَفضل. وَهَذَا لَهُ عليَّ مِزٌّ أَي فَضْلٌ. وَفِي حَدِيثِ

النَّخَعِيِّ: إِذا كَانَ الْمَالُ ذَا مِزٍّ فَفَرِّقْه فِي الأَصناف الثَّمَانِيَةِ، وإِذا كَانَ قَلِيلًا فَأَعْطِه صِنْفًا وَاحِدًا

؛ أَي إِذا كَانَ ذَا فَضْلٍ وَكَثْرَةٍ. وَقَدْ مَزَّ مَزَازَة، فَهُوَ مَزِيزٌ إِذا كَثُرَ. وَمَا بَقِيَ فِي الإِناءِ إِلَّا مَزَّةٌ أَي قَلِيلٌ. والمَزُّ: اسْمُ الشيءِ المَزِيز، وَالْفِعْلُ مزَّ يَمَزُّ، وَهُوَ الَّذِي يَقَعُ مَوْقِعًا فِي بَلَاغَتِهِ وَكَثْرَتِهِ وجَوْدَته. اللَّيْثُ: المُزُّ مِنَ الرُّمَّان مَا كَانَ طَعْمُهُ بَيْنَ حُموضةٍ وَحَلَاوَةٍ، والمُزُّ بَيْنَ الْحَامِضِ والحُلْو، وَشَرَابٌ مُزٌّ بَيْنَ الحُلْو وَالْحَامِضِ. والمُزُّ والمُزَّةُ والمُزَّاءُ: الْخَمْرُ اللَّذِيذَةُ الطَّعْمِ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِلَذْعِهَا اللِّسَانَ، وَقِيلَ: اللَّذِيذَةُ المَقْطَع؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. قَالَ الْفَارِسِىُّ: المُزَّاءُ عَلَى تَحْوِيلِ التَّضْعِيفِ، والمُزَّاءُ اسْمٌ لَهَا، وَلَوْ كَانَ نَعْتًا لَقِيلَ مَزَّاءُ، بِالْفَتْحِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَهل الشَّامِ يَقُولُونَ هَذِهِ خَمْرَةٌ مُزَّةٌ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: المُزَّةُ والمُزَّاءُ الْخَمْرُ الَّتِي تَلْذَعُ اللِّسَانَ وَلَيْسَتْ بِالْحَامِضَةِ؛ قَالَ الأَخطل يَعِيبُ قَوْمًا:

بِئْسَ الصُّحاةُ وبِئْسَ الشَّرْبُ شَرْبُهُمُ

إِذا جَرَتْ فيهمُ المُزَّاءُ والسَّكَرُ

وَقَالَ ابْنُ عُرْسٍ فِي جُنَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُزِّي:

لَا تَحْسَبَنَّ الحَرْبَ نَوْمَ الضُّحَى

وشُرْبَك المُزَّاءَ بالبَارِدِ

فَلَمَّا بَلَغَهُ ذَلِكَ قَالَ: كَذَبَ عليَّ وَاللَّهِ مَا شَرِبْتُهَا قَطُّ؛ المُزَّاءُ: مِنْ أَسماء الْخَمْرِ يَكُونُ فُعَّالًا مِنَ المَزِيَّةِ وَهِيَ الْفَضِيلَةُ، تَكُونُ مِنْ أَمْزَيْتُ فُلَانًا عَلَى فُلَانٍ أَي فَضَّلْتُهُ. أَبو عُبَيْدٍ: المُزَّاءُ ضَرْبٌ مِنَ الشَّرَابِ يُسكر، بِالضَّمِّ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهِيَ فُعَلاءُ، بِفَتْحِ الْعَيْنِ، فأَدغم لأَن فُعْلاءَ لَيْسَ مِنْ أَبنيتهم. وَيُقَالُ: هُوَ فُعَّال مِنَ الْمَهْمُوزِ؛ قَالَ: وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ لأَن الِاشْتِقَاقَ لَيْسَ يَدُلُّ عَلَى الْهَمْزِ كَمَا دَلَّ فِي القُرَّاء والسُّلَّاء؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ، وَهُوَ فُعَلاءُ فأَدغم، قَالَ: هَذَا سَهْوٌ لأَنه لَوْ كَانَتِ الْهَمْزَةُ للتأْنيث لَامْتَنَعَ الِاسْمُ مِنَ الصَّرْفِ عِنْدَ الإِدغام كَمَا امْتَنَعَ قَبْلَ الإِدغام، وإِنما مُزَّاءٌ فُعْلاءٌ مِنَ المزِّ، وَهُوَ الْفَضْلُ: وَالْهَمْزُ فِيهِ للإِلحاق، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ قُوباءٍ فِي كَوْنِهِ عَلَى وَزْنِ فُعْلاءٍ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مُزَّاء فُعَّالًا مِنَ المَزِيَّةِ، وَالْمَعْنَى فِيهِمَا وَاحِدِ، لأَنه يُقَالُ: هُوَ أَمْزَى مِنْهُ وأَمَزُّ مِنْهُ أَي أَفضل. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَخشى أَن تَكُونَ المُزَّاءَ الَّتِي نَهَيْتُ عَنْهَا عبدَ القَيْس

، وَهِيَ فُعْلاءٌ مِنَ المَزازَة أَو فُعَّالٌ مِنَ المَزِّ الفَضْلِ. وَفِي حَدِيثِ

أَنس، رضي الله عنه: أَلا إِنَّ المُزَّاتِ حرامٌ

، يَعْنِي الْخُمُورَ، وَهِيَ جَمْعُ مُزَّةٍ الخَمْر الَّتِي فِيهَا حُمُوضَةٌ، وَيُقَالُ لَهَا المُزَّاءُ، بِالْمَدِّ أَيضاً، وَقِيلَ: هِيَ مِنْ خِلْطِ البُسْرِ والتَّمْرِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: المُزَّةُ الْخَمْرَةُ الَّتِي فِيهَا مَزَازَةٌ، وَهُوَ طَعْمٌ بَيْنَ الْحَلَاوَةِ وَالْحُمُوضَةِ؛ وأَنشد:

مُزَّة قَبْلَ مَزْجِها، فإِذا مَا

مُزِجَتْ، لَذَّ طَعْمُها مَنْ يَذُوقُ

وَحَكَى أَبو زَيْدٍ عَنِ الْكِلَابِيِّينَ: شَرابكم مُزٌّ وَقَدْ مَزَّ

ص: 409

شَرَابُكُمْ أَقبح المَزازَة والمُزُوزَة، وَذَلِكَ إِذا اشْتَدَّتْ حُمُوضَتُهُ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: المَزَّة، بِفَتْحِ الْمِيمِ، الْخَمْرُ، وأَنشد للأَعشى:

نازَعْتهم قُضُبَ الرَّيْحانِ مُتَّكِئاً

وقَهْوَةً مُزَّةً، راوُوقُها خَضِلُ

قَالَ: وَلَا يُقَالُ مِزَّةٌ، بِالْكَسْرِ؛ وَقَالَ حَسَّانُ:

كأَنَّ فَاهَا قَهْوَةٌ مَزَّةٌ

حَدِيثةُ العَهْدِ بِفَضِّ الخِتام

الْجَوْهَرِيُّ: المُزَّة الْخَمْرُ الَّتِي فِيهَا طَعْمُ حُمُوضَةٍ وَلَا خَيْرَ فِيهَا. أَبو عَمْرٍو: التَّمَزُّزُ شُرْبُ الشَّرَابِ قَلِيلًا قَلِيلًا، وَهُوَ أَقل مِنَ التَّمَزُّرِ، وَقِيلَ هُوَ مِثْلُهُ. وَفِي حَدِيثِ

أَبي الْعَالِيَةِ: اشْرَبِ النبيذَ وَلَا تُمَزِّزْ هَكَذَا

، رُوِيَ مَرَّةً بِزَايَيْنِ، وَمَرَّةً بِزَايٍ وَرَاءٍ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. ومَزَّه يَمُزُّه مَزًّا أَي مَصَّه. والمَزَّة: الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

لَا تُحَرِّمُ المَزّةُ وَلَا المَزَّتانِ

، يَعْنِي فِي الرَّضاع. والتَّمَزُّزُ: أَكلُ المُزِّ وشُرْبُه. والمَزَّةُ: المَصَّةُ مِنْهُ. والمَزَّةُ: مِثْلُ الْمَصَّةِ مِنَ الرَّضَاعِ. وَرُوِيَ عن طاووس أَنه قَالَ: المَزَّة الْوَاحِدَةُ تُحَرِّمُ. وَفِي حَدِيثِ

الْمُغِيرَةِ: فَتُرْضِعُها جارتُها المَزّةَ والمَزَّتَيْنِ

أَي المصَّة وَالْمَصَّتَيْنِ. وتَمَزَّزْتُ الشيءَ: تَمَصَّصْتُهُ. والمَزْمَزَةُ والبَزْبَزَةُ: التَّحْرِيكُ الشَّدِيدُ. وَقَدْ مَزْمَزَه إِذا حَرَّكَهُ وأَقبل بِهِ وأَدبر؛ وَقَالَ ابْنِ مَسْعُودٍ، رضي الله عنه، فِي سَكْرَانٍ أُتيَ بِهِ: تَرْتِرُوه ومَزْمِزُوهُ أَي حَرِّكُوهُ لِيُسْتَنْكَهَ، ومَزْمِزُوه هُوَ أَن يحرَّك تَحْرِيكًا عَنِيفًا لَعَلَّهُ يُفِيقُ مِنْ سُكره ويَصْحُو. ومَزْمَزَ إِذا تَعْتَعَ إِنساناً.

مضز: نَاقَةٌ مَضُوزٌ: مُسِنَّة كضَمُوزِ.

مطز: المَطْزُ: كِنَايَةٌ عَنِ النِّكَاحِ كَالْمَصْدَرِ، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَيْسَ بثبت.

معز: الماعِزُ: ذُو الشَّعَر مِنَ الْغَنَمِ خِلَافُ الضأْن، وَهُوَ اسْمُ جِنْسٍ، وَهِيَ العَنْزُ، والأُنثى ماعِزَةٌ ومِعْزاة، وَالْجَمْعُ مَعْزٌ ومَعَزٌ ومَواعِزُ ومَعِيزٌ، مِثْلَ الضَّئِين، ومِعازٌ؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ:

فَصَلَّيْنا بِهِمْ وسَعَى سِوانا

إِلى البَقَرِ المُسَيَّبِ والمِعازِ

وَكَذَلِكَ أُمْعُوزٌ ومِعْزَى؛ ومِعْزَى: أَلفه مُلْحِقَةٌ لَهُ بِبِنَاءٍ هِجْرَعٍ وَكُلُّ ذَلِكَ اسْمٌ لِلْجَمْعِ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: سأَلت يُونُسَ عَنْ مِعْزَى فِيمَنْ نوَّن، فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَن مِنَ الْعَرَبِ مَنْ لَا ينوِّن؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مِعْزَى تُصْرَفُ إِذا شُبِّهَتْ بِمِفْعَل وَهِيَ فِعْلَى، وَلَا تُصْرَفُ إِذا حُمِلَتْ عَلَى فِعْلَى وَهُوَ الْوَجْهُ عِنْدَهُ، قَالَ: وَكَذَلِكَ فِعْلَى لَا يُصْرَفُ؛ قَالَ:

أَغارَ عَلَى مِعْزايَ، لَمْ يَدْرِ أَنني

وصَفْراءَ مِنْهَا عَبْلَةَ الصَّفَواتِ

أَراد لَمْ يَدْرِ أَنني مَعَ صَفْرَاءَ، وَهَذَا مِنْ بَابِ: كلُّ رجلٍ وضَيْعَتُه، وأَنت وشَأْنُكَ؛ كَمَا قِيلَ لِلْمُحَمَّرَةِ «2» مِنْهَا عَاتِكَةٌ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: مَعْزًى مُنَوَّنٌ مَصْرُوفٌ لأَن الأَلف للإِلحاق لَا للتأْنيث، وَهُوَ مُلْحَقٌ بِدِرْهَمٍ عَلَى فِعْلَلٍ لأَن الأَلف المُلْحِقَةَ تَجْرِي مَجْرَى مَا هُوَ من نفس الكلم، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُمْ مُعَيْزٍ وأُرَيْطٍ فِي تَصْغِيرِ مِعْزًى وأَرْطًى فِي قَوْلِ مَنْ نوَّن فَكَسَرَ، وأَما بَعْدَ يَاءِ التَّصْغِيرِ كَمَا قَالُوا دُرَيْهِم، وَلَوْ كَانَتْ

(2). قوله [كما قيل للمحمرة إلخ] كذا بالأصل ولعل قبل كما سقطاً

ص: 410

للتأْنيث لَمْ يَقْلِبُوا الأَلف يَاءً كَمَا لَمْ يُقَلِّبُوهَا فِي تَصْغِيرِ حُبْلَى وأُخرى. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: المَعْزَى مؤَنثة وَبَعْضُهُمْ ذَكَرَهَا. وَحَكَى أَبو عُبَيْدٍ: أَن الذِّفْرى أَكثر الْعَرَبِ لَا ينوِّنها وَبَعْضُهُمْ يُنَوِّنُ، قَالَ: وَالْمِعْزَى كُلُّهُمْ ينوِّنونها فِي النَّكِرَةِ. قَالَ الأَزهري: الْمِيمُ فِي مِعْزًى أَصلية، وَمَنْ صَرَفَ دُنْيَا شَبَّهَهَا بِفُعْلَلٍ، والأَصل أَن لَا تُصْرَفَ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: لَا آتِيكَ مِعْزَى الفِرْزِ أَي أَبداً؛ موضعُ مِعْزَى الفِرْزِ نَصْبٌ عَلَى الظَّرْفِ، وأَقامه مَقَامَ الدَّهْرِ، وَهَذَا مِنْهُمُ اتِّسَاعٌ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَالَ أَبو طِيبَةَ إِنما يُذْكَرُ مِعْزَى الفِرْزِ بالفُرْقَةِ، فَيُقَالُ: لَا يَجْتَمِعُ ذَاكَ حَتَّى تَجْتَمِعَ مِعْزَى الفِرْزِ، وَقَالَ: الفِرْزُ رَجُلٌ كَانَ لَهُ بنونَ يَرْعَوْنَ مِعْزاه فَتَواكَلُوا يَوْمًا أَي أَبَوْا أَن يُسَرِّحوها، قَالَ: فَسَاقَهَا فأَخرجها ثُمَّ قَالَ: هِيَ النُّهَيْبَى والنُّهَيْبَى أَي لَا يَحِلُّ لأَحد أَن يأْخذ مِنْهَا أَكثر مِنْ وَاحِدَةٍ. والماعِزُ: جِلْدُ المَعَزِ؛ قَالَ: الشَّمَّاخُ:

وبُرْدانِ مِنْ خالٍ، وسَبْعُونَ دِرْهَماً

عَلَى ذاكَ مَقْرُوظٌ، مِنَ القَدِّ، ماعِزُ

قَوْلُهُ عَلَى ذَاكَ أَي مَعَ ذَاكَ. والمَعَّازُ: صَاحِبُ مِعْزًى؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الفقْعسي يَصِفُ إِبلًا بِكَثْرَةِ اللَّبَنِ وَيُفَضِّلُهَا عَلَى الْغَنَمِ فِي شِدَّةِ الزَّمَانِ:

يَكِلْنَ كَيْلًا لَيْسَ بالمَمْحُوقِ

إِذْ رَضِيَ المَعَّازُ باللَّعُوقِ

قَالَ الأَصمعي: قُلْتُ لأَبي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ: مِعْزَى مِنَ المَعَزِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: وذِفْرَى مِنَ الذَّفَرِ فَقَالَ: نَعَمْ. وأَمْعَزَ القومُ: كَثُرَ مَعَزُهم. والأُمْعُوزُ: جَمَاعَةُ التُّيُوس مِنَ الظِّبَاءِ خَاصَّةً، وَقِيلَ: الأُمْعُوزُ الثَّلَاثُونَ مِنَ الظِّبَاءِ إِلى مَا بَلَغَتْ، وَقِيلَ: هُوَ الْقَطِيعُ مِنْهَا، وَقِيلَ: هُوَ مَا بَيْنَ الثَّلَاثِينَ إِلى الأَربعين، وَقِيلَ: هِيَ الْجَمَاعَةُ مِنْ الأَوعال، وَقَالَ الأَزهري: الأُمْعُوز جَمَاعَةُ الثَّياتِلِ مِنَ الأَوْعال، والماعِزُ مِنَ الظِّبَاءِ خِلَافَ الضَّائِنِ لأَنهما نَوْعَانِ. والأَمْعَزُ والمَعْزاءُ: الأَرض الحَزْنَةُ الغليظةُ ذَاتُ الْحِجَارَةِ، وَالْجَمْعِ الأَماعِزُ والمُعْزُ، فَمَنْ قَالَ أَماعِزُ فلأَنه قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الِاسْمُ، وَمَنْ قَالَ مُعْزٌ فَعَلَى تَوَهُّمِ الصِّفَةِ؛ قَالَ طَرَفَةُ:

جَمادٌ بِهَا البَسْباسُ يُرْهِصُ مُعْزُها

بَناتِ المَخاضِ، والصَّلاقِمَةَ الحُمْرا

والمَعْزاءُ كالأَمْعَزِ، وَجَمْعُهَا مَعْزاواتٌ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي الْمُصَنَّفِ: الأَمْعَزُ والمَعْزاءُ الْمَكَانُ الْكَثِيرُ الحَصَى الصُّلْبُ، حَكَى ذَلِكَ فِي بَابِ الأَرض الْغَلِيظَةِ، وَقَالَ فِي بَابِ فَعْلاء: المَعْزاء الْحَصَى الصِّغَارُ، فَعَبَّرَ عَنِ الْوَاحِدِ الَّذِي هُوَ المَعْزاء بِالْحَصَى الَّذِي هُوَ الْجَمْعُ؛ وأَرض مَعْزاء بَيِّنَةُ المَعَزِ. وأَمْعَزَ القومُ: صَارُوا فِي الأَمْعَزِ. وَقَالَ الأَصمعي: عِظامُ الرملِ ضَوائنُه ولِطافُه مَواعِزُه. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: المَعْزاءُ الصَّحْرَاءُ فِيهَا إِشراف وَغِلَظٌ، وَهُوَ طِينٌ وَحَصًى مُخْتَلِطَانِ، غَيْرَ أَنها أَرض صُلْبَةٌ غَلِيظَةُ المَوْطِئِ وإِشرافها قَلِيلٌ لَئِيمٌ، تَقُودُ أَدنى مِنَ الدَّعْوَة، وَهِيَ مَعِزَةٌ مِنَ النَّبَاتِ. والمَعَزُ: الصَّلابَةُ مِنَ الأَرض. وَرَجُلٌ مَعِزٌ وماعِزٌ ومُسْتَمْعِزٌ: جادٌّ فِي أَمره. وَرَجُلٌ ماعِزٌ ومَعِزٌ: مَعْصُوبٌ شَدِيدٌ الخَلْقِ. وَمَا أَمْعَزَه مِنْ رَجُلٍ أَي مَا أَشَدَّه وأَصلبه؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: الرَّجُلُ الماعِزُ الشَّدِيدُ عَصْبِ الخَلْقِ. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ، رضي الله عنه: تَمَعْزَزُوا واخْشَوْشِنُوا

؛ هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ،

ص: 411

أَي كُونُوا أَشِدَّاء صُبُراً، مِنَ المَعَزِ وَهُوَ الشِّدَّةُ، وإِن جُعِلَ مِنَ العِزِّ، كَانَتِ الْمِيمُ زَائِدَةً مِثْلَهَا فِي تَمَدْرَعَ وتَمَسْكَنَ. قَالَ الأَزهري: رَجُلٌ ماعِزٌ إِذا كَانَ حَازِمًا مَانِعًا مَا وَرَاءَهُ شَهْماً، وَرَجُلٌ ضائِنٌ إِذا كَانَ ضَعِيفًا أَحمق، وَقِيلَ ضَائِنٌ كَثِيرُ اللَّحْمِ. ابْنُ الأَعرابي: المَعْزِيُّ الْبَخِيلُ الَّذِي يَجْمَعُ وَيَمْنَعُ، وَمَا أَمْعَزَ رأْيه إِذا كَانَ صُلْبَ الرأْي. وماعِزٌ: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ:

وَيحَكَ يَا عَلْقَمَةُ بنَ ماعِزِ

هَلْ لكَ فِي اللَّواقِحِ الحَرائِزِ؟

وأَبو ماعِزٍ: كُنْيَةُ رَجُلٍ. وبنو ماعِزٍ: بطن.

ملز: مَلَزَ الشيءُ عَنِّي مَلْزاً وامَّلَزَ ومَلَّزَ: ذَهَبَ. وتَمَلَّزَ مِنَ الأَمر تَمَلُّزاً وتَمَلَّسَ تَمَلُّساً: خَرَجَ مِنْهُ. وامَّلَزَ مِنَ الأَمر وامَّلَسَ إِذا انْفَلَتَ. وَقَدْ مَلَّزْتُه ومَلَّسْتُه إِذا فَعَلْتَ بِهِ ذَلِكَ تَمْلِيزاً فَتَمَلَّز. وَمَا كِدْتُ أَتَمَلَّصُ مِنْ فُلَانٍ وَلَا أَتَمَلَّزُ مِنْهُ أَي أَتَخَلَّص.

موز: اللَّيْثُ: إِذا أَراد الرَّجُلُ أَن يَضْرِبَ عُنُقَ آخَرَ فَيَقُولُ: أَخْرِجْ رأْسَك، فَقَدْ أَخطأَ، حَتَّى يَقُولَ مازِ رأْسك، أَو يَقُولَ: مازِ وَيَسْكُتُ، مَعْنَاهُ مُدَّ رأْسك؛ قَالَ الأَزهري: لَا أَعرف مازِ رأْسك بِهَذَا الْمَعْنَى إِلَّا أَن يَكُونَ بِمَعْنَى مايِزْ فأَخر الْيَاءَ فَقَالَ: مازِ، وَسَقَطَتِ الْيَاءُ في الأَمر «1». والمَوْزُ: معروف، الواحدة مَوْزَةٌ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: المَوْزة تَنْبُتُ نباتَ البَرْدِيِّ وَلَهَا وَرَقَةٌ طَوِيلَةٌ عَرِيضَةٌ تَكُونُ ثَلَاثَةَ أَذرع فِي ذِرَاعَيْنِ وَتَرْتَفِعُ قَامَةً، وَلَا تَزَالُ فِرَاخُهَا تُنْبِتُ حَوْلَهَا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا أَصغر مِنْ صَاحِبِهِ، فإِذا أَجْرَتْ قَطَعَتِ الأُم مِنْ أَصلها وأَطْلَعَ فَرْخُها الَّذِي كَانَ لَحِقَ بِهَا فَيَصِيرُ أُمًّا، وَتَبْقَى الْبَوَاقِي فِراخاً وَلَا تَزَالُ هَكَذَا، وَلِذَلِكَ قَالَ أَشْعَبُ لِابْنِهِ فِيمَا رَوَاهُ الأَصمعي: لِمَ لَا تَكُونُ مِثْلِي؟ فَقَالَ: مَثَلي كَمَثَلِ المَوْزَةِ لَا تَصْلُحُ حَتَّى تَمُوتَ أُمها؛ وَبَائِعُهُ: مَوَّازٌ.

ميز: المَيْزُ: التَّمْيِيزُ بَيْنَ الأَشياء. تَقُولُ: مِزْتُ بَعْضَهُ مِنْ بَعْضٍ فأَنا أَمِيزُه مَيْزاً، وَقَدْ أَمازَ بعضَه مِنْ بَعْضٍ، ومِزْتُ الشيءَ أَمِيزُه مَيْزاً: عَزَلْتُهُ وفَرَزْتُه، وَكَذَلِكَ مَيَّزْتُه تَمْيِيزًا فانْمازَ. ابْنُ سِيدَهْ: مازَ الشيءَ مَيْزاً ومِيزَةً ومَيَّزَهُ: فَصَلَ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ

، قُرِئَ: يَمِيزَ مِنْ مازَ يَمِيزُ، وَقُرِئَ:

يُمَيِّزُ

مِنْ مَيَّزَ يُمَيِّزُ، وَقَدْ تَمَيَّزَ وامَّازَ واسْتَمازَ كُلُّهُ بِمَعْنًى، إِلَّا أَنهم إِذا قَالُوا مِزْتُه فَلَمْ يَنْمَزْ لَمْ يَتَكَلَّمُوا بِهِمَا جَمِيعًا إِلا عَلَى هَاتَيْنِ الصِّيغَتَيْنِ، كَمَا أَنهم إِذا قَالُوا زِلْتُه فَلَمْ يَنْزَلْ لَمْ يَتَكَلَّمُوا بِهِ إِلا عَلَى هَاتَيْنِ الصِّيغَتَيْنِ لَا يَقُولُونَ مَيَّزْته فَلَمْ يَتَمَيَّزْ وَلَا زَيَّلْتُه فَلَمْ يَتَزَيَّلْ؛ وَهَذَا قَوْلُ اللِّحْيَانِيِّ. وتَمَيَّزَ القومُ وامْتازوا: صَارُوا فِي نَاحِيَةٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ

؛ أَي تَمَيَّزوا، وَقِيلَ: أَي انْفَرِدُوا عَنِ الْمُؤْمِنِينَ. واسْتَمازَ عَنِ الشَّيْءِ: تَبَاعَدَ مِنْهُ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ

إِبراهيم النَّخَعِيِّ: اسْتَمازَ رجلٌ عَنْ رَجُلٍ بِهِ بَلاءٌ فابْتُلِيَ بِهِ

أَي انْفَصَلَ عَنْهُ وَتَبَاعَدَ، وَهُوَ اسْتَفْعَلَ مِنَ المَيْزِ. ابْنُ الأَعرابي: مازَ الرجلُ إِذا انْتَقَلَ مِنْ مَكَانٍ إِلى مَكَانٍ. وَيُقَالُ: امْتاز القومُ إِذا تنحَّى عِصابَةٌ مِنْهُمْ نَاحِيَةً، وَكَذَلِكَ اسْتَمازَ،

(1). زاد في القاموس ابن الأَعرابي: أصله أن رجلًا أراد قتل رجل اسمه مازن، فقال: ماز رأسك والسيف، ترخيم مازن، فصار مستعملًا وتكلمت به الفصحاء

ص: 412