الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولعب ولهو فيصبحوا قردة وخنازير باستحلالهم المحارم، واتخاذهم القينات، وشربهم الخمر، وأكلهم الربا، ولبسهم الحرير (1)» رواه عبد الله بن الإمام أحمد في الزوائد، وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم قال:«يبيت قوم من هذه الأمة على طعم وشرب ولهو ولعب، فيصبحوا قد مسخوا قردة وخنازير، وليصيبنهم خسف وقذف حتى يصبح الناس فيقولون خسف الليلة ببني فلان، وخسف الليلة بدار فلان، ولترسلن عليهم حجارة من السماء كما أرسلت على قوم لوط على قبائل فيها، وعلى دور، ولترسلن عليهم الريح العقيم التي أهلكت عادا على قبائل وعلى دور، بشربهم الخمر ولبسهم الحرير واتخاذهم القينات وأكلهم الربا، وقطيعة الرحم (2)» ، وخصلة نسيها جعفر، رواه أحمد مختصرا واللفظ له، والأحاديث في هذا الباب كثيرة، وكتب الحديث والفقه والتفسير وغيرها مليئة بالنقول عن كبار العلماء؛ من الصحابة والتابعين وأئمة المذاهب وغيرهم لا نريد الإطالة بذكرها وفي هذا القدر كفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
(1) مسند أحمد بن حنبل (5/ 329).
(2)
مسند أحمد بن حنبل (5/ 259).
ما جناه الاستعمار الأوروبي على المسلمين:
ولذلك فقد ظل المسلمون متمسكين بتعاليم دينهم، مبتعدين عن التعامل بالربا، إلى أن ابتلوا بالانتكاسات المتتالية، ودخلت أكثر بلدانهم تحت الاستعمار الأوربي، باستثناء السعودية والجزء الشمالي من اليمن، فنقلت إليهم تلك الدول المستعمرة
النظام البنكي المعتمد على الفوائد الربوية، فدب شيئا فشيئا، حتى سمحت التقنينات المدنية في الدول الإسلامية والعربية بتقاضي فوائد يحددها قانون كل نظام بنسب معينة، إلى أن أصبح التعامل به مستساغا، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وصار الفرد المسلم مكبلا بتلك النظم والتقنينات يرزح تحت نير البنوك الربوية مغلوبا على أمره لا يجد منها مخلصا، وحيث إن لا مناص للأمة من ذلك إلا بتظافر الجهود من علماء المسلمين وقادتهم ومفكريهم وأهل الحل والعقد فيهم للعمل على تحرير اقتصادهم والعودة بها إلى تحكيم شرع الله في الدقيق والجليل من أمرها، وتطهير بنوكها ومصارفها من الربا، وبحمد الله تعالى فإن المجالات واسعة لتنمية أمواله اواستثمارها عن طريق المضاربات والمشاركات والعقود السليمة من الربا، إذا صحت النية، وصدقت العزيمة، وقد برزت في الأونة الأخيرة بنوك إسلامية، وصارت الأنظار مشرئبة إليها نسأل الله لها وللقائمين عليها التوفيق والنجاح، ولا شك أن الرب الذي أحاط بكل شيء علما، ووسعه رحمة وحكما، لم يحرم شيئا إلا لخبثه وضرره وسوء عاقبته، ووجود البديل الأفضل فيما أحله من الطيبات، قال سبحانه وتعالى:{وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} (1).
وها أنا سأحاول بفهمي القليل وعلمي الضئيل أن أبين الربا وأنواعه، وما يجري فيه من المعاملات حسب ما استنبطه أهل
(1) سورة البقرة الآية 275