المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ بيان خطأ من جعل جدة ميقاتا لحجاج الجو والبحر - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة - ابن باز - جـ ١٧

[ابن باز]

فهرس الكتاب

- ‌ حكم من جاوز الميقات دون إحرام

- ‌ حكم من تجاوز الميقات أكثر من مرة دون إحرام

- ‌ من قصد مكة لتجارةأو زيارة لأقاربه فليس عليه إحرام

- ‌ حكم التردد بين الطائف وجدة للعمل بلا إحرام لمن نوى الحج

- ‌ حكم من نوى العمرة لوالده ثم لنفسه قبل الميقات

- ‌ إحرام من هم دون المواقيت

- ‌ حكم من بدا له الحج والعمرة بعد تجاوز الميقات

- ‌ حكم الإحرام من الحرم الشريف

- ‌ ميقات الحجاج القادمين من أفريقيا

- ‌ بيان خطأ من جعل جدة ميقاتا لحجاج الجو والبحر

- ‌ إبطال دعوى من ادعىأن جدة ميقات لجميع الوافدينإلى مكة من طريقها للحج أو العمرة

- ‌ جدة ليست ميقاتا

- ‌ ميقات القادمين من السودان

- ‌ حكم من يقول للقادمين للحجأو العمرة اجلسوا في جدة ثلاثة أيام ثم أحرموا

- ‌تعقيب على فضيلة الشيخ عبد الله كنونحول تأخير الإحرام لأهل المغرب إلى جدة

- ‌ حكم من نسي وتجاوز الميقات

- ‌ حكم التلبية قبل الوصول للميقات احتياطا

- ‌ من لم يمر بميقات ولم يتمكن من تحريالمحاذاة يحرم إذا كان بينه وبين مكة مرحلتان

- ‌ حكم من ذهب إلى جدة وهو قاصد العمرة

- ‌ الإحرام في الطائرة

- ‌ما قرره مجلس المجمعالفقهي الإسلامي في حقمن أحرم قبل الميقات

- ‌ ليس عليك حرجفي إقامتك بجدة وأنت محرم

- ‌حكم إنشاء نية الإحرام من المنازل القريبة من الميقات

- ‌ حكم من قدم لعمل وأقام دون الميقات وهو ينوي الحج إذا تيسر له ذلك

- ‌ حكم من نوى الحج وهو يدرس في بلد خارج الميقات وأهله في جدة

- ‌باب الإحرام

- ‌ الحكم إذا وقع على الإحرام دم

- ‌ حكم من يحس بخروج شيء أثناء الإحرام

- ‌ يجوز للمرأة الإحرام في أي ثياب بشرط عدم الفتنة

- ‌ حكم استعمال الحبوب التي تمنع الدورة

- ‌ حكم من أحرمت بالعمرة وهي حائض أو نفساء

- ‌ المرأة النفساء تصوم وتصلي وتحج إذا طهرت قبل الأربعين

- ‌ الحائض والنفساء تقرأ الأدعية المكتوبة في مناسك الحج

- ‌ أداء صلاة الإحرام ليس شرطا لانعقاده

- ‌ اختلاف العلماء في استحباب ركعتي الإحرام

- ‌ الحائض لا تصلي ركعتي الإحرام ولا تمس المصحف

- ‌ النية محلها القلب

- ‌ حكم اشتراط نية الصبي

- ‌ الإشتراط إنما يقال عند عقد الإحرام

- ‌ الجهر بالنية يستحب عند الإحرام

- ‌ التلبية سنة مؤكدة ولا شيء على من ينساها

- ‌ حكم تأخير التلبية بعد الإحرام

- ‌ حكم من قال لبيك اللهم عمرة متمتعا بها إلى الحج وهو لا يريد إلا العمرة

- ‌ نوى الحج لنفسه ثم بدا له أن يغير النية لقريب له فهل له ذلك

- ‌ حكم من نسي اسم من حج عنها

- ‌ حكم من ضاعت نقوده وقد أحرم بالحج والعمرة ولم يستطع الهدي

- ‌ حكم الانتقال من الإفراد إلى القران

- ‌ التمتع أفضل لمن لم يسق الهدي

- ‌ يصح التمتع والقران من أهل مكة

- ‌ القول بنسخ الإفراد قول باطل

- ‌ حكم فسخ الإحرام

- ‌ المشروع لمن أحرم مفردا أن يجعله عمرة

- ‌ الأفضل لمن لم يسق الهدي أن يفسخ حجه إلى عمرة

- ‌ القران لا يفسخ إلى الإفراد

- ‌ حكم من نوىالتمتع ثم بدا له أن يحرم مفردا

- ‌ من أحرم قارنا وبعد الإحرام حل

- ‌ الإحرام بالتمتع له وقت محدود

- ‌ الفدية تلزم من تمتع بالعمرة إلى الحج

- ‌ حكم من أدى العمرة في آخر شهر شوال ثم عاد بنية الحج مفردا

- ‌ حكم تمتع من رجع إلى بلده

- ‌ لا بأس بخروج المتمتع إلى جدة وأمثالها ويبقى على تمتعه

- ‌ لا يسقط الهديعن المتمتع بالسفر إلى المدينة

- ‌باب محظورات الإحرام

- ‌ حكم من أخذ من شعره بعد الإحرام جاهلا

- ‌ حكم كد الشعر

- ‌ حكم سقوط الشعر من رأس المحرم

- ‌ حكم إزالة الجلد الجاف للمحرم

- ‌ ضابط تغطية الرأس للمحرم

- ‌ حكم استخدام الكمامات للمحرم

- ‌ تحديد المخيط من اللباس للمحرم

- ‌ يجوز خياط ثياب الإحرام إذا تمزقت

- ‌ حكم من وقف بعرفة بملابسه المخيطة

- ‌ حكم من سافر في مهمة عاجلة فخلع ملابس الإحرام بعد إحرامه

- ‌ لبس الحزام في الإحرام لا حرج فيه

- ‌ حكم لبس الساعة للمحرم

- ‌ حكم وضع الطيب على ملابس الإحرام

- ‌ حكم استعمال الصابون للمحرم

- ‌ حكم الجماع قبل التحلل الأول

- ‌ حكم الجماع قبل طواف الإفاضة

- ‌ حكم مزاولة العادة السرية في الحج

- ‌ حكم تغطيةالمرأة المحرمة لوجهها وكفيها

- ‌ الأفضل للمرأة أن تحرم فيشراب وليس لها الإحرام في قفازين

- ‌ المحاورات والجدالفي الحج تثير النزاع والعداوة

- ‌ احفظوا أوقاتكم عنكل ما يضر دينكم ويغضب ربكم

- ‌ على الحجاج تجنب افتراش الطرقات

- ‌ على الحجاج التقيدبالتعليمات التي تأمر بها الدولة

- ‌ القيام بالمسيراتفي موسم الحج في مكة المكرمةباسم البراءة من المشركين بدعة لا أصل لها

- ‌ منافع الحج

- ‌ حج المصر على المعصية

- ‌باب الفدية

- ‌ حكم من ترك الإحرام من الميقات

- ‌ حكم من أحرمت بالعمرة ثم جاءها الحيض وسافرت ولم تؤد العمرة

- ‌ فدية ترك بعض الواجبات

- ‌ من تحرك من عرفة قبل غروب الشمس فعليه دم مع التوبة إلى الله

- ‌ حكم إجزاء الفدية الواحدة لمن أخل بواجب أو فعل محظورا

- ‌ حكم من لم يطف طوافالإفاضة ورجع إلى بلاده وجامع أهله

- ‌باب صيد الحرم

- ‌ مضاعفة السيئة في مكة

- ‌ عرفة ليست من الحرم

- ‌ حكم قطع غرس بني آدم في الحرم

- ‌ حكم رعي الغنم في الحرم

- ‌ خصوصية حمام مكة والمدينة

- ‌ حكم قتل الجراد في الحرم

- ‌ حكم الفدية في الصيد بالقتل المتعمد

- ‌ حديث الصعب بن جثامة رضي الله عنهأنه أهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌باب دخول مكة

- ‌ السنة للمحرم الاضطباع في طواف القدوم

- ‌ حكم الرمل

- ‌ يجزئ الطواف والسعي عن الطفل وحامله

- ‌ الطواف من داخل حجر إسماعيل غير صحيح

- ‌ الطهارة شرط لصحة الطواف

- ‌ من قطع طوافه لحدث أو لحاجة هل يستأنفه أم يبني على ما مضى

- ‌ حكم طواف من خرج من جرحه دم

- ‌ حكم طواف من لامس امرأة أجنبية

- ‌ الدعاء في الطواف

- ‌ حكم الطواف وراء المقام أو وراء زمزم

- ‌ الإكثار من الطواف والصلاة

- ‌ حكم من شك هل أتم سبعة أشواط أم لا

- ‌ حكم دخول النساء إلى مكة من أجل الطواف وقت الزحام

- ‌ كل طواف يشرع بعده ركعتان

- ‌ ركعتا الطواف خلف المقام سنة وليست واجبة

- ‌ الشرب من ماء زمزم سنة

- ‌ صفة السعي

- ‌ حكم من نسي بعض أشواط السعي

- ‌ لا تشترط الموالاة بين أشواط السعي

- ‌ حكم من بدأ بالمروة في السعي

- ‌ يجب الحلق أو التقصير على الحاج وإن كان ينوي أن يضحي

- ‌باب صفة الحج والعمرة

- ‌ يوم التروية

- ‌ ما يفعله الحجاج يوم الثامن من ذي الحجة

- ‌ حكم ترك المبيت في منى ليلة التاسع من ذي الحجة

- ‌ مكان الإحرام للحاج يوم التروية

- ‌ السنة للحاج أن يحرم يوم الثامن من ذي الحجة قبل الظهر

- ‌ جمع وقصر الصلاة للحاج

- ‌ السنة الصحيحة المعلومة أن جميع الحجاج يقصرون في منى دون جمع

- ‌ يوم عرفة

- ‌ وقت توجه الحاج إلى عرفات والانصراف منها

- ‌ حكم الجمع والقصر يوم عرفة

- ‌ من فاته الوقوف بعرفة في النهار فله الوقوف بها في الليل

- ‌ حكم الوقوف خارج حدود عرفة

- ‌ حكم مغادرة عرفة قبل مغيب الشمس

- ‌ من أتى من بلده يوم عرفة يمكنه التمتع وهو أولى

- ‌ المتمتع إذا ضاق عليه الوقت كيف يكون تحلله من العمرة وإحرامه بالحج

- ‌ نمرة ليست من عرفة على الراجح من أقوال العلماء

- ‌ مكان وقوف الحاج عند جبل الرحمة

- ‌ حكم الوقوف بعرفة قبل التاسع بيوم أو بعده بيوم

- ‌ الدعاء الجماعي في عرفة لا أصل له والأحوط تركه

- ‌ وقت بدء الدعاء في عرفة

- ‌ المبيت بمزدلفة

- ‌ المبيت بمزدلفة واجب ومن تركه فعليه دم

- ‌ من صلى المغرب والعشاءبمزدلفة ثم انصرف لا يعتبر مؤديا للواجب

- ‌ الجمع والقصر في الحج

- ‌ السنة المحافظة على الوترفي الحضر والسفر وليلة مزدلفة

- ‌ يجوز الخروج من مزدلفة في النصف الأخير من الليل

- ‌ حكم المبيت خارج مزدلفة

- ‌ السنة أن يبقى الحاج في مزدلفة حتى يسفر

- ‌ الصبي إذا فاتهالمبيت في مزدلفة فعليه الهدي

- ‌ كيفية الوقوف عند المشعر الحرام

- ‌ المرور بمزدلفة دون المبيت لا يكفي

- ‌ رمي الجمار

- ‌ جمرة العقبة هي التي ترمى بسبع يوم العيد

- ‌ بداية رمي الجمار ونهايته وما يتعلق به

- ‌ حكم رجم جمرةالعقبة بعد منتصف ليلة العيد

- ‌ حكم رمي جمرة العقبةوالطواف قبل منتصف ليلة العيد

- ‌ حكم رمي الجمار إذا كان المرمى مملوءا

- ‌ الحكم فيمن رمى الشاخصدون التأكد من وقوع الجمرات في الحوض

- ‌ حكم الرمي بعد العصر

- ‌ ليس لقادر أن يوكل في رمي الجمرات

- ‌ الوكالة في الرميلا تجوز إلا من عذر شرعي

- ‌ الوكيل في الرمييرمي عن نفسه أولا إذا كان مفترضا

- ‌ حكم من شك فيسقوط الحصى في الحوض

- ‌ حكم الرميمن الحصى الذي حول الجمار

- ‌ العبر المستفادة من رمي الجمار

- ‌ الحلق أفضل من التقصير

- ‌ الأكمل تعميم شعر الرأس بالقص

- ‌ مكان الحلق والتقصير

- ‌ حكم التحلل بعد رمي جمرة العقبة

- ‌ طواف الإفاضة

- ‌ حكم من لم يكمل طواف الإفاضة

- ‌ حكم من رفض إحرامه بعد المبيت بمزدلفة

- ‌ حكم من شك في عدد الأشواط

- ‌ حكم طواف الإفاضة في يوم عرفة

- ‌ حكم لبس المخيط بعد رمي جمرة العقبة والحلق أو التقصير

- ‌ حكم الطواف على غير طهارة

- ‌ الحائض والنفساء يبقىعليهما طواف الحج حتى تطهرا

- ‌ النفساء تكمل الحج إذا طهرت قبل الأربعين

- ‌ حكم جمع طواف الإفاضة مع طواف الوداع

- ‌ من مات قبل طواف الإفاضة لا يطاف عنه

- ‌ السعي

- ‌ حكم السعي

- ‌ المفرد والقارن لا يلزمهما سعي آخر

- ‌ حكم تقديم سعي الحج على طواف الإفاضة

- ‌ السنة أن يكون الطواف أولا ثم السعي

- ‌ حكم من حج ولم يسع

- ‌ حكم الزيادة في السعي

- ‌ حكم الفصل بين الطواف والسعي بزمن طويل

- ‌ لا تشترط الموالاة بين أشواط السعي

- ‌ حكم من قصر ولبس ثيابه قبل إتمام السعي

- ‌ حكم من سافر ولم يكمل سعيه

- ‌ أعمال يوم النحر

- ‌ السنة ترتيب أعمال يوم النحر

- ‌ حكم من حلق قبل صلاة العيد

- ‌ حكم من لم يعمم الرأس بالتقصير

- ‌ حكم تقديم طواف الإفاضة والسعي قبل رمي جمرة العقبة

- ‌ إذا كان الحاج ساكنا في أدنى الحل فلا حرج في الذهاب إلى مسكنه قبل الطواف والسعي

- ‌ التحلل الأول والتحلل الثاني

- ‌ متى تحل المرأة لزوجها الحاج

- ‌ المبيت بمنى أيام التشريق

- ‌ حكم المبيت خارج منى أيام التشريق

- ‌ حكم ترك المبيت بمنى يومين أو ثلاثة

- ‌ حكم من ترك المبيت بمنى ليلة واحدة لمرض

- ‌ حكم من ترك المبيت بمنى لتعذر المكان

- ‌ حكم الجلوس نهارا خارج منى في يوم العيد وأيام التشريق

- ‌ رمي الجمار أيام التشريق

- ‌ حكم الرمي بالليل

- ‌ حكم من لم يرم اليوم الثاني عشر وهو ينوي التعجل

- ‌ من بقي في منى حتى أدركه الليل من الليلة الثالثة عشرة لزمه المبيت والرمي

- ‌ حكم من لم يستطع رمي الجمرات قبل غروب يوم الثالث عشر

- ‌ حكم الرمي قبل الزوال

- ‌ حكم تأخير رمي الجمار إلى آخر يوم ورميها دفعة واحدة

- ‌ حكم من رمى الجمار دون ترتيب جهلا

- ‌ حكم من رمى الشاخص

- ‌ من ترك الرمي فعليه دم

- ‌ التوكيل في الرمي لمن معها أطفال

- ‌ الحكمة من رمي الجمرات

- ‌ دعوة لعدم التعجل في رمي الجمرات

- ‌ المراد باليومين للمتعجل

- ‌ وقت النفر من منى

- ‌ طواف الوداع

- ‌ حكم طواف الوداع

- ‌ طواف الوداع خاص بالمسافر إلى أهله

- ‌ من ترك طوافالوداع فعليه دم مع التوبة والاستغفار

- ‌ حكم من سافر ولم يكمل طواف الوداع

- ‌ وداع الحائض والنفساء

- ‌ التأخر اليسير عن السفر بعد طواف الوداع يعفي عنه

- ‌ التأخر إلى ما بعدذي الحجة لا يؤثر على طواف الوداع

- ‌ صفة الزيارة

- ‌ ما يفعله الزائر للمدينة المنورة

- ‌ صفة السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ زيارة المسجد النبوي سنة

- ‌ زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌حكم تتبع آثار الأنبياء ليصلى فيها أو ليبنى عليها مساجد

- ‌ صفة العمرة

- ‌ أعمال مناسك العمرة

- ‌ أفضل زمان تؤدى فيه العمرة رمضان

- ‌ تكرار العمرة في رمضان

- ‌ عمرة الرسول صلى الله عليه وسلم في رجب

- ‌ حكم التقصير في العمرة

- ‌ حكم من لبس المخيط بعد ستة أشواط جهلا منه

- ‌ حكم من أحس بتعب قبل إكمال الطواف

- ‌ حكم من نسي الحلق أو التقصير في العمرة

- ‌ حكم أخذ حبوب منع نزول الدورة لمن أرادت العمرة

- ‌ حكم طواف الوداع في العمرة

الفصل: ‌ بيان خطأ من جعل جدة ميقاتا لحجاج الجو والبحر

11 -

‌ بيان خطأ من جعل جدة ميقاتا لحجاج الجو والبحر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أما بعد:

فقد اطلعت على ما كتب في التقويم القطري بإملاء فضيلة الشيخ عبد الله بن إبراهيم الأنصاري صفحة (95، 96) حول المواقيت للوافدين إلى مكة بنية الحج أو العمرة فألفيته قد أصاب في مواضع وأخطأ في مواضع خطأ كبيرا، فرأيت أن من النصح لله ولعباده التنبيه على المواضع التي أخطأ فيها راجيا بعد اطلاعه على ذلك توبته عما أخطأ فيه ورجوعه إلى الحق؛ لأن الرجوع إلى الحق شرف وفضيلة وهو خير من التمادي في الباطل بل هو واجب لا يجوز تركه؛ لأن الحق واجب الاتباع، فأقول:

أولا: ذكر وفقه الله في الفقرة الثالثة من كلمته ما نصه:

ص: 23

"القاصدون عن طريق الجو لأداء الحج والعمرة إذا كانت النية منهم الإقامة بجدة ولو يوما واحدا ينطبق عليهم حكم المقيمين بجدة والنازلين بها فلهم أن يحرموا من جدة " انتهى.

وهذا كلام باطل وخطأ ظاهر مخالف للأحاديث الصحيحة الواردة في المواقيت، ومخالف لكلام أهل العلم في هذا الباب، ومخالف لما ذكره هو نفسه في الفقرة الأولى من كلمته المشار إليها آنفا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقت المواقيت لمريدي الحج والعمرة من سائر الأمصار ولم يجعل جدة ميقاتا لمن توجه إلى مكة من سائر الأمصار والأقاليم وهذا يعم الوافدين إليها من طريق البر أو البحر أو الجو.

والقول بأن الوافد من طريق الجو لم يمر عليها قول باطل لا أساس له من الصحة؛ لأن الوافد من طريق الجو لا بد أن يمر قطعا بالمواقيت التي وقتها النبي صلى الله عليه وسلم أو على ما يسامتها فيلزمه الإحرام منها، وإذا اشتبه عليه ذلك لزمه أن يحرم في الموضع الذي يتيقن أنه محاذيها أو قبلها حتى لا يجاوزها بغير إحرام، ومن المعلوم أن الإحرام قبل المواقيت صحيح وإنما الخلاف في كراهته وعدمها، ومن أحرم قبلها احتياطا خوفا من مجاوزتها بغير إحرام فلا كراهة في حقه، أما تجاوزها بغير إحرام فهو محرم بالإجماع في حق كل مكلف أراد حجا أو عمرة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث

ص: 24

ابن عباس المتفق عليه لما وقت المواقيت: «هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن كان يريد الحج والعمرة (1) » . ولقوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمر المتفق عليه: «يهل أهل المدينة من ذي الحليفة ويهل أهل الشام من الجحفة وأهل نجد من قرن (2) » . وهذا اللفظ عند أهل العلم خبر بمعنى الأمر فلا تجوز مخالفته، وقد ورد في بعض الروايات بلفظ الأمر وذلك بلفظ " ليهل " والقول بأن من أراد الإقامة بجدة يوما أو ساعات من الوافدين إلى مكة من طريق جدة له حكم سكان جدة في جواز الإحرام منها قول لا أصل له ولا أعلم به قائلا من أهل العلم.

فالواجب على من يوقع عن الله ويفتي عباده في الأحكام الشرعية أن يتثبت فيما يقول وأن يتقي الله في ذلك؛ لأن القول على الله بغير علم خطره عظيم وعواقبه وخيمة. وقد جعل الله سبحانه القول عليه بلا علم في أعلى مراتب التحريم لقوله عز وجل: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} (3)

(1) رواه البخاري في (الحج) باب ميقات أهل المدينة برقم (1525) ، ومسلم في (الحج) باب مواقيت الحج والعمرة برقم (1182) .

(2)

رواه البخاري في (الحج) باب ميقات أهل المدينة برقم (1525) ، ومسلم في (الحج) باب مواقيت الحج والعمرة برقم (1182) .

(3)

سورة الأعراف الآية 33

ص: 25

وأخبر سبحانه في آية أخرى أن ذلك مما يأمر به الشيطان فقال سبحانه: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} (1){إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} (2) وعلى مقتضى هذا القول الباطل لو أراد من توجه من المدينة إلى مكة بنية الحج والعمرة أن يقيم بجدة ساعات جاز له أن يؤخر إحرامه إليها، وهكذا من توجه من نجد أو الطائف إلى مكة بنية الحج أو العمرة وأراد الإقامة في لزيمة أو الشرائع يوما أو ساعات جاز له أن يتجاوز قرنا غير محرم ويكون له حكم سكان لزيمة أو الشرائع. وهذا قول! لا يخفى بطلانه على من تأمل النصوص وكلام أهل العلم والله المستعان.

ثانيا: ذكر الشيخ عبد الله الأنصاري في الفقرة الخامسة ما نصه: "يجوز لمن يقصد أداء العمرة أن يتجه إلى التنعيم فيحرم منها حيث إنها الميقات الشرعي " انتهى. وهذه العبارة فيها إجمال وإطلاق فإن كان أراد بها سكان مكة والمقيمين بها فصحيح، ولكن يؤخذ عليه قوله:"إن التنعيم هو الميقات الشرعي " فليس الأمر كذلك بل الحل كله ميقات لأهل مكة والمقيمين بها فلو أحرموا من الجعرانة أو غيرهما من الحل فلا حرج وكانوا بذلك محرمين من ميقات شرعي وقد أمر النبي

(1) سورة البقرة الآية 168

(2)

سورة البقرة الآية 169

ص: 26

- صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن أبي بكر أن يخرج بعائشة إلى الحل لما أرادت العمرة، وكونها أحرمت من التنعيم لا يوجب ذلك أن يكون هو الميقات الشرعي وإنما يدل على الاستحباب كما قاله بعض أهل العلم؛ لأن في بعض الروايات من حديثها أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عبد الرحمن يعمرها من التنعيم وذلك - والله أعلم - لكونه أقرب الحل إلى مكة جمعا بين الروايات، أما إن أراد بهذه العبارة أن كل من أراد العمرة له أن يحرم من التنعيم ولو كان في جهة أخرى من الحل فليس بصحيح؛ لأن كل من كان في جهة من الجهات خارج الحرم ودون المواقيت فإن ميقاته من أهله للحج والعمرة جميعا لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عباس المتفق عليه -:«ومن كان دون ذلك - يعني دون المواقيت - فمهله من أهله» وفي لفظ «فمهله من حيث أنشأ» وقد أحرم النبي صلى الله عليه وسلم من الجعرانة عام الفتح لما فرغ من تقسيم غنائم حنين فلم يذهب إلى التنعيم، والله ولي التوفيق.

ثالثا: ذكر الشيخ عبد الله في الفقرة السادسة والسابعة ما نصه: " لا حجة لمن يقول بأن القاصد إلى جدة بالطائرة يمر بالميقات؛ لأنه لا يمر بأي ميقات من المواقيت بل هو هائم أو طائر في الجو ولم ينزل إلا بجدة " ونص الحديث: «ولمن مر بهن» ، ولا يعتبر من كان طائرا بالهواء بأنه مار بأي ميقات

ص: 27

انتهى كلامه. وهذا القول غير صحيح وقد مضى الرد عليه آنفا، وقد سبق الشيخ عبد الله الأنصاري إلى هذا الخطأ الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود في مقال وزعه زعم فيه أن الوافد من طريق الجو أو البحر إلى مكة لا يمر على المواقيت وزعم أن ميقاته جدة، وقد أخطأ في ذلك كما أخطأ الشيخ عبد الله الأنصاري فالله يغفر لهما جميعا، وقد كتب مجلس هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية ردا على الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود في زعمه أن جدة ميقات للوافدين إلى مكة من الحجاج والعمار من طريق الجو أو البحر ونشر الرد في وقته، وقد أصاب المجلس في ذلك وأدى واجب النصح لله ولعباده، ولا يزال الناس بخير ما بقي فيهم من ينكر الخطأ والمنكر ويبين الصواب والحق. وما أحسن ما قال الإمام مالك رحمه الله:"ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر " يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأسأل الله أن يغفر لنا جميعا وأن يمنحنا وسائر إخواننا إصابة الحق في القول والعمل والرجوع إلى الصواب إذا وضح دليله إنه خير مسئول.

رابعا: ذكر الشيخ عبد الله الأنصاري هداه الله في الفقرة الثامنة والتاسعة ما نصه: "على من يريد مواصلة سيره إلى مكة لأداء نسكه أن يجهز إحرامه من آخر مطار يقوم منه وينوي قبل جدة بمقدار عشرين دقيقة إذا كان قصده مواصلة السير

ص: 28

بدون توقف أو إقامة في جدة، أما الذي يقيم بجدة ولو لساعات يجوز له أن يحرم من جدة إن شاء الله وينطبق عليه حكم ساكن جدة " انتهى كلامه.

وقد سبق أن هذا التفصيل والتحديد لا أساس له من الصحة وأن الواجب على من أراد الحج أو العمرة من الوافدين إلى مكة من طريق الجو أو البحر الإحرام بالنسك الذي أرادوا من حج أو عمرة إذا حاذوا الميقات الذي في طريقهم أو سامتوه ولا يجوز لهم تأخير الإحرام ولو نووا الإقامة بها يوما أو ساعات فإن شكوا في المحاذاة لزمهم الإحرام من المكان الذي يتيقنون فيه احتياطا للواجب، وإنما الكراهة عند بعض أهل العلم في حق من أحرم قبل الميقات بدون عذر شرعي.

وأسأل الله أن يهدينا جميعا صراطه المستقيم، وأن يوفقنا وجميع علماء المسلمين لإصابة الحق في القول والعمل، وأن يعيذنا جميعا من القول عليه بلا علم إنه سميع قريب. ولواجب النصح للمسلمين جرى تحريره وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

ص: 29