الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يفهموها جيدا، وحتى يتذاكروا فيما قد يشكل منها فيما بينهم أو مع أساتذتهم؛ حتى لا تكون هناك شبهة، وإذا كانت عندهم فرصة بذلوا ما يستطيعون من المطالعة والمذاكرة والرجوع إلى أهل العلم وكتب الحديث وكتب التفسير؛ ليزدادوا علما في هذه الفرصة التي يجدون فيها أوقاتا للمطالعة والمراجعة، ثم المذاكرة بما قد يشكل أيضا؛ ليزداد المؤمن علما مع دراسته. المقصود حفظ الوقت ليلا ونهارا من العناية بالمواد الدراسية. والمواد المتعلقة بالقضاء أو بغير القضاء من مسائل الطلاق والنكاح وغيرها مما هو في حاجة ليخدمها ويعرفها.
س 5:
رجل ولي القضاء وهو قليل العلم هل يتهرب منه أم يلتزم به
؟
ج: إذا كان يعلم من نفسه العجز عن القضاء، فالواجب عليه أن يستقيل أو يعتذر ولا يورط نفسه فيما يضره، وهو أعلم بنفسه إذا كان يعلم من نفسه قلة العلم، وأنه لا يحسن أن يقضي بين الناس ليست أوهاما ولا ظنونا ولكنه شيء يفهمه ويعقله جيدا، هذا يلزمه أن يستقيل أو يعتذر، لئلا يقع في مهالك تضره وتضر غيره، لكن أخشى ما أخشاه أن يكون ذلك أوهاما أو
وساوس وتثبيطا من الشيطان، هذا هو الذي ينبغي الحذر منه.
س 6: ما يسلكه القاضي في عمله هل يلتزم الشدة أم ماذا يعمل؟
ج: القاضي يجب أن يكون حكيما يستعمل اللين في محله والشدة في محلها، ويكون الغالب عليه الرفق وحسن الخلق وعدم الشدة، إلا عند الحاجة قال تعالى:{وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} (1) فالظالمون ينتقل معهم من التي هي أحسن إلى الأشد، والقاعدة قوله تعالى:{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ} (2) وكما قال سبحانه: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} (3) فيجادلهم بالتي هي أحسن، إلا إن رأى من الخصم المجادل بعدا عن الحق ومغالطة، فلا مانع من زجره حينئذ بالقوة، وأن يحذره من مغبة عمله السيئ، وقد تكون الحاجة إلى ما هو أكبر من ذلك من سجن أو تأديب، أما ما دامت المسائل تعرض بالأسلوب الحسن والكلام الطيب والنصيحة فهذا هو المقدم.
(1) سورة العنكبوت الآية 46
(2)
سورة آل عمران الآية 159
(3)
سورة البقرة الآية 83