الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشبهة الثانية: نحن لا نملك النسخة الأصلية المكتوبة باللغة اليونانية
!
الردّ: وهل يملك النصارى نسخة واحدة لأيّ سفر من أسفارهم المقدسة الكثيرة، سواء في العهد القديم أو العهد الجديد؟
جاء في الموسوعة البريطانية ج 2 ص 519: " إنّ النسخ الأصلية (الإغريقية) لكتب العهد الجديد فنيت منذ مدة طويلة، (وفيما عدا بعض بقايا من صعيد مصر) فإنّ كلّ النسخ التي استخدمها المسيحيون في الفترة التي سبقت مجمع نيقية قد غشيها نفس المصير"!!!
بل.. ولا يمكن بأيّ حال الوصول إلى النص الأصلي.. قالت الموسوعة البريطانية ج 2 ص 521: " إنه أمل لا طائل من ورائه أن نتصور إمكانية الوصول إلى النص الأصلي، وذلك عن طريق ترتيب: النص الاسكندري، والنص الغربي القديم، والنص الشرقي القديم (البيزنطي) ، ثم قبول النص الذي يتفق عليه اثنان منهم ضدّ الآخر. "
الشبهة الثالثة: من أشهر المطاعن النصرانية في إنجيل برنابا شبهة سنة اليوبيل.
قال عوض سمعان في كتابه: " إنجيل برنابا في ضوء التاريخ والعقل والدين": " جاء في فصل 82: 18 و 83: 25 أن اليوبيل يقع كل مائة عام. مع أن اليوبيل كان يقع لغاية وجود المسيح على الأرض كل خمسين عام فقط (لاويين 25: 11) . أما جعل اليوبيل كل مائة عام، فكان بأمر البابا بونيفاس الثامن سنة 1300 م".
الردّ: أ- على فرض وجود خطإ النسخة المتاحة لإنجيل برنابا، فإننا نقول: لا
يستبعد أن يكون هذا النص محرّفا من الناسخ في القرن الرابع عشر، ظنا منه أنه يصلح خطأ في هذا الإنجيل، أو لتشابه كتابة" المئة" و" الخمسين" في اللغة الإيطالية!
إنّ أخطاء النساخ شائعة جدا في مخطوطات الأسفار النصرانية المقدسة، ومما يؤكد هذا الأمر ما جاء في نسخة العهد الجديد" بولس باسيم" ص 7: "
…
فإنّ نص العهد الجديد قد نسخ ثم نسخ طوال قرون كثيرة بيد نساخ صلاحهم للعمل متفاوت، وما من أحد منهم معصوم من مختلف الأخطاء التي تحول دون أن تتصف أية نسخة كانت مهما بذل فيها من جهد بالموافقة التامة للمثال الذي أخذت عنه، يضاف إلى ذلك إن بعض النساخ حاولوا أحيانا، عن حسن نية أن يصوبوا ما جاء في مثالهم وبدا لهم انه يحتوي أخطاء واضحة أو قلة في التعبير اللاهوتي، وهكذا أدخلوا إلى النص قراءات جديدة تكاد أن تكون كلها خطأ (
…
) ومن الواضح أنّ ما أدخله النساخ من التبديل على مر القرون تراكم بعضه على بعضه الآخر فكان النص الذي وصل آخر الأمر إلى عهد الطباعة مثقلا بمختلف ألوان التبديل ظهرت في عدد كبير من القراءات".
من الأخطاء الواردة في الكتاب المقدس التي يقرر كثير من المدافعين عن النصرانية أنها من فعل النساخ:
في إنجيل متى 23: 35: " من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن بركيا الذي قتلتموه بين المقدس والمذبح"، وفي هامش ص 7 من العهد الجديد" بولس باسيم" نقرأ التعليق آلاتي: " يرجح إن زكريا هذا هو الذي ورد خبره في سفر الأخبار الثاني 24: 21- 22 وهو آخر من ذكر خبر قتله، وأما زكريا بن بركيا فقد ذكر في
اشعياء 8: 2 وسفر زكريا 1: 1 ولربما حدث سهو في نسخ الأصول فكتب زكريا بن بركيا في حين إن الصواب هو زكريا بلا" بن بركيا. "
في سفر التكوين 46: 15 إن عدد أولاد يعقوب وبناته هو ثلاث وثلاثون في حين أن العدد الحقيقي حين عد الأسماء المذكورة في السفر هو أربع وثلاثون.
في سفر أخبار الأيام الثاني 28: 19: " لأنّ الرب ذلّ يهوذا بسبب آحاز ملك إسرائيل" وهو خطأ والصواب هو آحاز ملك يهوذا.
في نسخة الكتاب المقدس" اغناطيوس زيادة"، وفي قسم الحواشي عند تعليقه حول سفر إرمياء 26: 1 ما نصه: " ثم إن ما ورد في عنوان الفصل السابع والعشرين من أنه نزل في عهد يوياقيم صوابه أنه نزل في عهد صدقيا كما يتبين من بقية الفصل فذكر يوياقيم في العنوان من خطأ النساخ. "
ب- قرّر البحّاثة المسلم م. أ. يوسف، في مقدمة تعليقه على الترجمة الانجليزية لإنجيل برنابا، أنّ مترجما إنجيل برنابا إلى اللغة الانجليزية" راج" قد اعترفا بتقرير الكنيسة أنّ الاحتفال بسنة اليوبيل كلّ مئة سنة عادة قديمة مهملة، ولكنهما زعما عدم صحة ما قرّرته الكنيسة ذاتها!!
وأضاف، يوسف، أنّه بالعودة إلى التاريخ القديم لبني إسرائيل يتبين أنّ أول احتفال بسنة اليوبيل كان في السنة 54 لا الخمسين. وبيّن أنه يفهم من الموسوعة اليهودية =Encyclopedia Judica =أنّ آخر سنة يوبيل قبل ميلاد المسيح كانت سنة 36 أو 35 ق م، ولم يحتفل بسنة اليوبيل بعد ذلك إلا بعد قرن كامل..
وفي هذه الفترة عاش برنابا صاحب الإنجيل!!