الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البشارة في كتب الصابئة
جاء ذكر" الصابئة" في القرآن في ثلاث آيات:
" إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالنَّصارى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ"(سورة البقرة 62) .
" إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصارى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ"(سورة المائدة 69) .
" إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ"(الحج 17) .
وقد اختلفت كلمة علماء الإسلام في تحديد معتقد الصابئة وأصولهم، وأكثر الكتب على أنّهم عبدة الكواكب والأفلاك. وذهبت طائفة أنّهم من فرق النصارى، ولذلك أفتى الإمام أبو حنيفة بأخذ الجزية منهم وهو أيضا القول المعتمد في مذهب الحنابلة كما هو مذكور في" الموسوعة الفقهية الكويتية".
ذهب أكثر أهل العلم من المسلمين إلى أنّ" الصابئة" من الخروج من دين الآباء.
وقال البروفسور أوليري في the Arabes ==Greek Science ،How it passed to العلم اليوناني، وكيف وصل إلى العرب":" إنّ الصابئين الحقيقين كانوا في الجنوب العربي لا علاقة لحران بهم. إنّ المندائيين في جنوب العراق أصل معمدي الآباء المسيحيين الأوئل، والكتّاب الربانيين، الذين حصلوا على اسم"
المتعمّدين" من تطهّرهم المستمر، كانوا يسمّون بالآرامية ب" الصابئين"، من أصل الفعل" صبا الآرامي"، بمعنى يغطس ويتعمّد".
وذهب المستشرق" نولدكه" إلى" أنّ كلمة صابئة مشتقة من صبّ الماء، إشارة إلى اعتمادهم بالماء.
وقالت دراور في كتابها" الصابئة المندائيون" ص 9: " إنها مأخوذة من كلمة" صبا" المندائية، ومعناها الارتماس، والاغتسال بالماء الجاري".
ويتأيد قول نولدكه ودراور إذ علمنا أنّ فعل" صبا" الآرامي يعني الارتماس والاعتماد اللذين هما شعار المندائيين. والقوم يقولون في الأذان: " أنش صابي بمصبته"، أي: كلّ من يتعمد بالعمودية يسلم، كما يقولون في التعميد" صببنا بمصبته (أدبهرام ربه) " أي: تعمّدنا بعماد إبراهيم الكبير. ولديهم الكثير من العبارات التي تذكر" المصبتة" كثيرا في طقوسهم. فسمي القوم ب" الصابئة" من الأقوام المجاورين لهم لتميّزهم الواضح بشعيرة الاعتماد في الماء.
من الأسماء الأخرى للصابئة المندائيين، والتي أطلقت عليهم أو أطلقوها هم على أنفسهم:
النصورائيين" أي المتبحّرين أو العارفين بأسرار الحياة أو المراقبين.
" المغتسلة" لكثرة اغتسالهم بالماء (التعميد) .
" شلماني" من" شلم" أي المسالم.
" ابني نهورا" أي أبناء النور، وهي تسمية أطلقت عليهم في كتبهم الدينية.
يعتبر الصابئة المندائيين أنفسهم من الموحدين (قلت: توحيد الربوبية) وقد جاء في" دراشا" ما يلي: " ملعون ومخزي من لا يعرف ولا يعلم بأنّ ربنا هو ملك النور السامي، الواحد الأحد. "
والنظر في معتقد الصابئة اليوم وكتبهم المقدّسة يكشفان أنّ القوم هم أهل كتاب، قد وصل أجدادهم بحبل الوحي والهداية، ونشأ الأوّلون على نور من ربّهم وبيّنة من طريق الحقّ، قبل أن يخلف الأوائل نسل تنكّبوا طريق الحقّ وضيعوا التوحيد (بمعناه الشامل) الذي هو حقّ الله على العبيد.
يعتقد الصابئة أنّهم أتباع يحي عليه السلام، المعروف عند النصارى بيوحنا المعمدان، المعاصر لعيسى عليه السلام.
وقد جاء في كتاب" حران كويثا"، و" دراشة اديهيا" أنّ يوحنا كان نبيا وسولا. ويقصد الصابئون من كلمة" شليهة" أنّه جاء إلى الدنيا بأمر من الربّ بمهمة خاصة، لا بمعنى الرسول الذي يأتي بدين جديد.
وجاء في كتاب" كتره ربه": " وفي ذلك العهد يولد ابن اسمه يحي بن أبو صادا زكريا-، ويأتيه في شيخوخته، ويكون عمر أمه أنشوي مائة سنة، حينما تحمل به، وتلده في هرمها، وأمّا يحي، فسوف ينشأ في أورشليم، لأنّ الإيمان يكون في صدره، وسوف يطوف الأردن، ويعمد الناس مدة 42 سنة. "
والقوم يعتقدون أنّ المسيح قد حرّف دين يحي وأفسده، والعياذ بالله، فقد جاء في ديوان" حران كويثه" وصفا لعيسى عليه السلام: " قد حرّف كلمات النور، وأبدلها بالظلام، وغير دين أولئك الذين كانوا على ديني، وبدّل جميع الشعائر
(أبيداثا) ، وأقام هو وإخونه في جبل سيناء، ودعوا لأنفسهم جميع الناس، وجلبوهم لدينهم، وأطلقوا عليهم إسم كريستيانا. "
ويقول الصابئة في شأن حياة المعمدان: " ولد يحي يوحنا حوالي سنة 34- 36 قبل الميلاد (حسب التراث المندائي) وحوالي سنة قبل الميلاد (حسب التراث النصراني) . وذكر أيضا بأنّه ولد في سنة 6 أو 7 قبل الميلاد. وأنّ التقويم الصابئي المندائي المستعمل حاليا والذي يسمّى أيض بالتقويم اليحياوي (نسبة إلى يحي) يبدأ من مولد هذا النبي. مع العلم أنّ المندائيين يحتفلون بعيد ميلاده في 23 أيار) في عيد يسمّى" دهفة اد ديما"، ولو أنّ هنالك رأي لبعض رجال الدين المندائيين يقول بأنّ هذا اليوم ليس عيد مولده وإنما هو يوم تقبّله للصبغة الأولى (التعميد) ، فلذلك يسمّى هذا اليوم شعبيا عند المندائيين ب" عيد التعميد الذهبي" والذي يتقبّل خاصة الأطفال الصغار التعميد المندائي في هذا اليوم. "
أطلق اسم الصابئة على عدة فرق، ولكن يظهر أنّ" صابئة" القرآن، هم هؤلاء الذين يعظمون يحي عليه السلام، الذين يسمّون أنفسهم ب" المندائيين" أي العارفين بالله الحي. وهم اليوم أقلية تقدّر هي حجمها بقرابة مئة ألف مندائي وتوجد في العراق أساسا، وتذكر كتبهم المقدسة أنّ أسلافهم كانوا في فلسطين قبل أن يخرجوا منهم بعد الفتن التي حلّت بها. ويستعمل الصابئة اللغة الآرامية إلى اليوم وهي لغة أهل فلسطين في القرون الميلادية الأولى.
ومما يلاحظ أنّ هناك تشابها كبيرا بين الشعائر والأحكام الإسلامية ونظائرها عند الصابئة، كالوضوء قبل الصلاة، والطهارة من الجنابة، والصوم، ومفسدات الوضوء والصلاة، وتحريم الربا والمسكرات ولحم لخنزير والدم والغيبة والنميمة، وإباحة تعدد الزوجات
…
وقال عباس العقاد في كتابه" إبراهيم أبو الأنبياء" ص 108: " والمشهود عن الصابئة أنّهم يوقّرون الكعبة في مكة، ويعتقدون أنّها من بناء هرمس، أو إدريس عليه السلام. "
الصابئي لا يعرف من عقيدته إلا القليل، وفي هذا الشأن يقول الصابئي نعيم بدوي في كتاب" الصابئون المندائيون" ص ص 4- 5:" إنّ رجال الدين الصابئي لا يعاونوننا، لأنهم لا يقرون علنية الدين، فذلك يتعارض وباطنيته، إضافة إلى أنّ الدين ليس تبشيريا.. يضاف إلى ذلك أنّ المثقفين من أبناء هذه الطائفة عموما، تنقصهم معرفة لغة الكتب الصابئية، فهي كتب مدونة باللغة المندائية".
أهم الكتب المقدسة عند الصابئة هي:
كتاب" كتره ربة": أي" الكتر العظيم"، ويقال له" سدرا- آدم" أي صحف آدم، وقد يكتفون بقولهم" السدرة". وتنحصر مباحث هذا الكتاب بذكر بدء الخليقة والتطورات التي حدثت للبشر.
صدرت ترجمة عربية بإشراف الطائفة المندائية في العراق للكترة ربه من اللغة المندائية مباشرة.
كتاب" سدرة أويهيا" أي" تعاليم يحي" ويتضمن حياة يوحنا المعمدان من بدء ولادته إلى تاريخ وفاته، مع إرشاداته وتعاليمه الدينية.
كتاب" سدرة أو نشماتا": أي كتاب التعميد وسر المعمودية، ويعتقدون أنه نزل على آدم أبي البشر، وأنه أساس الديانة الصابئة ومنه تستمد بقية المعلومات ويتضمن الكتاب أمور الموت والدفن وتحريم البكاء وإعلان الحداد، وكيفية خروج
الروح من الجسد وتنقلاتها حتى تستقر في عالم الأنوار، وما يتعلق بالمعاد. كما يحتوى على نصوص الصلاة التي يقرؤها رجال الدين في حفلات التعميد.
فيما يتعلّق بموضوع البشارات في كتب الصابئة، نذكر أولا أنّ هذه الكتب لا تزال في عداد الكتب المهجورة عند الباحثين المسلمين، ولم تعرف إلى اليوم دراسة جادة وعميقة تظهر حالها وتسبر أغوارها وتكشف أسرارها وتفيد في خدمة الدعوة الإسلامية. أما الملاحظة الثانية، فهي أنّ هذه الكتب قد تعرّضت لتحريف شديد نتيجة قلّة عناية القوم بتوثيق كتبهم وتفسيرها مما يجعلنا نعتقد سلفا أنّ البشارة بالنبي الخاتم قد عانت هي أيضا التحريف والإهمال في النقل.
والآن يكفي أن نقدّم هذه البشارات السريعة، وعسى أن يتولّى أهل البحث الجاد الإفاضة في هذا الموضوع في دراسة مستقلّة*:
* جاء في" الكتره ربه" أنّ ملك العرب المسمى" سيهولدايو" أي تالي الأنبياء سيخرج في زمن ملك الفرس أزدجر (وهو الذي خرج في زمنه محمد صلى الله عليه وسلم !!
* جاء في سفر" الكتره ربه"، في الكتاب الثامن عشر أنّ العرب سوف يخلفون ملوك الفرس في التمكين في الأرض.
* جاء في ديوان" حران كويثة" أنّ حكم العرب يمتدّ إلى 4000 سنة قبل المسيح الدجال وأنّ" اللبنة في الجدار ستنادي به" إشارة إلى مثل" الحجر الذي رفضه البنّاؤون" والذي بيّنا سابقا أنّه نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم. وتؤكد هذه البشارة الصابئية أنّ هذا" الحجر"، عربي. وصدقت!
* تعتبر كتب الصابئة المقدّسة إسماعيل" أبا لجميع المسلمين".
(*) نقلنا البشارات في ديانة الصابئة عن كتاب هشام محمد طلبة محمد صلى الله عليه وسلم في الترجوم والتلمود والتوراة.
* جاء في كتاب" الكتره ربه": " أيها المسلمون المؤمنون وأيها المؤمنون المسلمون لا تتراجعوا عن عهدكم الذي عاهدتم الله عليه. "