الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لماذا على غير المسلم أن يبحث في موضوع البشارة بمحمد صلى الله عليه وسلم
؟
إذا كان المسلم يحمل تلك الحوافز التي تستحثّه على تقليب الصفحات ونفض الغبار عن الآثار واستخراج الدرّ من ركام الحقائق المطمورة في قاع سحيق من المعارف المستكنّة في بطون الأسفار القديمة.. فإنّ الكتابيّ هو أيضا معني بدراسة هذا الموضوع لأسباب عديدة ودواع خطيرة، من أهمها أنه لم يأت نص في التوراة أو الأناجيل يقرّر ختم النبوّة في عهد المسيح أو قبله. فالباب مفتوح لا يغلق إلا بعد عبور النبي الخاتم..
وما لم يأت هذا النبي، فإنّ البحث عنه وعن أوصافه وشخصه واجب على كلّ نصراني ويهودي.. لم يقبر عقله ولم يئد فكره ولم يرض لأنفاس الصدر أن تتبخّر تحت حرّ الغفلة.
وقد كان قوم المسيح عليه السلام يوم بعثته ينتظرون ظهور" نبي آخر الزمان"..
فقد جاء في إنجيل يوحنا 7: 40- 41: "
…
ولما سمع الحاضرون هذا الكلام قال بعضهم: " هذا هو النبي حقا". وقال آخرون: " هذا هو المسيح".
وإنجيل يوحنا 19: 1- 21: " وهذه شهادة يوحنا حين أرسل اليهود من أورشليم بعض الكهنة واللاويين يسألونه: " من أنت؟ " فاعترف ولم ينكر، بل أكّد قائلا: " لست أنا المسيح".
فسألوه: " ماذا إذن؟ هل أنت إيليّا؟ " قال: " لست إيّاه! "، " أو أنت النبي؟ " فأجاب" لا! ".
لقد كان النصارى ينتظرون كلا من" المسيح".. و" النبي"- بالألف واللام- أي نبي خاص، هو الأعظم بين الأنبياء والأكثر تألقا والأكثر تألقا وإشراقا.. و" المسيح" هو غير" ال.. نبي".. ولقد بعث المسيح في القرن الأول ميلادي، وما بعث حتى ذاك الزمان
" ال.. نبي" الذي ستشرق أرجاء الأرض بنور دعوته البهيّة التي لا تذر بيت وبر أو مدر إلا وتنثر فيه عبقها وتزهر فيه الأمل وتنشر فيه السكينة.
إنّ المسيح عليه السلام كان يعلّم تلاميذه ومن سيتبعهم ويقتفي آثارهم ويلزم غرزهم من الأجيال اللاحقة، السبيل إلى اكتشاف شخصية هذا النبي، قائلا:" احذروا الأنبياء الدجالين الذين يأتون إليكم لابسين ثياب الحملان، ولكنهم من الداخل ذئاب خاطفة! من ثمارهم تعرفونهم. هل يجنى من الشوك عنب، أو من العليق تبن؟ " (متى 7:
15-
16) .
المعيار لمعرفة هذا النبي الآتيّ هو آثار دعوته في خاتمة رحلته.. ولا ينكر عاقل منصف الأثر العظيم والجنى الطيب والحصاد الحلو لدعوة محمد صلى الله عليه وسلم..
وصدق الشاعر عند ما قال مخاطبا محمدا صلى الله عليه وسلم:
أخوك عيسى دعا ميتا فقام له
…
وأنت أحييت أجيالا من الرمم
وقد جاء في الكتب التي تناولت تاريخ النصارى ذكر خبر علم القوم بأنّ محمدا صلى الله عليه وسلم هو من بشّر به الإنجيل، من ذلك ما نقله محمد فؤاد الهاشمي، النصراني المهتدي إلى الإسلام، في كتابه" سرّ إيماني" نقلا عن الجزء الأول من كتاب" المسيح الصريح،، Clear Cris،، "ص 173 للمؤرخ الألماني. =Lodfing =
ونصّه: " ذهب وفد من نصارى العرب الذين كانوا يسكنون يثرب إلى نبي العرب محمد، وكان الوفد مكونا من ثلاثة أشخاص أولهم يسمى" عبد المسيح" وكان أمير قومه، والثاني يسمى" آثيوس" وكان أسقفا وسط قومه يشار إليه بالبنان.
وكان ميتاءوس متعجرفا ظهرت صورة عجرفته في امتطائه ظهر بغلته وهو يحدث النبي، وفي جوار بغلته وقف أخوه" ايكوزناس" الذي اهتزّ غضبا لظهور معجزة لهذا النبي بأن غاصت أرجل بغلة ميتاءوس في الرمال مما جعله يوجه ألفاظا نابية
إلى محمد، مما جعل ميتاءوس يعنّف أخاه ايكوزناس، ويقول له:" إنّ الكتب التي لدينا تقول: " إنّ هذا نبيّ، ولولا شرفنا في قومنا وخوفنا من ضياع هيبتنا بين الرومان الذين يعينوننا بالأموال لاتّبعناه وبشّرنا به بين قومنا" (سرّ إيماني ص ص 110- 111) .
فكتب التاريخ عند النصارى تشهد لبشارة الأناجيل بنبيّ الإسلام وحادي المسلمين
…
ولكنّ الهوى قد صاغ من طوب الجهل والغفلة، سورا للتيه والضلالة، ليحجب عن البصائر رونق الهداية البديعة وشمسها المتوهجّة.. فقل الحق، أخي،، واجهر بالصدق.. فستتفتح بصائر وتشرئبّ إليك أعناق.. أمّا من استمسكوا بالباطل وعضّوا عليه بالنوجذ، فقل لهم..
عليّ تحت القوافي من مكامنها
…
ولا ذنب لي إن لم تفهم البقر