الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الاتفاق بين القصتين تتعدّد حتى تشمل التفصيلات الجزئية، بحيث لا يمكننا أن نرجع ذلك إلى محض الصدفة، أو حتى إلى توارد الأفكار، يتبين لنا إلى أيّ حد اعتمدت قصة الطوفان في التوراة على قصص سومر وبابل الخاص بالطوفان. "
ونكتفي فيما يتعلّق بالنصرانية بذكر ما قاله الكاتب الأمريكي درابير في كتابه" التراع بين الدين والعلم": " لقد دخلت الوثنية والشرك في النصرانية عن طريق من تظاهروا بالنصرانية رياء وكذبا ليتقلدوا المناصب العالية في الدولة الرومانية".
الشبهة الخامسة: وجود مصطلحات فلسفية يونانية في إنجيل برنابا
، دليل على أنّ هذا الإنجيل قد ألّف في القرون الوسطى زمن شيوع فلسفة أرسطو!
الرد: وهل كانت فلسفة أرسطو غير معروفة في القرن الأول ميلادي!!
اقرؤوا كتاب شارل جنيبر أستاذ قسم النصرانية بجامعة السوربون" اليسوع" المعرّب تحت عنوان" المسيحية تاريخها ونشأتها" لتعلموا أنّ بولس، الذي هو أعظم شخصية في الديانة النصرانية كما نعرفها اليوم، ما هو إلا إفراز لمذاهب فلسفية متمواجة وعنيفة في حركاتها البينية في زمانه.
ثم ألم تقرؤوا قول بولس في الرسالة إلى كولوسي 2: 8: " احذروا أن يوقعكم أحد فريسة بالفلسفة
…
"!!
فهل كان بولس يتحدث عن أمر خيالي، أم أنّ تحذيره" للمؤمنين" نابع من شعوره بالهجمة الفلسفية اليونانية الشرسة في زمانه، على عقول الناس؟!!!
أمّا فيما يتعلق باستعمال الاصطلاحات الفلسفية.. فاقرؤوا ما جاء في الرسالة إلى العبرانيين 1: 3: " هو شعاع مجده وصورة جوهره"!!
فهل كتبت هذه الرسائل في القرون الوسطى" زمان شيوع الفلسفة الأرسطية"، أم في القرنين الأولين من ميلاد المسيح حيث لم يعرف الناس أرسطو ولا إخوانه!
بل ألم تقرؤوا نسبة كثير من النقاد الغربيين إنجيل يوحنا إلى مدرسة فلسفية صرفة.. فقد قالت الموسوعة البريطانية في القرن التاسع عشر: " أما إنجيل يوحنا، فإنه لا مرية ولا شك كتاب مزور، أراد صاحبه مضادة حواريين لبعضهما، وهما القديسان متى ويوحنا.... وإنا لنرأف ونشفق على الذين يبذلون منتهى جهدهم، وليربطوا ولو بأوهى رابطة ذلك الرجل الفلسفي الذي ألّف هذا الكتاب في الجيل الثاني بالحواري يوحنا الصياد الجليلي، فإن أعمالهم تضيع عليهم سدى، لخبطهم على غير هدى".
وجاء في الموسوعة الأمريكية ص 159: " أن العقيدة المسيحية لم تستطع تخلل العالم الروماني الإغريقي دون الارتكاز على قوة ما ورثته عن اليهودية، أو التأثّر بالثقافة الجديدة المحيطة بها.
إنّ التأثير الإغريقي (في المسيحية) له شواهده، ذلك أنّ الفقرات الأولى من صدر إنجيل يوحنا إنما هي تسير بوضوح على أسلوب شعر رواقي (فلسفي) في:
الكلمة.
وفي الواقع فإنّ: الكلمة، باعتبارها كلمة الله: قد يكون لها في فكر المؤلف ذلك التنوع المذكور في أسفار العهد القديم عن، كلمة الله".
بل اترك ما سبق واقرأ قول كالتوف: " إنّ صورة المسيح بكامل معالمها أعدت قبل أن يكتب سطر واحد من الأناجيل وإنّ هذه الصورة هي من إنتاج الفلسفة العقلية الميتافيزيقية التي كانت ذات سيطرة وكانت آراؤها شائعة وتكاد تكون عامة وعالمية. "