المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مصقلة بن هبيرة بن شبل - مختصر تاريخ دمشق - جـ ٢٤

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌مالك بن أوس الحدثان بن الحارث بن عوف

- ‌مالك بن بحدل بن أنيف

- ‌مالك بن البرصاء

- ‌مالك بن بسطام

- ‌مالك بن الحارث بن عبد يغوث

- ‌مالك بن خالد الدمشقي

- ‌مالك بن دينار

- ‌مالك بن دينار

- ‌مالك بن ربيعة

- ‌مالك بن زكير المري

- ‌مالك بن زياد

- ‌مالك بن زيد بن مالك بن كعب بن عليم الكلبي

- ‌مالك بن أبي السمح جابر بن ثعلبة

- ‌مالك بن شبيب الباهلي

- ‌مالك بن طوق بن مالك

- ‌مالك بن عبد الله بن سنان

- ‌مالك بن عدي

- ‌مالك بن عمارة بن عقيل

- ‌مالك بن عمرو الساعدي

- ‌مالك بن عوف بن سعيد

- ‌مالك بن عياض

- ‌مالك بن قادم

- ‌مالك بن كعب الهمداني ثم الأرحبي

- ‌مالك بن أبي مريم الحكمي

- ‌مالك بن مسمع بن شيبان بن شهاب بن قلع

- ‌مالك بن المنذر بن الجارود

- ‌مالك بن مهران

- ‌مالك بن ناعمة

- ‌مالك بن نافرة

- ‌‌‌مالك بن الوليد

- ‌مالك بن الوليد

- ‌مالك بن هبيرة بن خالد

- ‌مالك بن الهيثم بن عوف بن وهب بن عميرة

- ‌مالك بن يخامر

- ‌مالك الفزاري

- ‌مأمون بن أحمد بن علي السلمي الهروي

- ‌مبارك بن تمام بن الوليد

- ‌المبارك بن الزبير المشجعي

- ‌المبارك بن سعيد بن إبراهيم بن العباس

- ‌المبارك بن سعيد المبارك

- ‌المبارك بن عبد السلام بن المبارك

- ‌المبارك بن علي بن عبد الباقي بن علي

- ‌المبارك بن علي بن محمد بن علي بن خضر

- ‌المبارك بن محمد

- ‌المبارك بن الوليد بن عبد الملك

- ‌مبشر بن رزام أو بشر بن رزام

- ‌مبشر بن الوليد بن عبد الملك

- ‌متوكل بن عبد الله بن نهشل

- ‌متوكل بن الليث النضري

- ‌متوكل بن موسى

- ‌مثنى بن معاوية بن عبد الله

- ‌مجاهد بن جبر

- ‌مجاهد بن فرقد

- ‌مجالد مولى هشام بن عبد الملك وآذنهمجزأة بن الكوثر بن زفر بن الحارث

- ‌مجلى بن الفضل بن حصن

- ‌مجمع بن يحيى بن يزيد بن جارية

- ‌محارب بن دثار أبو مطرف

- ‌محافظ بن علي بن النمر بن حصن

- ‌محبوب بن رجاء

- ‌محرر بن أبي هريرة بن عامر

- ‌محرز بن أسيد بن أخشن

- ‌محرز بن حزيب بن مسعود

- ‌محرز بن زريق بن حيان الفزاري

- ‌محرز بن شهاب بن محرز

- ‌محرز بن عبد الله

- ‌محرز بن عبد الله بن محرز

- ‌محرز بن عبد الله محرز

- ‌محرز بن محمد بن مروان

- ‌محرز بن مدرك الغساني

- ‌المحسن بن أحمد

- ‌المحسن بن الحسين بن القاضي

- ‌المحسن بن خليل

- ‌المحسن بن سليمان بن محمد بن الحسن

- ‌المحسن بن طاهر بن المحسن بن أفلح

- ‌المحسن بن عبد الله بن محمد

- ‌المحسن بن علي بن الحسين

- ‌المحسن بن علي بن سعيد

- ‌المحسن بن علي بن كوجك

- ‌المحسن بن علي بن يوسف

- ‌المحسن بن محمد العباس بن الحسن

- ‌المحسن بن محمد

- ‌المحسن بن المحسن بن محمد بن جمهور

- ‌محفز

- ‌محفن الضبي

- ‌محفوظ بن الحسن بن محمد

- ‌محفوظ بن سلطان بن المتوج بعبد الباقي

- ‌محفوظ بن يعلى

- ‌محمود بن إبراهيم بن محمد

- ‌محمود بن بوري بن طغتكين أتابك

- ‌محمود بن الحارث السراجمحمود بن الحسن بن محمد

- ‌محمود بن الحسين

- ‌محمود بن خالد بن يزيد

- ‌محمود بن الربيع بن سراقة بن عمرو

- ‌محمود بن زنكي بن آق سنقر

- ‌محمود بن عبد الرحمن أبي زرعة

- ‌محمود بن عبد الوهاب بن عبيد

- ‌محمود بن عمرو بن سليمان

- ‌محمود بن محمد بن عيسى الأطرابلسي

- ‌محمود بن محمد بن الفضل

- ‌محمود بن وحشي بن ضباب

- ‌محمود بن هود بن عمرو

- ‌محمود الدمشقي

- ‌محمية بن زنيم

- ‌مخالرق بن الحارث الزبيدي الأزدي

- ‌مخارق بن الصباح الكلاعي

- ‌مخارق بن ميسرة بن حجير الطائي

- ‌مخارق الكلبي

- ‌مخارق بن يحيى ين ناووس الجزار

- ‌مختار بن فلفل

- ‌مخرمة بن سليمان الوالبي المدني

- ‌مخرمة بن شرحبيل

- ‌مخرمة بن عبد الرحمن الدمشقي

- ‌مخرمة بن نوفل بن أهيب

- ‌مخلد بن خالد بن يحيى

- ‌مخلد بن زياد

- ‌مخلد بن علي السلامي الشاعر

- ‌مخلد بن عمرو بن الجموح

- ‌مخلد بن محمد بن أبي صالح

- ‌مخلد بن يزيد بن المهلب بن أبي صفرة

- ‌مخلد بن يزيد بن يعلى

- ‌‌‌مخلد

- ‌مخلد

- ‌مخلص بن موحد بن أبي الجماهر

- ‌مخيس بن تميم

- ‌مدرك بن الحارث الغامدي

- ‌مدرك بن حصن الأسدي

- ‌مدرك بن زياد

- ‌مدرك بن أبي سعد

- ‌مدرك بن عبد الله الأزدي

- ‌مدرك بن منيب الأزدي

- ‌مدلج بن المقدام بن زمل بن عمرو

- ‌مدلوك

- ‌مذعور بن الطفيل القيسي

- ‌مذعور بن عدي العجلي

- ‌مذكور العذري

- ‌مرثد بن حوشب الشيباني الكوفي

- ‌مرثد بن سمي الأوزاعي

- ‌مرثد

- ‌مرثد بن نجبة بن ربيعة

- ‌مرجى بن حبيب بن وهيب

- ‌مرجى بن عبد الله

- ‌مرجى بن وداع بن الأسود الراسبي

- ‌مرزوق بن أبي الهذيل الثقفي

- ‌مرشد بن علي بن المقلد

- ‌مروان بن أبان بن عبد العزيز

- ‌مروان بن إسماعيل بن عبيد الله

- ‌مروان بن بشير بن أبي سارة

- ‌مروان بن جناح

- ‌مروان بن جهم بن خليفة بن بحر

- ‌مروان بن أبي حفصة

- ‌مروان بن الحكم بن أبي العاص

- ‌مروان بن الحكم الأزدي

- ‌مروان بن سالم

- ‌مروان بن سعيد بن هشام

- ‌مروان بن سليمان بن هشام

- ‌مروان بن سليمان بن يحيى

- ‌مروان بن شجاع أبو عمرو

- ‌مروان بن عبد الله بن عبد الملك

- ‌مروان بن عبد الله الثقفي

- ‌مروان بن عبد الملك بن سوار القرشي

- ‌مروان بن عبد الملك بن عبد الله

- ‌مروان بن عبد الملك بن مروان

- ‌مروان بن عبيد الله بن مروان

- ‌مروان بن عثمان

- ‌مروان بن عنبسة

- ‌مروان بن عمر بن عبد العزيز

- ‌مروان بن محمد بن حسان

- ‌مروان بن محمد بن مروان بن الحكم

- ‌مروان بن معاوية بن الحارث بن عثمان

- ‌مروان بن موسى بن نصير

- ‌مروان بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي

- ‌مروان بن هشام بن عبد الملك

- ‌مروان بن الوليد بن عبد الملك

- ‌مروان بن يحيى بن الحكم

- ‌مروان بن أبي حفصة

- ‌مروان أبو عبد الملك مولى بني أسيد

- ‌مروان أبو عبد الملك الذماري

- ‌مروان المغربي

- ‌مرة بن جنادة الكلبي

- ‌مرة الدارانيمرى الرومي

- ‌مزاحم بن خاقان

- ‌مزاحم بن أبي مزاحم زفر الثوري

- ‌مزاحم بن زفر بن علاج

- ‌مزاحم بن عبد الوارث بن إسماعيل بن عباد

- ‌مزاحم بن أبي مزحم

- ‌‌‌مزيد

- ‌مزيد

- ‌مساحق بن عبد الله بن مساحق

- ‌مسافر بن أحمد بن جعفر

- ‌مسافر ويقال مساور الخراساني

- ‌مسافع بن تميم بن نصر

- ‌مسافع بن عبد الله بن شافع

- ‌مسافع بن عبد الله بن شيبة

- ‌مساور بن شهاب بن مسرور

- ‌مساور بن عتبة الربعي

- ‌مساور بن قيس بن زهير

- ‌مسبح الداراني

- ‌مستورد بن قدامة الباهلي

- ‌مستهل بن داود التميمي

- ‌مستهل بن الكميت بن زيد

- ‌مسجر السكسكي

- ‌مسدد بن علي بن عبد الله

- ‌مسرور بن صدقة

- ‌مسرور بن مساور بن سعد

- ‌مسرور بن الوليد بن عبد الملك

- ‌مسروق بن عبد الرحمن

- ‌مسروق العكي

- ‌مسعدة كان من الغزاةمسعدة مولى خالد

- ‌مسعدة بن الحرسي القرشي

- ‌مسعود بن الأسود بن حارثة

- ‌مسعود بن سعد الجدامي

- ‌مسعود بن سعد الأشجعي

- ‌مسعود بن سويد بن حارثة

- ‌مسعود بن علي بن الحسين بن مسعود

- ‌مسعود بن علي

- ‌مسعود بن محمد بن مسعود

- ‌مسعود بن أبي مسعود

- ‌مسعود بن مصاد

- ‌مسعود بن مطيع السجزي

- ‌مسكين بن أنيف

- ‌مسكين بن بكير

- ‌مسلمة بن إبراهيم بن عبد الله

- ‌مسلمة بن إبراهيم البيروتي

- ‌مسلمة بن أبي بكر بن يزيد

- ‌مسلمة بن جابر اللخمي

- ‌مسلمة بن حبيب بن مسلمة الفهري

- ‌مسلمة بن سعيد بن العاص

- ‌مسلمة بن سعيد بن عبد الملك

- ‌مسلمة بن عبد الله بن ربعي

- ‌مسلمة بن عبد الحميد الضبي

- ‌مسلمة بن عبد الملك بن مروان

- ‌مسلمة بن علي بن خلف

- ‌مسلمة بن عمرو

- ‌مسلمة بن مخلد بن الصامت

- ‌مسلمة بن نافع

- ‌مسلمة بن هشام بن عبد الملك

- ‌مسلمة بن يعقوب بن إبراهيم

- ‌مسلمة بن يعقوب بن علي

- ‌المسلم بن أحمد بن الحسين

- ‌المسلم بن إبراهيم

- ‌المسلم بن الحسن بن هلال بن الحسن

- ‌المسلم بن الحسن بن عبد الله

- ‌المسلم بن الحسين بن الحسن

- ‌المسلم بن الخضر بن المسلم بن قسيم

- ‌المسلم بن عبد الواحد بن عمرو

- ‌‌‌المسلم بن عبد الواحد بن محمد

- ‌المسلم بن عبد الواحد بن محمد

- ‌المسلم بن علي بن سويد

- ‌المسلم بن هبة الله بن مختار

- ‌مسلم بن إياس العنزي الجسري

- ‌مسلم بن الحارث بن مسلم

- ‌مسلم بن الحجاج بن مسلم

- ‌مسلم بن الحسن بن مسلم

- ‌مسلم بن ذكوان

- ‌مسلم بن ربيعة المري

- ‌مسلم بن زياد الحمصي

- ‌مسلم بن شعيب بن مسلم

- ‌مسلم بن عبد الله بن ثوب

- ‌مسلم بن عبد الله الخزاعي

- ‌مسلم بن عقبة بن رياح بن أسعد

- ‌مسلم بن عمرو بنحصين

- ‌مسلم بن قرظة الأشجعي

- ‌مسلم بن محمد أبو صالح

- ‌مسلم بن مشكم

- ‌مسلم بن يسار

- ‌مسلم أبو عبد الله الخزاعي مولاهم

- ‌مسلم أبو سليمان

- ‌مسلم مولى عمر بن عبد العزيز

- ‌مسمع بن محمد الأشعري

- ‌مسمع ن مالك بن مسمع

- ‌مسور بن مخرمة بن نوفل

- ‌مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر

- ‌المسيب بن حزن بن أبي وهب

- ‌المسيب بن دارم

- ‌المسيب بن نجبة بن ربيعة

- ‌المسيب بن واضح بن سرحان

- ‌مشرف بن مرجى بن إبراهيم

- ‌مشكان أبو عمرو

- ‌مصاد بن زهير الكلبي

- ‌مصعب بن أيوب

- ‌مصعب بن الربيع الخثعمي

- ‌مصعب بن الزبير بن العوام

- ‌مصعب بن عبد الله بن مصعب

- ‌مصعب بن المثنى العبدي

- ‌مصقلة بن هبيرة بن شبل

- ‌مضارب بن حزن

- ‌المضاء بن عيسى الكلاعي الزاهد

- ‌مضرس بن عثمان الجهني

- ‌مضر بن محمد بن خالد بن الوليد

- ‌مطاع بن المطلب القيني

- ‌مطرف بن عبد الله بن الشخير

- ‌مطرف بن مالك

- ‌مطر أبو خالد

- ‌مطر القرشي

- ‌مطر بن العلاء بن أبي الشعثاء

- ‌مطعم بن المقدام بن غنيم

- ‌مطلب بن عبد الله بن المطلب

- ‌مطهر بن أحمد بن الوليد

- ‌مطهر بن بزال

- ‌مطهر بن محمد بن إبراهيم

- ‌مطهر بن مازن العكي

- ‌مطهر العامري

- ‌مطير

- ‌مطيع بن إياس بن أبي مسلم

- ‌المظفر بن أحمد بن إبراهيم

- ‌المظفر بن أحمد بن علي بن عبد الله

- ‌المظفر بن حاجب بن مالك بن أركين

- ‌المظفر بن الحسن بن المهند

- ‌المظفر بن طاهر بن محمد بن عبد الله

- ‌المظفر بن عبد الله

- ‌المظفر بن عمر بن يزيد الفزاري

- ‌المظفر بن مرجى البغدادي

- ‌المظفر بن مكارم الرجي

- ‌المظفر أبو الفتح المنيري القائد

- ‌المظفر الصويفي

- ‌معاذ بن جبل بن عمرو

- ‌معاذ بن سعد السكسكي

- ‌معاذ بن عبد الحميد بن حريث

- ‌معاذ بن عفان

- ‌معاذ بن محمد بن حمزة

- ‌معاذ بن محمد بن عبد الغالب

- ‌معاذ بن محمد بن مخلد

- ‌معاذ بن ماعص

- ‌معافى بن عبد الله بن معافى

- ‌معالي بن هبة الله بن الحسن

- ‌معالي بن هبة الله بن المفرج

- ‌معالي بن يحيى بن خلف السلمي

- ‌معالي الشيباني

- ‌معان بن رفاعة السلامي

- ‌معان مولى يزيد بن تميم السلمي

- ‌‌‌معاوية بن إسحاق

- ‌معاوية بن إسحاق

- ‌معاوية بن الأوس بن الأصبغ

- ‌معاوية بن الحارث

- ‌معاوية بن حديج بن جفنة

- ‌معاوية بن خالد بن يزيد

- ‌معاوية بن خذرف بن معاوية

- ‌معاوية بن الريان الأموي

- ‌معاوية بن أبي سفيان بن يزيد

- ‌معاوية بن سلمة بن سليمان

- ‌معاوية بن سليمان بن هشام

- ‌معاوية بن سلام بن أبي سلام

- ‌معاوية بن صالح بن حدير

- ‌معاوية بن صالح بن أبي عبيد الله

- ‌معاوية بن صخر أبي سفيان بن حرب

الفصل: ‌مصقلة بن هبيرة بن شبل

‌مصقلة بن هبيرة بن شبل

ابن يثربي بن امرئ القيس بن ربيعة بن مالك بن ثعلبة ابن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل ن قاسط أبو الفضل البكري من وجوه أهل العراق، كان من أصحاب علي بن أبي طالب، وولي أردشيرخره من قبل ابن عباس، وعتب علي عليه في إعطاء مال الخراج لمن يقصده من بني عمه، وقيل: لأنه فدى نصارى ني ناجية بخمسمئة ألف فلم يردها كلها؛ ووفد على معاوية.

عن عوانة، قال: وخرج زياد من القلعة حتى قدم على معاوية فصالحه على ألفي ألف، ثم أقبل فلقيه مصقلة بن هبيرة وافداً إلى معاوية في الطريق، فقال له: يا مصقلة متى عهدك بأمير المؤمنين؟ قال: عاماً أول. قال: كم أعطاك؟ قال: عشرين ألفاً. قال: فهل لك أن أعطيكها على أن أعجل لك عشرة آلاف، وعشرة آلاف إذا فرغت، على أن تبلغه كلاماً؟ قال: نعم. قال: قل له إذا انتهيت إليه: أتاك زياد وقد أكل بر العراق وبحره، فخدعك، فصالحته على ألفي ألف؟ والله ما أرى الذي يقال إلا حقاً. قال: نعم. ثم أتى معاوية فقال له ذلك، فقال له معاوية: وما يقال يا مصقلة؟ قال: يقال: إنه ابن أبي سفيان. فقال معاوية: وإن ذلك ليقال؟ قال: نعم. قال: أبي قائلها إلا إثماً. فزعم أنه نقد مصقلة العشرة آلاف الأخرى بعدما ادعاه معاوية.

عن عمار، قال: كانت الخوارج تقول: إنعلياً سبى المسلمين، فلم يكن أحد أدرك علياً ولا ذلك إلا أبو الطفيل. قال: فلما قدمت سألت أبا الطفيل، فقال: إن علياً لم يسب مسلماً، إن علياً سبى بني ناجية وكانوا نصارى أسلموا ثم ارتدوا ثم ارتدوا عن الإسلام ورجعوا إلى النصرانية،

ص: 336

فقتل علي مقاتلتهم وسبى ذراريهم، وباعهم من مصقلة بن هبيرة بمئة ألف، فأعطاه خمسين ألفاً وبقيت عليه خمسون، فأعتقهم مصقلة ولحق بمعاوية، فأجاز علي عتقهم.

عن عبد الله بن فقيم، قال:

ثم إنه - يعني معقل بن قيس - أقبل بهم - يعني نصارى بني ناجية - حتى مر بهم على مصقلة بن هبيرة الشيباني، وهو عامل أردشيرخره، وهم خمسمئة إنسان، فبكى النساء والصبيان وصاح الرجال: يا أبا الفضل، يا حامي الرجال، ومأوى المعضب، وفكاك العناة، امنن علينا واشترنا فأعتقنا. فقال مصقلة: أقسم بالله لاأتصدقن عليكم، إن الله يجزي المتصدقين. فبلغها عنه علي، فقال: والله لولا أني أعلمه قالها توجعاً لهم لضربت عنقه، ولو كان في ذلك تفاني تميم وبكر بن وائل. ثم إن مصقلة بعث ذهل بن الحارث الذهلي إلى معقل بن قيس فقال له: بعني بني ناجية. فقال: نعم، أبيعكم بألف ألف فأبى عليه، فلم يزل يراوضه حتى باعهم بخمسمئة ألف، ودفعهم إليه، وقال له: عجل بالمال فأبى عليه، فلم يزل يراوضه حتى باعهم بخمسمئة ألف، ودفعهم إليه، وقال له: عجل بالمال إلى أمير المؤمنين، فقال: أنا باعث الآن بصدر، ثم أعث بصدر آخر، ثم كذلك حتىلا بقى منه شيء إن شاء الله؛ وأقبل معقل بن قيس إلى أمير المؤمنين فأخبره بما كان منه، فقال له: أحسنت وأصبت.

وانتظر علي مصقلة أن يبعث إليه بالمال، فأبطأ به، وبلغ علياً أن مصقلة خلى سبيل الأسارى، ولم يسألهم أن يعينوه في فكاك أنفسهم بشيء، فقال علي: ما أظن مصقلة إلا وقد تحمل حمالة، لا أراكم إلا سترونه عن قريب منها ملبداً؛ ثم إنه كتب إليه: أما بعد، فإن من أعظم الخيانة خيانة الأمة، وأعظم الغش على أهل المصر غش الإمام، وعندك من حق المسلمين خمسمئة ألف، فابعث بها إلي ساعة يأتيك رسولي، وإلا فأقبل حين تنظر في كتابي، فإني قد تقدمت إلى رسولي إليك ألا يدعك تقيم ساعة واحدة بعد قدومه عليك إلا أن تبعث بالمال، والسلام عليك.

وكان الرسول أبو جرة الحنفي، فقال له أبو جرة: إن بعثت بالمال الساعة، وإلا فاشخص إلى أمير المؤمنين. فلما قرأ كتابه أقبل حتى نزل البصرة، فمكث بها أياماً؛ ثم أن

ص: 337

ابن عباس سأله المال - وكان عمال البصرة يحملون من كور البصرة إلى ابن عباس، فيكون ابن عباس هو الذي يبعث به إلى علي - فقال له: نعم، انظرني أياماً، ثم أقبل حتى أتى علياً، فأقره علي أياماً ثم سأله المال، فأدى إليه مئتي ألف، ثم إنه عجز عنها ولم يقدر عليها.

قال ذهل ابن الحارث: دعاني مصقلة إلى رحلة، فقدم عشاؤه، فطعمنا منه، ثم قال: والله إن أمير المؤمنين ليسألني هذا المال وما أقدر عليه. فقلت: والله ما كنت لأحملها قومي، ولا أطلب فيها إلى أحد. ثم قال: أما والله لو أن ابن هند هو طالبني بها - أو ابن عفان - لتركها لي، ألم تر ابن عفان حيث أطعم الأشعث من خراج أذربيجان مئة ألف في كل سنة. فقلت له، إن هذا لا يرى ذاك الرأي، لا والله ما هو بتارك شيئاً. فسكت ساعة، وسكت عنه، فلا والله ما مكث إلا ليلة واحدة بعد هذا الكلام حتى لحق بمعاوية. وبلغ ذلك علياً فقال: ما له - برحه الله - فعل فعل السيد، وفر فرار العبد، وخان خيانة الفاجر! أما إنه لو أقام فعجز ما زدنا على حبسه، فإن وجدنا له شيئاً أخذناه، وإن لم نقدر على مال تركناه. ثم سار علي إلى داره فهدمها، وكان أخوه نعيم بن هبيرة شيعياً، ولعلي مناصحاً، فكتب إليه مصقلة من الشام مع رجل من النصارى من بني تغلب يقال له: حلوان: أما بعد، فإني كلمت معاوية فيك، فوعدك الإمارة، ومناك الكرامة، فأقبل إلي ساعة يلقاك رسولي إن شاء الله، والسلام.

فيأخذه مالك بن كعب الأرحبي، فيسرحه إلى علي، فأخذ كتابه فقرأه، فقطع يده فمات، وكتب نعيم إلى مصقلة:" من البسيط "

لا ترمين هداك الله معترضاً

بالظن منك فما بالي وحلوانا

ذاك الحريص على ما نال من طمع

وهو البعيد فلا يحزنك إن خانا

ماذا أردت إلي بإرساله سفهاً

ترجو سقاط امرئ لم يلف وسنانا

حتى تقحمت أمراً كنت تكرهه

للراكبين له سراً وإعلانا

عرضته لعلي إنه أسد

يمشي العرضنة من آساد خفانا

قد كنت في منظر عن ذا ومستمع

تحمي العراق وتدعى خير شيبانا

ص: 338

لو كنت أديت ما للقوم مصطبراً

للحق أحييت أحيانا وموتانا

لكن لحقت بأهل الشام ملتمساً

فضل ابن هند وذاك الرأي أشجانا

فاليوم تقرع سن العجز من ندم

ماذا تقول وقد كان الذي كانا

أصبحت تبغضك الأحياء قاطبة

لم يرفع الله بالبغضاء إنسانا

فلما وقع الكتاب إليه علم أنه قد هلك، ولم يلبث التغلبيون إلا قليلاً حتى بلغهم هلاك صاحبهم حلوان، فأتوا مصقلة فقالوا: إنك بعثت صاحبنا فأهلكته، فإما أن تحييه وإما أن تديه. فقال: أما أن أحييه فلا أستطيع، ولكن سأديه. فوداه.

وبلغني أن مصقلة قال في ذلك: " من المتقارب "

لعمري لئن عاب أهل العراق

علي انتعاشي بني ناجيه

لأعظم من عتقهم رقهم

وأكفى بعتقهم عاليه

وزايدت فيهم لإطلاقهم

وغاليت إن العلى غاليه

ثم إن معاوية بعد ذلك ولى مصقلة طبرستان، وبعثه في جيش عظيم، فأخذ العدو عليه المضايق، فهلك وجيشه، فقيل في المثل: حتى يرجع مصقلة من طبرستان.

عن مسلمة بن محارب، قال: مرض معاوية فأرجف به مصقلة بن هبيرة، وساعده قوم على ذلك، ثم تماثل معاوية وهم يرجفون به، فحمل زياد مصقلة إلى معاوية، وكتب إليه: إن مصقلة كان يجمع مراقاً من مراق العراق فيرجفون بأمير المؤمنين. وقد حملته إليك ليرى عافية الله إياك. فقدم مصقلة، وجلس معاوية للناس، فلما دخل مصقلة قال له معاوية: ادن، فدنا، فأخذ بيده وجيده، فسقط مصقلة، فقال معاوية:" من مجزوء الكامل "

أبقى الحوادث من خلي

لك مثل جندلة المراجم

قد رامني الأقوام قب

لك فامتنعت من النظالم

فقال مصقلة: يا أمير المؤمنين، قد أبقى الله منك ما هو أعظم من ذلك، حلماً وكلاً

ص: 339