الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال: إن هذا الموت أفسد على أهل النعيم نعيمهم، فالتمسوا نعيماً لا موت فيه.
وقال لما حضره الموت: اللهم خر لي في الذي قضيته علي من أمر الدنيا والآخرة. قال: وأمرهم أن يحملوه إلى قبره فختم فيه القرآن قبل أن يموت.
عن محمد بن سعد، قال: قالوا: ومات مطرف في ولاية الحجاج بن يوسف العراق، بعد الطاعون الجارف، وكان الطاعون سنة سبع وثمانين، في خلافة الوليد بن عبد الملك بن مروان.
وقال الخليفة: سنة ست وثمانين فيها مات مطرف بن عبد الله بن الشخير الحرشي.
مطرف بن مالك
أبو الرباب القشيري، البصري شهد فتح تستر مع أبي موسى الأشعري، ولقي أبا الدرداء وكعب الأحبار.
عن أبي الرباب القشيرش، قال: دخلنا على أبي الدرداء نعوده، فدخل عليه أعرابي، فقال: ما لأميركم؟ - وأبو الدرداء يومئذ أمير - قلنا: هو شاك. قال: والله ما اشتكيت قط - أو قال ما صدعت قط - فقال أبو الدرداء: أخرجوه عني، ليمت بخطاياه، ما أحب أن لي بكل وصب وصبته حمر النعم، وإن وصب المؤمن يكفر خطاياه.
وعنه، أنه شهد فتح تستر مع الأشعري، وأنا أصبنا دانيال بالسوس في بحر من صفر، وكان أهل السوس إذا استقوا استخرجوه فاستقوا به، وأصبنا معه ريطتي كتاب، وأصبنا معه ستين جرة مختومة، ففتحنا جرة من أدناها وجرة من وسطها وجرة من أقصاها فوجدنا في كل جرة عشرة آلاف - قال همام: أحسبه قال: واف - وأصبنا معه ربعة فيها كتاب، وكان معنا أجير نصراني يقال له: نعيم. فقال: أتبيعوني هذه الربعة وما فيها؟ قلنا: إن لم يكن فيها ذهب أو ورق أو كتاب. قال: فالذي فيه كتاب الله. فكرة الأشعري ومن عنده من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيع ذلك الكتاب، فمن ثم كره بيع المصاحف لأن الأشعري وأصحاب الأشعري كرهوا بيع الكتاب، فبعناه الربعة بدرهمين ووهبنا له ذلك الكتاب.
قال أبو حسان: إن أول من وقع عليه رجل من بني العنبر يقال له: حرقوص، فأعطاه الأشعري الريطتين وأعطاه مئتي درهم؛ ثم إن الأشعري طلب إليه أن يرد عليه الريطتين فأبى، فشققها عمائم بين أصحابه.
فكتب الأشعري في ذلك إلى عمر بن الخطاب فكتب إليه عمر: إنه نبي الله، دعا الله أن لا يرثه إلا المسلمون، فصل عليه وأدفنه.
وقال أبو تميمة: إن كتاب عمر بن الخطاب جاء إلى الأشعري أن اغسله بالسدر وماء الريحان.
قال مطرف: ثم بدا لي أن آتي بيت المقدس، فبينا أنا بقياض إذا أنا براكب، فشبهته بذلك الأجير النصراني، فقلت: أنعيماً؟ قال: نعم. قلت: ما فعلت نصرانيتك؟ قال: تحنفت بعدك. ثم أتينا دمشق فلقينا كعب فقال: إذا أتيتم بيت المقدس فاجعلوا الصخرة بينكم وبين القبلة؛ ثم انطلقنا ثلاثتنا حتى أتينا أبا الدرداء، فقالت أم الدرداء لكعب: ألا تعدي على أخيك يقوم الليل ويصوم النهار؟ فجعل لها من كل ثلاث ليال
ليلة، ومن كل ثلاثة أيام يوماً؛ ثم انطلقنا ثلاثتنا حتى أتينا بيت المقدس، فسمعت اليهود بنعيم وكعب فاجتمعوا، فقال كعب: إن هذا الكتاب قديم، وإنه بلغتكم فاقرؤوه. فقرأه قارئهم، فأتى على مكان فضرب به الأرض، فغضب نعيم واخذ الكتاب وقال: إن هذا كتاب قديم لا أدعكم تقرؤونه. فقالوا: إنه فعل ذلك عن غير مؤامرة منا. فلم يزالوا يطلبون إليه حتى قال: فإني أمسكه في حجري وتقرؤونه. فأمسكه في حجره وقارئهم يقرؤه حتى أتى على ذلك المكان " ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين " فأسلم منهم اثنان وأربعون حبراً، وذلك في خلافة معاوية، ففرض لهم معاوية وأعطاهم.
فقال همام: فحدثني بسطام بن مسلم أن معاوية بن مرة حدثه أنهم تذاكروا ذلك الكتاب، فمر بهم شهر بن حوشب فقال: على الخبير سقطتم؛ إن كعباً لما احتضر قال: ألا رجل أئتمنه على أمانة يؤديها. فقال رجل: أنا. فدفع إليه ذلك الكتاب وقال: اركب البحيرة، فإذا بلغت مكان كذا وكذا فاقذفه. فخرج من عند كعب فقال: هذا كتاب فيه علم من علم كعب، ويموت كعب فأضعه في أهلي واخبره أن قد فعلت الذي أمرتني. فأتى كعباً فقال: ما صنعت؟ قال: فعلت الذي أمرتني. قال: وما رأيت؟ قال لم أر شيئاً. فعلم كعب بالموت أنه كذب، فلم يزل يناشده ويطلب إليه حتى رد عليه الكتاب. فلما أيقن كعب بالموت قال: ألا رجل أئتمنه على أمانة يؤديها؟ فقام رجل من بني عمنا قد كنا نأبنه بالقوة والورع، فدفع إليه ذلك الكتاب، وقال: اركب البحيرة، فإذا بلغت مكان كذا وكذا فاقذفه. فركب سفينة هو وأصحاب له، فلما أتى ذلك المكان ذهب ليقذفه، فانفرج له البحر حتى راى جديد الأرض، فقذفه، وهاجت، فدارت بهم السفينة حتى خشوا الغرق، ثم استقامت لهم. فأتى كعباً فقال: ما صنعت؟ فقال: فعلت الذي أمرتني. قال: فما رأيت؟ قال: فأخبره الرجل بالذي رأى فعلم كعب أنه قد صدق. وقال كعب: إنها التوراة كما أنزلها الله على موسى ما غيرت ولا بدلت. ولكن خشيت أن يتكل على ما فيها، ولكن قولوا: لا إله إلا الله، ولقنوها موتاكم.