الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الكاف:
الكاف المفردة 1: تأتي جارة وغير جارة، والجارة إما اسم وإما حرف، فللحرفية خمسة معان:
الأول: التشبيه.
الثاني: والتعليل، نحو:{وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ} 2.
الثالث: الاستعلاء، وجعل منه: كن كما أنت، أي عليه، وفيه أعاريب أخرى.
الرابع: المبادرة، مثل: صل كما يدخل الوقت، وهو غريب جدا.
الخامس: التوكيد، وهي الزائدة، كقوله:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} 3، وقيل الزائد مثل، وقيل لا
1 انظر: المغني ص233.
2 سورة البقرة. الآية: 198.
3 سورة الشورى. الآية: 11.
زيادة فيهما وإن مثل بمعنى ذات أو بمعنى صفة وقيل الكاف اسم مؤكد بمثل.
والاسمية الجارة ترادف مثل قيل تختص بالضرورة كقوله:
41 -
بيض ثلاث كنعاج جم
…
يضحكن عن كالبرد المنهم1
وقيل: لا، فيجوز في زيد كالأسد، أن تكون الكاف اسما بمعنى مثل.
والكاف غير الجارة نوعان، ضمير منصوب أو مجرور، {ما ودعك ربك} 2، وحرف للدلالة على الخطاب وهي اللاحقة لاسم الإشارة كـ "ذلك" وللضمير المنفصل المنصوب كـ "إياك" ولبعض أسماء الأفعال كـ "رويدك" ولـ "أرأيت" كـ {أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ} 3.
1 هذا الرجز، للعجاج، انظر: شرح المفصل 8/42 والتصريح 2/18 والهمع 2/31 والأشموني 1/472 والدرر 4/156. الشاهد فيه: كالبرد فإن الكاف هنا اسم بمعنى مثل.
2 سورة الضحى. الآية: 3.
3 سورة الإسراء. الآية: 62.
"كي" 1: على ثلاثة أوجه:
الأول: أن تكون اسما مختصرا من كيف كقوله:
42-
كي تجنحون إلى سلم وما ثئرت
…
قتلاكم ولظى الهيجاء تضطرم2
فحذفت الفاء كما حذفت في قول بعضهم: "سو أفعل"، أي سوف أفعل.
الثاني: أن تكون مرادفة للام التعليل وهي الداخلة على ما الاستفهامية في قولهم في السؤال عن العلة: كيمة، بمعنى لمه.
الثالث: أن تكون مرادفة لـ "أن" المصدرية، كقوله:{لِكَيْلا تَأْسَوْا} 3، فإن لم تتقدمها اللام جاز أن تكون مصدرية وجارة والناصب أن ولا يجمع بينهما إلا في الضرورة كقوله:
1 انظر: المغني ص241.
2 هذا بيت من البسيط، انظره في شرح التسهيل 4/19، وابن الناظم ص666 والأشموني 2/277والدرر 3/35. الشاهد فيه: كي فإنها مختصرة من كيف.
3 سورة الحديد. الآية: 23.
43 -
فقالت: أكل الناس أصبحت مانحا
…
لسانك كيما أن تغر وتخدعا1
كم 2: على وجهين؛ استفهامية وخبرية، ويفترقان في خمسة أمور:
الأول: أن الخبرية تحتمل الصدق والكذب، بخلاف الاستفهامية.
الثاني: أن المتكلم في الخبرية لا يستدعي من المخاطب جوابا بخلاف الاستفهامية.
الثالث: أن الاسم المبدل من الخبرية لا يقترن بالهمزة فتقول: كم عبيد لي خمسون بل ستون، بخلاف الاستفهامية، فتقول: كم مالك أعشرون أم ثلاثون.
الرابع: أن تمييز الخبرية يكون مفردا أو مجموعا، وتمييز الاستفهامية لا يكون إلا مفردا.
1هذا بيت من الطويل، لجميل بن معمر جميل بثينة انظر: الديوان ص79 وشرح التسهيل 4/16 وشرح الشذور ص310، والدرر 4/67. الشاهد فيه: كيما أن حيث جمع بين كيوأن وهذه ضرورة.
2 انظر: المغني ص 243.
الخامس: أن تمييز الخبرية واجب الخفض، وتمييز الاستفهامية منصوب إلا أن تكون مجرورة بحرف فيجوز النصب وهو الكثير، والجر بمن مضمرة وجوبا، مثل: بكم درهم اشتريت هذا الكتاب؟.
"كأي" 1: في كأين لغات أشار إليها ابن مالك في الكافية2:
وفي كأين قيل: كائن وكئن
…
وهكذا كأين كئين فاستبن
وهي: اسم مركب من كاف التشبيه وأي المنونة، ولذا يجوز الوقوف عليها بالنون، وتكون خبرية للتكثير وهو الغالب مثل:{وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} 3، واستفهامية ويكون مميزها مجرورا بمن غالبا، وأوجبه بعضهم، ومن غير المجرور بمن قوله:
1 انظر: المغني ص246.
2 انظر: شرح الكافية الشافية 4/1711.
3 سورة آل عمران. الآية: 146.
44 -
اطرد اليأس بالرجا فكأي
…
آلما حم يسره بعد عسر1
ولا يدخل عليها حرف جر وأجاز بعضهم: بكأي تبيع هذا الثوب؟، ولا يكون خبرها مفردا.
"كذا": 2 ترد على ثلاثة أوجه:
الأول: أن تكون اسم إشارة مجرورا بالكاف، وقد تدخل عليها ها التنبيه، كقوله:{أَهَكَذَا عَرْشُكِ} 3.
الثاني: أن تكون كلمة واحدة مركبة، مكنيا بها عن غير عدد، كما في الحديث:"أتذكر يوم كذا وكذا فعلت فيه كذا وكذا"4.
1 هذا بيت من الخفيف، انظر: وشرح التسهيل 2/423، والأشموني 2/389 والتصريح 2/281 والدرر 4/51، الشاهد فيه: ألما حيث جاء تمييزها منصوبا وهو خلاف الأكثر الغالب.
2 انظر: المغني ص247.
3 سورة النمل. الآية: 42.
4 روى البخاري في تفسير القرآن، سورة رقم: 11 باب 4، وفي الأدب باب 60، وفي التوحيد باب 36، ومسلم في التوبة رقم 52، وأحمد 2/141 رقم 5891رووا نحوه عن ابن عمر رضي الله عنهما.
الثالث: أن تكون كلمة واحدة مركبة، مكنيا بها عن عدد، وتمييزها منصوب دائما، فلا يجوز جره بمن ولا بالإضافة، خلافا للكوفيين حيث أجازوا الجر بالإضافة في غير تكرار1، ولا تستعمل غالبا إلا معطوفا عليها.
"كلا" 2: حرف ردع وزجر، لا معنى لها سوى ذلك عند سيبويه وأكثر البصريين3، فيجيزون الوقوف عليها دائما والابتداء بما بعدها.
وزاد غيرهم معنى ثالثا واختلف فيه، فقيل معنى حقا وقيل معنى ألا الاستفتاحية وقيل معنى نعم، وعلى هذه الزيادة يصح الوقوف عليها وقبلها، وإذا صلحت للردع وغيره جاز الوقوف عليها وقبلها، والأرجح حملها على الردع لأنه الغالب.
"كأن" 4: حرف عند الأكثر، وعليه إشكالان يمكن الخلاص منها بالقول بأنها بسيطة، ولها معان:
1 انظر: حاشية الصبان 4/86.
2 انظر: المغني ص249.
3 انظر: الانتصاف من الإنصاف 1/402.
4 انظر: المغني ص252.
أحدها: التشبيه، وهو الغالب، وقيده بعضهم1بما إذا كان خبرها اسما جامدا، مثل: كأن زيدا أسد، وإلا فهي للظن، مثل: كأن زيدا عندك، أو قائم أو يقوم.
الثاني: التحقيق، ذكره الكوفيون2والزجاجي، قلت: ومنه حديث الثلاثة: "كأني أعرفك"3.
الثالث: التقريب، قاله الكوفيون4، نحو: كأنك بالفرج آت، واختلف في إعرابه، فقيل الكاف حرف خطاب والباء حرف جر زائد، والفرج اسم كأن، وقيل الكاف اسمها والجار والمجرور خبرها، وما بعده جملة حالية متممة لمعنى الكلام، بدليل قولهم: كأنك بالشمس وقد طلعت.
1منهم البطليوسي، وذلك لأن زيدا هو نفس القائم ولا يشبه الشيء بنفسه، حاشية الصبان 1/272.
2 واستدلوا بقوله:
فأصبح بطن مكة مقشعرا
…
كأن الأرض ليس بها هشام
انظر: التصريح 1/212.
3رواه البخاري في الأنبياء باب51، ومسلم في الزهد رقم 10، وهو حديث الثلاثة من بني إسرائيل الأبرص والأقرع والأعمى الذين أراد الله أن يبتليهم، والحديث مشهور.
4 انظر: التصريح 1/212، وحاشية الصبان 1/272.
"كل" 1: اسم موضوع لاستغراق أفراد المنكر نحو: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} 2، والمعرف المجموع نحو:{وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً} 3، وأجزاء المفرد المعرف؛ كل زيد حسن.
ولها باعتبار ما قبلها ثلاثة أوجه:
الأول: أن تكون نعتا فتدل على كمال المنعوت، وحينئذ يجب إضافتها إلى اسم ظاهر يماثله لفظا ومعنى، مثل: أكلنا شاة كل شاة. إن الفخر كل الفخر لمن قدر على كبح جماح نفسه.
الثاني: أن تكون توكيدا لمعرفة، قال الكوفيون: أو نكرة محدودة4 فتفيد العموم، وحينئذ تجب إضافتها إلى ضمير يطابق المؤكد، مثل: {فَسَجَدَ
1 انظر: المغني ص255.
2 سورة آل عمران. الآية: 185. وسورة الأنبياء، الآية:35.
3 سورة مريم. الآية: 95.
4 كقوله:
زخرت به ليلة كلها
…
فجئت به مؤيدا خنفقيقا
انظر: شرح المفصل 3/44، والإنصاف 2/451، ويرى الأخفش رأيهم، الهمع 2/124، وإلى هذا مال ابن مالك في شرح التسهيل 3/296.
الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} 1، وربما يخلفه الظاهر كقوله:
45 -
كم قد ذكرتك لو أجزى بذكركم
…
يا أشبه الناس كل الناس بالقمر2
فيفرق بينها وبين سابقتها حينئذ بأن هذه لعموم الأفراد وتلك لكمال المنعوت. وأجاز الزمخشري قطع المؤكدة عن الإضافة محتجا بقراءة بعضهم: {إِنَّا كُلٌّ فِيهَا} 3، والأجود أن كلا هنا بدل من اسم إن وجاز إبداله من ضمير الحاضر لأنه مفيد للإحاطة.
الثالث: أن تكون مباشرة للعوامل لا تابعة، وحينئذ يجوز إضافتها إلى الظاهر وقطعها،
1 سورة الحجر. الآية: 30. وسورة ص، الآية: 73.
2 هذا بيت من البسيط، لكثير عزة، وليس في ديوانه. وانظر: شرح التسهيل 3/292، وقيل لعمر بن أبي ربيعة، انظر: الديوان ص143 والأمالي للقالي 1/195 والدرر 6/33. الشاهد فيه: كل الناس حيث خلف الاسم الظاهر الناس الضمير.
3 سورة غافر. الآية: 48، وانظر: الكشاف 3/430.
نحو: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} 1، {وَكُلّاً ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ} 2.
ولها باعتبار ما بعدها ثلاثة أوجه:
أحدها: أن تضاف إلى الظاهر فيعمل فيها جميع العوامل، مثل: أكرمت كل بني تميم.
الثاني: أن تضاف إلى ضمير محذوف فكالتي قبلها.
الثالث: أن تضاف إلى ضمير ملفوظ به فلا يعمل فيها غالبا إلا الابتداء، نحو:{وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً} 3، ومن غير الغالب قوله:
46 -
يميد إذا مادت عليه دلاؤهم
…
فيصدر عنه كلها وهو ناهل4.
1 سورة المدثر. الآية: 38.
2 سورة الفرقان. الآية: 39.
3 سورة مريم. الآية: 95.
4 هذا بيت من الطويل، لكثير، في ديوانه 506. والشاهد فيه:"كلها" حيث عمل فيها الفعل وليس الابتداء، فهي فاعل.
واعلم أن لفظ كل حكمه الإفراد والتذكير ومعناها بحسب ما تضاف إليه، فإن أضيفت إلى نكرة روعي معناها إما مذكر، مثل:{وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ} 1، وإما مؤنث مثل:{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} 2، وإما مجموع مذكر مثل:{كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} 3، وإما مجموع مؤنث مثل:
47 -
وكل مصيبات الزمان وجدتها
…
سوى فرقة الأحباب هينة الخطب4
هذا ما نص عليه ابن مالك في حكم المضافة إلى النكرة، ورده أبو حيان5، قال المصنف: والذي يظهر لي أن المضافة إلى المفرد أن أريد نسبة الحكم
1 سورة القمر، الآية:52.
2 سورة المدثر، الآية:38.
3 سورة المؤمنون. الآية: 53. وسورة الروم، الآية: 32.
4 هذا بيت من الطويل، لقيس بن ذريح، انظر: الديوان ص33، والهمع 2/74، والدرر 5/136. الشاهد فيه: كل مصيبات.
5 هو محمد بن يوسف الغرناطي، من كبار علماء العربية والتفسير والحديث، ولد بغرناطة وتوفي في القاهرة سنة 745هـ، من أشهر تصانيفه: البحر المحيط في تفسير القرآن. الأعلام 8/26.
إلى كل فرد وجب الإفراد، مثل: كل رجل يشبعه رغيف، وإن أريد نسبتة إلى المجموع وجب الجمع، كقول عنترة1.
48 -
جادت عليه كل عين ثرة
…
فتركن كل حديقة كالدرهم2
لأن المراد أن كل عين جادت عليه فتركت جميع الأعين كل حديقة
…
الخ
وإن أضيفت إلى معرفة جاز مراعاة لفظها ومراعاة معناها، نحو: كلهم قائم أو كلهم قائمون، كذا قالوا، والصواب أن الضمير لا يعود إليها من خبرها إلا مفردا مذكرا على لفظها نحو:{وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً} 3.
1 هو عنترة بن شداد العبسي، شاعر جاهلي مشهور، من شعراء المعلقات، اشتهر بالفروسية وبحبه لابنة عمه عبلة، كان عبدا فنال حريته لإقدامه وشجاعته، توفي قبل البعثة بزمن.
2 هذا بيت من الكامل، من معلقته المشهورة، ومطلها:
هل غادر الشعراء من متردم
…
أم هل عرفت الدار بعد توهم
انظر البيت في الديوان ص 196، والشاهد فيه:"فتركن" ولم يقل تركت.
3 سورة مريم. الآية: 95.
وإن قطعت عن الإضافة لفظا فقال أبو حيان: تجوز مراعاة اللفظ مثل: {كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} 1، ومراعاة المعنى مثل:{وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} 2.
"كيف" 3: اسم تستعمل على وجهين:
أحدهما: أن تكون شرطية فتقتضي فعلين متفقين لفظا ومعنى غير مجزومين، مثل: كيف تصنع أصنع، وقيل يجزمان مطلقا وهو رأي الكوفيين4، وقيل: إن اقترنت بها ما.
الثاني: أن تكون استفهامية وتقع خبرا قبل مالا يستغنى عنها معه، مثل: كيف أنت؟ وحالا قبل ما يستغنى مثل: كيف جاء زيد، ومفعولا مطلقا، مثل:{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ} 5.
1 سورة الإسراء. الآية: 84.
2 سورة يس. الآية: 40.
3 انظر: لمغني ص 270.
4 انظر: المغني ص 274.
5 سورة الفيل، الآية:1.