المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الثالث: إذا أحلت إلى المغني بدون تحديد فإنما أعني به - مختصر مغني اللبيب عن كتاب الأعاريب

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة:

- ‌الباب الأول: في تفسير المفردات وذكر أحكامها

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الباء:

- ‌حرف الثاء:

- ‌حرف الجيم:

- ‌حرف الحاء المهملة:

- ‌حرف الخاء:

- ‌حرف الراء:

- ‌حرف السين:

- ‌حرف العين المهملة:

- ‌حرف الغين المعجمة:

- ‌حرف الفاء:

- ‌حرف القاف:

- ‌حرف الكاف:

- ‌حرف اللام:

- ‌حرف الميم:

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء:

- ‌حرف الواو:

- ‌حرف الياء

- ‌الباب الثاني من الكتاب في تفسير الجملة وأحكامها

- ‌مدخل

- ‌الجمل التي لا محل لها من الإعراب وهي التي لا تحل محل المفرد

- ‌الجمل التي لها محل

- ‌حكم الجمل بعد المعارف وبعد النكرات

- ‌الباب الثالث في أحكام الظرف والجار والمجرور

- ‌مدخل

- ‌حكم المرفوع بعد الظرف والمجرور

- ‌الباب الرابع في أحكام يكثر دورها

- ‌مدخل

- ‌ضمير الفصل

- ‌الأمور التي لا يكون الفعل معها إلا قاصرا

- ‌الأمور التي يتعدى بها الفعل القاصر

- ‌الباب الخامس ذكر جهات يدخل على المعرب الاعتراض من جهتها

- ‌مدخل

- ‌شروط الحذف

- ‌الباب السادس: في أمور اشتهرت بين المعربين والصواب خلافها

- ‌الباب السابع: في كيفية الإعراب

- ‌الباب الثامن في ذكر أمور كلية

- ‌القاعدة الأولى في إعطاء الشيء حكم ما أشبهه

- ‌القاعدة الثانية في إعطاء الشيء حكم الشيء ما جاوره

- ‌القاعدة الثالثة في تضمين اللفظ معنى آخر

- ‌القاعدة الرابعة في التغليب

- ‌القاعدة الخامسة في التعبير بالفعل عن وقوعه

- ‌القاعدة السادسة في التعبير عن الماضي والآتي

- ‌القاعدة السابعة في كون اللفظ على تقدير والمقدر على تقدير آخر

- ‌القاعدة الثامنة فيما يغتفر فيه في الثواني دون الأوائل

- ‌القاعدة التاسعة في التوسع في الظرف والمجرور دون غيرهما

- ‌القاعدة العاشرة في القلب

- ‌القاعدة الحادية عشرة في تقاريض اللفظين في الأحكام

الفصل: الثالث: إذا أحلت إلى المغني بدون تحديد فإنما أعني به

الثالث: إذا أحلت إلى المغني بدون تحديد فإنما أعني به الذي حققه د. مازن المبارك وعلي حمد الله.

عملي في هذا الكتاب:

يتلخص هذا الجهد المقل بهذه النقاط:

1-

عزو الآيات القرآنية بذكر السورة ورقم الآية، يتساوى ما إذا كانت الآية المستشهد بها كاملة، أو كان المستشهد به بعضها، ثقة بمعرفة القارئ السابقة بالقرآن الكريم.

2-

تخريج الأحاديث النبوية من الصحيحين، وقد أخرج من غيرهما كمسند الإمام أحمد بن حنبل.

3-

تخريج الشواهد الشعرية، ونسبتها إلى قائليها متى أمكن ذلك، مائلا إلى الإجمال في ذلك، إذ ليس من المهم أن أفصل في روايات البيت، وعزو كل نسبة إلى مصدرها، إذ لا يترتب على هذا كبير فائدة، وليس من صميم العمل.

ويلاحظ القارئ أنني لم أعرب الأبيات، بل اكتفيت بذكر موضع الشاهد ووجه الاستشهاد فيها، وذلك لأنني قد سبقت بمن أعرب شواهد

ص: 5

المغني وشرحها واعتنى بها من قبلي، بل أفرد لها مؤلفا خاصا1.

4-

توثيق النقول، بذكر موضع النقل فيما توفر لدي من مؤلفات المنقول عنه، مكتفيا بموضع واحد إن تعددت المواضع.

5-

وضع الفهارس التفصيلية، فهارس الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، والشواهد الشعرية، والأعلام والأماكن والقبائل، خاتما بفهرس الموضوعات الواردة في الكتاب.

والله أسأل أن ينفع به، وأن يرزقنا إخلاص النية، وقبول العمل، وأن يوفقنا جميعا إلى ما يحب ويرضى، ويهدينا صراطه المستقيم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

كتبه:

فريد بن عبد العزيز الزامل السليم

عنيزة في 4 / 8 / 1417هـ

1 انظر: شرح شواهد المغني للسيوطي، وشرح أبيان المغني للبغدادي.

ص: 6

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، ونصلي ونسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

هذا مختصر من المغني لابن هشام رحمه الله.

‌الباب الأول: في تفسير المفردات وذكر أحكامها

‌حرف الألف

"أ"1 وتأتي على وجهين:

أحدهما: أن تكون لنداء القريب، كقوله:

1-

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل

وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي2

1 انظر: المغني ص 17.

2 هذا بيت من الطويل لامرئ القيس انظر: الديوان ص147، والشاهد قوله:"أفاطم" فقد استعمل الهمزة لنداء القريب.

ص: 5

الثاني: أن تكون للاستفهام، كقولك: أزيد قائم؟ وهي أصل أدوات الاستفهام، ولذلك اختصت بأمور:

أحدها: حذفها، كقوله:

2-

فوالله ما أدري وإن كنت داريا

بسبع رمين الجمر أم بثمان1

الثاني: أنها تجمع بين التصور والتصديق، وغيرها إما للتصديق كـ "هل"، أو للتصور كبقية الأدوات.

الثالث: أنها تدخل على الإثبات والنفي، مثل:{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} 2.

الرابع: تمام التصدير، فلا تذكر بعد أم التي للإضراب، فلا يقال: أقام زيد أم أقعد. ويقال: أم هل قعد. وإذا كانت في جملة معطوفة بالواو أو ثم أو الفاء قدمت على العاطف، مثل:

1 هذا بيت من الطويل لعمر بن أبي ربيعة، انظر: الديوان ص 380، وهو فيه:

فوالله ما أدري وإني لحاسب

بسبع رميت الجمر أم بثمان

والشاهد: قوله: بسبع، فالمراد: أبسبع.

2 سورة الشرح، الآية:1.

ص: 6

{أَوَلَمْ يَسِيرُوا} 1 {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ} 2 ، وغيرها يتأخر مثل:{فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} 3، وعلى هذا فتكون الجملة التي بعد العاطف معطوفة على ما قبلها، هذا مذهب سيبويه4 والجمهور، وخالف الزمخشري وجماعة، فقالوا الهمزة في موضعها والمعطوف عليه جملة محذوفة بين الهمزة والعاطف تقدر بحسب المقام5، وهو ضعيف لعدم اطراده.

1 سورة الروم الآية: 9 وسورة فاطر، الآية: 44 وسورة غافر: الآية: 21.

2 سورة يونس. الآية: 51.

3 سورة الأنبياء، الآية:108.

4 انظر: الكتاب: 3 / 187 وما بعدها.

5 فتقدر الأولى مثلا: أمكثوا ولم يسيروا. "الهمع 2/69".

ص: 7

فصل1

قد تخرج الهمزة عن الاستفهام إلى معان ثمانية تفهم من السياق:

الأول: التسوية، وهي الداخلة على جملة يصح حلول المصدر محلها، مثل:{سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ} 2، ما أبالي أقمت أم قعدت.

الثاني: الإنكار الإبطالي، وهي التي تقتضي أن ما بعدها غير واقع، كقوله تعالى:{أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ} 3، ولذلك إذا دخلت هذه الهمزة على منفي لزم ثبوته، لأن إبطال النفي إثبات، كقوله تعالى:{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} 4.

الثالث: الإنكار التوبيخي، وهي التي تقتضي أن ما بعدها واقع وفاعله ملوم، مثل:{أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً} 5.

الرابع: التقرير، ومعناه حمل المخاطب على

1 انظر: المغني ص24.

2 سورة البقرة، الآية:6.

3 سورة الزخرف. الآية: 19.

4 سورة الشرح، الآية:1.

5 سورة الأنعام، الآية:164.

ص: 8

الإقرار بأمر قد تقرر عنده ثبوته أو نفيه، ويجب أن يليها الشيء المقرر به كما يجب في الاستفهامية أن يليها الشيء المستفهم عنه، تقول في الاستفهام عن الفعل أو تقريره: أضربت زيدا؟ وعن الفاعل: أأنت ضربته؟ وفي المفعول: أطعاما أكلت؟

الخامس: التهكم، كقوله تعالى:{أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ} 1.

السادس: الأمر، كقوله تعالى:{أَأَسْلَمْتُمْ} 2.

السابع: التعجب، كقوله تعالى:{أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ} 3.

الثامن: الاستبطاء، كقوله تعالى:{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا} 4.

أجل5: حرف جواب كـ "نعم"، فتكون تصديقا للمخبر، وإعلاما للمستخبر، ووعدا للطالب.

1 سورة هود. الآية: 87.

2 سورة آل عمران. الآية: 20.

3 سورة الفرقان. الآية: 45.

4 سورة الحديد. الآية:16.

5 انظر: المغني ص29.

ص: 9

إذن1: حرف عند الجمهور2، وهي للجواب والجزاء، وقد تتمحض للجواب، والأكثر أن تقع في جواب إن أو لو ظاهرتين أو مقدرتين، مثال المقدر قوله تعالى:{إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ} 3، ويوقف عليها بالألف كما تكتب به، وقيل بالنون، وقيل إن عملت فبالألف وإلا فبالنون للفرق بينها وبين إذا.

وتنصب المضارع بشرط تصديرها واستقباله واتصالهما، أو انفصالهما بالقسم أو بلا النافية، وقيل أو بالظرف أو بالنداء أو الدعاء أو بمعمول الفعل.

إن4: على أربعة أوجه:

[الأول] : شرطية، مثل:{إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ} 5.

1 انظر: المغني ص30.

2 وهو الصحيح كما قال المرادي، وقد ذهب بعض الكوفيين والدنوشري إلى أنها اسم. حاشية يس على التصريح 2/234.

3 سورة المؤمنون. الآية: 91.

4 انظر: المغني ص33.

5 سورة الأنفال. الآية: 38.

ص: 10

الثاني: نافية، وتدخل على الجملتين، نحو قوله تعالى:{إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ} 1، {إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً} 2. ولا يشترط أن تقع بعدها إلا كقوله تعالى:{إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا} 3 والأكثر إهمالها وقيل بل تعمل عمل ليس.

الثالث: مخففة من الثقيلة، وتدخل على الجملتين، فإن دخلت على الاسمية جاز إعمالها خلافا للكوفيين4، وإن دخلت على الفعل أهملت وجوبا، والأكثر أن يليها ماض ناسخ، ثم مضارع ناسخ، ثم ماض غير ناسخ ثم مضارع غير ناسخ، ولا يقاس على الأخيرين.

الرابع: زائدة، وأكثر ما تقع بعد ما النافية، كقوله:

3-

بني غدانة ما إن أنتم ذهب

ولا صريف ولكن أنتم الخزف5

1 سورة المجادلة. الآية: 2.

2 سورة الكهف. الآية: 5.

3 سورة يونس. الآية: 68.

4 انظر: الإنصاف في مسائل الخلاف. 1 / 195.

5 هذا بيت من البسيط، لم أجد قائله، انظر شرح التسهيل 1/370 والتصريح 1/196 والهمع 2/112 والدرر 2/101. وقد ورد هذا البيت بنصب ذهب وبرفعها، فالرفع على أن إن زائدة وقد أبطلت عمل ما النافية فلا تعمل عمل ليس. أما بالنصب فعلى أن إن نافية مؤكدة لما. انظر: عدة السالك 1/275.

ص: 11

أن1: تأتي اسما ضميرا، نحو: أنت، والتاء حرف خطاب عند الجمهور، وتأتي حرفا على أربعة أوجه.

[الأول] : أن تكون حرف مصدر ناصبا للمضارع فتقع مبتدأ نحو: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} 2. وفاعلا في نحو: يعجبني أن تقوم. ومفعولا نحو: أحب أن تقوم، ومجرورا نحو:{مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا} 3، وقد تهمل حملا على ما المصدرية، كقوله تعالى:{لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} 4 على قراءة الرفع5.

الثاني: أن تكون مخففة من الثقيلة فتقع بعد فعل

1 انظر: المغني ص41.

2 سورة البقرة الآية: 148.

3 سورة الأعراف الآية: 129.

4 سورة البقرة الآية: 233.

5 وهي قراءة مجاهد وتروى عن ابن عباس، انظر: الدر المصون 2/463.

ص: 12

اليقين أو ما نزل منزلته، كقوله تعالى:{أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً} 1، وإذا دخلت على الجملة الاسمية نصبت الاسم ورفعت الخبر، وشرط اسمها أن يكون ضميرا محذوفا وخبره جملة، إلا أن يذكر اسمها فيجوز الأمران كقوله:

4-

بأنك ربيع وغيث مريع

وأنك هناك تكون الثمالا2

الثالث: أن تكون مفسرة بمعنى أي كقوله تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ} 3، وأنكرها الكوفيون، قال المؤلف وهو عندي متجه4، ويشترط أن لا يدخل عليها جار، وأن تقع بين جملتين

1 سورة طه الآية: 89.

2 هذا بيت من المتقارب، لجنوب أو عمرة بنت العجلان الهذلية.

انظر: الإنصاف 1/207 وشرح المفصل 8/75 والتصريح 1/232. الشاهد فيه: بأنك ربيع فقد ذكر اسم أن وهو كاف الخطاب وجاء خبرها مفرد وهو ربيع وفي الشطر الثاني جاء الخبر جملة فجاز الأمران.

3 سورة المؤمنون. الآية:27.

4 وذلك لأنك لو أتيت بـ أي مكان أن في قولك: كتبت إليه أن قم، لم تجده مقبولا. المغني - تحقيق عبد الحميد - 1/39.

ص: 13

السابقة فيها معنى القول دون حروفه إلا أن يكون القول مؤولا بغيره كما في قوله تعالى: {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ} 1 أي ما أمرتهم إلا بما أمرتني به

إلخ.

الرابع: أن تكون زائدة، مثل قوله تعالى:{فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ} 2، وتفيد التوكيد كسائر الزوائد.

وزيد على هذه الأوجه أوجه أخرى، منها:

الأول: أن تكون شرطية، قاله الكوفيون ورجحه المؤلف3.

الثاني: النفي.

الثالث: معنى إذ ذكره بعضهم في قوله تعالى: {بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ} 4.

1 سورة المائدة الآية: 117.

2 سورة يوسف الآية: 96.

3 فتكون كـ إن المكسورة، وذلك لأدلة منها تواردهما في الموضع الواحد، كقوله تعالى:{أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا} . انظر: المغني - عبد الحميد - 1/44، وشرح المفصل 2/99.

4 سورة ق الآية: 2.

ص: 14

إن1: وتأتي على وجهين:

الأول: أن تكون حرف توكيد فتنصب الاسم وترفع الخبر، وقد تنصبهما في لغة كقوله:

5-

إذا اسود جنح الليل فلتأت ولتكن

خطاك خفافا إن حراسنا أسدا2

وقد يرتفع بعدها المبتدأ فيكون اسمها ضمير الشأن محذوفا.

الثاني: أن تكون حرف جواب بمعنى نعم كقول ابن الزبير رضي الله عنه: "إن وراكبها". لمن قال له: "لعن الله ناقة حملتني إليك".

أن3: وتأتي على وجهين:

الأول: أن تكون حرف توكيد ينصب الاسم ويرفع الخبر، وهي موصول حرفي تؤول مع

1 انظر: المغني ص55.

2 هذا بيت من الطويل لعمر بن أبي ربيعة، انظر: شرح التسهيل 2/9 والهمع 1/134والأشموني 1 /230 ولم أجده في الديوان، الشاهد فيه: نصب أسدا وهي خبر إن، وخرج على أن الجزء الثاني حال والخبر محذوف، فيكون التقدير: إن حراسنا تلقاهم أسدا. حاشية الصبان 1/269.

3 انظر: المغني ص55.

ص: 15

معموليها بمصدر، فإن كان الخبر مشتقا فالمصدر من لفظه مضافا إلى اسمها، مثل: بلغني أنك قائم، أي قيامك، وإن كان جامدا قدر بالكون، مثل: بلغني أنك زيد، أي كونك زيدا.

الثاني: أن تكون لغة في لعل.

أم 1: على أربعة أوجه:

الأول: أن تكون متصلة، وهي التي لا يستغني ما قبلها عن ما بعدها، وتقع بعد همزة التسوية، نحو: سواء علي أقمت أم قعدت، وبعد همزة يطلب بها وبـ أم التعيين، نحو: أزيد قائم أم عمرو، فالواقعة بعد همزة التسوية لا تستحق جوابا والكلام معها قابل للتصديق والتكذيب ولابد أن تكون بين جملتين في تأويل مفردين كما في الآية2، والتقدير: سواء عليهم استغفارك لهم وعدمه. والواقعة بعد همزة التعيين بخلافها فيما ذكر، فتقع بين مفردين كالمثال، أو جملتين ليستا في تأويل المفردين، كقوله:

ص: 16

6-

لعمرك ما أدري وإن كنت داريا

شعيث بن سهم أم شعيث بن منقر1

الوجه الثاني: أن تكون منقطعة، وهي التي لا يفرقها الإضراب وتقع في الخبر المحض، كقوله تعالى:{تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ، أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ} 2 وفي استفهام بغير الهمزة، كقوله تعالى:{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ} 3، وفي استفهام بالهمزة إذا خرج عن معناه الأصلي، كقوله تعالى:{أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا} 4 لأن الهمزة هنا للإنكار، وقال أبو عبيدة5: إنها قد تفارق الإضراب للاستفهام المجرد.

1 هذا بيت من الطويل للأسود بن يعفر أو للعين المنقري، انظر: الكتاب 3/154. والمقتضب 3/294 والتصريح 2/143.

والشاهد فيه: حذف همزة الاستفهام في قوله: شعيث وذلك للضرورة سهل ذلك دلالة أم عليها، فالأصل: أشعيث.

2 سورة السجدة. الآيتان: 2، 3.

3 سورة الرعد. الآية: 16.

4 سورة الأعراف. الآية: 195.

5 انظر تعليق محي الدين عبد الحميد في أوضح المسالك 3/374.

ص: 17

الثالث: أن تقع زائدة، كقوله:

7-

ياليت شعري ولامنجامن الهرم

أم هل على العيش بعد الشيب من ندم1

الرابع: أن تكون للتعريف كما نقل عن حمير وطيء مثل: أمقمر.

"أل" 2: على ثلاثة أوجه:

الأول: أن تكون اسما موصولا مشتركا ويوصل بها اسم الفاعل واسم المفعول دون الصفة المشبهة واسم التفضيل، وقد توصل بظرف أو جملة اسمية أو فعلية فعلها مضارع وذلك خاص بالشعر.

الثاني: أن تكون حرف تعريف إما للعهد أو للجنس، والعهد إما ذكري أو ذهني أو حضوري، والجنس إما لاستغراق الأفراد، أو استغراق خصائص الأفراد، أو لتعريف الماهية.

1 هذا بيت من البسيط لسعد بن جؤية. انظر: الأزهية ص 131، والخزانة 8/161 والدرر 6/115. والشاهد فيه: أم هل على العيش فأم هنا زائدة.

2 انظر: المغني ص71.

ص: 18

الثالث: أن تكون زائدة، إما لازمة كالتي في الأسماء الموصولة، والمقارنة للأعلام كـ اليسع، وإما للمح الأصل كالداخلة على الأسماء المنقولة من مجرد صالح لها كـ حارث وعباس، وهذا النوع سماعي فلا يقال: المحمد، وإما للضرورة، كقوله:

8 -

رأيت الوليد بن اليزيد مباركا

شديدا بأعباء الخلافة كاهله1

وإما شذوذا كقولهم: ادخلوا الأول فالأول، وجاؤا الجماء الغفير2.

أما3: على وجهين:

الأول: أن تكون حرف استفتاح كـ "ألا"، وتكثر قبل القسم، كقوله:

1 هذا بيت من الطويل لابن ميادة يمدح الوليد بن يزيد بن عبد الملك. انظر: الإنصاف 1/317 وشرح المفصل 1/44 وشرح التسهيل 1/41. والشاهد فيه: اليزيد حيث إن أل هنا زائدة.

2 مثل عربي، قال في اللسان: أي جاءوا بجماعتهم الشريف والوضيع ولم يتخلف أحد وكانت فيهم كثرة، 5/27.

والشاهد: دخول الألف واللام شذوذا على الحال.

3 انظر: المغني ص78.

ص: 19

9 -

أما والله إن الظلم شوم

وما زال المسيء هو الظلوم1

الثاني: أن تكون بمعنى حقا أو أحقا، فالصواب أنها كلمتان؛ الهمزة وما بمعنى حق، وموضعها نصب على الظرفية، وأن وما بعدها في تأويل مصدر مبتدأ، مثل: أما أني بك مغرم، وقال المبرد: موضعها نصب مصدرا لـ حق محذوفا وأن وما بعدها فاعل به.

وزاد بعضهم لها معنى ثالثا: وهو العرض، فتختص بالأفعال، نحو: أما تقوم.

أما2: ويقال: أيما، حرف شرط وتفصيل وتوكيد، وقد لا تكون للتفصيل، كما في قولك: أما زيد فمنطلق، وسمع:"أما قريشا فأنا أفضلها". وهو دليل على أنه لا يلزم أن يقدر في أما: مهما يكن من شيء، بل يقدر ما يليق بالمحل، فالتقدير هنا: مهما ذكرت قريشا.. إلخ.

1 هذا بيت من الوافر لأبي العتاهية. التمثيل فيه: أما والله فقد استعمل أما حرف استفتاح.

2 انظر: المغني ص79.

ص: 20

إما 1: ويقال: إيما. وهي حرف عطف عند الأكثر في نحو: جاءني إما زيد وإما عمرو، وقيل لا ونقل الإجماع عليه.

ولها خمسة معان:

أحدها: الإبهام، كقوله تعالى:{إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ} 2.

الثاني: الشك، نحو: جاءني إما زيد وإما عمرو.

الثالث: التخيير، نحو:{إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً} 3.

الرابع: الإباحة، نحو: تعلم إما فقها وإما نحوا.

الخامس: التفصيل، كقوله تعالى:{إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً} 4.

أو 5: العاطفة، لها اثنا عشر معنى.

1 انظر: المغني ص84.

2 سورة التوبة الآية: 106.

3 سورة الكهف الآية: 86.

4 سورة الإنسان الآية: 3.

5 انظر: المغني ص87.

ص: 21

الأول: الشك، نحو:{يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} 1.

الثاني: الإبهام، نحو:{وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً} 2.

الثالث: التخيير، وهي التي تقع بعد الطلب وقبل ما يمتنع فيه الجمع مثل: تزوج هندا أو أختها.

الرابع: الإباحة، وهي التي تقع بعد الطلب وقبل ما يجوز فيه الجمع مثل: جالس العلماء أو الزهاد، فيباح الجميع، فإن تقدمها لا الناهية امتنع الجميع، كقوله:{وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً} 3.

الخامس: الجمع المطلق كالواو، كقوله:

10 -

وقد زعمت ليلى بأني فاجر

لنفسي تقاها أو عليها فجورها4

1 سورة الكهف الآية: 19.

2 سورة سبأ الآية: 24.

3 سورة الإنسان الآية: 24.

4 هذا بيت من الطويل لتوبة بن الحمير - صاحب ليلى الأخيلية - انظر: أمالي القالي 1/88 وتجريد الأغاني. القسم الأول 3/1286 والهمع 2/134 والدرر 6/117، من قصيدة مطلعها:

نأتك بليلى دارها ما تزورها

وشطت نواها واستمر مريرها

الشاهد فيه: أو عليها حيث استعمل أو كالواو.

ص: 22

السادس: الإضراب كـ "بل"، بشرطين: إعادة العامل، وتقدم نفي أو نهي مثل: ما قام زيد أو ما قام عمرو. لا يقم زيد أو لا يقم عمرو، وقال الكوفيون1: تأتي للإضراب مطلقا كقوله:

11 -

كانوا ثمانين أو زادوا ثمانية

لولا رجاؤك قد قتلت أولادي2

السابع: التقسيم، نحو: الكلمة اسم أو فعل أو حرف.

الثامن: أن تكون بمعنى إلا الاستثنائية فينتصب المضارع بعدها، مثل: لأقتلنه أو يسلم.

التاسع: أن تكون بمعنى إلى فينتصب المضارع بعدها أيضا، نحو: لألزمنك أو تقضي ديني.

العاشر: التقريب، نحو: لا أدري أسلم أو ودع.

1 انظر: الإنصاف 2/478، وتابعهم أبو علي الفارسي وابن برهان التصريح 2/145.

2 هذا بيت من البسيط لجرير، انظر: الديوان ص 120 والشاهد فيه: أو زادوا حيث جاءت أو للإضراب بمعنى بل.

ص: 23

الحادي عشر: الشرطية، نحو: لأقولن الحق رضي الكافر أو سخط.

الثاني عشر: التبعيض، نقله ابن الشجري1 عن بعض الكوفيين، والتحقيق أن أو موضوعة لأحد الشيئين أو الأشياء.

وقد تخرج إلى معنى بل أو الواو وبقية المعاني مستفادة من غيرها، والمعنى العاشر الذي هو التقريب فاسد فـ أو فيه للشك، وكذلك المعنى الحادي عشر، والحق أن الفعل الذي قبلها دال على معنى الشرط، فيكون ما عطف عليه كذلك.

ألا 2: على خمسة أوجه:

الأول: أن تكون للتنبيه فتدل على تحقق ما بعدها، وتدخل على الجملتين، كقوله تعالى:{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} {أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ} 4.

1 انظر: الأمالي الشجرية 2/320.

2 انظر: المغني ص95.

3 سورة يونس الآية: 62.

4 سورة هود الآية: 8.

ص: 24

الثاني: التوبيخ والإنكار، كقوله:

12 -

ألا ارعواء لمن ولت شبيبته

وآذنت بمشيب بعده هرم1

الثالث: التمني، كقوله:

13 -

ألا عمر ولى مستطاع رجوعه

فيرأب ما أثأت يد الغفلات2

الرابع: الاستفهام عن النفي، كقوله:

14 -

ألا اصطبار لسلمى أم لها جلد

إذا ألاقي الذي لاقاه أمثالي3

1 هذا بيت من البسيط، لم أجد قائله، انظر: شرح التسهيل 2/70 والأشموني 1/266 والدرر 2/232. الشاهد فيه: ألا ارعواء فقد استعمل ألا جميعها للتوبيخ والإنكار.

2 هذا بيت من الطويل، انظر شرح التسهيل 2/70 والتصريح 1/245، والأشموني 1/266. الشاهد فيه: ألا عمر حيث استعمل ألا للتمني.

3 هذا بيت من البسيط، روي لمجنون بني عامر، ومن نسبه إليه أبدل سلمى بـ "ليلى"، وقد رأيته في الديوان ص157، قال: إذا. وفسره بتفسير مخالف لمعنى من استشهدوا به على وقوع الاستفهام عن النفي، هذا ما فهمت والله أعلم، وانظر: شرح التسهيل 2/70، والدرر 2/229.

ص: 25

وهذه الأقسام تختص بالجملة الاسمية وتعمل عمل لا الجنسية وتختص التي للتمني بأنه لا خبر لها لفظا ولا تقديرا، ولا يجوز مراعاة محلها مع اسمها ولا إلغاؤها ولو تكررت.

الخامس: العرض والتحضيض، والفرق بينهما أن العرض طلب بلين، والتحضيض بحث، وتختص بالفعلية نحو:{أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} 1.

إلا 2: على أربعة أوجه:

الأول: أن تكون للاستثناء فينتصب ما بعدها بها في نحو: قام القوم إلا زيدا -على الصحيح-3 ويرتفع في نحو: {مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ} 4 على البدلية عند البصريين، وعلى العطف بها عند الكوفيين5.

الثاني: أن تكون بمعنى غير فيوصف بها جمع

1 سورة النور الآية: 22.

2 انظر: المغني ص98.

3 وهو رأي الكوفيين، انظر: الإنصاف 1/260، وشرح المفصل 2/76.

4 سورة النساء الآية: 66.

5 انظر: المقتضب 4/402.

ص: 26

منكر أو شبهه، مثال ذلك:{لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} 1، ثم إن كان ما بعدها مطابقا لموصوفها فالوصف مختص، كقولك: جاء رجل إلا زيد، وإن كان مخالفا له بإفراد أو غيره فالوصف مؤكد صالح للإسقاط، فلو قال: عندي له عشرة إلا درهما، لزمه تسعة، ولو قال: إلا درهم لزمه عشرة، لأن الوصف مؤكد فإن العشرة غير الدرهم، ويصح أن تسقط إلا درهم، ومثله الآية2، فيصح أن يقال: لو كان فيهما آلهة لفسدتا. وإذا كانت إلا هذه بمعنى غير فإنها تفارقها من وجهين:

أحدهما: أنه لا يجوز حذف موصوفها فلا يقال: جاءني إلا زيد.

الثاني: أنه لا يوصف بها إلا حيث يجوز الاستثناء، فلا يجوز عندي له درهم إلا جيد.

الوجه الثالث -من أوجه إلا-: أن تكون عاطفة كالواو، أثبته بعضهم3.

1 سورة الأنبياء الآية: 22.

2 آية الأنبياء.

3 انظر: الإنصاف 1/266.

ص: 27

الرابع: أن تكون زائدة، قاله بعضهم1.

ألا 2: حرف تحضيض مختص بالجملة الفعلية الخبرية كسائر أدوات التحضيض.

إلى 3: حرف جر له ثمانية معان:

الأول: انتهاء الغاية، ثم إن دلت قرينة على دخول ما بعدها أو خروجه عمل بها، نحو: قرأت القرآن من أوله إلى آخره. وقوله تعالى: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} 4، وإلا فقيل يدخل إن كان من الجنس، وقيل مطلقا وقيل لا يدخل مطلقا وهو الصحيح5.

الثاني: المعية إذا ضممت شيئا إلى آخر. مثل: الذود إلى الذود إبل.

1 انظر: شرح المفصل 7/107، والانتصاف من الإنصاف 1/107.

2 انظر: المغني ص102.

3 انظر: المغني ص104.

4 سورة البقرة الآية: 187.

5 انظر: حاشية الصبان 2/215.

ص: 28

الثالث: التبيين لفاعلية مجرورها بعدما يفيد حبا أو بغضا من فعل تعجب أو اسم تفضيل، مثل:{أَحَبُّ إِلَيَّ} 1.

الرابع: مرادفة اللام، مثل:{وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ} 2 وقيل هي للانتهاء.

الخامس: موافقة في.

السادس: موافقة من.

السابع: موافقة عند.

الثامن: التوكيد وهي الزائدة. أثبته بعضهم في قوله تعالى: {تَهْوِي إِلَيْهِمْ} 3.

إي 4: حرف جواب بمعنى نعم، ولا تقع إلا قبل القسم، نحو:{قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ} 5.

1 سورة يوسف الآية: 33.

2 سورة النمل الآية: 33.

3 سورة إبراهيم الآية: 37.، انظر: حاشية الصبان 2/214.

4 انظر: المغني ص105.

5 سورة يونس الآية: 53.

ص: 29

أي 1: على وجهين:

الأول: أن تكون حرف نداء.

الثاني: أن تكون حرف تفسير، نحو: عندي عسجد أي ذهب، فما بعدها عطف بيان أو بدل لما قبلها، ويفسر بها المفرد والجمل، وإذا وقعت بعد تقول وقبل فعل مسند للضمير حكى الضمير، تقول: استكتمته الحديث أي سألته كتمانه فإن أتيت بـ إذا فتحته، فقلت إذا سألته.

15-

إذا كنيت بـ"أي" فعلا تفسره

فضم تاءك ضم معترف

وإن تكن بـ"إذا" يوما تفسره

ففتحة التاء أمر غير مختلف

أي 2: على خمسة أوجه؛ شرطية واستفهامية وموصولية. قال المؤلف: "ولا أعلمهم استعملوا الموصولة مبتدأ".

الرابع: أن تكون دالة على معنى الكمال فتكون

1 انظر: المغني ص106.

2 انظر: المغني ص107.

ص: 30

صفة للنكرة وحالا من المعرفة، نحو: مررت برجل أي رجل، مررت بزيد أي رجل.

الخامس: أن تكون وصلة لنداء ما فيه أل [مثل] : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ} 1.

إذ 2: على أربعة أوجه:

الأول: أن تكون اسما للزمان الماضي فتستعمل ظرفا، وهو الغالب ومفعولا به وتكون غالبا في أوائل القصص، مثل:{وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ} 3 أي اذكروا وقت ذلك، وبدلا من المفعول مثل:{إِذِ انْتَبَذَتْ} 4 ومضافا إليها اسم زمان صالح للاستغناء عنه كـ "يومئذ"، أو غير صالح كـ {بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} 5.

الثاني: أن تكون اسم زمان للمستقبل: {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ، إِذِ الْأَغْلالُ} 6.

الثالث: أن تكون للتعليل: {وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ

1 سورة الأنفال. الآية: 65.

2 انظر: المغني ص117.

3 سورة البقرة. الآية: 50.

4 سورة مريم. الآية: 16.

5 سورة آل عمران. الآية: 8.

6 سورة غافر. الآية: 70، 71.

ص: 31

ظَلَمْتُمْ} 1، وهل هي إذن حرف أو اسم على قولين2.

الرابع: أن تكون للمفاجأة وهي الواقعة بعد بينا أو بينما، كقوله:

16 -

استقدر الله خيرا وارضين به

فبينما العسر إذ دارت مياسير3

وهي هل ظرف مكان أو زمان، أو حرف بمعنى المفاجأة، أو زائدة؛ على أقوال4. وعلى الظرفية فعاملها الفعل بعدها، وعامل بين محذوف يفسره ما بعده على أحد الأقوال.

1 سورة الزخرف. الآية: 39.

2 انظر: الهمع 1/205.

3 هذا بيت من البسيط، لعثمان بن لبيد العذري، أو عثير بن لبيد، انظر: الكتاب 3/528. وفي شرح الشذور وشرح شواهده نسبه إلى عنبر بن لبيد والظاهر أنه تصحيف. وهذا البيت من قصيدة مطلعها:

يا قلب إنك من أسماء مغرور

فاذكر وهل ينفعنك اليوم تذكير

انظر: شرح شذور الذهب ص144. وشرح شواهد الشذور ص 94 والتي بعدها.

الشاهد فيه: فبينما العسر إذ دارت حيث جاءت إذ للمفاجأة بعد بينما.

4 انظر: الهمع 1/205.

ص: 32

والألف في بينا للإشباع وبين مضافة إلى الجملة ويؤيده أنها قد أضيفت إلى المفرد.

إذا 1: على وجهين:

الأول: أن تكون للمفاجأة فتختص بالجمل الاسمية ولا تحتاج إلى جواب ولا تقع في الابتداء، نحو: خرجت فإذا الأسد. وهل هي حرف أو ظرف مكان أو زمان؛ أقوال2. وعلى الظرفية فإما أن ينصبها الخبر مذكورا أو محذوفا، أو تكون هي متعلق الخبر.

الثاني: أن تكون لغير المفاجأة فالغالب أن تكون ظرفا للمستقبل ضمن معنى الشرط وتختص بالفعلية الماضية والمضارعية، وتجزم في الضرورة، كقوله:

17 -

استغن ما أغناك ربك بالغنى

وإذا تصبك مصيبة فتحمل3

1 انظر: المغني ص120.

2 انظر: الهمع 1/206.

3 هذا بيت من الكامل، روي: فتحمل بالحاء المهملة ويروى بالجيم فتجمل، وهو لعبد قيس بن خفاف أو لحارثة بن بدر الغداني، انظر: شرح الأشموني 2/323. والدرر 3/102 ومعجم شواهد العربية 1/319. الشاهد فيه: الشطر الثاني كله حيث جزمت إذا فعلي الشرط ضرورة.

ص: 33

وقد تأتي للماضي كقوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً} 1، أو الحال كقوله سبحانه:{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} 2 وناصبها عند المحققين فعل الشرط وهي عندهم غير مضافة إلى شرطها، والأكثرون على أن ناصبها الجواب، وحقق بعضهم أنها إن كانت شرطا فناصبها فعل الشرط وإلا فجوابه3.

وقد تخرج عن الشرطية، كـ "إذا" الواقعة بعد القسم مثل:{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} 4.

"ايمن" 5: للقسم اسم من اليمين، وهمزته وصل، وليس جمعا، ويلزم الرفع على الابتداء، والإضافة إلى اسم الله فقط وخبره محذوف.

1 سورة الجمعة. الآية: 11.

2 سورة الليل. الآية: 1.

3 انظر: الهمع 1/207.

4 سورة الليل، الآية:1.

5 انظر: المغني ص136.

ص: 34