الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الباء:
الباء المفردة1: حرف جر، ولها معان:
أحدها: الإلصاق حقيقة كأمسكت بزيد، أو مجازا كمررت به أي ألصقت مروري بمكان يقرب منه.
الثاني: التعدية، وهي التي تصير الفاعل مفعولا كـ:{ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ} 2 أي أذهبه.
الثالث: الاستعانة، وهي الداخلة على آلة الفعل، كقطعت بالسكين.
الرابع: المقابلة، وهي الداخلة على الأعواض، كاشتريت بدرهم.
الخامس: التوكيد، وهي الزائدة.
وتزاد في مواضع: الأول الفاعل؛ وجوبا أو غالبا أو ضرورة. فالأول في فعل التعجب؛ كأحسن بزيد، أصله: حسن زيد، ثم غير الخبر إلى الطلب فأدخلت الباء إصلاحا للفظ. والثاني: في كفى، مثل:
1 انظر: المغني ص137.
2 سورة البقرة الآية: 17.
{وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً} 1، وقال الزجاج2: ضمن معنى كفى اكتف، وهو من الحسن بمكان، ولا تزاد في فاعل كفى بمعنى أغنى أو وقى. والثالث: كقوله:
18 -
ألم يأتيك والأنباء تنمي
…
بما لاقت لبون بني زياد3
2-
المفعول، مثل:{فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ} 4.
3-
المبتدأ، مثل: بحسبك درهم. خرجت فإذا بزيد. كيف بك إذا انفردت بعملك.
4-
الخبر قياسا في غير الموجب مثل: ما زيد بقائم، وسماعا في الموجب ومنه عند ابن مالك:
1 سورة النساء. الآية: 166. وسورة الفتح الآية: 28. وسورة يونس الآية: 29.
2 انظر: إعراب القرآن المنسوب له 2/669.
3 هذا بيت من الوافر لقيس بن زهير العبسي. انظر: الكتاب 3/315 والتي بعدها، والإنصاف 1/30، والأشموني 1/66. الشاهد فيه: بما لاقت حيث جاءت الباء زائدة مع الفاعل فـ ما فاعل تأت وذلك للضرورة وهناك ضرورة أخرى وهي إثبات ياء المجزوم مع وجود الجازم لإقامة الوزن في ألم يأتيك.
4 سورة الحج. الآية: 15.
بحسبك زيد لأن زيدا معرفة فيكون هو المبتدأ مؤخرا1.
5-
الحال المنفي عاملها، كقوله:
19 -
كائن دعيت إلى بأساء داهمة
…
فما انبعثت بمزؤود ولا وكل2
6-
توكيد بالنفس والعين، مثل: جاء ني زيد بنفسه أو بعينه.
تنبيه 3: مذهب البصريين أن أحرف الجر لا ينوب بعضها عن بعض، وما أو هم ذلك فمؤول تأويلا يقبله اللفظ أو يضمن متعلقه معنى مناسبا له أو يحمل على الشذوذ وبعض المتأخرين وأكثر الكوفيين يجيزون ذلك من غير تأويل ولا تضمين ولا شذوذ، ومذهبهم أقل تعسفا4.
1 انظر: شرح الكافية الشافية 1/337.
2 هذا بيت من البسيط. انظر: شرح التسهيل 1/385 وشرح شواهد المغني 1/340عن المعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية ومعجم شواهد العربية 1/313. الشاهد فيه: بمزؤودد حيث جاءت الباء زائدة مع الحال المنفي، فإن مزءود حال من التاء منفي بما.
3 انظر: المغني ص150.
4 انظر: سر صناعة الإعراب 1/135.
بل 1: حرف إضراب، فإن تلاها جملة كان معنى الإضراب إما الإبطال، كقوله تعالى:{بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ} 2، أو الانتقال من غرض إلى آخر، كقوله تعالى:{بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} 3، وإن تلاها مفرد فهي عاطفة.
ثم إن تقدمها أمر أو إيجاب كان ما قبلها كالمسكوت عنه، وإن تقدمها نفي أو نهي فهي لتقرير ما قبلها وإثبات ضده لما بعدها، مثل: ما قام زيد بل عمرو، ولا تكرم السفيه بل العاقل.
وقد تزاد قبلها لا لتوكيد الإضراب بعد الإيجاب، كقوله:
20 -
وجهك البدر لا بل الشمس لو لم
…
يقض للشمس كسفة أو أفول4
1 انظر: المغني ص151.
2 سورة الأنبياء. الآية: 26.
3 سورة الأعلى. الآية: 16.
4 هذا بيت من الخفيف، انظر: شرح التسهيل 3/370 والهمع 2/ 136والتصريح 2/148 والدرر 6/135 ومعجم شواهد العربية 1/298. الشاهد فيه: وجهك البدر لا بل الشمس فإن لا فيه لتوكيد الإضراب بعد الإيجاب.
بلى1: حرف جواب وتختص بالنفي فتبطله سواء كان مجردا كقوله تعالى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ} 2، أم مقرونا باستفهام حقيقي مثل: أليس زيد بقائم، فتقول: بلى، أو توبيخي كقوله تعالى:{أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى} 3 أو تقريري كقوله تعالى: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} 4 5، وقد يجاب بها الاستفهام المجرد كقوله في الحديث:"أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟ " قالوا: بلى6 وهو قليل.
1 انظر: المغني ص153.
2 سورة التغابن. الآية: 7.
3 سورة الزخرف. الآية: 80.
4 سورة الأعراف. الآية: 172.
5 وإذا كان الاستفهام لتقرير فيجاب بـ بلى على الأكثر كما هنا مراعاة للفظ وقد يجاب بـ نعم عند أمن اللبس مراعاة للمعنى كقول جحدر بن ربيعة العكلي الشاعر الأموي صاحب الحكاية المشهورة مع الحجاج:
نعم وترى الهلال كما أراه
…
ويعلوها النهار كما علاني
بعد قوله:
أليس الليل يجمع أم عمرو
…
وإيانا فذاك لنا تداني
6 رواه مسلم في الإيمان باب كون هذه الأمة نصف أهل الجنة. رقم: 773.