الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف اللام:
اللام المفردة 1: ثلاثة أقسام؛ جارة وجازمة ومهملة، فالجارة مفتوحة مع الضمير إلا ياء المتكلم فمكسورة، ومكسورة مع الظاهر إلا مع المستغاث المباشر للياء فمفتوحة مثل: يا لله.
وللجارة معان منها:
1-
الاستحقاق، وهي الواقعة بين معنى وذات، مثل: الحمد لله.
2-
الاختصاص، مثل: الحصير للمسجد.
3-
الملك، مثل: لله ما في السماوات.
4-
التعليل، مثل:{لِإِيلافِ قُرَيْشٍ} 2، ومثل اللام الثانية في: يا لزيد لعمرو، والتقدير: أدعوك لعمرو.
5-
بمعنى إلى، مثل:{كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمّىً} 3.
6-
بمعنى على، مثل:{وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ} 4.
1 انظر: المغني ص274.
2 سورة قريش. الآية: 1.
3 سورة الرعد. الآية: 2. وسورة الزمر، الآية: 5. وسورة فاطر، الآية:13.
4 سورة الإسراء. الآية: 107.
7-
بمعنى في، مثل:{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} 1.
8-
بمعنى من، مثل: سمعت له صراخا.
9-
التعجب، وتستعمل في النداء، مثل: يا للماء، إذا تعجبوا من كثرته.
10-
التوكيد، وهي اللام الزائدة، ومنها المقحمة المعترضة بين المتضايفين، مثل قولهم:"يا بؤس للحرب". وهل انجرار ما بعدها بها أو بالمضاف؟ قولان أرجحهما الأول، ومنها لام المستغاث، وقال جماعة غير زائدة ثم اختلفوا فقال الأكثرون متعلقة بفعل النداء المحذوف، وقال ابن جني بحرف النداء لما فيه من معنى الفعل2.
وإذا قيل: يا لزيد بفتح اللام فهو مستغاث، وبكسرها مستغاث له والمستغاث محذوف، وإذا قيل: يا لك احتمل الوجهين.
11-
التبيين، وذكر لها أقساما وأمثلة.
1 سورة الأنبياء. الآية: 47.
2 انظر: سر صناعة الإعراب 1/329 - 332.
والجازمة هي اللام الموضوعة للطلب، وهي مكسورة، وسليم تفتحها، وإسكانها بعد الفاء والواو أكثر، مثل:{فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي} 1، وقد تسكن بعد ثم، مثل:{ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ} 2، ودخولها على فعل المتكلم قليل، مثل قوله صلى الله عليه وسلم:"قوموا فلأصل لكم" 3 وقوله تعالى: {وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ} 4، وأقل منه دخولها في فعل الفاعل المخاطب كقراءة:{فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} 5، وقد تحذف في الشعر ويبقى الجزم كقوله:
49 -
محمد تفد نفسك كل نفس
…
إذا ما خفت من شيء تبالا6
1 سورة البقرة. الآية: 186.
2 سورة الحج. الآية: 29.
3 رواه البخاري في الصلاة باب10، ورواه مسلم في المساجد رقم 263، وأحمد 3/207 رقم 12664، عن أنس رضي الله عنه، ورواه البخاري في الأذان باب 161 "بكم" بدل "لكم".
4 سورة العنكبوت. الآية: 12.
5 سورة يونس. الآية: 58. انظر: الدر المصون 6/224.
6 هذا بيت من الوافر، لحسان بن ثابت رضي الله عنه أو أبي طالب أو الأعشى، انظر: الكتاب 3/8، والإنصاف 2/530، وشرح التسهيل 4/60، وابن الناظم ص690، والشذور ص231، والأشموني 2/314 والدرر 5/61. الشاهد فيه: تفد فإنه فعل مجزوم بلام الطلب المحذوفة.
وأجاز الكسائي حذفها في النثر بشرط تقدم قل، مثل:{قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ} 1.
والمهملة:
1-
لام الابتداء، وتدخل على المبتدأ، مثل:{لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ} 2، وعلى معمول إن اسمها أو خبرها أو معموله، واختلف في دخولها على الخبر المتقدم، مثل: لقائم زيد فمقتضى كلام جماعة من النحويين الجواز، وكذلك اختلف في اللام الداخلة على الفعل، ونص جماعة على المنع وأن اللام الداخلة على الفعل لام القسم.
تنبيه 3: إذا قلت: إن زيدا ليقومن، فاللام
1 سورة إبراهيم. الآية: 31، انظر: سر صناعة الإعراب 1/39، وشرح المفصل 7/35، وانظر: إعراب القرآن للدرويش 5/192.
2 سورة الحشر. الآية: 13.
3 انظر: المغني ص305.
للقسم، فلو قلت: علمت أن زيدا ليقومن، وجب فتح همزة إن.
2-
الزائدة، كالداخلة على خبر المبتدأ، كقوله:
50 -
أم الحليس لعجوز شهربه
…
ترضى من اللحم بعظم الرقبه1
3-
لام الجواب، إما لـ "لو" أو لـ "لولا" أو للقسم، مثل:{لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} 2، {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ} 3، {تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا} 4.
4-
اللام الموطئة وتسمى: المؤذنة، وهي الداخلة على أداة شرط للإيذان بأن الجواب بعدها مبني على قسم مقدر لا على الشرط، سميت موطئة لأنها
1 هذا الرجز، لرؤبة بن العجاج أو لعنترة بن عروس، انظر: شرح التسهيل 2/30، وابن عقيل 1/336، واللسان مادة شهرب، والدرر 2/187. الشاهد فيه: لعجوز إذ دخلت اللام زائدة على خبر المبتدأ.
2 سورة الأنبياء. الآية: 22.
3 سورة البقرة. الآية: 251.
4 سورة يوسف. الآية: 91.
وطأت الجواب للقسم أي مهدته له، مثل:{لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ} 1، وأكثر ما تدخل على إن، وقد تدخل على غيرها، كقوله:
51 -
لمتى صلحت ليقضين لك صالح
…
ولتجزين إذا جزيت جميلا2
5-
لام "أل" كالرجل.
6-
اللام اللاحقة لأسماء الإشارة للدلالة على البعد.
"لا" 3: على ثلاثة أوجه:
الأول: النافية وهي أقسام:
1-
العاملة عمل إن، وهي النافية للجنس على سبيل التنصيص، ومنه:{لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ} 4 عند
1 سورة الحشر. الآية: 12.
2 هذا بيت من الكامل، انظر: شرح التسهيل 3/218، والهمع 2/44، الدرر 4/240. الشاهد فيه: لمتى فإن اللام المؤذنة دخلت على غير إن مع أن الأكثر أن تدخل عليها.
3 انظر: المغني ص313.
4 سورة النحل. الآية: 62.
الفراء، والمعنى عنده لابد من كذا أو لا محالة في كذا1، وقال قطرب: لا رد لما قبلها، أي ليس الأمر كما وصفوا، ثم ابتدأ فقال: جرم وهو فعل ماض بمعنى وجب وما بعده فاعل.
2-
العاملة عمل ليس.
3-
العاطفة.
4-
الجوابية.
5-
ما سوى هذه الأقسام، ومنها المعترضة بين الجر والمجرور، نحو: جئت بلا زاد، وعن الكوفيين؛ هي اسم دخل عليه حرف الجر وما بعدها محفوض بالإضافة2، وبعضهم يسميها زائدة، وإن كان لا يصح إسقاطها من حيث المعنى ويكون المراد بالزيادة وقوعها بين شيئين متطالبين.
الوجه الثاني: "لا" الطلبية التي يطلب بها الترك، وتختص بالمضارع، مثل:{وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} 3.
1 انظر: معاني القرآن 2/8.
2 انظر: الأمالي الشجرية 2/230.
3 سورة هود. الآية: 113.
الوجه الثالث: الزائدة للتقوية والتوكيد، مثل:{مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ} 1، ومنه:{لا أُقْسِمُ} 2 على أحد القولين، ثم مثل بقوله تعالى:{قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً} 3 وذكر أوجها كثيرة في إعرابه، كما ذكر أوجها في إعراب قوله:{وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ} 4، وقوله:{وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ} 5، وقوله:{مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ} إلى قوله: {وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَاباً} 6.
لات 7: الجمهور على أنها كلمتان؛ لا والتاء لتأنيث اللفظ وأنها تعمل عمل ليس، ولا تعمل إلا في الحين وما رادفة.
لو 8: على خمسة أوجه:
1 سورة الأعراف. الآية: 21.
2 سورة القيامة. الآية: 1.
3 سورة الأنعام. الآية: 151.
4 سورة الأنعام. الآية: 109.
5 سورة الأنبياء. الآية: 95.
6 سورة آل عمران. الآيتا ن: 79 و 80.
7 انظر: المغني ص334.
8 انظر: المغني ص337.
الأول: الامتناعية، مثل: لو جئتني أكرمتك، وتفيد الشرطية، وتقييدها بالماضي، والامتناع أي امتناع الشرط والجواب عند الجمهور، وهو باطل بمواضع كثيرة، أو امتناع الشرط خاصة مع عدم الدلالة على امتناع الجواب أو ثبوته، ولكن إن كان مساويا للشرط في العموم لزم انتفاؤه، مثل: لو كانت الشمس طالعة كان النهار موجودا، وإن كان أعم لم يلزم انتفاؤه، وإما ينتفي منه ما كان مساويا للشرط، مثل: لو كانت الشمس طالعة كان الضوء موجودا، وأجود ما يقال فيها: أنها حرف يقتضي في الماضي امتناع ما يليه واستلزامه لتاليه.
الثاني: أن تكون حرف شرط في المستقبل كـ "إن"، إلا أنها لا تجزم، مثل:{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ} 1.
والفرق بين هذه وبين الامتناعية أن الشرط في هذه مستقبل محتمل الوقوع لم يقصد فرضه الآن أو فيما مضى وعكسها الامتناعية.
1 سورة النساء. الآية: 9.
الثالث: المصدرية بمنزلة أن إلا أنها لا تنصب، وأكثر وقوع هذه بعد: ود أو يود، مثل:{وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} 1.
الرابع: التي للتمني بمعنى ليت مثل: {فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ} 2.
الخامس: أن تكون للعرض، مثل: لو تنزل عندنا فتصيب خيرا.
وذكر لها معنى سادس؛ وهو التقليل، مثل:"التمس ولو خاتما من حديد"3.
وجواب لو إما مضارع منفي بلم، أو ماض مثبت أو منفي بما والغالب على المثبت دخول اللام عليه، مثل:{لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً} 4، ومن غير
1 سورة القلم. الآية: 9.
2 سورة الشعراء. الآية: 102.
3 رواه البخاري في النكاح، باب 40، وفي فضائل القرآن باب 21، وفي اللباس باب 49، ومسلم في النكاح رقم 76..
4 سورة الواقعة. الآية: 65.
الغالب؛ {لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً} 1، والغالب على المنفي خلوه من اللام، مثل:{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ} 2، ومن غير الغالب قوله:
52 -
ولو نعطى الخيار لما افترقنا
…
ولكن لا خيار مع الليالي3
وقد يكون جوابها جملة اسمية مقرونة باللام أو الفاء، كقوله تعالى:{وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ} 4، وقول الشاعر:
53 -
لو كان قتل يا سلام فراحة
…
لكن فررت مخافة أن أوسرا5
1 سورة الواقعة. الآية: 70.
2 سورة الأنعام. الآية: 112.
3 هذا بيت من الوافر، انظر: التصريح 2/260، والهمع 2/66، والأشموني 2/352، والدرر 5/101. الشاهد فيه: لما فإن جواب لو اقترنت به اللام وهو من غير الغالب.
4 سورة البقرة. الآية: 103.
5 هذا بيت من الكامل، لعامر بن الطفيل، انظر: شرح التسهيل 4/100، والهمع 2/66، والدرر 5/102. الشاهد فيه: فراحة فإن جواب لو جملة اسمية اقترنت بالفاء.
لولا 1: على أربعة أوجه:
أحدها: أن تدخل على جملتين؛ اسمية ففعلية لربط امتناع الثانية بوجود الأولى، نحو: لولا زيد لأكرمتك، ثم إن كان الخبر كونا مطلقا وجب حذفه وكونا مقيدا وجب ذكره إن لم يعلم، وإلا جاز الوجهان، هذا قول ابن مالك2وجماعة.
وإذا ولي لولا ضمير فحقه أن يكون ضمير رفع، نحو:{لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ} 3، وسمع قليلا:"لولاي ولولاك ولولاه" قال سيبويه4 والجمهور: هي جارة للضمير مختصة به ولا تتعلق بشيء، وموضع المجرور بها رفع بالابتداء، فإذا عطف عليها اسم ظاهر تعين رفعه، مثل: لولاي وزيد، لأنها لا تخفض الظاهر.
الثاني: أن تكون للتحضيض والعرض، وتختص
1 انظر: المغني ص359.
2 انظر: شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح ص65.
3 سورة سبأ. الآية: 31.
4 انظر: الكتاب 2/373 والتي بعدها.
بالمضارع أو ما في تأويله، مثل:{لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ} 1، {لَوْلا أَخَّرْتَنِي} 2.
الثالث: أن تكون للتوبيخ والتنديم، وتختص بالماضي، مثل:{لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ} 3، وقد يفصل بينها وبينه بـ "إذ" أو إذا أو جملة معترضة، مثل:{لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ} 4، {فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ} . إلى قوله:{فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ} 5.
الرابع: الاستفهام، مثل:{لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ} 6 قاله الهروي، والظاهر أنه للعرض، وذكر الهروي أنها تأتي نافية بمعنى ما، مثل:{فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا} 7 أي فما كانت، والظاهر أن المعنى على التوبيخ.
1 سورة النمل. الآية: 46.
2 سورة المنافقون. الآية: 10.
3 سورة النور. الآية: 13.
4 سورة النور. الآية: 12.
5 سورة الواقعة. الآيات: 83 - 86.
6 سورة المنافقون. الآية: 10.
7 سورة يونس. الآية: 98.
لوما 1: بمنزلة لولا.
لم 2: حرف جزم لنفي المضارع، وقد يرفع بعدها، قيل ضرورة وقيل لغة، وزعم بعضهم أن بعض العرب قد ينصب بها، وقد يليها اسم معمول لفعل محذوف يفسره ما بعده، كقوله:
54 -
ظننت فقيرا ذا غنى ثم نلته
…
فلم ذا رجاء ألقه غير واهب3
لما 4: على ثلاثة أوجه:
الأول: مختصة بالمضارع فتجزمه وتنفيه وتقلبه ماضيا، وتفارق لم في خمسة أمور:
الأول: أنها لاتقترن بأداة شرط.
1 انظر: المغني ص364.
2 انظر: المغني ص365.
3 هذا بيت من الطويل، انظره في شرح التسهيل 2/141 والتي بعدها، ومعجم شواهد العربية 1/59. الشاهد فيه: فلم ذا فقد ولي لم معمول فعل محذوف وهو ذا فسر الفعل ما بعده، فإن "ذا" مفعول به منصوب وعلامة نصبه الألف لفعل محذوف، فتكون الجملة: فلم ألق ذا رجاء غير واهب.
4 انظر: المغني ص367.
الثاني: أن منفيها مستمر النفي إلى الحال.
الثالث: أن منفيها قريب إلى الحال.
الرابع: أن منفيها متوقع ثبوته.
الخامس: أن منفيها جائز الحذف لدليل، بخلاف "لم"، فأما قوله:
55 -
احفظ وديعتك التي استودعتها
…
يوم الأعازب إن وصلت وإن لم1
فضرورة.
الثاني: مختصة بالماضي فتقتضي جملتين وجدت ثانيتهما عند وجود الأولى، ويقال فيها حرف وجود لوجود، مثل: لما جاءني أكرمته، وجوابها إما فعل ماض أو جملة اسمية مقرونة بـ "إذا" الفجائية أو بالفاء أو فعلا مضارعا مثل:{فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ} 2،
1 هذا بيت من الكامل، لإبراهيم بن هرمة، انظر: أوضح المسالك 4/202، والأشموني 2/316، والتصريح 2/247، والدرر 5/66. الشاهد فيه: وإن لم فقد حذف منفي لم مجزومها ضرورة فالأصل: إن وصلت وإن لم تصل.
2 سورة الإسراء. الآية: 67.
{فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} 1، {فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ} 2، {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا} 3.
الثالث: أن تكون حرف استثناء، فتدخل على الجمل الاسمية، نحو:{إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} 4، وعلى الفعل الماضي لفظا لا معنى، مثل: أنشدك الله لما فعلت، أي ما أنشدك إلا فعلك.
لن 5: حرف نفي ونصب واستقبال، وتأتي للدعاء كقوله:
56 -
لن تزالوا كذلكم ثم لازالت
…
لكم خالدا خلود الجبال6
1 سورة العكنبوت. الآية: 65.
2 سورة لقمان. الآية: 32.
3 سورة هود. الآية: 74.
4 سورة الطارق. الآية: 4.
5 انظر: المغني ص 373.
6 هذا بيت من الخفيف، للأعشى ميمون بن قيس، انظر: الديوان ص169، وشرح التسهيل 4/15، والهمع 2/56، والدرر 2/42 و 4/62، من قصيدة مطلعها:
ما بكاء الكبير بالأطلال
…
وسؤالي وهل ترد سؤالي
عدها بعض النقاد هي المعلقة. الشاهد فيه: لن تزالوا كذالكم حيث استعمل لن للدعاء.
وتلقي القسم بها وبلم نادر جدا، كقوله:
57 -
والله لن يصلوا إليك بجمعهم
…
حتى أوسد في التراب دفينا1
وزعم بعضهم أنها قد تجزم، كقوله:
58 -
لن يخب الآن من رجائك من
…
حرك من دون بابك الحلقة2
ليت 3: حرف تمن يتعلق بالمستحيل غالبا، وتنصب الاسم وترفع الخبر، وقد تنصبهما، كقوله:
59 -
ياليت أيام الصبا رواجعا4
1 هذا بيت من الكامل، لأبي طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، انظر: شرح التسهيل 3/207، والأشموني 2/36، والهمع 2/41، والدرر 4/220؛ روي:"حتى أوارى". الشاهد فيه: لن يصلوا حيث صدر جواب القسم بـ"لن".
2 هذا بيت من المنسرح، لأعرابي ذي قصة مع الحسين بن علي رضي الله عنه، انظر: الهمع 2/4، والأشموني 2/277، والدرر 4/63. الشاهد فيه: لن يخب حيث جزم المضارع بـ "لن".
3 انظر: المغني ص375.
4 هذا الرجز لرؤبة بن العجاج، انظر: الكتاب 2/142، والدرر 2/170، الشاهد فيه: أيام الصبا رواجعا فقد نصبت ليت الاسم والخبر.
"لعل" 1: حرف ترج ينصب الاسم ويرفع الخبر، قال بعض أصحاب الفراء: وقد ينصبهما، وحكي:"لعل أباك منطلقا"، وعقيل يخفضون بها المبتدأ، كقوله:
60 -
فقلت ادع أخرى وارفع الصوت جهرة
…
لعل أبي المغوار منك قريب2
وهو في محل رفع بالابتداء لتنزيلها منزلة حرف الجر الزائد، قيل وأول لحن سمع بالبصرة قوله:"لعل لها عذر وأنت تلوم" وهو محتمل لتقدير ضمير الشأن، كما في قوله صلى الله عليه وسلم:"إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون" 3، ولها معان:
1 انظر: المغي ص377.
2 هذا بيت من الطويل، لكعب بن سعد الغنوي، يرثي أخاه أبا المغوار، انظر: ابن عقيل 2/196، والتصريح 1/156، والأشموني 1/454، والهمع 2/33، والدرر 4/174. وروي:"دعوة" و"ثانيا". الشاهد فيه: لعل أبي المغوار حيث جر بـ"لعل".
3 رواه البخاري في اللباس باب 89، ومسلم في اللباس والزينة رقم 98، عن ابن مسعود، وأحمد روى نحوه عن عائشة 6/225 رقم 25619.
أحدها: التوقع، وهو ترجي المحبوب والإشفاق من المكروه.
الثاني: التعليل، أثبته جماعة منهم الكسائي، كقوله تعالى:{لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ} 1.
الثالث: الاستفهام، أثبته الكوفيون، ولذلك علق بها الفعل، كقوله تعالى:{وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى} 2.
"لكن" 3: المشددة حرف ينصب الاسم ويرفع الخبر، وفي معناها ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه واحد؛ وهو الاستدراك، وفسر بأن تنسب لما بعدها حكما مخالفا لكم ما قبلها.
الثاني: أنها تأتي للاستدراك، وفسر برفع ما يتوهم ثبوته، وتأتي لمعنى آخر أيضا وهو: التوكيد، مثل: لو جاءني أكرمته لكنه لم يجىء حيث أكدت ما أفادته لو من الامتناع.
1 سورة طه. الآية: 44.
2 سورة عبس. الآية: 3.
3 انظر: المغني ص383.
الثالث: أنها للتوكيد دائما ويصحب التوكيد معنى الاستدراك، وقد يحذف اسمها، كقوله:
61 -
فلو كنت ضبيا عرفت قرابتي
…
ولكن زنجي عظيم المشافر1
"لكن" 2: المخففة هي ضربان؛ مخففة من الثقيلة فلا تعمل، وخفيفة بأصل الوضع فإن وليها كلام فهي حرف ابتداء لا عاطفة، وإن وليها مفرد فهي عاطفة بشرطين:
أحدهما: أن يتقدمها نفي أو نهي، فإن قلت:"قام زيد لكن عمرو"، جعلتها حرف ابتداء وأتممت الجملة فقلت:"لم يقم"، وأجاز الكوفيون العطف3.
الثاني: أن لا تقترن بالواو.
1 هذا بيت من الطويل، للفرزدق، انظر: الديوان 2/481 والكتاب 2/135 والتي بعدها، والإنصاف 1/182، وشرح التسهيل 2/13، واللسان مادة شفر،. الشاهد فيه: ولكن زنجي حيث حذف اسم لكن، فالأصل: ولكنك زنجي.
2 انظر: المغني ص385.
3 انظر: الإنصاف. 2/484.
"ليس" 1: لنفي الحال، ولنفي غيره بالقرينة، مثل: ليس خلق الله مثله. وهي فعل لا يتصرف، قيل إلا في ثلاثة مواضع:
الأول: أن تكون للاستثناء، نحو: أتوني ليس زيدا. والصحيح أنها هي الناسخة واسمها مستتر.
الثاني: أن تدخل على جملة اسمية رافعة للاسمين كما في لغة تميم؛ "ليس الطيب إلا المسك". فإنهم يهملونها حملا على إهمال ما عند انتقاض النفي، وزعم بعضهم أن من ذلك ما إذا دخلت جملة فعلية ماضية، كقولهم:"ليس خلق الله مثله".
الثالث: أن تكون حرفا عاطفا، أثبته الكوفيون لقوله:
62 -
أين المفر والإله الطالب
…
والأشرم المغلوب ليس الغالب2
وخرج على أن الخبر محذوف تقديره: ليس الغالب إياه.
1 انظر: المغني ص386.
2 الراجز هو نفيل بن حبيب، انظر: شرح التسهيل 3/346، والهمع 2/138، والدرر 6/146. الشاهد فيه: المغلوب ليس الغالب فإنها عاطفة كقولك: المغلوب لا الغالب.