الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ضياع ماله: كما لو عنده مال يخشى إذا ذهب عنه أن يسرق.
وفواته: كما لو كان له جمل شارد مثلاً، وقيل له أن جملك في المكان الفلاني، وحضرت الصلاة وخشي إن ذهب يصلي الجمعة أو الجماعة أن تذهب الدابة عن المكان الذي قيل له إنها فيه، فهذا خائف من فواته، فله أن يترك الصلاة ويذهب إلى ماله ليدركه.
أو ضرراً فيه: كأن يكون له خبز في تنور مثلاً، ويخشى إن ذهب إلى الجمعة أو الجماعة أن يحترق خبزه، فله أن يتخلف عن الجمعة والجماعة، لكن كما تقدم لا يتحين وضع خبزه أو طعامه في وقت إقامة الجمعة والجماعة، لكن لو وقع منه إتفاقاً لا قصداً فله أن يتخلف.
س117: هل يفرق بين المال الكثير والمال القليل بحيث يتخلف عن الجمعة والجماعة إذا كان المال كثيراً بخلاف المال اليسير أم لا فرق
؟
ج/ أجاب عن ذلك الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله حيث قال: (ظاهر كلام المصنف رحمه الله أنه لا فرق بين المال الكثير والمال القليل الذي لا يعتبر شيئاً، لأنه أطلق فقال " من ضياع ماله " وقد يقال إنه يفرق بين المال الخطير الذي له شأن، وبين المال القليل في صلاة الجمعة خاصة، لأن صلاة الجمعة إذا فاتت فيها الجماعة لا تعاد، وغير الجمعة إذا فاتت فيها الجماعة يصليها كما هو)(1).
سادساً: إذا كان يخاف على مال استؤجر لحفظه كنظارة بستان ونحو ذلك، ولكن هذا إذا وقع صدفة أو لابد له منه، أما إذا كان يعلم حال استلامه حفظ المال أنه يؤدي به إلى التخلف عن الجمعة والجماعة، وله غنية عن ذلك، فلا ينبغي تعمده وترك ما أوجب الله عليه من حضور الجمعة والجماعة، ويسعى في وجود مؤونة لا تمنع الجماعة.
(1) الممتع 4/ 444.
سابعاً: إذا حصل له أذى بمطر أو وحل (1) ، أو ثلج، أو جليد، أو ريح باردة بليلة مظلمة.
المطر: أي أن السماء تمطر ويتأذى من المطر بخروجه، فإنه يعذر، أما إذا كان المطر خفيفاً فلا يعذر بذلك، والدليل على أن المطر عذر يبيح التخلف ما ورد عن ابن عباس أنه قال لمؤذنه في يوم مطير: إذا قلت أشهد أن محمداً رسول الله فلا تقل حيى على الصلاة، قل: صلوا في بيوتكم، فكأن الناس استنكروا ذلك، فقال: أتعجبون من ذا فقد فعل ذلك من هو خير مني " يعني النبي - " إن الجمعة عزمة، وإني كرهت أن أخرجكم فتمشوا في الطين والدحض (2).
الريح تبيح التخلف عن الجمعة والجماعة بشروط:
1 -
أن تكون الريح باردة، لأن الريح الساخنة ليس منها أذى ولا مشقة.
2 -
أن تكون الريح شديدة، لأن الريح الخفيفة لا مشقة منها ولا أذى، حتى ولو كانت باردة.
3 -
أن تكون في ليلة مظلمة، وهو قول المذهب (3) وعليه الجمهور، ولكن ليس عليه دليل لأنه الحديث الذي استدل به من اشترط هذا الشرط، وهو حديث ابن عمر رضي الله عنهما {أن منادي الرسول - ينادي في الليلة الباردة والمطيرة أن صلوا في رحالكم (4)} ، ليس فيه اشتراط أن تكون الليل مظلمة.
وبناء على هذا فالراجح أن الذي يعذر معه الإنسان بالتخلف عن الجمعة والجماعة هي الريح الباردة الشديدة، ولا يشترط أن تكون الليلة مظلمة.
(1) الوحل: هو الطين الرقيق.
(2)
متفق عليه.
(3)
مذهب الحنابلة.
(4)
رواه البخاري ومسلم.