الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ا. لفوات مقصده.
…
2. ولشغل قلبه.
ويدخل في ذلك فوات رحلة الطائرة، ولا فرق هنا بين سفر الطاعة كطلب علم أو حج وعمرة، أو سفر مباح كالسفر للتجارة ونحوها.
الخامس عشر: غلبة النعاس، خاصة إذا كان لا يدري ما يقول، كأن يكون النوم شديداً، فهنا يكون معذوراً بترك الجمعة والجماعة، ولذا فإنه ينام حتى يزول ما به من النعاس ثم يصلي براحة.
س123: الآكل للبصل ونحوه ومما له رائحة كريهة هل يعذر بترك الجمعة والجماعة أم لا
؟
ج/ يقال إن كان قصد بأكله البصل أن لا يصلي مع الجماعة فهذا حرام، ولا يحضر إلى المسجد، ليس لأنه معذور، بل دفعاً لأذيته، لأنه يؤذي الملائكة وبني آدم.
أما إذا قصد بأكله البصل ونحوه التمتع به، وأنه يشتهيه فليس بحرام، ولا يحضر الجمعة والجماعة، ويكون معذوراً، كالمسافر في رمضان إذا قصد بالسفر الفطر حرم عليه، وإن قصد السفر لغرض غير ذلك فله الفطر.
الأعذار: جمع عذر، كقفل وأقفال، وهو ما يرفع اللوم عما حقه أن يلام عليه (1).
والمراد بها هنا: المرض، والسفر، والخوف، فهذه هي الأعذار التي تختلف بها الصلاة عند وجودها.
واختلاف الصلاة هيئة وعدداً بهذه الأعذار مأخوذ من قاعدة عامة في الشريعة وهي قوله تعالى {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} (2) ، وقوله تعالى {وَمَا جَعَلَ
(1) المطلع ص102.
(2)
(البقرة: من الآية185).
عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ (1)} ، وقوله {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا (2)} ، ومن القواعد المعروفة عند الفقهاء {أن المشقة تجلب التيسير} .
وهذا التيسير سر من أسرار عظمة هذه الشريعة، فإن الناظر في التخفيفات الواردة في الشرع يرى أنها لا تخرج عن نوعين اثنين:
الأول: نوع شرع من أصله للتيسر، وهو عموم التكاليف الشرعية في الأحوال العادية.
الثاني: نوع من شرع لما يجدّ من الأعذار والعوارض، وهو المسمى بالرخص، وهو المقصود هنا.
فأما النوع الأول فإنه بأدنى تأمل يبدو جلياً أن هذا الدين كله بتكاليفه وعباداته وتشريعاته ملحوظ فيه فطرة الإنسان وطاقته، فالتكاليف الشرعية يسيرة لا عسر فيها، سمحة لا تكلف فيها، سهلة لا تعقيد فيها، أنها لا تمثل قيوداً وأغلالاً في عنق الإنسان، وترهق كاهله، وهو كذلك " أي العبد " لا يمثل في ظل التزامه بها عبداً مسترقاً مسلوب الإرادة والاختيار، كما يخيل لبعض المستشرقين ومن على شاكلتهم ممن في قلوبهم إحَنٌ ودخن، فيكتبون عن الإسلام بروح التعصب، وعقلية المتحامل ويتكلمون بما لا يعلمون، ويهرفون بما لا يعرفون، يدفعهم التحامل والتعصب، ومقت الإسلام وأهله، إلى جانب جهلهم بمبادئ الإسلام وتشريعاته السمحة الندية، إنهم ومن لفّ لفهم يجهلون أن الأحكام الشرعية في حقيقتها توجيه وتشريف أكثر منها قيوداً وحدوداً، وأن التكاليف الربانية أمر ينسجم مع طبيعة الإنسان، ويتلاقى مع مزيته التي خصه الله بها من العقل والفهم، فاي حرج على الإنسان أن يتقيد بها ويعمل بمقتضاها؟ ما دام يعلم علم اليقين أنها منوط بها سعادته، وهو أهل لها، وفي تكليفه بها وتشريفه وتكريمه وتوجيهه وتسديده لتتم بها السعادة في الدنيا والآخرة.
وأما النوع الثاني من التخفيفات الواردة في الشرع لما يوجد من الأعذار والعوارض، وهو المسمى بالرخص، أن الرخص في الإسلام تعتبر دليل عيان يشهد له بأنه دين اليسر والسهولة، وشاهد عدل على سماحته وتجاوبه مع الفطر المستقيمة، وحساسيته
(1)(الحج: من الآية78).
(2)
(البقرة: من الآية286)