الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخمس أجمعت عليها الشرائع، وفيها إثبات الحكمة وإثبات الغيرة له لأنه حرم هذه الأمور. ومعنى قوله:(مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانا) أي ما لم ينزل به دليلاً، وهو قيد لبيان الواقع؛ لأنه لا يمكن أن يقوم الدليل على الإشراك بالله، وعلى هذا فلا مفهوم له.
وفي هذه الآية رد على المشبهة في قوله: (وَان تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانا) لأن المشبهة أشركوا به حيث شبهوه بخلقه. وفيها رد على المعطلة في قوله تعالى: (وَأن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) لان المعطلة قالوا على الله مالا يعلمون، حيث نفوا صفاته عنه بحجج باطلة، وهذا هو وجه مناسبة ذكر هذه الآية في العقيدة.
العلو وأقسامه:
العلو: الارتفاع. وأقسام علو الله تعالى ثلاثة:
1.
علو الذات، ومعناه أن الله بذاته فوق خلقه.
2.
علو القدر، ومعناه أن الله ذو قدر عظيم لا يساويه فيه أحد
من خلقه، ولا يعتريه معه نقص.
3.
علو القهر، ومعناه أن الله تعالى قهر جميع المخلوقات فلا يخرج أحد منهم عن سلطانه وقهره.
وأدلة العلو: الكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة، فمن الكتاب قوله تعالى:(وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)(البقرة: الاية255). ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم: (ربنا الله الذي في السماء)(1). وإقراره الجارية حين سألها: (أين الله؟ قالت: في السماء)، فلم ينكر عليها، بل قال لسيدها:) أعتقها فإنها مؤمنة) (2).
وفي حجة الوداع أشهد النبي صلى الله عليه وسلم ربه على إقرار أمته بالبلاغ، وجعل يرفع إصبعه إلى السماء ثم ينكتها إلى الناس وهو يقول:(اللهم اشهد)(3).
وأما الإجماع على علو الله فهو معلوم بين السلف ولم
(1) رواه احمد (6/ 20) وأبو داوود، كتاب الطب، باب كيف الرقى، رقم (3892) والحديث حسنه شيخ الإسلام في الواسطية.
(2)
رواه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب تحريم الكلام في الصلاة رقم (537).
(3)
رواه مسلم كتاب الحج، باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم رقم (1218).