الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أولا: لأنه مستحيل على الله حيث ينافي علوه، وعلوه من صفاته الذاتية التي لا ينفك عنها.
ثانيا: أنه خلاف ما فسرها به السلف.
ثالثا: أنه يلزم على هذا التفسير لوازم باطلة.
معنى كون الله في السماء:
معناه على السماء أي فوقها، فـ (في) بمعنى (على) كما جاءت بهذا المعنى في قوله تعالى:(قُلْ سِيرُوا فِي الأرض)(الأنعام: الاية11). أي عليها، ويجوز أن تكون (في) للظرفية فالسماء على هذا بمعنى العلو، فيكون المعنى أن الله في العلو، وقد جاء السماء بمعنى العلو في قوله تعالى:(انزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاء)(الرعد: الاية17)
ولا يصح أن تكون (في) للظرفية إذا كان المراد بالسماء الأجرام المحسوسة؛ لأن ذلك يوهم أن السماء تحيط بالله، وهذا معنى باطل؛ لأن الله أعظم من أن يحيط به شيء من مخلوقاته.
قول أهل السنة في كلام الله تعالى:
قول أهل السنة في كلام الله: أنه صفة من صفاته لم يزل ولا
يزال يتكلم بكلام حقيقي بصوت لا يشبه أصوات المخلوقين وحروف. يتكلم بما شاء ومتى شاء وكيف شاء، وأدلتهم على ذلك كثيرة منها قوله تعالى:(وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيما)(النساء: الاية164). وقوله تعالى: (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ)(الأعراف: من الاية143). والدليل على أنه بصوت قوله تعالى: (وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانبِ الطُّورِ الأيمن وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّا)(مريم: 52). ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم: (يقول الله تعالى: يا آدم. فيقول: لبيك وسعديك. فينادي بصوت أن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثاً إلى النار، فيقول: يا ربي، وما بعث النار). الحديث متفق عليه (1) ودليلهم على انه بحروف قوله تعالى: (وَقُلْنَا يَا ادَمُ اسْكُنْ أنت وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ)(البقرة: الاية35). فمقول القول هنا حروف.
ودليلهم على انه بمشيئة قوله تعالى: (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى
(1) رواه البخاري، كتاب التفسير، باب سورة الحج رقم (4741) ومسلم، كتاب الإيمان، باب قوله: يقول الله تعالى لادم أخرج بعث النار رقم (222).