الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المرجئة من جهة وبين المعتزلة والحرورية من جهة؛ لأن المرجئة يسمون فاعل الكبيرة مؤمنا كامل الإيمان، والمعتزلة والحرورية يسمونه غير مؤمن، لكن المعتزلة يقولون: لا مؤمن ولا كافر في منزلة بين منزلتين، والحرورية يقولون: إنه كافر، وأهل السنة يقولون: إنه مؤمن ناقص الإيمان، أو مؤمن بأيمانه فاسق بكبيرته.
الخامس: أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأهل السنة وسط فيه بين الروافض والخوارج؛ لأن الروافض بالغوا في حبِّ آل النبي صلى الله عليه وسلم وغلوا فيهم حتى أنزلوهم فوق منزلتهم، والخوارج يبغضونهم ويسبونهم، وأهل السنة يحبون الصحابة جميعهم، وينزلون كل واحد منزلته التي يستحقها من غير غلو ولا تقصير.
طوائف المبتدعة الذين أشار إليهم المؤلف في هذه الأصول السابقة:
أشار المؤلف إلى طوائف من أهل البدع:
أولا الجهمية: وهم أتباع الجهم بن صفوان الذي أخذ التعطيل عن الجعد بن درهم، وقتل في خراسان سنة 128هـ، ومذهبهم في الصفات إنكار صفات الله، وغلاتهم ينكرون
حتى الأسماء، ولذلك سموا بالمعطلة. ومذهبهم في أفعال العباد أن العبد مجبور على عمله ليس له قدرة ولا اختيار، ومن ثم سموا جبرية.
ومذهبهم في الوعيد وأسماء الإيمان والدين أن فاعل الكبيرة مؤمن كامل الإيمان ولا يدخل النار، ولذلك سموا مرجئة فهم أهل الجيمات الثلاث تجهم وجبر وإرجاء.
ثانيا المعتزلة: وهم أتباع واصل ابن عطاء الذي اعتزل مجلس الحسن البصري حين كان الحسن يقرر أن فاعل الكبيرة مؤمن ناقص الإيمان، فاعتزله واصل وجعل يقرر أن فاعل الكبيرة في منزلة بين منزلتين.
ومذهبهم في الصفات: إنكار صفات الله كالجهمية، ومذهبهم في أفعال العباد أن العبد مستقل بفعله يفعل بإرادة وقدرة مستقلا عن قضاء الله وقدره عكس الجهمية؛ ولذلك سموا قدرية. ومذهبهم في الوعيد أن فاعل الكبيرة مخلد في النار عكس الجهمية القائلين بأنه لا يدخل النار، ولذلك سموا الوعيدية. ومذهبهم في أسماء الإيمان والدين أن فاعل الكبيرة في منزلة بين منزلتين ليس مؤمناً ولا كافراً، عكس الجهمية
القائلين بأنه مؤمن كامل الإيمان، ولذلك سموا أصحاب المنزلة بين منزلتين.
ثالثا: الخوارج: سموا بذلك لخروجهم على إمام المسلمين، ويقال لهم: الحرورية نسبة إلى حروراء موضع بالعراق قرب الكوفة خرجوا فيه على علي بن أبى طالب رضي الله عنه. كانوا من أشد الناس تديناً في الظاهر حتى قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرءون القرءان لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية؛ فأينما لقيتموهم فاقتلوهم؛ فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم إلى يوم القيامة)(1).
ومذهبهم في الوعيد أن فاعل الكبيرة مخلد في النار كافر يحل دمه وماله، ومن ثم استباحوا الخروج على الأئمة إذا
(1) رواه البخاري كتاب استتابة المرتدين، باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة رقم (6930) ومسلم كتاب الزكاة، باب التحريض على قتل الخوارج رقم (1066).