الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بقوله تعالى: (بل عجبتُ) على قراءة ضم التاء، وفي السنة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:(عجب ربنا من قنوط عباده وقرب خيره)(1). الحديث.
والممتنع على الله من العجب هو ما كان سببه الجهل بسبب المتعجب منه؛ لأن الله لا يخفي عليه شيء، أما العجب الذي سببه خروج الشيء عن نظائره أو عما ينبغي أن يكون عليه فإن ذلك ثابت لله. وقد فسره أهل السنة والجماعة بأنه عجب حقيقي يليق بالله، وفسره أهل التأويل بثواب الله أو عقوبته، ويرد عليهم بأنه خلاف ظاهر النص وإجماع السلف.
القدم:
ومن الصفات الثابتة قدم الله عز وجل لقوله صلى الله عليه وسلم:
(1) رواه احمد (4/ 12) وابن ماجة، كتاب المقدمة، باب فيما أنكرت الجهمية رقم (181) وابن أبى عاصم في السنة رقم (554) والبيهقي في الأسماء والصفات ص (473). والحديث حسنه الألباني في الصحيحة رقم (2810).
(لا تزال جهنم يلقى فيها وهي تقول: هل من مزيد؟ حتى يضع رب العزة فيها رجله، وفي رواية: عليها قدمه؛ فينزوي بعضها إلى بعض وتقول قط قط)(1).
وفسر أهل السنة الرجل والقدم بأنها حقيقية على الوجه اللائق بالله، وفسر أهل التأويل الرجل بالطائفة ـ أي الطائفة الذين يضعهم الله في النار ـ والقدم بالمقدمين على النار. ونرد عليهم بأن تفسيرهم مخالف لظاهر اللفظ وإجماع السلف وليس عليه دليل.
حديث رقية المريض (2). وحديث الجارية التي سألها رسول الله صلى الله عليه وسلم أين الله قالت في السماء (3):
في حديث رقية المريض من صفات الله إثبات ربوبية الله وإثبات علوه في السماء، وتقدس أسمائه عن كل نقص، وأن
(1) أخرجه البخاري كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى (وَهُوَ العَزِيزُ الحكيمُ) رقم (7384) ومسلم، كتاب الجنة باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء رقم (2848).
(2)
سبق تخريجه.
(3)
سبق تخريجه.
له الأمر في السماء والأرض فحكمه فيهما نافذ، وإثبات الرحمة وإثبات الشفاء لله وهو رفع المرض. وفي حديث الجارية من صفات الله: إثبات المكان لله وأنه في السماء.
ومن الصفات الثابتة بالسنة كون الله تعالى قِبَلَ وجه المصلى، ودليله قوله صلى الله عليه وسلم:(إذا قام أحدكم في الصلاة فلا يبصق قِبَلَ وجهه فإن الله قِبَلَ وجهه .. )(1). الحديث
وهذه المقابلة ثابتة لله حقيقة على الوجه اللائق به، ولا تنافي علوه، والجمع بينهما من وجهين:
1.
أن الاجتماع بينهما ممكن في حق المخلوق كما لو كانت الشمس عند طلوعها، فإنها قبل وجه من استقبل المشرق وهي في السماء، فإذا جاز اجتماعها في المخلوق فالخالق أولى.
(1) أخرجه البخاري كتاب الصلاة، باب حك البزاق باليد في المسجد رقم (406) ومسلم كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب النهي عن البصاق في المسجد رقم (547) عن ابن عمر رضي الله عنهما.