الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نصوص الشريعة وأدلتها، فهذه الأعراف كانت موجودة عند سلفنا الصالح، وأقرها علماؤنا القدامى.
والتحذير هنا وإن كان أقل من الناحية الشرعية إلا أن نسب الطلاق في المحاكم الشرعية قبل الدخول كثيرة، فالأولى أن يترك العاقد المرأة التي عقد عليها دون مسيس.
لأن أعراف الناس تقضي أن المطلقة قبل الدخول لا زالت بكرا، فكيف إذا تبين غير ذلك؟ (1)
المطلب الرابع: الإسراف في بطاقات الدعوة
.
يقوم الخاطب بعمل بطاقات دعوة، عند مراسم الخطبة، وأخرى عند الزواج، والغرض من هذه البطاقة دعوة الناس وإبلاغهم
(1) مجتمعنا الذي نعيش فيه مجتمع يقوم على احترام الرجال دون النساء، فلا يرحم المجتمع المرأة أبدا، بل يتصيد الناس لها الأخطاء، وتحفظ أخطاؤها عشرات السنين دون نسيان، فيقول الناس بعد سنوات: ذهبت مع فلان، خلا بها فلان ......... ولو تابت ألف توبة.
والمرأة كما وصفت كالجرة: إذا كسرت لا تعود كما كانت، فلتحافظ النساء على أنفسهن في مجتمع كهذا.
وإني أتعجب كل العجب من مجتمع يعتبر الرجل لا يخطئ ولا يعاب، مهما فعل من المنكرات عند الكثير من الناس، فنرى تارك الصلاة يتزوج من خيرة النساء، وكذا شارب الخمر.
بل إن بعض من يصلي ويصف في الصف الأول يزوج ابنته لرجل يسب الذات الإلهية ويسب دين المسلمين، من غير تردد عنده في ذلك، فالمهم عند الكثير منهم: كم يملك الرجل من المال؟ وما هو منصبه؟ ونوع السيارة التي يقودها، وشكل البيت الذي يسكنه .. فالله المستعان.
بموعد العرس ومكانه.
وصارت هذه من العادات اللازمة للعرس، والتي تحتاج إلى مشاورة العروس في شكل البطاقة ولونها ومونتاجها.
ويتفنن الناس في الإسراف في مثل هذه البطاقات، وتنفق عليها المبالغ الباهظة أحيانا (1).
ويحصل فيها من التنافس ما لا يحصل في أمر من أمور الآخرة، فهذا يريد أن يعمل بطاقات أفضل من عرس فلان، وذاك يريد أن يعمل بطاقة رآها في عرس في بلد مجاور، وآخر يقلب صفحات على الانترنت عسى أن يجد شيئا مميزا في ذلك. وهكذا .....
وأكثر الناس المدعوين لهذه الأفراح يكون عندهم العلم والدراية المسبقة بموعد العرس، وتكون البطاقة بعد ذلك شكلية فقط.
فلماذا الإسراف؟
وقد نهانا الله سبحانه جل جلاله عن الإسراف، فقال سبحانه:
(1) وأكثر هؤلاء الناس لو طلبت منه المساعدة في أي أمر من أمور الخير: بناء مسجد، كفالة يتيم، مساعدة محتاج، طالب علم، لخلق لك ألف عذر بأنه لا يستطيع، ولا يملك.
فسهل الشيطان لهم سبيله، وسبيل الله بينهم وبينه عائق، فالله المستعان مرة أخرى.
ملاحظة: يكتب على بطاقات الدعوة آيات قرآنية، وأحاديث نبوية، فلا يجوز رمي هذه الأوراق في سلات القمامة، لأن ذلك لا يليق بكلام الله تعالى، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم.
والأولى أن تحرق هذه الأوراق بعد قراءتها، أو توضع في مكان نظيف، أو تدفن في الأرض صيانة لكلام الله تعالى عن الامتهان.
وقال سبحانه مخاطبا عباده «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (الأعراف:31)» .
والأولى في أمثال هؤلاء أن يستبدلوا هذه البطاقات ببطاقات أقل تكلفة، وحتى لو عملت بطاقة على ورقة عادية مطبوعة، وموضوعة في ظرف، كما رأينا بعضهم يعمل ذلك، لكان ذلك كافيا موفيا بالغرض إن شاء الله.
وفي بعض القرى الآن يتم دعوة الناس عبر مكبر صوت محمول على سيارة يدعو الناس من خلاله، ويكون ذلك كافيا.